أسئلة منوعة ومواضيع مختلفة
ما هي الكيفية التي يتنفس بها سمك السلور؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الغالي:
في سؤالك عن الكيفية التي يتنفس بها سمك السلّور يسعدنا أن نجيبك فنقول:
بالرغم من أن الغلاصم هي العضو الأساسي في التنفس عند الأسماك عموماً إلا أنّه في بعض الأسماك التي تعيش في المياه العذبة أعضاء خاصة تساعدها على التنفس في البيئات الملوثة أو حينما تتنقّل بين البحيرات والبرك والمستنقعات بالزحف عبر الأراضي اليابسة، هذه الأعضاء تساعدها على تحمّل النقص الحاد في أوكسجين الماء.
إن رتبة السلوريات يزيد عدد أنواعها عن ألفي نوع منها الأسماك القرموطية وفيها سمك السلور. هذه الأسماك لديها القدرة على تنفس الهواء الجوي مباشرة بواسطة جهاز متخصص هو عبارة عن نمو من السطح الظهري للحجرة الخيشومية ويُعرف بالرئة الخيشومية وهذه تقع فوق الخياشيم وتحوي على جهاز متخصص أيضاً يسمى الورديات يزيد قدرة السطح التنفسي في سمك القرموط.
من هذا تتفجر عظمة الخلق والتكوين الإلۤهي العظيم، فهو تعالى لم ينسَ هذه المخلوقات في تنقلها البسيط في تلك البيئات المستنقعية التي أوجدها فيها، فكما العظمة والإعجاز في الخلق كذا الظروف التي تحيط بكل كائن ومناسبتها له، كذلك فسمك السلور حينما نصطاده فإن الدم يذهب إلى الغلاصم كبقية الأسماك إذن فإنه يؤكل ولا مكروب ولا جرثوم فيه بغض النظر عن التنفس عن طريق الغلاصم أو غيرها المهم بالنسبة لنا أنه بعد موته يصبح خالياً من الدم والجراثيم وخالياً من كل أذى أو ضرر ويجوز أكله وقد كانوا منذ عشرات السنين في أول القرن العشرين قبل تجفيف سهل الغاب يأتون بكميات منه ولكن رأسها مقطوع فهي صحية طيبة خالية من الجراثيم والضرر وينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من السمك.
شكرا لك سيدي المحترم على الإجابة الواضحة والتي استفدت منها كثيرا جزاك الله عني كل خير ولكن سيدي المحترم عندي الكثير من الأسئلة وأريد من حضرتكم التكرم بالإجابة عليها في أقرب وقت ممكن، حبذا لو كانت قبل الفاتح من أكتوبر لأنني بأمس الحاجة لمعلومات تنقصني لدخول مرحلة التكوين فأرجوا منكم إفادتي وحفظكم الله.
*- اشترى رجل سلعة و لم يستطع دفع ثمنها فيقول للآخر: ادفع ثمن هذه السلعة و كن شريكي فإذا بعت السلعة قاسمتك ما هو حكم هذه المعاملة و أين تندرج علل الإجابة؟
*- ما هو الأثر الفقهي المترتب عن الإخوة بين المهاجرين و الأنصار؟ وهل بقي هذا الحكم؟
*- بم يثبت صدق مدعي النبوة؟
*- احتجت إلى المال و لم تجد من يقرضك إياه فذهبت إلى بائع و قلت له: بعني هذه السلعة بألف أدفعها لك بعد شهرين فقال لك قبلت وبعد شهر بعت هذه السلعة لنفس البائع بثمانمائة قبضتها نقدا و في الحين فما حكم هذه المعاملة؟ وفي أي نوع من البيوع تندرج؟ ما دليلها من السنة النبوية؟
*- كيف كان النسيج العمراني للمدينة المنورة تكلم عنه (النسيج العمراني) في بداية الهجرة النبوية؟
*- ما الفرق بين المعجزة و الكرامة و السحر؟
*- من مصاريف الزكاة (الفقراء و المساكين) عرف الفقير والمسكين وبين ما يشترك فيهما لاستحقاقهما الزكاة؟
*- الله خالق كل شيء بما فيها أعمال العباد ما معنى هذا الكلام عند علماء العقيدة؟
*- ما هو سبب نزول قوله جل و علا (و إذا زين لهم الشيطان أعمالهم و قال لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى مالا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب {سيدي أعرف سبب نزولها لكنني أريد شرح مفصل}
*- الإنصاف كتاب في العقيدة من صاحبه؟ وما هي مكانته العلمية؟
*- أوقف رجل في حال صحته و عافيته أرضا و أوقف في مرض موته دارا فلما توفي طالب ورثته باسترداد هذا الوقف لتقسيمه كيف يحكم القاضي في هذه المسألة؟
*- أرسلت قريش رجلين إلى النجاشي بخصوص أمر المسلمين هما عمرو بن العاص من هو الآخر؟ ولمَ لم يجبهما النجاشي إلى طلبهما؟
*- لا يكفّر أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلّه اشرح و دلل؟
*- في أي مسألة من مسائل التوريث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي) كيف اصطلح الفقهاء على تسميتها؟ بيّن نصيب كل وارث فيها؟
*- من هم النقباء 12 الذين حضروا العقبة الثانية مع النبي محمد صلى اله عليه و سلم؟
*- ما هو الدليل على أن الإيمان يزيد و ينقص؟
سيدي الكريم هذه الأسئلة القيمة كما ذكرت ليس من وحي تفكيري إنما هي مأخوذة من مسابقة التكوين لسنتي 2005 -2006
سيدي الكريم أريد تأهيل نفسي لدخول التكوين أرجوا من سيادتكم إفادتي بالأجوبة قبل الفاتح من أكتوبر حتى يتسنى لي مراجعتها
1- المعاملة صحيح وليس فيها هضم بل كما قال تعالى: {..تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ..} سورة النساء: الآية (29).
2- نعم بقي ويبقى ما دام هناك مهاجرين عن المنكر والفحشاء والبغي ومن يناصر هذا الدين فهو من الأنصار ليوم القيامة هؤلاء اتبعوهم بإحسان كما قال تعالى.
3- النبي لا يدعي ولكن المؤمن جعل الله بقلبه نوراً يرى به حقيقة النبي فيؤمن به وينصره.
4- هذا ربا وما كان ليربو عند الناس فلا يربو عند الله.
5- المعجزة تقع على يد نبي والكرامة تشبهها ولكل مؤمن ولي، والسحر على يد السحرة بواسطة قرائن شيطانية ملعونة.
6- موجودة بكاملها بكتب التاريخ الإسلامي.
7- ليس الله بخالق أعمال العباد: أعمالهم صادرة عن نواياهم فأتت الآية: {..فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} سورة الأعراف: الآية (129). تعملون أنتم وليس الله وحاشاه فإن كان الله خالق العمل فلم يحاسب: كلام لا أصل له.
وسيدنا إبراهيم قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} سورة الصافات: الآية (96). أي من أصنام وليس عملهم فالله خلق التراب والحجارة، ويعبدون ما لا فعل له ولا حركة ولا كلام ولا سمع وبصر.
8- نحن لا نعرف إلا دلالة العلامة الكبير محمد أمين شيخو.
9- هذه موجود شرحها بتأويل القرآن العظيم /كتاب العلامة/.
10- قلنا لا نعرف إلا كتب ودلالة العلامة محمد أمين شيخو.
11- الحاكم الإسلامي يعطي الوقف لأصحابه وليس للورثة حق بالوقف، لهم وراثة ما بعد موته فقط.
12- الرجل الآخر لا نعرفه. لم يجبهما لأنه مؤمن.
13- صح.
14- لا نعرف.
15- طالعوها بكتب السيرة النبوية.
16- آية: {..لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ..} سورة الفتح: الآية (4).
السلام عليكم
أريد السؤال عن شخص من سوريا اسمه أحمد بن جاسم السيد أبو الوفا الرفاعي جاء في بلدنا وبدأ بالعلاج بالقرآن الكريم لأنه لديه إجازات للعلاج بالقرآن الكريم ويقول بأنه مستشار الجمعية العالمية للعلوم الفلكية والروحية وخطيب بمساجد دمشق أريد أن أطمأن إن كان كلامه صحيحاً لأتوكل على الله وأتعالج معه شكراً
إياك أن تضيع نفسك: هذا ساحرٌ عريق بالسحر، وإياك من اتباع شيطان مريد كُتِبَ عليه أنه من تولاه هلك وخسر الدنيا والآخرة، ابتعد عنه بعد المشرقين.
بما أنه مستشار الجمعية للعلوم الفلكية والروحية فهذا رجل حتماً يعتمد على السحر في علاجاته لأن هذه الجمعية معروفة بأن روّادها ومن فيها يهتمون بعلوم السحر، وأعضاؤها سحرة، وهذه الجمعية يدَّعون أنهم يدرسون علاقة الفلك وأبراج السماء بحياة الإنسان.
وهذا في الحقيقة شِركٌ وسحر، لأنه لا علاقة لأبراج السماء بحياة الإنسان، والله سبحانه وتعالى هو المتصرف بشؤون الإنسان، ولا إلۤه إلا الله. فأهل هذه الجمعية يشركون بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وبإمكانك أن تستفسر أكثر عن هذه الجمعية، فهي معروفة.
ولكن هؤلاء السحرة يدخلون على المجتمعات ويتوغلون فيها بأسماء موهومة وصفات دينية لكسب المال وتدمير الأعراض والأولاد.
وإذا أحببت أن تتعالج فعليك بالقرآن وبكتب العلامة الجليل محمد أمين شيخو "قدّس سرّه" اقرأها وافهمها وطبقها، وكلها قرآن ومن القرآن وشرح للقرآن، ونحن ننصحك بالابتعاد عنه.
ما حقيقة الإمام الحسين عليه السلام؟ ولماذا خرج إلى كربلاء؟ وما سبب وما نتائج هذه الحرب على المسلمين؟ والله ولي التوفيق.
لو كان هناك معركة فهل كان الإمام الحسين عليه السلام يأخذ معه الأطفال والنساء؟
أهل العراق دعوه ليجعلوه والياً عليهم، إذ قالوا بأنّهم ظلموا، وقد قدم على حسب وعد أهل العراق أهل الشقاق والنفاق ليتولى أمرهم وينقذهم من ظلم حكامهم فمن طلبك وجب عليك تلبيته، غرّروا به ودعوه لاستلام الملك، لذلك ذهب مع الحريم والأطفال، فكان ما كان من غدرات الزمان. وإذا أردت التقصي أكثر فانظر إلى ما ورد في كتب مذهب السنة ومذهب الشيعة تجد توافقاً كبيراً بأنّ عدداً من أبناء الصحابة الكرام حذّروه من غدرهم ومكرهم فكان رأيه أنّه يخاف الله أن يسأله: لقد طلبوك لرفع الحيف والظلم عنهم لماذا لم تذهب؟
لذلك صدَّقهم وذهب لإنقاذهم فخذلوه ولم ينصروه فاستشهد. ونال شرف الشهادة فليهنأ بنيلها. هذا ضحى بحياته ونفسه لإنقاذ إخوانه. نال بنيّته العالية الجنات فليس هناك ثمّة حزن ولا أسى.
اللهمّ ارزقنا الشهادة واجعلنا أهلاً لها.
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الأعزاء كثر الكلام عن الموت وأنه سوف نموت ما معنى أن يموت الإنسان؟
ما معنى الموت: هو الانقطاع، إذ كلمة مَوَتَ تعني انقطع. فهذا الإنسان تراه يرفل بالحياة والنضارة والحركة والتمتع بصنوف الملذات والمسرات، فإذا جاءه الموت انقطع عن ذلك كله، كالإعصار يَهبُّ على المصباح الذي به تُرى المفاتن الدنيوية وزخارفها الخادعة المغررة، وهذا المصباح هو الإنسان فيه الروح وبهبوب الريح عليه وذهاب الروح انطفأت شعلته وخمدت حركته وتركته جثة خامدة وجسداً هامداً، فأين المصباح وأين الضياء وأين الحركة والحديث، وأين الـمُلك والصولجان للملوك والجيوش والنساء والطعام وصنوفها والشراب وأنواعه فهل يُرى منه من باقية! من للبنات والبنين والأطفال!
لقد انطفأت الشعلة وخمدت الحركة وهدأت العاصفة ومات هذا الإنسان وتوارى في التراب حتى يصبح تراباً تذروه الرياح. أهذا هو المصير؟! أفي هذه الحفرة الضيّقة ينحصر المستقبل وتتصاغر الآمال! إنه ظلام مُطبق إنه كابوس أدهم. فَلِمَ خلقنا ولِمَ هذه الحياة؟ ألنعود للتراب؟! فَلِمَ الموت وماذا حقاً بعده؟
في الحقيقة خلق الله الموت عبرة لنا، نعتبر نحن الأحياء بما حلَّ قبلنا الذين سبقونا كيف كانت لهم قصور وأبنية وزروع ومقام كريم وبنين وبنات ونَعمة يتفكهون فيها، كلها زالت عنهم وأورثها الله قوماً آخرين، ولم تدم لهم أفتدوم لنا؟!
لم يخلقنا الله دفعة واحدة ويميتنا دفعة واحدة وهو قادرٌ على ذلك وهو على كل شيء قدير، بل خلقنا دفعات متتالية أجيالاً تتلو أجيال وأمماً سابقة تحلقها أمم. كل هذا لنفكر فنتوصل أن هذه الدنيا ليست بدار قرار وليست بمقام لهذا الإنسان، فنفكر في الكون بحثاً عن الدائم الحقيقي لأن هذه الدنيا متاع زائل وسراب منقضٍ وكلها خيالات لا حقيقة فيها، نواصل تفكيرنا بهذا الكون العظيم فندرك أن الله خلق الخلق ولم يخلقه عبثاً إنما خلقه لغاية عظيمة لأن كل ما فيه يسير نحو هدف سامٍ وغاية ونظام دقيق.
إذن: لهذا الكون ما بعده وأنت يا إنسان جزء من هذا الكون أيتركك ربك؟!. هذا محال تصديقه: لابدَّ من حياة ثانية للجزاء والحساب. إذن عدم لا يكون. إن ما نراه موتاً واضمحلالاً إنما هو انتهاء مرحلة أولى وبداية لمرحلة ثانية وتحصيل للمرحلة السابقة.
فإذا خاف الإنسان من سوء المصير ومن القبر وظلامه ومن العقاب والحساب وعرف أن الدنيا مدرسة للجد والاجتهاد وليست بدار خلود، وأن الإنسان المعرض والذي لم يتعرف على نور ربه ولم يتوصل للإلۤه العظيم إذا جاءه الموت هوى وفقد الأنوار المادية وتجرَّد عن جسده ووقعت نفسه في ظلام دامس أدهم لأن النفس لا تموت إنما الذي يموت هو الجسد والنفس تذوق الموت ذوقاً فالإنسان كان معتمداً طيلة حياته على هذا الجسد وعلى حواسه والشهوات الدنيوية والآن زالت دفعة واحدة، ولم يبق له إلا آثارها المخزية ملطخة على صفحات نفسه وكان مرتكزاً على جسده والجسد محمولاً على الكون ومن خلاله يحصل على ما يريد، والآن تجرد عن جسده ولا مرتكز له فيهوي من علٍ في مكان سحيق وظلام مرعب وروائحه النتنة من سيِّئ أعماله تجعله مذموماً من قبل نفسه مدحوراً من الآخرين.
فإذا فكر الإنسان في مثل هذا يخشى ويخاف هذا المصير المرعب، ويطلب النجاة والخلاص ويلتجئ إلى فكره الذي يرسم له المخطط للبحث عن الحق والحقيقة وباجتماع النفس والفكر تدور دواليب الفكر على المليان حتى يتوصل للإلۤه العظيم الذي به النجاة والأمان ويرفده الله الكريم بفيوضات أنواره التي يشعر بها بالأمن والأمان فتزول عنه الآلام والمخاطر.
في الحقيقة لولا الخوف من الموت وإنذار المرسلين من الموت لما سار أحد في طريق الهدى إلا من رحم ربي فالموت والخوف من سوء المصير هو الدافع والمحرض للاستقامة وهو لجام النفس عن المحرمات.
السلام عليكم:
سيدي الفاضل بسبب عدم ثقتنا بالتاريخ الإسلامي المنقول لنا نود من جنابكم الكريم أن توضحوا لنا قضية مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه والكيفية التي تم من خلالها تعيين خليفة للمسلمين من بعده وهل صحيح أنَّ سيدنا عثمان اختار حوله أقاربه في الحكم أو إدارة شؤون المسلمين من دون مقياس إيماني لهم.
ولكم جزيل الشكر.
هذه الآية تشرح لك صدق القضية التي تبغي معرفتها:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ..} لا على بعضهم {..رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..} سورة الفتح: الآية (29).
والآية الثانية عن المؤمنين: {..أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ..} سورة المائدة: الآية (54): تستنتج جوابك. ومن أصدق من الله حديثاً.
صدق الله العظيم.
السلام عليكم ورحمة الله، أودّ لو تكرمتم عليّ بتفسير رؤياي:
حلمت بأني خرجت من المنزل في الساعة الثالثة صباحاً تقريباً ولا أعرف نفسي إلى أين سأذهب واستغربت من سبب خروجي في هذا الوقت وانتابني شيء من القلق لكني تابعت طريقي واثناء ذلك تذكرت صوتاً في المنام يقول لي لا تكن مثل حرف الميم لأنه إن أتى فهو منع وإن رحل فهو موت وإن أراد أحد مداواته فلا دواء له إلا السم. فأبديت اعتراضي على هذا الكلام وقلت سأجادله غداً وأصحح عبارته لأن الميم هي منح وليست منع وما دخلت الميم على كلمة إلا ولطفتها.
مع كل الشكر لكم
نعود في تأويل هذه الرؤيا إلى القرآن الكريم والقرآن الكريم أول آية به في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم (الم) معنى ذلك أن (م) اسم من أسماء الرسول ﷺ وهو السراج المنير ونوره يحارب شياطين الأرض وإن قاومت قُضي عليها. لأنه حينما سمعت صوت يقول لك لا تكن مثل حرف الميم فإن لم يكن مثل رسول الله ﷺ فعكسه يكون مثل الشياطين، لأنه منع ويمنع الشياطين عن الأذى والشر ويصدهم لأنه (منع) أي يمنع الشياطين عن عملها المؤذي، ولأنه قال لك: (فإن رحل فهو موت) فلا يرحل إلا ويقضي على الشياطين كلهم ويميتهم (وإذا أراد أحد مداواته فلا دواء له إلا السم) الذي بقلبه على الإنسان الذي يريد مقاومة رسول الله ﷺ يذهب ويتسمم ولخبثهم فهو يُظهر لهم ما بهم من سم.
فالرسول ﷺ ليس كما يظنون أنه منع بل هو منح. ظنهم أن الرسول سيمنع عنهم ويسممهم ويميتهم ذلك ظنهم برسول الله أرداهم.
ﷺ هو اللطيف إذ بالصلاة بلطف يعرج بنفس المؤمن الملتفت إليه ويدخله على الله ويمنحه الله في قلبه نعيماً لو اطلع عليه الملوك لحاربوه عليه بالصواريخ والنووي بل كانوا تركوا الصواريخ والنووي وتابوا إلى الله لذلك ولأنه ﷺ يعرج بنفس المؤمن كانت الصلاة معراج المؤمن كما قال عليه السلام.
فمن أجل ذلك وبما أن الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله كان رسول الله محموداً عند الله وعند المؤمنين المصلين لذا ناداه الله بحرف الميم وكان جوابكم صحيح أن ميم للمنع وما دخلت على كلمة إلا ولطفتها، فكان معنى (الم) أي يا أحمداً يا لطيفاً يا محموداً.
أنا شاب من مواليد 1985 أريد أن آخذ العلم الحقيقي الذي أعطاه العلامة الكبير محمد أمين شيخو لتلاميذه فهل تدلوني على أحد الرجاء عدم التجاهل.
أخي: عليك أن تقرأ كتب العلامة وهي موجودة بكافة المكتبات وتطبقها بصدق وتصميم، والصادق يولّي الله تعالى عليه رجلاً صادقاً، وهو تعالى الذي يجمعك بصادق كما جمع سلمان الفارسي رضي الله عنه بالصادق الوعد الأمين، ثق بأن الله سيوصلك ولن يضيّعك وهنيئاً لك بهذا الطلب السامي الرفيع وربّما جمعك الله بنبيّ ورسول عظيم فضّله على كثير من الأنبياء وهو سيدنا عيسى المسيح ﷺ فقد آن أوان ظهوره وما دام عندك هذا الطلب وليس على الله بمستصعب على أن يجعلك صحابياً جليلاً، كما جعل سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه صحابياً جليلاً ومن آل بيت رسول الله ﷺ ما دمت مصرًّا على طلب الحق وأن تكون من السالكين الصادقين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الشخص الذي تحدث مسبقاً عن الاعتزال سؤالي هو أن من في عملي من يظنوني بأني ساحر وهذه المشكلة من شخص يحاول أذيتي بسمعتي فقط ولا أظن أحد يصدقه المشكلة بأنه معتقد تماماً بذلك ولا أعرف كيف أغير من اعتقاده هذا ثانياً أنا أشعر قبل أن أخلد للنوم بخوف ولكن أصدق مع الله ومع من والاه بإحسان أصدق مع من صدق معه وألتجئ وفي بعض مناماتي أرى أن هناك دائماً حية تحاول الاقتراب مني إما تكون على هيئة أنين أو كما هي ولكن هناك يكون شخص أو ثلاثة أراهم يدافعون عني ويقاتلون لإبعادها عني أنا سعيد لأنني أرى من يدافع عني لا أعلم من هم ولكن أحدهم يلبس دائما (كلابية) بيضاء وأنا أحبه كثيراً هل من شيء أفعله لأغير من خوفي وسير أمري بيد إني أريد الاعتزال وأنفذ ما تقوله لي بأن أدع الأمر لله وأنا أسعى بصراحة للاعتزال أمر آخر هناك من في العائلة ولكنهم كقربة يقربوني بأنهم (ضرة خالتي) وهي تلجئ أحيانا إلى أناس يعملون السحر وخالتي تسكن معهم ويخافون بأن يكون مسحورين فما العمل عدا ذلك بأني رأيت مناماً وهو أنه يوجد حجاب في منزلنا ولكن رأيت شخص طاهر وبيده كتب السيد محمد أمين شيخو ويقول لي بأنه مادام هذا عندكم فلا خوف عليكم واستيقظت وأنا سعيد بصراحة أخيراً أريد أن أقول لماذا كل هذا لماذا هذا الزمان يحمل بكل ما هو سيئ من ما مضى لماذا القلوب أصبحت مخيفة لماذا العقول أصبحت مريبة لماذا لماذا كل هذا لماذا الصادق كاذب ولماذا الطاهر ساحر لماذا العاقل مجنون لماذا المحب كذوب لماذا كلما حاولت أن تبعد مع الله ترجع لترى هذا أقولها وأنا ابكي بصراحة وأخيراً وليس آخراً بمحبتي الأبدية بما ساعدتموني عليه أكرر وأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أين المشكلة!. لطالما لا أحد يصدقه وأنت والحمد لله لست كما يقول وهذا الشخص يحاول أذيتك في سمعتك، فأنت تقتل شياطينه عندما لا تعبأ به، اتركه واجتنبه وأعرض عنه بالكلية، فتكون بذلك دحرت شيطانه فيموت بغيظه.
فيا أخي تكلموا بالسوء وآذوا بالقول واللسان من هو أكبر منَّا شأناً. قالوا عن رسول الله ﷺ مثل ذلك فما ضره ذلك شيئاً وكذلك قالوا عن سيدنا موسى مثل ذلك وعن سيدنا عيسى، فأين نحن من صفوة الله من خلقه السادة الأنبياء المرسلين؟!...
فلا تهتم به أبداً واخلعه من ذهنك ولطالما تهتم به يبقى يهتم هو بك فلا تسأل عنه تطفئ كيده بذلك.
ثانياً: تسأل: هل من شيء تفعله لتغير من خوفك، يا أخي أنت حقاً تفعل ما هو عين الصواب فأنت كما تقول تصدق مع الله ومع من والاه بإحسان وتصدق مع من صدق مع الله، وهذا أعظم شيء يمكن أن تفعله وهذا يبدل خوفك أمناً وعسرك يسراً وهمك فرجاً بإذنه تعالى.
ثالثاً: ظالم لا تكن من العدا لا تخاف ولا تتوسوس بالسحرة والشياطين، فهم أضعف وأوهن من بيت العنكبوت ومن دخان لفافة التبغ فطالما الإنسان مستقيم فلا سلطان لأحد عليه أبداً.
قال تعالى عن الشيطان:
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} سورة النحل: الآية (99-100).
ورؤيتك الأخيرة تبشّر بأنه حقاً لا خوف عليك طالما أنك ملازم لكتب فضيلة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو عاملاً بما فيها لأن ما فيها إلا كلام رب العالمين وشرح لمعاني آيات الذكر الحكيم، فإذا اتبعتها اتبعت النهج القويم وما أمرك به ربك. فاصدق مع الله ترَ الله معك وأكثر من زيارة القبور ومن ذكر الموت تكن أسعد الناس.
ملاحظة: رؤية الحيّة بالمنام تشير إلى امرأة متعلقة بنفسها بالشياطين بالخفاء فلا تلتفت ولا تعبأ بالنساء اللاتي لا يوقنون.
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أشخاص كثيرون أعرفهم مشوا بدلالة العلامة الجليل، فحجبوا نساءهم، وطبقوا أوامر الله بقدر استطاعتهم، كعدم أكل اللحم غير المكبر عليه وعدم أكل الربا وووو... ولكنهم لم يتوصلوا للإيمان الشهودي المنشود بل فقط إيمان تصديقي اعتقادي (أي صدقوا كل كلمة في الدلالة وطبقوها وحاولوا الوصول للإيمان لكن لما يصلوا بعد) فإذا مات أحدهم وهو على هذا الحال، فما هو مصيره؟ جنة أم نار؟
ثالثا: ما هي أول نقطة إيمانية التي إذا وصلها المرء السالك لطريق الإيمان فإنه يضمن نفسه أنه لا رجعة بعدها أبدا؟
رابعا: إذا أراد أحد أن يعرف نفسه هل هو مؤمن أم لا، فهل هناك مقاييس لذلك يعتمد عليها. ما هي؟ لأن هذا السؤال وارد جدا لكل سالك. أرجو الإجابة مع الشكر الجزيل.
أولاً: تجيبك الآية الكريمة على سؤالك {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} سورة فصلت: الآية (30-31). فطالما هم مستقيمون على دلالة العلامة فهم في خير وأمان وطالما أنهم ثابتون على هذا الطريق ففي الثبات نبات.
عندها تنطبق عليهم الآية: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ، فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ} سورة المدثر: الآية (39-40).
ثانياً: إذا وصل المرء للإيمان بلا إلۤه إلا الله ويقَّن بها هذا هو الإيمان الذي لا رجعة بعده أبداً.
ثالثاً: يعرف المرء نفسه مؤمناً أم لا من خلال صلاته فالصلاة هي المقياس، وكل إنسان يعرف حاله من خلال صلاته ويعرف نفسه أهو مؤمن أم لا من صلاته {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} سورة القيامة: الآية (14-15).
والمؤمن تكون صلاته حقيقية وصحيحة "على المليان" والصلاة تعتمد تمام الاعتماد على الإيمان بالآيات الكونية.
لأن المصلي بصلاته يفكر بالآيات التي آمن بها من خلال الكون، والمؤمنون يتساءلون عن المجرمين {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} سورة المدثر: الآية (41-42). فغير المؤمن لا صلاة له، وسبب إجرامه وناره التي تلازمه أنه لم يكن يصلي الصلاة الصحيحة، الصلاة المبنية على الإيمان، لأن الصلاة الصحيحة تجمعك مع الإمام وتكون صلاة حقيقية تكتسب فيها الخير والكمالات لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا..} هذه هي الصلاة الصحيحة هي بالاعتصام برسول الله ويغدو صاحبها بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها {..وَلَا تَفَرَّقُوا..} سورة آل عمران: الآية (102-103). أي لا تفرقوا عن رسول الله، عندها تصبح من أهل الجنة بهذه الشفاعة في دنياه وبرزخه وآخرته.
نشكركم جزيل الشكر على تعاونكم معنا
لدينا مجموعة أسئلة نود أن نحصل على إجابة وافية عليها:
- ماذا يعني تخدير الحيوان قبل ذبحه لأعضاء جسده؟
- هل إن توقف الجهاز العصبي عن عمله يعني توقف باقي أعضاء الجسد عن العمل أيضاً أم أنها تستمر بالعمل بشكل طبيعي؟
- هل يسبب قطع الأوداج الأربعة بإيقاف عمل الجهاز العصبي بشكل ما؟ في هذه الحالة فما الذي يحدث لعمل باقي الأعضاء؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان
1- تخدير الحيوان قبل الذبح يعني عدم سماعه لذكر اسم الله عند ذبحه، وسكون أعضائه وعدم حركتها وهذا يعني عدم إدمائه، وبالتالي بقاء الدم في الأنسجة وفساد اللحم بسرعة نتيجة سرعة النمو الجرثومي بوسط الدم والنسيج اللحمي.
2- الجهاز العصبي (ككل: الدماغ، البصلة، النخاع) مسؤول عن الحركات الإرادية واللاإرادية فتعطل كل الجهاز العصبي يؤدي لتوقف كل الأعضاء والموت، أما توقف الدماغ فقط فيعني توقف الحواس والحركات الإرادية أما لحركات اللاإرادية فتستمر....
3- فصل الرأس عن الجسد تستمر الحركات الانعكاسية لفترة قصيرة ثم تنتهي الحياة وتخمد الحركة.
السلام عليكم:
سيدي الفاضل معركة بين حقان لا تكون ومعركة بين حق وباطل لا تطول ومعركة بين باطلان لا تنتهي فإذا كانت بين حقان لا تكون فكيف قامت معركة قتل فيها من قتل من المؤمنين وغير المؤمنين بين صحابيين جليلين سيدنا علي وسيدنا معاوية.
فإذا كان لديكم حلاً لهذه المفارقة العجيبة أفيدونا جزاكم الله عنا وعن البشرية كل خير.
نعم لدينا أدلة وتفصيل يتبين فيهما أن سيدنا علي وسيدنا معاوية كما قال فيهما سيدنا محمد ﷺ: (علماء حكماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء).
كما يتبين فيهما قوله أيضاً: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) فمن اقتدى سيدنا معاوية فهو مهتدي ومن اقتدى بسيدنا علي فهو مهتدي، وأنت تتكلم عما رواه التاريخ وتظنه حقاً، وفيه من الدسوس ما يخفض في شأن الإسلام، أما ما كتبناه في كتابنا والحجج التي أتينا بها فهي واقعية، ملموسة، لا يستطيع عاقل في هذا العالم أن يدحضها وكلها تدل على رحمة وحكمة وعظمة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وذلك مصادق لكلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..} سورة الفتح: الآية (29).
هل موضوع الربط عن الرجل حقيقة أم دجل؟ وإن كان حقيقة فكيف يكون حله؟ يرجى الرد.
إذا كان الإنسان مستقيماً ومطيعاً لله ورسوله وليس لديه أعمال منحطة فلا سلطان لأحد عليه ولا يستطيع أحد أن يتسلط عليه من شياطين الإنس أو الجن {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ..} سورة الحجر: الآية (42)..
فلِمَ لا يتولى الله ورسوله ويسلك طريق الحق كما هو مبين في كتب العلامة وريث رسول الله ﷺ وسليله فيستقيم ويتوب عن أخطائه ويؤمن الإيمان الحق، فهذا لا سلطان للسحرة والشياطين والسحر عليه لقوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} سورة النحل: الآية (99-100).
عندها لا يستطيع ساحر أن يضع عليه (ربطاً) بل يعود الساحر وشياطينه خاسئاً خاسراً مدحوراً ويبقى هو منتصراً لأنه اعتز بربه وسلك طريق الحق ولا يريد طريق الشر والأذى الكامن بالسحر.
وللتفصيل والإيضاح أكثر فعليك بكتاب العلامة الكبير حفيد رسول الله ﷺ محمد أمين شيخو (كتاب كشف خفايا علوم السحرة) الموجود في كل مكتبات القطر السوري وجميع مكتبات القاهرة في مصر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لفضيلة الشيخ محمد أمين شيخو..
هل السلفيين يطبقون شرع الله ويطبقون الدين الإسلامي كما يجب؟ بارك الله فيكم.
إنَّ السلف الصالح هم صحابة رسول الله ﷺ الذين طبقوا القرآن بتمامه شرع الله كما فهموه من الرسول ﷺ وكل من اتبع خطاهم فهو سلف صالح أما إن خالف نهجهم وخالف القرآن فهو ليس بسلف صالح. أي ليسوا بسلفيين ولو ادعوا أنهم كذلك.
وليست العبرة فقط بالمسميات بل بالأعمال الصالحة، فإن كانت أعمالهم الطيبة تهيِّئهم للجنات فهم سلفيون صالحون، أما إن كان غير ذلك فلا علاقة لنا بهم ولسنا نحن الذين نحاسبهم إن العباد لهم ربٌّ يحاسبهم.
نظرية التقمص وحدها التي تعطي العدالة والرحمة والجود.
إذا كان لهذا الوجود راعٍ عادل ورحيم فأكيد التقمص حقيقة والروح تنتقل من جسد إلى آخر وهكذا حتى قيام الساعة للميزان والحساب. فالروح تمر في جميع المراحل الحياتية. هذا والعلم عند الله.
لقد حكمت بقولك هذا أن الإلۤه فقير ومسكين وليس لديه الإمكانية والقدرة على الخلق والإيجاد، ولا يستطيع أن يخلق من جديد لذلك من إفلاسه وعجزه جعل الأرواح التي تموت تدخل بأجساد مواليد جدد ومن جسد إلى آخر حتى قيام الساعة.
وحاشا لله من هذا الوصف الذي لا يليق بكمالاته وأسمائه الحسنى، وهو الغني يغني العالمين ويمدّهم بالحياة والعطاء والنماء والبقاء.
لقد تفضلت يا أخي بعكس الحقيقة وظننت أنك تمدح الإلۤه وأنت في الحقيقة بهذه النظرية تذمه من حيث لا تدري وحكمت عليه أنه فقير ومسكين ليس لديه حيلة ولا تدبير سوى أن يرجعَ إلى خلقه القديم ويضع أرواحاً قديمةً في أجساد جدد من إفلاسه.
والحقيقة أن الخالق دائم الخلق والإمداد. والخلق في تزايد متواصل ونماء متعاظم وفي هذا العصر ازدادت أعداد الناس أضعافاً مضاعفة عن العصور السابقة القديمة وكذلك تزايد المخلوقات عموماً. فلو أن الأرواح القديمة دخلت في أجساد جدد على قدر عددها (وهذا ما زعمته نظرية التقمص): فمن أين تأتي الأجساد الباقية للمخلوقات بأرواح، ولو كان الأمر كذلك لبقيت المخلوقات على نفس أعداد المخلوقات القديمة القليلة جداً، وهذا لم يكن لأن المخلوقات عموماً في تزايد لم تشهده الكرة الأرضية قبل هذا العصر ولم تشهد هذه الأعداد الضخمة الهائلة قبل هذا العصر.
وأنت تتحدث عن الرحمة والعدالة.
فالرحمة والعدالة تقتضي أن يخلد الإنسان في النعيم المقيم بعد أن سعى في حياته الدنيا وجدَّ واجتهد وقدَّم من الأعمال الصالحة ما تؤهله للتنعم في حياته الأخروية والخلود إلى جنات ربه وليس من الرحمة في شيء إذا بقي الإنسان تخرج روحه من جسده وتدخل في آخر وتبقى في ثوب الوظيفة إلى قيام الساعة والحساب هذا من جهة ومن جهة أخرى، كيف ستحاسب عن جميع تلك الأجساد وأعمالها الخبيثة أو الطيبة وهي روح واحدة، والسؤال عن أي عمل ستحاسب وعن أي جسد ستسأل يوم الحساب، فما هذا الكلام الذي لا منطق ولا برهان فيه.
فالرحمة الإلۤهية تكون أن يخلد الإنسان بعد الدنيا إلى عطاءات ربه بعد أن أدى وظيفته وقدَّم من الأعمال ما قدَّم.
يا أخي ننصحك أن تقرأ في كتب العلامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو لتجد الحق والحقيقة ناصعة بينة في جميع كتبه لاسيما في بداية كتب عصمة الأنبياء وكتاب مصادر مياه الينابيع في العالم الذي فصَّل فيه العلامة عناصر الإنسان الثلاثة وبيَّن العدالة والرحمة الإلۤهية، فننصحك بالرجوع إلى الحق والحقيقة وعدم التمادي في نظريات لا أصل لها أبداً فالعود أحمد من تلك النظريات التي لا حجة لها ولا أساس والتي تصف الإلۤه بأنه غير قادر وأنه عاجز وحاشاه من هذا الوصف.
قد تم ذكر أن ملك الموت لا يقصد به ملك واحد بل عدة ملائكة لكن ما الرد على ما ذكر في كتب أخرى عن طريقة موت الملائكة بأن هناك ملك موت واحد سيكون آخر من يقبض الله روحه؟؟
أرجو التوضيح بما أنك تيقنت بما كُتِب.
وأسأل الله أن يزدنا وإياك علماً في هذا الدين.
ولمَّا يقبض روحه؟؟؟
هل هو إنسان مكلف وهل لبس الجسد ثوب التكليف حتى يفصله عن نفسه بالموت؟
ما هذا الكلام!...
الموت هو الانقطاع: هنا ينقطع الإنسان عن العمل لأنه مكلَّف، أما الملك فهو غير مكلَّف فلا موت عليه.
سمي الملك ملكاً لأنه ملَّك نفسه بكلِّيته إلى الله ونفر من الشهوات ودسر نفسه بحب الله، فإذا قلنا أنه يموت "أي ينقطع"، فمعنى ذلك أنه ينقطع عن الله، فالملائكة لا يموتون لأنهم عن الله طرفة عين لا ينقطعون، وحاشا لله أن يميتهم ليقطعهم عن الصلاة عنه. هذا الكلام الذي تتحدث عنه عن موت الملائكة لا صحة ولا وجود له.
هدانا تعالى جميعاً سبل الرشاد.
أرجو الجواب حول ما إذا كان للشيخ عبد الهادي الباني صهر الشيخ محمد أمين شيخو موقعاً في مركزكم أو لكم موقعاً في حلقته أم لا؟؟ وشكراً.
ليس له موقعاً في مركزنا وكذلك ليس لدينا موقعاً في حلقته، هذا لأنهم ملتزمون بالحديث النبوي الشريف: (إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك وأمسك لسانك وعليك بخاصة نفسك): فهؤلاء عندهم منهج الطريقة النقشبندية فهم لا يريدون الخروج للمجتمع بل يهمهم أمر بعضهم البعض السائرين على الطريقة النقشبندية. وتكملة الحديث: (واترك عنك أمر العامة).
فنحن لا نعلم أن لديهم أي موقع ليتصلوا بعموم الناس أي: منغلقون على أنفسهم وإن لديك طريقة بالكمبيوتر بأن تبحث عن الموقع بهذا الاسم الذي ذكرته الشيخ عبد الهادي الباني فهو يكشف لك هل لديه موقع أم لا أما نحن فلا نعلم أن لديه موقعاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الفاضل لي سؤال حول رش المبيدات الحشرية للمحاصيل الزراعية وهناك أفات لا تحصى من الحشرات التي تؤذي محاصيلنا الزراعية فهل يكفي أن أدفع صدقة بقيمة المبيدات وهذا يكفي أو آخذ بالأسباب والقوانين مع العلم أن لي صديق قام بدفع صدقة على نية رفع البلاء لكن دون جدوى أرجوا من سيادتكم حلا بأسرع وقت ممكن وجزاكم الله خير الجزاء ولكم مني جزيل الشكر.
قرأت كتابك عن عدم جدوى دفع صدقة على نية رفع البلاء. ولكن أنا ابن صاحبة مزرعة في سراقب وعملي مهندس زراعي واسمي حسام الأحمد موظف في مديرية زراعة إدلب، قد قمت بنفسي باستعمال مبيد ديسيس لمكافحة المن على شجر المحلب، في اليوم التالي وجدت ذبابة السرفين وأسد المن وأبو العيد ميتة ومنتشرة تحت الشجرة علماً أنها من الأعداء الحيوية التي تقضي على المن وهكذا انتصر المن الخبيث على المبيدات.
وقد قامت والدتي بدفع صدقة مناسبة عن المزرعة بكاملها ولم ترضَ باستخدام المبيدات، والآن انتشر مرض الصدأ البرتقالي على الأقماح في سوريا، وعندما تم الشخوص من قبل دائرة وقاية المزروعات ورئيس شعبة الوقاية في دائرة سراقب إلى المزرعة التي دفعت عنها الصدقة وأخذوا منها عينة جاؤوا في اليوم التالي وسألوني عن نوع المبيدات التي قضت على المرض في مزرعتنا.
فأجبتهم مع أني مهندس زراعي ولم تفلح معي عملية المبيدات كما ذكرت ولكن والدتي التي قدمت صدقة مناسبة فكانت النتيجة أن الأبواغ قد انفجرت وانقضى على المرض بالكلية وصلح الزرع كما ترون.
وفي الحقيقة تبين فإن ما قاله رسول الله ﷺ: (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتعداها) هو عين الواقع والحقيقة، أما عند الشذوذ عن ذلك فيجب دراسة الأسباب.
وقد كانت الصدقة هي التي قضت على المرض التي فشلت المبيدات العلمية الزراعية في القضاء عليه هذا وإن هناك أمور ينبغي دراستها في أن الله تقبل من امرئ ولم يتقبل من آخر، والسلام على من اتبع الهدى.
أبدأ الكلام بسلام لصاحب السلام للسيد الفاضل والأب القائم على هذه الدلالة الصادقة والعظيمة يا سيدي قد سلف مني سؤال عن الانعزال سابقاً وكان منم أنكم دللتموني على الصواب من الفعل ولكن هذا لم يتأمن بسبب أو لآخر المهم أني ماضي بطريقي قدماً لأحذو بنفسي إلى المدارج الصحيحة الآن.
أنا أقدمت على شراء منزل بعد محاولات جهيدة لأن أكون مع من آمنوا حقاً والمنزل سأقطنه لوحدي وهو ملك ونفس الوقت هو في منطقة شعبية ومهددة بالهدم من سنين وهذا لا يهمني لإيماني الكامل بأن الزمان اقترب على أن يحول حول نفسه السؤال هل ما قمت به من عمل هو صواب أم أن هناك حلول أخرى لم أكن لأعرفها ساعدوني بالجواب بسرعة لأن الوقت بدء يتفلت مني.
أحبّ منكم ما أراه من أجوبة لأنني حقيقة أجد فيها بصيرة كبرى في حلها أنتم يا أصحاب الطهارة والصدق هذا أنا عبد الله أشكر لكم وقوفكم لجانبي ولجانب كل ضعيف وقوي السلام عليك
يا أخي الكريم: لقد تفضلت وقلت أنك انتفعت بالعزلة وخطوت خطوات كبيرة وطالما أنك جربت وانتفعت. فامضِ فيما أنت انتفعت به والتجربة أكبر برهان أحسنت البدء فأحسن الختام. ونرجو أن تحدد ما هو طلبك تماماً ومن ناحية أخرى هذه الدلالة دلالة العلامة الكبير بين يديك لك أن تستعين فيها وتستشهد بها فهي من القرآن ومن الله، فلك أن تطلب خير عون ودليل بصدق وتفتحها لترى جوابك وأنا في خدمتك فاسأل بعدها ما شئت.
السلام عليكم
تعودنا أن نلجأ إليكم كلما وجدنا سؤالا دينيا أو علميا عجز عنه كبار العلماء، سؤالي: قرأت في كتاب عالم الأسرار للدكتور المرحوم مصطفى محمود ما يلي: (...وفي بردياتها المفقودة كانت أسرار علوم الأطلانطيس وأسرار بناء الهرم الأكبر، وكيف استطاع علماء ذلك الزمان رفع الحجر الجرانيتي بوزن 75 طنا... بدون أوناش وبدون تكنولوجيا، فقط بالتلاوات وتركيز الهمة واستخدام القوة المغنطيسية الذاتية لإلغاء الجاذبية الأرضية..) كيف تم ذلك الإلغاء وبأي قانون؟ وما حقيقة طريقة بناء الأهرامات بأحجارها العملاقة كيف رفعوها؟ شكرا.
هناك نظرية تقول: أن الحضارات عبر الأزمان تمر دائماً بين علو وانخفاض، فقد كان لدى الفراعنة حضارات متقدمة وعلوم متطورة وأدوات صناعية هائلة لم تتوصل لها حضارتنا الحالية والدليل ما قاله فرعون لملئه محذراً من سيدنا هارون وموسى {..وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}: إذن لهم طريقة وحضارة مثلى متقدمة ومتطورة.
وقول الله تعالى: {..وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} سورة الأعراف: الآية (137). أما (ما كان يصنع فرعون وقومه) يدل على أن لديهم معامل ومصانع ضخمة وصناعات متقدمة وحضارات متطورة حتى صنعوا الأهرامات، ولا يخفى على أي إنسان لديه خبرة ولو بسيطة في الأهرامات من براعة في الهندسة والرياضيات وعلى الرياضيات أساس بناء الحضارة.
فهذه الأهرامات دليل على حضارتهم الهائلة وهذه قبورهم فكيف كانت قصورهم؟! وهذه النظرية هي الأغلب والأرجح.
وإذا اعتبرنا أنه ليس لديهم حضارة فكيف إذاً بنوا الأهرامات؟ بنوها بالوسائل البدائية وهذه التي عبَّر عنها الدكتور مصطفى محمود، ولكن بأسلوب أدبيٍّ فتكلم بعبارات أدبية لا تخفى على صاحب الذوق الأدبي والحس التعبيري ويفهمها من لديه معرفة أدبية عالية.
حيث أن أهل ذلك الزمان كانوا يستخدمون الأدوات البدائية التقليدية ويعتمدون على الحيوانات من البغال والثيران لجر الأحجار الكبيرة فيجعلون الطريق بشكل مائل صعوداً نحو الأعلى شيئاً فشيئاً ويضعون الأحجار على جذوع الخشب المصفوفة فوق الطريق المائل والتي تسمى الحصيرة الخشبية ويدفعون هذه الأحجار الضخمة بقوة أجسامهم الذاتية وقوة عضلاتهم كما يستخدمون حيوانات الجر كالبغال والثيران وغيرها، ويقولون العبارات الحماسية؛ وهذا ما عناه الدكتور مصطفى محمود ولكن بكلمة (التلاوات) وهذه التلاوات، أي تلاوات دينية خاصة بهم لأنهم كانوا يعتقدون أن الأهرامات للآلهة التي لديهم، وبهذا تدبُّ فيهم الهمة والطاقة والحماس وهذا ما عناه بكلمة (تركيز الهمة) وكلمة (استخدام القوة المغناطيسية الذاتية) أي الحماس النفسي الذي ينشأ بنفوسهم من جراء التلاوات التي يقولونها والنشاط النفسي لاعتقادهم أن هذه الأهرامات لأصحابها الآلهة.
فينعكس هذا الحماس والنشاط على أجسامهم وتظهر نتائجها على العضلات والقوة البدنية الذاتية، فعندما تتأثر النفس وتهيج يصدر عن الإنسان طاقات رهيبة تصنع أشياء مذهلة.
إذن: بقوة أجسامهم الذاتية والنشاط الناشئ عن حماسهم النفسي بنوا الأهرامات ورفعوا أحجارها بهذه الارتفاعات«¹».
ناهيك عن وسائل الجر كالبغال والثيران، والدكتور قال هذا الكلام ولكن بأسلوب أدبي لا يعرفه إلا من كان لديه ذوق عالٍ بالأدب.
«¹» فإذا تكلمنا عن الفرضية الأولى أنهم أصحاب حضارة فهناك أدلة باقية لم تدمر وهي (التحنيط) ولم تتوصل حضارة اليوم لمثلها ولا ندري كيف كانت قصورهم وهل حضارتنا تذكر أمام حضارتهم وتعجز عن بناء مثل تلك القصور بما نراه أثناء الحفريات من أعمدة لا نستطيع أن نصنع مثلها ونحن بأوج حضارتنا اليوم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- لقد قرأت من جديد عن نواقض الوضوء فعلمت أن أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء ممكن أعرف لماذا وجزاكم الله خير.
2- لدي سؤال حول الكذب هل كذب الفتاة على حماتها يعني أم زوجها حرام وهذا بناءً على طلب زوجها بأن تكذب على والدته وهل كذب الزوجة على زوجها حرام في كل شيء؟
3- وأسمع من إخوتي إذا أصاب أحد أبنائها مكروه تقول إذا طاب بدي أعمل مولد أو إذا الله شفاه بدي زور جامع الشيخ محي الدين ما رأيكم بالموضوع وهل يعتبر شرك وما عقابه إذا كانت لا تعلم أنه شرك وشكراً لكم.
4- إنني أدخل مواقع انترنت دردشة وأتكلم مع الناس كلام محترم هل هذا فيه إثم، أتكلم كلام محترم وأحاول أن أشارك الناس وأتكلم معهم في الأمور التي تحزنهم وأحاول أن أخفف عنهم هل أنا اعتبر آثمة ولكم جزيل الشكر.
1- إن تناول الطعام يحدث خمول في الجسم بشكل عام ويضعف من نشاطه فلا مانع من الوضوء بعد أكل لحم الجمل ووضوء على وضوء نور على نور.
2- إذا كان الكذب للإصلاح والخير ويحدث بهذا تأليف بين القلوب وإصلاح ذات البين وإنشاء علاقة التحابب والأمور الخيرة ينطبق عليه حديث: (لا بكاذبٍ ولا نامٍّ من كذب ونمّ للخير).
أما الكذب على الزوج فلماذا تكذب المرأة على زوجها، "ولا يزال المرء يكذب ويكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" والعكس صحيح "لا يزال المرء يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً" {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ..} سورة الزمر: الآية (33). أي مثل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
3- ما أجمل زيارة المساجد وإقامة الموالد، ومن أين أتت كلمة الشرك ولا محل لها من الإعراب في هذا السؤال ولكن من الأفضل أن تقوم بالموالد وبالنذر قبل حصوله ولا تشترط على الله.
4- إنك على مستوى من الذكاء رهيب لأنك اكتشفتِ نفسك وقليل من الناس الذين يكتشفون نفوسهم (والله يكتر من الأذكياء).
هل أنت أهل للإجابة عن أسئلة دينية حول نزول سيدنا المهدي على الأرض؟
الرجاء الإجابة بأسرع وقت ممكن لأن عندنا في الحارة من يدَّعي أنه المهدي.
هذا السؤال يوجَّه لفضيلة المفتي العام للجمهورية العربية السورية.
اسأل عن أحاديث المهدي وانظر هل تنطبق على هذا الرجل الذي يدَّعي.
هل ملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً؟
كيف للإنسان أن يسلم لله تعالى أمور حياته كلها ويرضى بما قسمه الله تعالى له في حياته كلها دون أن يكون عنده سخط أو تذمر؟
ليطلب الإنسان من ربه أن يؤتي نفسه تقواها ويزكيها فهو خير من زكاها هو وليها ومولاها (ويصاحب الطيبين يحصل له ما ذكرتِ) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). فيرى نعيم الدنيا وجنات الآخرة ويبتعد عمن أوتي شهوته المنحطة وهواه المهلك وإلا فسيهلكه.
فمن صاحب أهل الحق فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ويؤتيه الله طلبه من طريق عالٍ وشريف فيقرَّ عيناً ويطمئن بالاً وينال بطاعته لله الرضا والعفو عما مضى.
كيف نعلم عند وقوع الإنسان في مشكلة أنها عقاب من رب العالمين أم أنها رحمة رب العالمين فينا وهل يوجد فرق بين الاثنين؟
بلى، يقول تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء).
على الإنسان أن يعلم أن هذه المشكلة ما أتت إلا لعمل سابق وقع فيه وفيه ضرره وأذاه، فعلى الإنسان أن يحاسب نفسه ويصلح عمله فالله صاحب الأسماء الحسنى، وعليه أن يحسن الظن به تعالى لأن أسماءه كلها حسنى ولا يصدر منه إلا الخير، ويصلح سيرته يصلح له أموره، ويجعل له مخرجاً، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، فحذارِ من سوء البذار.
تحية إنسانية خالصة من القلب إلى القلب
أشكرك سيدي على مجهودك الجبار الذي يسعى إلى الارتقاء بالإنسان إلى منهج التسامح ونفي التعصب الناتج عن سوء فهم الدين.
شخصياً أسمع من بعض المعارف بعض تجاربهم مع المشعوذين، فمنهم من يجزم بصحة ادعائهم للغيب (المستقبل)... ومنهم من أبهر بقدراتهم عن معرفة المعلومات الشخصية وأسرار الإنسان دون سابق معرفة به. والأمثلة كثيرة.
أشكرك جزيل الشكر مجدداً على هذا الموقع ومنبر تواصلك المفتوح للجميع وأتمنى من كل قلبي أن ينتج عنه ما فيه خير وصلاح للبشرية جمعاء. أما بعد:
سؤالي سيتمحور حول النقاط التالية.
1- لا يخفى عليك أن ملك سيدنا سليمان لا ينبغي لأحد من بعده (ومنها تسخير الجن والشياطين في خدمته).
2- يستحيل للإنسان رؤية الجن والشياطين.
3- لا يمكن لأحد علم الغيب غير الله.
4- عصر المعجزات قد ولى ويستحيل أن تكون عند أشخاص بسطاء في عصرنا.
*/أظن أن هذه النقاط الأربعة بديهية والدليل عليها موجود في القرآن والسنة ولا داعي لذكرها فشخصك على علم بها من دون شك.
إلا أنه يلاحظ في مجتمعنا ادعاء السحرة لامتلاك تلك القدرات، وهو الشيء الذي يتنافى بطبيعة الحال مع ما هو معروف لدينا باستحالتها باعتبار النقاط الأربعة التي تم ذكرها سابقة.
شخصياً لم أتأكد من هذه الأمور ولم تسنى لي الفرصة لذلك بل أجدد القول أني فقط سمعت ذلك.
سؤالي هو هل فعلاً ادعاء السحرة بقدراتهم صحيحة أم أن الأمر مجرد خدع؟
قبل الإجابة نورد التعليق على النقاط التي تفضلت بها وتوضيح بعض الجوانب فيها.
1- (تسخير الشياطين والجان لسيدنا سليمان) هو ملك سيدنا سليمان طالما أن سيدنا سليمان منحه الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فكيف يدَّعي سحرة العصر أنهم يُسخِّرون الشياطين وجعلوا من أنفسهم "كل واحد منهم جعل من نفسه" النبي الرسول الملك سيدنا سليمان خداعاً وزوراً فهل يصدقهم من في رأسه ذرة من فكر، هؤلاء كذّابون لا تسخير لهم للشياطين ولا يستطيعون ولا يقدرون لكنهم أحياناً يخدعون البصر (خداع بصر).
كما أنهم يجعلون "والعياذ بالله" من أنفسهم آلهة كل واحد يقول عن نفسه أنَّه (الله) لأنهم يدَّعون أنهم يعلمون الغيب و (لا يعلم الغيب إلا الله).
أما هؤلاء السحرة المشعوذون فلا سيطرة لهم على الجن بل العكس تماماً فالشياطين يسخِّرونهم لتحقيق الأذى والضرر بالناس في عالم الإنس، فالسحرة تحت الشياطين {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} سورة الجن: الآية (6). وهذا موضح في سورة العلق من جزء عمَّ للعلامة الإنساني محمد أمين شيخو.
والآن لنعود لسيرة سيدنا العظيم سليمان عليه السلام ونخلص من شر الوسواس الخناس من (الجِنَّة): شياطين الجن، (والناس): شياطين الإنس وهم السحرة.
ونبدأ بالآية: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي..} سورة ص: الآية (35): أي من بعدي من الملوك المضلين في زمنه، لأن الله وضع رسالته في ذلك الزمان عنده لزمانه فقط، ولا علاقة له في غير أزمنة. فلكل رسول وظيفته في زمنه فلا علاقة لسيدنا سليمان عليه السلام بزمن سيدنا عيسى عليه السلام المكلف بزمانه وسيدنا محمد ﷺ هو مكلَّف بزمنه وعلاقته مع أهل زمانه فقط وهو شهيد عليهم ما دام فيهم فإذا انتقل فماذا يفيد ذلك لأزمنة أخرى؟!
ولأنه كان ﷺ ملكاً وأُرسل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فيسعدوا دنيا وآخرة ويحلَّ السلام والأمان ومن هنا جاء معنى اسم (سليمان) أي: من المسالمة وبما أن ملوك الأرض يسعون في الأرض فساداً ويشقون البشر ويستغلونهم من أجل أمجادهم الزائفة فيملؤون الأرض ظلماً وجوراً وهو يريد أن يملأها قسطاً وعدلاً فطلب من الله تعالى أن يمده بملك لا ينبغي لهؤلاء المضلين، وأن يكون له لأن الناس تتجه نحو القوة فأحب أن يتجه باتجاه القوة ويستخدمها نحو الرحمة، فبما أنه رحيم وغيور على الخلق ولا يحب لهم النيران فقد شدَّ بالتدريب على الخيل ولكنه وجدها لا توفي ولا تكفي بطموحه لإنقاذ الخلق، فطلب أن يعطيه الله مُلْكاً عظيماً في زمنه ومن أجل أهل زمانه الذي كان مكلَّفاً بهم، ولم يكن طلبه من أجل التعالي والمجد الزائف بل بغية مرضاة الله وإنقاذ عباده وإسعادهم، عندها منحه الله ذلك: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ..} سورة ص: الآية (36): حيث أراد أن ينتقل هو وجنوده فتنقله بساعة زمنية مسيرة شهر، كما أن الريح الآن تستعملها الطائرات من أجل الانتقال والنقل من مكان لآخر ولكن تلك أقوى من هذه بكثير، كما سخر له الشياطين وكذلك آمنت الجن لسيدنا محمد ﷺ وأصبحوا هداة للجن بزمنه كما هي مذكورة في القرآن، حتى أنهم كانوا يستخدمون السمع فلم يعودوا يستطيعون ذلك.
فهذه السيطرة على الأشرار من عالم الإنس والجن جعلها الله للرسول أو النبي، وجعل الله لهم السيطرة والهيمنة عليهم بواسطة جنود رسول الله من الملائكة لقولهم {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} سورة الجن: الآية (8-9). ولأنَّ الملائكة جنود رسول الله الذين يصلون عليه تلاحقهم {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..} سورة الأحزاب: الآية (56). حتى قالوا وهم يفرون بأرواحهم {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} سورة الجن: الآية (12). عندها أتوا إلى رسول الله الذي عرفوا أنه هو سبب ما جاءهم وحلَّ بهم، فسخَّروا أنفسهم لخدمته ونشر القرآن بين قبائل الجان وكانت نهضة عظيمة. هذا التسخير يتم بشكل أو آخر من الله لرسله، أما سيدنا سليمان فكان يبغي أن يتغلب على الملوك المضلين الضالّين الفاسدين المفسدين الذين يريدون سفك الدماء ونشر التفرقة والفساد في الأرض فأعطاه الله طلبه العالي. {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..} سورة غافر: الآية (60).
أما عن النقطة الثانية وقولك يستحيل رؤية الجن والشياطين.
نقول: يا أخي هؤلاء الذين يقولون أنهم يرون الجِنَّة والشياطين، هم مرضى بالأعصاب أي أنهم بخروج أنفسهم عن وظيفتها يتوهمون أنهم يرون ما يرون ويقولون أقوالاً لا يشاهدها أحد مدَّعين أنهم يشاهدون ما لا يشاهده أحد.
وإذا ذهب امرؤ إلى المشافي العقلية (مرستان) يجدهم كلهم يتكلمون بهذا الكلام وهم مجانين، هؤلاء عندهم أمراض بالأعصاب فيتخيلون ما يتخيلون ولا يشهد أحد مِنْ حولهم هذا التخييل، كلُّه خيال وكذب ودجل لأنهم يتكلمون بما لا يراه أحد. فهل تصدق ما لا ترى؟ ونحن مثلكَ لا نصدق حتى نرى، كما قال رسول الله ﷺ: (نحن أمة أميَّة نؤمن بما نشهد ونرى).
أما عن سؤالك هل يملك السحرة تلك القدرات من علم الغيب والعلم عن أسرار النفس.
الجواب: كلا لا يستطيع أيُّ ساحر أن يعلم الغيب، ولا أيُّ شيطان له علم بالغيب بدليل أن سيدنا سليمان كشفهم وأظهر دجلهم وادعاءهم الباطل والكاذب حينما أمر أصحابه المقربين له أن يضعوه بعد موته على كرسي وهو جالس عليه يحمل عصاه ويراقب العمال من الشياطين من على نافذةٍ أو شرفة القصر الذي هو على تلة فكان يُرى من مسافات وقد وضع عصاه واستند عليها كأنه حي تماماً ولم يتوفَ، فكانوا ينظرون إليه من بُعْدٍ فيشاهدونه وترتعد فرائصهم من هيبته، وكان قد كلَّفهم بصناعات عديدة لأبنية وأسلحة يصنعون له ما يشاء وأشغال شاقة تلهيهم عن ضلال الناس وإفسادهم ويصنعون المحاريب والتماثيل، أي أدوات حربية تماثل ما عند العدو من أسلحة و {..وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ..} حلَّات طعام ضخمة جداً تتسع لطهي الطعام لعشرات الألوف من الجند أو أكثر وغيرها.
وقد سخَّر سيدنا سليمان الجان الشاذين، أي الشياطين منهم المجرمين لهذه الأعمال الشاقة، فبقوا بهذه الأعمال مدة تزيد عن /40/ سنة وهم يظنون أنه لا يزال حيّاً حتى سوست العصا وكسرت وهوى جسده الشريف عليه السلام على الأرض، عندها انكشف أمر انتقاله، وعلموا أنه متوفى، فالعصا أَخَّرته وأجَّلت نبأ وفاته هذه المدة، لذا سُمِّيت: (منسأة) والمنسأة من التأخير هذه المدة، وظهر أمر الجن أنهم لا يعلمون الغيب وأنهم دجالون كذابون، فلو كانوا يعلمون الغيب لما لبثوا في العذاب المهين أكثر من أربعين سنة وهم يظنونه حي يرزق وهو قد انتقل إلى جنات ربه فبقوا أكثر من /40/ سنة بالعذاب المهين كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} سورة سبأ: الآية (14). فلو كانوا يعلمون الغيب لعلموا على الأقل أنه قد توفى ولما لبثوا في الأعمال الشاقة، عندها انكشف أمرهم للناس جميعاً وانكشف أن الشياطين والسحرة أيضاً لا يعلمون الغيب أبداً.
{..مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ..}: أي أكل السوس عصاه التي كان يستند عليها {..فَلَمَّا خَرَّ..} تبينت الجن للناس جميعاً أنه لو كانوا يعلمون الغيب لما لبثوا في العذاب المهين، أي: الأعمال الشاقة المذلة لكبت شرورهم وأذاهم للناس.
وأيضاً الدليل الثاني: الجن والشياطين أبداً لا يعلمون الغيب فإن استرقوا شيئاً من الغيب، أي استرقوا السمع كما ورد في القرآن الكريم حتماً أتاهم شهاب ثاقب فحرقهم بدليل: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} سورة الصافات: الآية (10). أنه من استرق السمع يلحقه شهاب ثاقب حينما يصعدون إلى السماء ليسرقوا المعلومات التي تأتي بالأوامر الإلۤهية إلى الملائكة، والتي فيها غيبيات اليوم الثاني وحتماً ستقع وهم قد اتخذوا مقاعد للسمع فإذا استرق أحدهم السمع ليتكلم للناس بالمغيبات وتقع، فهذا قد حكم على نفسه بالإعدام.
إذن: السحرة لا تعلم الغيب أبداً كما تفضلت يا أخي.
أما عن أسرار النفس والمعلومات الشخصية للإنسان فهذا يعود للإنسان ذاته، إذا كان قد أسلمهم قياده واتخذ الشياطين له شركاء وأولياء فهذا قد أطلعهم على ما في نفسه بذاته لأنه سلَّمهم قياده، لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} سورة النحل: الآية (100). هؤلاء قرناؤه يطلعهم، فيظن هذا الذي ترك ربه ودينه وسرى مع أعدائه الذين عادوا أباه آدم عليه السلام مع إبليس الخبيث، سلَّم زمامه للعدو عندها بواسطة قرنائهم يخبرونهم عن الأنجاس مثلهم لإخراج ما فيهم من خبث فيظنون أنهم يعلمون الغيب وهم لا يعلمون شيئاً وليس عندهم إلا الدجل وليس لهم أية ميزة، بل هم أذلاء حقراء (شحاذون) يطلبون مال الناس، فليفر المرء منهم كما يفر من الأسد لأنهم نجس في نجس.
أما إن كان مؤمناً مستعصماً بالله وعائذاً به هذا ينغمر بالنور الإلۤهي، فلا سلطان للشيطان عليه بل يحترق إذا اقترب.
بما أن الله جميل فلماذا خلق القبح؟
وهل حقيقة القبح جمال وإنما كان قبيح رحمة منه تعالى لكي ينفر العبد من نار جهنم وكل عمل منفر وقبيح فهو قبيح في أنفسنا كما يقول البعض.
صحيح أن الجمال من الله وهو مصدر الجمال وترى ذلك من ثنايا صنعه فهو الذي خلق الورود اليانعة والزهور اليافعة والطيور الجميلة بأصواتها الشجية وألحانها العذبة كما خلق لنا مناظر خلابة منثورة هنا وهناك في أرجاء المعمورة لتنتقل أيها الإنسان من جمال الصنع إلى جمال الصانع جلَّ وعلا، ففاقد الشيء لا يعطيه، فإذا كان هذا جمال المخلوق فكيف بجمال الخالق الذي منح كل هذا الجمال وما زال يمنح وهذا أثر بسيط من آثار جماله وكماله فالإنسان المؤمن الذي استأنس بربه يرى كل شيء حوله جميلاً لأنه يستقي من منبع الجمال جلَّ وعلا فيغدو جميلاً ويرى الوجود جميلاً.
أما القبح والشر الحقيقي فبالإعراض عن الله تنشأ في النفس سائر العلل القبيحة وبالبعد عن مصدر الجمال تكتسب النفس القبح فأظهر الله القبح الذي بنفوس المعرضين والناتج عن إعراضهم ليرجعوا لمنبع الجمال جلّ جماله وينعموا بالجمال الأبدي فيتَّصفوا بالجمال ويصبحوا من أجمل المخلوقات وأجلّها، وعندها لا يصدر عنهم إلا أجمل الأعمال وأرقاها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عبد القادر المبجل جميع المشاركين في نشر علوم العلامة الجليل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
لماذا أرى نفسي أكبر من السموات وأرى كل شيء حولي صغيراً؟
وهل في حالات الوصال الأنبياء وحدهم هم الذي لا تنام قلوبهم أم ذلك لكل أبناء البشر؟
وهل طلب الصحابة الكرام لأنفسهم مقام الأنبياء ولم يصلوا له رغم أعمالهم العالية ومن أجل طموحهم العالي وصدقهم ماتوا قتلاً وهم قائمون في الطاعة من أجل الحصول على منازل عالية في الجنان وليكونوا درس لمن بعدهم وعدم اليأس من طلب المعالي.
والسلام عليكم وأطال الله بعمركم ومددكم.
جزاك الله خيراً لقد سألت وأجبت فأفضت.
عودة إلى السؤال الأول:
فهاك بيت الشعر تأمل معانيه:
أيَّ عـظـيــم أتـقــي أيَّ مــكــان أرتـقــي
فكل ما خلق اللــه وما لم يخلـق
معظم في همتي لو شعرة في مفرقي
فطالما كلهم من نسيج الحضرة الإلۤهية فكل شيء من العظيم عظيم.
لقد رأيت في منامي أنا وزوجي راكبان على جمل وقاصدان طريق الحج وأنا قد أوجعني قليلاً ظهر الجمل وشعري مكشوف لما وصلنا ذهب زوجي ليشتري لي حجاب لأستر شعري مع العلم أني في الحقيقة منتقبة وزوجي لا يصلي جزاكم الله كل خير.
فلتهنك الحظوة، هذه بشارة كبرى بأنّ الله سيسترك ويصلح زوجك، فإن سترك هنا غدوت من الحور العين في الآخرة أبد الآبدين، وبما أنّ زوجك هو أيضاً يسعى لسترك فسيصلحه الله، ولكن لا تكتفي بمجرد البشارة بل ثابري على السعي ليثبت الله قلبك على الإيمان، وتتحقّق هذه الرؤية المباركة.
علماً أنّه بالرؤية: ليس الكشف معناه كشف الستر.
ونرجو الله أن يتمّ نعمته عليك كما وردت الآية الكريمة في سورة الأحزاب:
{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} سورة الأحزاب: الآية (59).
نرجو تطبيقها. وياليتك اطلعتي على كتاب لِمَ الحجاب يا إسلام، وقصة الحجاب والمرأة الفرنسية.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرشد للتوجه للذات العلية. من خلال ما قرأت في كتبكم استنتجت أن الطريق لمعرفة الله هو التفكر في الآيات الكونية الدالة على الحق سبحانه.
وبما أنكم تكلمتم عن بروج السماء وعن مصادر المياه في العالم تجرأت على طرح هذه التساؤلات.
1- نعلم أن الأرض تميل بزاوية على محور الدوران وتدور حول الشمس بحيث تقع الشمس في أحد مركزي القطع الناقص الناتج عن الدوران، الرجاء شرح السببين السابقين وكيف تتشكل الفصول الأربعة.
2- يقولون أن توليد طاقة الشمس ناتج عن تحول جزيئات الهليوم إلى هيدروجين والسؤال كيف لا تنتهي هذه الجزيئات وما هو مصدر الطاقة الأساسي وهل الشمس مادية أم غازية وكم يبلغ حجمها الحقيقي بالنسبة للأرض.
3- منذ أن كنت صغيراً يراودني هذا الخاطر ما هو أصل المادة وما علاقتها بالضوء وهل من الممكن أن تتحول المادة إلى نور إذا تحركت بسرعة الضوء وإذا دخلنا لبنية المادة وجدنا عناصر صغيرة جداً يطلقون عليها اسم الإلكترونات هل هذه حقيقة هي النفوس.
4- كيف تستطيعون تفسير الجاذبية الأرضية.
أعلم أنني لو كنت مؤمناً لعرفت كل ذلك لكن أطلب منكم أن تمدوا لي يد العون لأصل بمعيتكم إلى الحقيقة جزاكم الله كل الخير.
1- الأرض تدور حول نفسها في /24/ ساعة دورة كاملة.
والقمر يدور حول الأرض في الشهر دورة كاملة.
والشمس تدور في السنة على الأبراج الاثني عشر دورة كاملة.
الجغرافيا تقول أن الأرض تدور حول الشمس وهو الذي ذكرته أنت ولا نذكر أننا أوردناه في دلالتنا.
تتشكل الفصول الأربعة بواسطة الليالي العشر.
فمن المشاهد أن الليل لا يثبت على حال، بل أنه يختلف في السنة الواحدة من زيادة إلى نقصان. فتجد الليل ينتقل مختلفاً يوماً عن يوم، وفي يوم واحد من أيام الربيع تجد الليل مساوياً للنهار /22 آذار/ أي أن كل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة. ثم إن الليل يأخذ بالتناقص دقيقة أو دقيقتين أو أكثر أو أقل، وهكذا حتى يصل في يوم من أيام الصيف إلى حد أصغري من النقصان /22 حزيران/ فترى ليل الصيف قصيراً جداً.
فإذا بلغ هذا الحد الأصغري أخذ يتزايد شيئاً فشيئاً حتى يعود مرة ثانية في يوم من أيام الخريف إلى الاعتدال فيتساوى الليل مع النهار /22 أيلول/ ثم أنه يتصاعد في الزيادة حتى يصل في الشتاء إلى حدٍّ أعظمي من الطول /22 كانون الأول/ فترى ليل الشتاء طويلاً جداً ثم ينحدر متناقصاً حتى يصل في الربيع إلى نقطة الاعتدال التي كان فيها من قبل متساوياً مع النهار وهكذا...
إذا جمعت هذه الدقائق والثواني التي يتزايد فيها الليل، إلى جانب الدقائق التي تناقص خلال سيره في العام الواحد، وجدت مجموع دقائق النقصان مع دقائق الزيادة مئة وعشرين ساعة أي عشر ليالٍ، فبهذا النظام المحكم من الاختلاف تتولد الفصول الأربعة ويتم العطاء والنماء، وهذا أيضاً بفضل شكل الأرض الإهليلجية ودورانها حول محورها المائل بزاوية 23.5 ْ.
في الصيف يطول النهار ويكون ظهور الشمس طويلاً ويصبح خلالها الجو دافئاً مدة أطول تخزن الأرض خلالها حرارة كبيرة فتصبح حرارة الجو مرتفعة بأقصاها.
أما في الشتاء فيطول الليل ويقصر النهار ويكون خلالها ظهور الشمس مدة أقصر فلا تتمكن الأرض أن تختزن الحرارة خلالها ولا يمكن أن تتغلب على البرودة فيكون الطقس بارداً.
وفي الربيع والخريف يتساوى الليل والنهار فيكون الجو معتدلاً لا برودة زائدة ولا حرارة زائدة ويكون الاعتدال وتلك أجمل الفصول فظهور الشمس وغيابها متساوي.
2- تقول: (كيف لا تنتهي هذه الجزيئات).
إنها تنتهي لو كانت ذاتية أي لو كانت الشمس كتلة ملتهبة ذاتية وعلى مدى عشرات ألوف من السنين الطويلة كانت ستنتهي حتماً، علماً أن الشمس تضخ الإشعاعات والحرارات منذ عشرات الألوف من السنين ولا تنقص حرارتها درجة واحدة بل تسير بنظام وتنخفض حرارتها فقط بفصولها وأنظمتها المثمرة المنتجة وضمن الكمال ولا تنقص أبداً.
لو كانت كتلة ملتهبة ذاتية لانتهت ببضع سنين أو بضع آلاف من السنين ولكنها لم تتغير ولن تتغير، ها هي ذا دائمة الإمداد دون اختلاف كل سنة.
أما مصدر الطاقة الأساسي فهو معلوم ومذكور عندنا في الدلالة في سورة البروج وأيضاً هذا ما يقوله الجغرافيون، أن الشمس التي تتم دورتها في السنة الكاملة إثني عشر شهراً في كل شهر تحل في برج من بروج السماء وتستمد طاقتها منه حتى ينتهي الشهر ويبدأ الشهر الثاني حيث تحل في برج آخر، وهكذا حتى تنتهي بروج السماء، وتبدأ السنة الجديدة.
إذن: فالشمس آخذةٌ من البروج وتبث لنا ولبعض الكواكب الإشعاع والنور والحرارة، فطالما أنها تأخذ وتعطي فلا يمكن أن تنقص أبداً أو تزداد.
تقول: (هل الشمس غازية أم مادية).
نقول: الشمس هي طريق عبور للإشعاعات والضياء والحرارة من الأبراج إلى الأرض وهي كالعدسة المقعرة تجتمع فيها الإمدادات ويتم إرسالها ولو كانت مادية (صلبة) وبهذه الحرارة الهائلة لذابت ورجعت غازية وأنت تقول الهليوم يتحول إلى هيدروجين والهليوم بطبيعته غاز أنت تذكر أنها غازية، فهي طريق عبور من الأبراج إلى الشمس إلى بعض الكواكب والأرض.
3- تسأل عن أصل المادة.
المادة أصلها من نور الله، نور ممزوج بماء الحياة، ماء غدق، الذي به الحياة من الله عز وجل وتخرج به الثمار والأزهار والأطعمة والأجنة.
فسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي لم يتحول عن ربه ولم يتغيّر ولم يتبدل بقي محافظاً على أصل تكوينه فكان الصحب رضوان الله عليهم يقولون وقد شاهدوا حقيقته ﷺ كنا نرى نور رسول الله يغلب نور الشمس في رابعة النهار وهذه الرؤية قلبية لحقيقة الرسول ﷺ.
والله عز وجل أكدّ هذا المعنى في القرآن الكريم، فقد شبّه الرسول الكريم في آيات كثيرة بالشمس ذات الأنوار الساطعة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} سورة الأحزاب: الآية (45). فهو صلى الله عليه وسلم قمر المرسلين وشمس النبيين.
وكذلك سيدنا يعقوب عليه السلام: {..إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} سورة يوسف: الآية (4). فالله هو موجد النور وخالقه ومنه أوجد الكائنات جميعها. وعند الموت يعود الإنسان إلى أصل تكوينه، أما الإنسان الصالح المطيع لأمر ربه "التقي" فإن أنوار الإلۤه تنعكس على مرآة نفسه ويعود بعد الموت إلى النور فالجنات بل ويصبح نوراً.
وأما إن كان عاصياً بعيداً عن ربه فبهذا البعد يحترق إذ ببعده عن النور ينطبع به الظلام وترجع عليه نيرانه، فالشيطان: مأخوذة من شطن وشاط، وشطن بمعنى بَعُدَ، وشاط: هلك واحترق. وفي الآية: {..فاطلع فرآه في سواء الجحيم}: أي هو والجحيم سواء، حاله النفسي في لهيب ونار هي والجحيم سواء: هذا حاله يعود إلى النار والنار تعطي ضوء لهب أيضاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدامكم الله ذخراً وخيراً عميماً للعالمين
سيدي الفاضل نرجو بيان إذا ما كانت التمارين الرياضية والتدريبات الرياضية صحيحة وصحية في دين الله الحق مع العلم أنها إجهاد للعضلات والخلايا طبعاً بالنسبة لألعاب كمال الأجسام والتمارين القاسية فهي كما أعتقد إتعاب للخلايا وتغيير في خلقة وشكل الإنسان
ولكم جزيل الشكر والاحترام والامتنان
التمارين القاسية في الأندية إنما هي لعب ولهو وتكبّر، فهم يلطمون بالملاكمة وجوه بعضهم بعضاً، ونتائجها ضارة على الجسم لأنها ترغم العضلات على بذل جهود عنيفة أكثر من طاقاتها وهذه حينما يبلغ الأربعينات ينعكس عليها الأمر بالضعف والاضمحلال والأمراض الجسمية لأنها تُكره الجسم وتحمله فوق طاقته فينهار بعد سنّ الشباب انهياراً سريعاً.
إنها جيدة إذا كان منها تليين العضلات وتنشيطها بالحركات الصباحية التي تلين هذه العضلات كالتمارين التي يسمونها بالتمارين السويدية، أما التي فيها جهد كحمل الأثقال فالذين يحملون الأثقال ما إن يبلغوا سنّ الأربعين تحلُّ قواهم وعضلاتهم فيصبح ابن الأربعين كابن التسعين عداك عن الأمراض التي لا يستطيع الجسم دفعها لأن العضلات قد استنزفت طاقاتها بالرياضات العنيفة، أما خير الرياضات فهو المشي إذ لا جهد فيه على الجسم وعلى العكس يبقيه نشيطاً بشكل طبيعي لا إرغام فيه على العضلات وتحميلها فوق طاقاتها، أما من ناحية دينية {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ..} سورة محمد: الآية (36). وهي مذمومة في القرآن، فإن أراد أن يريض جسمه أكثر وبدل أن يحمل الأجسام الحديدية فليحمل ربطات الخبز وصك يحمل فيه الخضار والفواكه هذه هي الرياضات التي تنفع وليس فيها أي ضرر على الجسم لأنها لا ترهقه، أي: أن يعمل على المليان وما فيه الخير من معروف وأعمال خيرة فلو كان عدواً وضرب عدوه لاشتفى أما هؤلاء يضربون بعضهم كل يوم وباستمرار فهذه قسوة وهي غير نافعة لا للجسم ولا للنفس لأنها تعوّد النفس على الشر والضرب.
إذاً فقط المشي وتلينات الجسم الخفيفة التمارين المسماة تمارين سويدية هذه محمودة وما زاد على ذلك عاقبته الضرر على الجسم وعلى النفس، وهذه الرياضات العنيفة لا تفيد أيضاً عند الاقتتال، لأنه إذ ذاك يكون الانتصار لا للقوي بالجسم بل للشجاع بالقلب، عند الوغى ينتصر الشجاع وليس القوي بالجسم.
فإن أراد رياضة يتقرب بها إلى الله فليذهب لساحات الوغى وليحارب أهل الضلال والطغيان عندها يكون الله في عونه ويقيه مضرات الجسم ويعود عليه بخيرات تنقلب عليه في الآخرة جنات والجنة تحت ظلال السيوف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن الأنفس البشرية جاءت لهذه الدنيا لتقدم أعمالا تترقى فيها في الجنة من حال إلى حال أعلى.
والسؤال بالنسبة للأولاد الذين يموتون دون سن التكليف ولم يقوموا بأعمال خيرة يستندون عليها فكيف سيكون حالهم في الجنة.
الولدان المخلدون: هم فئة من النفوس التي قبلت بحمل الأمانة والتكليف وغامرت بذلك الحمل مغامرة عظيمة، في حين تراجعت السموات والأرض والجبال ومن فيهن عن هذه المغامرة وأشفقت من هذ الحمل العظيم وتصدى الإنسان لحملها، وقال: أنا لها يا رب، ومن بين هذه الأنفس المغامرة كان الولدان المخلدون، ولكن هذه الفئة من بني الإنسان وفي الميثاق ضيّعوا الأهليّة والمقام الذي رُشحوا له ولا جدوى لهم أبداً فنظر الإلۤه الرحيم إليهم ورأى أنهم فرَّطوا تفريطاً كبيراً فإذا أرسلوا إلى الدنيا ليس لديهم أي إمكانية للنهوض والرقي، فتلافياً للخسارة المحتمة ولكيلا يعملوا أعمالاً تُخَلدهم بالنيران أخذهم دون سن التكليف، ولم يبقَ لهم سبيل للنجاح والنجاة سوى قبولهم لحمل الأمانة فكافأهم الله لهذا القبول بأن جعلهم في النعيم ومثال على ذلك: أنَّ أباً عرض على أبنائه حملاً ثقيلاً فتصدى الأبناء جميعهم لهذا الحمل، ومن جملة الأبناء كان هنالك ولدٌ مريض. نظر الأب إليه فرآه لا يستطيع ولا يقدر على ذلك الحمل، فلا يعرّضه لمثل ذلك الحمل لكيلا يفشل ويخسر، لعلمه المسبق بعدم إمكانيته وعدم مقدرته على ذلك بسبب مرضه ولكنه يكافئه على تقديم خدماته وقبوله للعرض وعدم تراجعه، وهؤلاء الولدان المخلدون مذكورون في القرآن بقوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ} سورة الواقعة: الآية (17-18).
{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} سورة الطور: الآية (24).
إذن: فهؤلاء الولدان لهم عملٌ في الجنة وهو خدمة أهل الجنة، وبهذا العمل يرقون وبصحبتهم لأهل الجنة ينعمون، وهذا عملهم يكسب نفوسهم ثقةً، لينعموا في الجنة وسخّرهم الله للخدمة طوّافين، فليس لهم عمل كما تفضلت ولكن جعل الله لهم في الجنة عملاً ولم ينسَ لهم قبولهم حمل الأمانة وتصديهم لعرض ربهم ولو أنهم لم يثبتوا على هذا التصدي ولم يصدقوا في حمل الأمانة بل غيّروا وضيّعوا، فاكتفى الله بما وصلوا إليه وجنّبهم المسير في الخطأ بعد أن بدّلوا ،لأنهم لو ساروا فسيسيرون على خطأهم وضلالهم حتماً، وهذا يسير بهم إلى نار تلظى، فلذلك ومن رحمته أوقفهم عن العمل الخاطئ الكاذب، بل كافأهم على القبول بحمل الأمانة وبما أنه ليس لديهم عمل كتب لديهم عمل في الجنة يخدمون به أهل الجنة وقضي الأمر الذي فيه تستفتي.
يا سيد: أنا أريد دفع الصدقة ولكن هناك من يعرف بها غير من أريد من أوصلها له هل من مشكلة في ذلك أنا من الناس الذين يحبون الصدقة بشكل كبير جداً بصراحة لو أنني أعيش بشكل كامل لوحدي لتصدقت بشكل كامل براتبي هل هذا من الخطأ مع العلم أني أؤمن بأن الله هو المتصرف بكل أموري وإن أردت أي شيء فهو من يعطيني بحيث لا علم لي وأنا أؤمن بهذا الشيء بشكل كبير وإن كانت الصدقة بعد دخول رمضان هل هذا من الخطأ وما الأجدر فعله.
بالنسبة للسؤال في بنده الأول ليس واضحاً يرجى توضيح السؤال ليتسنى لنا الإجابة عليه بوضوح.
- وتقول: [أنك من الذين يحبون الصدقة بشكل كبير وتتمنى لو تستطيع أن تتصدق بكل راتبك، فهل هذا من الخطأ؟!].
الجواب:
هذه الصفة رائعة وحسنة وهي حب الجود والإنفاق على المساكين ورحمتهم.
- وبالنسبة لسؤالك عن الصدقة في رمضان هل هذا من الخطأ؟
نقول الصدقة تصبح قبل دخول رمضان وبعد دخول رمضان؛ لا علاقة لرمضان بالصدقة حتى يبطلها.
أين هو؟ أين العدل الإلٓهي حين يتم اغتصاب طفلة بريئة من إنسان بالغ؟
هذه الطفلة لم تذنب بعد حتى يسلط الله عليها من يظلمها؟
وأصلاً ما الهدف الذي لم يستطع الله التخلي عنه وهو الغني عن كل شيء والذي لأجله خلقنا مع أنه ليس بحاجة لنا؟؟ خلقنا ويعذبنا ومن ثم يقول أنه خلقنا كي نعبده وبعد ذلك يقول أنه ليس بحاجة لنا؟!!!
أين هو العدل الإلهي؟؟؟
يرجى التفضل بقراءة كتاب مصادر ينابيع المياه بالعالم للعلامة الكبير محمد أمين شيخو قدّس سرّه وقراءة ما تيسر من كتب دلالته تنل جواب مطلوبك أنه لا ظلم بالكون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سيدي إن كنت أعلم أن لي دواء لا أحد يملكه إلا طبيب واحد وهو الطبيب الوحيد ولا أعلم إن كنت أطلبه بشكل صحيح أو بمعنى آخر أبحث عنه بالسبل القويمة وأنا أريد هذا الدواء منذ سنين فماذا أفعل أنا من الناس المغرمين بالطبيعة بشكل جنوني هل هذا خطأ لأني أجد فيها الطبيعية.
السؤال الآخر إن ذهبت وسكنت فيها هل هذا خطأ وما الصواب من العمل فيما تقدمت به لأقوم به على النهج الصحيح والصحيح والخطأ من الفعل فيما مضى من سؤالي وشكرا سيدي الفاضل
1- لا بأس بحبك للطبيعة مع أنها دنيا:
فإن كنت من أصحاب الطموح العظيم وضحيت بالطبيعة لوجه الله أبدلك الله بقلبك أن تحظى بدلها مشاهدة الذات الإلۤهية العلية فصرت تقيّاً من أهل الجنة منذ تضحيتك {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران: الآية (92).
2- لا مانع من الذهاب والسكن لاسيما إن كان لك هدف ثاني: البعد عن الناس.
ما هي فوائد الزنجبيل وما هي طريقة العلاج به؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
المغلي منه بالماء يستخدم شرباً في الحالات التالية:
- يستخدم في حالات البرد "التعرُّض للبرد" وكل ما ينتج عن التعرُّض للبرد من آلام المعدة أو غيرها من الأعضاء الداخلية أو الخارجية.
- كما يستخدم في حالات عسر الطمث كمنشط ومقوي للدورة الشهرية المتعثِّرة.
وللمزيد من المعلومات يمكن زيارة المواقع التي تتحدث عن المعالجة بالأعشاب. مع العلم أن هذه المواقع منها يحتوي الصحيح ومنها يحتوي الكثير من المبالغات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو مرض التوحُّد وما هو علاجه إذا كان المصاب طفل؟
وشكراً لصدقكم الكبير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
مرض يصيب الأطفال حيث ينغلق الطفل على نفسه ولا يتواصل ولا يندمج مع زملائه، وغالباً ما يكون لديه صعوبة في النطق ويستخدم لغة الإشارة بكثرة.
يظهر غالباً في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل نتيجة اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ (ويستمر) ليصبح هناك ضعف في نمو المخ الطبيعي في الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل، ويظهر من الطفل سلوك متكرر بصورة غير طبيعية كأن يحرك يديه مرفرفاً بشكل متكرر أو يهز بجسمه بشكل متكرر.
وممكن إذا ما وضع أمام ظرف ليتعامل فيه مع الناس فيبدر منه ردود فعل غير معتادة وقد تجد الطفل مثلاً يتبنى لعبة واحدة يهتم بها مثل (دمية ما) ويترك بقية الألعاب نهائياً ولا يلعب بغيرها ويقاوم من يريد أن يغير له هذه الدمية بلعبة أخرى.
أو قد يظهر من الطفل سلوك عدواني تجاه الآخرين. أو تجاه نفسه (يضرب رأسه بالحائط مثلاً)
العلاج:
1- الصدقة من الأهل على نية الشفاء. «داووا مرضاكم بالصدقة».
2- الحجامة له وهي على قدر سِنّه تحت إشراف خبير حجامة. ضمن شروط الحجامة الصحيحة المبينة على الموقع.
3- يلقى على عاتق الأم والأب مسؤولية التعامل مع هذا الطفل المصاب وتطوير النطق لديه وتدريبه على النطق الصحيح والتعابير الصحيحة وربط الكلمات بمعانيها الصحيحة، ومحاولة دمج الطفل ببقية أفراد الأسرة.
- ونحن المسلمين هناك أمر هام هي أن توجِّه الطفل للصلاة وكيفية أدائها، وترسيخ محبة الله في نفسه، عندما تتكلم له عن الله تعالى وعن فضله علينا في خلقنا وفي النعم التي يرزقنا من طعام، شراب، حواس...وهكذا محاولة لتنمية فكر الطفل وربطه بالصلة مع الله والله الشافي يشفيه.
- لفت الطفل لما حوله من آيات سماء... قمر.. شمس...محاولة لتنمية الفكر وآلة الدماغ وحتى لا تبقى منغلقة على فكرة واحدة.
- قراءة القصص للطفل طبعاً القصص التي تهذِّب الطباع وتدعو للفضيلة والخُلق العالي (كقصص العلامة محمد أمين شيخو قدس سره عندما كان صغيراً) ومحاولة إشراكه في القصة...هكذا حتى تنمو فيه آلية الفهم والنطق والتواصل.
محاولة بناء صداقة مع (الأم الأب) الصديقين له.
أرجوكم توضيح ما هو نشاء القمح وكيف الحصول عليه؟ عندي قمح ولكن لا أعرف كيف أحصل على النشاء؟
وجزاكم الله خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نشاء القمح مادة غذائية نشوية (كاربوهيدرائية) تستخلص من القمح بعملية استخلاص معينة.
لا داعي لأن تستخلصها أنت فهي موجودة بالسوق كمادة غذائية تستخدم في الصناعات الدوائية الصيدلانية، وفي بعض الصناعات الغذائية أيضاً كالحلويات.
المنتشر عالمياً هو نشاء الذرة وليس نشاء القمح إن لم تستطع الحصول على نشاء القمح من المحلات التجارية فاسأل على نشاء الذرة وهو يمكن أن يحل محل نشاء القمح.
لتسهيل الوصول لهذا النشاء عليك أن تعرف المرادف باللغة الإنكليزية:
نشاء الذرة Maize starch
نشاء القمح Wheat starch
فكلمة نشاء تعني: starch
اسأل على Maize starch يمكن أن يكون بمحلات السوبر ماركت لاستخدامه في أغراض الطبخ المنزلي، أو في محلات بيع المواد الأولية الدوائية (المواد المستخدمة في الصناعات الدوائية).
سؤالي يتعلق بمادة تسمى (الجلوتين) وهي تضاف إلى بعض المنتجات والمواد الغذائية (كالشعيرية والمعكرونة والشوكولا وبعض أكلات الأطفال...)، ما هو مصدر هذه المادة، هل هو حيواني أم نباتي؟
وهل يجوز أكلها في حال كان المصدر حيواني (الأبقار مثلاً)؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
المصدر نباتي تستخرج من القمح أو الشوفان أو حبوب تشبه الفصيلة القمحية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام ما رأيكم بعملية استئصال اللوزات حيث إنه في بعض الأحيان يقرر الأطباء أنه يجب إزالتها وإلا تسبب أمراض مستقبلية في صمامات القلب والمفاصل؟ وشكراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
يطبق ما يلي: شربة زيت الخروع وفق أصولها أي تؤخذ حسب ما ورد في كتاب "وداعاً لطبيب المقوقس".
- وكذلك الحقنة الشرجية بمعلق النشاء عدة مرات وفق أصولها ضمن أسبوع أسبوعين..
- وكذلك نطبق الحجامة عند نزول القمر بسحب كأس من اليمين وآخر من اليسار فقط.
- ودفع صدقة على نية الشفاء لقوله ﷺ: «داووا مرضاكم بالصدقة».
بعد إجراء هذه الأمور فإن بقيت اللوزات بحالة التهاب دائم ولم تستجب للعلاج عندها فلا مانع من استئصالها فهي عملية بسيطة جداً إن تمت على يد طبيب خبير مختص.
أرجو أن تبين لنا مدى صحة الهرمونات التي يضعونها في الدجاج وما تأثير الدجاج عند أكله.
لا تأثير يذكر من الهرمونات على الدجاج إنما تأثيرها على النباتات.
الذي له الأثر الكبير هو الأدوية والدواعم الدوائية العلقية التي يضعونها للدجاج فهي تبقى بأنسجة لحمه ويجب أن لا يذبح الدجاج إلا بعد فترة معينة من الزمن تخص كل دواء "أي كل دواء وله فترة سحب معينة" أي لا يجوز أن يذبح الدجاج والأغنام والأبقار خلالها...، وحتى أنه لا يجوز خلالها استهلاك بيض الدجاج، حليب الأبقار أو الغنم المتناول لهذه الأدوية.
وتدعى هذه المدة الزمنية وكما قلت بفترة السحب.
وللأسف وكما نسمع من المختصين أنه لا يلتزم بهذه المدة أحد، بل حسب السوق والطلب يقومون بذبح وتسويق اللحم، الحليب، البيض... ومع كل ذلك فلا تأثير يذكر من الهرمونات على الدجاج.
الأخوة أصحاب هذا الموقع الإسلامي المتميز.
لدي سؤال حول ماء زمزم، فهل يعقل أن يكون هذا الماء المبارك ملوَّث وضار بصحة الإنسان، وذلك بناءً على الخبر التالي الذي تناقلته وكالات الأنباء؟
نص الخبر: لقد تناقل الإعلام البريطاني خبراً بأن مياه بئر زمزم ملوثة بالزرنيخ، وتبين من تحليل عينات من هذه المياه من مصدرها من البئر أنها تحتوي على مكونات كيمياوية وبيولوجية ضارة بصحة الإنسان.
ولدى فحص العينات تبين أن تلك العينات تحتوي على مستويات عالية من النيترات، وأنواع ضارة من البكتيريا، وآثار من الزرنيخ أعلى ثلاث مرات من المستوى المسموح به.
وقال رئيس جمعية المحللين للشؤون العامة في بريطانيا دونكان كامبل: "نحن لا ننصح بشرب هذا الماء على الإطلاق، إن هذا الماء مسموم بسبب وجود مستويات عالية من الزرنيخ، وهو مادة مسرطنة، ويمكن أن تؤدي للإصابة بالسرطان".
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
السعودية تنفي صحة تقارير إعلامية تحدَّثت عن تلوُّث مياه زمزم بالزرنيخ.
أكَّدت السفارة السعودية في لندن أن مياه زمزم التي تخرج من مصدرها الأساسي من بئر زمزم في مكة المكرمة (غرب المملكة) غير ملوثة وصالحة للاستهلاك البشري وأوضحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تصريح صحفي أنه يتم على مدار الساعة مراقبة مستوى الضخ من البئر مؤكدة أنه تم أخذ عيِّنات عشوائية من مخارج الماء والحافظات ويتم تحليلها عدة مرات يومياً، كما يتم تعقيم الحافظات آلياً ويدوياً بشكل يومي وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت إن عبوات مياه تُسمى تجارياً "زمزم" وتُنسب لمياه زمزم في المملكة العربية السعودية تُباع بطريقة غير قانونية للمسلمين في شرقي وجنوبي لندن ولكن تحليل عينات منها أثبت أنها تحتوي مادة الزرنيخ وجددت السفارة السعودية في لندن التأكيد على أن المملكة لم تقم بتصدير مياه زمزم وأن وجود أشخاص في المملكة المتحدة يمارسون تجارة بيع مياه زمزم فهذا من مسؤولية الجهات ذات الاختصاص في المملكة المتحدة.
أعد البحث طارق حسين - الرياض - معين الدين أحمد.
أتى موسم الحج وتذكَّرت عجائب ماء زمزم. دعني أعود إلى نقطة البداية.
- في عام 1971 كتب دكتور مصري إلى الصحف الأوربية يزعم أن ماء زمزم غير صالح للشرب، فكَّرت حينها أن هذا مجرد تعصُّب ديني ضد المسلمين وبما أن زعمه كان مبنياً على أن الكعبة موجودة في مكان دون مستوى سطح البحر وأنها موجودة في وسط مكة فإن مياه الصرف في مكة تنساب إلى بئر زمزم.
لحسن الحظ فإن الخبر وصل إلى مسامع الملك فيصل الذي غضب بشدة وقرر تفنيد كلام الدكتور المصري.
أمر الملك فيصل وزارة الزراعة والمياه بالبحث وإرسال عيِّنات من ماء زمزم إلى مختبرات أوربية لتختبر صلاحية الماء. أمرت الوزارة معامل التحلية في جدة لتقوم بهذه المهام.
هذا الوقت هو الوقت الذي وظِّفت فيه كمهندس تحلية.
لم تكن لدي أي فكرة آنذاك عن كيف يبدو شكل البئر. ذهبت إلى مكة وأعطيت شخصاً ليساعدني.
حينما وصلنا البئر لم أستطع أن أصدِّق أن البئر (18×14 قدماً) هي التي تزوِّد الملايين بالماء سنوياً منذ أن وُجِدت في عهد إبراهيم الخليل عليه السلام منذ عدة قرون خلَت.
- بدأت بحثي بأخذ قياسات البئر. طلبت من مساعدي أن يقيس عمق البئر. تنظَّف أولاً ثم غطس في البئر. لاحظت أن الماء كان يصل إلى ما فوق كتفيه حينما يقف مستقيماً. كان طوله حوالي 5 أقدام وسبع بوصات. ثم بدأ يتحرك من زاوية إلى أخرى وهو واقف "حيث لم يكن يسمح له بإدخال رأسه في الماء" يبحث عن أي ماسورة ربما تكون هي التي تزوِّد البئر بالماء. لكنه لم يعثر على أي شيء. فكرت حينها في حيلة أخرى. ربما نستطيع شفط الماء بواسطة مضخة كبيرة إلى الخزانات حينما ينزل مستوى الماء يمكننا التعرُّف على مصدره. لكن لم نتمكَّن من ملاحظة أي شيء خلال فترة الضخ ولكن كنت أعرف أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعرف على مصدر الماء. لذلك قررت إعادة المحاولة. لكن هذه المرة أمرت الرجل أن يقف في مكان واحد دون حركة ويراقب أي شيء غريب داخل البئر. بعد فترة رفع يديه صارخاً الحمد لله لقد وجدته. الرمل يرقص تحت رجلي بينما ينبع الماء من خلاله. تحرك داخل البئر ولاحظ أن الماء يخرج بنفس الطريقة في كل مكان وكان جريان الماء بنفس القوة في كل مكان مما يجعل منسوب الماء ثابتاً.
بعد أن أنهيت ملاحظاتي أخذت عينات من المياه لكي تُفحص في مختبرات أوربا.
قبل أن أخرج من مكة سألت المسؤولين عن الآبار الأخرى في مكة فأخبروني أنها شبه جافة.
حينما وصلت إلى مكتب في جدة، أعطيت ملاحظاتي لرئيسي الذي استمع إلي باهتمام ولكنه أردف قائلاً: أنه ربما يكون البئر متصلاً بالبحر الأحمر. كيف يكون هذا ومكة تبعد عن البحر 75/ كم والآبار الأخرى التي تقع بين البحر وبئر زمزم عادة تكون جافة؟
جاءت نتائج فحوصات مختبرات أوربا تقريباً مطابقة لنتائج الفحوص التي قمنا بها.
- الفرق بين ماء زمزم وغيره هو في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنيزيوم.
نسبة هذه الأملاح في ماء زمزم أكبر بقليل. ربما هذا هو السبب الذي يجعل الماء ينعش الحجيج المتعبين ولكن الأهم هو أن ماء زمزم به نسبة فلورايد القاتل للجراثيم.
أيضاً نتائج المختبرات الأوربية أثبتت أن الماء صالح للشرب.
إذن: فما قاله الدكتور المصري عارٍ عن الصحة. حينما علم الملك فيصل بهذا سُرَّ كثيراً وطلب نشر الخبر في الصحف الأوربية.
لقد كان اختبار الماء شيئاً مفيداً لكي نتعرَّف على تركيب الماء والواقع أنه كلَّما بحثت في هذا الموضوع تجد نفسك مؤمناً أكثر معجزة هذا الماء الذي يهديه الله لحجاج بيته الحرام.
دعني ألخِّص لك بعض مميزات هذا الماء:
1- هذا البئر لم يجف أبداً. على العكس من ذلك كان يوفِّر كل احتياجات الماء.
2- نسبة الملح في هذا الماء لم تتغير أبداً. صلاحيته للشرب كانت دائماً شيء متعارف عليه حيث لم يشتكِ أحد من هذا الماء أبداً. على العكس من ذلك كانوا يستمتعون بمائه المنعش.
3- يتغير طعم الماء باختلاف المكان. أما ماء زمزم فهو لا يتغير.
4- لم يتم معالجة هذا الماء كيميائياً أو تعقيمه أبداً كما يُفعل في المياه التي تزود المدن.
النباتات والأجسام الحيوية بالعادة توجد في الآبار مما يتسبَّب في تغيير طعم ورائحة الماء أما في ماء زمزم ليس هناك أي إشارة إلى أجسام حيوية داخل البئر.
ماء زمزم:
حاول البعض تصنيع مياه معدنية لها مواصفات ماء زمزم، ورغم أن نسب مكونات ماء زمزم معروفة، إلا أن كل المحاولات قد باءت بالفشل، وهذا يؤكِّد أحد أسرار الإعجاز الإلۤهي لهذا الماء.
فقد أثبت العلم الحديث أن ماء زمزم يختلف عن جميع أنواع المياه في العالم وأن فيه تركيبات ربانية خصَّه الله بها ولم يتوصل أحد إلى سرِّها رغم معرفة مكوناتها.
- منذ سنوات أجرى الدكتور محمد عزت المهدي أستاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية - جامعة عين شمس بمصر - أبحاثاً تؤكد أن ماء زمزم ينفرد بخصائص تميزه عن جميع أنواع المياه في العالم.
بالإضافة إلى ذلك:
فإن ماء زمزم، من أعظم المياه المعدنية المستخدمة في العلاج والاستشفاء على مستوى العالم!
ومن الأمور العجيبة في ماء زمزم:
إنه حلو الطعم، رغم زيادة أملاحه الكلية، فلا يشعر من يشربه بملوحته العالية، ولو أن نسبة الأملاح الموجودة في ماء زمزم كانت في أي ماء آخر، لما استطاع أحد أن يشربه!
هذا قليل من كثير عن ماء زمزم، من بين هذه الخصائص التي أشارت إليها الدراسة:
أنه لا يتعفَّن ولا يتقطَّن، ولا يتغيَّر طعمه أو لونه أو رائحته، وأنه في هذا مثل عسل النحل، الذي لا يتأثر بتعرّضه للجو، مختلفاً في ذلك عما يحدث لجميع أنواع المياه الأخرى، مثل مياه الأنهار والبحار والأمطار والمياه الجوفية، ويرجع ذلك إلى مكوناته الكيميائية، التي تمنع نشاط الجراثيم والبيكتيريا والفطريات.
سيدي الفاضل لدي تخرشات والتهابات في المعدة فهل زيت الخروع وحقنة النشاء تفيدني إن كانت كذلك أرجو منكم بيان الطريقة المناسبة لهذا الوضع أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
نعم تفيد إن شاء الله تعالى.
يمكن أولاً شرب "شربة زيت الخروع" وذلك بعد الطعام بما يعادل أربع أو خمس ساعات ثم عدم التعرُّض للبرد حتى الخروج للحمام، فيتم تناول شوربة الشعيرية برب البندورة ويكتفي بها دون أي نوع آخر من الطعام لمدة وجبتين أو ثلاث وجبات.
لا يتم تناول الماء البارد بل طبيعي درجة الحرارة.
ثم يعمل حقنة النشاء باليوم التالي وتكرر الحقنة لمدة ثلاثة أيام قبل النوم مساءً أو صباحاً على الريق وتعاد كل أسبوع مرة، أو عند الضرورة.
سيدي الكريم أدامكم الله لنا، سؤالي هو أن أهل بيتي بعد الولادة بفترة قصيرة حصل حمل فضعف الجسد كثيراً وفقر دم أيضاً فهل يوجد طريقة معينة باستخدام الطب النبوي الشريف أم أنه لا يفيد في هذه الحالة؟
أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الموضوع في مثل هذه الحالة يحتاج إلى ما يلي:
1- راحة مطلقة أو قدر الإمكان من الراحة وعدم الإجهاد... حتى إن استطعتم تأمين من يقوم بتربية وإدارة شؤون المولود الصغير فلا مانع ريثما تمر هذه الفترة الحرجة بسلام وأمان إن شاء الله تعالى.
2- التغذية شيء أساسي جداً ويجب أن تكون متضمنة ما يلي:
- اللحوم الحمراء: (الكبد - الطحال) بالأسبوع مرتين أو أكثر. "ملاحظة: التأكُّد من اللحوم التي تأكلونها مكبَّر عليها أثناء الذبح".
- اللحوم البيضاء: (السمك) مرة في الأسبوع إن توفَّر.
- الحليب بشكل يومي.
- الفواكه وخاصة الموز والتمر والإكثار من السوائل "عصائر طبيعية" ومزيج من الخضراوات.
- العسل الصافي.
هذا إن كان لديكم المقدرة المالية للاهتمام بهذا البرنامج الغذاء ريثما يتحسَّن الوضع الجسدي وقد يستغرق شهراً للخلاص من هذا الضعف، أما إن لم يكن هناك مقدرة مادية فعندئذٍ يتم اللجوء للفيتامينات والمعادن التي تناسب وضع الحمل والإرضاع.
السلام عليكم. سيدي الأستاذ عبد القادر الديراني:
نرجو مساعدتكم في علاج للدوخة حيث أن زوجتي تعاني منذ ثلاثة أيام من هذه المشكلة وتكاد تفقد الوعي بسبب عدم شهيتها للطعام وتناولها القليل منه وهي حامل في أشهرها الأولى وسمعت أن الزنجبيل مفيد في هذه الحالة فهل هذا صحيح أم لا؟
أم أن هناك طريقة أخرى للعلاج أفيدنا من علومكم الربانية وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
1- عليها أن تأخذ نصف حقنة معلق النشاء على الريق صباحاً أو بعد الطعام بأربع ساعات "انظر كتاب (وداعاً لطبيب المقوقس) طريقة التداوي بالحقنة الشرجية".
2- أن تدفع صدقة للمستحقين "مسكين أو فقير.." على قدر الحال. وقد يكون الحمل بالأشهر الأولى هو السبب، وقد يكون هذا أمراً طبيعياً ومن علائم الحمل وأعراضه، وسيزول التعب بعد شهر أو اثنين بأشهر الحمل التالية.
علماً أن هذه المرحلة حساسة وتحتاج المعاملة اللطيفة حتى تخرج من هذه المرحلة الأولى من الحمل حتى يستقيم الأمر.
ولا مانع من العصائر الطبيعية والفواكه إن لم يكن هناك شهية للطعام ثم مرقة اللحم المضاف له الليمون وإن أحبَّت الكمون فهو مغذي ويفتح الشهية.
السلام عليكم ورحمة الله
انتشر في العديد من الدول العربية وجود منتجات مختلفة ومنها المنتجات الغذائية المحتوية على الدهون المكتوبة بصيغة E 471 مثلاً.
ما هي حقيقة وجود دهن الخنزير في هذه المنتجات؟
ولكم مني جزيل الشكر.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كذلك معظم المعلبات من اللحوم الآن يدخل في صنعها لحوم الخنازير لرخص لحوم الخنازير عند الغرب، بل لا تكاد المعلبات تخلو منها ما عدا لحم السردين والطون السمكية فهي حلال.
وللتأكد واليقين من حرمانية الصيغة "E471" يمكنك سؤال أي مهندس غذائي يخبرك حقيقة هذه الصيغة "E471" هل هي دهن خنزير أم لا، فإن كانت من دهن الخنازير فهو محرَّم لأنه ينقل من صفات الخنزير فيغدو الآكل وعرضه رخيص عليه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بوركت جهودكم العظيمة ودمتم منارة للإسلام والمسلمين.
سيدي أنا أُعاني من القلق وقلة في النوم أنا في طبيعة حالي نومي خفيف ولا أنام بعمق وفي الفترة الأخيرة ازدادت حالتي وأصبحت أنام وعيناي مفتوحتان ولم أذق طعم للنوم أبداً، وحتى بالنسبة للطعام أعاني من فقدان للشهية ولا أدري ما هي الأسباب مع العلم أنني مقصِّر جداً تجاه الله.
أرجو الرد بأسرع وقت ولكم جزيل الشكر.
الأخ الكريم حفظه المولى آمين
أولاً: عليك أن تتوب إلى الله وتقلع عن تقصيراتك تجاه خالقك وتتجنب المنكرات وأهلها على قدر استطاعتك، مع العلم أنه بمجرد توبتك وجزمك على السير بها، الله يتقبل منك، وقم بدفع صدقة لمستحقين فقراء، لا الدجالين الذين ينفقون المال بوجوه لا ترضي الله.
ثانياً: خذ حقنة نشاء قبل محاولتك للنوم، مقدار محلول النشاء حوالي اللتر.
طريقة أخذ الحقنة مبيَّنة في كتاب: (وداعاً لطبيب المقوقس) للعلّامة الإنساني محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.
ثالثاً: قبل محاولتك للنوم اقرأ صفحتين أو ثلاث صفحات من كتب العلامة محمد أمين شيخو قدس سره مع تأمُّل وتدبُّر وتفكير، لا سيما كتاب تأويل القرآن العظيم "الأجزاء منشورة على الموقع وهي في جميع مكتبات القطر".
أو قراءة قصة في كتاب صفحات من المجد الخالد للعلامة محمد أمين شيخو قدس سره.
وقراءة سورتي المعوذتين وسورة الإخلاص والفاتحة قبل النوم وبإذن الله تخلص من المنغصات والمشاكل.
هل يجوز أن أفطم طفلي في رمضان؟ والسبب أني حامل بطفل أخر، وفي الشهر الأول من الحمل؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
ما علاقة شهر رمضان؟!
يجب فطمه لئلا يكون خطراً عليه من الجنين.
يجب فطمه مباشرة بغض النظر عن الشهر أو الزمن.
التأخر بفطمه يضرُّ ملكاته العقلية فيجب فطمه بسرعة.
السلام عليكم. في موضوع نقل الدم من متبرع لآخذ: يوجد هناك بنوك دم الآن، ولا يعرف الآخذ دم من يأخذ، فقد يكون صاحب الدم الذي تبرع به إنسان كافر مشرك ملحد، أو ربما دم أنثى أو... أفلا يوجد ههنا تأثير نفسي على الآخذ للدم كتأثير لحم الخنزير على الآكل للحم؟ عند اليهود، كل شخص يؤخذ جزء من دمه، وتصفى الكريات وتخزن في بنك الدم بدرجات حرارة منخفضة جداً (80 تحت الصفر) ليستعمله عند الطلب تحاشياً لاستخدام الدم الغيري. كالبنك الموجود في أمستردام، وذلك لاعتبارات دينية كما يزعمون. فنحب أن نسمع من سيادتكم القول الفصل في هذا الموضوع، آخذين بالاعتبار أن نقل الدم هو على الغالب اضطراري وإسعافي. وشكراً.
أخي الكريم: الدم ليس طعاماً فليس فيه شهوة والنفس لا تشتهيه ولا رغبة لها فيه.
ولا يأخذه المريض إلا وهو مكره مجبر بشكل إسعافي اضطراري و {رفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه}.
وحتى الطعام يقول تعالى: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة الأنعام: الآية (145).
{غَيْرَ بَاغٍ}: مضطرّاً وليست رغبته ولا شهوته.
{وَلاَ عَادٍ}: ما عاد من دون حاجة.
ففي هاتين الحالتين سمح جلَّ وعلا للإنسان أن يأكل من الطعام الوارد والذي هو محرَّم في الأصل.
فيا أخي الدين دين يسر وليس دين عسر {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج: الآية (78): والرسول صلى الله عليه وسلم يقول بشِّرا ولا تنفِّرا ويسِّرا ولا تعسِّرا.
وهذا الذي يأخذ الدم لم يأخذه إلا حين كان مضطراً لذلك وتهددت حياته، فماذا بعد هذا من عذر، والله يقول: {..فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ..}: يشفيه {..رَّحِيمٌ}: ويرحمه.
وحيث أن الجائع المضطر للأكل خشية الموت هذا قد أصبحت معدته تفرز عصارات قوية جداً تقضي على الأضرار والجراثيم الموجودة في هذه الأطعمة المنهي عنها في الأصل لضررها وأذاها، إلا أنه في حالة الجوع الشديد تقضي عصارات المعدة المفرزة على جميع هذه الأضرار.
كذلك لدينا عملية الحجامة بقوانينها الدقيقة نتخلص بها من جميع الأضرار التي تحدث من جراء أخذ دم الغير ويشفينا الله ويرحمنا بسنة رسوله وطب نبيه ونتقي الأمراض والمضاعفات التي تنجم من أخذ دم الغير.
السلام عليكم
أريد أن أستفسر عن كثرة النوم وأسبابها مع العلم أني في صحة جيدة والحمد لله ولا أعاني من أي ضغوط أو مشاكل نفسية وشكراً وجزاكم الله خيراً.
أولاً: تلزمك حجامة صحيحة على الكاهل تحت عظمتي الظهر. ويمكنك الاطلاع على قوانينها من على الموقع.
ثانياً: يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات) فبعده يوم ثقيل لحياة أبدية، فما جئنا للدنيا للنوم و(الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا). بل جئنا لعمل المعروف وعمل الإحسان لنعمل الصالحات، فننال بها الجنات فهذه الحياة الدنيا فرصة غالية ثمينة لنكسب بها حياة أبدية في النعيم المقيم بصحبة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولكن:
كيف يدرك من في الدنيا حقيقته ﷺ قوم نيام تسلّوا عنه بالحلم
الدنيا مدرسة للعلم والمعرفة وأعمال البر والخير والإحسان، فما نصيب النائم في المدرسة إلا الحسرة والندامة غداً، وقد أضعنا فرصة الحياة الثمينة التي بها ينال الإنسان الحامل للأمانة جنات علا متسامية أبدية: زيارة القبور تشرح الصدور والخوف مما بعده ومن الظلام والرعب والآفات يذكِّر النفس فتخاف وتلتجئ إلى الله العظيم وتنظر بآياته الكونية فستعظمه وتتجه إليه فتصلي وتكسب منه السعادة الكبرى الأبدية والأنوار البرزخية: حذار بعد هذا النوم من سوء البذار.
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محّضاك النصح فاتّهم
وكفى بالموت واعظاً.
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..} سورة الحج: الآية (78): أي لا تعطِ نفسك هواها، هواها في الأزل قد عماها.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أستاذي الكريم الديراني أشكو لك هم أختي: زوجها توفي في بدايات شهر رمضان المبارك وليس لها معين غير الله، لديها خمس أولاد أحد أولادها ظهر في جسمه مرض الصدف وأخذناه إلى عدد من الأطباء ولكن لم يشفَ وقرأنا كتابك (وداعاً لطبيب المقوقس) وأجرينا له الحجامة (ظهر في جسمه هذا المرض منذ كان عمره سنة وحتى الآن- الصف الثاني) وقمنا بدهنه بزيت الخروع واتبعنا سنة الرسول الكريم، ولكن يا أستاذ ما زال المرض في جسمه أمه محتجبة وخائفة على ولدها.
أرجو منك أن تدعو لهذه العائلة اليتيمة بالصحة والعافية والصبر وأن ترشدنا إلى دواء يشفي هذا الولد اليتيم.
أما بالنسبة لعائلتي فلدي ثلاث أخوات أصبح عمرهن كبير ولم يطلق نصيبهم نحن من عائلة يتيمة أيضاً أرجو منك الدعاء يا أستاذنا لهذين العائلتين اليتيمتين. وجزاك الله كل خير
ندعو الله عزّ وجلّ أن يسبل على هاتين العائلتين الستر والعافية والصحة والصلاح.
أما عن الدواء للطفل فهذا المرض المعروف بالصدف وكما هو معلوم أنه مرض منشأه نفسي بالدرجة الأولى ويهيج ويكثر في حالات الحزن أو الغضب أو الإثارة العصبية.
فربما يتعرّض هذا الولد لنوع من الهضم والمحاباة من قبل الأهل، بأن يفضّلوا بعض أخوته عليه فتثور بنفسه الغيرة فيحزن ويغضب، ولا يستطيع أن يبوح بذلك أو يظهر ما في نفسه لأنه ما زال طفلاً لا يعرف أن يُعبِّر أو يشكو، فيكبت ما ألمّ به من غيرة وحزن ويخفيها في نفسه، وينعكس ذلك على الجسد فتظهر على شكل أمراض ومنها مرض الصدف، أو ربما هناك حالات نفسية أخرى تطرأ على هذا الولد فيجب معالجتها وعدم هضمه وتلافي التقصير بحقه إن كان هناك تقصير.
وعلى جميع الجهات في المرض خير كبير للولد ولأهله لينظر الإنسان عن الأسباب والمسببات التي استدعت لذلك المرض فيزيلها، وبالتالي تزول نيران الآخرة وعذابها بسبب ظلمه ببعض الأمور، وطبعاً ليس هذا المرض للولد بحدّ ذاته إنما هو للأهل أيضاً ومصاب لهم بالدرجة الأولى.
ومن مرض ابنها شغل لها، وفي شغلها فيه أجر عظيم، تنشغل به عن المجتمع الفاسد المفسد، فنسأل الله أن يمنحكم الصبر والسلوة والصحة والعافية والشفاء، ولا تنس وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة) وهي على قدر الاستطاعة. مع نية الإصلاح والصلاح وتغيير السير وتلافي التقصيرات إن كان هناك تقصيرات في السير الإيماني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو رأي الإسلام في حالة المريض الذي يعيش على الأجهزة لفترة طويلة لكنه في موت سريري؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء ألا فتداووا أيها الناس..)، وقال صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة).
فعليكم بالصدقة أولاً، ثم الحجامة لقوله صلى الله عليه وسلم (خير ما تداويتم به الحجامة)، والحجامة قد شفت من جميع الأمراض المستعصية من سرطان وشلل وناعور وخلوصي بهجت، حتى في الموت السريري والذي يعيش على الأجهزة، هناك مرضى ثبت شفاؤهم بفضل الحجامة فلِمَ لا يُجربونها، وهناك أيضاً حقنة النشاء أيضاً لها مفعول قوي في شفاء الأمراض المستعصية. قبل أن نحكم على مريض بعدم الشفاء لِمَ لا نجرب هذا الطب الرباني.
ألا تعلم يا أخي أن قتل النفس جريمة ستدخل صاحبها النار في الآخرة {..مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً..} سورة المائدة: الآية (32). لأنه يكون باباً لأن يتبعه الناس ويفعلوا فعله مع المرضى من ذويهم وأقاربهم من هم في موت سريري.
فإن كان الله لم يميته وهو الرحيم به، أفأنت أرحم من الله حتى تحكم عليه بالموت وعدم العلاج؟ أما سمعت يا أخي بالحجامة؟ أما رأيت فلم الحجامة المنشور على موقعنا؟
وأن جميع المرضى الذين غدوا في موت سريري محتم قد شفوا وكأنها لمسة نبي بل هي لمسة نبي حقاً إذ شفت من الشلل والفالج، والأطباء تقول "فالج ولا تعالج" ولكن للعجب العجاب أنه كان بالحجامة علاجاً ناجعاً لمرض الفالج.
وهذا ليس حكراً على ملة دون ملة أو دين دون دين، بل لكافة الملل والنحل والأديان فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.
فإياكم من فقدان الأمل من الله تعالى، فلطالما الله الذي يحيي ويميت لم ينه أجل هذا المريض، فمعنى هذا أنه ما زال في بقائه خير كبير لنفسه وهناك أمل عظيم منه ولعلاج نفسه وتطهيرها وشفائها.
إذن، بقاؤه كسب له فلا تقطعوا هذا الكسب والخير عنه، وكذا كسب لذويه وأولاده وأقاربه الذين يخدمونه ويعتنون به. بقاؤه كسب على جميع الجهات.
السلام عليكم
إخوتي في الله أعينوني بارك الله فيكم لأرد على أستاذ لم يقتنع بفوائد الذبح بالطريقة الإسلامية، ولا يعترف ببحوث السوريين فيها، أرشدوني أرشدكم الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي استنكر فائدة التكبير على الذبائح ولم يقتنع بثمان آيات قرآنية تُبيّن بوضوح أهمية ذكر اسم الله تعالى على الذبائح، وأن الجراثيم والمكروبات تبقى عالقة في لحومها وبين أنسجتها، وأن الله تعالى حذَّر الإنسان من نتيجة إهماله للتكبير على الذبيحة بقوله الكريم: {وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} سورة الأنعام (138).
وكذلك حذَّر تعالى من أن عدم التكبير يصل بالإنسان إلى الشرك بالله، قال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} سورة الأنعام (121).
أقول: إذا لم يقتنع بكلام الله تعالى، ولم يقتنع بالتحاليل المخبرية التي أجراها الفريق الطبي السوري مصداقاً لما بيّنه العلّامة الإنساني محمد أمين شيخو، فقل له الآتي:
أيها الأستاذ الفاضل يقول لك الفريق الطبي السوري: (ليس البيان كالعيان) فقم بنفسك بالتجربة المخبرية، خذ دجاجتين مثلاً، الأولى اذكر عليها أثناء الذبح كلمة (الله أكبر) ودعها في الأرض حتى تموت، ثم خذ الثانية واذبحها وأنت صامت ودعها أيضاً حتى تموت، ثم خذ جزء من اللحم من كلا الدجاجتين إلى مخبر تحاليل غذائي ليقوم باستنبات جرثومي عليهما وستكون النتائج بعد مرور 48 ساعة، حينها ستعلم حقيقة كلام الله تعالى وأنه ما أمرك بالتكبير على الذبائح إلا حباً بك ولكي يُطعمك لحماً طاهراً أنت وأولادك، فكم أنت مكرّم عند الله تعالى.
ملاحظة هامة: انظر الفرق مباشرة بين لحم الأولى والثانية بعينك، ترى المكبَّر عليها لحمها زهري اللون مائل للبياض، في حين أن الثانية التي ذُبحت بصمت تكون زرقاء اللون، ولو تركت الدجاجتين لفترة 20 ساعة سترى أن الأولى لا تزال كما هي، في حين أن الثانية بدأت تظهر لها رائحة مقززة.
الرجاء في حين تنفيذ هذه التجربة أن يكون الحاضرون كثراً، وذلك لكي تكون الفائدة أعم وأشمل للجميع تفادياً لتكرارها، فلا ننسى أننا نذبح دجاجة دون ذكر اسم الله عليها، فلمرة واحدة من أجل الإثبات ممكن هذا وتُؤخذ النتيجة وتُعرض على الجميع في الجامعة، نحن في سوريا عندما كنا نُجري التجارب كنا نجمع عدداً لا بأس به من الأطباء والإعلاميين والمهتمين ثم نقوم بالتجربة، فتُنقل عن طريقهم للجميع.
ودمتم بخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
عن موضوع الحقنة الشرجية، هل لها فوائد؟ وهل لها قوانين صارمة في الدقة كقوانين الحجامة الصارمة؟ والتي بدونها لا تنفع بل تضر، هل لها وقت محدد هل لها سن محدد؟ هل هي وقائية وعلاجية أم علاجية فقط؟ هل ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه؟
فالذي قرأته في كتب الطب أن مادة الغلوتين الموجودة في نشاء القمح هي المسبب الرئيسي للداء الزلاقي الخطير، فحقنة شرجية من نشاء القمح لمريض بهذا الداء قد تودي بحياته تماما كعملية حجامة في غير موقعها وشروطها الدقيقية.
أرجو الرد مع جزيل الشكر.
بالنسبة للحقنة: تُطبق على كل الأعمار وعلى كلا الجنسين في كل الأوقات، إلا أنه غير مستحبّة أبداً بعد الطعام مباشرة، بل الأفضل صباحاً على الريق أو مساءً قبل النوم وبعد عدة ساعات {2-4 ساعات من وجبة الطعام}. وهي علاجية وتعتبر وقائية عندما تؤخذ لحالات الإمساك فهي علاجية وقائية لما قد ينتجه الإمساك من مضاعفات..
ذكرها صلى الله عليه وسلم في أحاديث الشريفة.
أما عن معلوماتك الطبية فيؤسفني أن أقول لك أنها خاطئة:
إن مرض الداء الزلاقي الذي يصيب الصغار هو أنّ الإنسان يتحسّس لمادة الغلوتين الموجودة في القمح والشوفان وطحين القمح، فتتغير بنية الزغاب ومخاطية المعي الدقيق عندما تلامس الغلوتين، وهذا الداء لن أشرح لك فيه، إنما سأكتفي بأن أقول لحضرتكم: أن الغلوتين هو مجموعة من البروتينات أو الحموض الآينية، وليس هو النشاء أو موجود في النشاء بل القمح يحوي الغلوتين ويحوي النشاء.
فالنشاء شيء والغلوتين شيء آخر يختلفان عن بعضهما جذرياً والمشترك فيهما فقط أنهما موجودان بالقمح.
إذاً حقنة نشاء ليس لها أية آثار جانبية، ولا تودي بالحياة فالنشاء غير الغلوتين، وحتى أن الغلوتين ذاته تأثيره في الأمعاء الدقيقة وليس في الأمعاء الغليظة، والمرض يطرأ على مستوى الأمعاء الدقيقة، والحقنة الشرجية موقعها على المعي الغليظ.
أنا كنت من المتابعين لدلالة العلامة محمد أمين شيخو قدس الله سره ومن المحبين له وسميت ابني على اسمه ولكني انقطعت عن متابعته فترة طويلة ومن ذلك الحين وأنا أحس بالتعب النفسي.
فهل صحيح أن من يسمع كلام الحق الذي أتى به فضيلته لا بد له أن يعود يوماً إلى جادة الصواب؟ وكلامه وسيرته العطرة لا تزال تجول في فكري. فما السبيل في التغلُّب على البعد الذي لحق بي وكيف أقوي هذه النفس الضعيفة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أذكر كيف بالبداية سلكت فكنت من المحبين المتابعين فارجع مرة ثانية لسلوكك الأول الذي به علوت وكرر سلوكك تماماً كما كنت قد سلكت من بداية البداية وتجنَّب ما شغلك عن اجتهادك، وبالحديث الشريف: «لا يزال العبد يصدق ويصدق حتى يكتب عند الله صديقاً»، إذن عُدْ لبداية صدقك الأول واسلك نفس السلوك السابق من البداية من جديد والعوْد أحمد تنل أجرك مرتين وتكون الثانية أسمى وأرقى وأعلى.
ما هي أخبار حليمة السعدية مرضعة رسول الله وأخبار إسلامها وإسلام ذويها؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
أسلمت رضي الله عنها حين انتشر الإسلام مع ذويها وقومها.
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الكريم، لدي محل خليوي، وقد رأيت في منامي قد سرق المحل بالكامل، أرجو التفسير.
والسلام عليكم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الله يرزقك مهنة أشرف منها إنه سميع مجيب الدعاء.
2- الآن ادفع صدقة لمستحقين ليس عندهم محرَّمات ولمن لا يصرفونها على الحرام لقوله ﷺ: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتعداها».
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سيدي الكريم أود أن أسأل عن طفلي الخمس سنوات فهو يسألني أين الله ولما لا نراه؟ كيف أجيبه بحيث يفهم علي ولا أكون قد ظلمته أو ظلمت نفسي فهو دائم السؤال.
أعرف أنه أمر ممدوح أن يسأل الطفل مثل هذه الأسئلة. لكن كيف أقرِّب له الحقيقة؟
ودام فضلكم وجزاكم الله خيراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
يرجى إعادة النظر لبحث الإيمان في كتاب "درر الأحكام" لكي تتمكني من الإجابة وإن لم تتمكني بعد قراءة بحث الإيمان كرري علينا سؤالك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستميحكم عذراً عندي استفسار وهو: هل يمكن أن يكون الرجل في بعض الأحيان سبب في ضيق نفسي يصيب زوجته لا تعرف مأتاه أو منامات مزعجة ترآها فيها ما يسوؤها؟
هل قد تظهر انعكاسات الزوج عليها أكثر منه نتيجة خروجه للعمل ومخالطته للناس أو تقصيره بقانونه؟
ما جعلني أسأل يا سيدي هو أن زوجتي محجبة منذ سنين ولا تخرج من البيت أبداً ولا تريد أن تخرج ولا ترى أحد مطلقاً سوى أنا والأولاد الصغار، وليس عندنا محرَّمات ولله الحمد هذا ما جعلني أظن هذا الظن. أرجو نصحكم وإرشادكم ودمتم هادين لنا سبل الرشاد.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الطاهر طاهر والطيب طيب ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى، هذا إن لم تُخطئ وتُذنب لا يؤثِّر عليها زوجها ولا أهل الأرض جميعاً، فالمستقيم على أمر الله، اللهُ وليُّه وواقيه وحاميه، وتقع تأثيرات العلاقات لمستحقيها ممن ولا بدَّ قد اقترفوا أمراً لا يرضي الله، فالسائر بأمر الله لا سلطان لأحد على نفسه، ولا يؤخذ أحد بجرم أحد، فلا انعكاسات لأحد على أحد إلا بالحق وكما يقال بالمثل "كل عنزة معلَّقة من كراعيبها".
والله سبحانه لا يصدر عنه إلا الخير، فهو تعالى له الأسماء الحسنى لا يصدر عنه إلا الطيب والنعيم والسعادة والخير، فإن وقع مكروه فلْيبحث الإنسان عن سيْره وليصحِّح ويتوب ويغيِّر عندها يغيِّر الله ما به من مكروه إلى نعيم ومسرات وبهجة وعزه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة محجبة بالحجاب المبين وأقوم بتطبيق دلالة العلامة محمد أمين شيخو قدر المستطاع، لقد رأيت في منامي بأني كنت في بيت جدي وهو بيت عربي في وقت المساء فنظرت إلى السماء فإذا بباب كبير ينفتح مكتوب فيه: "الله نور السموات والأرض"، ثم رأيت لا إله إلا الله فقلت يا الله هذا شيء من الله وأنا في هذا الحال رأيت سيادتكم تقولون لي سيحصل انسحاب في السماء ثم استيقظت.
أرجو من سيادتكم تأويل هذه الرؤيا وكم أتمنى أن تكون بشارة خير على نجاتي واجتماعي بسيدتنا مريم عليها السلام.
وشكراً لكم على هذه الدلالة العظيمة التي أخرجتنا من الظلمات إلى النور وجزاكم الله كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا شك ولا ريب أنها رؤيا حق تتضمن الإيمان والتقوى وأنت ببيت عربي، وهذا يبقى بزلزلة الساعة ولن يزول بها وأنك بإذن الله لا بد من الناجين، والآية الكريمة تقول في سورة إبراهيم (48): {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ..}. وهذه عن انسحاب السماء.
فثابري على استقامتكِ فأنتِ ممن امتحن الله قلوبهم للتقوى ولكِ بإذن الله بالمستقبل القريب ستنالين مرتبة عالية.
كيف نعالج الهم والتشاؤم؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
بذكرى الموت وعدم الحرص على الدنيا (خذ من الدنيا ما شئت وخذ بقدره هماً) فزيارة القبور تشرح الصدور، وتلاوة كتب فضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره العالي ومدده الدائم، لا سيما كتاب الفتوحات المحمدية "بحث السعادة". فهي ترشدكِ لمسبِّبات التشاؤم وزواله وحلول التفاؤل والبهجة والنعيم بعد تطبيق تعليمات إرشاداتها، فأنتِ أهل للشفاء والعطاء بإذن الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير ونفع بعلمكم.
سؤالي: كيف لي أن أعرف إذا الماء تلوَّث بسائل ويصعب تمييزه؟
وهل يمكن أن يُستخدم السحر بالماء؟
بمعنى لو أحد أراد أن يسحر شخص هل يلوِّث ماءه؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
السحرة في معاداتهم اللامنطقية للحضرة الإلۤهية يعبِّرون عن لؤمهم ومعاداتهم لربهم عن رفضهم لعطاء الله بالماء وبسببه وعن طريق الماء كل شيء حي بأن يضربوا بالماء وجه الأرض، معبِّرين عن رفضهم لعطاء الله وإرادتهم المعاصي وعداوة لله.
ثانياً- الماء يميَّز من خلال لونه ورائحته أو طعمه إن كانت نسبة الملوِّث المسكوب فيه كبيرة، وإن لم تكن فلا يمكن ذلك بحواس الإنسان المجردة، بل يمكن ذلك إن كان الملوث من مخلفات الحيوان أو الإنسان وذلك عن طريق المخبر الحيوي بأخذ عينة للمخبر وعينة سليمة غير مشكوك بها ويتم التحليل بطريقة الإكثار والزرع الجرثومي.
- ولكن لطالما هناك شك بتلوث المياه فعليك أن لا تستعمليها بل ترميها على النباتات بحديقة المنزل مثلاً. المهم أنصحك بعدم استخدامها واقطعي الشك باليقين وقومي بإجراء الترتيبات المناسبة التي من الممكن أن تمنع أحداً ممن تشكين به أن يصل لطعامك وشرابك. إذ أن الماء من الممكن استخدامه في أغراض السحرة والأذى الجسمي والنفسي بتلويثه بمخلفات قذرة مؤذية.
سيدي الفاضل أدامكم الله وجزاكم خير الجزاء وزادكم الله فوق الفتح فتوحات.
أنا امرأة متزوجة لدي أربع أولاد وقد سمعت بدلالة العلامة الكبير محمد أمين شيخو قبل الزواج، أحمد الله بكل لحظة على أن هدانا لهذا الطريق القويم ومن شدة حبي للحجاب دعوت الله عز وجل أن يرزقني بنت وأن أربيها تربية صالحة وأحجبها عندما تصبح بالثانية عشر من عمرها، وكانت إرادة الله فوق كل إرادة فقد رزقني الله بأربعة أولاد والحمد لله ولكني أطلب من الله أن يرزقني بطفلة وأنا دائماً أراها بالمنام وأنها نور ولا أحتمل رؤيتها حتى في المنام من شدة الفرح.
وسؤالي هو: هل نيتي ليست عالية؟ أم أنه لم يأن الأوان؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
متى آن الأوان استجيب لطلبك العالي الجليل والله كتب لك الأجر على النية العظيمة على كل الوجوه.
فهنيئاً وبشرى لك والله لن ينساك من فضله وسيصلح بالك وبإذنه سيدخلك الجنة جنة الفردوس العظيمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: شاهدت في المنام رجل طاعن في السن كثيراً إنه أكبر من سيدنا نوح ﷺ كان يبكي بكاءً عظيماً والدموع تنساب من عينيه بغزارة والسماء من الأعلى تمطر مطراً غزيراً إلى أن أصبحت أنهار، ومن شدة تأثيري به أصبحت أبكي مثل بكائه، كان يمشي وفي يديه صفحة بيضاء تتكلم عن الدلالة، قلت له لماذا تبكي كرامة لله قال: لأجل رجل تقي لا يعرفه أحد ولا أحد مهتم به، قلت له إذا كنت تعرفه عرّف الناس به قال: لست مكلَّف بذلك بل سيدنا عيسى فقط هو مكلَّف به، وأصبحت أنا أمشي معه في الطرقات ويعرِّف الناس بالله ولم تنتهِ الصفحة، ثم مررنا بالقرب من بيتنا هنا دخل هذا الرجل البيت ودخل إلى الغرفة التي كنت نائمة فيها جلس بقربي وأنا نائمة أحسست بثقل عند رأسي هنا استيقظت من المنام؟
وجزاكم الله كل خير؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لابدَّ وأنه سيدنا آدم ﷺ لأنه لا يوجد عظيم طاعن بالسن أكثر من سيدنا نوح إلا سيدنا آدم عليهما السلام، وهو يبكي على أبنائه البشر بهذا الزمن إذ ضيَّعوا طريقهم إلى الجنات إلى الله فأنكروا دليلهم ومرشدهم إلى الله التقي فهجروه وضيَّعوا الحياة الأبدية، والمطر دليل البلاء. والحمد لله على كل حال.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عبد القادر السادة القائمين على هذا الأمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد هل يحاسب إنسان لعدم معرفته بالعلامة إن كانت نواياه الله؟
ولماذا نلاحظ تشدد هؤلاء الناس على ما هم عليه برغم من أن الحق واضح وهل حقاً غضبهم لله أم خوف من حرمانهم شهواتهم؟
تسأل: [هل يحاسب إنسان لعدم معرفته بالعلامة إن كانت نواياه الله؟].
الجواب:
كلامك فيه تناقض. تقول: (نواياه الله) فهو إذن يعرف العلامة، لأن العلّامة لم تكن نواياه إلا الله ولم ينقطع أبداً عن الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الحكمة من ولادة بعض الأطفال على سبعة أشهر أو ما يسمى بالسبيعي؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
سيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام تمت ولادته بالشهر السابع، إذ كانت والدته عليها السلام تتضايق من الأطفال ومن حملهم، فعجَّل الله لها ولادته ﷺ من الشهر السابع قبل إتمام التاسع، وقد ذكر تعالى ذلك في محكم كتابه الكريم: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} سورة الأحقاف (15).
فالله تعالى بالناس رؤوف رحيم، فهو تعالى يعامل عباده بأنسب ما يلائمهم ولا يكلِّف نفساً إلا وسعها وليس فوق طاقتها ليشفي النفوس ويمنحها ما فيه خيرها وفي الصبر على ما نكره الخير الكثير وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم والله يعلم ما فيه خيركم الأبدي وأنتم لا تعلمون.
كانت أمنا زوجة سيدنا داوود ﷺ تكره الأطفال فأتاها الله بإنسانٍ عظيم منقذ للبشرية، حكم فجعل الجنة في الأرض، وكان ينبوع سعادة الناس وطريقهم إلى الجنات وفاتح البلاد والعباد للنور والحياة والنعيم المقيم، وغدا بنو إسرائيل بعصره خير أمة أخرجت للناس، وشفى أمه عليها السلام من تلك الكراهية للأطفال بعد أن عظَّمت ابنها العظيم ﷺ وارتبطت به ونالت عن طريقه الجنات وازدانت بإقبال عظيم على الله بواسطته فشفي قلبها ونال الرحمة والرأفة والحنان.
فترتيبات الله تعالى الذي رتب الكائنات بكمال الكمال كلها بما فيها الولادة ضمن المناسب وحسب النفوس ولتحمّلها وخيرها.
هل يغضب الله سبحانه من المتخاصم؟
وفي حال تخاصمت مع صديق هل يقبل الله أعمالي الصالحة من صلاة وقراءة قرآن؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم لا يرضى الله الخصام إن لم يكن فيه لمولانا سبب. وكانت الغاية تقويمه أو إصلاح اعوجاجه، أو ردِّه عن سبل الغيِّ والشر مع سَبْق المعاملة بالإكرام والمودة.
ولا يجوز الخصام لغير الإصلاح ونادراً ما يحدث بين المؤمنين.
يا هاجري فوق الثلاث أيامٍ بلا سبب خالفت قول نبيِّنا أزكى العرب
هجر الفتى فوق الثلاث محرَّم إن لم يكن فيه لمولانا سبب
- ولا تُقبل الأعمال الصالحة حتى يرجع عن الخصام للمحبة والوئام والسلام.
وكان الصحابة الكرام رحماء بينهم يفدون بعضهم بأموالهم وأرواحهم ولو كان بهم خَصَاصَهْ، فإن تكلَّمت نفس أحدهم على أخيه زجرها وعامله بأحسن الإحسان وأكرمه أعظم الإكرام فيخالف نفسه وهواه فنجحوا، وإلا فكيف الفلاح والنجاح لمن لا اتفاق لهم!..
هل يوجد تعدد زوجات في الديانات الأخرى غير الإسلامية أو المجتمعات غير الإسلامية؟
وما الرد على من يطعن بهذا الأمر الإلۤهي؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
في الحقيقة أن الأديان السماوية كلها من نبع واحد ومن مشكاة واحدة وهو الحق جلَّ وعلا، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..} سورة الشورى (13).
إذن: دين الله واحد لجميع الملل والنحل على ممر الدهور والأزمان ولكن دسَّ الداسُّون على الأديان وحرَّفوا كلام الله عن مواضعه وبدَّلوا وغيَّروا من عند أنفسهم ما لم ينزل الله به سلطان وشوَّهوا الأديان.
وبالنسبة للسؤال الوارد أعلاه يرجى الاطلاع على بحث تعدد الزوجات من كتاب "لمَ الحجاب ولمَ الطلاق ولمَ أكثر من زوجة يا إسلام" لفضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو.
لكم منا جزيل الشكر على هذه العلوم الربانية التي أزالت عن أعيننا كل حجاب بفضل العلامة الجليل محمد أمين شيخو قدس الله سره التي بدونها كنا في غياهب الظلمات وفي لجج الآثام، والحمد لله رب العالمين أن أرسل إلينا فضيلة العلامة بهده العلوم التي وصلت إلينا عن طريق جهودكم الكريمة.
أيتها المريدة المخلصة كثَّر الله من أمثالك الكرام أنتِ من الشاكرين وبسورة الإسراء مدح الله سيدنا موسى ﷺ أنه كان عبداً شكوراً: فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
والسلام على كلِّ من اتَّبع الهدى الناجين صحب رسول الله سيدنا عيسى ﷺ بالمستقبل القريب إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجي ملتزمين بدلالة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس الله سره وأنشأنا أطفالنا على محبة الله ورسله الكرام صلوات الله عليهم أجمعين وعلى محبتكم وعلى تطبيق دلالة العلامة الإنساني كما أمر الله ورسوله "عن محبة" فهل نحن من الناجين من البلاء يا سيدي أم ﻻ؟ وإن كنا من الناجين أحب أن أتلقاها من فمك الشريف ليرتاح قلبي ولكم جزيل الشكر يا سيدي.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
سبب وقوع البلاء العظيم على الناس لأنهم أبوا الالتزام بدلالة الله القرآنية لينالوا السعادة في الدنيا والجنات في الآخرة، واتَّبعوا أعداءهم من شياطين الإنس والجن الذين يوصلوهم إلى هذا البلاء العظيم في الدنيا وسعير جهنم في الآخرة.
وأنتم معاشر الأحبة خالفتم النفس والشيطان وعصيتموهما وسرتم على الصراط المستقيم صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أهل الوفاء، وأنتم بالتزامكم بدلالة الله القرآنية كلام الله ورسوله فأنتم أهل الله ورسوله أهل الوفا، وزمانكم "طوبى لمولود ذلك الزمان" زمان سيدنا عيسى ﷺ وأمه عليها السلام سيدة نساء العالمين، ولكم البشرى أنتم وأحبابكم وأبناؤهم من الناجحين الصالحين للعطاء الإلۤهي، سيهديكم الله ويصلح بالكم ويدخلكم الجنة يقيناً عرَّفها لكم فثابروا على الاجتهاد والجد. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت (69). صدق الله العظيم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد تفسير لحالتي:
أنا امرأة متزوجة مند 9 سنوات وأم لطفلين أتمتع والحمد لله بقدر من الجمال والصفات الحميدة.
أعيش أنا وزوجي وابني وابنتي في البيت العائلي لزوجي مع والديه وإخوته المتزوجين هم أيضاً، حيت نملك غرفة واحدة في هذا البيت.
بدأت مشكلتي مند أكتر من سنتين حيث صرت أقلق لأتفه الأسباب وانتابتني الوساوس حيث عندما يتأخر زوجي أو أولادي مباشرة أظن أنه وقع أمراً خطيراً، كما أنني صرت لا أستطيع مشاهدة التلفاز وحتى قراءة الجرائد لأنه عندما أقرأ مثلاً خبر مزعج يضيق صدري وتطورت الأوضاع إلى الأسوأ حيث صرت لا أستطيع النوم ليلاً من شدة الضيق في صدري وخاصة جهة القلب إني أحس بثقل شديد وحين أنام على تلك الحالة أستيقظ مباشرة مفزوعة أتنفس بصعوبة مع تزايد نبضات قلبي. في البداية ظننت أنه مرض عضوي بحيث اتجهت إلى عدة أطباء (عام وأخصائي في أمراض القلب) ليخبروني في كل مرة أنني سليمة ولا أعاني من شيء استمرت حالتي على هدا النحو أكثر من سنة حتى كدت أن أجن حيث كنت أموت وأتعذب في الليل وعندما أتجه إلى الطبيب يقول إني سليمة وأصبحت أستيقظ في الصباح خمول في آلام في جسدي وتزداد حالتي بعد العصر سوءاً وأصبحت أخاف الليل. وفي أحد الأيام أحسست بضيق في الصدر وكأن أحد يخنقني أجهشت بالبكاء فأحضر لي زوجي راقي وعندما قرأ لي القرآن كنت أجهش بالبكاء، فأخبر الراقي زوجي بأنني مسحورة وطلب مني الإكثار من قراءة القرآن والدهن بالزيت المرقية وشرب الماء المرقي والاغتسال به والاستفراغ وعندما قمت بما أمرني أصبحت أحس بأعراض جديدة (تنميل في جسدي وتيار كهربائي من رأسي إلى جسدي) استمريت على هده الحالة لمدة سنة وحالتي تارة تتحسن وتارة تتدهور. أخذني زوجي إلى راق آخر معروف في الجزائر يستعمل الأعشاب في الرقية اتبعت علاجه حيت ظهرت علي أعراض أخرى حيث أصبحت أصابع رجلي تتحرك تلقائياً مع آلام شديدة و في كتفي أيضاً خاصة الجهة اليسرى كما أنني عند قراءة القرآن يضيق صدري وكتفي إلى حد كبير وأسمع عظام الكتف كأنه يحتك بعضه ببعض ويصدر صوتاً. كما تنتابني آلام في البطن وأحس شيئاً يتحرك نحو الفرج كأنه يخرج لكني لا أجد شيئاً. وأصبحت أحس شيء يهتز في صدري من الجهة اليسرى حتى أني عندما أضع يدي على صدري تهتز هي الأخرى. مع العلم أنني عند الاستماع إلى الرقية لا يحدث لي صرع ولا أتكلم بصوت آخر أصبحت أحس برعشة في صدري وكتفي الأيسر.
حالتي أعراضها يطول شرحها لكن أعطيتكم النقاط المهمة. ساعدوني من فضلكم فأنا أتعذب.
ملاحظة: عندما بدأت الرقية حدثت لي أشياء غريبة: مرة أحضرت لي قريبة لزوجي تعيش معنا في البيت منشفة لي وجدتها عندما فتحتها تفاجأت لأجدها مثقوبة وكأنها ضربت بسكين في كل الأنحاء.
ومرة أخذني زوجي إلى بيت أختي ليتفاجأ عند عودته إلى منزلنا وعند دخوله غرفتنا التي كانت مغلقة بالمفتاح بوجود فنجان صغير غريب عن المنزل وفيه حشرات.
ومرة عندما كنا نجمع أدواتنا حيث كنا نهم بالرحيل من هذا المنزل ظهر لي في شرفة البيت حيوان غريب يشبه الحلزون لكن عيناه كأنها مرسومة وليست حقيقية داسته ابنتي برجلها لكنه لم يمت.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذه أعراض سحرية غير محمودة ولابدَّ من تفريطات بحدود الله ويُخشى من ناحية إخوة زوجك، وقراءتك بكتب فضيلة العلامة الرحيم وتطبيق أوامرها الإلۤهية ستُبدِّل أحوالكِ فرَجاً وفرحاً وسروراً وسعادة ولن تقربكِ أرواح شريرة أبداً وسينقلب السرور والهناء على زوجكِ وعلى كافة أحبابك، ففي دلالة الله التي أتانا بها العلامة الرحيم محمد أمين شيخو من القرآن هدى وشفاء للأبدان وللأرواح قدس سره، بل وفي تطبيقها السعادة في الدنيا وزوال الأسقام والنعيم المقيم وفي الآخرة الجنات.
- وهناك حادثة جرت مع المربي الأستاذ عبد القادر الديراني: حيث في أحد الأيام طرقت الباب امرأة قد أرشدتها إحدى الصديقات إلى بيت الأستاذ لتلاقي حلاًّ لمشكلتها. ولكن تفاجأت حين علمت أنه لا يواجه النساء، بل اجتمعت بزوجته فقصَّت عليها حالتها المضنية، إذ كانت تعيش بالآلام النفسية التي لا تُطاق والذعر والهلع حلَّ بساحتها وما أن تأوي إلى فراشها حتى تهجم عليها الأرواح الشريرة بالعصي ضرباً ولا تستطيع أن تغمض عيونها لحظة من شدة تعذيب هؤلاء الشياطين لها.
لمن تلجأ! زوجها الذي معها بالغرفة لا يشعر بشيء مما هي تعيشه ينام قرير العين وهي لا تستطيع نوماً ولا رقاداً، والآلام تعصف بها، فنصحتها زوجة الأستاذ بعد أن أخذت الإرشادات والتوجيهات من زوجها بالالتزام بحدود الله وتطبيق ما ورد في علوم العلامة القرآنية والرجوع إلى الله بالتوبة والإنابة، فكل ابن آدم ما عدا الأنبياء إلا ولديه تقصيرات ومخالفات وأخطاء، وخير الخطّائين التوابون.
وقالت لها: (انظري ما ترينَ من المنكرات في بيتك وأزيليها، وكذلك كل ما من شأنه فتنة للرجال فاستريها) فالرسول ﷺ قال: «الفتنة لا نرضى بها» وبإذن الله كل شيء يزول ولا سلطان للشيطان على المؤمن المستقيم على حدود الله، فخرجت المرأة المسكينة والأمل يمازج قلبها وانجلى عنه القنوط واليأس، ومن فورها التزمت بالحجاب الساتر للوجه ونظرت في بيتها فوجدت به كشفاً لحرمته من خلال صحن الدار أمام شرفة جيرانها، فقامت بسدِّ تلك الثغر وأغلقتها، ومن ثم قذفت بكافة المحرَّمات التي تثير الفتنة وتحرِّك غرائز الرجال أو النساء سواء بصوت أو صورة أو كلاهما معاً، حقاً لقد كانت صادقةً في توبتها وإنابتها إلى الله.
عندها أصبحت تنام ملء جفونها مرتاحة البال نفسياً وجسماً وعادت إليها النضارة والحياة القلبية والهناء، مطمئنة بتوبتها قريرة العين وقد أرضت ربها وأغلقت مداخل الشيطان، عندها رأت في منامها: أن الشياطين قد حمَّلوا متاعهم على حمار (حيث كانت تسكن في الجادات العليا من حي المهاجرين في جبل قاسيون في دمشق) رأتهم وقد قطعوا الأمل منها يائسين من هذه التائبة الصادقة وقالوا لها: (قولي لنا أنكِ تريدينَ السير بالحق لا كنا تعذبنا معكِ ولا عذَّبناكِ معنا) خرجوا من البيت إلى غير رجعة وقد أخذوا أغراضهم على حمارهم. نهضت والفرحة تغمرها والسرور لا يفارقها، ونعيم غريب يلازمها.
بالطبع أغلقت كافة السبل التي تدلف منها الشياطين، فأنى للشيطان المكوث في بيت يقيم حدود الله؟!
وعاشت المرأة بحياة هانئة سعيدة بعد أن كانت قبل ذلك تذوق أفظع الآلام وتعاني أقسى المعاناة، وما الأعراض التي تذكرتنها في رسالتكِ إلا نذر بسيط مما كانت هي تُقاسي وتعاني، وحقاً {..إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} سورة النساء (76). ولكن:
إذا ما خلا الجبان بأرضٍ طلب الطعن وحده والنزالا
فإن تمسَّك الإنسان بحدود الله المبيَّن في كتب العلامة محمد أمين شيخو القرآنية يسري إليه نور عن طريق العلامة يطرد بل ويحرق الشيطان ويردَّه مدحوراً مقهوراً.
وقبل النوم مباشرة اقرئي شيئاً من دلالة العلامة صفحة أو صفحتين أو أقل مع تأمل وتفكير، واقرئي المعوذتين والصمدية والفاتحة وانفخي بأنفاسك القرآنية في أرجاء الغرفة.
فبعد سدِّ الثغر والتفريطات وتحضير النفس قبل النوم بإذن الله تتغلَّبي على عدوك الشيطان ويرتد مدحوراً مهزوماً وأنتِ في السعادة مغمورة وتغدو حياتكِ سروراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أنه آن أوان ظهور سيدنا عيسى عليه السلام وأمنا الطاهرة عليها السلام فلي طلب من بعد إذن حضرتكم وهو أن أشتري كمية من المناديل هدية للنساء ليغطوا وجوههم على زمن سيدتنا مريم عليها السلام فيكون بذلك عمل أتقرب به من الله ورسوله الكريم في خدمة عباد الله، فهل تسمح لي يا سيدي بهذا العمل؟
أدامكم الله فوق رؤوسنا وجزاكم كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
وهل هناك أعظم وأجلّ من هذا العمل وقد قرب وآن أوان ظهورهما عليهما السلام.
وفَّقك الله في هذا المسعى الجليل وسترك بجناته كما نويت ستر عباده، وخير البرِّ عاجله فسارعي إلى مغفرة من ربك إن شاء الله وبالتالي جنة عرضها السموات والأرض.
تحية من القلب معطرة بأنوار المصطفى الأعظم أما بعد:
ما الفرق بين الفخر والكبر؟
2- قرأت في إحدى الإجابات على موقعكم العبارة التالية: (إن تلقى الله مظلوماً خيراً من أن تلقاه ظالماً).
نرجو التوضيح ولكم فائق المحبة والاحترام.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بالنسبة للسؤال الثاني:
ينطبق القول بأن تلقى الله مظلوماً لمن آمن ولم يبلغ التقوى والتي هي مشاهدة حقائق الأمور قبل أن تفتِّح النفس وتشهد حقائق الأمور وتحيَّرت بالحكم فلربما كان الحكم خطأ وظلمَ نفساً وخشي ذلك فليتسامح بالحكم، كذلك حدث هذا الأمر مع صلاح الدين الأيوبي "قدس سره" حين عامل النصارى بالرحمة وأطلق سراحهم بعد فتح القدس وقال هذه المقولة: «لأن ألقى الله مظلوماً خير من أن ألقاه ظالماً».
أما الفرق بين الفخر والكبر:
الكبر: علّة بالنفس يتكبَّر الإنسان بذاته.
أما الفخر: يفتخر الإنسان بما عنده وبما يحوز ويمتلك، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ..} سورة الحديد (20).
«وأربعةٌ مهلكةٌ للعبد أنا ونحن ولي وعندي» وكلمة (أنا): هذه هي الكبر. وكلمة (لي وعندي): هذه هي الفخر بما لديه ينصب الشيطان له فخَّاً فيخر فيه ويسقط في شباكه.
وكما أن الكبر والفخر صفتان مذمومتان كذلك تكونان ممدوحتان في مواقف معيَّنة: كالكبر على المتكبِّر صدقة، فمن يتكبَّر على الطاغية المعتدي ليكسر جبروته وظلمه ويردّه إلى الهداية والصواب فهذا عمل صالح، كمن يمشي بخيلاء أمام الأعداء متحدياً.
كذلك هناك فخر ممدوح كمن يفتخر ويعتز برسول الله ﷺ وبالإسلام ويرفع رأسه بتطبيق حدود الله كالحجاب مثلاً.
السلام عليكم ورحمة الله
هل الإنسان الذي عنده طهارة أزلية معرَّض للانتكاسات بالدنيا؟
وما الفرق بين الطاهر والإنسان الغير مقطوع من الأزل؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الذي عنده طهارة أزلية نوعان:
أولاً: الأنبياء الذين لم ينقطعوا من الأزل هؤلاء ثابتون راسخون رسوخ الجبال يقلبون العالم إلى الهدى والضياء ولا يتحوَّلون عن الله طرفة عين.
والقسم الثاني: من الذين كان لهم انقطاع في عالم الأزل هؤلاء لديهم رصيد من الكمال ولديهم طهارة ولكن إن لم يؤمنوا بربهم من ذاتهم لذاتهم فهم معرَّضون للنكسات وضياع كسبهم الأزلي. كالنكسة التي تعرَّضوا لها عندما كانوا بالجنة في الأزل وعرض عليهم ربهم أن يأتوا للدنيا ويربحوا بدل الجنة الواحدة جنات متتالية متزايدة، ولكنهم انقطعوا وخسروا وانتكسوا وتحوَّلوا عن جنَّتهم الأولى.
كذلك المنافقون حيث اتخذوا أيْمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله، كان لهم في بادئ الأمر انطلاقة إيمانية لا بأس بها مع رسول الله ﷺ إلا أنهم غيَّروا واستحبوا الدنيا على الآخرة ولم يكملوا إيمانهم فانتكسوا ووصلوا للنفاق ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا.
والإنسان يبقى معرَّضاً للخسارة وللانتكاس ما لم يحقق الشروط الأربعة المذكورة في سورة العصر: بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
إذن: فلا علاقة لعالم الأزل بل ليس للإنسان إلا ما سعى هنا في الدنيا وعلى حسب اجتهاده الإيماني.
ثانياً: تسأل ما الفرق بين الطاهر والإنسان غير المقطوع من الأزل؟
أقول: الفرق كبير فالذين لم ينقطعوا عن الله منذ الأزل هؤلاء هم السادة الأنبياء والمرسلين جاؤوا للدنيا معلِّمين وهادين إخوانهم في الإنسانية إلى سبل الإيمان والنجاة.
أما الطاهر: فهذا له كسب أزلي وصفات حميدة لم يفقدها إلا أنه انقطع عن ربه في الأزل ولكن لم يستغرق استغراقاً كبيراً في الشهوات إنما تردَّد فانقطع، فإن جاء للدنيا وأعمل فكره وسعى وآمن وارتبط قلبياً بالذين لم ينقطعوا نجا وسلم، أما إذا أهمل فكره واستخدم كسبه الأزلي في مجال الدنيا خسر وهلك وخسر كسبه الأزلي وطهارته.
فالفرق بينهما: كالفرق بين المعلم والطالب الذي لديه ميل فنبوغ وأهليه للتفوُّق ولكن لم يجد ويجتهد خسر هذه الأهلية ورسب. والطالب الذي سعى واجتهد نجح وفاز.
إذن: لا علاقة للأزل في سير الإنسان في الدنيا والدنيا دورة جديدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتم تكذيب الرسول من قبل أتباعه وكيف ومن هم؟
2- ما هو تأويل كلمة سهر؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إن آمن أتباع رسول الله ﷺ من ذاتهم فحاشا لله من التكذيب، أما إذا لم يؤمنوا وكانوا منافقين يتم تكذيبهم له علموا أم لم يعلموا بقصد أو بغير قصد لأن "كل إناءٍ بما فيه ينضح" وذلك حين يكفُّون عن الجهاد، فالمؤمنون بالله يؤمنون بالصادق الوعد الأمين وبكلامه الذي هو كلام الله، قال تعالى في سورة فصلت (44): {..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء..}: فكلامه القرآن هدى للمؤمنين وشفاءٌ.
واليهود الذين لم يؤمنوا بالله كذبوا برسول الله المسيح عليه السلام.
2- وكلمة سهِرَ من السهر وهو انعدام النوم قال تعالى في سورة النازعات (14): {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ}: بعد الموت لا نوم للنفس فهي ساهرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال مطالعتي الدائمة لموقعكم وكونكم تنوِّهون دائماً بقرب ظهور سيدنا عيسى عليه السلام أحببت أن أستمد منكم النصح والإرشاد:
إني أعمل في تربية النحل وفي هذا الوقت من كل عام نقوم بنقل خلايا النحل إلى المنطقة الساحلية ليقضي النحل هناك فصل الشتاء في جو دافئ نسبياً، ولا أدري هل أنقله إلى هناك أم أنقله إلى دمشق؟
إنني في حيرة من أمري أرجو النصح والإرشاد كما أرجو الرد بسرعة لأننا على أبواب فصل الشتاء والسلام عليكم.
أخي العزيز أبو يوسف حفظه المولى آمين
لمَ لا تنقله بفصل الشتاء لجو دافئ باللاذقية أو بالمنطقة الساحلية، وظهور سيدنا عيسى ﷺ لا يمنعك من فعل الخير وتدفئة النحل بالشتاء.
إذا تم إخصاب بويضة لامرأة من زوجها ومات الرجل قبل وضع البويضة المخصبة في الرحم فهل توقف عملية أطفال الأنابيب؟ أم تكملها برأي الشرع؟ مشكورين.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
دعها سماويةً تمشي على قدرٍ لا تعترضها برأي منك تنفسدُ
«والحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور متشابهة..» لا يعلمها الكثير «فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك» «ومن حامَ حولَ الحمى أوشكَ أن يقع فيه ألا إن حمى الله محارمه ألا إن حمى الله الجنة».
الذي نظَّم وينظم هذا الكون العظيم عظائمه وصغائره مجراته وذراته بأكمل الكمال على امتداد الدهور والأعوام بلا خطأ ولا نقصان يبارى وينافس ويستطيع الإنسان أن يكون له ندّاً مع أنه لو اجتمعت البشرية إنساً وجناً على أن يخلقوا نملة أو حشرة ويضعوا فيها الحياة فهم قطعاً عاجزون بل وعاجزون أن يوجدوا شيئاً من العدم غير ما هو موجود بقدرة الله ليكون ندّاً للإلۤه، فيا إنسان دع طرق الغي فالدنيا "زائلة" فَيّ وغداً حتما ينتقل المرء بالموت الحتمي لله وسيحاسب على كل خطأ، فالرجوع للحق خير وآمن والسلام عليكم وعلى كل من اتبع الهدى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 26 سنة وسؤالي هو: عملاً بقول الرسول الكريم: (لأن يهدي الله بك نفساً واحدة خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) وفي حديث آخر بما معناه: (لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم) فيتبين من خلال الأحاديث الكريمة أن هداية نفس عمل عظيم وبه نوال الخيرات، وكما قلتم في سؤال سابق أن الذي يجب أن يكون من أصحاب سيدنا عيسى وسيدتنا مريم يجب أن يكون نواياه عالية مثل نواياهم ولو على قدر وحجم إيماننا كما بالمثل العامي (يلي مثلنا تعوا لعندنا).
وحباً بتطبيق هذه الأحاديث وحباً بصحبة الطاهرين طلبت من الله العلي العظيم أن يجري الخير على يدي ويرزقني تطبيق هذا الأمر وهداية نفس. ودفعت صدقة بنية هذا الأمر وقمت الليل ولكن لم يتحقق طلبي.
هل عدم تحقق هذا الأمر من قلة صدقي وتقصيري أم أن الله تعالى سيخبئ لي هذه النية العالية لمجيء السيدة الطاهرة سيدتنا مريم عليها السلام ويرزقني ما أطلب، فأنا في حيرة من هذا الأمر وأنتظر من جنابكم العالي الجواب والنور الشافي والمريح لقلبي.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم سيحقق الله بإذنه طلبكِ العالي قريباً إثر ظهور أمنا الرحيمة مريم عليها السلام ويتمم هدايتكِ ويُصلح بالك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: في بداية حجابي تعرَّضت لمواقف كشف من خلالها حجابي وبدون قصد مني، ربما كانت هذه المواقف تثبيت أو لأجل أن أتمسك بحجابي أكثر، والحمد لله الآن رزقني الله الحجاب الكامل وإنني لا أخرج من البيت مطلقاً، ولكنني الآن أعاني من مشكلة وهي أنني كلما أتذكر تلك المواقف أبكي ويتراجع حالي وتحز في نفسي وتؤلمني ولا تفارقني هذه الحالة، حتى لو تذكرتها كيف أنساها وأجعلها لا تؤثر بي؟
أرجو إجابتي وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حقاً أن هذه النفس ممدوحة بالقرآن وأنها النفس اللوامة، ولطالما كنتِ في بداية المشوار الإيماني والسلوك القويم وبغير عمد منكِ وأنت الآن تحافظي على حجابك الكامل الساتر فهنيئاً لكِ بالطهر والعفاف وحسن ختام بإذن الله.
والتوبة الصادقة النصوحة تمحو الخطايا، وحقاً إن الله لا يؤاخذكِ على هذه الأخطاء التي صدرت وانقضت فيبدِّل الله سيئاتك حسنات وقرب من الله.
وبالحديث الشريف: «رفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» والطفل في بداية مشيه يقف ثم يقع ثم يقف ثم يقع حتى يقوى ثم فينطلق بعدها دون ضعف وهذا أمر طبيعي.
والتلميذ يخطئ ويُصيب طالما هو في المدرسة فهو في طور التعلُّم ولا مؤاخذة على أخطائه العفوية.
فاحمدي الله عز وجل أن أنقذكِ من الضعف إلى القوة فأنتِ الآن تنعمين بالستر الكامل فما أعظمها في هذا الزمان الصعب فلتهنئكِ الحظوة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أكون خادمة متواضعة بسيطة عند السيدة مريم عليها السلام ومن صحبها ومن المقربين إليها لكي أتعلَّم منها وأنتهل علوماً وأخلاقاً وطهراً وكمالاً وإيماناً، ولكي أُعلِّم غيري من النساء.
فهل سيحقق الله طلبي ويرزقني ما أتمنى (فأنا لا أريد من هذه الدنيا سوى رضاء الله ورسوله ورضاء أسيادي العظماء علي) أرجو إجابتي وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هنيئاً لكِ على نواياكِ الطموحة والأعمال بالنيات فصبراً قليلاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي ومرشدي الفاضل: إذا رأيت في منامي رجلاً هل أُحاسب على هذه الرؤية؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب، وليس على المرء أي جزاء ولكن الخشية أن يكون هناك ميل للفواحش، عندها يكون إنذاراً لتغيير سلوك الإنسان والتراجع عن الأخطاء ورفض الفحش وطلب الحلال والإباء عن الحرام.
أما إن كان الرجل المشاهَدُ رسول الله ﷺ فالمنام بشارة وبشرى، ولو زدتم في الإيضاح والشرح لزدنا بالتأويل.
ولكن المؤاخذة على السيْر في اليقظة إذ للمنامات شروح أربعة ليتم تأويلها الصحيح:
يعتمد التأويل الصحيح على سير الإنسان ذاته، فإن كان سيره بالاستقامة وبطريق الإيمان وجاءه منام مزعج منغص فلْيعلم المرء أن هذا المنام شيطاني يريد أن يحوِّله عن الاستقامة ويقنطه من رحمة الله. فلا يعبأ بهذه الرؤية ويواصل على السير الحسن ويحاول تلافي التقصيرات المساعدة للشيطان والتي من خلالها حتى استطاع أن يدخل عليه ليقنطه.
- أما إن جاء هذا المستقيم على حدود الله رؤى مبشرة تسرُّه فلْيعلم أنها من الرحمن أراه الله إياها ليواصل المسيرة ويحث الخُطا فلديه الإمكانية أن يراها يقظة، إذ وقتها تكون لديه الأهلية النفسية ليرى ذلك باليقظة كرؤية الطاهرين الطيبين أو الرسل والأنبياء بأنوارهم القدسية.
- أما إن كان سير الإنسان منحرفاً ويتقلَّب بأهواء النفس العمياء المهلك ويجنح إلى الآثام والمعاصي، وجاءته منامات مسرَّة ومبشِّرة فلا ينغرّ وليعلم أن هذه المنامات من الشيطان ليمنّيه أن سيْره حسن ولا مؤاخذة عليه بتقصيراته كذباً شيطانياً وبهتاناً.
- وإن جاءت هذا المقصِّر المنحرف منامات مزعجة فهي منبهات ومنذرات ولا شك بأنها حق وصدق أرسلها الله له ليرتدع وينتبه من غفلته ويصحو من سباته، فليصلح سيره وينوِ التوبة والاستقامة حتى لا تقع هذه الاستحقاقات وتتحقق المنامات فيكون كالنعامة التي تضع رأسها بالتراب حتى لا ترى الوحش الذي يريد أن يفترسها فيأتيها البلاء، فلتحذر هذه النفس وتتوب ويقيها الله الشر ويكتب لها الخير والفوز والسعادة بالحق.
هذا أنا القحطاني خليفة آخر الزمان أريد مشاورتكم حول التوغل في الحديث الشريف والقراءة عن علامات الساعة؟
إن كنتم من مصر وإن كنتم ليس من مصر أريدكم.
كلا: طالما تفضلتم بإظهار مقامكم لنا زادكم الله فضلاً وسموًّا فنحن بحاجة للتعلّم من سامي مقامكم وأن تتفضلوا وتتعطفوا وتتلطَّفوا بشرحٍ عنكم وعن مقام القحطاني زادكم الله رفعةً فزيدونا عنكم علماً جزاكم الله الخير.
هل يوجد سؤال قبر للأجانب غير المسلمين (في البلاد الغربية مثلاً)؟
وهل سيسألهم الملائكة عن الرجل الذي بعث فيهم؟
هل هذا الرجل الذي بعث فينا هو سيدنا محمد ﷺ، أم أن هناك إنسان صادق في كل زمان سنُسأل عنه؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم الأجانب أيضاً عليهم سؤال القبر بل سيسألونهم عن الرسول الذي بُعثَ فيهم، ولا يزال سيدنا محمد ﷺ يظهر فيه ويُسألون عنه لمَ لمْ يتبعونه فينهض بهم للسعادة والجنات لقوله ﷺ: «لا أزالُ أظهرُ في أكملكم»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجتي مطبقين دلالة العلامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو قدس الله سره وسالكين طريق الإيمان ونحن بشوق ولهفة لقدوم سيدنا عيسى عليه السلام وأمنا السيدة مريم عليها السلام ولكن ينتابنا الخوف من هذه الظروف ومن أهوال البلاء ألا نبقى إلى ظهور سيدنا عيسى وسيدتنا مريم عليهما السلام فبما تأمرنا يا سيدي أن نعمل لكي ننقذ أنفسنا من البلاء؟
ولكم فائق الاحترام والتقدير والشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
ما دمتما مستقيميْن على أمر الله عن طريق دلالة الله للعلامة الكريم فأنتما في حصن حصين وأنتما حتماً بإذن الله يا أحبابنا من الناجين الفائزين وينجو المرء مع من يحب.
هذا ولا يجمع الله تعالى على إنسانٍ خوفان، فمن خاف نجَّاه الله ساعة الزلزلة الأرضية وبالبرزخ والآخرة وكان مع الأبرار في النعيم المقيم والسعادة الأبدية بإذن الله.
سيدي أشكرك كثير الشكر على النصائح للوصول إلى الله.
سؤالي: كم المدة الزمنية التي نعيش بها برعب وليس لنا علاقة بها؟ وظُلمت بها أحد عشرة يوماً وأقول ليس لي علاقة، والآن خائف ماذا علي أن أفعل؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
طبّق الحديث الشريف: «..إذا رأيت شحّاً مطاعاً، وهوى متّبعاً ودنيا مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فالزم بيتك وأمسك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك..»: أي: ابحث عن أهل الحقّ وصاحبهم واهجر المنكر. «..ودع عنك أمر العامة» أخرجه ابن ماجه والترمذي وأبو داود.
إن طبّقت هذا الحديث الشريف تسلم من جميع الفتن وطوبى لك وحسن مآب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي وأستاذي عبد القادر الديراني
عمري الآن تسعة عشر سنة أمضيت منها ثماني سنوات متتالية أعمل فيها مع أخوتي، وأجد صعوبات جسدية في العمل والأهم صعوبات نفسية في التعامل معهم ضمن العمل، ونحن كلنا في دلالة الله سالكون لا أريد خسارة أخوتي لكن لكل منا فكر معيَّن، هل أترك وأبحث عن عمل آخر أم أن هناك شيء أنا سببه وهو الذي يعود علي بهذه الصعوبات والمشاكل؟
هل لأن معاملتي معهم لله فقط وقد قمت بصلاة استخارة وقد أحسست بضيق بعد الصلاة.
أرشدوني يا سيدي إلى ما فيه الخير لي ولأخوتي دنيا وآخرة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الفرج قريب بإذن الله فاصبر قليلاً فبعد العسرِ تيسيرُ من الإلۤه، ولا تُفارق إخوتك والوقت قريب، وقد تحمَّلت صعوبات ثمانية سنوات فاصبر قليلاً، فأحداث الساعة الكبرى ساعة الفرج علينا جميعاً بإذن الله قريبة جداً، ولنحافظ على الاستقامة عسى الله أن يحفظنا جميعاً بظلال دلالته تعالى لنلقى سيدنا عيسى ﷺ وهو عنا راضٍ فيكون الله عنا راضٍ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على موقعكم.
سؤالي: ذات يوم كنت برفقة خالتي في المسجد (صلاة الصبح) كان في المسجد قط شديد السواد فقالت لي خالتي اطرديه قلت لها لمَ وهو مخلوق؟ فقالت قد يكون من الجن فطردته. هل يجوز؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا، لا يجوز لأن رسول الله ﷺ قال: «أكرموا الهر والهرة»
والقط حيوان والجن شيطان مخلوق مكلَّف، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..} سورة الحجرات (12).
فلا يجوز طرد الهر ظناً ووهماً لا أصل له وطردهم بعد الآن أذى وحرام.
ورد في جواب سابق على هذا الموقع أنه لا مانع من وضع صور في البيت شريطة ألا تكون هذه الصورة تثير الفتنة (صورة رجل كبير بالسن مثلاً) ولكن هناك من يضع صور لأشخاص توفاهم الله ولكن صاحب الصورة وقت أُخذت له الصورة ليس كبير بالسن فما رأيكم؟
وإذا قلنا لو كانت هناك صورة لإنسان تقي وربما ولي بل لربما أكثر من ذلك بكثير ألا تثير مثل هذه الصورة فتنة؟ وحتى لو كان بسن الطفولة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
قال ﷺ: «الفتنة لا نرضى بها». باستثناء صورة العلامة لأن الفتنة به توصل لله وجناته، والفتنة بغير النبيين والأتقياء حقاً توصل إلى الشهوات الجهنمية والنيران بالآخرة، والفتنة بالصالحين حقاً توصل للفضيلة وأعمال الخير والسعادة والجنة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال: أنا تبت على شيء حرام ودفعت له صدقة وشاهدت في منامي أفعله.
هل أُحاسب على هذا المنام؟
أرشدوني وجزاكم الله كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} سورة الصف (2).
لمَ تنوي على التوبة ثم تعودينَ لما تبتِ عنه؟!...
فاسمك بتول: ويعني الاسم التوبة الصادقة البتَّه، فلمَ لا يكون الاسم منطبق على المسمى ولمَ التراجع؟
لابدَّ من الصدق للنجاة والنجاح. «وكفى بالموت واعظاً» أكثري لنفسك من ذكر الموت هاذم اللذات ومفرِّق الجماعات لنفسك لكي تخافي فتصدقي دون تراجع وتكوني من أهل النعيم المقيم والجنات غداً الأبدية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أردت أن أتموَّن لسنة مقبلة فما هي أفضل المواد التي يمكن أن أحفظها ولا تفسد بسرعة وتكون مغذيه للجسم؟
وجزاكم الله خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
من المواد التموينية التي يمكن حفظها:
ممكن أن تختار ما يضمن التوازن الغذائي من التالي: البرغل، العدس، زيت الزيتون، زيتون، الرز، التمر مع حفظه بعيداً عن الرطوبة، جبنة محفوظة بالماء المالح أو بالثلاجة إن كانت هناك ثلاجة، معلَّبات السردين، ولحم التونات، المعكرونة والشعرية، حب الفاصولياء المجفف، حب الفول المجفف، السمنة بنوعيها النباتي والحيواني، اللبن المصفى المحفوظ بالزيت.
وممكن لمن أحب حفظ اللحمة بوعاء زجاجي (قطرميز) وذلك بحمسها (سليَّها) بعد فرمها مع دهنها تُطبخ بدون ماء، فقط تفرم مع دهنتها وشيء من السمنة على نار هادئة وزيادة من الملح حتى النضج وتسكب في الوعاء الزجاجي وتغلق وتوضع بأبرد مكان في البيت. ويؤخذ منها كلما دعت الضرورة (هذا الحفظ إن لم تكن هناك ثلاجة) يحفظها سنة تقريباً.
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعت أنا وإخوتي أرض منذ عام بمبلغ /1400000/ مليون وأربع مئة ألف ليرة وذلك بقصد شراء قطعة أرض أو بيت في ريف دمشق، ونتيجة الأحداث الجارية الآن توقفنا عن الشراء.
نرجو منكم سيدي النصح بكيفية التصرُّف بهذا المبلغ لما فيه الخير لآخرتنا.
وهل نعود للشراء في الشام وخاصة أننا على أبواب زمن سيدنا العظيم عيسى عليه السلام؟
وشكراً لكم سيدي الكريم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم تشترون أرضاً لكن حين ظهور سيدنا عيسى المسيح عليه السلام لا قبله.
وللمبلغ هناك عدة وجوه: إما إبقاؤه بعد صرفه لذهب لأن الورق سيفقد قيمته، وإما إن كان زائداً لديكم فأبواب الخير كثيرة، ولكن لوجوه الخير والمستحقين قدر المناسب.
والآن الغلاء للأراضي مرعب فلا ينبغي الآن صرف المبلغ بالشراء بل التريث.
سيدي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت والدتي منذ ثلاثة شهور، وخلال فترة العزاء تم توزيع كتب العلامة محمد أمين شيخو قدس الله سره على روح المرحومة للمعزِّين، ومضت الأيام حتى هل علينا شهر رمضان أصبحت أراها كل يوم و لمدة خمسة عشر يوماً منذ اليوم الأول في رمضان، وفي آخر رؤية رأيتها كانت تطلب مني أن أبعثها إلى الحج هنا استفقت من نومي، وبعدها عندما عدت إلى النوم وفي نفس الليلة رأيت سيدنا عيسى عليه السلام في المسجد الأقصى ورأيتكم يا سيدي وابنكم البار في الجامع الأموي تنتظرونه.
أرجو منكم يا سيدي تأويل رؤياي والنصح والإرشاد إن كان هناك شي أفعله تجاه والدتي لكي أرد لها الجميل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هنيئاً لك ولها لقد قمتَ بالإحسان لمن بدأك بالإحسان فكنتَ حقاًّ باراًّ بمن أوصى الله ورسوله بها، كما أجرَيتَ لها عملاً جارياً وخير إحسان عند الله.
وهناك لك بشرى سعيدة بأنك ناجٍ بإذن الله من أهوال الساعة، وستكون من أصحاب سيدنا عيسى المسيح ﷺ العظماء وتنال خيراً عميماً، فخيركم خيركم لأهله فقد كنت بارّاً بوالدتك ولا تزال، هنأك الله وأعطاك من فضله تعالى وإحسانه دنيا وآخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين المذهب الحنفي والشافعي؟
وما هي كيفية الصلاة حسب المذهبين وشكراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
في الحقيقة لا فرق ولا اختلاف بين المذهبين إلا في أمور بسيطة جداً لا تقدِّم ولا تؤخِّر، يهتم بها الناس ولا يهتم بها الله، يجعلونها مثاراً للخلافات والتفرقة بسبب جهلهم (إن الله يحب أن تؤتى عظائم الأمور ويكره سفسافها) لا سيما الخلافات المذهبية.
فالصلاة في المذهب الحنفي هي ذاتها في المذهب الشافعي ولكن:
- دعاء القنوت: عند الشافعي يتم بصلاة الصبح، أما في المذهب الحنفي في صلاة العشاء في آخر ركعة من صلاة الوتر.
- سنتي الظهر: ركعتان قبل الفرض وركعتان بعده في المذهب الشافعي، وفي المذهب الحنفي أربع ركعات قبل الفرض وأربعة بعده.
- عند الشافعي: إن لمس زوجته أعاد وضوءه، عند الحنفي لا يعيد، والعلامة الكبير محمد أمين شيخو وضَّح الحكمة من ذلك، من أنه إن لمس حلاله وحصل ميل للزوجة فتهيجت أعصاب الزوج أو الزوجة ثم تركد فيحصل ضعف وخمول نوعاً ما فيلزم الوضوء لاستعادة النشاط (إذ الوضوء للنشاط) فيعيد الوضوء لتلافي الضعف الناتج بالأعصاب، وإن لم يحصل الميل وإثارة الشهوة وتهيُّج الأعصاب فلا يلزم الوضوء. فانحل كل خلاف.
إذن: فالصلاة حسب المذهب الشافعي تماماً كالصلاة عند المذهب الحنفي، ولا فرق ولا اختلاف فكل إمام من الأئمة اجتهد وسعى حتى توصَّل لتسليك مريديه بما ثبت لديه صحته من أحاديث رسول الله ﷺ.
وكلٌّ من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديَمَ
- حتى الصلاة عند المذهب الشيعي هي نفسها الصلاة عند الشافعي أو الحنفي، ولكن تلاوة الأدعية عند المذهب الشيعي داخل الصلاة، وعند الحنفي والشافعي بعد الصلاة، وهذا لا يغيِّر ولا يبدِّل بالصلاة شيئاً سوى عند الجهلة لإثارة الخلافات المذهبية، والحقيقة لا خلاف ولا اختلاف.
أنا لدي أسئلة وأتمنى أن تجيبون عليها:
1- عندما قالوا الناس أن نهاية العالم سوف تقترب والدليل الرسالة، هل كانت تلك الرسالة كاذبة؟ لأني أسمع القليل يقول أنها كذب والكثير يقول أنها صدق هل حقا كانت الرسالة كاذبة؟
2- لماذا خلق الله الملائكة؟
3- هناك من قال أن هناك أب لله وابن لله والله، مما يعني هناك 3 إله. من منهم الذي خلقنا؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لمَ تهملي فكرك وملكاتك وتكوني تبعاً للناس وعلامة الإفلاس التبعية العمياء للناس. وهبكِ تعالى ما وهبهم، أنتِ اقرئي بذاتك لذاتك الرسالة فإن وجدتيها حق فاتبعيها إلى سعادة الدنيا وجنات الآخرة.
ومالكِ وللناس هل هم خلقوكِ وجلبوا لكِ الأمطار والطعام والشراب: إذن آمني ولا تكوني تبَعاً للناس بل للحق وقارني وفكري.
والآية الكريمة: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي..} على بصيرة يا أختي.
2_ يرجى مراجعة مقدمة كتاب "عصمة الأنبياء" العالم الأول "بحث الأزل".
3_ هذا قول متناقض وهمي غير واقعي أن يكون غير إله واحد وإلا لصنع كل واحد كوناً وتنافسوا بالصنع بل ولَتَقاتلوا وهذا غير واقعي ودجل وغير منطقي، بل إلۤه واحد يمدَّ ولا يستمد ودعوى (3) آلهة سخف لا يقبل به الأطفال.
رأيت في المنام أني أقف بجانب منزل وفي السماء طيور من نار تمر فوقي ثم سقط شيء من النار بجانبي وهو ليس بطير مع العلم أني لم أرتعب من شيء.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
سيأتي بلاء حرب وأنت بإذن الله محفوظ منه بعملك الطيب فهنيئاً لك.
أدخل كل يوم تقريباً للموقع فأقرأ الجديد.
أحس بالغيرة الشديدة من الأخوة والأخوات الذين يرون سيدنا عيسى في مناماتهم أو يرون البشرى ومنامات رائعة، أعوذ بالله من أن تكون حالتي حسداً لكنني أعيش معهم في رؤياهم وأبكي وأبكي وتنزل دموعي من اللهفة والشوق الكبير وأتمنى لو أرى مثلما يرون في منامي. ولكن للأسف!!
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إن شاء الله عن قريب سترى سيدنا عيسى ﷺ وتنال خيراً عظيماً يقظة لا مناماً. بوركت بصدقك يا أخي.
حالتك حالة غبطة لا حسد والغبطة محمودة والحسد من الشيطان مذموم ألا إنها غبطة.
أنا عمري 45 سنة وبدأت ممارسة لعبة الحديد ولا أعاني من أي مرض والحمد لله، فهل هناك عوارض جانبية؟
علماً أني أمارس الرياضة بشكل خفيف وتحت إشراف مدرب؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تظهر آثار أضرار ممارسة الحديد إلا في سن الشيخوخة والكبر لأن الإنسان في هذه الرياضة يضغط على عضلات جسمه ضغطاً إجبارياً لا إرادياً وعلى طبيعة عمل العضلات، فيكلِّفها أكثر من طاقتها الطبيعية ويحمِّلها أكثر من طبيعة طاقتها وهو لا يدري ولا يعلم أن هذه الطاقة المفروضة جبراً على العضلات تنتج قوة آنية على حساب الجسم وتنقلب ضعفاً وانهياراً وانحطاطاً تؤدي لأمراض جسمية عند سن الكبر، فكل ضغط على الأعضاء زائد عن طبيعتها يظهر ضرراً مستقبلياً على نفس الأعضاء والنتائج تظهر وتصبح قابلية هذه الأعضاء ومقاومتها للأمراض غداً قوة متلاشية عاقبتها الضعف والمرض وهذا ما يعقب الرياضيين بالملاكمة العنيفة ورياضيو حمل الأثقال، هذا ما يعرفه الأطباء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: كيف السبيل إلى النجاة من البلاء القادم لنكون من أصحاب سيدنا عيسى ﷺ؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الالتجاء إلى الله بقراءة وفهم وتطبيق دلالته القرآنية المبينة في كافة كتب فضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره الموجودة بمكتبات القطر السوري وغيره، فإن اتبعتها فقد أرضيت الله والتجأت إلى الله فيتولاكَ الله ويحميك ومَن كان الله وليه فمَن دونه، سينقلب عليك البلاء أمناً وأماناً وسعادة وجنة.
طبق ذلك وانظر النتائج الخيِّرة بإذن الله تعالى وانظر محبة سيدنا عيسى ﷺ لك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف السبيل إلى النجاة من البلاء القادم؟
إنني مطبقة الحجاب كاملاً وأقوم غالباً لقيام الليل، وأسعى أكثر فأكثر لأطبق الدلالة السامية وأنا في الحقيقة لا أخرج من منزلي إلا لمنزل والداي ولكن أريد تطبيق المزيد لأكون من الناجين.
أرشدني يا سيدي لأنجو من البلاء القادم ولأكون على زمن سيدتنا مريم عليها السلام.
وأحمد الله الذي أرسلكم لنا منقذين.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
عليكِ بالالتجاء لله بقراءة وفهم وتطبيق دلالته القرآنية المبيَّنة بكتب فضيلة العلامة الموجودة بمكتبات القطر، فإن اتبعتيها فقد اتبعتِ كلام الله الحق والتجأتِ إلى الله فيتولاَّكِ تعالى ويحميكِ، ومَن كان الله وليَّه فَمنْ دونه!
سينقلب عليكِ البلاء أمناً وأماناً وسعادة وجنة: طبِّقي ذلك وانظري النتائج.
هل يجوز أخذ تعويض عن إصابة أدت إلى عاهة مستديمة وهل عليه زكاة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كيف لا يجوز وما علاقة الزكاة به. نعم يجوز أخذ التعويض.
رأيت في المنام أن هناك أطباء لا يؤدُّون عملهم وقامت وزارة الصحة بنبش ثلاث قبور كانت لصبيين وامرأة وقاموا بتشريح الصبيين لتحديد سبب الوفاة.
أما المرأة كانت مدفونة حية وكانت سعيدة لنجاتها من الموت وبعد انتهاء قضية الأطباء وسحب رخصتهم من مزاولة الطب ذهبت إلى البيت للراحة ثم اتصلت أختي الكبيرة على الهاتف وأخبرتني أن الوالدة توفَّت ولابد أن أسرع في القدوم لأنهم سوف يذهبون بها إلى المقبرة لم أصدق الخبر وأغلقت الهاتف ثم أردت أن أتأكَّد أخذت الهاتف وأردت الاتصال بخالي ثم استيقظت من منامي.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذه الرؤى من الرؤى الصادقة تنسف الحديث الشيطاني الإجرامي: «إكرام الميت المسارعة في دفنه» وهو من الدسوس على الأحاديث الشريفة ولا أصل له.
فكم من الأشخاص أُصيبوا بالسكتة القلبية فأُغميَ عليهم وفقدوا السيطرة على أجسامهم وهم سينهضون إثر انتهاء السكتة القلبية وهم أحياء ولكن الناس يحسبونهم قد ماتوا خطأ وهذه السكتة القلبية لا يعلمها الأطباء ولا المشافي فيدفنونهم أحياء وحين يصحون يجدون أنفسهم في القبور عندها حقاً يموتون ظلماً وإجراماً فلو انتظر أهل الميت على الأقل 24 ساعة أو 48 ساعة لانكشفت الحقيقة ولما قتلوه جهلاً والأمر سهل أليس باستطاعة أهله أن يستأجروا براداً من المشفى يضعوه عليه إن كانوا أغنياء أو يضعوا عليه لوح بوظ إن كانوا فقراء لتتبيَّن لهم الحقيقة أنه حي وليس بميت فلا يقتله أهله جهلاً وإجراماً أوَلا يصبرون يومين فيتبيَّن أنه حقاً ميت وليس مغمى عليه؟!
والله تعالى يقول: {..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ..} سورة النساء (29). ويوم القيامة سيشكوهم إلى الله أمام العالمين أوَلا يخشون الله من إجرامهم بعدم صبرهم فقتلوه! بئس الإثم الإجرام بعد الإيمان.
والله تعالى أراكِ هذه الرؤيا الحق لأن هذا القتل سيقع على أحدٍ من أهلكِ أو أقاربكِ الأعزاء فلا تعجلوا بالدفن خيرٌ لأنفسكم فهذا القتل جرم عظيم.
فانصحي أهلكِ بتأخير دفن فقيدكم تكوني قد أنقذتِ نفساً غالية عند الله ومن أحياها فكأنه أحيا الناس جميعاً بعدم العجلة بالدفن قبل يومين أو ثلاثة: إني نصحتكِ فيما قلته وكفى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول أحدهم أن الحزن والفرح هما وجهان لعملة واحدة هي الحياة.
ودار نقاش طويل عن مفهوم الحياة ومعناها ولكن دون وصول إلى جوابٍ شاف.
ما هي الحياة وما معناها صورة وحقيقة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
في الحقيقة يا أخي أن الحياة الدنيا وسيلة لغاية وممر عبور نحو حياة أبدية سرمدية، وعلى ذلك فالدار الدنيا دار امتحان وعمل، وهي أشبه بمدرسة لنيل الدرجات العلى وليست بدار قرار أو بقاء، فكل ما فيها لزوال وما كان لله فهو المتصل، فاليد التي تخلق وتمد وتُدبِّر شؤون هذا الكون العظيم بسمائه وأجرامها وأبراجها العظيمة، والأرض وما عليها من مآكل وملذات والمواسم والفصول وحصولها ودوراتها كل عام، هذه اليد الرحيمة الحنونة التي تسيِّر الكل وتمد الكل هي التي أخرجتنا للدنيا ونظَّمت كل هذا أما وضعت نظاماً لهذا المخلوق الضعيف المحتاج بكل الوجوه لهذا الرب الكريم؟! فالمخلوق لا يكون إلۤهاً مُنظِّماً يضع لنفسه قانوناً ناجحاً يسير عليه، بل الخالق العظيم هو أعلم بمن خلق وهو الذي رتَّب الكون ورتَّب لهذا الإنسان نظاماً ليسير عليه، ولم يخرجه لهذا الكون ليشقى لحظة واحدة إنما أرسله لينال بدل الجنة التي كان فيها جنات متوالية متتالية تكفيه أبد الآباد دون سأم أو ملل وهذا هو العقد والعهد الذي خرجنا بموجبه للدنيا، أرسلنا الله لننال السعادة المطلقة وكل ما في الكون يدل على ذلك. أما ما نراه من شقاء وتعاسة فهي ليست في مضمار العقد الذي عاهدنا عليه الله.
فالأحزان التي نراها والحروب والفقر والمجاعات هي من الإنسان ذاته بتنكُّبه الصراط السوي والناسوت الذي وضعه الله له خرج عن السعادة واستبدلها بالشقاء.
قال تعالى في سورة طه (124): {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً..}: فما ربحت تجارتهم بل باءت بالبوار والخسران.
لم يتعرفوا على الإلۤه فاتَّخذوا آلهة غير الله بل وجعلوا أنفسهم آلهة ووضعوا قانوناً ليسيروا عليه بدل قانون الله فعادت عليهم بالنكبات والخسارات والأحزان وهذه كلها من الله عين الرحمة لتنبيه الإنسان أنه حاد عن الطريق القويم ليتلافى تقصيره في الحياة الدنيا قبل الآخرة التي لا عودة فيها ولا عمل. فالمدرسة أُغلقت أبوابها والنتائج ظهرت بالآخرة.
- أما القول بأن الحزن والفرح وجهان لعملة واحدة هي الحياة فهذا غير صحيح.
فالله لم يخلقنا لنشقى ونتعس والمؤمن المتصل بربه ليس له في دنياه إلا السعادة أما من يرى عكس ذلك فهو المعكوس. وهو الذي اختلف عن الله وابتعد فصار منظاره معكوساً.
- ولا تُنال السعادة الحقة إلا بالله ومن الله فهو المانح المعطي الواهب، وما الشهوات الدنيوية إلا متاع زائل وملذات منقضية، فإن كانت بغير نور الله وطاعته تعقبها الخسران والحسرات الأبدية فهي بذلك لذائذ الشقاء.
- والنعيم والغبطة والسرور هي من الله، فضله ونعيمه تعالى كل الجميع آخذون فضله وقائمون بإمداده لدوام احتياجهم بكل الوجوه.
- وما نراه من علو في الدنيا وبهرجها والتمتع بلذائذها وزخرفها دلالة على أن المرء هو المقلوب وقد خسر المقامات الكبرى والمراتب العليا على مذبح الفاني الزائل.
- نوال الدنيا على حساب الآخرة ألا هو الخسران المبين وهم يحسبون أنهم مهتدون، فهم يظنون أنهم أكبر أُعجبوا بأنفسهم وما لديهم من ابتداعات زائلة والله هو الباقي فما كان له فهو المتصل.
ونفوِّض أمورنا إلى الله إن الله بصير بالعباد.
لا تُدبِّر لكِ أمراً فأولوا التدبير هلكى سلِّم الأمرَ إلينا (إليه تعالى) نحن أولى بك منكَ.
حلمت أن زميلتي في العمل ساقيها مقطوعة من الركبة بحيث أن ساق أطول بقليل من الأخرى وبأنها تستخدم أرجلاً صناعية تحت ملابسها وتبدو طبيعية جداً ومشيتها حلوه.
نرجو منكم تأويل الرؤيا.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذه بشارة لها بأنها ستعتزل أهل الفساد وتسير مع الصادقين الصالحين للعطاء الإلۤهي وأن سيرها بالمجتمع الفاسد لا عن رغبة وسينقذها تعالى لمجتمع سامِ وفاضل مع السيْر بالحق.
ماذا تعني رؤية الميت يطعم ميتاً وهي زوجته؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هذا يعني أنه ينفعها بالآخرة زاده الله فضلاً وخيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سيدي الفاضل:
رأيت في منامي أني أتوضأ في أحد مساجد دمشق وبعد أن فرغت من الوضوء كان العلامة محمد أمين شيخو (قدس الله سره) ينتظرني على باب الموضأ فأخذ بيدي وذهبنا في حارات الشام القديمة وكان الوقت ليلاً متأخراً؛ دون أن يتكلم معي بكلمة وفتح العلامة بيده باب لبيت عربي ودخل وأمرني بالدخول ولفت انتباهي رائحة الورد الجوري التي تملأ المكان وعندما دخلنا إلى الداخل كان صحن الدار العربي واسع الفناء وكانت قبة السماء واضحة وكان القمر بدراً وإذا بسيدنا محمد ﷺ يتربع على كرسي ملكي وكان يجلس حوله عدد من أصحابه؛ كانت ملامحه ﷺ واضحة جداً لي حتى أنه سباني ﷺ بابتسامته الربانية القدسية الطاهرة فسار العلامة نحوه وجرَّني من يدي وأشار لي العلامة بأن أسلِّم عليه ﷺ وأقبِّل يده الشريفة لكنني لم أستطع من شدة هيبته ﷺ؛ فرجعت إلى العلامة وبكيت.
فأرجو تأويل هذه الرؤيا جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
التأويل: الرؤيا تشير إلى سلوكك طريق الحق والتقوى بإذن الله وأن السلوك مع العلامة هو الطريق الحق الموصل إلى الله ورسوله فاْلزمْ غرزه تحظَ بجنات ربك وجنات النعيم المقيم فحبك لسيدنا محمد ﷺ عظيم وسوف ينهض بك لسلوك دلالة الله ولدار الأمان بإذن الله بأمان. فهذه بشارة أهل الجنة.
الوضوء: تتبعه الصلاة، والصلاة الحقيقية بالمعية النفسية برسول الله ﷺ والحقيقة أنك شاهدت نفسك تتوضَّأ ثم توصَّلت بعدها لرسول الله ﷺ وهذا رمز الصلاة بمشاهدته ﷺ وهي بشارة حقيقية ولقوله ﷺ: «من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثَّلُ بي» وها قد عرَّفك الله بالطريق فالْزمه تنل سعادة الداريْن.
شاهدت الرسول محمد ﷺ في المنام وهو يجلس في المسجد النبوي في الأول كنت واقفة بجوار قبره وكنت أوصل سلام أهلي وإخوتي ثم فجأة ظهر الرسول وتقدم إلي وكنت أختبئ منه شعوراً مني أني لا أستحق مشاهدته فاقترب مني وأعطاني نواة تمر وأخذتها ووضعتها في صدري.
أرجو التفسير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا بد وأن بعض التفريطات بحدود الله وحينما تتم الاستقامة على أوامر الله وستتم بإذن الله وعندها يزول الخجل ولكنه ﷺ بشَّركِ بأن لكِ مستقبل إيماني وأن نفسك طيبة طاهرة وستسلكين بإذن الله بطريق الحق والسعادة ودليل على ذلك أنه منحك أكلاً حلواً طيباً وأخذتيه لصدركِ دليل على أن الإيمان سيسلك إلى نفسك ذات الصدور.
فهنيئاً بالبشارة حققها الله عن قريب.
وإن شاء الله هذه النواة التي أعطاكِ إياها ستغدو شجرة نخيل ويؤكل منها وتحيا نفوس.
لماذا اليهود يعادوننا إذا كانوا ساميين مثلنا؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
يعادوننا لأنهم يحسدوننا، لأن سيدنا محمداً ظهر نبياً رسولاً من العرب ولم يظهر من اليهود، مع أن الله لم يظلمهم وأرسل لهم رسلاً وأنبياء ولكنهم لا يحبون الخير لإخوانهم من البشر فقط لهم.
ليسوا على حق، فكل من كان أهلاً واستحقَّ يُرسل له الله، كذلك الصحابة العرب الكرام كانوا أهلاً فأرسل الله منهم، ولكل مجتهد نصيب وفضل الله كبير، فلْيكونوا أهل خير ويرسل منهم أيضاً، لكنهم فسدوا فما استحقوا، ولو صلحوا لأرسل منهم، لكنه حسد وضيقة عين ولا يريدون الخير إلا لهم فقط، وهذا لا يحق ولا يجوز.
ماذا تعني رؤية الميت في المنام وتقديم له طعام، ويقول له الميت هذا أكل فرحك.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
معناه أن الله سيجعل الخير لهذا الميت بالبرزخ على يد من رأى المنام حقاً وصدقاً.
جعلنا الله وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر للأموات والأحياء ونِعم ثواب الآخرة، وزادك الله من أعمال الخير وأثابك الجنة وحسن مآب.
اطلعت على الموقع فرأيته يتحدث عن المسيح عليه السلام بكثرة حتى أن من عاشرتهم ويتصفحون هذا الموقع يكثرون بمجالسهم بالتحدث عن المسيح ونسوا رسول الله محمد ﷺ.
وكأن موقعكم يحارب الرسول ﷺ ففي سؤال وجواب أراكم تجيبون على أسئلة المسيح وأنا أرسلت لكم عدة أسئلة ولم تجيبون عليها.
والقضية الأخرى: هل الشيخ مدخن أو شريب شيشة لأني أرسلت بهذا الخصوص عدة أسئلة ولم يتم الرد.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أولاً: يا أخي أخطأت خطأين، وخير الخطائين التوابون وجلَّ من لا يُخطئ، فهل يحق لأحد التفرقة بين الله ورسله وبين رسله؟
النصارى فرَّقوا بين رسل الله العظماء والمسلمون لا يفرِّقون، لأن رسل الله صلوات الله عليهم بلسان الله ينطقون، وكما قال سيدنا النجاشي رضي الله عنه: كلام سيدنا محمد ﷺ وسيدنا عيسى ﷺ: أنه يخرج من مشكاة واحدة.
وأنت تفرِّق والمؤمنون جميعاً وكما ورد في آخر سورة البقرة يقولون: {..لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ..} صدق الله العظيم. وأنت تفرِّق فلا يجوز. فلا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
ولكل زمان رسول يرسله الله: {..اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ..} سورة الأنعام (124).
ففي زمن بني إسرائيل يتم الحديث عن رسول الله سيدنا موسى ﷺ، وبزمن عاد عن سيدنا هود ﷺ، وبزمن ثمود عن سيدنا صالح ﷺ، وبهذا الوقت بساعة ظهور سيدنا عيسى المسيح ﷺ ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بمعية سيدنا المهدي عليه السلام كما ملئت ظلماً وجوراً كما بحديث رسول الله ﷺ.
وسيدنا عيسى المسيح ﷺ فرع من الأصل من سيدنا محمد ﷺ فهو رسول الله كما أن سيدنا محمداً رسول الله وكما قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ..} سورة آل عمران (144). فلمَ التفرقة يا أخي والمؤمنون لا يفرِّقون بين أحد من رسله تعالى.
ثانياً: عن التدخين:
بالنسبة لليهود حلَّلوا وحرَّموا من عندهم لا من عند الله "بالنسبة لأمعاء الغنم" وبذلك فتحوا باب الدسوس والإسرائيليات الخبيثة.
فالمشرِّع هو الله وحده لا نحن ولا هم، فما ورد تحريمه بالقرآن العظيم فهو محرَّم.
نحن لسنا الخالقين حتى نُحلِّل ونُحرِّم، ولا طاعة لمخلوق في مخالفة الخالق العظيم، فما حرَّمه تعالى بكلامه بالقرآن نُحرِّمه ولن نخشى بإذن الله بالحق لومة لائم.
والعلّامة الكبير محمد أمين شيخو "قدس سره" حكم لأصحابه بحكم الله، فقد نهى أصحابه عن التدخين لمن لا يدخن قطعاً ألاَّ يمسك لفافة التبغ لأنه مكروه وليس مُحرَّم، ولم يحرِّمه الله ولكن حرَّم الله الخمرة بصريح كلامه بالقرآن فهل نحن مشرِّعون حتى نُحرِّم من عند أنفسنا؟! نعوذ بالله من الشرك لأنه: {..مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} سورة المائدة (72).
سيدي ومعلمي وتاج رأسي الأستاذ عبد القادر.
أنا شاب في العشرين من عمري كنت غارقاً في الدنيا ولا أعرف سوى أنني شاب في أول عمري ولكن حدث ظرف معي هزني هزة عنيفة وقوية في نفس الوقت، وبسبب ذلك والحمد لله تراجعت عن الدنيا وتشرَّفت بمعرفة دلالة العلامة محمد أمين شيخو، وبالأيام وعندما كنت أخلد للنوم أجلس طويلاً وأسأل نفسي سؤال واحد: ما هو مصيري بعد الموت؟
وكنت مطبِّق طريق الإيمان وكنت بسعادة حقاً لا توصف وأثناءها رأيتك يا سيدي عبد القادر آتي باتجاه دارنا فخرجت أنا من الدار ورأيتك فركضت إليك بسرعة وسلَّمت عليك وقبلت يدك.
آسف على الإطالة ولكم جزيل المحبة والشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا يجمع الله خوفان فالذي يخاف على آخرته في الدنيا فهو من الناجين ومن صحب رسول الله ﷺ بشفاعته بجنات النعيم.
ثبَّتنا الله على الحق هذا ولتهنك الحظوة يا أخي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم سيدي الكريم وجزى الله العلامة الكبير قدس الله سره خير الجزاء.
إني أسكن في حي يشهد توتر وإني لأخشى من الأيام المقبلة وأشد ما أخشى على الحجاب وأني أدفع صدقة أسبوعية على نية السلامة ولكن أخشى أن أكون مقصِّر في إيجاد حل والأخذ بالأسباب وهناك بيت أمي في مكان آخر وإنه سوف يكون بعض الارباكات إن ذهبنا لعندها بسبب زيارات إخوتي وما إلى ذلك وإني حقيقة لا أعرف ماذا أفعل أرجو إرشادي ليرتاح قلبي إن تكرمتم ولكم خالص الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تخشَ كثرة الفتن فإن فيها هلاك المنافقين لا الطيِّبين أمثالك، واللهِ لو هلك الناس جميعاً لحفظك ما دامت هذه النية الطيبة معك، وابقَ حيث أنت تبقَ سيداً محفوظاً، وتابع تطبيق القرآن المشروح في كتب العلّامة ولا تخشَ إلا الله فالله حافظك، ونأمل لكَ مستقبلاً آمناً سعيداً فالزم بيتك ودع عنك أمر العامة كما قال ﷺ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أريد أن أعرف ما هو موقف الصحابة عندما كانوا يتلقُّون أمور العقيدة وهل هم معصومين عن الخطأ؟ وشكراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كان موقف الصحابة الكرام موقف صدق مع ربهم بينهم وبين الله وإخلاص لرسولهم ﷺ ويُطبِّقون أمور العقيدة (من قلب ورب) وليسوا معصومين كالأنبياء ولكنهم رجال يحبُّون أن يتطهَّروا طبَّقوا كلام الله وآمنوا بربهم ووجوده من آيات صنعه وفضله وعطفه وحنانه وسلكوا كما سلك أبونا إبراهيم ﷺ بالاستدلال بالآيات الكونية فأنار الله قلوبهم وهداهم إليه وآمنوا بعد الاجتهاد والتضحيات في سبيل رضاء الله والرسول ﷺ آمنوا بلا إلۤه إلا الله فغدوا «حكماء علماء كادوا أن يكونوا من فقههم أنبياء» متواضعين أذلَّة على المؤمنين أعزَّةٍ على الكافرين لا يخشون في الحق لومة لائم وكل مؤمن يجب أن يكون مثلهم فهم قدوة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامك الله هادياً لنا إلى نور الله المبين.
لدي سؤال: أنا فتاة ملتزمة بالحجاب المبين بدلالة العلامة محمد أمين شيخو قدس الله سره عندما أسمع عن أهوال ساعة البلاء المرعبة أخاف جداً وأود أن أسأل هل في أحد من الناس يموت من الخوف وقت وقوع الساعة (ساعة الهلاك) لأني أخاف؟
وجزاكم الله كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حاشا لله أن يجمع خوفين على إنسان، فالتي تخشى وتخاف سيحفظها الله عند البلاء، والتي لا تعبأ بذلك بل تأخذ أهوالها بعدم المبالاة هي التي تموت.
فلا تخافي ولا تحزني وحافظي على الاستقامة وطاعة الله تحظين بالنجاة والفلاح وصحبة سيدتنا مريم عليها السلام سيدة نساء العالمين، فتفاءلي بالنجاة والفوز تجديهما بإذن الله وإن شاء الله إنكِ من الناجين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم: لدي سؤال في بعض الأحيان أرى في منامي رؤيا عظيمة وعندما أستيقظ من نومي أنسى ما رأيت، ماذا أفعل يا سيدي الفاضل وجزاكم الله كل خير وشكراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن في صبركِ على نسيانها أجر عظيم إلا إن ذكَّركِ الله بها.
ولكِ بإذن الله مستقبل إيماني كبير بسبب رؤياكِ فسلِّمي الأمر إلى الله هو أولى بكِ منكِ.
هل يجوز تسمية هارون للإنسان المسلم؟ جزاكم الله خيراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم يجوز وقد سُمِّي سيدنا هارون الرشيد ملِك ثلاثة أرباع العالم بعهد العباسيين التقي النقي سيد المسلمين: هارون الرشيد.
ومعنى هارون أي الإنسان العظيم بالعالَم كما كان اسم رسول الله أخو سيدنا موسى ﷺ باسم هارون العظيم ﷺ لتقواه وعبادته وطاعته لله وإرشاده لبني إسرائيل في أيام الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لا أخاف من الموت ولا أعرف السبب أحاول أن أذكر الموت بشكل دائم لكي أخاف وأسير إلى الأفضل ولكن لا أخاف قلبي مطمئن. ما تفسيركم؟ وشكراً على صدقكم.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ذلك يعود لطهارة قلبكم وصفاء نيتكم ولكن إذا طلب المرء الخوف من الموت ورغب حقاً بالخوف من الموت ابتغاء انصراف النفس من مشاهدة الدنيا الدنية لشهود الآخرة ولمشاهدة حضرة الله من ثنايا آياته تعالى بخلقه العظيم وصنعه والاستدلال على شهوده جلَّت عظمته فذلك أسمى طلب وهو سبيل الإيمان الشهودي اليقيني «وكفى بالموت واعظاً» إن يقَّنت النفس به فآمنت فصلَّت حتى غدت من أهل الكمال وذلك طريق الجنات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل لقد ذهبت منذ فترة زيارة إلى مدينة الأنبياء دمشق الحبيبة أنا وأخوان عزيزين علي وعند حلول المساء قمنا بزيارة قمة جبل قاسيون للتمتع برؤية هذه المدينة المقدسة في ليلة كان القمر فيها بدراً ساطعاً وفي مكان يعلو مقبرة نبي الله ذي الكفل وعندما نزلنا من قمة الجبل أشار إلينا أحد الأخوة إلى المكان الذي آوى الله سيدنا عيسى وأمه عليهما السلام وهو المكان نفسه الذي أشرت به سيادتكم في كتابكم المقدس "السيد المسيح يلوح بالأفق" وفيما نحن سائرين ببطء قرب هذا المكان وإذ برائحة عطرة زكية لم أشتم مثلها في حياتي فأخذت مجامع قلبي تلك الرائحة الجذابة تساءلت في نفسي عن مصدر تلك الرائحة التي لا مثيل لها في الوجود فقلت هل هي رائحة ورود أم أشجار في ليلة يترجم لنا هوائها العليل عن لطف خالقنا بنا وحبه إلينا وإكرامه وإنعامه أم كانت هذه الرائحة من السيد المسيح العظيم والتي كنت عندما أستنشقها لا أريد أن أزفرها للتمتع بأكبر قدر ممكن من مذاقها الأخَّاذ والغريب أنه في صباح اليوم التالي لم تكن تلك الرائحة موجودة ولا أثر لها فما السبب دام عزكم لنا ولكافة البشر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا يا أخي فمغارة السيد المسيح عليه السلام على بعد بضعة كيلو مترات من ذاك المكان لكنها من شذى ضريح العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره ومدده العالي بالليل والنهار وهي شذى من روائح قلبية مسوكية بسبب توجّهك النفسي الشريف وقد قال ﷺ: «إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرَّضوا لها».
نأمل من الله الكريم أن يمنَّ عليكم مستقبلاً بشذى الروائح القدسية بل وأن يرافقها شهودٌ قلبي يقيني لا شقاء بعده أبداً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله لكم هذا الموقع المنير للإنسانية.
سؤالي: هو مع اقتراب قدوم السيد المسيح عليه السلام القريب جداً أنا أعيش في مصر ولا أعتقد أن زوجي سيسمح لي بالذهاب إلى الشام فهو يعتقد كما يعتقد كثير غيره بأنه لن يأتي السيد العظيم ما لم تتحقق الشروط الواردة في كتب الدسوس فبماذا تنصحوني؟
هل أترك بيتي وأولادي وأسافر إلى الشام أم ماذا أفعل؟
مع العلم أنني من خلال متابعتي لموقعكم أحاول تطبيق قدر الاستطاعة جزاكم الله كل خير ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
صبراً قليلاً فمتى سمعتِ بظهوره ﷺ مع والدته سيدتنا مريم سيدة العالمين تتفضَّلي بتشريفنا بالشام هذا وقبل ظهورها من الغار ما فائدة القدوم؟!
لكِ البشرى إن شاء الله بمقام كريم في الدنيا قبل الآخرة وبالآخرة على نواياكِ العالية وستكونين بإذن الله من هداة المسلمات صحابية أمنا أم رسول الله ﷺ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير.
سيدي الشيخ أنا لجأت إلى الله ثم لك في أن تساعدني في الخروج من المشكلة التي وقعت فيها، ولم أتجرأ على كشفها إلا لك لثقتي في شخصكم الكريم في أنكم لن تترددوا في مساعدتي بكل ما عندكم من علم ومعرفه.
سيدي الشيخ: أنا تقدمت لوظيفة التعليم كمعلم لغة انجليزية واجتزت المقابلة الشخصية بكل نجاح ويتبقى الفحص الطبي وهو شرط أساسي لشغل الوظيفة، المشكلة ليست هنا، المشكلة أنني وبكل صراحة أنني تعاطيت الحشيش على خفيف، وآخر مره تعاطيته كانت قبل رمضان بخمسة أيام وكانت الكمية سيجارة واحدة لا غير لم أتعاطى بعدها أي شيء.
والخوف كل الخوف أن يظهر تأثير هذه السيجارة في التحليل الطبي سواء للدم أو البول (أكرمكم الله) والفحص لابد من تسليمه خلال الأيام القادمة لاستكمال التعيين على الوظيفة.
سيدي الشيخ أرجوك كل الرجاء أن تساعدني في أن أعمل الفحص الطبي وأنا مطمئن أنه لن يظهر في الفحص أنني قد تعاطيت الحشيش، وأنا أترجاك وأتوسل لك أن ترشدني وتدلني على ما يخلصني مما أنا فيه، ويعلم الله أنني أصبحت في حالة سيئة وبالي مشغول ليل نهار بسبب هذه المشكلة.
أخي الكريم: إن تبت إلى الله توبة نصوحة ألَّا تعود لشرب الحشيش لأي سبب وعاهدت ربك بصدق بقلبك بصدق فلا تخشَ وتقدَّم لفحصك الطبي بكل ثقة والله معك وساترك وحاميك ولن يظهر أي أثر بإذن الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلتم بأنه بقدوم سيدنا عيسى تذهب الحضارة شيئاً فشيئاً، وسؤالي كيف سيكون مسكن الذين يبقون في زمن سيدنا عيسى وأنه لا يبقى إلا بناء واحد بالشام ليكون عبرة للأجيال القادمة؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
تبقى البيوت العربية كلها وتخف أعداد البشر.
تسيرون على نهج سيدنا المصطفى ﷺ ولكن لم تحققوا جزء مما استطاع تحقيقه.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلامك صحيح ولكن لم تنتهِ رحلة الطريق وعما قريب جداً سيتحقق بإذن الله أكثر بكثير مما تم تحقيقه بعهد الحبيب ﷺ ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وبالسابق لم يؤمن أهل الكتاب والمشركين ولكن عما قريب جداً ستُملأ الأرض قسطاً وعدلاً ولا كفر بعدها ولا شقاء بل سعادة وأمان وإلى يوم القيامة.
اصبر قليلاً فبعد العسرِ تيسيرُ من الإلۤه وبعد الكسر تجبيرُ
إن العباد لهم ربٌّ يدبِّرهم وفوق تدبيرنا لله تدبيرُ
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} سورة الأنبياء (105).
ونحن في هذا الأوان والفرج على الأبواب "عندها يفرح المؤمنون بنصر الله" جعلك الله من أهل البصائر لترى الحقائق وأهلها.
أما إن كنت من أهل البصائر فيا أخي الحبيب إن كنت تعني بالمصطفى الحبيب من اصطفاه الله بكلماته للناس جميعاً فكلامك صحيح لم نحقق مما حققه جزءاً بسيطاً جداً لم يعلمه الناس، وإن كنت تعنيني فإني بالنسبة إليه "كشمعةٍ أضاءت لشمس الظهر مهزلة مضحكة لعمري"
وعلى كلٍّ اليد الواحدة لا تصفِّق فالحقيقة إن كل من ارتبط به أجرى الله على يديه ما أجراه على المصطفى ﷺ ومن ارتبط به لم يعد العمل عمله بل هو ما يزال عمل المصطفى، فيا أخي من ناحية فردية كل ما أجراه على حبيبنا وإمامنا وسيدنا المصطفى بشكل فردي لا جماعي جراه الله علينا أيضاً بشكل فردي لا جماعي، أما بشكل جماعي فهذا لم يحدث لأن الصحابة الكرام وجدوا على الحق مناصراً، ولا تجدون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون استقبالنا لسيدتنا مريم عليها السلام وما هو الواجب علينا أن نفعله عند مجيئها عليها السلام؟
وجزاكم الله كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
تطبيق أوامر الله بالتمام ونصرة الحق ومخالفة المجتمع الفاسد.
وأن نفدي أرواحنا في سبيل إحقاق الحق ونصرة الدين وتطبيق ذلك على أنفسنا وهداية الناس والقضاء على الفحشاء بالدعوة للباس الستر. لنخرج النساء من الظلمات إلى النور وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وتطبيق كلام الله على أنفسنا وعلى من يؤمُّ إلينا.
وعمل كل ما يجب المحبة بيننا والصبر على إخواننا لننقلهم من الإسلام إلى الإيمان وألاَّ نكون أعزَّاء على بعضنا بل أذلة على المؤمنين أعزة على الجاحدين الملحدين لا نخشى في إحقاق الحق لومة لائم.
ومما رزقنا الله تعالى ننفق في دفع مركبة الإسلام وأن نجعل في أموالنا حقٌ معلوم ومساعدة بعضنا وإنقاذ المسكين والفقير والمحروم، ونسلك بالإيمان والأعمال ما يجعل الناس تشتهي سلوك طريق الحق وان نمسك بدلالة القرآن كما فعل العلامة الكبير حين لم يخرج عن القرآن قيد أنملة ونكون هكذا. والمهم الإيمان لأن من ينصر الدين حقاً هو المؤمن عندها تسمو بالنساء ليكنَّ سيدات نساء العالمين بأخلاقهن ولطفهن مع بعضهن البعض وبكل ما يرضي الله.
1- لماذا خلق تعالى القرد بشكل مشابه "نوعاً ما" للإنسان، مما شكَّك بعض علماء التطوُّر والنمو "أمثال داروين" أن أصل الإنسان قرد؟! وهذه الأفكار تنسف الدين أصلاً وما ورد في القرآن من تكريم الإنسان عن الحيوان وحمله للأمانة.
2- ولماذا مسخ الله تعالى بعض من بني إسرائيل إلى قردة وخنازير، فما هي ميزة القرد وميزة الخنزير؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
خلق الله تعالى كل حيوان على حسب صفاته النفسية وما يتلاءم مع وظيفته فالقردة تحب التقليد والتشبُّه ولا علاقة للتطوُّر هنا أبداً.
فالإنسان عنده فكر والإنسان كائن مفكِّر والقرد لا فكر لديه ثم من يجرؤ على نسف الدين؟!
كلا يا أخي الدين ثابت وقول الله العظيم بالقرآن منطقي لا أحد يستطيع دحضه. وما جاء في هذه الترهات والأفكار السذاجة أخسأ من أن تدحض القرآن بل القرآن يدحضها وينسفها نسفاً {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} سورة الأنبياء (18).
- وهذه النظريات من التطوُّر وغيرها أصحابها ذاتهم بعد فترة هم دحضوها لأنهم صاروا مهزلة مضحكة بين الأمم فلمْ نرَ على سبيل المثال أن حماراً خلَّفَ حصاناً. بل الحمار يبقى حماراً ليوم يُبعثون.
فهل يرضى أحد أن يكون أبوه قرداً؟! طبعاً لا. القرد ليس له فكر والإنسان له فكر وهو كائن مفكِّر.
والله كرَّمنا وجعل أبانا وجعل نسل البشرية من أبٍ طاهر كريم ونبيٍ عظيم سيدنا آدم عليه السلام. والإنسان تميَّز بملكاته الفكرية عن سائر المخلوقات التي لا فكر لديها.
وفي الجواب عن السؤال الثاني:
لماذا مسخ الله تعالى بعض من بني إسرائيل إلى قردة وخنازير، فما هي ميزة القرد وميزة الخنزير؟
نقول: أظهر الله حقائقهم النفسية وذلك قبل موتهم بثلاثة أيام فمنهم من كان يقلِّد تقليداً أعمى وفيه الميولات الجنسية طاغيةٌ على نفسه وهذه صفة القردة لذلك أظهر الله حقائقهم وبانت طواياهم فكانت قردة ومنهم من كان عرضه رخيصاً عليه وفيه صفة الخسة وعدم الغيرة على شرفه وهذه صفة الخنازير لذلك مُسِخوا خنازير على حسب صفاتهم النفسية.
فالإنسان ببعده عن الله يتَّصف بصفات حيوانية لا إنسانية وتتقلَّب نفسه بالانحطاط. فإذا كان قاسياً كالذئاب أو الضباع أو مكَّاراً كالثعالب أو قد يتَّصف بالحنش...إلخ.
وبزمن سيدنا موسى عليه السلام كانت معجزات كبرى مادية لا نفسية فقط فمُسِخوا وماتوا.
ولا علاقة لهذه القصة بنظرية التطور من أن أصل الإنسان قرد. فالإنسان لديه فكر والقرد لا فكر لديه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال متابعتي لأخبار موقعكم لاحظت من خلال الأسئلة قرب قدوم السيد المسيح عليه السلام وسؤالي:
أنا مقيم خارج سورية (في الخليج العربي) فهل يتوجَّب علي الرجوع إلى سورية في الوقت الحالي (أعلم أنه ما من أحد يستطيع التنبؤ بوقت نزول البلاء) ولكن لها أشراطها التي يراها من يبصر بنور الله، فأرجو نصحكم وعدم التأخر بالإجابة لكي أستطيع أن أنهي أعمالي، فيما لو كان يجب علي السفر قبل حلول شهر رمضان المبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
حين تسمع بظهوره ﷺ في دمشق عندها أنهي أشغالك وتعال تنل المقام الكبير والخير الكثير هذا وقد أظلَّ وقت ظهوره ليملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت الآن ظلماً وجوراً كما قال ﷺ في الحديث الشريف، وهنيئاًّ لك على نيتك العالية وجعلك الله من أصحابه الكرام ومن المقرَّبين إلى الله وإليه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي متعلِّق بالمهدي المنتظر وأود منكم إجابة مختصرة ومفيدة وجزاكم الله خيراً.
هل ظهر المهدي المنتظر أم لم يظهر بعد؟ وان كانت الإجابة ظهر فمتى وما الأدلة وإن لم يظهر بعد فما علامات ظهوره ومتى؟ وشكراً على الإجابة مقدماً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
وليس يفيد في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الملاحظ أن الرؤى المبشرة بقدوم سيدنا عيسى عليه السلام أصبحت كثيرة، هل هي فعلا تنبئ بقدومه قريباً أم أن الأشخاص الذين يرون هذه الرؤى لتفكيرهم بهذا الأمر كثيراً يرون مثل هذه الرؤى؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا بل هي فعلاً تنبئ بقدومه ﷺ قريباَ جداَ بعد هذا الهرج العالمي.
من هو باني المسجد الأقصى؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
بناه أبناء سيدنا آدم عليه السلام كما بنوا الكعبة قبله لقول الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} سورة آل عمران (96).
وتم ذلك بما وصَّى به تعالى أبانا آدم ﷺ وهو وصَّى أبناءه بذلك.
السحر الذي يُحرَق حرقاً ويشم المريض من هذا السحر فيكون مريضاً، عجز كثير من القراء فك هذا السحر فكيف يكون فك هذا النوع من السحر؟
مع العلم وأنتم أعرف أن كثير من القراء لا يعرف إلا السحر مأكول ومشروب وورق مكتوب أو ما يشابهه من أي شيء يُرى بالعين ويُلمس باليد أفيدونا أثابك الله.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الشيطان أعمى لا يرى ولا يبصر إنما يشم الخبث ويتبعه فهو يشم النجاسة ويهرع نحو صاحبها وهذا الخبث والنجاسة لها أسبابها فلا يدخل الشيطان إلا أن يكون هناك محرَّمات ومخالفات لأوامر الله، قال تعالى: {..وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة.
فالشيطان لا يوسوس إلا لخبيث {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} سورة النحل (100).
فمتى آمن الإنسان واستقام بتطبيق حدود الله والتوبة النصوحة وأزال المحرَّمات والمخالفات التي لا ترضي الله لم يبقَ للشيطان مدخل يدخل منه فقد انسدَّت أمامه جميع الثغر فأصبح الإنسان في مناعة وتبطل جميع أنواع السحر إن كان مكتوباَ أو مأكولاً أو محروقاَ.
ولك في قصة المرأة التائبة في كتاب كشف خفايا علوم السحرة صفحة " 336 " أسوة حسنة.
1-{بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}: من رحمة الله تعالى وكرمه أنه يبعث لعباده رسائل غير مباشرة ومباشرة أحيانا ليوقظه من غفلته ويصبح مؤمنا على إثرها مستغفراً ربه في كل لحظة معاهداً نفسه على أداء الأمانة التي حمل... لينسى بعدها ويعود لعهده كأنه لم يرى شيئاً فكيف يمكن الحفاظ على النفس من التغيير؟؟ وما السبيل لحماية النفس من الكفر بعد الإيمان؟
2- {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة التوبة، الآية 105.
سيرى الله عملنا ورسوله والمؤمنون في الدنيا؟ ولماذا المؤمنون فقط دون بقية البشر؟ ألأنهم أصحاب بصيرة أو ماذا؟ وهل لابد أن يرى الناس عمل العبد في الدنيا؟ ولابد أن يفضحه أيضاً في الدنيا حتى وإن خدع الناس مدة أم ماذا؟؟
2- {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} سورة البقرة 186.
هل الجملة بين قوسين شرط لاستجابة الدعاء؟؟ أم دعوى من الله لدعائه؟ والدعاء مستجاب حتى وإن كان الداع غير مستجيب لكل أوامر الله؟
الأجوبة:
1- بالإيمان كما آمن أبونا إبراهيم عليه السلام وكثرة تذكر الموت.
2- كلا ليست الأعمال المذكورة أعمالاً منحطة فالله ستّار بل أعمال سامية عالية.
3- إن استجابوا لله فعلى قدر طاعتهم يستجيب تعالى دعاءهم إذا كانوا قريبين من الله، هذا وليس البشر أنبياء معصومين، القريب من الله يقبل دعاؤه ويستجيب له حتماً.
الرجاء تزويدي بالمعلومات التالية إن كانت متوفرة: هل لديكم دعاء مبارك مستجاب وبسيط ومخصص وطريقة سهلة مقبولة، ولا يخالف الشريعة الإسلامية وسنة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ودون استخدام البخور أو الأرقام او الطلاسم، صيام، نذور، أو أي رياضة أخرى أو الاتصال الهاتفي، الخ....، لتسخير الطاقة العقلية (النورانية / الهامة، الخ... ) وتسخير خديم مؤمن /عامر مؤمن/ جان مسلم، لخدمتي الشخصية في أموري الخاصة فقط وقضاء حوائجي، سواء عن طريق الأدعية أو سور القرآن الكريم؟ كيفية استخدام أسماء الله الحسنى في الحصول على المراد والتسخير دون مخالفة القرآن والسنة النبوية؟؟؟ وأيضا بطريقة مبسطة.
1- صفة المؤمن الذي طلب ربّه للقائه وحمده وشكره على نعمه ونظر بصنعه بآيات صنعه تعالى الكونية فسلك الطريق إليه تعالى تماماً كما سلك أبونا إبراهيم ﷺ النموذج الإنساني الكامل فتمَّ له الوصول وذلك بتوجيه رسول الله ﷺ فشاهد من عظمة وأنوار وجمال الله ما شاهد. شاهد بنور مرشده ﷺ الحبيب جلّ شأنه عندها هامَ أيضاً بهذا المرشد الصادق الوعد الأمين الذي بعلاقته القلبية بمرشده تمَّت مشاهدته النفسية القلبية لكمالات ربه وغدا قلبه باستنارة دائمية إذ أوصله نور مرشده الصادق لنور الله العظيم، فشاهد الحق من الباطل والخير من الشر المزين بالمظاهر الغرورة الخداعة وأصبح إيمانه يقينياً، يمشي بحياته على هدى لن يضلّ بعدها أبداً لأنّه في شهود بنور ربه ربّ رسول الله.
وبذا يسري لنفسه نعيم وهناء وسرور ورضى لا يرضى عنه ببديل الدنيا وملذّاتها، وبنور الله يتجنب الوقوع بموجبات الشقاء والجزاء ويعمل ما فيه الخير لنفسه وللعباد فيكسب دوماً رضاء الله وتجلّيه الأسمى وهو بمعية حبّ الله السراج المنير لقلبه فهو في سلام وحياة عليَّة وأمان وبسط وسرور وهناء وحبور حتى الوفاة، وهو بصلته بالله وصلاته بمعية مرشده الصادق الوعد الأمين، يأمنه الناس على أموالهم وأعراضهم فهو لا يخون.
وبصلاته وتجلي أنوار الله على قلبه في جنات دائمية تغنيه عن موبقات الدنيا الدنية فهو حقاً الرجل الفاضل وبما أن الله يؤتيه أجراً عظيماً فهو في غنى عن أموال الناس وأعراضهم وهو الكريم كرماً لا يضاهى لأن مكرم الخلائق تعالى معه يضمنه ويتولاه ويكرمه فيرى أن الله ذاته يسخر له العطاء وهو المعطي الحقيقي فلا يخشى الفقر أبداً وكرمه لا يدانى كما يرى الله معه وبيده تعالى الخلائق والوسائل والأمور فهو أشجع الناس لاعتماده على ربه اليقيني بنور الصادق الأمين حبيبه وخليله.
2- فكل من يطبق ويسلك طريق الإيمان المبيَّن في كتب العلامة الجليل محمد أمين شيخو، نجا من هذه الطرق الباطنية وبتقوى الله بعد الإيمان يغدو بالنور فيسلم من تلك العوالم الشيطانية المرعبة.
كتاب كشف خفايا علوم السحرة: بيَّن ضلال وفساد من يتعامل مع عالم الجن والفساد التي تفضلت بذكرها بسؤالك يا أخي الفاضل.
والدعاء هو: (اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وارزقني عملاً صالحاً يقربني إليك).
عندنا طفل صغير عمره سنتان ونصف دائماً يذهب إلى حديقة المنزل ويأكل التراب، نرجو منكم بيان السبب وتوجيهنا نحو الحل المناسب.
ضعوا له "صبره" من عند العطار على التراب الذي يأكله، فينفر من أكل التراب بطعم الصبره.
من هم السلفيون؟
السلفيون: هم الذين يدّعون أنّهم سائرون على نهج السلف الصالح من الصحابة الكرام.
الصحابة الكرام ساروا على نهج القرآن الكريم وحده لا على نهج الآباء والأجداد الذين يسيرون بالدسوس المناقضة للقرآن الكريم.
فإن كانوا يسيرون على نهج القرآن الكريم تماماً دون شرك فهم متّبعون الصحب الكرام، وإن أشركوا بالقرآن كتب الدسوس، وهي سمّ في دعواهم، فهذا ادعاؤهم وكل حزب بما لديهم فرحون.
نحن طريقنا ومذهبنا هي الطريقة المحمدية.
سؤالي يدور حول قضية خروج الروح من الجسد ففي سورة الواقعة: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} الواقعة 83 فمن المعلوم أن الروح تخرج باتجاه الحلقوم حسب الآية ولكن كيف ينطبق هذا الكلام بحق من يموتون في التفجيرات حيث تتناثر أشلاؤهم بثانية واحدة أو ممن يتعرضون لهجوم نووي كما حدث في هيروشيما سنة 1945 فهل أرواح هؤلاء أيضاً تخرج من الحلقوم؟!
اختلفت سرعة خروج الروح بالتفجيرات أو الحريق وغير ذلك بجزء صغير جداً من الثانية.
وكيفية الخروج للروح عن طريق الحلقوم واحدة والسرعة مختلفة وما ذلك على الله بعزيز.
فسرعة الضوء بالثانية الواحدة ثلاثمائة ألف كيلو متر/الثانية، وهناك سرعات أكبر.
والله تعالى يبيّن لنا الطريق الطبيعي لخروج الروح كالموت بالفراش، والسرعة الرهيبة بيده تعالى وأصغر منها وأصغر...
سؤالي حول بعض الأجوبة عن بعض الأسئلة وردت سابقاً. فقد تفضلتم بشرح معنى كلمة [الفؤاد] هو لب النفس ومركز المشاعر والعواطف والهوى والحب والميول فميوله ﷺ كلها ملك لله وما ترك لنفسه شيء ولم يبقى بنفسه إلا الله.
السؤال: كيف كان يحب زوجاته "اعذرني" وكيف كان يعاشرهن إذا كانت نفسه لا تميل إليهن.
وفي جوابكم عن فارق السن بين الرجل والفتاة الذين يريدان الزواج فقد قلتم لا يجب ان يكون أكثر من 15 سنة إلا إذا كان الإنسان تقي فيمكنه تجاوز هذا الحد والمرأة إذا كانت تقية يمكنها الزواج إذا كان فارق العمر أكثر من 15 سنة.
السؤال: هل الإنسان التقي تنعدم عنده المشاعر الجنسية وإذا كانت تنعدم فكيف يحصل النكاح ومن ثم الإنجاب.
آسف على الإطالة وجزاكم الله عنا كل خير.
السؤال كيف كان ﷺ يحب زوجاته وكيف كان يعاشرهن اذا كانت نفسه لا تميل إليهن؟
لديه ﷺ الجنات للخلائق المكلفة كلها فلا يفتن لكنه يحبّهن للهدى ليدخلهن الجنة معه، فيريه الله إياهنّ حوريات ومع ذلك، يحبهنّ لخيرهنّ ولإخراجهنّ من الظلمات إلى النور "أما نفسه ﷺ" فقد سلمها لله وبيد الله، يميّله كيف يشاء ولا يشاء إلا الخير ويحب الخير.
السؤال هل الإنسان التقي تنعدم عنده المشاعر الجنسية وإذا كانت تنعدم فكيف يحصل النكاح ومن ثم الإنجاب؟
هذا التقي لا تنعدم عنده المشاعر الجنسية ولكن لديه الكثير الكثير من اللذائذ الكبرى بصلاته نفسه ترتع بالجنات وتدمج الشهوة بحب الله فيرقى وترقى زوجته للأسمى والأعلى.
ألا إنّ الدين هو العقل ومن لا عقل له لا دين له، وليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
المؤمن بيقينه بما لا بدّ منه وهو الموت تقلع نفسه عن شهوات الدنيا الدنية آنيا ويلقيها من قلبه وهي التي تحجبه عن مشاهدة وجه الله الكريم مبدع وخالق كل جمال عندها يلتفت إلى السماء وما فيها من آيات فتسري منها إلى خالقها وممدها فتتمتع بجلال جماله تعالى وترى من الصنع وإمداد الصانع العظيم وطرفاً من نوره الكريم وترى من أسمائه الحسنى من ذاته العلية ما ترى به الحقائق وراء صورها. "الشرط لهذا الإيمان الاستقامة أو التضحية في سبيل لقائه، إن رحمة ربك قريب من المحسنين".
هذا قد أصبح تقياً من الدرجة الإيمانية الأولى ثم يعيد الوجهة والنظر عن طريق الآية العظمى والنعمة الكبرى والذي نعيم الدنيا ولذائذها ذرة في بحور جماله الإلۤهي، رسول الله ﷺ.
وتستقر النفس سائرة إلى الله بمعيته ولن تتحول عن الله ورسوله لأنها غدت غنية تموج بجنات ربها فاللذة الجنسية أصبحت لديه أول درجة باللذائذ التي حازها هذا التقي بمدارج معارج نواله ويسحب النفوس المتوجهة إليه ولا يُسحب وأنّى للغني المترف أن يرضى بالقليل القليل من نواله العظيم من بحر ومنبع اللذائذ كلها سبحانه، لذا بدل أن تجره الشهوة الجنسية فهو يجر زوجته للأعلى للرقي ولا يجرّ للأدنى.
ماهي علامات الموت؟ هل مراقبة الزوجة حرام؟ لماذا خلق الله الشيطان؟
ماهي علامات الموت؟
المرض والهرم وملل النفس من الحياة لشبعها منها.
هل مراقبة الزوجة حرام؟
إنها حلال كالماء العذب الزلال.
لماذا خلق الله الشيطان؟
الشيطان هو كمحراك "المرحاض النفسي".
كلما أتخمت النفس بحبّ الشهوات الدنية، ولم تتبّ إلى الله ولم تؤمن به الإيمان الحقّ ولم تصلِّ الصلاة الحقيقة حيث تمتلئ النفس بصلاتها هذه بالكمال وتزول نقائصها ويفرغ خبثها.
إذا لم تفعل ذلك واستمرت بتعّلقها ومتابعتها لشهواتها حتى أتخمت، يدنو منها الشيطان النجس ويشمّها، وهو يهوى الخبائث، فيلِج بهذه النفس المعرضة عن الله ويوسوس لها ويزين لها الشهوات ليفرغ خبثها.
في عالم الأزل عندما كنّا أنفساً... هل أنا اخترت أن يكون لي هذا الأب وهذه الأم أم الله هو الذي اختارهم لي وما هو السبب؟
لا ... بل الله اختارهم لنا.
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم": {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ..} سورة العنكبوت: الآية 68.
نحن اخترنا الطريق بالأزل، والله سبحانه وتعالى استجاب وهيّأ لنا الأسباب ووسائل الخير وتحقيق ما فيه خيرنا، باختياره تعالى بناءً على اختيارنا.
ما معنى من (قلَّد عالماً لقي الله سالماً) هل كان تقليده للعالم أقوال وأفعال وأحل الحلال وحرم الحرام ولم تشهد نفسه لا إلۤه إلا الله أم وصل للتقوى حتى لقي الله سالماً.
بل قلَّد بالأعمال والأقوال تقليده جعله يفعل الخيرات فاستقام وأطاع ولم يخرج عن حدود الله ولم يدنس بعمل رديء يخجله والآية: {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} سورة الحاقة: الآية (22-20). عاش على الظن الحسن بالله وبأهل الله ولم يقترف عملاً يخجله أمام ربه.
ولكن هذه المقولة (من قلَّد عالماً لقي الله سالماً) لا تصلح في هذا الزمان بسبب الفتن الكثيرة وصعوبة الزمان فلابدّ من الإيمان الحقيقي.
أرجو تأويل منامي: رأيت في منزلي باب وبعد ما فتحه وجدت غرف كبيرة جدا وكانت هناك زبونة تريد أن تشتريه مع العلم أني عارضة البيت للبيع في اليقظة، لكن لا يوجد في بيتي الحقيقي سوى غرفتين صغار جدا وهذا المنام يتكرر دائما.
تريثي قليلاً ببيع دارك فلكِ في هذا البيت خير كثير، وتأخري ولا تبيعيه قدر الإمكان، فسيكتب له لك خير غيبي لا تتوقعينه.
من فضلكم ما هو تصوركم الديني من آراء الأستاذ عبد الرحمن الشيخ عبيد حيث أنه خصص موقعاً كاملاً يبين فيه أن الشريعة الإسلامية مصدرها الأول والأخير هو القرآن الكريم والقرآن وحده وقد بين ذلك بشروحات وبراهين مستمدة من القرآن الكريم وموقعه هذا اسمه (المتقون). أرجوا أن تفيدونا.
أخي الكريم، الشكر الجزيل على اهتمامك بالقرآن الكريم ينبوع الحقّ الصافي للشريعة السماوية ولكنّنا لم نطّلع على آراء الأستاذ عبد الرحمن شيخ عبيد حتى يصبح لدينا تصوراً عنها، فلم ننهل إلا من علوم العلامة الجليل محمد أمين شيخو قدس سره، من ينبوعه المحمّدي المزدان بالحقائق الدامغة والاكتشافات المذهلة والتي سلك فيها مسالك البحث العملي الدقيق، والمنطق العقلاني السليم فكان النتاج المبهر في مؤلفاته، من تأويل القرآن العظيم، إلى عصمة الأنبياء، إلى كتاب الحجامة التي شفت من أمراض العصر المستعصية التي لم تشف بالطب الحديث، وكتاب {ذكر اسم الله على الذبائح}، حيث أنقذ البشرية بذكر {الله أكبر} أثناء الذبح من الأمراض التي تنتج عن أكل اللحوم غير المكبر عليها والتي تكون مليئة بالجراثيم، كما ثبت بالتحاليل المخبرية والطبية التي قام بها العديد من أساطين الطب والمخابر في الشرق الأوسط...وغيرها من الحقائق، والتي أبطل بها الكثير من المعتقدات الزائفة وأضاء شعلة الحقّ بعدما كادت تخبو.
علمنا بفضل الله وفضل علامتنا الجليل (قدس سره) وفضل أمانتكم أن الأنبياء الكرام حازوا على كامل معنى أسمائهم، ولاحظنا من خلال شرحكم لمعاني أسماء بعض الأنبياء عليهم السلام أن الكلمات التي تألفت منها أسمائهم هي كلمات عربية كسيدنا آدم (أول _ دم) وسيدنا زكريا (زكى _ رؤية) عليهما السلام.
والسؤال هو: رغم أن الأنبياء عليهم السلام لم يتكلموا العربية فهل اللغة العربية هي أصل واشتقت منها باقي اللغات أم أنها جامعة احتوت فيها باقي اللغات كونها لغة القرآن الكريم الذي احتوى كل الرسائل السماوية.
الله سبحانه وتعالى يخاطب أنبياءه الكرام عليهم السلام بصفاتهم العلية والمرتبة التي هم فيها أي بواقعهم القلبي ومنازلهم السامية لا بألفاظ هوائية لا أساس لها ولو تعارف عليها الناس، بل يخاطبهم بالحقّ.
بما أنّ الله تعالى أورد أسماء بعض الأنبياء الكرام عليهم السلام في القرآن الكريم فإنّ لأسمائهم مدلولاتها كما أشرنا لأنّ القرآن الكريم "لساناً عربياً" أي بيّناً ظاهر المعاني والحقائق، واسع البيان موضحها.
فكلّ كلمة حواها القرآن الكريم بل وكل حرف فيه يشير إلى معانٍ ليس لحدّها إدراك فهو الذي "لا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه، ولا تفنى غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به". وهذه الحقيقة التي أوقفنا عليها علامتنا الجليل محمد أمين شيخو قد سره حقيقة لا يدركها إلا المؤمن أما الذين لا يؤمنون ولو كان يتلى عليهم وهم عرب بل ومن الأعراب أهل اللغة والفصاحة، فهم لا يفقهون شيئاً وكان حال الأعراب الفصحاء: {..وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ..} سورة التوبة: الآية 97.
حيث اعتمدوا على علمهم اللفظي المزخرف الهوائي وحفظياتهم، وظنّوا أنفسهم علماء وهم جهلاء بالحقائق، فالعبرة كلّ العبرة للإيمان وليس للغة العربية أو غيرها. { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ...} سورة البقرة: الآية 282.
والحقيقة الراهنة أن القرآن الكريم مطبوع ومنشور في كلّ بيت من بيوت المسلمين وغيرهم...
فهل من أحد فهمه كما فهمه العلامة الجليل قدس سره؟ هل من أحد فهم مراد ما أنزل الله إلينا في كتابه؟
إذن العبرة للإيمان والتقوى والأقرب من الله فهمه لكلام الله أكثر.
إذن، فليست العبرة للّغة العربية هل كانت قديمة قدم سيدنا آدم عليه السلام أم لا وهل كان للعرب ولملوك الشعر الجاهلي قيمة في نظر الأمم أم أنها أمة ضحكت من جهلها الأمم؟
ماذا كانوا قبل رسول الله ﷺ؟ وقبل رسالة السماء؟
سيدنا آدم عليه السلام وأبناؤه الكرام كانوا يتكلّمون لغة واحدة فلمّا ازداد عددهم وتفرقوا بالأرض أطلقوا مسمّيات محلية على الأدوات التي يستعملونها في حياتهم مختلفة عن بعضها، وتغيرت اللّهجات فنشأ الاختلاف في لغتهم وكثرت وتعددت فأصبحت اللغة الواحدة لغاتٍ.
اللغة العربية وقبل مجيء العلامة قدس سره كانت كالأواني الرنانة والتي لامعنى لألفاظها كلّها.
أوانٍ بلا طعام ولا غذاء، فأتانا بمعناها القدسي الحقّ من ربّه فأصبحت لغة حيّة بعد أن كانت مجرد ألفاظ ميتة لا معنى فيها فجاء باللغة ومعانيها وأنوارها والحياة بها.
سيدي الفاضل لقد سمعت الحق وحاولت أن أسير دائما عليه وبدت لي نتائج الخير واضحة ولكن بعد فترة ما لبثت همتي أن بردت وبدأت أبتعد شيئاً فشيئاً حتى وجدت نفسي بين براثن الشهوات تطحنني برحاها الآسنة.
كنت دائماً أحاول الرجوع ولكن لا ألبث أن أنتكس من جديد.
وأنا الآن تائب لله وأشعر بحال عالي وسعادة تغمر قلبي طالما حلمت برجوعها إلى قلبي ولكن السؤال الذي حيرني:
كيف أن الله لم يقصمني تلك الفترة ويلهيني عن شهواتي؟
وكيف ترك الخير يجري على يدي وأنا عاصي لله؟
والله يا أخي لن يتخلّى الله عنك أبداً وهو بك رحيم وعلى حفظك تعالى مثابر، ولا يزال يبرّك حتى يمكن شفاء نفسك.
وهو بك رؤوف رحيم يحلم عليك ويعالجك ويمتحن قلبك للتقوى ويأمل لك أن تنال مستقبلاً الدرجات النوارنية العلا، وبما أنّ أصل معدنك طاهر فلا بدّ أن يُذهب عن نفسك ما حلّ بها من شوائب ويزينها بالنور والكمالات فثابر وجاهد في الله حقّ الجهاد بأنّ تحاول ألا تعطي نفسك هواها.
والله سبحانه وتعالى الكريم ورسوله الرحيم ﷺ لن يتخلّيا عنك أين كنت وكيفما ليتمّ شفاؤك وتنال عطاءك في جنات الخلد والنعيم بدنياك وآخرتك.
ومستقبلك إن شاء الله عنده وعند رسوله الرحيم زاهر.
فاصبر قليلاً فبعد العسر تيسير من الإلٓه وبعد الكسر تجبير
وفوق تدبيــرنا للــــه تــدبير والحمد لله في عسر وتيسير
السلام عليكم في 1990 كنت نائمة فجأة أيقظت أمي وقلت لها سوف أموت، دخل طنين في أذني، وارتعشت أطرافي، والله ظننت أني سوف أموت، إرهاق 24 على 24 ساعة، كل الأطباء يقولون أني سليمة وليس بي شيء، عملت رقية، لكن دون جدوى، طنين، أفكار سلب.
تحية طيبة
ليس لك من طريق للخلاص من هذا الحال سوى التوبة الصادقة والاستقامة على أمر الله والالتجاء إليه سبحانه بقلب صادق مخلص.
الرجاء انظري كتاب "كشف خفايا علوم السحرة السوداء" في بحث كيفية الخلاص من الأمراض النفسية، قصة المرأة التائبة:
حفظك الله وأخذ بيدك للنجاة.
والأمر موقوف عندك، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
سؤالي هو: لماذا لم يخلق الله عزَّ وجلّ البشر دفعة واحدة كأبيهم آدم عليه السلام بدلا من الولادة؟ أليس ذلك مدعاة للتفكير والتساؤل أكثر من الولادة كما حدث مع أبينا آدم عليه السلام؟ ولكم جزيل الشكر
أليس من الأفضل يا أخي أن يعطوني شهادة هندسة أو دكتوراه دون مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية... ودخول الجامعة والدراسات المطوّلة.
ولماذا لا أدخل العسكرية برتبة لواء مباشرة دون التنقّل من رتبة إلى أخرى، بل أكون لواءً وأنا في مقتبل العمر وأتباهى برتبتي، لِمَ أنتظر السنين الطويلة حتى أتقدّم في السنّ حتى أصبح لواءً؟
يا أخي: لكلّ شيء نظام وقانون، واللهُ سبحانه وتعالى العظيمُ وضع القانون بشكل تدريجي حتى يتسنّى لنا أن نفكّر بالخطوات والمراحل التي انتقلنا بها؛ فمن نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام، فيتساءل الإنسان ويبحث عن المُوجِدِ المُنمِّي المُغذِّي بشتّى صنوف الأطعمة والشرابات حتى تكوّنت النطفة في صلب الأب، فإن لم ترَ بدايتك أفلا تراها على أبنائك! وأصل تكوينك مثل أصل تكوينهم من نطفة، فمن الممد بما يلزم للحياة من ماء وغذاء وحرارة وضياء وأمطار وهواء وليل ونهار وفصول ذات تبدُّلات وتغيُّرات، وروح.. هُمُ أصل الحياة وسرّ الحياة حتى آتت الأرض أُكُلَها من ثمرات وخيرات، أكل منها الأب فتشكلت النطفة وانتقلت إلى بطن الأم وفي بطن الأم مجال واسع للتفكير برحمة الإلۤه وعنايته ورعايته "لكي أؤمن فأسعد وأدخل الجنة" تلك اليد التي تمدّ وتغذّي، فكنتَ مخلوقاً صغيراً لا تكاد تكون شيئاً مذكوراً، فمن الذي كان يمدك بالدم صافياً نقياً يحمل لك من جسم أمّك أنواع المواد الضرورية للحياة؟
من الذي جعل لك ذلك الرحم وسطاً مناسباً لا يمسّك حرٌّ ولا بردٌ فيه، بهذا الترتيب والتفكر فيه النجاة.
تسير بك أمك محمولاً في ذلك الفلك المشحون لا يصيبك ولا يزعجك شيء، وعندما خرجت إلى عالم الوجود والظهور انقطع عنك ما كان يأتيك في بطن أمك عن طريق حبل السرة ولكن سرعان ما أرسل لك الرحيم الحنون بك لبناً سائغاً في ثديي أمك، فوجدته مهيأً جاهزاً وجعل يزيد لك في نسبة سكره ودسمه وأملاحه زيادة متناسبة متوافقة مع تقدُّم سنك واحتياجات جسمك، فإذا ما قويت معدتك وأمعاؤك وأضحت قادرة على الهضم بدأت الأسنان تظهر متلاحقة.
فيد من مع الإنسان منذ كان جنيناً ومن ثم طفلاً رضيعاً؟ ترقبك في كل مرحلة من مراحلك، تعنى بك وتكلؤك بعيون الرعاية والرحمة والحنان.
وجعل تعالى هذا القانون لتسير بفكرك في هذه المراحل وتلك الأطوار وتلاحظ عناية الله بك في وقت كنت أحوج ما تكون فيه للعناية والرعاية وفي وقت كنت فيه وحيداً فريداً لا يدري بك أحد حتى أمك التي تحملك لا تعلم بك أذكرٌ أم أنثى.
وبهذا الطريق طريق التفكير بالتربية سلك جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومن نهج نهجهم بإحسان وإيمان، وهذا المسلك هو ذاته المسلك الذي سنَّهُ أبونا سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى نال هذه المعرفة التي ناقش بها قومه وأباه ليؤمنوا.
لقد بحث سيدنا إبراهيم ﷺ أولاً عن المربي، نظر في التربية، رأى نفسه نطفة، من نطفة أمشاج "أي مجموعة من الثمرات والأطعمة" كيف تربت هذه النطفة في بطن أمه هذا دعاه لأن يعرف المربي.
إذن كيف قال لا إلۤه إلا الله؟! لمّا نظر في الكون الإنسان كيف نما وصار إنساناً كاملاً! الشجر وكل شيء لابدَّ له من مربي، أعطاك الله شيئاً كاملاً تستدل به: أعطاك الفكر؛ به تصل للإلۤه فيفتح لك عن بصيرتك وتغدو أهلاً للجنات لذلك انطلق سيدنا إبراهيم عليه السلام مفكراً في الكون:
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي..}: قال هذا ربي؟ يا ترى هل هذا ربي؟ ما وظيفته؟! ما عمله؟!.. {..فَلَمَّا أَفَلَ..}: عرف أن الكوكب مخلوق وله ربّ يربيه. {..قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}: الربّ لا يزول إمداده باقٍ.
{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}: بحث عن القمر وعمله فرآه مخلوقاً مثله فقال لا بد من مربٍ يربيه ويربيني.
{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}: رأى لها وظيفة تشرق على الكون كله، الخضار والنبات مركَّب على الكوكب والقمر والشمس ولابدَّ من مربٍ لهم يربيني ويربيهم. {فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}: عندما عرف المربي قال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} سورة الأنعام: الآيات (76-79).
هذا طريق الإيمان إن لم يسلكه الإنسان بالتفكير بنفسه ولم يفكر بذاته فلا يمكن أن يهتدي. هذا قانون من لا يسلكه لن يكون إنساناً ومن لا يصبح إنساناً فلن يدخل الجنات بل يبقى بهيماً لا يعرف سبب مجيئه للدنيا فيضيّعها.
أمّا أبونا سيدنا آدم عليه السلام: حينما خلقه سبحانه وتعالى لم يكن إذ ذاك بشراً يعتبرون فيؤمنون ببدايته، والإيمان بالبداية أساس الإيمان الثابت الحق ولابدَّ منه للنجاة والنجاح والفلاح.
السؤال: عند بقاء الإنسان بعد موته دون أن يدفن لمدة قصيرة، فهل هذا عقاب من الله وما حكم بقاء الإنسان تلك المدة دون دفن؟
بالعكس هذا رحمة له فلعله أصابته نوبة قلبية "فإكرام الميّت تأخيره".
ومن ناحية ثانية: يكون عبرة لمحبّيه وذويه والناس، فيُفيد ويستفيد.
أما في العجلة "أي التعجيل بدفنه" قتله إن كان بإغماء وقد أصابته نوبة قلبية، وخسارته من اعتبار مَن حوله، فيخسر نفعاً كبيراً في صحيفته.
لدي استفسار حول معنى قول (اللهم صلي على النبي) ولماذا أتت (على النبي) ولم تأت ( بالنبي ) كي يصبح المعنى جلياً من حيث معنى الصلة المتعارف عليه، حيث أن مفهوم المقولة تلك هو: (يا رب أنت صلي على النبي) وشكراً للاهتمام.
أخي المفكر؛ المدد والنور والتجليات السامية ينبوعها حضرة الله على مهبط التجليات الإلۤهية حضرة النبي العظيم ومنه تنتقل علينا من جنابه ﷺ العالي الرفيع بالروحانية المحمدية العظمى.
نطلب الصلة به تعالى والمدد من جنابه العظيم مروراً على روحانية حبيبه ﷺ إلينا جميعاً، فالله المصلي المتجلي المعطي، وهو ﷺ "القاسم" بأسمى صلاة وصلة ونوال.
يقول لنا ﷺ: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..} سورة الأحزاب الآية 43.
والآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..}.
فهو الطريق الموصل لله وملائكته، ولتتصلوا شهوداً ويقيناً بالله: {..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ..} من طريق النبي تُفتّحون وتتصلون حقاً، لأنه ﷺ السراج المنير لنا فتصبح الصلاة نورانية شهودية يقينية.
هذا الذي يدعو "اللهم صلِّ على النبي" أي صلّ على النبي لنا، والآية الكريمة تقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..} فهو تعالى دائم الصلة والاتصال بالتجليات القدسية على النبي فهو باب الله ومن أتاه من غيره لا يدخل.
لذلك يأمرنا تعالى: {..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. سورة الأحزاب: الآية 56.
إذا أردت النوال والعطاء من الله تجده عند النبي فهو الطريق إلى الله والحياة القلبية لك من الله.
فمن تاه عن الطريق لا يصل إلى الله.
أيهما أحسن وانفع للجسم: الاقتصار على نوع واحد معين من الطعام على الوجبة الواحدة، أم التنويع بالأطعمة على وجبة الغداء (مثلا)، أو على وجبة الافطار برمضان؟
طبعاً الاقتصار على نوع واحد من الطعام في الوجبة الواحدة أنفع وأصح للجسم وأيسر هضماً وتمثلاً في الجسم.
و"المعدة أصل كل داء" والتنويع بالطعام أثناء الوجبة الواحدة يحدث عسراً في الهضم وعرقلة للمعدة وتخمة فتحدث الأمراض.
في الإسلام يعتبر التنويع في الطعام من الإسراف، والله لا يحب المسرفين.
لأن التنويع في الأطعمة يحتاج لإفرازات معدية منوّعة، ويجهد المعدة ويُضعفها على المدى الطويل.
وإن لبدنك عليك حقّاً، وصحتك ليست ملكاً لك، ففي ضعف البدن ومرض الإنسان عرقلة لعمل الإنسان ووظيفته في الحياة.
أنت جئت لأداء مهمة إنسانية تبنى عليها جناتٌ تجري من تحتها الأنهار بواسطة هذا الجسم، فإذا مرضت توقفت عن العمل.
فبنوع واحد ترتاح المعدة بإفرازها نوعاً واحداً من المفرزات وتبقى سليمة قوية مرتاحة، وقال ﷺ: "وما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه". رواه الإمام أحمد والترمذي.
ويسير الإنسان بأداء أعماله بقوة وما جئنا للدنيا لنملأ بطوننا ونمرض ونهلك جهازنا الهضمي ونعدم صحتنا. وفي المثل العامي"لو كانت البطون قناني ما بيّنت فيها المعاني".
هل خلق النفوس جميعها تم في عالم الذر أم أنّ خلقها لازال مستمر وهل هي مخصصة لكل إنسان كالأمطار والثمار وغيرها؟
خلقت النفوس بعالم الأزل نفوساً مجردة لا كيان مادي لها ولا جرم ولكنها تحوي المشاعر كلّها.
ولكن هناك خلق ثانٍ؟
الخلق الثاني مستمر بالدنيا متحدةً الأنفس بالروح والجسم ولا يزال مستمراً على النفوس إلى يوم القيامة.
إذن: فخلق الله النفوس المجردة كلها بعالم الأزل ثمّ ألبسها في الدنيا أثواب الوظيفة على حسب طلبها.
قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات..}: ومافيها من أجرام وكواكب وشمس وقمر ونجوم وعوالم. {..والأرض...}: وما عليها من كائنات. {.. والجبال..}: وما تحوي.
{..فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان..} سورة الأحزاب: الآية 72.
إذن، كلّ ما تقع عينك عليه كان مخلوقاً في عالم الأزل كنفوس مجردة وعرض الله عليها الأمانة عرضاً لا جبراً.
هناك من يقول {الفاتحة إلى روح الرسول وروح فلان} فهل هذه العبارة صحيحة ودقيقة؟
القول: الفاتحة لروح رسول الله ﷺ، أي لروحه النفسية القلبية وهذه غير روح الجسد، فالمعنى لروح الرسول ﷺ هنا: أي لروحانيته الشريفة مروراً إلى روح المؤمن، أي لروحانية المؤمن به المرتبط قلبه بقلب رسول الله ﷺ.
والله يتحدث عن المؤمنين بعد وفاتهم فيقول: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} سورة الواقعة. 88-89.
المسجد الأقصى المبارك من الذي بناه وفي أي زمن كان قبلة وكيف كانت تنتقل حيث قرأت في كتاب الحج خامس المدارس العليا للتقوى أن القبلة زمن سيدي موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام كانت بيتاهما..
تمّ بناء المسجد الأقصى بعد بناء أول بيت وضع للناس، أي بعد بناء الكعبة البيت الحرام، ذلك لأنّ الصلاة بمعية رسول الله ﷺ والرسل الكرام تقصي وتبعد نفوس المؤمنين المرتبطين بهم للوصول الدائم لله، تقصيهم عن الشهوات البهيمية الحقيرة أولاً؛ ثمّ يُدخلونهم على حضرة الله عن طريق الكعبة والتي هي في موضع من الجبال والصحاري لا زرع فيها ولا دنيا والإقبال على الله للنفس أسهل وأهون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الفاضل جزاكم الله خيراً على نصحكم للعباد إني كثيراً ما أرى مآسي تلك الحيوانات المسكينة \القطط\ في هذا الزمان من صغار عمرهم أيام بين يدي الأولاد يسومونهم سوء العذاب أو قطط قد دهسوا أو ضربوا بحجر أو غيره فلا أستطيع إلا أن أحضرهم للبيت للعناية بهم وعندي استفسار عن أمور تنتابي:
1- أحياناً تكثر عندي لكثرة المآسي فأقوم بترحيلهم حين يكبرون بعض الشيء إلا أني أشعر بالذنب وعدم الإنسانية فهل هذا لا يجوز.
2-أحياناً آتي ببعضها من جراء حادث ما وتكون بحال يقشعر البدن وأقف مكتوف الأيدي حيالها إلا أني لا يأتي مني أن أتركها في الشارع منهم من قلعت عيونهم أو كسرت فكوكهم أو شلت أرجلهم. فإن شفي هذا الحيوان وأصبح عاجزاً ماذا أفعل به أرجوا إفادتي بنصحكم والسلام عليكم.
تالله إنا نشاركك عطفك وحنانك وعاطفتك الإنسانية الرحيمة تجاه من طلب منا حبيبنا ﷺ أن نكرمها بقوله الرحيم: (أكرموا الهرَّ والهرة).
وأنت يا أخي أديت واجبك ورفقت بالحيوان وعملت أقصى إمكانياتك والله يقول: {..لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} سورة الأنعام: الآية (152). طالما فعلت ما تستطيع فهنيئاً بالأجر والثواب وسيشفعون لك بنفوسهم عند الإياب عند الموت، وسيدفع الله تعالى البلاء عنك في هذه الدنيا، ويوم القيامة سيشهدون لك بإحسانك إليهم وتنال أجراً عظيماً وقد قال ﷺ: (إن في كل ذات كبدٍ حراء أجراً).
كما قال ﷺ: (دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض).
ودخل رجل الجنة في كلب يكاد يموت عطشاً فنزل إلى الجب عدة مرات وصعد وقد ملأ حذاءه وأشربه حتى ارتوى.
فلتهنك الحظوة ولن يَتِرَكَ الله عملك ولا يطلب منك إلا ما تستطيعه ولا يطلب منك أكثر من جهدك.
أرجو إرشادي للخير.
توفي زوجي منذ 7 سنوات ولدي 5 أطفال أكبرهم الآن عمره 13 عاماً والحمد لله لدينا منزل خاص وراتب زوجي المتوفى وإنني أقرأ في كتب العلامة محمد أمين شيخو وأحاول التطبيق ولكني لا ألبث أن أتراجع بسبب الفضول ومنذ عدة أيام رأيت مناماً أن والدي المتوفى جاء ليأخذني وشعرت وكأنَّ نفسي بدأت تخرج من جسدي وعندما استيقظت أشعر أن نفسي ترتجف و صدري يكاد يتحطم من شدة الاضطراب ثم شعرت بأن نفسي انزوت بجانب قلبي لا تريد الحركة والآن أعيش هذا المنام بكل لحظة أخاف من الموت قبل الإيمان ورؤية سيدتنا مريم وأعيش حالة رعب فلا أطفئ الأنوار أبداً وانعكس ذلك على الأطفال صاروا يخافون.
أرجوكم سيدي أن تتكرموا عليّ بنصحكم وإرشادكم لعلّي أكن من الناجين وشكراً جزيلاً لكم.
أنت حتماً وبإذن الله من الناجين بحسب سلوكك هذا الصادق وليتك مثلك الكثير من النساء، وهيهات... وتذكرُ الموت هو الطريق الموصل للإيمان بالله العظيم.
لك البشرى والحظوة، وأنت بإذن الله عمّا قريب ستحظين بصحبة سيدتنا مريم عليها السلام ونوال الفضل والخير العميم.
كيف يتم ضبع الانسان وكيف يتم مهاجمة الانسان مثل هذا الحيوان الذي يقال عنه قوي؟
بسبب ما يطرأ على الشخص المستحق الذي تسلّط عليه الضبع من رعب قوي مريع يذهب بملَكاته ويرعب قلبه فيفقد صوابه ويستسلم للضبع المجرم، فإذا قذف الضبع عليه أثر من آثاره غدا مشلول الإرادة من الرعب واستسلم لعدوه الوحش من خوفه منه وتبعه لتأثير الأثر على شمِّه ونفسه وهذه لا تصيب إلا من أجرم بحق نفسه وارتكب جرائم أخلاقية وسلب ونهب فاجتمعت بنفسه جرائمه واستحق القصاص بالدنيا قبل الآخرة.
أما المستقيم المؤمن الذي لا إجرام عليه فلن يوقعه الله أبداً تحت سيطرة مثل هذا الوحش ويُميته بأنيابه مع وجود صفة الجبن بهذا الوحش، لكنها أعمال المجرم الخبيثة الشريرة عادت عليه بهذه الميتة المرعبة وليس للضبع على المؤمنين السالكين سبيل، بل يثبتون بقلوبهم والضبع يحس بثباتهم وشجاعتهم فيفرُّ هذا الوحش منهم مرعوباً، والله ولي المؤمنين الصادقين فهو تعالى يلقي الرعب في قلب الوحش ويُنجي أولياءه الطيبين.
قيل: "قال أحد العارفين بالله في ساعة من ساعات إشراقه العالية: [يا ربي لو عرفوك ما عبدوك]: أي لو عرفوا ما عندك من رحمة لتهاونوا في طاعتك". كيف انطبق هذا القول "إذا كان قول حق" على سيد العارفين ﷺ.
أجدت يا أخي بجوابك العاطر المنطقي السديد.
كذا كافة الأنبياء الكرام والرسل العظام عليهم السلام عرفوه "سبحانه وتعالى" فعبدوه، مما ينقض قول أحد العارفين هذا، وحقاً هذا ليس بعارفٍ بل مخطئ كما تفضّلت وبيّنت ولك جزيل ثنائنا على تفكيرك العالي الرشيد المنطقي.
أريد معرفة شرح اسم (أمين) شرحاً كاملاً وواضحاً. وهل هو من أسماء الأنبياء؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
اسم أمين من أسماء وصفات سيد الخلق ﷺ، وهو اسم شامل لكل نبي ورسول.
فهم عاهدوا الله بالأزل على عدم الانقطاع عنه وعن أنواره تعالى طرفة فبرُّوا بعهدهم ولم يخونوا الأمانة طرفة عين، فهم خيرة بني البشر وصفوة الله من خلقه، وهم مخرجو الناس من الظلمات إلى النور والأدلاء على قوانين الإلۤه للسعادة والجنات بأمانتهم ووفائهم بعهدهم مع الله راعون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أخطأت بحق ابنة خالتي في لحظة غضب فلقد عرَّفتها على شخص بقصد الزواج ولكن لم يكن في المستوى فقلت لها الحقيقة لكنها رفضت لأنه سبقني وألَّف أكاذيب وصار يفتن بيننا حتى قادني غضبي إلى محاولة قطع هذه العلاقة بأي شكل فقلت عنها أنها تحب شخصاً آخر حتى يبتعد عنها فأخبرها وزاد كلاماً آخر لم أقله فغضبت مني حتى أني ذهبت إلى منزلها لأفسِّر لها وأطلب منها السماح طردتني وأنا نادمة جداً فماذا أفعل فهل بتوبتي يغفر الله لي وهل أعاقب إذا رفضت مسامحتي؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم يغفر الله لكِ ويؤجرك على نصيحتكِ وانتظري فإن عادت إلى الوداد والصحبة مستقبلاً فعودي لودادها وإن أبت فاتركي الأمر لله عسى أن يجعل بعد عسرٍ يسراً ومودة.
سيدي الفاضل: أنا أعيش في معمل مع عائلتي وفي يوم من الأيام لم نكن موجودين بالمعمل. فقلب علينا حرامي "لص" وأخذ أشياء شخصية ومن يومها أصبحت زوجتي تخاف من التواجد في المعمل الذي هو مكان عملي وبنفس الوقت مكان إقامتنا. وقالت لي أريد أن تستأجر بيت لنا لأنها لن تعيش معي بالمعمل، وفعلاً هي الآن تعيش في بيت والدتها إلى أن أجد سكن آخر.
وأنا لي ولد واحد وأرغب أن يتربى في بيتي بين أبوه وأمه. وهي ترفض العودة للمعمل بعد الحادثة حتى أصبحت لوحدي لمدة سنة. ولكني أصبحت أنا أيضاً أترك المعمل ليلاً وأعود في الصباح الباكر.
سيدي وقرة عيني: إني أشعر أن عملي قد أصبح نقمة وليس باب نعمة علي. وأصبحت أنا أخاف أكثر من زوجتي نتيجة الوحدة التي أعيش فيها. حيث أن المعمل في مكان بعيد ومنقطع عن السكن والناس ومهجور تقريباً ومساحته كبيرة جداً تصل إلى /60000/ متر مربع.
سيدي أصبح الخوف يلاحقني حتى هدَّ قواي لقد أتعبني جداً هذا الوضع الذي أعيشه حالياً، ومن كثرة الخوف حدث معي أمر في يوم كان هو يوم عطلة عندي. كنت فيه نائماً استيقظت على زمور سيارة وبعد لحظات أكملت نومي. وإذا بنفسي تخرج من جسدي شاهدت القمر بدأ هلالاً ثم اكتمل ومن بعدها شاهدت في منتصف القمر وهو بدراً صورة العلامة العظيم الإنساني العربي محمد أمين شيخو قدس الله سره العظيم.
أرجو من سيادتكم أن تشيروا علي ماذا أفعل وكيف أتصرف مع هذه المشكلة التي أعيشها أنا وعائلتي.
لقد عرضت على زوجتي السفر لدمشق والإقامة فيها فوافقت على ذلك مع العلم أن لي بدمشق أقارب كثر. وأستطيع أن أستأجر منزل بسيط فيها، وكما قال سيدنا وسيد العالمين أجمعين ﷺ: «..طوبى لمن كان له فيها مربط شاة».
أرجو من سيادتكم الرد بسرعة على سؤالي ولكم مني فائق التقدير والاحترام.
وآسف لإشغالكم في مثل هذه القضية وأنا أعلم كم عند سيادتكم من الأمور المهمة أكثر من هكذا أمر بكثير ولكنني لا أملك لنفسي سوى الالتجاء للمولى عز وجل والأخذ بنصحكم ورأيكم السديد. وأدامكم الله نوراً نهتدي به لطريق الخير والفلاح. وفي الختام لكم مني أطيب تحية والسلام.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أهلاً وسهلاً بك أخاً عزيزاً وكريماً نتشرَّف بك في دمشق مهبط الأنبياء، وقد آن أوان مهبط سيدنا عيسى ﷺ وأمه البتول عليها السلام إثر انتهاء هذه الفتن، لذا من الأفضل التريث بالانتقال إلى دمشق حالياً إن أمكن، وقريباً ستنتهي هذه الفتن والاضطرابات عندها يكون قدوم السيد المسيح حتميّاً بإذن الله لإنقاذ العالم للأمن والسلام إلى يوم القيامة كما يقول تعالى في القرآن. ومجيئكم والظروف مهيأة لسعادة الدنيا ونوال الجنات، عندها طوبى لمن له بدمشق مربط شاة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا ينام الله جل جلاله؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
إذا نام الله وحاشا من ذلك ينعدم الوجود فهو الإله سبحان من لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم.
قال تعالى في سورة البقرة (255): {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ..}: وكيف تأخذه سنة أو نوم و {..لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ..}. فمن يدير السموات الشاسعات الواسعات والنجوم بأحجامها الهائلة والشمس والقمر والكواكب، ومن يدير الأرض والمواسم عليها ويمدّها بشتى الطعوم والمذاقات الطيبة؟
كل ذلك عائدٌ بإمداده وحياته وتسييره لله وحده، فإذا نام أو غفل عنها لحظة واحدة ما هو مصيرها يا تُرى؟
أقول لا شك أن مصيرها العدم لأنها قائمة بالوجود بإمداد القيوم جلَّ وعلا وحياتها منه وهي لم تُعدَم أو تفنَ. فإذن القائم عليها لا ينام أو يغفو.
هب أن سائقاً يقود مركبة وغفا لحظة لا شك أن المركبة تخرج عن مسارها وتصطدم بالجبل أو تنزل إلى وادٍ سحيق وتكون كارثة مروعة ونهاية.
فانظر إلى خلق السموات والأرض هل من خروج عن مسارهما ونظامهما، هل من خللٍ أو تقصير، كلٌّ يسير ضمن نظام صارم بالدقة، هذا يدل على أن مسيِّرهما لا ينام عنهما، ومن ثم الذي ينام ويحتاج للنوم بسبب التعب الذي أحلَّ به، والله تعالى يقول في سورة ق (38): {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}: أي لم يصبنا تعب أو نصب غلب علينا فأنامنا أبداً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد حلاَّ يساعدني على كف النظر عن النساء.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الحل:
أولاً: هو الإيمان الحقيقي بالله كإيمان سيدنا إبراهيم ﷺ من الوصول لله من ثنايا صنعه العظيم بآياته الكونية.
ثانياً: أترك صحبة أهل السوء ومجالسة أهل الهوى «الطبع سراق فجانبوا أهل البدع»
ثالثاً: عليك بصحبة الصادقين وذلك بالتفكير بأعمالهم ومآثرهم وخصالهم الحميدة.
رابعاً: التفكير بالموت ولابأس من زيارة القبور بأنظمتها وأوقاتها المألوفة للناس والتيقُّن من ساعة الرحيل وفراق الدنيا لقوله ﷺ: «كفى بالموت واعظاً» وكقوله ﷺ: «أكثروا من ذكر هازم اللذات» {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا..} سورة العنكبوت (69) صدق الله العظيم.
- ثم النظر في عواقب الأمور والتفكير بنهاية هذا الأمر إلى أين يصل بالإنسان: هل يمنحه ويكسبه العز والرفعة أم يورثه النغص والكربة، ويبعث في النفس عدم الرضى والسخط والتطلُّع إلى ما في أيدي الآخرين مما لا يحق له، وبذلك يكون سارقاً فما شأن السارق أمام نفسه وأمام المجتمع. هل يرضى الإنسان لنفسه الذل والهوان، هل يرضى أحد السوء لنفسه وأن يوردها موارد التهلكة وتدهور الأخلاق وفساد التربية وغير ذلك من الأمراض النفسية والجسمية.
إذا فكَّر الإنسان بنهاية الدنيا وعواقب الأمور المحرَّمة التي تحرمه الراحة القلبية والنظر لوجه الله الكريم والجنة، فوجد ما فيها من ذل وهوان وخزي، عندها يعافها وبقناعة منه يتباعد عنها رضاءً لله وطمعاً بالجنة فيبدله الله عز وجل نعيماً قلبياً يجد حلاوته في قلبه، وفي الحديث القدسي: «النظر سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافتي أبدلته نعيماً يجد حلاوته في قلبه».
والحقيقة لتطبيق ما سبق تحتاج للعزيمة والصدق الكافي ولك أن تسأل كيف السبيل للصدق إن لم أجد في نفسي صدقاً؟
أقول: نظرت إلى نفسي فوجدتها غير صادقة، نظرت إلى صدقي الذي فيها فلم أجد له أثراً، فذعرت وارتعبت وطاش سهمي وفقدت توازني النفسي، فانطلقت إلى مرشدي وإمامي، فأخبرته بأني لا أملك من الصدق القليل ولا الكثير (والله يجزي الصادقين بصدقهم) وكان بيدي هدية صغيرة "شيء من فاكهة" فقال لي: ما هذا الذي أحضرته، فقلت له: شيء بسيط من فاكهة أحببتها لجنابكم هدية فقال لي: هل يُعقل أنك قد هاديتني وأقلْ لك: خذ هديتك وانصرف من بيتي؟ إنك لا تصدِّق ذلك. فحاشا لله بعد أن جئت وقدمت نفسك أن يردَّك، فطالما أنك طالبٌ الإيمان ووجه الله فالله سبحانه لن يضيّعك وسيرزقك الصدق «ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً»
والحقيقة أنه لا صدق بنفسي ولكن حينما أضم نفسي إلى نفس مرشدي العظيم والذي جاءنا بالقرآن حين لم يبقَ للمسلمين في العالم حتى القرآن، جاءنا بالحقائق وعجز عن الإتيان بشيء مثله غيره، فإذن هو أصدق الناس، ولو اجتمع صدق العالمين على مئات السنين لما وزنوا مثل صدقه لأنهم جميعاً لم يأتوا بمعنى كلمة واحدة من معاني آيات القرآن الكريم، فأثناء انضمام نفسي إلى نفسه الشريفة يكسبني صدقاً يفوق صدق العالمين والنصارى واليهود وكافة المشركين وليس هذا صدقي ولكن صدق إمامي والله تعالى سمح بالشفاعة.
إذن يا أخي: رابطة وحبّ دنيا لا يجتمعان، فالذي أنقذك "إذ سلكت بطريق الحق صادقاً بمعيته" والذي أنقذك من النيران إلى الجنان هو أحق عليك بالصحبة القلبية من أخيك وأمك وأبيك وصاحبتك وبنيك ومن في الأرض جميعاً غيره لن يغنيك، فالله المعطي وهو القاسم، ولولاه ما عرفنا القرآن، فمن لا يقدِّر أهل الفضل ولم يشكر الصادقين لم يشكر الله.
هذا هو طريق النجاة وهو: ألاَّ تشرك بشفاعته أحداً. لأن الله تعالى يقول في سورة الكوثر: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر}: الذي قطع نفسه عنك أحلَّها دار البوار والخسران والحسرات الأبدية: أطعه تطع الله، تصدق به وتفوز بسعادة الدنيا وجنات الآخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة محملة بأنوار الإلۤه العظيم إلى معلمي الغالي الأستاذ عبد القادر الديراني.
لدي سؤال: أنا فتاة أكثر الأحيان أكون زهدانة بالدنيا وما فيها، وأرى الموت قريباً مني حتى أحياناً لا أطيق شغل المنزل بسبب هذه الحالة، وأنا متضايقة ماذا أفعل؟
أرشدوني جزاكم الله كل خير.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
يقول المثل العامي: "كلما ضاقت افرح لها" لأن ذلك عنوان الفرج "وما بعد الشدة إلا الفرج" وغداً وقريباً جداً جداً ظهور أمنا السيدة العظيمة مريم عليها السلام، وأنتِ من النساء المكرمات حولها وتغدو الجنة بالأرض، وطوبى لمولود ذلك الزمان، وستنالين خيراً عظيماً وسعادة كبرى:
اصبري قليلاً فبعد العسرِ تيسرٌ من الإلۤه فخيرٌ كثيرُ.
وإن مع العسر يسراً وخيراً جزيلاً.
السلام عليكم. أنا أريد أن أعرف كيف أحفظ لساني.
بالإيمان والتقوى وبالشهود يغدو لسان المرء بمرضاة الله يتحرك إذ يصلح القلب، ومتى صلح القلب فصلح اللسان وغدا لا يذكر إلا ما يدل على الله منبع الخيرات والفضائل والكمال فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينطق بالقول السديد الذي يصلح الله به عمله ويغفر ذنوبه ويدل الناس إلى الإرشاد إلى الحضرة الإلۤهية فالسعادة والجنة.
فإذا كمل إيمانه حفظ لسانه لأنّ المؤمنين عن اللغو معرضون، كما بالآيات الكريمة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}. سورة المؤمنون (1-3)
تدل على أن الإيمان طريق صلاح اللسان، فإن لم يكن قوله لغوا ماذا بقي إلا الخير وذكر الله وما والاه، وهذا ما حصل مع صحابة سيدنا عيسى الحواريين، إذ قال سيدنا عيسى لهم: (نأكل ونشرب ونلعب ونطرب ونحن في محادثة قلبية مع الله) واصفاً حالهم.
السلام عليكم سيدي الفاضل
ما صحة هذه المقولة «لا أعبدك طمعا بالجنة ولا خوفاً من النار ولكني أعبدك لأنك رب تستحق العبادة» ومن الذي قالها وهل تنطبق على حالنا؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن القائل لهذه المقولة معذور لأنه لا يدرك مفهوم النار ولا مفهوم الجنة، ولو عرف الحقيقة لما قال هذه المقولة.
وإليك مفهوم النار:
إن الذين لا يعلمون يظنون أن الله يحرق عباده بالنار ومعناها نفوا عنه الرحمة والعطف والحنان فلا يمكن لأم أن ترضى بحريق ابنها مهما ومهما، والحقيقة أن نار الله الموقدة هي مخدِّر يذهب الآلام والأحزان، وأن المجرم يشتهيها ويطلبها كما بالآية في سورة الذاريات (13) {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}: فالفتنة هي الشيء المحبب الذي يهيم فيه الإنسان، لكنهم لم يدركوا الحقيقة التي أدركها عالمنا الحبيب العلامة الكبير فلم يميِّزوا بين نار جهنم ونار الحريق أي نار الله الموقدة، والحقيقة أن الله لا يحرق بها ولكن الإنسان الخسران القاسي القلب الذي ضيَّع مستقبله الأبدي على مذبح الدنيا الدنية، عند الموت وحين تنكشف له الحقائق بعد زوال الشهوات التي رانت على قلبه فجعلته وحشاً قاسياً لا رحمة في قلبه، أو شيطاناً مريداً أنكر الحق وأهله وأجرم بحق نفسه فحرمها الخيرات المعدة له عند الله كما حُرِم مشاهدة وجه الله الكريم بإجرامه وعاره وخجله وخسر المقام العظيم الذي بحمله للأمانة كان قد هُيَّأ له، لكنه هو تكبَّر وتجبَّر وحرم نفسه والله لم يقصِّر في حقه لحظة في الحياة بل وهبه السمع والبصر والنَفَسَ ولذيذ الطعام والشراب وأمدَّه واعتنى به وبجسمه بالمنام وهو نائم ومستيقظ ولم تلفته هذه الرحمة والحنان إليه تعالى بل بقي سادراً في إعراضه، فكان من الخاسرين ولم يكن من الفائزين ووجد أن الله قد منحه كل خير وضيَّع كل الخير وأصبح بنظر نفسه مذموماً مجرماً خاسراً محروماً هو الذي حرم نفسه، عندها يذل فيرى عندئذٍ أنه لن يحوَّله عن هذه الآلام الجهنمية لأن معنى جهنم أي الذل والخسران، لقد خسر مقامه العظيم، ورأى أن النار {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} هي التي تنسيه آلامه وأحزانه فيطلب العلاج بها ويجد أنها خير مما يلقاه من إجرامه ونار العار والبوار، فهو لا يخاف من نار الله الموقدة إنما يطلبها ليسلو بها عما هو فيه من نيران لا تطاق.
والحقيقة أن نار الله الموقدة هي بشرى له لينسى آلام نيرانه الجهنمية ويتحول عنها وليس الله هو الذي يحرقه حتى يخاف من ناره.
والله يقول: {..فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} كما يقول: {..َأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ..}: أي الصحبة لا تكون بالإكراه والإجبار ولكنهم هم صاحبوها لِما وجدوا فيها من عزاء وخلاص مؤقت عن آلامهم المرعبة.
{..هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: أي هم الذين خلدوا فيها لا الله الذي يحرقهم بها ويخلدهم فيها. و{خَالِدُونَ}: أي من ذاتهم لما يجدوا فيها من راحة من نيرانهم الجهنمية. إذن: هم الذين صاحبوها لا خوفاً منها بل لأنها تخدر آلامه فهي كالمخدر للمريض الذي ذهبت به علَّته وهي كالمشفى لمن شقي بآلامه فكيف يخاف المريض من المشفى يا أخي؟!
إن وجود المشفى للمريض هو بشرى له فكيف قائل هذه المقولة يقول أنه لا يخاف من نار الله، مع أن الله له الأسماء الحسنى وأنه لم يتجلَّ إلا باسم الرحمن الرحيم.
فالحقيقة: قائل هذه المقولة لم يعرف رحمة الله ولكن سمع ونقل أن الله يحرق فكان ظنه بربِّه حسناً وتكلَّم بألفاظ لم يدرك معناها، لم يدرك معنى النار. لأن البشرية في الحقيقة لم تدرك هذه المعاني السامية قبل أن ينطق بها سيدنا العلّامة الكبير.
كما لم يدرك صاحب هذه المقولة معنى الجنة كما بَّينها الفاتح لما أُغلق والهادي إلى معاني كلام الله العظيم.
الجنة: هي النعيم النفسي المستور الخفي يحس به ويشعر به من ذاقه وشاهده لأن الجنين في بطن أمه يكون مستوراً لم يُشاهَد بعد، كذلك المِجنَّة تستر أجساد الأموات، فالجنة هي أمر مستور ذاقه من شاهدها وبما أن الله تعالى هو خالق الجمال ومبدع كل كمال وكل اللذائذ هو وحده يخلقها ويمدُّ الخلائق بها لا شريك له.
إذن: إذا آمن الإنسان بعد أن طلب ربه بصدقه فوجده وشاهد طرفاً من أسمائه الحسنى وسرى النعيم والسعادة الكبرى إلى قلبه من أصل الجمال وخالقه فتجلى عليه ربه بما لو تجلى به على الكائنات لذابت حباً وهياماً فوصل إلى «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». أصبح في الجنة. والحقيقة أن الجنة به ومنه تعالى وفيه وإليه، فكيف الإنسان لا يطمع بربه ونوال فضله وعطائه وما يشاهده من إحسانه وهذا قانون النفوس البشرية لأنها جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، والإنسان عبد الإحسان فكيف يرفض الإحسان والإكرام والحب والرحمة والحنان، ألا يحب من أحبه ولم ينسه طرفة عين وهو جنين في بطن أمه والذي منحه السمع والبصر والذوق والتنفس ولا يستغني عن النَفَسِ دقائق قليلة كما لا يستغني عن بصره ولا عن ذوقه، فاللذائذ كلها بالله ومن الله، وبالصلة والصلاة بالله.
قول المقولة لا ينطبق على الواقع، إن الإنسان لا يطمع بالاتصال بالذي فيه الجنات كلها، بل العاقل الذي يقول: «إلۤهي أنت مقصودي» لأني محتاج إليك في كل أموري مفتقر إلى عطائك إلى الغذاء والعطاء والراحة بالنوم ولا يمنحها أحد سواك، إلۤهي أوجدتني وأحببتني قبل أن أراك وأحبك والآن عرفتك فأنت منبع الحب وبك الحب ومنك الخير وبك وبجناتك غاية وأقصى المنى.
هذا وبما أن قائل المقولة لم يَطَّلع على علم الإلۤه الذي أفاضه تعالى علينا من فم علّامتنا الشريف وعجزت البشرية أن تصل إلى هذا العلم السامي الرفيع، وهو الحقيقة التي لا ريب فيها، فهو معذور بمقولته ولكنها ألفاظ لم يدرك حقائق معانيها فكانت المقولة بحقيقتها خطأ مركب.
فأسماء الله كلها حسنى وكلها خير بخير علينا وعليك أيها الإنسان فنحن نطمع بلقاء الله ونوال جلال الله وجماله ولذيذ الصلاة به ولا نخاف من نار الله الموقدة بل نخاف من نيران جهنم التي إن أجرمنا انبثقت من أنفسنا فاحتجنا إلى المشفى المسكِّن لآلامنا لا جعلها الله لنا لزاماً.
بعد هذا العلم عرفنا حقيقة المقولة والفضل لمن علَّمنا لأنه كم أحب الله حتى بيَّن له حقائق الجنة والنار ونحن نحب الله لما يغزونا به من نعمه والجنات كلها نِعَمٌ بِنِعَمٌ ونحن الفقراء إلى الله وهو الغني المحسن المتفضل وكل الحب من الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم أرجو النصح فيما يلي:
كنت موظف في إحدى الشركات محاسب، وفي هذه الشركة عدد كبير من النساء فتركت العمل ولكني سألت أحد الأصدقاء عن هذا الأمر وقلت له أليس الإنسان إن ترك شيئاً لله أبدله الله أحسن منه فقال لي ماذا كانت نيتك فقلت له أني حسب ظني تركتها بعداً عن النساء، فهل تركي لهذه الوظيفة خطأ أم ماذا؟
وشكراً لكم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لماذا فضحت سرك لطالما معاملتك مع الله، أنت ضحَّيت بما ضحَّيت به من الدنيا في سبيل الله وطاعة ربك فلما بحت بنيَّتك وأفشيت سريرتك لمخلوق، وكان حريٌّ بك أن تبقى في معاملتك مع من بسبيله ضحيت وهو الخالق العظيم، وتنتظر منه تعالى العطاء والبديل لا من غيره. فإذا سألت فاسأل الله الخالق العظيم لا المخلوق الضعيف.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} سورة الحجرات (15).
وبسؤالك الناس تحوَّلت الوجهة للمخلوق ودخل الشك، فعليك بتجديد العزيمة وإصلاح النية وزيادة الصدق مع ربك ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم، وهل خسر سيدنا يوسف عليه السلام حينما فضَّل السجن على بقائه مع من حرَّم الله مع أن هذا الأمر كان في ذلك المجتمع المنحط مقبول لكنه قال: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} سورة يوسف (37).
وهل خسر العلّامة السيد محمد أمين شيخو حينما عُرضت عليه الدنيا وفتنتها وسلطانها ورفض بنت أخت جمال باشا السفاح الذي كان مرشحاً ليكون دكتاتور الحكومة التركية، وحينما رفض ابنة وزير الخارجية الإمبراطورية التركية أيضاً، ولو رضي بها لكان ملك الشام أو العراق أو غيرها من الممالك، لكنه رفضهن لمخالفتهن لحدود الله، ولو رضي بهن لما أعطاه الله ما أعطاه. ولما جعل سيدنا يوسف حاكم مصر وبيده زمام الأمر والحل والعقد
والله يقول: {..وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} سورة الكهف (51).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الكريم سمعت ومن ثم قرأت وطبقت كلام العلامة محمد أمين شيخو، وقلت في نفسي إن كل من اقتنع بهذا الكلام هو صحابي. ولكن بعد فترة أتفاجأ بأنه غير ذلك!
فبمن اقتدي أرشدني جزاكم الله خيراً علماً أني فقدت المصداقية من غيركم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هكذا حصل مع الجن تماماً كما في سورة الجن عندما سمعوا القرآن العظيم من رسول الله ﷺ وما فيه من البيان المنطقي والحجج القاطعة واقتنعوا به وأعجبوا فيه وأخذ بمجامع عقولهم.
قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ..}: لم يسبق أحدٌ وجاء به أبداً وظنوا ألا يكون هناك بعد هذا البيان العالي والدلالة السامية كفر وتكذيب.
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً}: بعد هذه الدلالة العالية والمنطق الرفيع والحجج الدامغة، كما ظننت أنت وقلت: (أن كل من اقتنع بها وطبقها فهو صحابي)، وكنت بذلك على حق، والله يؤيدك ويثبت صدق قولك لقوله الكريم: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سورة الجمعة (2-3).
{..لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ..}: بالزمن، إذن هناك صحابة آخرين في آخر الزمان لمَّا يلحقوا بهم زمنياً، فهم سائرون على آثارهم ومتبعون تأويل القرآن الحق الموضح كما وضِّح للصحابة الكرام، فبذا تكون قد صدقت بما نطقت، ولكن تُفاجأ كالجن المؤمنين بعد أن رأوا من عارض وكذَّب وجحد بدلالة الإلۤه مع أنها استيقنتها أنفسهم فظلموها وحرموها من الخيرات، وكان سبب ذلك علواً وتكبُّراً منهم، فلم تتصاغر نفوسهم للإلۤه ولم يتنازلوا عن كبرهم للإمام قُدِّس سره وقتئذ، عندها قال الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً}: لأنه ظهر من عاند وكذَّب وكفر سبب ذلك أنهم لم يكملوا إيمانهم ولم يواصلوا الطريق حتى تصل بهم إلى اليقين والإيمان الشهودي، بالطاعة للإمام الذي لا تكذيب بعده أبداً.
وبيَّن ذلك تعالى بقوله الكريم في نفس السورة: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}: فالاستقامة عين الكرامة، ولو أنهم استقاموا على طريق الحق والإيمان حتى آمنوا ببدايتهم وخضعوا للإمام وما استعلوا عليه، لما دخل عليهم الشك والضعف والتكذيب ولكانوا من الصحابة الأقوياء ولارتوت نفوسهم من الماء الغدق رياً فما عادوا ينفتنون في الدنيا الدنية والشهوات المحرمة، بل لفتنوا بهذا العطاء الرباني والتجلي الإلۤهي كما فُتن الصحابة الكرام.
فيا أخي الكريم: أنت خرجت بنتيجة جيدة عندما سمعت دلالة الله وطبقتها وقلت أنه كل من اقتنع بها وطبقها فهو صحابي وهذا قول حق. فلماذا تفاجأتَ؟
أخي الحبيب المؤمن بعد مواصلة طريقك الإيماني تكن صحابياً بإذن الله وليس ذلك على الله بعزيز، فإن ثبتَّ على هذا المسير الصادق وهذا البيان لمن هو بالحق ناطق فقد تعهَّد الله على أن يجمعك بمرشد صادق والله يجمع دائماً الصادق مع الصادق.
ولمَّا كانت أمنا مريم عليها السلام صادقة ولَّى عليها سيدنا زكريا النبي الرسول الصادق كما ولَّى عليها سيدنا عيسى المسيح الذي بصدقه سيمسح كل كذب من على وجه البسيطة، فالله لن يتركك أبداً، وسيوصلك إلى من يوصلك إلى رسول الله والذي سيدخلك جنات ربك وقد تعهد تعالى بذلك للمؤمنين فقال للمؤمنين: {..أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً..}: أي سيجمعكم برسوله ﷺ بمعية تقي صادق، فثابر على ما أنت عليه من الصدق وأني أبشرك بأنك ولفترة وجيزة إن شاء الله سيحقق طلبك ويدخلك الله مدخلاً عالياً ترضاه وسيهديك صراطاً مستقيماً صراط النبيِّين والشهداء الذين يشهدون الحق للناس، والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد رأى أحد المعارف رؤيا وقد احترنا في تفسيرها علماً بأنه أرمل من ثلاث سنين ولديه طفل وهو ينوي الزواج من امرأة صالحة طيبة ولكن بسبب الرؤيا قد عدل عن رأيه.
لقد شاهد في منامه زوجته المتوفاة في حانة لشرب الخمرة وهي متزوجة من رجل آخر مشهور بأفعاله السيئة وله أعوان شريرون فأراد هذا الرجل ضربها ولكنه دافع عنها قائلاً له انه لا شيء بينهما وأنه سيتزوج قريباً من "فلانة" ولكن الرجل ضحك عليه ساخراً، وعند خروجه من المكان تفاجأ بزوجته المتوفاة وأمها وأختها أمامه فأخرجت زوجته سوطاً وضربته به فتقدمت أختها إليه وأمسكت يده باكية وهي تقول سامحنا الله كلنا.
علماً بأن أخت زوجته المتوفاة قد كانت خطيبته بعد وفاة الزوجة ولكن لم تدم الخطبة.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا يؤخذ الدين بالمنامات، وهذه المنامات غير صحيحة ولا يجوز الأخذ بها عملياً والله يؤاخذه إن صدَّقها.
فليتزوَّج أختها وليتوكَّل على الله.
السلام عليكم حفظكم الله
رأيت في منامي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه في بيت أهلي وكان لباسه أبيض ففرحت جداً وقلت له سوف أذهب لأمي وأخبرها بأني رأيتك لأنها ستفرح كثيراً فقال لي وهو يضحك لا تخبري أحداً واستيقظت ومن فرحتي اتصلت بأمي وأخبرتها. أرجو أن تفسر رؤياي وأن تقول لي هل غلطت بأني أخبرت أمي وعائلتي بمنامي؟ وجزاك الله خيراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
طالما شاهدتيه ﷺ يضحك وهو ينهاكِ، فمعنى ذلك غلطة لا جرم فيها، وكان الأفضل لنفسك الاحتفاظ بها لنفسك فقط عسى تترقين لمعارج أفضل فتبقى علاقتك القلبية معه ﷺ وحده وبذا الخير العميم.
انوي بعد الآن إن تفضَّلَ عليك الله بخير، البقاء على الكتمان والعلاقة السامية لا تتشتَّت والاتجاه النفسي محصور بالله ورسوله فتسمو نفسك وتتسامى ولا تتشتَّت فتضعف.
ما هو نعيم المرأة في الجنة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
نعيم المرأة في الجنة هو ذاته نعيم الرجل ولا فرق ولا تمييز عند الله {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..}: فكما للرجل نعيم، بالآخرة وانتهى التكليف، وله جنات تجري من تحتها الأنهار، كذلك المرأة لها نعيم وجنات تجري من تحتها الأنهار.
وكما للرجل المؤمن التقي حورٌ عين تحار الأعين بجمال نفوسهن بما اشتقت من جمال من حضرة الله، كذلك للمرأة التقية التي انتقلت من الدنيا على التقوى والإيمان، فهي حورية وشفيعها أيضاً حوريُّها.
فكما للرجال الأتقياء حوريات ونعيم وجنات، وكذلك للنساء التقيات حوريِّين وجنات ونعيم.
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات (13).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أطال الله في عمركم وأدامكم منارة تسطع بنورها الكريم على الوجود.
سيدي ومعلمي لقد رأيتك في منامي في بيتنا وقد أعطيتني بضع ورقات مثال الشيكات وقلت لي سوف تذهب إلى العمرة، وكذلك رأتك زوجتي أيضاً في بيتنا والنور يملأ الدار كلها.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الحقيقة: هذه بشارة لك ولأهل بيتك بالغنى القلبي إن شاء الله، ورؤياك إياي هي رؤيا لمَلَك أرسله الله يبشِّرك بأن الله أعد لك خيرات كثيرة وعمار قلبي فداوِم على الاستقامة تربت يداك.
عندي حلم وأبيك تفسره لو سمحت ضروري:
أنا حلمت أني رأيت أختي حزينة وأم زوجها أيضاً وكنت أنا مبتسمة فقلت لها سيبشرها الله بولادتك لتوأم بنات مع العلم أني غير متزوجة وأختي متزوجة منذ سنة ولم تحمل إلى الآن والغريب أني عندما استيقظت من النوم علمت أن أم زوج أختي ترقد في المشفى منذ يوم الحلم مع العلم أن أختي غير حامل في هذه الفترة.
وأعتذر عن إطالتي في السؤال والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
تحقق نصف المنام، وسيتحقق النصف الثاني عما قريب، ونرجو الله أن تأتي الأطفال بالتقسيط لا دفعة واحدة، والسلام على من استقام، واتبع الهدى بالتمام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة حلمت يوم أمس بأني حامل وأمي تعرف بالأمر وأختي أيضاً مع العلم بأني لست متزوجة وأمي وأختي يقولون خلاص بتولدي وأنا أقول كيف أولد وبطني لسه صغير وكنت أشعر بالمغص الخفيف وخائفة جداً من الولادة.
أرجو تفسير هذا الحلم في القريب العاجل.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذه بشارة بقرب زواجك وولادتك.
جعلها الله زيجة سعيدة لأب صالح ومولود صالح سعيد «وطوبى لمولود الزمان القادم» والسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة من سنتين وبضعة شهور، لم أُرزق بعد بالذرية والحمد لله على كل حال.
زوجي رأى في المنام منذ أسبوع تقريباً أنه اصطاد من البحر "فرس البحر" وكان هذا الأخير حياً وكبيراً ولونه أحمر ويشبه الحصان فعلاً، فما تأويل هذه الرؤيا بارك الله فيكم مع العلم أن زوجي بحَّار يعمل في السفن التي تصطاد في أعالي البحار وكان في السفينة لمَّا شاهد تلك الرؤيا لكنه تلك الليلة لم يكن قد فكَّر في فرس البحر قبل أن ينام، جزاكم الله خيراً.
وأرجو لو تكرمتم بتفسير من رأت في المنام أنها ترتدي ثوبا أبيض (قميص) مقلوب ثم رأت نفسها ترتدي نفس القميص ولكنه لم يعد مقلوباً، بارك الله فيكم.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
بشارتان مستقبليتان حبيبتان.
الأولى: أن الله سيرزقكما طفلاً فعليكما بالحجامة وستتحقَّق الرؤيا بإذن الله.
الثانية: وما أعظمها أن صاحبتها ستنقلب إلى السير بالحق والنور وطريق السعادة.
لا تنسوا تطبيق الحجامة، للمرأة دور واحد أي كأسين فقط، والرجل أكثر وستزداد النطف المنوية بإذن الله وهنيئاً مقدماً لكما.
إخوتي الأعزاء شكراً لكم على إجابتكم على سؤالي ولكن أريد أن أفهم نقطة مهمة وهي أن العلامة ولي من أولياء الله وقد استطاع أن يحرق الشياطين ويزهق أرواحهم بنورانيته العظيمة، والسؤال كيف يستطيع أن يدافع عن نفسه من هو مثلي وأمثالي إذا ما تعرض لموقف العلامة فرضاً؟
وهل الأمور متروكة لرغبة الجن بالظهور أو عدمه متى شاءت أو أبت؟
أنا بظني أن الله حامي الإنسان كافراً أو مؤمناً بنور منه ضد الشياطين طالما لم يوجد طلب حقيقي وصادق من الإنسان بالاطلاع عليهم كالسحرة مثلاً. أما حالة العلامة معهم فهي مختلفة.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
تسأل: كيف يستطيع مثلي وأمثالي أن يدافع عن نفسه إذا ما تعرَّض لموقف العلامة فرضاً بسحق الشياطين؟
أنت تفضلت بالقول أن العلّامة ولي من أولياء الله وقد استطاع أن يحرق الشياطين ويزهق أرواحهم بنورانيته العظيمة، وهذه شهادة حق، فلك في العلّامة أسوة حسنة وإن أردت أن يكون لك حصن حصين لنفسك من كيد الشياطين فتعلَّق بالعلّامة المستنير بنور الله قلبياً يدافع عنك بنورانيته حقاً وصدقاً، وتمسَّك بدلالته التي هي شرح للقرآن تطبيقاً واسلك بصدق بما أتى به من البيان الرباني وطريق الإيمان تحظَ بالمكرمات ولا تقترب منك الشياطين وتبقَ في سلامٍ وأمانٍ.
وبذلك تدافع عن نفسك وعن أحبابك وذويك وعن من يواليك.
وتسأل: هل الأمور متروكة لرغبة الجن بالظهور أو عدمه متى شاءت؟
كلا يا أخي ليست لرغبة الجن، ولكن ضمن الاستحقاق والحق يسلط الله الظالم على الظالم لنفسه ليعود عن ظلمه ويرجع إلى صوابه وإلى ربه بالتوبة والإنابة، فكل ما يسوقه الله للإنسان هو محض الخير وبالحق والاستحقاق.
أما إن ظهرت الجن للمؤمنين الأتقياء فهؤلاء الجن يكونون من المنتحرين، جاء أجلهم فيلاقوا حتفهم كما حصل في قصة العلامة مع كبيرون وأصغر وصغيرون فيكون هو ومن يسلك سلوكه مغلاقاً للشر، هازماً لأعداء الإنسانية والرحمة والدين وينال الأجر العظيم من الله بإراحته للبشرية من شرورهم وأذاهم وبلاهم.
هذا والمؤمن المستعيذ بالله يحميه الله حقاً بنور رسوله الموصل لنوره من شر الشيطان عدو الإنسان.
أما الكافر فإن الشيطان لا يقترب منه ولا يظهر له لئلا يخاف الكافر ويقول طالما هناك غيبيات حقيقية إذن فلعلَّ غيبيات الآخرة والحساب والعقاب حق، فيتحوَّل وينتهي هذا الكافر عن غيَّه وشره وأذاه، والشيطان يحب أذاه وبقاءه في الشر لئلا يغيِّر طريق الغي، فلماذا يتعرَّض له وهو أخوه بالشرور؟!
هذا جواب البند الأخير من سؤالك يا أخي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يجوز تسمية المولود الجديد بأي اسم أو كلمة من القرآن مثلاً آيات أو سجود أو بينات أو إيلاف؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هناك من يسمُّون بناتهم باسم آية أو بيان ولم نسمع بتسمية سجود أو إيلاف.
الاسم لا يقدِّم ولا يؤخِّر، ولكنه يؤثر على المسمَّى.
بالإسلام للولد حقٌ على والديه بتسميته أو تسميتها اسماً حسناً مقبولاً ذا معنى لطيف بين الناس، لأن لكل مسمى من اسمه نصيب.
المسألة بالتسمية ليست بأهواء الإنسان وما يحب وما لا يحب بحق مخلوق ثاني، «ومتى استعبدتم الناس وقد وُلدوا أحراراً» ولكن المسألة بالصالح والأصلح وما يكسب به رضى الله عنه ويجازى عليه بالآخرة الجزاء الحسن. وخير الأسماء ما حُمِدَّ وعُبِّد، وما شابه ذلك.
هل السحر مازال موجود فلقد سمعت قصص كثيرة لم أستسغها إحداها من زميلي تحدث فيها عن قصة استخراج تابع من الجن من أحد أفراد عائلته وشاهد ما حدث بنفسه وقد روى أن شيخ قام بالعمل لوجه الله وقد استغربت كثيراً من ذلك وكيف يتولى الجن الإنسان في عصرنا وهل إخراجهم يكون على أيد مؤمنين أم يصح استخراجهم على يد إنسان عادي والسلام.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لهذه المسألة وجهان، ذلك أن الشيطان الجني المجرم أعمى يشم الخبث شماً، فإن وجده في إنسان دنا منه وولج بنفسه إلى نفسه الحاوية على النية الخبيثة والنجاسة، فبدأ يزيِّن له الشهوة الخبيثة لكي يمارسها ويستمر هذا المرء في عدوانه وأذاه ويحصل له بذلك آلام نفسية عنيفة، فإن التجأ مريض النفس هذا إلى ربه وإلى أهل الحق وفكَّر في سبب آلامه من الشيطان وتذكر نيته وشهوته الخاطئة فقرر التوبة وعدم الوقوع في العمل الدنيء المنحط وأناب إلى ربه، انقلب حاله من الشقاء والآلام الجهنمية إلى نعيم قلبي وسرور وهناء، لأنه وجهته انزاحت عن الشر واتجهت لربها فزال الخبث من قلبه وفرَّ الشيطان، هذا طاب ليس له إلا الإكرام.
وهناك من لا يغيِّر ما بنفسه ويريد الخلاص من الآلام الشيطانية ويلتجئ إلى شيخ يدَّعي أنه مخرجٌ للشياطين من أصحاب الأمراض النفسية لينقذه من آلامه، وهو يظن بالشيخ الظن الحسن، ولكن واأسفاه فإن معظم هؤلاء المشايخ الذين يدَّعون هذه الدعوة إن لم نقل كلهم في هذا الزمان الصعب هم بحقيقتهم شيوخ شياطين، فيصبح مريض النفس هذا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فقد سلَّم نفسه لعدوه من شياطين الإنس ليهلكوه وهو لا يعلم بأنه مخدوع بخفايا السحرة المضلِّين وهنالك يتآمر شيطان الإنس هذا مع شيطان الجن على التخفيف من آلام هذا المريض أو إيقاف الآلام عنه ليتم خداعه ويستسلم لهذا الشيخ الذي هو شيطان إنسي، ليجعل هذا المريض مجرماً كافراً من سربهم ويهلك هلاكاً تاماً.
أما الوجه الثاني: فيتم إذا التجأ هذا المريض النفس إلى إنسان صادق حقاً فيدلّه على الاستقامة والإيمان والصلاة، ويتغيَّر سلوك هذا الإنسان إذ يبتعد عن الحرام وعن الفحشاء والمنكر والبغي بهذه الصحبة، فيزول الخبث من نفسه ولا يبقى للشيطان حظ فيه، وينقلب هذا المريض إلى امرئ صحيح النفس ويزول عنه الشقاء والألم والحرمان والمصائب ويغدو إنساناً إنسانياً فاضلاً وتعود إليه العزَّة والكرامة صالحاً لأعمال الخير ونوالها ولا خوف عليه في الدنيا لأنه ينالها بالكرامات ولا هو ممن يحزنون على فراقها لأنه ينال خيراً منها جنات أبدية.
لقد فقدت عدد من قطع الذهب تصل مقدارها مبلغ كبير ولا أعرف هل سرق مني أم ضاع، لأني كنت أضعها في حقيبة اليد ووجدت أن قسماً كبيراً منها قد فقد وأن القطع الصغيرة قد بقيت، ولا أستطع معرفة هل كانت سرقة أم أنها سقطت مني أرجو من حضرتكم مساعدتي وهدايتي إلى الطريق الصحيح لأن الشك يراودني كثير في أقرب الأشخاص حولي أرجو منكم المساعدة العاجلة.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
انوِ على صدقة قيِّمة من قطع الذهب إن عادت إليك تدفعيها لمستحقين ليس لديهم محرَّمات وسيعيدها إليك الله بإذنه تعالى.
وإذا قمتي على صلاة قيام الليل فبعد ركعتين ومع نية الصدقة ادعِ ربك أن يعيدهم إليك وكفى بالله كفيلاً.
السلام عليكم ورحمة الله عندي مجموعه أسئلة:
1- بلدي محتل وأنا لا أستطيع أن أقاوم ماذا افعل؟
2- عندي أصدقاء شيعة ويتحدثون لي سنة وعلى معاوية ماذا أفعل؟
3- أريد أن أكون مؤمناً صالحاً.
4- أريد خشوع في الصلاة ماذا افعل؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- جواباً على سؤالك الأول نقول لك:
لسنا أنبياء، لدينا عيوب ومخالفات سببت الاحتلال فلو تبنا وإلى الله أنبنا وأقمنا حدود الله لنصرنا الله، نرجو الله الإيمان وتطبيق حدود الله والنصر حتماً لنا.
2- أما عن سؤالك الثاني نقول:
"ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وإن الله يحب أن تؤتى عظائم الأمور ويكره سفسافها. ولا يلزم الاختلاف عما مضى. {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة البقرة (134).
كلٌّ حسابه عند الله إن خيراً فخير وإن شراً فشر والله يطلب منا ألاًّ نتكلم بهذه التواريخ، نحن أولاد اليوم ومسؤولون عن أعمالنا لا عن أعمال غيرنا ولا يحمل الأبناء أوزار الآباء، كلٌ وعمله.
3- وجواباً على السؤال الثالث:
طبق نصائح كتب العلامة الكبير محمد أمين شيخو تكن أصلح الناس.
4- جواب السؤال الرابع نفس الجواب السابق رقم "3".
السلام عليك يا حبيب الله ورسوله.
لقد رأت أهل بيتي في الرؤيا الأستاذ عبد القادر مع سيدنا وطبيب قلوبنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقد كان أيضاً معكم العلامة الكبير محمد أمين شيخو سليل رسول الله وقد أخذتم نفسها في سياحة قلبية وقد رأت الكعبة أيضاً.
أرجو منكم تأويل رؤاها والدعاء لجميع أهل البيت والسالكين جزاكم الله عنا كل خير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ماذا تريد من بشارة أعظم منها وقد مدح تعالى بالقرآن {..عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ..} سورة التحريم (5).
فهذه السياحات القلبية السامية هي حقيقة الصلاة التي هي معراج المؤمن {..وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ..} سورة النور (26). فبشرى لكما وحسن مآب بإذن الله.
حلمت أن والدي المتوفى يقف أمام مائدة كبيرة جداً تحتوي على مأكولات متنوعة ويدعو إليها أقربائي ويشدد على دعوتهم لتناول الطعام وكان يجلس بجانبه أخي وكنت أقول له كفى ولكن كان يجيب لا ويصر على الدعوة للطعام للعلم المائدة عملت على شرفه.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذا يد ل على أن عمل والدكِ طيب وأعماله جارية فهنيئاً له زاده الله خيراَ.
ما هي الحياة بالمفهوم الإسلامي وما النوع الآخر للحياة كيف تكون حياتنا سعيدة ونحن في راحة؟
الحياة في المفهوم الإسلامي
الحياة جد وليست للهو وللَّعب بل هي للجدِّ والاكتساب، فالله تعالى لم يجعل الإنسان دائم الشباب وفي أفعوان شبابه المتألق البهيج، بل الجمال متبدل ثم الهرم والشيخوخة والفقدان والزوال، فلو كان للهو لجعل الجمال متزايد وفتوة الشباب دائمة ولو كان للعب لما كان هناك نغص ولا آلام.
إن الحياة لها ما بعدها وهي مدرسة جدٍّ واجتهاد لنوال عظيم المراتب والمعارج.
ليست الدنيا لقضاء شهوات ضحلة يعقبها الآلام والشقاء ومن ثم الفقدان والخزي والعار وتزول وتبقى آثارها المخزية ملطخة على صفحات النفس.
كنّا في العالم الذي يسمونه عالم الأزل بجنة واحدة، خلقنا الله لنوال جنات متعددة متسامية متشاهقة لهذا حمل الإنسان الأمانة والتكليف العظيم المردود. لنبقى مستديمي الوجهة إليه تعالى ولا ننظر للدنيا إلا بنوره، أي بالحدود التي وضعها لنا فلا نشقى ولا نتعس.
فكل شيء يملَّه المرء مع الزمن وطولته حتى الأهل والوطن وأنواع الأطعمة والأمكنة إلا الله. فالدنيا محدودة بكل وجوهها والنفس تشبع وتملُّ المحدود وطاقاتها غير محدودة ولا يشبعها إلا الذي خلقها، فهيَ تبتغي التجديد وحب الاستطلاع وتعاف الإيلاف وتشغف بالازدياد والبدع من مبدع السموات والأرض خالق الجمال والجلال والبهاء، فالحياة بالمفهوم الإسلامي ممزوجة بالنعيم والغبطة والمسرات وذلك بحياة القلوب من الحي القيوم "بالصلاة المبنية على الإيمان"
عندما يضحِّي المرء بالدنيا الفانية ويطمح للباقي الدائم يبدله عزَّ وجل حياة قلبية تغذِّيه وتغنيه عن جميع الشهوات وهذه الحياة الدنيا تفنى ويفنى نعيمها وما عند الله باق، لذا المؤمن المشاهد لا يهتم إن أقبلت الدنيا أو أدبرت، فباتصاله بالله صار من الأحياء عند ربهم يرزقون الجنات وغدا سميعاً عليماً بصيراً، وتلك هي الحياة الباقية السرمدية التي لا حدَّ لها ولا انتهاء، وما الحياة الدنيا تجاهها إلا طرفة عين أو أقل من ذلك.
ألم تسمع ما قاله أبو يزيد البسطامي حين قال: (إن في قلبي نعيماً لو اطَّلع عليه الملوك لقاتلوني عليه بالسيوف): أي لو ذاق الملوك بقلوبهم وشاهدوا فيوضات الخالق عليَّ بصلاتي به، لصغر ملكهم بعيونهم وزهدوا به وتخلُّوا عنه طالبين السعادة التي نِلتُها بالله ومن الله. كما تخلَّى سحرة فرعون حين اتصلوا بالله بواسطة سراجهم المنير سيدنا موسى ﷺ فأشاحوا عن ملك فرعون وضحُّوا بالدنيا ونالوا السعادة من ربهم، وحين هدَّدهم فرعون بالموت قالوا: الدنيا لم يعدْ لها قيمة لدينا إنه من يأتِ ربه مؤمناً فِإن له الجنات العُلى.
فطوبى لمن آمن وأفلح في دنياه، وفاز بالإيمان نوالاً بتقرُّبه إليه تعالى بالعمل الطيب. فهذا هو الفلاح والفوز المبين وبه السعادة الدائمة التي لا تزول أبد الآباد: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}: إذن لا فلاح دون إيمان.
أما الذين أعرضوا عن خالقهم ولم يريدوا إلا الحياة الدنيا واهتمُّوا بجمع الدرهم والدينار فهؤلاء التعاسة لهم والبوار، فليس المال بمؤمِّن لهم ما يتطلَّبون من السعادة، قال تعالى في سورة طه (124): {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}: فَقَدَ ما خُلِق لأجله من الجنات والنعيم وباع آخرته الثمينة بشيء رخيص زائل كان مسخَّراً له، فانشغَلَ بما خُلق له وهو سراب تتظلَّل النفس متمتعة به فترة ثم يزول وكأنه ما كان.
ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ وكل نعيم لا محالة زائلُ
إذن: ما خلقنا الله إلا للسعادة المطلقة من كافة وجوهها فإن وجدت خلاف هذا فارجع إلى ذاتك وأصلح سيرتك واعلم أنك تنكَّبت الطريق السوي.
فآمن بالله تسعد، واعمل المعروف ترقَ بالسعادة مدارج ومعارج. الإيمان كمال الإنسانية.
قاعدة: أسعدْ تَسعد وأشقِ تشقَ.
والبحث هنا يطول فإن رمت الاستفاضة فارجع إلى بحث السعادة في كتاب "نظرات منيرة" لفضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيدي الفاضل حفظكم الله ورعاكم. سؤالي هو:
ما صفات الشخص الذي لديه قابليه للعودة إلى الدين وإتباع سيدنا عيسى عليه السلام؟ والذي يُعصم ويحفظ من الحرب المدمرة والزلازل المقبلة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صفاته أنه ميَّال للدين معظِّم محب لرسول رب العالمين يبتغي نصر الإسلام وأن تكون كلمة الله هي العليا.
رأيت في منامي أن شخصاً أخبرني بأن أحداً مات ثم شعرت أنني أموت وقبله كنت أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
أرجو أن تفسروا لي وجزاكم الله عنا خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
قال تعالى: {..وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ..} سورة لقمان (34). وساعة الأجل لا يعلم وقتها بالضبط إلا الله، والرؤيا عبارة عن بشرى بحسن الخاتمة فاحمد الله وثابر على الاستقامة.
حلمت بأن صديقة لي متوفية لها عدة أيام وقد جاءت في منامي بأنها أتت في سريري واضطجعت فيه تم قامت وأتت أختها إلي وقمت بإعطائها مخدتي وقلت لها شمي رائحة شعر أختك رائحة حنا وابتسمت أختها وصحيت من حلمي.
أرجو تفسيره في أقرب وقت ممكن.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
زيارة حبيَّة من نفس صديقة اشتاقت لكِ وحنَّت لأختها، من كلمة رائحة حنّا.
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم رأيت نفسي أذكر اسم الله الأعظم في المنام وكان هناك شخص دجال وليس الدجال ومعه ساحرة يعذبني وكان فوقه سحابة سوداء تمنع ظهور الشمس في المنطقة التي أنا موجود فيها فدعيت عليه بالاسم الأعظم فقتل وذهبت السحابة وقالت لي الساحرة بعد ما قتل سنعود وبعد يومين أو ثلاث.
فما تفسير الرؤية جزاك الله خيراً؟
مع العلم أنا من الأشخاص الذين علَّمهم الله الاسم الأعظم الكريم. و شكراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
اسم الله الأعظم والمتضمن أسماء الله الحسنى التسع وتسيون لفْظُهُ لفظة "الله" المفخَّمة وبصحبة المؤمن القلبية لرسول الله ﷺ ينالها وبأنواره العلية ﷺ.
والسؤال: لم توجَّهت للرجل بقلب نوراني وقتلته ولم تقتل الساحرة؟! وتركتها تهددك وأنت كما تفضلت ممن يحمل اسم الله وحتماً بصحبة وشفاعة رسول الله القلبية.
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الفاضل حفظكم الله
رأيت في منامي أني كنت متجهاً إلى بيتنا القديم أي بيت والدي وقبل وصولي البيت رأيت على جانب الطريق ثلاث من أولاد عمي يجلسون ومعهم عمتي وكان يجلس معهم شيخ قالوا لي أنه الشيخ عبد الهادي الباني فقلت لهم أعرفه وصافحته هو وأولاد عمي لكنه لم يتكلم معي وظل صامتاً وأنا بدوري لم أسأله مع العلم أني كنت أتمنى أن يتكلم أي شيء قد ينفعني.
مع العلم أنا أحاول أن أسير على نهج العلامة محمد أمين شيخو ودائم التفكير وأريد أن أغيِّر حياتي ومسيري الذي يحوي أخطاء حالت بيني وبين ثقتي بنفسي.
ولكم جزيل الشكر
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- لم يتكلم معك وظل صامتاً لأنه توفِّي وانتقل لرحاب ربه.
2- داوم على السير على الصراط المستقيم الذي ذكرته تربت يداك.
هل كان الناس بعد الحرب العالمية الأولى والثانية مهيئين للاستجابة للسير بالحق، وهذا متزامن مع وجود زمن العلامة الجليل محمد أمين شيخو، فلِمَ لم تحدث استجابة شاملة، كما سيحصل في زمن سيدنا عيسى عليه السلام بعد الحرب العالمية الثالثة... ما هو سبب الاختلاف؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ذلك عائد لضعف المؤمنين وإصرار الكافرين على كفرهم فلم يأتوا للحق بالمنطق فلابدَّ من الشدة ليعودوا ويخضعوا للحق ويسيروا به.
من هنا تحتَّم قيام الساعة والحرب الكونية الثالثة، إضافة إلى ذلك: الحضارة أيضاً عقبة صعبة لا يتجاوزها إلا الصادقون العاملون السالكون وقليل ما هم، أي المؤمنون من ذاتهم كما آمن النموذج الكامل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
رأيت في المنام أخي الصغير نائم على سريري عندما أردت أن أيقظه سمعت صوت يخبرني بعدم إيقاظه لأنه سيموت أيام الاختبارات وهو في النار علماً بأن أخي يبلغ 14 عام من العمر.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
إن صدَق المنام بإخبار موته لا سمح الله فلا يمكن أن يكون من أهل النار حتماً لأن من يموت قبل البلوغ أي "سن 16" هو من الولدان المخلَّدين الذين إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، فالمنام غير صحيح.
هل يجوز أن يصف العبد نفسه بالرحمن؟
سمعت شخصاً يسمى عبد الرحمن، يقول: أنا العبد الرحمن...فهل هذا يجوز؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كلا لا يجوز إلا فقط "عبد الرحمن".
فكلمة الرحمن تتضمن العلاج حتى بنار الله الموقدة. ولا يجوز لمخلوق التعذيب أو التطهير بالنار.
منذ أربع سنوات ظلمني أحدهم وكنت أحضِّر لامتحان في اليوم التالي لكنني كنت أدرس وأبكي وأدعو الله وعندما أُذِّن لصلاة الفجر شكوت أمري لله بعد ما صليت ودعوت الله بجميع أسمائه الحسنى، ثم نمت فرأيت أني أدخل منزلاً جميلاً جداً... رأيت أمي فيه تنظف أحد أركانه فقلت لها: تعلمين ينقصنا باب في هذه الجهة، فإذا بطائر يمشي على الأرض فتبعته إلى الشرفة ففوجئت بطيور أخرى تضايقه فأخذته بين يدي فأخذ ينشر ريش رأسه كتاج، فعرفت أنه الهدهد. كان وجهي جميلاً مائلاً إلى الحمرة وألبس ثوباً أسوداً وحاملاً "علماً أني غير متزوجة" وكانت الشمس تغرب، وعندما رأت الطيور تاج الهدهد أجلَّته، فقلت له ادع لي، فقال: يا رب تلدين عندما يخرج زوجك من السجن، فبكيت وقلت ادع لي بالنجاح بموادي السبعة. فقال إن شاء الله تنجحين.
وبعد شهور رأيت في منامي غزالاً يعض يدي اليمنى دونما ألم ويقول لا تنسي كلام الهدهد ثم انصرف.
لذلك سيدي بقي هذا الحلم يشغل بالي، فما معناه؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذه بشارة من الله لك بأن من سيكون نصيبك يسعى بطريق التقوى وسيتحرر إن شاء الله من سجن جسده وعبودية شهواته وعندها سيُرزق بأولاد صالحين.
وما قول الهدهد وتذكير الغزالة به إلا ليكون هدفك لبناء الآخرة لا لعمار الدنيا وبناء الآخرة في بيتك لا في دراستك، ثبَّتك الله على طاعته ووفقك لما يحبه ويرضاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم ادعوا لي الله بأن يرزقني الرزق الحلال الوفير وأن يوفقني إلى طاعته.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن شاء الله دعوتك حتماً مستجابة، وما عليك إلا الصبر قليلاً فبعد الصبر تيسيرٌ من الإلۤه وبعد الكسر تجبيرُ.
ومن صبر ظفر ومن لجَّ كفر، والله تعالى لابدَّ وأن يحقق لك طلبك الصالح الطاهر ويهديك ويصلح بالك.
لقد رأيت في منامي جدي المتوفى في بيتي ويسألني عن جامع قريب دلَّه أخي وبعد قليل رجع ووضع أكل على سريري (بندورة، جبنة، سلق، وليمون) وبدأ يأكل وأنا آكل معه وأخي جالس بقربنا سألته هل ذهبت إلى الجامع قال لا لأني لم أره فقلت له أخي دلَّك خطأ إنه على اليمين وليس على اليسار فقال أخي هذا صحيح وهمَّ جدي بالذهاب وانتهى المنام أرجو منكم تفسيره مع العلم أن جدي توفي وهو يؤدي فريضة الحج. مشكورين.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هنيئاً لكم فلا شك أن جدكم رحمه الله من الصالحين للعطاء الإلۤهي وقلَّ من أمثاله في هذا الزمان، من يحظى بالنجاة فقد فاز فوزاً عظيماً.
رأيت بأني أُدعى إلى وليمة كبيرة يقف الداعي عليها وقد كان أعرابي وأراه مشهوراً محبباً وكان معي عليه شخصان أحدهما أعرفه ولكني لا أتذكره وكان الطعام نوع من اللحم السمين لذيذ الطعم جدا وأكلت كثيراً جداً دون الإحساس بشبع للذة الطعام ثم أمر الأعرابي بأحد الخدم ليأخذ ما بقي في صحني إلى أحد المحتاجين وأعطيته الصحن رغم أني لا أزال أشعر بالجوع ثم قلت لنفسي أن الأكل مازال كثيراً فلا تقلق ثم استيقظت من النوم أنا أحس بطعم الأكل وأتخيل لذته.
علما بأني نمت بعد أن صليت الفجر في جماعة وأنا على وضوء وآخر ما فعلت قبل أن تغمض عيني هو قراءة بعض آيات الكتاب الكريم فما تفسير هذا الحلم؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
قال تعالى في سورة الرعد (35): {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا..}: طعام أهل الجنة. {..دَآئِمٌ وِظِلُّهَا..}: هنيئاَ لك البشارة فما دمت مستقيماً فأنت بإذن الله من أهل الجنة والنعيم المقيم زادك الله إيماناً وأجراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل عبد القادر لدي سؤال:
رأيتك في منامي وأنا جالسة معك وقلت لك هل أجلس مع سيدتنا مريم؟ فلم ترد علي فشعرت في خوف وخجل على هذا السؤال ثم قلت لي حتى نموت ونحيا.
أرجو تأويل هذه الرؤية؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لابدَّ لك من الإيمان المبني على اليقين بالموت فتخاف النفس وتهجر الدنيا الملعونة وتسري بآيات الله السماوية وتخرج عائدة للحضرة الإلۤهية فترى الصنع والصانع العظيم جلَّ جلاله وذلك هو الإيمان الحق الشهودي اليقيني.
لابدَّ من مفارقة الدنيا الدنية فإن فارقتها النفس فماتت عنها قبل أن تموت فتَّحت بصيرتها بنور الله الذي يرسل لها نور رسوله فترى بعين البصيرة.
هذا تأويل كلمتي لكِ "حتى نموت ونحيا" وبذا تشاهدين حقيقة أمَّنا السيدة مريم عليها السلام وتكونين من أهلها ولكِ الجنة، لكِ البشرى المستقبلية بإذن الله والحظوة.
سيدي الفاضل لدي سؤال.
حسب ذكرك وشرحك لقصيدة الشيخ محي الدين ابن عربي بشأن فناء الدول العظمى بحروبهم على زيت الخليج سؤالي حول دول الخليج نفسها إن شاء الله ستكون محمية من شر الحروب كونها بلاد مسلمين، أم البلاء متفاوت الشدة بين بلد وآخر وأناس وأناس مهما كانت البلاد؟ ولكم جزيل الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
{..إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} كل من طغى وعصى وأصبح مجرماً لابدَّ له من البلاء والهلاك ولو كان في مكة المكرمة أو المدينة المنورة.
ليست الأمور بالأماكن ولكن بالأعمال، فمن يؤمن ويعمل صالحاً الله وليُّه وحاميه وحافظه وناصره، لا يحميه إلا عمله الصالح وليست المسألة بالأماكن ولا بالأزمان، حتى رسول الله ﷺ يقول: {..إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} سورة الزمر (13). مع أنه حبيب رب العالمين.
وفي سورة الدخان شرح لحوادث نهاية الزمان، بالصفحة الأولى. فضلاً انظر كتاب تأويل القرآن العظيم، الجزء السادس.
أريد أن تفسر لي حلمي:
أنا أحلم أني أطير، وهذا الحلم يتكرر؟
جزاكم الله خيراً.
الأخ أكرم حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه رؤيا مبشرة حقاً:
استعذ بالله إن لم يكن طيرانك بالنور بمعية السراج المنير ﷺ، وحذار من السير العاطفي النفسي، الجأ دوماً لتفكيرك في كل أمر، فالمؤمن عند حدود الله وليس بالطيران.. فكثيراً من المخلوقات تطير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الفائدة من خلق المجرَات في الكون؟
كما قرأت في كتب العلّامة أنه يوجد أكثر من 100000 مليون مجرة في الكون؟
وزادكم الله فضلاً وعلماً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كلها بالأصل لتكون طريقاً للإيمان كما كانت لسيدنا إبراهيم العظيم ﷺ قال تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} سورة الصافات.
كما أنها تمدُّ الشمس ببروجها الاثني عشر ليتم سير الكون والفصول والمواسم، ولولا المجرات لما أكلنا لقمتنا.
سُرِقت ثلاث مرات وأريد أن أعرف الذي سرق، فهل فتح المندل يفيد في معرفة السارق؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
اطلعي على بحث المندل بقراءته من "كتاب كشف خفايا علوم السحرة السوداء"
كما يمكنك على الاطلاع على قصة المندل مع العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره.
هل تُمحى الذنوب من كتاب الأعمال بعد أن يغفر الله؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
تُمحى الذنوب بالتوبة الصحيحة لقوله تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ..}: العبد من الذنوب بالتوبة.
{..وَيُثْبِتُ..}: الحق بنفسه. {..وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} سورة الرعد (39).
من تاب وآمن وعمل صالحاً من حنانه تعالى فتح له الباب {..فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ..} سورة الفرقان (70). فالتوبة الصحيحة تمحو الخطايا، والإسلام يجب ما قبله.
إذن: لكي لا يقع ثانية يجب أن يسلك طريق الحق ويصاحب أهل الحق ويبتعد عن أهل السوء والتائب عن الذنب توبة نصوحة كان كمن لا ذنب له.
حلمت منذ فترة بأني أنا وأحد أصدقائي كنا نشيع أحد المشايخ "وكان هذا الشيخ قد توفي منذ فترة"، وقمنا بإنزال النعش من السيارة وكنت أتوق لرؤية وجه هذا الشيخ بعد الوفاة، وعندما رفعت الكفن عن رأسه وجدت وجهه طفل رضيع بريء فابتعدت قليلاً، فقال لي صديقي: لقد حرك شفتيه وقال أنه يحبني.
أرجو منكم تفسير هذا الحلم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
رحمه الله هذا يدل على أنه شيخ طاهر نقي عالٍ نجت نفسه لجنات ربها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الجليل الفاضل الكريم أود الاستفسار عن رؤيا تكررت معي عدة مرات:
وهي أني أرى وأنا نائمة خروج نفسي من جسدي عند النوم وشعوري بخوف كبير فلقد شاهدتك مرةً وأنت في أبهى حلَّة وطلبت أن أشاهد العلامة الجليل محمد أمين شيخو فرأيته لمحة خاطفة سريعة ثم رجعت نفسي ومرة أخرى عندما خرجت نفسي من جسدي كنت أشعر بالدفء ونفسي تقول وهي ساجدة سبحانك اللهم سبحانك فرجعت نفسي ولكني لم أتمنى أن ينتهي هذا النعيم. أفيدوني بعلم زادكم الله علماً والسلام على من اتبع الهدى.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
ثابري على الاستقامة على أوامر الله، ولكِ البشرى وجاهدي وطبِّقي دلالة الله على لسان العلّامة محمد أمين شيخو وضحِّي لرضاء الله تحظي بالتقوى، فنفسك الطيبة لديها الطاقة لتنالي يقظة ما رأيتيه بالمنام واجتهدي بالإيمان بلا إلۤه إلا الله فقد آن أوان ظهور مرشدة نساء العالمين سيدتنا مريم العظيمة عليها السلام وكافة الأحداث المحلية والعالمية تهيئة لظهورها مع سيد الزمان سيدنا عيسى المسيح عليه السلام بمعونة الله ورسوله المصطفى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله رأيت في المنام أنني عامل عزومة كبيرة وفيها كثير من الأطعمة وعندما دعيت الناس للأكل رأيت عدد كثير من الأشخاص المدعوين غير مرغوب بهم وقد حز في نفسي وجودهم وقلت في قرارة نفسي من دعا هؤلاء؟ ما معنى هذا؟ شكراً وجزاكم الله خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ليس كل صحبك صادقين مع الله، والمنافقون موجودون بكل زمان وقانا الله شرهم وأثابنا الخير من لدنه جل وعلا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت النفس تتوق لرؤية سيدنا عيسى وأمه مريم عليهما السلام هل يتحقق طلبه بقدومهم؟
أم أنه بقدومهم يبقى فقط الذي لديه قابلية للإيمان والمؤمن وخصوصاً قرب قدومهم وإنني أحاول قدر الإمكان تطبيق دلالة العلامة محمد أمين شيخو. أرجو إفادتي وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
بشرى لك يا أختي الكريمة بالنجاة من أهوال الساعة الكبرى بإذن الله وسيتحقَّق طلبك بقدومهم بعون الله تعالى، ومنك الطلب الجليل وعلى الله المحب الرحيم الإجابة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت في منامي أن هناك طائرات تطلق الصواريخ وكنت أنا وأخواتي لكنها لم تؤذينا وطلبت من الله النجاة وأصبحت أستغيث بالله وأراد أبي إدخالنا للبيت لكن كان هناك رجال ورفضت الدخول وقلت لأخواتي أن نلبس لباسنا الأسود ولن ندخل.
ومرة أخرى رأيت أن ساعة البلاء آتية لكنني أيضاً طلبت من الله النجاة وسيدنا محمد ﷺ والعلامة الكبير ونحن متحجبات ونسير بدلالة العلامة محمد أمين شيخو ونحاول التطبيق قدر المستطاع وزوجي أيضاً يسير بالدلالة.
أرجو منكم تأويل رؤياي لأنني دائماً أستيقظ خائفة ومذعورة وإننا الآن لسنا بسوريا.
أرجو إفادتي وجزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
نبشِّرك بنجاتكم بساعة البلاء التي هي على الأبواب وبإذن الله ستكونون من صحب أمنا العظيمة مريم العذراء وممن يرضى عنكن الله تعالى، وسينقلب عليكن البلاء الرهيب نعيماً وسعادة.
السلام عليكم أدامكم الله
رأيت في منامي أن السيد المسيح وأمه السيدة مريم قد ظهرا والناس مجتمعة حولهما والسيد المسيح يعرِّف عن نفسه والناس لا يصدِّقونه وطلبوا منه أن يريهم معجزاته بأن يحيي لهم ميت من القبر فأحيا لهم ميت بعض الناس صدقوه وبعضهم لم يصدق، ولم أشاهد وجه السيد المسيح لكني شاهدت وجه السيدة مريم فذهبت إلى بيت جدي ورأيت جميع العائلة مجتمعة لأنهم في الصباح سوف يذهبون إلى الجامع الأموي ليجتمعوا بسيدنا عيسى عليه السلام ورأيت أطفال كثر قرب المنزل أرجو معرفة تأويل هده الرؤيا؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
رؤيا عالية مبشِّرة وأنت من الناجحين بإذن الله ومن أهل زمن السيد المسيح عليه السلام وطوبى لأهل ذلك الزمان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي الفاضل: ما هو مصير الحيوانات بعد قيام الساعة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الحيوانات مخلوقات خافت أن تفشل في حملها للأمانة عند عَرض الأمانة فتراجعت عن حَملها وطلبت من ربها أن تكون مسخَّرة للإنسان من حمل الأمانة وتتقرَّب إلى الله بخدمتها للبشر.
جاءت للدنيا وأدَّت وظيفتها ومنها الأنعام التي هي كلها خير للإنسان فبعد قيام الساعة "ساعة موتها" تنال أجراً من الله لأدائها وظيفتها خدمة لعبده الإنسان مع نعيم دائم أبد الآباد، حياة دائمية مترعة بالهناء والسرور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم: أريد أن أسأل عن الوحام للمرأة في بداية الحمل، هل الوحام أمر نفسي؟ وإذا كان أمر نفسي لماذا أحياناً يظهر الشيء الذي تتوحَّم عليه المرأة في جسم المولود؟
وجزاكم الله عنا كل خير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الوحام يا أخي أمر مادي جسمي ينعكس على النفس السارية شعاعها بالأعصاب إذ يحتاج جسم المولود لتغذية لنقص غذائي بحاجة لإتمام جسمه وتروية النقص وإزالته فالنفس تعكس وتتطلب حاجة المولود لكمال خلقه ويجب إمدادها بما يلزم لجسم المولود وإلا فيبقى النقصان ثم يظهر على جسم المولود إثر ولادته.
يجب الترميم والصيانة بالاستجابة بإمداد ما يتطلَّبه الوحام لينال جسم المولود حقه ويتحقق كماله الجسمي فهو حقه فلا ينبغي حرمان المتوحِّمة من مطلوب وحامها، ما لم يكن المطلوب أمر شاذ كأكل التراب وشرب البنزين
أنا عملت كل الذنوب في حياتي وحاولت أن أصلحها بس كيف؟
هل يمكن لو كان سيدنا محمد ﷺ موجوداً أن يرد عليَّ؟!
بس أبغي جواب، أبغي أتوب، بس أنا في أمريكا.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لو تحوَّلت إلى الله ورسوله لغفر لك ما تقدَّم.
فحطّ في بابنا ما شئت من ثقلٍ فبابنا كعبةٌ (ﷺ) من حلَّه أمنَا
تبْ إلى الله توبة نصوحة لا نكث فيها ولا تراجع يهيِّئ الله تعالى لك أسباب الخيرات وتكن من أهل الجنات.
فمرتِّب الكائنات قادر على تهيئة أسباب الرجوع لك للجنات.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر (53).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حلمت أني تزوجت آخى الكبير وأنجبت ولد ومات ولم أراه ولم أشعر بولادته والثاني عاش ورأيته لكن ليس جيداً ولم أشعر به أيضاً وحملت في شهرين وكنت أعرف أن ما في بطني ولد وكنت في الحلم غاضبة من هذا الزواج وقلت لأبي أن يجد حل لهذا الموضوع وجدت أبي بثقة قال سأحلها وشكيت في ذلك كيف سيحلها بعد ثلاث أولاد أجاب نفس الإجابة بثقة أكثر.
للعلم أنا آنسة ومختمرة أيضاً ولله الحمد وأخي متزوج وله بنت وولد.
أرجو تفسير حلمي لأنه أفزعني جداً. وشكراً.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
حلم مفزع حقاً ويريد الشيطان أثناء الغفلة أن يُحلِّل الحرام على التأبيد ويأمر بالفحشاء والمنكر والسوء والهلاك كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ..} سورة النور (21).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من حضرتكم التأويل الصحيح لرؤية رأيتها منذ عدة سنوات أهمني أمرها ولم أستطع لها تأويلاً:
رأيت دنيا غير هذه الدنيا التي نعيشها وكون غير هذا الكون. كون سماؤه بلون زهري وأرضه بلون زهري أيضاً مائل للبياض. شمسه أكبر من هذه الشمس بأربع مرات لكن لم أستطع النظر إليها لشدة قوتها. وهناك شمس أخرى أعلى منها. كنت أشعر بسعادة لا مثيل لها في تلك الدنيا.
جزاكم الله خيراً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
رؤيا حق مبشِّرة، فداوِم على الاستقامة لتنالها بعد عمر طويل إن شاء الله.
يقول الله جلَّ جلاله أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم فکيف يرجع العلم على أنه الإنسان كان له ذنب والهيئة التي نراها في الصور للإنسان القديم على أنه كان کشکل القرد؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
العلم يحاول التهرُّب من الإيمان وإنكار وجود الخالق المسيِّر، لينكر الحساب ويهوي بالتعدِّي والأذى على أعراض وأموال الغير وجعل الدنيا كما نراها الآن من بغض واستعمار ومصائب وأمراض الأنعام بسبب أعماله التي هو لا يرضاها لنفسه ويرضاها لإخوانه بالإنسانية أبناء ساداتنا أمُّنا وأبينا آدم وحواء لكي ينطلق بالشرور بلا محاسبة بإنكار الآخرة والجزاء والعقاب، أي بإنكار الخالق الذي خلقه وعدله وسوَّاه وخلق الكون ويمدَّه بالخيرات.
فهو بعلمه يموِّه على نفسه دجَلاً فيظلمها وعند الموت ترجع النفس لفطرة كمالها بزوال الشهوات المهلكة، ويعلم ضلال علمه الشرير ويجد أنه خسر مقامه وخسر الجنات لأنه مشى على علم ظني لا أساس له، وقد قال ﷺ: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع» «وإن من العلم لجهلاً»: علم الإنسان المخلوق الضعيف وهو ليس بالخالق يقوم على الاستعمار والشر وسلب خيرات إخوانه بني البشر والشرور والتعالي والتكبر والطغيان، هو صاحب هذا العلم الذي هدفه أن تكون أمة هي أربى من أمة، وعلى مبدأ إبليس: أنا خيرٌ منه.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أود أن أشكركم على هذا الموقع المنير الذي يروي كل محتاج إلى الحق والحقيقة.
سأختصر عليكم ما يشغلني:
أنا أعيش في شتات نفسي وكل ما أرغب في التفكير بهذا الكون الخضم أشعر بالعجز أمام أسئلة لا أستطيع أن أجيب عليها ولا أستطيع أن أقنع نفسي بها فيصيبني نوع من الإحباط... فماذا تنصحوني أن أفعل؟
ولكم جزيل الشكر وأّدام الله أستاذنا الجليل عبد القادر يحيى.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أهلاً بك وسهلاً نحن خدَّامك، سلنا ما شئت نجبك بحول الله وفضله ولا تعجز، وأكثر من ذكر الموت فكفى بالموت واعظاً مبصِّراً للقلب اليقين.
هل الحب حرام؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الحب العُلوي سمو وعلو ومكاسب قلبية كبرى. والحب السفلي الجسدي لا سيما لغير المحارم فاحشة وإثم وهلاك. وهنا جهاد الهوى والنفس.
أنا أحب واحد وهو يحبني واتفقنا أننا نتزوج بعد 4 سنين لسبب مجهول. ومرة حلمت أنه أتى لبيتي وخطبني بس أنا رفضت وحلمت هذا الحلم مرتين. فلو سمحتم أريد تفسير هذا الحلم ضروري ضروري ضروري. مع جزيل الشكر لتعاونكم معنا.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذا حب غير مثمر ولن يتحقَّق بالحلال والزواج. هذا تأويل الرؤيا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: {..إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ..} سورة العنكبوت (45).
وبالنسبة لما قدَّمتموه من بيان فو الله ينطبق على ما يحدث معي بالحرف الواحد فعندما أبتعد عن الناس وألتجئ إلى الله أتذوق نعيماً يغنيني عن الطعام والشراب والأهل والأولاد والدنيا بما فيها فأخرُّ ساجداً لله وأود لو أني أمضي حياتي وأنا على هذا الحال إلا أنه كسب الرزق يا سيدي وعندما أقوم لعملي أو أجالس الناس أشعر بضيق شديد وألم يقطعني فأبتعد خوفاً على ما أشعر وأتذوق من نعيم إلا إنها لقمة العيش يا سيدي.
أكتب إليك ودموعي تجري ألماً مما أقاسي وعلى بني جنسي كيف يبيعون أنفسهم على مذبح الدنيا الدنية؟
والسلام عيكم ورحمة الله وجعلنا تعالى في ميزان أعمالكم العظيمة.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن ما تفضَّلت به هو واقع أهل الله في هذا الزمان وواقع المؤمنين، ولكن الحياة فيها جهاد وتعب وعلى ذلك يُبنى الأجر العظيم وفي الصبر على ما تكره خيرٌ عظيم، فثابر على الصبر على خدمة الناس لعلهم يسلكوا طريق الحق «ولئن يهدي الله بك نفساً واحدة خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس»، وقد قرب الفرج علينا وعلى المؤمنين والمسلمين.
فاصبر قليلاً فبعد العسرِ تيسيرُ "من الإلۤه الرحيم"، وبعد الكسر للناس تجبيرُ
فقد قرب الفرج بإذن الله والملموس المحسوس يشير حتماً أنه بعد علاج قادم كبير سيكون فرج ورحمة وخير لنا وللجميع.
المهم: حافظ على قلبك واحذر المكر ومكر الماكرات تفز بالجنات الدائمات، لا زلت للعطاء أهلاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الموقع رافضي؟
وبعد: فإن النخاولة عندنا تعلَّمنا منهم الرافضة والرفضة وعرفنا منهم الكثير قبل أن تعرف وسائل الإعلام، فصرنا نخاف من مواقع الانترنت الرافضية... فهل أنتم منهم؟
يا أخي الحبيب: هذا الموقع محمدي، والقرآن وحده لا شريك معه ولا قيد أنملة: إمامنا.
ولا ندري أبداً ما هي النخاولة ولا الرافضة، وسمعنا منك هذين اللفظين، ونحن لا نعرف إلا القرآن ومعانيه الحقيقية التي أرادها الله لنا جل شأنه وموقعنا فقط محمدي.
نتَّبع منهاج المصطفى ﷺ، وكتبنا "كتب العلّامة قدّس سره" كلها دلالة على الله وحده ولا تخرج عن القرآن وحده أبداً والسلام.
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا ممن أعجب بهذا الموقع وقرأت معظم الكتب القيمة للعلامة الإنساني محمد أمين شيخو "قدس سره" وأطبِّق بما أعانني الله علي وعلى عائلتي وأولادي من حجاب وسلوك في تربية أطفالي حفاظاً عليهم من فتن ومسالك هذا الزمان وأعاني من مشكلة وهي:
لدي خمسة أطفال ولفت انتباهي أن الخمسة دائماً في معظم حالات نومهم ينامون (كب) ظهورهم للأعلى وصدورهم للأسفل "بدءاً من الذي عمره سبع سنوات نهاية بالذي هو أصغرهم" علماً أني في معظم الأحيان أقلبهم للوضعية الصحيحة ولكن سرعان ما يعودون لتلك الوضعية؟
فهل هذا الأمر والسلوك في طريقة نومهم طبيعي أم أن هناك سبب أو علة؟
فأرجو النصح فوالله دائماً يحز في نفسي هذا الأمر وأخاف أن يكون له عواقب سلبية على الأطفال في المستقبل وجزاكم الله عنا كل خير.
أخي الرحيم: نوم الطب من غضب الرب، وهو أكره ما يكرهه رسول الله ﷺ لنا وللأطفال، فحذار من سوء البذار. فالنفس بوضعية الطَّبْ على الوجه تتشرَّب صفات السوء والميل للشهوات المنحطة والمدمِّرة، وبالنسبة لي كنت إذا رأيت طفلاً من أطفالي ينام طبّاً أضربه على مؤخّرته بكفّي بكل قوة فينهض مذعوراً متألِّماً مرعوباً، عندها أنهاه عن نوم الطَبْ وأنه من غضب الرب هذا وبعد هذا الضرب الشديد لا يُعيد الطفل هذا النوم الملعون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم يا سيدي الكريم على هذا الموقع المنير
أود يا سيدي أن استفسر عن هذه الرؤيا إذا تكرمتم..
سيدي لقد نمت أثر حزن عميق بما أضعته من أيام عمري وعندما نمت رأيت أنني جالس في غرفتي فرأيت سيدنا إبراهيم عليه السلام وكان جالساً قرب الباب وكان هناك أيضاً أناس من أولياء الله ولكن لا أعرف أسماءهم فسألت سيدنا إبراهيم عليه السلام لما هؤلاء الناس هنا فلم يجيب فقلت إذاً إن لله حكمة لا أعلم بها وسمعني حينما قلت هذا فغابت الأحداث برهة فوجدت نفسي في أرض قد حصدتها وكانت هذه الأرض لسيدنا إبراهيم الخليل وفي ذلك الوقت سألني أحد الأشخاص ولا أعلم من هو لمن هذه الأرض التي كانت بجانب الأرض التي حصدتها فقلت له لسيدنا إبراهيم فقال لي هل أزرعها فقلت له نعم وبعد ذلك رأيت نفسي في غرفتي وأنا ممدد على فراشي وفجأة نظرت وإذا بسيدنا إبراهيم كان جالساً على طاولة الكمبيوتر فدعيته لأن يجلس في مكاني وأتى وقبل أن أنهض من فراشي كان هناك بعض بذور عبادة الشمس فلممتها وبعدها جلس عليها أردت أن أعرِّفه عن اسمي فقلت اسمي أحمد فأكمل كنيتي وعرَّفته أيضاً على أخوي فقلت له هذا أخي أكبر مني سناً وهذا أصغر مني سناً فضحك وضمني إلى صدره الشريف وعند هذه اللحظة انتهت هذه الرؤية...
وفي الختام أود ان أشكرك كثيراً وأن يجزي الله فضيلة العلامة محمد أمين شيخو على هذه العلوم الربانية فأنا يا سيدي منذ ثمانية سنين أقرأ بكتبه وما رأيت سوى الحق والحقيقة.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه الرؤيا أعظم بشارة ينالها بشر وهي بشرى نرجو الله تحقيقها بسرعة، وهي أنك ستؤمن بإذن الله على نفس الطريقة التي سلكها سيدنا إبراهيم من آيات صنع الله الكونية واليقين بالموت وهو إيمان أهل الكهف العظماء رضي الله عنهم وهذا الإيمان لا كفر بعده، فابقّ سالكاً بالحق تنل أعظم ما يناله المسلمون، وهو الإيمان الذاتي الذي تليه التقوى ولتهنئك البشرى وتغدو أحمد المسلمين حقاً وصدقاً.
رأيت في منزلي باب وبعد فتحه وجدت غرف كبيرة جداً وكانت هناك زبونة تريد أن تشتريه مع العلم أني عارضة البيت للبيع في اليقظة، لكن لا يوجد في بيتي الحقيقي سوى غرفتين صغار جداً وهذا المنام يتكرر دائماً.
أرجو تأويل منامي.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
تريثي قليلاً ببيع دارك، فلكِ في هذا البيت خير كثير، وتأخري قدر الإمكان ولا تبيعيه، فسيكتب به لك خير غيبي لا تتوقعيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة وغير متزوجة حلمت بأني حامل وكأني بالشهر السادس تقريباً وجالسة عند أمي وأختي وأنا خائفة جداً من الولادة وأمي وأختي يقولون لي سوف تلدين وأنا كنت أتذمر وأقول لماذا الدكتور أو الدكتورة لا يخبراني أنا بأي شهر ومتى وقت الولادة؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذه بشارة بقرب الزواج جعله الله زوجاً صالحاً يسعدك في الدنيا وفي الآخرة وهو بعلم الله، فاستقيمي على أمر الله ولتهنئكِ البشارة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت منذ أيام قليلة أنه في عمق من بحر المحيط الأطلسي راية كلمة الله تصعد كالفقاعات فاستغربت. هل من تفسير؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه بشارة بظهور السيد المسيح عليه السلام وانتشار الحق والإسلام ليشمل بلاد بحر المحيط الأطلسي، وهذا جدُّ قريب بمجيء سيد الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً وتعيش البشرية بأمان وسلام إلى يوم القيامة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي العزيز عبد القادر يحيى أرجو من الله العظيم أن تكونوا بصحة جيدة.
سيدي رأيت في إحدى الرؤى نفسي في المقبرة وقد كانت مكتظة بالقبور ومظلمة وعند دخولي مرة أخرى كان المشهد مختلفاً تماماً لقد كانت القبور قليلة جداً حتى أن لون الأرض اختلف تماماً فقد أصبحت مائلة للون الذهب وعند وصولي لآخر القسم الأول شاهدت على يميني أناس كانوا وراء جنزير موصول بين عامودين وقد كانوا رجالاً ونساءً كاشفات وكلهم جالس على الأرض كما يُجلس عند التشهد أرجو من حضرتكم توضيح هذه الرؤيا. ولكم يا سيدي جزيل الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كل ابن آدم لابدَّ له أن يزور المقبرة ويدفن فيها ومن ثم يبعث يوم القيامة، ولكن أمامك مقامين إما المقام المظلم المرعب أو المقام المنير السعيد. كيف؟
اقتضت رحمته تعالى أن يذكرك بهذه الرؤية لينبِّهك ويحثك السير في طريق الحق، فأراك من سبقك ما أصابهم من المصير المرعب المظلم، فإن فكرت بهذا المصير وخشيت على نفسك أن ترد مقامهم استقمت على أمر الله، وبهذا زالت الدنيا من قلبك وسرت بالحق، فكان لك كل ما خلقه الله من أجلك من هذه الأرض ذهباً أي كلُّ عمل تعمله في هذه الدنيا بعدها سيكون لك فيه السرور والسعادة والجنان، فجدَّ السير بارك الله خطاك واحذر التباطؤ فلديك إمكانية عظيمة كي تنجو بنفسك لا تضيِّعها بالانشغال بالناس فمصير الزمر الثانية أيضاً مسجونين في سجِّين، مقام هؤلاء أخف عذاباً من أهل الظلام الأوائل والله تعالى يقول في سورة المدثر: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}: في هذا المقر السيئ لم لا يسرُّون بنفوسهم إلى الجنة مع أصحاب اليمين؟! {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}: أي أتاهم الموت إذ أضاعوا عمرهم. {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} سورة المدثر. هذا المنام حباً من الله بك ينبِّهك لتتقي طريق الغيِّ وأهله ولتكون مع الصادقين فتكون من الناجحين من أهل الجنات أهل النعيم المقيم.
«وكفى بالموت واعظاً»: فزماننا من أصعب الأزمان جعلكم الله وإيانا من الناجحين.
نحن نقول: صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين فهل يمكن أن نقول مثلاً: اللهمِّ صلِّ على سيدنا أبو بكر أو على سيدنا عمر أو سيدنا عثمان بما أنهم من أصحابه؟ أو أن نقول سيدنا عليّ ﷺ؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه الصيغة للأنبياء.
كلا: كلمة "اللهم صل" على الصحابة لا تصح بل فقط للأنبياء الكرام وللرسل العظام الذين لم تنقطع نفوسهم عن الله طرفة عين منذ الأزل وإلى الأبد.
هل معنى كلمة (الصدق) الواردة في الحديث الشريف: «النجاة في الصدق»، الصدق في الحديث والكلام وعدم قول الأكاذيب؟
أم أن معنى الصدق هو العزيمة؟ وهل يمكن للمرء بهذا الصدق والعزيمة أن يحقق أي أمر يريده حتى ولو كان فيه ضرر عليه أو على الناس؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
«النجاة في الصدق»: اصدق مع الله ترَ الله معك، فيعطيك ما يرضيك وتسمو بالصدق لعليين، وصاحب الصادقين مع الله وسيِّدهم وحسن أولئك رفيقاً.
- عاهدت ربك بالأزل على الوفاء بعهدك وعدم الانقطاع عن الله ونوره والسير بالحق وهجر الباطل والمنكر وأهله والاستقامة على أمره لتنال جنّاته، فمن فحص الدنيا وأهلها وشاهد نوالها وأساليبها بالمكر والخيانة والخداع والدجل والكذب والغش، فأبِقت نفسه لذائذها المنقضية وما يعقبها من خسران لنفس الإنسان وعرضه وعزَّته وشأنه، وطلب الحق والحقيقة ولو استغنى عن لذائذها الخداعة، وتحوَّل لأهل الصدق وصدَّق بما معهم من الحق لغدا في سعادة نفسية لا يعرفها الناس وبعزة نفس وأنفة ورضا وهناءة بما نال.
قال تعالى في سورة الأنعام (115): {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..}: فإن صدق غدا سيداً وبسعادة ونعيم دائمي وغداً ويقيناً في جنات الخلد الأبدية، "نعم السلوك وحسن مرتفقاً".
الصدق: هو الإصرار والتصميم على أمر دون الانشغال بغيره، مع السلوك الدقيق بالقوانين التي توصل المرء إليه، مع الصدود عن كل ما سواه، فالطالب الصادق للشهادة الدنيوية يهجر الأنس بالناس وينزوي منكباً على كتبه منشغلاً فيها عن كل ما سواها.
أما «النجاة في الصدق»: أي أن المسألة عند الله بالاستحقاق ليست بالأقوال والأماني فكل من طلب الحق والحقيقة ونفر من الدنيا الوسخة وطلب الوصول للمنعم المتفضل عليه وعلى العالمين هذا ينال وكل إنسان له باب للصدق إن فكَّر الإنسان ببدايته فرأى نفسه لا شيء نظر في تربيته، رأى عظمة ربِّه، نظر في نهايته فعرف أنه راحل، عندها يصدق بطلب الحق، إن صدق بطلب الحق أعطاه الله، الله تعالى قادر على خلق البشر بغير هذا الأسلوب، "كن كان" لكنه تعالى جعل هذا الأسلوب ليستطيع الإنسان أن يصدق ومع هذا فأكثر الناس لا يفكرون، فإن صام الإنسان وصلى وحج دون صدق فلن يستفيد شيئاً.
الصدق له شروط:
إن ما أيقن الإنسان بالموت يظل متعلقاً بالدنيا ولا يصدق بطلبه.
"الصادق بطلب رضوان الله يهديه". لا يكون حتى نفسك تقرّ وتخاف وتستسلم لك فتريها ألا إلا الله فتستقيم وتطلب بصدق.
على الإنسان أن يبحث عن التقوى "النجاة" أول خطوة: الصدق، من دونه لن تحصل على شيء، ولا يتم إلّا بخروج محبة الدنيا من القلب وخروجها لا يكون إلا بالإيقان بالموت كما علَّمنا رسول الله ﷺ:
نجلس صباحاً بين السنة والفرض إذا فكَّرت عندئذٍ بالموت وبسؤال الملكين عندها تخرج الدنيا من قلبك فتجتمع النفس مع الفكر وتفكِّر التفكير الصحيح فتستدل، إن نظرت بكأس الماء عرفت المربي المسيِّر فتستقيم وتطيب نفسك فتعلم أن الله عنها راضٍ وتدخل على الله فتصلي وينطبع الحق بنفسك ويغدو هذا البيان ذكرى لك، عندها تحب بما اكتسبت من كمال رسول الله ﷺ وتدخل بمعيته على الله فترى كمال الله وتحبه وتعشقه وتنظر بنوره الحقائق فتكون من أهل التقوى، وبه "بالإخلاص له ﷺ" تبقى صادقاً بصدقه ﷺ الدائم مع الله.
ترى السمكة سمكة والحية حية: أي حقيقتها والمظاهر خداعة ومن كان صادقاً مع الله يكون صادقاً مع نفسه ومع الناس ومع أهله فيتجنب قول الأكاذيب ولا يتكلم إلا بالصدق: بما أنزل الله وما أمر الله.
السلام عليكم: أختكم في الله أم خلود ملتزمة بفضل الله ومنّه أرتدي حجابي وأريد المحافظة عليه، عزباء سني 39 سنة لم أُرزق بزوج صالح إن شاء الله تعالى يكون نصيب.
أريد من حضرتكم أن تعطوني كيف أعيش مع أسماء الله الحسنى.
تدرون نحن في زمن الفتن والكلام بالأنساب والمعاريف نسوا الله هدفي ومشروعي هذا العام 1432 أن أعلم أسماء الله وصفاته وهذا ليس أنني لم أعرفهم ولكن أريد أن أقوي إيماني وأن أتقرب إلى الله تعالى وأحتاج إلى أحد ونيتي لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى.
شكراً لكم وجزاكم الله كل خير. ردوا علي واقبلوني معكم عضوة.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هنيئاً لك بالحظوة بالطلب فهو نهاية الأرب وهو المقصد العظيم وفيه الجنات والمكرمات ونواله يتم إن شاء الله بمطالعة كتب العلامة الكبير محمد أمين شيخو وتطبيقها أو بصحبة سيدتنا مريم عليها السلام فقد دار الزمان دورانه وآن أوان بزوغ شمسها لهداية أهل هذا الزمان من الجنس المؤنث وهي سيدة هذا الزمان بعد موجة تطهير عالمية من المجرمين والمجرمات، عندها يحقق الله طلبك بصحبتها أو بتطبيق كتب علّامتنا حبيب الله الأمين "محمد أمين شيخو" وعندها سيقيِّض تعالى لكِ قريناً صالحاً صحابياً جليلاً عند سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام يسمو بك لعليين فتنالين على صبرك وسعيك عطاءات الدنيا والآخرة.
طابت مرائبك والمستقبل بإذن الله لكِ.
إذا أردت التأكد من شخص الإمام المهدي فما هو السبيل لذلك؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
بالصدق والطلب الصادق من الله والتفكير فقط، وما أسهلها إن تم ذلك.
ما هو تعريف الخوف؟ هل هو مجرد مشاعر وأحاسيس تتولد لدى الإنسان كحس الذوق والشم واللمس وغيرها من الأحاسيس؟
وما الشيء الذي يتحكم بشدته وأين يتوضع مركز هذا التحكم؟
لماذا نرى تفاوت في مستوى الشعور بالخوف لدى الناس، فمنهم من لا يخاف ومنهم قليل الخوف ومنهم كثير ومفرط؟
وهل يرتبط الخوف بسلوك الإنسان، فقد نجد بعض الأشخاص السيئين أو المجرمين لديهم الشعور بالخوف يكاد يكون معدوماً أو قليلاً، بينما نجد أشخاص آخرين طيبين ولكن شعور الخوف لديهم موجود بحدوده المتوسطة أو المفرطة؟
فما الحكمة من ذلك رغم أنني أعلم أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فلماذا جعل تعالى الأشخاص المعتدين لا يخافون، بينما الأناس الذين يعيشون في حالهم ولا يؤذون أحد يشعرون بهذا الشعور؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الحقيقة: لا شجاع إلا المؤمن بكل زمان ومكان ليس فقط بعصر الصحابة الشجعان لأن المؤمن يستند لجانب عظيم هو الله، وغير المؤمن إن لم يخف واندفع للشر فهذا متهوِّر لا شجاع لأنه إن غُلب مرة يجبِّن ولن يعود.
المفكر يخاف ولا يلقي بنفسه للتهلكة لأنه يحسب العواقب فلا يتهوَّر، هذا والمعتدون إن عرفوا أن وراء اندفاعهم بلا خوف الموت جبَّنوا وخافوا وهربوا ولن يعودوا، أما المؤمن الذي قصده أن تكون كلمة الله هي العليا وللقضاء على الفساد فلا يخاف الموت بل يحبه كما كان يحدث مع المؤمنين الصادقين السالكين ومع سيدنا خالد بن الوليد القائد الذي لم يقهر قوله للجبناء من الكفرة والمشركين: «جئتكم بقوم يحبون الموت كما أنتم تحبون الخمر وكما تحبون الحياة»
وكان ذلك حقاً وصدقاً «والموت تحفة المؤمن» حقاً فالمؤمن وحده هو الشجاع وكما قال سيدنا خالد بن الوليد عند الوفاة: «..فلا نامت أعين الجبناء».
المؤمن الله يثبِّته ويلقي في قلبه الشجاعة، كما ثبت في قلب أبينا إبراهيم عليه السلام الشجاعة فلم يخش الحريق بالنيران ونصره الله، وهكذا كل مؤمن سالك مصلٍّ صادق: "قانون عام".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسانة مريضة لمدة 10 سنوات بسحر، والأطباء يقولون مرض نفسي.
أرجوكم ساعدوني وشكراً
الأخت الكريمة عافاها الله وشفاها آمين
ليس لك من دواءٍ ناجعٍ للشفاء من هذا المرض إلا التوبة الصحيحة والاستقامة على أمر الله، فليس للشيطان من سبيل على الذين آمنوا وهم المستقيمون على أمر الله.
والتجاوز والمخالفات لحدود الله هي مداخل الشيطان على المرء المنحرف فإن أقامها أغلق مداخله.
ويمكنك الاستعانة بكتاب كشف خفايا علوم السحرة لفضيلة العلامة محمد أمين شيخو "قدس سره"
لا سيما بحث المرأة التائبة والطريق الوحيد للتخلص من تأثير السحرة والشفاء من الأمراض النفسية.
هل للجن رسل وأنبياء منهم؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الجواب: كلا، فقط مؤمنون وأتقياء لقول الجن بسورة الجن (11): {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً}.
تحلِّق الطائرة في الأجواء رغم وجود الجاذبية الأرضية، فما السبب؟
أخي الكريم: تسألنا عن قضية فيزيائية بسيطة يدركها المبتدئ بدراسة الفيزياء وهي أبسط من أن تُبْحَث.
قانون الثقالة معروف وجسم الطائرة المعدني أكبر كثافة وثقالة من الهواء فلا يحملها الهواء ما لم تدخل عليها قوى ثانية ووسائل ترجح ثقالة الهواء وقوته وتزيده وترجحه على ثقالة الطائرة بحيث يتغلَّب على وزنها وثقالتها ويسيِّرها به بالهواء وذلك يعتمد على سرعة سير الطائرة على الأرض ومقاومة الهواء لها.
بادئ ذي بدء تسير الطائرة على وجه الأرض بسرعة 200 كم بالساعة، ويُلجم محركها بعد أن يُمدُّ بسرعة 700 كم بالساعة مثلاً وبينما الطائرة تسير بسرعة 200 كم فوزنها وثقالتها أقوى من مقاومة الهواء فهي لا تزال على الأرض وفجأة يطلق التيار قوة المحرك لتنتقل فجأة من قوة سرعة 200 إلى 700 كم بالساعة فتصبح مقاومة الهواء مرتفعة جداً وأقوى من ثقلها فترتفع بمقاومة الهواء الأقوى عن الأرض وتعلو.
هنا يأتي دور المراوح الأمامية التي تخلي وتفرغ الهواء ومقاومته من أمامها ويكون ضغط مقاومة الهواء على كافة جوانب الطائرة وأسفلها وكلها تدفعها إلى الأمام حيث تفرغ الهواء ومقاومتها وهي في الجو.
هنالك يأتي دور دفة القيادة "المقود" الموجود بخلفية الطائرة لتحريكها إلى كافة الجهات، فإن حرَّكه الطيار للأسفل اتجهت الطائرة للأعلى والعكس صحيح وإن أداره للأعلى اتجهت الطائرة للأسفل، وإن حركه لليمين فمقاومة الهواء الشديدة تدفع الطائرة لليسار أي بالعكس، هذا والطائرة لا تزال تطير بسبب حركات، هذا الموجِّه الخلفي بالاتجاهات وتخلية الهواء مستمرة من الأمام والموجِّه الخلفي يوجِّهها بضغوط المقاومات حيث يريد الطيار وبدقة بسبب البروانة المخلية للهواء ومقاومته من الأمام والدفع لمقاومة الهواء لها من كل جهاتها والموجَّه الخلفي المشابه لموجه الزوارق يوجهها به الطيار لأي اتجاه.
فسيْر الطائرة يعتمد على مقاومات الهواء وتخليتها من الأمام وتوجيهها للاتجاهات كلها من الوراء والجناحين.
ما المقصود بالعبارة التي تقال في سيدنا علي "كرم الله وجهه"؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لأنه آمن طفلاً بسن الثامنة وبقي على إيمانه فلم يسجد لصنم ولم يتدنس بعمل دنيء وثبت بعد البلوغ فلم يقع بالمعاصي، بقي طاهراً مطهَّراً.
فضيلة الشيخ أنا دائماً أرى منامات مزعجة وتُحزن الفؤاد وأنا في حالة الطاعة وأيضاً وأنا في حالات التقصير ما السبب وأنا غير مسحور، لأني أقرأ القرآن ولا يحدث معي شيء.
أفيدونا جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
يا أخي المنامات على أربعة أنواع:
1- فإذا كان الإنسان مستقيماً طائعاً لأوامر الله سالكاً طريق الحق ورأى منامات سارَّة فهذه تكون مبشِّرات له حتى يواصل الطريق ويواظب على الطاعات فهذه منامات رحمانية.
2- أما إذا رأى هذا الإنسان المستقيم رؤى مزعجة، فلا يعبأ بها ولا يكترث بها فهذه منامات شيطانية يريد بها الشيطان أن يُقنِّطه في سيره لكي يتحوَّل عن الاستقامة، فعلى المؤمن ألّا يعيرها بالاً أو اهتماماً.
3- وإذا كان الإنسان عاصياً لديه تفريطات في حدود الله ورأى منامات حسنة فليعلم أنها منامات شيطانية، فلا يغترَّ ولا يُخدَع، جاءه الشيطان ليواصل سلوكه السيِّئ ويطمئن له، فعليه أن يخالف عدوه الشيطان ولا يتبعه.
4- وإذا رأى هذا الإنسان المفرط منامات مزعجة فليعلم أنها رؤى حق جاءته لتنذره وتحذره من انحرافه فليتَّعظ بإنذارات ربه.
وعلى ضوء ما قدمناه تستطيع أن تكتشف أنواع الرؤى التي تراها في نومك بنفسك وتعمل بما يرضي الله، وعلى كلٍّ الاستقامة عين الكرامة وهي أولاً.
فقبل نومك حبذا لو تقرأ بعض الصفحات "اثنتان أو ثلاث" من كتب العلّامة الجليل محمد أمين شيخو والتي هي شروح للقرآن، ومن ثم قراءة الفاتحة والمعوذتين والصمدية وتنام ونفسك متجهة لله والرسول ولكلام الله تعالى، فلا ترى إلا ما هو مُسِرٌّ إن شاء الله.
كلأك الله وكلأنا بعيون حبه تعالى ورضاه.
ما هي لغة البشر يوم القيامة؟ أقصد هل تتوحد لهجتنا العرب والغرب؟
لغة الناس بالآخرة لغة نفسية بعالم الأمر الإلۤهي "عالم كن فيكون" ينظر التقي من العرب مثلاً إلى تقي إنكليزي أو هندي أو أندنوسي أو غيرهم نظرة سريعة فتنطبع لغة المنظور إليه بنفس الناظر فيفهم لغته وكأن الناظر ولِد في بلدة المنظور إليه ويفهم القصة بلمح البصر كذلك تنطبع لغة الناظر بنفس المنظور إليه ويتفاهمان أتمّ التفاهم.
في الآخرة لا حكم للجسم والفم، بل الحكم للنفس لغة سريانية كاملة الأوصاف، إذن لغة البشر يوم القيامة وما بعده لغة سريانية حيث تسري النفس للنفس وينطبع الفهم الكامل ويفهم الجُمَل المفهومة سريانية وبذا تتوحَّد اللغات كلها عقلاً وفهماً كاملين متلازمين.
اللغة السريانية تسري النفس للنفس المقابلة وتحوز وتنال ما فيها من لغة تنالها وتعقلها بلمح البصر وتنطق بها كأهلها.
كيف يتم توزيع الأرزاق على العباد في هذه الدنيا؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الله خالق العباد وممدُّهم كما يمدُّ كل خلية وكرية دموية بطلبها، يمدُّ عباده جميعاً كلّاً على حسب ما يتطلَّب وعلى حسب ما يناسبه، فالله محيط بعلمه لا تغيب عنه ذرة واستحقاقها، فهو تعالى يعلم كلَّ من وما خلق وما يحتاجه، بل وما يناسبه وبالحكمة والنفع واللازم ولا يؤول شيءٌ إلا إليه تعالى، وقد وسع علمه السموات والأرض وما ومن فيهما، وذلك على الله سهل وهيِّن، فهو تعالى أوسع وأكبر وأعظم من الكائنات فهو العظيم حتى الكائنات بمن فيها أنشأها وسوَّاها بتجلِّيه بكلمة (كن)، وأين عظمة الخالق العظيم المسيِّر لها جميعها وكافيها من عظمة المخلوقات كلها التي تجلَّى عليها بكلمة (كن) واحدة!
فالله كبير وعظيم ومهما شاهدت الخلائق من سموِّ كبره وعظمته، فمشاهداتهم ذرة من عظمة العظيم جلَّ شأنه وهو تعالى أكبر وأكبر وأعظم وتتم مشاهدته تعالى بالصحبة النفسية للمشاهدين من الرسل والنبيين والمتقين المفتّحة قلوبهم دوماً بنور الله فهم لم ينقطعوا عن الله، بصحبتهم القلبية تراه تعالى فتغدو نفسك بالجنات العُلا.
اسلك بصدق وتطبيق جدّي بدلالة العلّامة الكبير السيد محمد أمين شيخو يفتح الله قلبك وترى ما نقول وفوق ما نقول، والباب مفتوح لكل صادق وسالك بصدق ولا يظلم ربك أحداً.
وتسأل كيف يتم توزيع الأرزاق على العباد في هذه الدنيا؟!
ألا تنظر إلى الطيور كيف تغدو خماصاً وتعود بطاناً ولم ينسَها الذي خلقها، كيف ينسى مِنْ فضله العباد؟! وهو الذي يمدّهم بالحياة والروح والنظر و... وهذه أهم من الرزق ومع ذلك لا ينسى أي مخلوق من إمداده، كما يرزق الأسماك في البحار فتغدو حيتاناً فهو تعالى لا ينسى أحداً {..لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى..} فلا يضل عن مخلوق ولا ينسى مخلوق ولكن اختلاف العطاءات في الأرزاق لها أسباب ومسببات.
والله يرزق الجمادات بإمداداتها، ولم ينقص عليها بعشرات الألوف من السنين إمدادها شيئاً، فالشمس لا تزيد ولا تنقص فهو يرزقها الحرارة والنور والضياء، ولو نقصت لتغيَّر الجو ولماتت المخلوقات ولم يتغيَّر، لكنه يرزقها بالحكمة وبالمناسب ليس فقط من أجل هذه الحياة المنقضية إنما من أجل الحياة الأخروية الدائمية الأبدية، وهو يرزقها بما يكفيها ويزيدها من فضله حتى أنك لترى الأرزاق تحت الأقدام فالمشمش مثلاً يتساقط على الأرض في موسمه ولا يأخذ على ذلك أجراً أو ثمناً.
وتقول كيف؟ ألا ترى بعينك كيف يرزقهم ويمدهم؟ كما يمد أشجارهم وأراضيهم الزراعية بالغذاء، فهو الغني والمخلوقات جميعاً هم الفقراء إليه، ولكنه يرزقهم بالحكمة وبما يناسبهم وبما يعود عليهم غداً بخيرات الآخرة وجناتها، كما يرزقهم على حسب سلوكهم، فالسلوك الإنساني يفيض على صاحبه بما شاء، والذي إذا أخذ الكثير سيستعمله بأذاه وأذى المخلوقات بالتعدّي والظلم فهذا لا يرزقه إلا الكفاف.
وإن كان يطلب الرزق ولا يؤذي به أحداً فهو يرزقه الكثير، أما إن كان يرزقه فينفقه على المساكين والمحرومين فهو تعالى يمدّه مدّاً. وهذا البحث يحتاج إلى مجلدات عديدة للشرح والتفصيل، فإن شئت التوسُّع اقرأ تأويل الأمين تجد جوابك كاملاً شاملاً غير منقوص.
وخلاصة القول إن الله يمدّ الكل بعطائه ويرزق الكل بلا مقابل فالذي رزق الأجنة وهم في بطون أمهاتهم لا يمكن أن يتخلَّى عنهم وينساهم من الرزق بعد ما أنشأهم وسوَّاهم وهم أعزّاء عليه وهو يكرمهم جميعاً.
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو شرح معاني أيام الأسبوع وأشهر السنة الهجرية والميلادية ولماذا نعتمد الشهر الهجري في حساباتنا في تأدية الفروض والواجبات الدينية ولكم جزيل الشكر وتقبلوا بقبول فائق التقدير والامتنان يا سيدي الكريم.
أيام الأسبوع
يوم الجمعة:
يجتمع فيه المؤمنون لينالوا العلوم والمعارف من إمامهم وهو أعلاهم وأتقاهم وأكملهم، تجتمع قلوبهم على حبِّ الله وحبِّ رسول الله ﷺ وتجمع المعرفة وكذا تجمع الأحوال القلبية السامية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة الجمعة: الآية (9).
يوم السبت:
{إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ..}: سورة النحل: الآية (124). اختلفوا إلى يهود ونصارى وهم بنو إسرائيل وحيث أنهم كانوا ضعفاء ولا تستقر في قلوبهم المعرفة والعلوم بسبب حبِّ الدنيا وانشغالهم بها فسرعان ما يضيِّعون كل ما كسبوه يوم الجمعة، لذا شرع الله لهم يوم السبت، وسَبَتَ: أي قطع، والسبات: الانقطاع. وفي يوم السبت أمرهم الله أن ينقطعوا عن العمل والدنيا ليتذاكروا ما أخذوه يوم الجمعة وينقطعوا للتفكير به ودراسته ليستقرَّ في نفوسهم ويرسخ في قلوبهم.
فالسبت من الانقطاع عن العمل لبني إسرائيل، أما الصحابة لم يكتب عليهم بل كان للتثبيت.
وبقية أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس تعداد، خمسة أيام يطبق خلالها ما تعلمه وما عقله تطبيقاً عملياً في معاملاته وبيعه وشرائه فيصلح عمله لرضاء الله، والدين المعاملة، بحيث لا ينقطع بقلبه عن الإمام وبالتالي لا ينقطع عن الله فلا تسحبه الدنيا ويغرّه في دينه الغرور، فلا يطغى في القيم الإنسانية فلا يظلم أحداً ويهضم حق أحدٍ فيطبق ما اكتسبه من يوم الجمعة يوماً إثر يوم وبذلك وبهذه الاستقامة يكسب بنفسه ثقة تجعله يوم الجمعة التالي ينال أكثر ويرقى أكثر وهكذا يزداد في العلوم والمعرفة، وتغدو وجهته بأعماله الدنيوية وسيلة لرقي نفسه وصلاته وتؤهله أعماله الصالحة ليكون من أهل الجنة.
والأشهر الهجرية أيضاً لها معاني وتشير إلى مدلولات، فمثلاً:
رمضان:
يقال رَمَضَ الجرح أي شفي. وبحصول الصائم على التقوى التي شرع رمضان لأجلها، يرى بنور الله الخير خيراً والشر شراً فيقبل على الله وتشفى نفسه من عللها وأمراضها بهذا النور الذي اكتسبه في رمضان بصلوات التراويح، وبحصول الشفاء القلبي من العلل النفسية يرفل عندها بالصحة والهناء والغبطة والنعيم وينعكس ذلك على جسده فيما بعد، فإذا كان في هم وضيق وضنك برمضان ذهب عنه كل ذلك فانعكس على جسده، فيأكل بشهية وتذهب عنه الأمراض الجسمية ومن هنا جاء حديث رسول الله ﷺ: (صوموا تصحوا): أي نتيجة الصيام وبعد رمضان وبعد الشفاء النفسي وحصول الصائم على التقوى وهي الاستنارة بنور الله يصح جسمياً ويرفل بالقوة والعافية النفسية والجسمية.
شوال:
وهو أول أشهر الحج لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ..} سورة البقرة: الآية (197): ففي شوال شال الحاج أمتعته وزاده وخلَّف الدنيا والأهل وراءه وتوجه نحو بيت الله الحرام وهاجر في سبيل ربه، ومن بدايته توجه إلى الحج وبمجرد نيته غدت الوجهة إلى الله عن طريق رسول الله ﷺ من الكعبة بيت الله ورسوله.
ذو القعدة:
يقعد في مكة للتهيُّؤ للحج وللعمرة وخلال شهر كامل يمرّن نفسه على الصلاة الصحيحة ويطوف ويسعى ويعتمر وبهذا تعمّر قلبك بالإيمان وتتكامل استعداداً للحج بعرفة والحج عرفة.
ذو الحجة:
وهو شهر الحج وبخروجك إلى عرفات تُعَدُّ من أهل المعرفة ولن يستطيع أحد أن يضلك وتقيم الحجة على نفسك وقد حرَّمت على نفسك الدنيا القذرة بالإحرام.
محرّم:
نال الحاج النتيجة النهائية وحُرِّمَ عليه كل أذى وإضرار ويغدو إنساناً كاملاً لا نقائص فيه، فحرمت عليه النار فهو من أهل الجنان.
وهنا يكون قد دخل في سنته الجديدة ليرفل بالسعادة الخالية من جميع المنغصات، وهلمَّ جره باقي أشهر السنة الهجرية لها مدلولات ومعاني وراء الألفاظ.
وهذه نبذة ورأس الخيط ونترك لك يا أخي العزيز المجال لتشاركنا في البحث والاجتهاد والدراسة في باقي شهور السنة وهي واضحة لمن يفكّر.
ونعتمد الأشهر الهجرية في تأدية فرائضنا الدينية وذلك لأن الأشهر الهجرية تعتمد على القمر، والقمر ظاهر وبيّن لجميع الناس منذ ظهور الهلال وتدرجه في منازله حتى نهايته فهو ظاهر بأيامه بيّن لأيٍّ كان. أما أيام الشهر الميلادي فكلها متشابهة لا يستطيع تمييزها عموم الناس، فالشهر القمري تظهر بدايته واضحة كهلال ويتدرج لمنتصفه بدراً ظاهراً بيّناً للعيان ثم يتدرج بالاضمحلال للمحاق، فتبدو الأشهر القمرية ويتم حساب ومعرفة رمضان وأشهر الحج، وللمرأة الحامل وما إليها...
والحضارة الإنسانية عارضة ولابدّ من العودة إلى الطبيعة، خلق الله.
كيف أبعد عني الحقد والغيرة وأبعد عني العصبية؟
الإيمان بالله كمال الإنسانية.
فحتى يتحلّى الإنسان بالصفات الحميدة ويخلص من الصفات الذميمة جميعها يجب أولاً أن يسلك طريق الإنسانية بالأصول حتى ينال الوصول إلى الإلۤه العظيم وذلك بالتفكير من ثنايا صنعه وخلقه كما فكر أبونا سيدنا إبراهيم بالشمس والقمر والنجوم حتى توصَّل لربه فنال منه تعالى ما نال حتى غدا أوَّاهاً حليماً رحيماً...
فهو تعالى منبع الكمال ومانحه، وبالصلاة والاتصال بالله يشتق المرء من خالقه الكمال، فالنفس البشرية كالمرآة ينعكس فيها على حسب الجهة التي تتجه إليها، فإذا وجّه الإنسان نفسه إلى الخالق المبدع ومال إليه بالمحبة والاشتياق وذلك بالصحبة القلبية مع الصادقين المخلصين لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة (119).
إذن: بالإيمان الحق وسلوك طريق الحق مع الصادقين تتبدل الصفات وتنقلب الطباع "ولا تزكو نفس إلا بربها".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حلق العانة: هل من أسباب طبية، أم أنها كما يقول الغربيون (موضوع ثقافة)
أو في عرفنا الإسلامي طهارة؟
ولكم جزيل الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم هناك أسباب طبية.
أخي الكريم للجواب على سؤالك لابدَّ أولاً أن نعرف ما وظيفة الشعر الموجود تحت الإبط وفي العانة، والله عزَّ وجلّ خلقه كلّه كمال بكمال ولم يخلق شيئاً عبثاً، بل كل عضو وله وظيفة لا يمكن الاستغناء عنها، فالشعرة كما هو معروف مجوفة وهي أشبه بأنبوب من أنابيب المدافئ التي تطرح الدخان وبقايا الاحتراقات.
وكذا الشعر له وظيفة فهو يساعد على تنفس الجلد وطرح الغازات المتراكمة في الجسم، فالشعرة تساعد على طرح السموم وبالمقابل تمنع تسرب العرق والجراثيم إلى داخل الجسم.
ومنطقة الإبط مثلاً كثيرة التعرق، وحيث أنه أقل تعرضاً للهواء من غيره من المناطق ولذلك كثيراً ما يؤدي هذا العرق المندفع بسبب ما فيه من مواد سامة إلى تعفنات وتخرّشات وتولُّد الجراثيم، ولولا وجود الشعر تحت الإبط لتسربت هذه الجراثيم إلى الداخل وفعلت ما تفعل، غير أن الشعر بما يقوم من الدفع المتواصل للغازات المتراكمة في الجلد إلى خارج الجسم يحول دون تسرب العرق وما فيه من السموم إلى الجسم، إلا أن بقاء الشعر طويلاً تحت الإبط يجعل هذه المنطقة منطقة تجمع الأوساخ وتراكم المواد المندفعة مع العرق فتسبب التعفنات، لذلك ندب الشارع بنتف شعر الإبط مع العلم أن بصلة الشعرة التي هي تحت الجلد تؤدي نفس الوظيفة التي تؤديها الشعرة من عدم سماح دخول العرق وغيره من المواد الغريبة إلى الجسم، إن هذه الوظيفة التي يؤديها شعر الإبط في الحؤول دون تسرب العرق والجراثيم وبقاء الشعر دون حلقه تصبح المنطقة لتجمع الأوساخ لذلك أمر الشارع بحلق شعر العانة حلقاً لأن الحلق أنفع في هذه الجهة وأدعى للقوة، فإذن ما من أمرٍ في الدين الإسلامي إلا وفيه الخير والنفع لنا للحفاظ على صحة أجسامنا ونظافتها، والله يحب المتطهرين.
ما تفسير الأكل في المنام؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
سألت سؤالاً ينضوي تحته بحار وأنهار وأنت لا تدري كمن يسأل رأيت ماءً، ويكتفي.
فسؤال كهذا يستحيل تفسيره، كذلك سؤالك عن رؤية الأكل في المنام، ولم تورد المنام بكامله وبذا لا يمكن جوابك الصحيح.
فقد يكون الذي رأى المنام سيِّئ السلوك والأخلاق، ضعيف في دينه وقد أفطر في رمضان فقد يشاهد نفسه يأكل قذراً جافاً أو مبلولاً، حتى الأكل الطيِّب وضمن 24 ساعة فحين خروجه من الإنسان يصبح قذراً وهذا المنام رمز عن حقيقة عمل الإنسان بإفطاره ومعصيته برمضان وهو أدرى بنفسه فلعله يتقزز من عمله ويرجع عن عصيانه.
وقد يكون الأكل مع رسول الله ﷺ، والرسول جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور أو أن الرسول يأكل عنده فمعناه أنه يقوم بوظيفة رسول الله ﷺ يحثه الله على أن يداوم على صلاح الأعمال وعدم مخالفة الله ورسوله، ولكي يمضي قوياً في هداية الناس وكسب الخيرات التي وراءها، ونوال جنات تجري من تحتها الأنهار.
وقد يرى أنه يأكل مع ميت ومعنى ذلك أنه ينفع هذا الميت نفعاً كبيراً، إذ يساعد أحبابه وذويه على الصدقات على روحه، وإذا كانت له أعمال خير كأنه كان مثلاً يطعم الهرر أو الكلاب فيبقون على ممارسة عمله وبذلك يستمر عمله الطيِّب كما لو كان في الحياة بسبب هذا الذي رأى معه الأكل في المنام، أو أن هذا الميت الذي انتقل وأنت قمت بمساعدة أبنائه أو أحفاده بطريق الهداية، فمعنى الأكل معه أنك تأكل ويأكل إن شاء الله من طعام أهل الجنة التي أُكلُها دائم وظلُّها.
والحقيقة: أن رؤية الأكل بحسب سير الإنسان أو سير الأشخاص الذين يكون قد رآهم يتناولون الطعام، فأنت سألت عن رؤية الأكل بالمنامات سؤالاً لا حدَّ ولا حصر ولا انتهاء، ولا يمكننا تفسيره الصحيح ما لم نسمع المنام كاملاً، إذ يدل على الخير والشر ويتضمن المدح والذم، فإن أردت التفسير الصحيح أورد لنا المنام الذي تأكل فيه الطعام لأن الأجوبة لا حدَّ لها ولا وصف، وهذا ليس بسؤال حتى تفصِّل فيه الكلام وتورد لنا المنام بكامله، فلكل منام تفسير، فاشرح المنام وعيِّنه عندها يمكن الإجابة الصحيحة عليه.
فقد يكون الإنسان صالحاً وقرب أجله فهو يرى منامات بالأكل لذيذة وليس للذتها مثيل في الدنيا، فهذه مُبشِّرات على سيره الطيِّب وعما يعده الله له بالإكرام حتى بالأكل والطعام، فيطعمه ما يشتهي بل يزيده حباً بالانتقال للآخرة.
هل الأرض تدور حول الشمس أم العكس أي الشمس هي من يدور حول الأرض؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الأرض تدور حول نفسها في الـ 24 ساعة دورة واحدة بسرعة 28 كم في الدقيقة أي 1680 كم في الساعة، هذه سرعة طائرة سريعة والشمس ليست ثابتة، لأن الشمس تدور وتحلُّ في أبراج السماء كما هو معروف، فكل شهر تحلُّ في برج معيَّن وخلال السنة تنتقل من برج لآخر حتى تدور على البروج الاثني عشر التي في السماء، وبين البرج والبرج الآخر مسافات هائلة ومساحات شاسعة، فالنجوم أحجامها كبيرة جداً وكل مجموعة من النجوم تشكِّل برجاً واحداً، وحتى تقطع الشمس مسافة برج واحد تستغرق شهراً كاملاً، وحتى تقطع البروج الاثني عشر تستغرق سنة كاملة، فمن قال أن الأرض تدور حول الشمس؟!
فالذي يقول ذلك لم يفكر بدورة الشمس وانتقالها عبر البروج والمسافات الهائلة التي تقطعها جميعها سنوياً.
فإذا كانت الأرض تدور حول الشمس إذاً سوف تسير معها بانتقالها عبر البروج وتدور بأقطار كبيرة جداً جداً تشمل القطر الذي تدور به حوله وبعده والقطر الذي تدور الشمس به عبر الأبراج، وهذه المسافات هائلة تفوق التصوُّر وتحتاج لسرعة هائلة لا تستطيع الأرض أن تسيرها قطعاً، لأنها إن سارت بهذه السرعة تتلاشى وتشتعل من جراء السرعة الكبيرة فسوف تسير بسرعة تفوق سرعة الشمس بكثير لأنها تنتقل معها عبر الأبراج وتدور حولها وهذا مُحال ولا ينبغي أبداً، وفي الحقيقة لا الشمس ينبغي لها أن تدرك الأرض كما لا ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الأرض ينبغي لها أن تدرك الشمس {..ٌوَكُلٌّ فِي فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}: كلٌّ في فلكه.
إن القانون القائل أنَّ الحجم الكبير يجذب الحجوم الصغيرة ويجعلها تدور بفلكها، هذا غير صحيح وغير واقعي، بل كلٌ يسير بمداره المخصص له وفي فلكه، ولا ينبغي لجرم في السماء أن يجذب إليه جرماً آخر، فالنجوم الهائلة في الضخامة لا تجذب إليها أيّ كوكب أو جرم آخر، بل كلٌ بنظام صارم بالدقة مثمر منتج، وهذا واقع مرئي محسوس.
المؤرخون العرب...
في الحقيقة وكأوزبكي أرى أن أغلب المؤرخين العرب كانوا من غير المنصفين ومن الشراذمة الذين يشترون بثمن بخس لذلك لا نعترف بالكثير من التاريخ المسطر من قبل المؤرخين العرب لأن العرب دائماً ما رأوا أن كل من لم يقرُّ بهم ولم يغدق عليهم الأموال والعطايا فهو إما زنديق أو مشرك أو عدو لدود ليس فقط بل للإسلام أيضاً.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كانت قلوب الشعوبيين الأخفياء والمقهورين بالجهاد الإسلامي المقدس منكرة للإسلام حقيقة، يتطلَّعون إلى الاستقلال والسيادة بالباطل، دأبهم انتهاز الفرص لإثارة البلابل والقلاقل في دولة الإسلام بأي شكل ممكن، ولكن محاولات الثورات والانقلابات والفتن باءت بالفشل وضاع مسعاهم مما كان نكبة عظيمة الوقع على قلوب الحاقدين والموتورين ضد الإسلام وعلى سير مخططاتهم أفراداً وجماعات، هنالك أدرك أعداء الإسلام أن هذا السؤدد والمجد ما كان ولن يكون إلا بفضل هذه الرسالة السماوية. ولكن الطعن المباشر العلني للقرآن العظيم طريقة جرَّبها أعداؤنا فلم تجد نفعاً، لأن القرآن فوق طاقاتهم ولا يستطيعون أن يدسُّوا آية واحدة، لذا لجؤوا إلى الطعن الخفي والتشويه غير المباشر باختلاق قصص وروايات عفنة مسمومة ودسِّها في الدسم بين طيات كتب المسلمين ملصقة ومنسوبة لأكابر، هم منها بُراء لتحويل المسلمين عن القدوة الحسنة بتلك السير المختلفة والمختلقة.
فما كتب التاريخ فيما أوردت لقرائها إلا حديث ملفَّقُ
نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا فكيف بأمر الغابرين نصدِّقُ
فحاولوا تشويه السيرة القويمة للسابقين الصلحاء، فروَّجوا الإشاعات لطمس معالم الحق، وما زالوا يدأبون بتشويه الدين وسيرة أهله السابقين حتى أخرجه المؤرخون غير العرب عن غايته وأفرغوه من محتواه فلقد عمدوا إلى أسلوب ماكر خبيث، وهو أسلوب دس السم بالدسم، فهم لم يُهاجموا القرآن ولم يحَّرفوه لأنه فوق طاقاتهم أجمعين، لذلك راحوا يفسِّرون القرآن تفسيراً يدعو إلى اليأس والقنوط ولتبيانه متناقضاً، وكذلك قصصاً لا تليق بأدنى الناس أخلاقاً نسبوها لرسول الله ﷺ وصحبه، وبذلك استطاعوا أن يصرفوا الناس عن القرآن وأهله وأن يوجِّهوهم إلى الكتب التي جمعوها لهم من فقههم وعلومهم المختلفة عن القرآن والسنة.
فلقد خُصِّصَتْ لعملية التزوير والتشويه أموال طائلة وأنشئت من أجل ذلك دور كتب وحكمة للتأليف والترجمة والنسخ في دار السلام ببغداد، وجُلب إليها مشاهير العلماء من الشعوبيين "فرس وروم ويهود" الحاقدين على أولئك الذين دمَّروا عزَّهم الآفل ومجدهم الخبيث التليد، فلقد عزَّ عليهم أن يروا عبيدهم ومواليهم بالأمس قد أضحوا أسيادهم بفضل هذا الدين الحنيف.
فلم يهاجموا الدين مباشرة خوفاً من ردود الفعل، لاسيما أنه انقطعت عليهم السبل للعبث والتلاعب بنصوص القرآن الكريم بعد ضبطه وتشكيله وتنقيطه من قبل الحجاج الثقفي، لذا وجَّهوا جلَّ اهتمامهم إلى الفتن السياسية وإلى تشويه الدين وسيرة أهله السابقين وكما قيل:
إذا ذكر الشرك في مجلس أنارت وجوه بني برمك
وإذا تليت عندهم آية أتوا بالأحاديث من مزْدَك
وهؤلاء البرامكة هم الذين كانوا يريدون أن يقوِّضوا هذا الدين الحنيف وأهله.
وشعوبٌ وأمم أخرى أرادوا كيداً بالإسلام وأهله وأن يفرغوه من محتواه عن طريق التاريخ وما دسُّوه فلم يبقَ من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.
حتى جاءنا منقذنا العلّامة الجليل محمد أمين شيخو وأعادنا إلى الشرع الحقيقي المحمدي يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام من معين القرآن الكريم وحده.
أخيراً: الحقيقة أن العرب المسلمين كانوا أبعد الناس عن كتابة التاريخ، إذ أنهم مشغولون بالفتوحات والدعوة إلى الدين الحنيف، ويظهر لك ذلك جلياً لو علمت أن أئمة الحديث وكتبته ليسوا عرب فتسمية (البخاري): نسبة إلى بلده و(مسلم): نيسابوري، و(النسائي): يُنسب إلى نِسَا موطنه الأصلي في خراسان، و(الترمذي): إلى ترمذ بلده شمال نهر جيحون. و(أبو داوود): السجستاني. و(ابن ماجة): القزويني و(الدارمي السمرقندي): بلد إقامته من سمرقند.
وبهذا تتبيَّن الصورة جليَّة أن العرب لم يكن لهم اهتمام بكتابة التاريخ أو غيره.
فعجباً كيف انطلت أمثال تلك الأكاذيب على النقلة لكتب التاريخ الهادف المُسَيَّس؟!
لطفاً انظر مقدمة كتاب السلطان تيمورلنك الجزء الأول والبحوث الأُوَل تجد شرحاً مفيضاً.
والسلام على من اتبَّع الهدى ورحمة الله وبركاته.
ما هي الحالات التي يهجر فيها المرشد مريديه، وهل يكون ذلك بأمر من الله؟
ومتى يكون الهجر مخصص؟ ومتى يكون عمومي للجميع؟
وهل كان المكذبون الذين أمر الله تعالى رسوله الكريم ﷺ بهجرهم ممن قد سمعوا الحق وسلكوا فيه ثم تراجعوا، أم هم من الكفار أصلاً... كما جاء في الآية الكريمة: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} سورة المزمل (10).
وكيف كان هذا الهجر الجميل الذي طبّقه النبي ﷺ عليهم؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
1- نفس الحالات التي يهجر فيها رسول الله ﷺ المكذبين المعارضين.
والحقيقة الهجر يتم من طرف المريدين المخطئين أولاً إذ غيَّروا وطلبوا طريق الغي واستحبُّوا الدنيا على الآخرة حتى إذا صرَّحوا أمام إخوانهم بارتكابهم المعاصي وبدؤوا يفسدون قلوب غيرهم يجب هجرهم لعلهم يتوبوا ويعودوا للحق ولكفِّ أذاهم عن أنفسهم وعن غيرهم.
2- المهجورون من الطرفين، أي من المنافقين الذين جهروا بنفاقهم والكافرين الذين جهروا بكفرهم.
3- الهجر الجميل ألَّا يحمل بقلبه إلا الرحمة والأسى والخير وبالظاهر يشدُّ ويهدُّ، فيخفي حنانه ورحمته ويظهر المناسب من الغضب، لعلهم يرتدعون عن المنكر ويؤوبون للحق وخيرهم وسعادتهم، ذلك لأنك بطبيعتك كلك رحمة فإن أكرمت اللئيم تمرَّد وازداد بعداً، بل إن كان الهجر مناسباً هجرهم لخيرهم وذلك عين الحكمة والتربية الخيِّرة.
فحينما يهجرهم ويحصل معاداة وتشتد ويشتد الصراع وينظر لقلبه يجد في قلبه أنه يحبهم أكثر مما يحب كل الناس، فإن كان يحمل لهم المحبة والرحمة والحنان يحق له أن يواجههم ويصارعهم، حتى أنه ليشعر أنه أقرب لقلبه من ولده وأحب وأعز، فكلما اشتدَّ اشتدت المحبة والمعزة وكلما كان الصراع أقوى وأشد بحيث يظن الجاهل أنه يعاديهم حقاً، أي كلما ازداد الشقاق والصراع في الظاهر كلما ازدادت المحبة لهم والخوف عليهم من نارٍ تلظى في قلبه، لأنه بالحقيقة يطلب لهم الجنات والسعادة الكبرى، حتى أن الغاية من هذا الصراع أو العداوة إنقاذهم لا تدميرهم، كما يهدد الأب ابنه بأنه سيذبحه وضمناً هو يخشى عليه من شوكة تؤلمه، وبما أن قلبه مترع بالمحبة والعطف والحنان لهؤلاء لذلك حينما يلتفتون إليه بقلوبهم يشعرون بالسعادة والسرور فتسهل عودتهم، إذ أنه دوماً يتمنى ويحب لهم السعادة الكبرى الأبدية ونوال الجنات الدائمية.
أما هم بجهلهم فيتمنون قتله وتدميره، فلو كان يتمنى العكس أي العداوة لهم "وحاشا لله" فهو مثلهم وليس الرسول مثلهم.
وبناءً على ذلك يأتي القول السامي: «أحبوا أعداءكم»، ولكن إياكم أن تظهروها وهذه الحكمة: {..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..} سورة البقرة (269).
1- هل لكل إنسان ملك موت واحد خاص به أم أكثر، وهل يحضر أو يحضرون عند انتهاء الأجل فقط، أم يكون مع الإنسان طيلة حياته؟
2- وهل يعلم ملك الموت متى ينتهي أجل الإنسان؟
3- ما هي وظيفة ملك الموت لحظة انتهاء الأجل بالتحديد، هل يقوم بسحب النفس والروح معاً بشكل إجباري؟
4- ما هي الغرغرة التي تحصل عند الموت؟
5- في أي لحظة يعلم الإنسان علم اليقين بعد موته {..فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}؟
6- وهل صحيح أن هنالك سؤال قبر كالذي يذكرونه الناس عند دفن الميت (اعلم يا عبد الله بأنه سيأتيك ملكان..من ربك ومن هو نبيك...إلخ)؟ وماذا بشأن من يموت غرقاً أو حرقاً؟ أين سؤال القبر الخاص به؟
7- وهل تبقى نفس الميت ضمن القبر، أم أنها تذهب إلى مكان آخر معدّ لها من قبل رب العالمين؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
1- لكل إنسان ملك موت واحد موكَّل به وهو يتوفَّى روحه عند انتهاء أجله، قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} سورة السجدة (11).
فلكلِّ إنسان ملك موت واحد، وهو يبقى معه طيلة حياته، وكذلك لكل إنسان ثلاث من الملائكة غير ملك الموت، ملك الإلهام والملكان رقيب وعتيد، وهؤلاء الأربع ملائكة يبقون مع الإنسان يرافقونه مدى الحياة وعند انتهاء الأجل وفي الآخرة. فهم موكَّلون به طيلة حياته، أثناء حياته في الدنيا يُحذِّرونه من الأخطاء ويحرِّضونه على فعل الخير ويحفظونه..
ولهم أفعال عظيمة مع الإنسان، ولولاهم لم يؤمن أحدٌ من الناس، ولتخطَّفتهم الشياطين وأغوتهم.
فالملائكة هذه وظيفتهم التسبيح والتقديس.. {..وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..} سورة البقرة (30).
وإذا الإنسان آمن واتَّقى زاد الله له في عدد الملائكة المرافقين له، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة فاطر (1).
2- كلا، الملك لا يعلم متى ينتهي أجل الإنسان بل الله يُعلم الملك بانتهاء أجل الإنسان عند انتهاء الأجل ويأمره بقبض الروح، لأن الأجل من علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله.
3- 4 - وظيفة ملك الموت لحظة انتهاء الأجل هي قبض الروح فالملك موكَّل بقبض الروح ولا علاقة له بالنفس، بل النفس يتوفَّاها الله، قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا..} سورة الزمر (42).
فإذا انتهى أجل الإنسان أمر الله الملك بقبض روحه، ولا اختيار للإنسان في ذلك. {..فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} سورة الأعراف (34).
يسحب الملك الروح وتتبعها النفس، لأن النفس لا تعيش بلا روح فليس لها مستقر بالجسد البارد الذي لا روح فيه. وهكذا يسحب الملك الروح حتى تصل إلى الحلقوم عندها يعلم هذا الإنسان المحتضر أنه الموت فتخاف نفسه وترتعد لأنها لم تؤمن بالآخرة ولم تتهيَّأ لهذا اليوم، فهي الآن قادمة على مصير مجهول لا علم لها به، والإنسان عدو ما يجهل، فهو لا يعرف إلا هذه الدنيا وقلبه معلَّق بها وأعني بهذا الإنسان: الإنسان المعرض عن ربه الذي لم يؤمن بالله واليوم الآخر ولم يقدِّم لذلك اليوم، هذا تراه ساعة الموت وحين تبلغ الروح الحلقوم في رعب وهلع لا يريد الموت ولا يريد لقاء الله من سوء ما قدمت يداه، قال تعالى في سورة الأنعام (93): {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ..}: لهذا الإنسان يطلبون منه الخروج. {..أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ..}: أي يقولون له استسلم للموت الذي لابدَّ ولا مهرب منه، ولكنه يعاني الأهوال في هذا النزاع ومفارقة الدنيا والأهل والمال والولد...قال تعالى في سورة المدثر: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}: وهذه هي الغرغرة التي تسال عنها.
5- {..فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: هذا العلم اليقيني وهذا البصر الحديد يكون يوم القيامة، لقوله تعالى في سورة ق: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ {20} وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: إذاً البصر الحديد يكون يوم القيامة يوم ينفخ في الصور.
6- صحيح هناك سؤال القبر من قبل الملائكة ولكن السؤال يكون للنفس ولا علاقة للجسد بهذا الأمر، فالنفس هي المعنية بالعطاء والحساب والثواب والعقاب وهي باقية خالدة لا تموت ولا تفنى ولا تنعدم.
فالموت يشبه النوم إلى حد ما، فترى الجسد في حالة النوم ملقى على السرير نائماً، والنفس تغدو وتروح وتحزن وتفرح وتغضب وتفعل أشياء كثيرة، والجسد لا علاقة له في ذلك كله، وفي الموت تنقطع العلاقة بين النفس والجسد بشكل كلِّي، فالنفس في وادٍ والجسد في وادٍ غيره.
إذن هناك سؤال للنفس عند الموت حتى ولو كان موت الجسد غرقاً أو حرقاً.
7- المؤمنون منذ اللحظة الأولى من موتهم نفوسهم تغادر أجسادهم وتصعد إلى بارئها وجناته، أما المجرمون، فنفوسهم تبقى مع أجسادهم في القبر محبوسة، قال تعالى في سورة المدثر : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}: حبيسة قبرها وأعمالها الإجرامية. فهذا الإنسان المعرض لم يعلِّق قلبه بالله والرسول بل كانت تعلُّقاته كلها أرضية، إذ شهواته كلها التي تعلَّق بها ولم يعمل إلا لها كانت من الأرض وعلى الأرض، فنفس هذا المعرض تبقى رهينة وسجينة في هذه الأرض مقبور ومحبوس بها.
{إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ}: هؤلاء لا يكونون سجناء في قبورهم بل {فِي جَنَّاتٍ..} منذ لحظة موتهم خلعوا أجسادهم التي كانت لهم بمثابة ثياب لهم في دنياهم وخلدوا على جناتهم وعطاءاتهم.
{..يَتَسَاءلُونَ {40} عَنِ الْمُجْرِمِينَ {41} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}: ما الذي حبسكم عن جناتكم في هذا المستقر السيِّئ والشقاء الرهيب؟!
وكنَّا نراكم في الدنيا معنا فلمَ لا نراكم اليوم معنا في الجنات.
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}: كنّا معكم بأجسامنا ولكنّنا لم نؤمن ولم نصلّ حقيقة.
توفِّي أخي عن عمر 33 سنة كان شقي في بداية حياته حتى أتم العشرين، بعدها اتجه للصلاة والصوم كل أثنين وخميس والنوافل جميعها، وقد تزوَّج منذ ثلاث سنوات لم يرد العمل في السياحة وقال حرام مع أنها شهادته، وعمل في محل للألبان وكان يسكن في القاهرة، وكل قريب لنا يمرض ينزل لبيته وأخي يسعى لعلاجهم، وعمل العمليات لهم.
وفي يوم شبَّ حريق في الشقة التي تحت بيت أخي وصاحب الشقة يستغيث في الحجرة الداخلية مع أن أفراد أسرته فرُّوا من البلكونة إلا أخي دخل وحاول ينقذ الرجل إلا أنهم الاثنين ماتوا.
سؤالي: هل أخي يُعتبر من الشهداء؟ مع أن أخي لم يحترق. ولكنه مات مخنوقاً من الدخان. فهل أخي شهيد حريق، أم في سبيل الله؟ مع العلم أن أخي كان في المغتسل مبتسم وكان المغسِّل كلما يحاول قلبه للشمال للغسل يضم نفسه لليمين، ودمعت عند دخول أمي لوداعه العين اليمين فقط.
الرجاء الرد هل أخي شهيد؟
الأخ الرحيم حفظه المولى... آمين
بيَّن رسول الله ﷺ من هو الشهيد بقوله: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد» لا شك أن غاية أخيك من إنقاذه ذلك الرجل خالصة لله، فهو شهيد حيث أن فك رقبة من أعظم القربات إلى الله، وهذه الغاية والنية جعلته والحمد لله في عليين وغفرت له ما تقدم وما تأخَّر، طوبى له وحسن مآب.
أنا ألاحظ السوريات مندمجات بهذا الموقع على الرغم أنهن غير ملتزمات فقط يجاكرن أزواجهن بما فيه حرية للمرأة أي على مزاجهن يأخذن ما يقيد الرجل ويحرر المرأة أي لا يطبِّقن ما يخصهن ويطبقن على الرجل ما يخصه.
أرجو الرد كما أتمنى التنويه للمرأة الاهتمام باحترام وإطاعة الزوج مش رد الجواب بوجهه.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الموقع وعلوم العلّامة الجليل لم تعطِ المرأة إلا ما فرض الله لها مما فيه سعادة البشرية، قال تعالى في سورة البقرة (256): {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..}: الميل للحق لا إكراه فيه، الله تعالى أعطى الاختيار لبني آدم لا غصباً، أرسلهم للدنيا "رجالاً ونساءً" لينالوا ثقة بأن الله تعالى راضٍ عنهم إن هم عملوا أعمالاً عالية وينالوا جنات تجري من تحتها الأنهار.
فهؤلاء النسوة "من تقصدهن" الآن يسمعن ويُتابعن عسى ولعل أن يُطبِّقن في المستقبل وقد علم الله فيهنَّ خيراً فأسمعهنَّ دلالته سبحانه.
- أما ما تتمنَّى التنويه إليه فإن هذه علاقات عائلية تقع على عاتق الرجل أولاً "فالفرس من خيالها"، وليكن الحلم رائدك رحمة بهنَّ لا ضعف لهنَّ وارحمهن يرحمك الرحيم، وقال ﷺ: «خيركم خيركم لأهله» جعل الله الجنة مثواكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسمع بالكثير من الأقوال منها ما يُستخدم للإرضاء ومنها ما يُستخدم للهروب من مشكلة كبيرة كالنصيب بأن يُقال: هذا نصيبك، إن كان في الزواج أو العمل والأولاد و..و..ولا نعلم بحجم الألم الذي يتألمه هذا الإنسان وهل الحياة بالحظ والنصيب أم بماذا؟
وما هي حقيقة هذا النصيب؟
وشكراً على اهتمامكم؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
النصيب والحظ أوهام اخترعوها لا أصل لها، بل كما تفضَّلت هي للتهرُّب من الحقيقة والواقع، ففي الزواج مثلاً، الصادقة مع ربها يولِّي تعالى عليها صادق والعكس صحيح.
فسيدتنا مريم عليها السلام صدِّيقة ولَّى تعالى عليها أولاً نبي الله زكريا عليه السلام ثم سيدنا عيسى المسيح عليه السلام، وعلى أمِّ لهب أبا لهب.
وكذا بالعمل، فالطاهر الصادق محبوب والثناء عليه والعكس صحيح.
وكذلك المؤمن السالك مع ربه ومع الناس بالصدق والنية العالية يرزقه أولاداً يسيرون بالحق والهداية، وإن كانوا غير ذلك كتب له بهم عمل عالٍ صالح فيحدث صراع بين حقِّه وباطلهم ويكتب له أجر عظيم بصد باطلهم وينال أجره جنات تجري تحتها الأنهار ثواباً على صراعه ضد الباطل وينال نصيبه من الفضل والأجر من الله.
هذا النصيب الذي يناله من نصيب صحيح أجرٌ على عمل لا اعتباطاً.
ما معنى اسم (ريماس) واسم (إياد)؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ريماس لم نسمع بهذا الاسم، لو سمعنا بهذا الاسم لأجبناكِ عليه، لم نسمع بالمجتمع باسم ريماس.
أما اسم " إياد " فقد سمعنا به فهو اسم لتقي نقي يتصف به من صاحب الرسل الكرام.
إياد يؤيد الحق حيثما وجده، فإياد من التأييد الإلۤهي وهذه صفة المؤمن فهو يؤيد الحق والله وليه ومن كان الله وليه فمن دونه.
ما معنى الإبرة في السحر هل هي شيء خطير؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين لا، "معنى تافه" ما دام المرء مستقيماً، أما إن سار المرء بالأذى والتعدي والمعاصي واستحق الأذى أثرت في نفسه هذه الأوهام وتسلَّطت عليه أرواح خفية شريرة فإن تاب واستقام اختفت وغدت أوهاماً. «ظــــالم لا تكن من الدعاء لا تخــاف».
كشف خفايا علوم السحرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثرت المسالك وتعددت السبل وكل إنسان يقول شيخي فلان ولا أحد بعده وديني هو الصح و و و و...
نريد منكم مواصفات الإنسان الحقيقي الدال على الله.
جزاكم الله كل خير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
المستقيم على أمر الله والسائر بأمر الله بالقرآن وعلى كل حديث شريف لا يُناقض صريح القرآن بل يتوافق مع القرآن، فكل حديث مخالف للقرآن لا يسير به ولو أفتاه أهل الأرض بكل زمان إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الرازق الشافي الغفور.
والمرشد الصادق هو من يصل بنفسك إلى رسول الله ﷺ حقيقة قلبياً شهودياً أو سماعياً أيضاً، ورسول الله ﷺ هو الذي يدخل بنفسك على الله.
أي إذا كان شيخك صادقاً وتبعته دخلت الجنة الآن في دنياك وعشت فيها وقطفت نعيمها ولذائذها، وكما قال أحدهم: الشيخ الصادق من إذا صاحبته رفعك حاله ودلَّك على الله مقاله.
لدي استفسار حول معنى قول: (اللهم صلي على النبي) ولماذا أتت (على النبي) ولم تأت (بـ) كي يصبح المعنى جلياً من حيث معنى الصلة المتعارف عليه، حيث أن مفهوم المقولة تلك هو: (يا رب أنت صلي على النبي)؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخي المفكر؛ المدد والنور والتجليات السامية ينبوعها حضرة الله على مهبط التجليات الإلۤهية حضرة النبي العظيم ومنه تنتقل علينا من جنابه ﷺ العالي الرفيع بالروحانية المحمدية العظمى.
نطلب الصلة به تعالى والمدد من جنابه العظيم مروراً على روحانية حبيبه ﷺ إلينا جميعاً، فالله المصلي المتجلي المعطي، وهو ﷺ "القاسم" بأسمى صلاة وصلة ونوال.
يقول لنا ﷺ: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} سورة الأحزاب (43).
والآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..}: فهو الطريق الموصل لله وملائكته، ولتتصلوا شهوداً ويقيناً بالله: {..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ..}: من طريق النبي تُفتّحون وتتصلون حقاً، لأنه ﷺ السراج المنير لنا، فتصبح الصلاة نورانية شهودية يقينية.
هذا الذي يدعو (اللهم صلِّ على النبي): أي صلّ على النبي لنا، والآية الكريمة تقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..}: فهو تعالى دائم الصلة والاتصال بالتجليات القدسية على النبي فهو باب الله ومن أتاه من غيره لا يدخل.
لذلك يأمرنا تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}: إذا أردت النوال والعطاء من الله تجده عند النبي فهو الطريق إلى الله والحياة القلبية لك من الله.
فمن تاه عن الطريق لا يصل إلى الله.
كيف أستطيع التخلص من النظر إلى الأشياء السيئة كالنظر إلى البنات العاريات؟
وكيف أستطيع ضبط النفس؟ كيف أتخلَّص من ذلك؟
حاولت ألا أنظر ولكن رجعت أنظر إلى البنات، الرجاء مساعدتي في إيجاد طريقة تجدي.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تستطيع إلا بصحبة أهل الحق السالكين بصدق، وبوجود البديل القلبي بالصلاة معهم فتنال ما يغنيك، فإن بقيت صادقاً مع الحق مخلصاً بقلبك لهم تغدو في جنات حقيقية دائمية أبدية لا تبغي عنها لما في الدنيا حولاً:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة (119).
فمن غدا يرتع في الجنة ويتنعَّم هل تلتفت نفسه للفاني من الصوَر بدلاً؟!
شتان ما بين أهل السماء والسمو والفردوس وأهل الأرض، وبين العز والذل، والبقاء والفناء، تغدو معهم وبقلبك نور ترى حقائق الأمور أبد الآبدين.
أريد معرفة شرح اسم إكرام شرحاً كاملاً وواضحاً.
بالحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وعرفتهم بي فبي عرفوني).
فالله معدن الجود والإحسان ومصدر الفضل والخير والمنة "والإكرام"، خلق المخلوقات ليتنعموا بشهود بره وكرمه، ويغدق عليهم من فيوضات جوده وإحسانه، إذن فالله ما خلق الخلق إلا "للإكرام" ولتستغرق النفوس بشهود كماله الذي لا يتناهى وجماله الذي لا حدَّ له، وكمالاته التي لا عدَّ لها والتي بها الجنات الأبدية. ولا يفتر الكرم الإلۤهي عن الإنسان ساعة ولا طرفة عين ليلاً نهاراً. وفوق هذا أعدَّ لعباده المؤمنين الطائعين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وكل ذلك لأن الكريم يحب أن يمنح من كرمه بلا مقابل ولا مردود من الإنسان، سوى القلب السليم، فعطاء الله خالصٌ نقيٌّ لا يدخله شائبة ولا يتسرب إليه فساد. حباً بك أيها الإنسان وعطفاً ورحمة ومحض "إكرام".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى تقترن النفس بالنطفة؟
وان كان ذلك في صلب الأب. فما هو مصير النطاف إذا احتلم الرجل؟
وما هو مصير ملايين تلك النطاف التي ترافق تشكل الإنسان في رحم أمه؟
جزاكم الله عنا كل خير
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
منها غير مكلَّف والنطفة المكلَّفة هي التي تغدو بشراً، هذه الملايين من النطفة الضائعة والتي لم تُخلق بشراً لها وظائف تسخيرية بالكون ولم تحمل التكليف بالأزل، بل المكلَّف منها يُخلق بشراً فقط. ودمتم.
السلام عليكم سيدي الكريم
ما صحة مقولة ما مزح رسول الله إلا جاداً؟
ما معنى كلمة (المزح) ومتى يكون مقبولاً ومتى يكون مرفوض وما الفرق بين المزح والهزل؟
جزاكم الله ما أنتم أهله، وشكراً لكم.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
بالأصل اللغوي مشتقة بفقه اللغة حسب القاعدة لابن جني: "أن أصل الكلمة من حرفين وما زاد في المبنى زاد في المعنى"، فيكون معنى "مزح": من مزَّ: أي أجرى الخير بالتسلسل والبطء واللطف والعطف. ومن "محى" وتأتي بالتجلي الإلۤهي عليه ﷺ والنور الساري منه لأصحابه يمحي ما بنفوسهم من سوء وانحراف عن الحق. قال تعالى في سورة الأعراف (157): {..وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ..}: فوراء مزحه وملاطفته الشفاء وجريان الخير والنعيم والسعادة والهناء. «أخذتموها مني في ملاطفة».
والمزح مرفوض إلا للتحابب والتوادد وهو المزح الهادف للمحبة والود الذي يبتغي من ورائه مرضاة الله لا لغاية دنيوية، بل للجذب للخير.
والرسول ﷺ قوله حق وليس بالهزل، وما مزح رسول الله إلا جاداً، فالنتيجة للهداية ومرضاة الله.
أما الهزل: أيضاً وكما ورد في فقه اللغة وحسب قاعدة ابن جني المذكورة أعلاه.
ومعنى كلمة "مزح"، قِسْ عليها كلمة الهزل تدرك المعنى المراد منها.
من هم المعتزلة؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لقد حلَّ العلّامة الكبير الصراع الرهيب بين المعتزلة والجبرية بشرح معنى آية أو كلمة واحدة لم يسبقه لشرحها عالمٌ ولا إنسان ألا وهي كلمة: {..يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ..}: فهم جميعاً ينسبونها لله وحاشا له تعالى وهي للإنسان، فالعبد مخيَّر يستطيع أن يختار ما يشاء ولهذا المعنى يستحق العقوبة أو الثواب، فمتى وجد من العبد العزم والقصد والاكتساب يحصل له من الله تعالى القوة والاستطاعة على الأعمال.
فالله يهدي من يشاء، من يشاء الهداية ويتطلبها بصدق وتصميم يهديه الله لما يشاء ويريد ويمنحه مراده ويطلقه لطلبه، فالحول والقوة من الله ومن الإنسان الطلب والمشيئة وهو مطلق باختياره.
وبعد هذا البيان فلم تعد ثمة حاجة للرجعة لبحث جديد عن طائفتين مخطئتين بالاجتهاد، وقد جاء الحق على لسان العلامة الجليل وبطلت حجتهما الباطلة فلا حاجة للعودة إلى المخطئين فالمعتزلة: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة البقرة (134).
فالله يحذرنا من الخوض وقد بان الحق وظهر.
فهؤلاء قد انتقلوا إلى عالم الآخرة والرسول يقول: «اذكروا محاسن موتاكم» فما لنا ولهم والله يحذرنا وينهانا أن نذكر الأقوام السابقة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما الفرق بين الجسد والجسم؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الفرق بين الجسد والجسم: هما كلمتان مترادفتان تحملان نفس المعنى ولكن هناك بينهما اختلاف:
الجسد: تقول على سبيل المثال جسَّد فلان أفكاره، أي: أخرجها إلى حيِّز الوجود وأظهرها، كانت مخططات ذهنية، حينما نفذها وأظهرها صارت موجودة، نقول جسَّدها، فالإنسان يجسِّد رغائبه
ويجسِّد أفكاره عندما يعمل بها فتظهر.
الجسم: جسَّم الشيء جعل له هيكلاً وصورة، تقول مجسَّم الكرة الأرضية، والتماثيل هي مجسَّمات لصور معيَّنة.
إذن: لكل مخلوق جسمه يقضي به حوائجه ورغائبه، وهذا الجسم ذاته حينما يموت يطلق عليه ذاته جسداً والكلمتان مترادفتان لمسمى واحد، إذن الكلمتان لمسمى واحد ولكن لكل كلمة استخداماتها ومكانها.
وبفقه اللغة العربية عند ابن جني: تتألف الكلمة من حرفين فما زاد بالمبنى زاد بالمعنى، إذن جسد: مشتقة من كلمتي جسَّ وسد. جسَّ: لمسَ وتحرك، والموت سدَّ طريق اللمس والحركة.
ويقول مداح الرسول ﷺ:
جسدٌ تمكَّن حب أحمد فيه تالله إن الأرض لا تبليه
فبعد الموت انفصل الجسم عن النفس بخروج الروح وبطل الحس واللمس وبقي للنفس ما عقلته.
أما الجسم فهو إجمالاً للحياة، فبه يسمو بالنفس للجنات إن آمن صاحبه والسلام.
هل علم الأبراج علم حقيقي يصدق به أم أنه نوع من الخرافة واستحداث لعصر الدجالين؟
وان كان دجل وخرافة ولا علاقة له بعلم الفلك فكيف نرى له اليوم علماء وأبحاث ودراسات؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
علم الأبراج والتنجيم لا يمت للإسلام بصلة، إنما هو من الدجل والخرافات بل ومن أفعال السحرة، وما تتلوه الشياطين على الناس لتحويلهم عن جادة الحق والصواب. فهم كالصابئة عبدة النجوم ينسبون إليها التأثير بخير الإنسان وشره، وهذا لا أصل له، فخطأ الإنسان يعود عليه بالشر والأذى وكذا خيره يعود عليه بالخير والسعادة.
إن التنجيم بالفلك أو الفنجان هي خرافات دست على الإسلام لتشويهه والنجوم والأفلاك والفنجان هي مخلوقات غير مكلفة. الإنسان هو المكلف وبأعماله هو يدخل الجنة ولا علاقة للمخلوقات كلها بعالم الإنسان. إنما بعض السحرة أدخلوها لتشويه سمعة الإسلام وجعله بمصاف الخرافات السخيفة.
النجوم: تتوضع الشمس في أبراج النجوم الأثنا عشر طول العام لتنصب الإشعاعات من النجوم إلى الشمس ومن الشمس على البحار والرياح لتسخير الأمطار. أي أنها بمجموعها تعمل من أجل رزق الإنسان وطعامه وشرابه فقط وليست من أجل أعماله ومصيره، بل إن مردود أحواله وأوضاعه إنما هو بسبب ما اقترفت يمينه.
يقول ﷺ: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكشفان لموت أحد ولا لحياته».
أقبل سيدنا علي رضي الله عنه على الناس وقال: «إياكم وتعلم النجوم، إلا يُهتدى به في برِّ أو بحرٍ، فإنها تدعو إلى الكهانة. والمنجِّم كالكاهن والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر والكافر في النار، سيروا على اسم الله» نهج البلاغة (105).
فالإنسان إن أخطأ تعود عليه أخطاؤه بالضرر وإن سلك بالحق وسار بأمر الله عادت أعماله عليه بالخير. فلا علاقة إذن للنجوم ولا للشمس ولا للقمر بمصير الإنسان خيره أو شره، لأن النجوم مسخرات للإنسان وغير مكلفة "جمادات"، لا تضر ولا تنفع كأصنام متحركة يحركها الله للإنارة وكأسباب للرزق ليس إلا.
فلا سيطرة لغير المكلف على المكلف، بل هي مسخرة لإكرام الإنسان كما يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} سورة الإسراء (70).
وبآية أخرى: {..وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِه..} سورة الأعراف (54).
إنه سخر الشمس والنجوم والقمر لخدمة هذا الإنسان المكرَّم عند الله، والنجوم مطويات بيمينه تعالى، ضمن نظام الكون لمعاش هذا الإنسان وطعامه وشرابه، ولعله يؤمن كما آمن سيدنا إبراهيم عليه السلام من خلالها من خلقها؟ من أنارها؟ من يحملها ويسيرها؟ فاستدل على الله.
التنجيم الذي انتشر طيفه القاتم فوق ربوع البلاد الإسلامية عامة ودول العالم ككل، فقد تابع القدماء حركة الشمس عبر الأبراج ليعلموا أيام السنة وتحديد الفصول وقدومها وينظموا وفقها أعمالهم الزراعية... وغير ذلك.
غير أن هذه الأبراج الشمسية أخذها فئة من الناس "المنجمون" كي يبنوا عليها ضروباً من الخزعبلات والخرافات والتكهنات وليسطروا وفقها تنبؤاتهم فراحوا ينظمون على أساسها تنظيماً خرافياً مما تمليه عليهم شياطينهم مسيرة الحياة اليومية لبعض الناس الذين ما زالوا حتى يومنا هذا يؤمنون بما تحتوي عليه بروجهم الوهمية هذه، والحقيقة أنه لا علاقة مطلقاً بين حياة الناس والأبراج النجمية لوجود الأدلة العلمية التالية:
1- إن أقرب نجم في برج الأسد "قلب الأسد" يبعد عنا 78 سنة ضوئية وأقرب نجم في برج العقرب "قلب العقرب يبعد" 230 سنة ضوئية وفي برج الثور أقرب نجم يبعد عنا 64 سنة ضوئية وغير ذلك من المسافات المذهلة.
فما تأثير تلك الأبراج على نفوسنا؟!
إذا كانت تلك الأبراج بنجومها تبعد عنا مليارات الملايين من الكيلومترات، ولا يصلنا من إشعاعها ما نحسُّ به أو يؤثر مطلقاً على حياتنا وسلوكنا، مع العلم أن أسطع نجوم الأبراج "الدبران" لا تزيد نسبة لمعانه عن 1/1000 مليون من لمعان الشمس.
2- إن حركة الكواكب في منطقة البروج تختلف باختلاف المنطقة التي تنظر منها، فالمكوك الفضائي ورجال الفضاء الذين يتحركون بين الكواكب يرون صوراً مختلفة عن تلك التي يراها الإنسان من على سطح الأرض. فاقتران كوكبين هو تقارب خادع للنظر، إذ تبقى المسافات شاسعة جداً ما بين أي كوكب وكوكب من كواكب منظومتنا الشمسية، وأي نجم آخر من نجوم السماء.
3- اقتران كوكبين بينهما مسافات شاسعة كاقتران شجرتين أو جبلين تمر بهما وأنت في سيارة، فما هي العلاقة بين الكوكب والأبراج وما مدى تأثير ذلك؟!
4- علماء الفلك جازوا الفضاء بآلاتهم من الصواريخ والمكوكات والأقمار الصناعية ليستدلوا على الحقائق العلمية للكواكب ومواقعها وأفلاكها وراحوا يصنعون المناظير الفلكية العملاقة التي تجاوزت أقطار عدسات بعضها عشرة أمتار... وكل هذا لم يغنيهم بالمعلومات.
مما تقدم نخلص بالقول أن علم التنجيم لا يمت بالحقائق العلمية بصلة وليس من الإسلام في شيء وما نراه اليوم من رواج لمثل هذه الضروب ما هو إلا من بعد الناس عن خالقها وظنها الظنون الشركية وأن لا أحد أو لمخلوق فعل وتأثير على حياتها تماماً كما كان عبّاد الأوثان يظنون بأصنامهم الحول والقوة والفعل من دون الله، تشابهت أقوالهم وأفعالهم وسبب ذلك كله عدم الإيمان بلا إلۤه إلا الله.
وما جاء في السنَّة النبوية: «خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدي بها...» فمن تأوَّل فيها مثل تلك السفاسف أخطأ وتكلف ما لا علم له به.
وفي الحديث الشريف:
«من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر»
«من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»
«كذب المنجمون ولو صدقوا».
فكيف يتم علمهم بالمغيبات؟!
تبين لنا أن المنجمين سحرة، يستعينون بشياطين الجن من قرائن البشر وقرائن خصمائهم من البشر، وعندما ينوي الخصوم على الكيد والتخطيط لغرمائهم الذين إن كان عليهم استحقاق ومعاصٍ مما يُنجِح الخصماء في كيدهم، وهذا ما يتحدث به المنجِّمون للبشر عن المكائد التي ينويها خصومهم، فالقرين بتلك الحالة يعمل على نقل الخبر للسحرة المنجمين، فينقل لهم أسرار نوايا وخطط الخصوم الذين اتَّخذوه قريناً، فما يقع ليس بتنجيم المنجمين، بل باستحقاق ومعاصي الضحية إن وقع.
أما المؤمنون فلا يقع عليهم ضرر نوايا وخطط الخصوم، فإن كان المرء الضحية مستقيماً طاهراً لا ينجح الكائدون، والتنجيم لا يقع، فتكون أماني شيطانية فاشلة.
السلام عليكم ورحمة الله..
عنوان الرسالة: الزواج بشاهدة يهويه.
المرجو توضيح من هم شهود يهوه الآن وليس قبلاً وهل يجوز الزواج بإحداهن؟
تعريف بهم:
شهود يهوه نشأ الشهود عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح "تلاميذ الكتاب المقدس". يتميز الشهود بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية، وعظهم التبشيري الدؤوب في الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس بيتية مجانية في الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التي يزاولها أغلب إن لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح. ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد، ولا يخدم الشهود في الجيش وهم محايدون سياسياً إذ لا يتدخلون بأي شكل من أشكال السياسة، كما لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار الهاوية كوسيلة لتعذيب الأشرار، كما يؤمنون أن 144 ألف مسيحي ممسوح بالروح سيحكمون مع المسيح في السماء - استناداً إلى سفر الرؤيا (ملكوت الله) وان بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون في فردوس أرضي وإن الصالحين سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الأبد تحت حكم الحكومة السماوية (ملكوت الله).
ولكم جزيل الشكر.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
تالله لا نعرفهم.
لا بأس بأنهم لا يتدخلون بالسياسة ومع الأسى فكل استعمار حديث بدأ بالتبشير.
أما ما نعرفه عنهم أن شهود يهوه تأسست عام 1867 في بريطانيا، وتناقض جميع الكنائس وتعاليمهم تعتمد على العهد القديم دون العهد الجديد، ولا تؤمن بالثالوث وتؤمن بالمسيح اليهودي المنتظر، ويقصدون بكلمة " يهوه " الإلۤه ولا يؤمنون بطبيعة المسيح الإلۤهية ولا نصف الإلۤهية بل يؤمنون بأن المسيح بشر عادي وقديس ليس إلا ولا يزيد على ذلك، واعتمادهم على التوراة وليس على الأناجيل الأربعة (لوقا - متى- يوحنا- مرقص)، وأعدادهم كبيرة منتشرون في أنحاء العالم ومركزهم الرئيسي في بريطانيا.
أما الزواج منهم فهذا يشرحه حكم الزواج من الكتابيات في الإسلام ففي بداية الدعوة الإسلامية عندما لم تكن الدولة الإسلامية دولة ضاربة بعد وليس لها قوة ظاهرة في الأرض كان الحكم بالآية: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ..}: هذه تؤذيك في أولادك، كيف ذلك؟
إن تزوج المسلم من كتابية "أي على غير دين الإسلام".
والدين الإسلامي في عهده الأول ودولته ضعيفة وليس لها حكم بعد فتلك الزوجة غير المسلمة يهوية كانت أو غيرها "أي دين آخر" لا تلتفت بالتقدير لزوجها لضعف دولته بل تميل بقلبها إلى قومها الأقوى دولةً وأرسى حكماً في الأرض، لأن النفس بطبيعتها تلتفت نحو الأقوى فإن جاء الأولاد فسوف يتبعون أخوالهم وقوم أمهم غير المسلمين، والأم لها تأثير كبير على الأولاد بتربيتهم ونشأتهم الدينية فإذا اتبع الأولاد أخوالهم واتبعوا دينهم المتمثلة بدولتهم غير الإسلامية فسوف يتشربون منهم الكفر ومصيرهم إلى النيران بدل الجنات.
أما عندما قويت شوكت الإسلام في الأرض وأصبحت قوة ضاربة سمح تعالى للمؤمنين باتخاذ الأسيرات "ملك اليمين" وبالزواج منهن فتلتفت بقلبها إلى زوجها المؤمن لأن دولته الإسلامية قوية وتستعظمه فتتشرب الإيمان ويدخلها لمداخل الإيمان ومحبة الله وذلك برابطتها الزوجية، والأولاد سوف يميلون لدين أبيهم ودولته القوية لا لدولة أخوالهم. وبذلك سير المركبة الإسلامية بقوة لا يتطرق إليها الوهن والضعف.
الخلاصة:
في صدر الإسلام نهانا الله عن الزواج من الكتابيات والمشركات حيث الإسلام كان ضعيفاً فالمرأة تبقى على دينها والأولاد يلحقون بها، لما قوي الإسلام سمح تعالى بذلك.
الآن يعود الحكم بمنع الزواج حيث الإسلام ضعيف.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
سيدي الفاضل في الإجابة عن عالم الأزل جاء الجواب: حمْلُنا الأمانة يا أخي يعني منحنا كل الاختيار والله إذا أعطى حاشا أن يتراجع في عطائه.
أرجو الإيضاح في السؤال الآتي:
- عندما منحنا الأمانة أي الاختيار ما هي آلية الاختيار التي اعتمدنا عليها أي لماذا أنا لم أختر الابتعاد عن الشهوات وأجعلها وسيلة للوصول إلى رب العالمين ولماذا اختار الأنبياء والرسل الشهوات وجعلوها وسيلة للوصول إلى رب العالمين؟
أرجو إيضاح هذه النقطة الهامة؟
- علمنا منكم أن الفكر وظيفته التمييز بين الخير والشر وارتباطه بالجسد ولا يوجد جسد في الأزل أي كيف تم الاختيار ولا يوجد فكر؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
- تسأل: كيف تم الاختيار مع عدم وجود الفكر.
إن كان نهاراً والشمس بازغة فهل بحاجة إلى التفكير أنه نهار أم ليل؟!
هناك في الأزل كل الأمور واضحة وبيِّنة فما حاجة التفكير يا أخي إذا كانت الأمور مشهودة؟!
- وتسأل كيف تم التفاضل بيننا علماً أننا خلقنا من نفس واحدة؟
لم يحصل تفاضل بيننا كلنا قبلنا الأمانة نحن معشر الإنس والجن من دون الخلائق وكلنا أثنى علينا الله وحمدنا على هذا الطلب العظيم، ولكن هناك تأخرت المخلوقات غير المكلفة فحصل التفاضل وتميَّزت النفوس المكلفة بحملها للأمانة عن التي تأخرت بعدم حملها للأمانة. المكلفة التي غدت بجنة عالية متساوية بلا تمايز ولا تفاضل للجمع هذا الزمن بين حمل الأمانة وعالم الأزل لذا كنا نفوساً لا فرق بين نفس ونفس، بجنة واحدة. لم يكن هناك أنبياء ولا رسل، حْملُنا الأمانة يا أخي يعني منحنا كامل الاختيار والله إذا أعطى حاشا أن يتراجع في عطاءه.
عندها دبَّ الله الشهوة في نفوسنا بعد أن أشهدنا كل شيء وذكَّرنا بعهدنا وصدقنا، ما هو المطلوب إذ ذاك؟
أن نجعل هذه الشهوات اللذيذة مطايا لنوال الجنات، كنا بجنة لنأخذ الجنات السامية اللانهائية، من حسن إلى أحسن.
فما هو عهدنا؟
أن نمشي بنوره وأن لا ننقطع عنه لننال طلبنا العظيم، أي جنات بدل الجنة وبما أنه أعطانا حرية الاختيار، فقِسْم قرر على الوفاء وبدأ ينتظر بشغف وحنين وصدق عظيم للوفاء وللنوال لأنه كله لنا والشهوات لنا ولكن كمطايا لا كأهداف، وقسم آخر وبما أنه مُنِحَ حرية الاختيار قرر أن يعب من هذه الشهوات اللذيذة برأيه لا برأي الإلۤه الذي أعطاه الإطلاق والله لم يغيِّر، لذلك تركوا الإلۤه وانقطعوا على الشهوات وعبُّوا منها دون نور من الله، واستلذوا بها باختيارهم لا بما عاهدوا عليه الله حين حمل الأمانة فحُجبوا بها عن حضرة الله وانقطعوا عنه، وأخذوا الشهوات بالكامل وجعلوها أهدافاً حجبتهم عن الإلۤه، هذا رأيهم لا رأي الله، هنا صار التفاضل الثاني والتفاضل بين من حملوا الأمانة، التفاضل بين من وفوا بالأمانة ولهم حق الاختيار وبين من خانوا الأمانة إذ تركوا الإلۤه وأنواره بسبيل الشهوات، استعجلوا فانحجبوا وبما أن الله هو الذي يمدُّ بالسمع والبصر والذوق وانقطعوا عنه ففقدوا كل شيء إلا الشهوة، والشهوة محدودة مهما بلغت، والله لا نهاية له وجناته لا نهاية لها فقدوها من أجل الشهوة التي استبدلوها بدل الله.
لذلك أناس استغنوا عن ربهم في سبيل شهوتهم وجعلوها هدفهم، وأناس وفُّوا مع ربهم وبقوا على صدقهم وأصروا على ذلك إصراراً فنالوا ربهم ونالوا شهواتهم بإذن الله ونوره كمدارج تعرج بهم في جنات لا نهاية لها، لأن الله لا نهاية له سبحانه وتعالى وكذلك جناته التي تتم به لا نهاية لها، فالله سبحانه يدوم والاستنارة به، والشهوات بها اللذة، ولكن بدون الله ونوره بها العمى والفقدان بعدها، وهي محدودة فإذا انتهت لا يحصل بعدها على شيء، لقد قضى على نفسه، عبَّ الشهوة حتى انتهت ثم خسرها وخسر الجنات، ألا ذلك هو الخسران المبين!
رسالة من فقير
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
إلى حضرة الشيخ الفاضل محمد أمين شيخو، شفع الله بك المسلمين وزادك نوراً ومعرفة وأحسن خاتمتك وجعل مثواك الجنة مع المقربين، آمين يا رب العالمين.
أما بعد:
أنا رجل أسكن في جبال الكرمل في فلسطين، مع عائلة صغيرة في البرية، أُصبت بحادث قبل 30 سنة أدّى إلى إعاقتي عن المشي تماماً منذ ذلك الوقت. أما من الناحية العلمية فبالكاد أنهيت المرحلة الابتدائية.
تحرَّكت بي همَّتي يوماً أن أنتقل إلى منزل أعلى من منازلي فقرأت كتاب (إحياء علوم الدين) عن منازل القوم، فسلكت الطريق ولكن تأخَّر بي رحلي وقصر عن المسير، فبت أنظر إلى منازل القوم وأعجز عن مجاراتهم، كل ما لدي حب القوم والشوق إلى مصاحبتهم، ولي مولى عوَّدني أن لا يتركني لنفسي فإن هي شردت ردَّها إما بلطف وإما بعنف.
أصابني الخوف فلم أدخل الكهف، صعدت الجبل فإذا بسفحه أهل الدنيا بها يتصارعون فتجاوزتهم، فإذا بقمة الجبل أسد، مررت بالقرب منه، وواصلت، فإذا بشجرة تجلس بقلبها امرأة لم أرى مثل جمالها، ونسيم عليل وفرش مبسوط حتى إذا دنوت تحرك الأسد صوبي بغضب شديد، فدب بي الرعب، فقالت لي المرأة: إنه غيور ولن ينجيك منه إلا الاستغفار والتذلل، فلما وصل ورفع كفه ليلطمني، قلت أيها الملك أنت أنت، وأنا أنا، أنا الضعيف الفقير الذليل وأنت العزيز الكريم تب علي واغفر لي زلتي، فأعاد كفه ولم يلطمني. وقال أقرب ما أكون إليك حين تظن أني بعيد عنك، ليس لك نصيب في الظل ولا في هذه المرأة، فرفعني ما بين السماء والأرض وقال: إما أن تعلو وترتفع وإما، وأنزلني إلى الأرض فإذا بجدر حولها أناس شبه عراه وبينهم أعذارهم وهم يتسافدون كالبهائم وقال وإما أن تنزل إلى أسفل إلى هؤلاء.
فاستيقظت وأنا حتى اليوم لا من هؤلاء ولا من أولئك.
فضيلة الشيخ محمد زادك الله معرفة كيف أنتقل من التمني إلى العمل؟
ابعث لي برسالة ونصيحة فأنا أحبك في الله منذ أن استمعت لك في إذاعة القدس ثم الدعاْء لي أن يميتني على التوحيد.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
جوابك الأدبي المعنوي ذو الألغاز الرائعة.
والآن يلزمك الصدق مع الله عندها يوصلك تعالى لصادق عظيم، ينهض بك نهوض الصحابة الأقوياء بإذنه تعالى، والمهم الإكثار من ذكر هاذم اللذات "الموت" والتفكير بالمقابر صباح مساء يشرح الصدور، والخوف مما بعد الموت فتجتمع النفس مع الفكر، وباجتماعهما ترى النفوس مخلوقات السماء والإمداد عليها والممدَّ لها فيحصل الإيمان، والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والجنات بالبهجة والحبور، والسلام على طالب الهدى بسلوك صادق.
ما حكم الولد الذي يتوفى وهو صغير في الخامسة من عمره؟
وما حسابه وهو غير مكلف؟ ولماذا أتى إلى هذه الدنيا؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أولاً:
الأطفال الذين يموتون دون سن التكليف ليس لهم في الآخرة سوى النعيم وهم ولدان مخلدون في السعادة والمسرات بما أعطاهم الله من فيوضات رحمته وكما قال تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً} سورة الإنسان (19).
وليس عليهم أي حساب ولا مسؤولية لأنهم لم يفعلوا أعمالاً سيئة، وهم غير مؤاخذين على أعمالهم لأن جهاز الفكر لم يكتمل لديهم «إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب».
ولحظة موتهم يعودون إلى الفطرة الأزلية فطرة الكمال صفحة بيضاء لا شائبة فيها، بل بجمال أخّاذ لا تجد مثيله في الدنيا بأسرها.
هؤلاء الأنفس عندما عرض ربها عليها التكليف غامرت بهذه المغامرة العظيمة وقبلت بحمل الأمانة ولكنهم غيَّروا وبدَّلوا، ونظر إليهم تعالى وعلم عدم إمكانياتهم للوفاء بالعهد واستحالة أدائهم الأمانة، فإذا عاشوا لبعد سن التكليف سوف يفسدون ويفسقون حتماً ولا رجوع لهم أبداً وسيصيرون حطباً لجهنم، فرحمهم ربهم وأماتهم دون سن التكليف، لئلا يضلِّوا والنار مصيرهم حتماً وجزاهم على مغامرتهم الأولى بقبول حمل الأمانة وعجزهم وتغييرهم بالعهد، فأبدلهم بنعيم في الآخرة.
ولذا فقد قام سيدنا الخضر بقتل أحد هؤلاء الأطفال بعد أن نظر إليه وشاهده وعلم أنه من أولئك الذين غيَّروا عهدهم مع الله، وانطبق عليه حكم "الولدان المخلدون"، وعِلْمُ سيدنا الخضر من الله لأنه: {..عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} سورة الكهف (65)، فقتل سيدنا الخضر ذلك الطفل لئلا يرهق والديه المؤمنين طغياناً وكفراً، ولكي يبدلهما ربهما بطفل قابل للإيمان والصلاح والإصلاح ويكون بصحيفتهما في الآخرة.
لأن الأطفال الذين يموتون قبل سن التكليف هؤلاء بعد أن حملوا الأمانة بصدق خانوا هذه الأمانة في الأزل خيانة لا رجعة فيها، فلم يبقَ لهم طريق ولا سبيل إلى الجنات ولو عاشوا لفسَّقوا أهل الأرض لذا رحمة بهم وكما قلنا بسبب حملهم الأمانة كافأهم الله بنعيم عالٍ واحد لا رقي بعده، لئلا يكونوا حطباً لنار جهنم وجعل لهم وظيفة بالآخرة ينعمون بخدمة أهل الجنة.
ثانياً:
إن الله جاء بهذا الطفل الذي يموت قبل سن التكليف، جاء به إلى هذه الدنيا ليكسب والديه الأجر والثواب في تربيته ويكون لهما خادماً في الجنات وليقيه عذاب النيران لو لم يمت طفلاً وعاش لسن البلوغ، لأنه بتغييره قطع الأمل إلا أن يكون فاجراً كفّاراً فلم يتركه تعالى ليصبح فاجراً كفاراً بل جعله بنعيم دائماً أبدي سرمدي لا حد له ولا نهاية.
سيدي عبد القادر نحن فتيات رغم إيماننا بالله فنجد أنفسنا بحاجة إلى أعمال صالحة أكثر، ونحن كفتيات نريد أن نعمل أعمال صالحة ثقيلة غير أعمالنا المنزلية فما هذا العمل الذي يقرّبنا من الله أكثر؟ ولكم جزيل الشكر.
أعظم الأعمال وأحسن الإحسان هداية أنثى أو ذكر، فهذه الأعمال هي الثقيلة عند الله تعالى بأن نتعلم هداية الله ونعلمها لأهلنا وذوينا ومن يصاحبنا: نتعلم من هداية الله بكتب العلّامة الرحيم محمد أمين شيخو ونطّبقها وننصح بها إخواننا وأخواتنا ليسلكوا بطريق الحق والرحمة والإنسانية.
طبّقوا دلالة الله من كتب العلّامة، خذوا ما آتانا الله بقوة وعلّموا سواكم، ينظر الله لكم بعين الرضا والعفو عما مضى وتتقرّبوا لجنابه العظيم بهداية عباده (ولئن يهدي الله على يديكم إنسانة واحدة خير مما طلعت عليه الشمس).
ما معنى "قدس سره" التي تكتب للعلماء الراحلين؟
مقدمة:
(قدّس سرّه) وسره: أي سريرته وهي نفسه حيث أنها خفية عن الأعين، وبإقبالها على الله تقدست وطهرت وتحلت بالفضائل والكمالات الإلۤهية ونقت من الشوائب وصفت من الأكدار والنقائص فغدت بوجهتها إلى الله طاهرة نقية زكية مقدسة.
إن اسم الله جلّ جلاله ((القدوس)): أي أن أسماءه كلها حسنى وكلها كمال بكمال وكلها رقي لك يا إنسان، فمتى اتصل الإنسان بالقدوس زكت نفسه وتسامت ولم يبقَ فيه نقائص أبداً فهي لا تفيض إلا بالكمالات والخيرات على الخلق.
وهؤلاء الذين حملوا الأمانة وعاهدوا الله ألا ينقطعوا عنه في هذه الدنيا مستنيرون بنوره ومفيضون الكمالات والخيرات والجنات من حضرة الله على أنفسهم وعلى البشر.
فكلمة: (قُدِّسَ سِرّه) لها معنيان: إما أنه لم ينقطع منذ الأزل عن الله فهو نور على نور، وهو بهجة للحضور، وهو نعيم مقيم وفيه الجنات العلى. وهذه الكلمة: (قدّس سرّه) بالنسبة إليهم دائمية سرمدية وتطلق على الرسل العظام والأنبياء الكرام.
وأما الذين جاؤوا إلى هذه الدنيا وتوجّهوا منذ أو بعد بلوغهم سن الرشد إلى الحق وأهل الحق وأعرضوا عن أهل الفسق والطغيان وساروا مع أهل البر والإحسان وتعلّقوا بهم واستناروا بواسطتهم ولم يغيّروا حتى لاقوا وجه ربهم، هؤلاء يُطلق عليهم أيضاً (قدّس سرّهم)، وهم المتقون الأخيار وهؤلاء أقمار البشرية، بينما الأنبياء والرسل هم شموس ونجوم الخلائق كلها.
إذن تحمل معنيين:
1- للذين لم ينقطعوا عن ربهم منذ الأزل وهؤلاء سادة البشر.
2- والذين ينهضون بالناس ويأتون بهم إلى ربهم ولا شائبة فيهم لعدم انقطاعهم أيضاً عن منبع الكمال جلّ وعلا، وهؤلاء لا ينقطعون عن الأنبياء والمرسلين الذين قدّس سرّهم أبداً، فهم مع القدّوس جلّ وعلا وبهم تصبح الدنيا جنات.
سلام عليكم ورحمة الله وبركات
سؤالي: (ما هو العمل الصالح) وما هو الطريق لكي نعمل أعمال صالحة خالصة لنفوسنا ويكتب لنا عملاً ولكم كل خير سيدنا وأستاذنا الفاضل...
العمل الصالح: هو العمل الذي يكسب النفس الثقة بإحسانها، فتقف في الصلاة غير خجلة، فتشعر بسبب هذا العمل بنعيم وأحوال سامية عالية وتتبدل صفات النفس فمن الشح والبخل والجبن إلى الجود والكرم والشجاعة حتى يغدو المرء مقداماً شجاعاً لا يهاب أحداً إلا الله، ومن القسوة واللؤم إلى الرحمة والوفاء. فالعمل الصالح كان سبباً في إصلاح النفس وتقويم اعوجاجها وتهذيب طباعها وتشذيب أخلاقها، وطريق العمل الصالح: هو سلوك طريق الإيمان الصحيح كما سلك أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، فعندما فكر بالكوكب والقمر والشمس فأوصله تفكيره المتواصل إلى الإلۤه العظيم وتعرّف على خالقه ومربيه ومسيره، فبعد أن عرفه وشاهد فضله وإحسانه فأحبه وصار يعمل أعمالاً يريد بها مرضاة الله.
والقرآن الكريم طافح بالآيات التي تدلُّنا على أن العمل الصالح سببه الإيمان وآية: {..الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ..} وأمثالها بالقرآن بأن العمل الصالح نتاج الإيمان، فالعمل الصالح يتم به الإصلاح، إصلاح الناس وإصلاح المصلح، فلا يخجل به لو انكشف للناس بل العكس، كما يصلح أن يواجه به ربه راضياً ومرضياً من ربه لأن عمله أفاد عباده تعالى فيغمره الله بالجنات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: أرغب بنشر كتب العلّامة قدس الله سره ومن المعروف أن سعر الكتاب في سورية لا يتجاوز ثمن تكلفته بل أقل لكن هنا يقوم صاحب المكتبة برفع سعر الكتاب إلى ضعفين أو أكثر، علماً أنني أعطيه بأقل من سعره قليلاً ورغم ذلك لا أستطيع أنا أن أفرض سعر محدد يلتزم به صاحب المكتبة حتى ولو يكون له ربح يساوي ثمن الكتاب أرجو منكم سيدي الحكم الشرعي في هذا الموضوع (من قطر)
دمتم خير عون لنا في نصرة الحق على أنفسنا.
يا أخي يا من هداك الله إلى نشر الحق وإنقاذ الخلق، أنت اعمل الذي عليك بأن تنشر هذه الكتب الربانية ولك أجرك وثوابك، وهم لهم ربّهم يحاسبهم، والمهم على كل الوجوه أن يتم نشر دلالة الله والله سبحانه وتعالى هو الذي يحاسبهم.
إن العباد لهم رب يحاسبهم ولم يجعلني ولم يجعلك تمنعهم
{..وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} سورة آل عمران: الآية (145).
وأنت يا أخي لا تُكلف إلا نفسك.
والآن تقول حكم شرعي ولا ندري من الذي يحكم بشرع الله! وتسألنا عنه ونحن لا ندري أين يُطبق هذا الشرع حتى نسير فيه ونحكم فيه؟! فمتى ظهر سيدنا المهدي وسيدنا عيسى عليهما السلام وصار الحكم الشرعي، تسألنا عن الحكم الشرعي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يكفي أن يكتفي طالب الله ورسوله بأحد الساعتين (صباحية مسائية)؟ وما هو الحد الأدنى لزيارة التربة ويكفل عدم شذوذ النفس؟
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} سورة الأحزاب: الآية (42).
زيارة القبور ولو للمحة على الريق يصبح فيها الإنسان مرتاحاً نفسياً طوال النهار، وإن كان ليس لديه وقت فنظرة صباحية تؤثر في الإنسان راحته القلبية، وأما إن كان يزور المقابر كثيراً ويقرأ الفاتحة رحمة لمن سبقوه، بل ويكثر زيارتها كلما كان لديه فراغ فيكون بذلك قد سار على مسرى أبي تراب (الإمام علي بن أبي طالب) رضي الله عنه الذي كنّاه النبي ﷺ بأبي تراب لكثرة تذكير نفسه بالآخرة والسعي الجاد لبناء حياته الأبدية بأعمالٍ صالحة يرقى بها عند الله وعند عباد الله.
هذا ولا يحوّل النفس عن حب الدنيا الدنية إلا من تذكر هذا الانتقال الذي لابدّ منه وما يتلوه، حتى إذا استحكمت ذكرى الموت في النفس تخلت عن هواها والتجأت إلى فكرها، عندها وبهذا الالتفات يرسم لها الفكر المخطط الموصل إلى الله، ينظر إلى الآيات كما نظر سيدنا إبراهيم ﷺ فتوصله إلى الإلۤه العظيم ويغدو مؤمناً عن شهود ذاتي، إذن لا ترتدع النفس عن غيّها إلا بخوفها من سوء المصير عندما يتخلى عنها الأحباب والأصحاب وتفقد المال والجاه والسلطان فلا منقذ لها إذ ذاك إلا الله عندها تلتجئ إليه تعالى.
وبالحديث الشريف (ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء)، هذا طريق الإيمان، والقرآن حافل بذكريات مغادرة الدنيا وبهرجها وطافح بالحديث عن مصير الأقوام الذين سبقونا والذين لم يؤمنوا، بل غرّتهُم الدنيا وزخرفها حتى هلكوا وخسروا الجنات الأبدية التي تجري من تحتها الأنهار وقال ﷺ: (كفى بالموت واعظاً) فأكثر من ذكره تربت يداك.
أهل الفترة.. وهم كما سمعت الذين عاشوا في زمان ليس فيه رسول أو مكان لم تصل إليه الدعوة. هل يختلف حسابهم يوم القيامة عن سواهم؟
كلا لا يختلف حسابهم عن سواهم وكلهم سواء في المحاسبة، وكلُّ إنسان يحاسب على ما قام به من أعمال في الدنيا، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} سورة الزلزلة: الآية (7 - 8).
ولعلك تعترض وتقول أن هؤلاء الذين لم تصل لهم دعوة ولم يرسل لهم رسولاً ولم يسمعوا الحق فكيف يحاسبون كسواهم!
نقول: يا أخي عِلْم الله شامل ورحمته تعالى تعمُّ جميع الخلائق ولا يُعاملُ تعالى الناس إلا برحمته ولكن ضمن العلم والحكمة والعدل، قال تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} سورة الأنفال: الآية (23).
والله أرسل النبيين والمرسلين لبني إسرائيل وكان آخرهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى عليهما السلام فلم يسمعوا منهم وكذبوهم، وأرسل لهم سيدنا عيسى بالبينات وأيده بروح القدس فما كان منهم إلا أن همُّوا بقتله فسحب الله الرسل وقطعهم عن الناس لأنهم لا يتطلبون ولا يستحقون هذا العطاء الإلۤهي العظيم، فهل يُزرع في الصخر الأصم؟! أم هل تُلقى البذور في رمال الصحراء المحرقة، ومن يعمل بمثل هذا العمل فذلك عين الخطأ. فالحكمة الإلۤهية اقتضت أن يوقف تعالى إرسال المرسلين لأناس لا يريدون ولا يفقهون ولا يعقلون، فلماذا يرسل لهم تعالى رسولاً وهم حتماً سينكرونه ويعارضونه هل لتزداد نيرانهم؟!
ولكن عندما بدأت النفوس تلين وتتقبل وأصبحت لديهم قابلية للاستجابة والإنابة، أرسل الله تعالى نبي الهدى الرسول الأمي ﷺ وأسمعهم الحق، ولله الحجة البالغة. ومما ورد في الأثر أن سيدنا محمد ﷺ أشار إلى نبي في شبه الجزيرة العربية بعثه الله قبيل بعثة رسول الله ﷺ، ولم يعرفه أحد من قومه ولا حتى ذووه وانتقل وبقي مجهولاً، وإنَّه نبيُّ الله خالد بن سنان بعثه الله وجَهِلَه قومه بنو عبس وذبيان، فلماذا يرسل تعالى الرسل الكرام؟
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: إن الإنسان لديه الإمكانية التامة والأهلية الكاملة أن يبلغ الإيمان دون رسول أو نبي، وهاك أهل الكهف فتية آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى فكانوا نموذجاً لبني البشر وحجة قائمة عبر الأزمان ولله الحجة البالغة.
فكل إنسان زوده تعالى بالفكر، والكون كتاب مفتوح يستطيع كلُّ مفكرٍ طالبٍ باحثٍ عن الحقيقة أن يصل من خلاله إلى الإيمان به تعالى كما وصل أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وكما وصل أصحاب الكهف ومن أجل ذلك كلٌّ مسؤولٌ عن أعماله لأنه ما من أحد إلا ويعرف في قرارة نفسه الخير من الشر، ويدرك الصالح من الطالح بما فطره الله من فطرة الكمال ذلك المقياس والميزان الدقيق.
وبناءً على تلك الأهلية التامة والإمكانية الكاملة يحاسب الإنسان يوم القيامة بل هو الذي يندم ويحاسب نفسه ويلبسه العار والحسرة على ما فرَّط في جنب الله، وعلى ما ضيّع في الدنيا ويرى أن لله الحجة البالغة وأن الله وضعه في أنسب مكان وزمان وأكمل حال ولم ينقص عليه شيء.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
كم عدد الصحابة؟
إن الصحبة على نوعين:
1- صحبة قلبية.
2- صحبة جسمية.
ولا ندري عن أيّ من الصحابة تسأل، هل تعني الصحابة السالكين الصادقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، أم عن الصحابة الذين صاحبوه صحبة جسمية ومعظمهم إثر انتقاله ارتد عن الإسلام، ونحن نعلم أن الصحابة الصادقين هم الذين كانوا في المدينة المنورة فقط ووقفوا ضد المرتدين، تكوَّن منهم جيش تعداده خمسون صحابياً قاتلوا المرتدين، بالإضافة إلى الصحابة الذين خرجوا في جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه.
وعددٌ من الصحابة المنتشرين في شبه الجزيرة لا يعلم عددهم إلا الله لم يرتدوا عن الإسلام وتعرضوا لحرب المرتدين الكفرة.
وهؤلاء الثابتون والذين هزموا المرتدين هم الأمة الوسط الذين كانوا شهداء على الناس وكان الرسول عليهم شهيداً.
وهم صحابة رسول الله ﷺ الصادقون وهؤلاء لا يعلمهم إلا الله ورسوله لأن المسألة هي الصحبة القلبية، وأما الذين صاحبوه جسمياً ولو لدقائق هم صحابة.
السلام عليكم
ما هي الرقية الشرعية وما علاقتها في عالم الجن والشياطين وقراءة القرآن على الماء ثم يشرب الماء ويتم الشفاء!! ولكم جزيل الشكر
قال ﷺ: "الرقى والتمائم والتولة من الشرك". رواه أحمد وأبو داود
السلام عليكم
خالتي تريد ارتداء الخمار ولكن هناك شيء ما في نفسها يجعلها لا تحبه، ماذا تفعل؟
يقول تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} سورة آل عمران الآية 92. ويقول تعالى أيضاً: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..} سورة الحج الآية 78.
أي لا تعط نفسك هواك تنل الجنة، هذا أمر الله وفيه الجنة وبغيره نيران تلظى.
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضــاك النصـح فاتهم
ولو أن كل إنسان مشى على هواه، "ما يحب وما لا يحب" لخربت الدنيا والآخرة، وفي الصبر على ما تكره خير كثير.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً وجنات تجري من تحتها الأنهار.
قرأت جوابكم لأحد الأخوة عن موضوع البعوض والذباب والحمد لله أننا كنا لا نتعرض لها وذلك بفضلكم. وسؤالي هل ينطبق الجواب بخصوصها على الصراصير التي تخرج من المصارف والجرذان إذ إن دارنا عربية ولله الحمد ولا أخفيك سيدي أني قبل الجواب السابق الذكر كنت أكبر عليها وأقتلها لظني بجواز قتلها خشية أن تمشي على الأولاد وهم نائمون فيرتعبوا أو أن تسبب أذاً ما وكذلك بالنسبة للجرذ ونادراً ما يأتي لدارنا جرذ ولكن الصراصير موجودة في أغلب الأحيان وأنا الآن لا أقتلها ولكني في شك من أمري أن يكون قياسي في الموضوع خاطئ. فأرجو من حضرتكم تبيان هذا الأمر إذا تكرمتم.
على العكس يا أخي إن في قتلها أجر وثواب بشرط أن تكبر عليها للتخفيف من آلام موتها، فقاتل الصراصير والجرذان التي تظهر في المنازل له أجر وثواب على قتلها حيث أنها خرجت عن وظيفتها، وليس من وظيفتها أن تخرج ظاهرة فتمشي على الطعام والأواني وأدوات المطبخ وتسبب تلوثها. إنما لها مجال آخر ولوظيفتها مكان خاص فإذا خرجت عنه ومشت على الطعام وعلى الأواني فإنها تسبب أضراراً تؤذي سكان المنزل، ففي قتلها أجر وثواب شرط أن تكبّر عليها أثناء قتلها، وقتلها خير لها، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ..} سورة الإسراء: الآية (33).
فبخروجها تكون قد خرجت عن الحق بقتلها أجر وثواب.
هل إن المصائب العامة في المجتمعات الدينية في العالم الإنساني هي من مواريث الوثنية الأولى.
اي نعم هي من مواريث الوثنية الأولى فالمسيحيون كانوا أنصار الله وفتحوا للهدى والرحمة والسعادة نصف الكرة الأرضية وحينما أشركوا لإرضاء الصابئة وأشركوا سيدنا عيسى بالألوهية فعادوا المؤمنين السالكين الصادقين بالحق وحاولوا إجبارهم على الشرك والتبعية {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..} سورة البقرة: الآية (120)، وإلا فسفك الدماء والشقاء بالعداء والحروب بين أهل الباطل وأهل الحق.
السلام عليكم يا ترى الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟
قالت الملائكة كما في الآية الكريمة: {..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..} سورة البقرة: الآية (30).
إذن: قبل إبليس كان هناك من الجن من فسق وضلّ وفسدَ في الأرض وسفك الدماء
وإبليس اعتمد بكفره على هؤلاء العصاة الكفرة مثله إذن كان هناك شياطين كثيرة كانوا مع إبليس. دائماً الكفرة تدعم الكفرة كما المؤمنون يدعمون المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل لدي سؤال عن عمر الإنسان في الحياة الآخرة هل يكون كل الناس بعمر واحد وهل العذاب في القبر عذاب نفسي فقط أم يوجد عذاب جسدي.
1- العمر في الآخرة أبدي دائمي لا نهائي.
العمر في الدنيا محدود بتعداد السنين وهذا مركب على العمر الجسمي الخاضع لنظام دوران الكون ودوران الأرض وتعاقب الليل والنهار ودورة القمر في الشهر مرة ودورة الشمس في السنة مرة، فيطرأ على الجسم تغيرات وتبدلات نتيجة توالي الأيام والسنين لأن الإنسان بجسمه جزء لا يتجزأ من الكون، وبما أن الكون يدور فإن الجسم يتأثر ويظهر عليه بتوالي السنين: الشيخوخة وما إلى هنالك، أما في الآخرة فالحكم للنفس وعمر النفس لا يحدّه النظام الكوني، لأن الكون في الآخرة يزول والنفس لا تزول وعمرها على حسب ما عمّرت من خيرات في دنياها وما كسبت من صالح الأعمال وأنَتْ ووعَتْ من كمالات.
فاختر أيها الإنسان لنفسك عمرك الأبدي في الآخرة، إما في الجنان خالداً مخلداً أو في النيران "والعياذ بالله" حيث للنفس بداية وليس لها نهاية فعمر النفس ما تعمره من خير أو شر، وليس هناك عمر محدود بل بحسب ما قدمت من أعمال.
2- إذن: العذاب في القبر نفسي وليس جسدي لأن النفس خرجت من الجسد بالموت والجسد يفنى ويصبح تراباً بعد مدة من الزمن فهل التراب يتعذب والجسد بعد الموت يفقد الأحاسيس والحركة فكيف يتعذب؟! إن عذاب القبر نفسي ولكنه أفظع وأشد وقعاً وألماً من العذاب الجسدي.
أنا عملت حاجة غلط وتوبت إلى الله أعمل إيه عشان محدش يعرف حتى ولو عن طريق المندل؟
أولاً: إن من أسماء الله الحسنى الستار، فما دمت تبت إلى الله توبة نصوحة، فثقي تماماً أن الله لن يفضحك لأحدٍ أبداً.
ثانياً: أما عن المندل، فالمندل كذب في كذب، من شغل عدونا الشيطان وهو أبداً لا يكشف شيئاً على الإطلاق، وهو يتّهم الأبرياء ولا ينفع، ولو كان حقاً يكشف لطبقته الدول في كشف الجرائم وهو لا يُطبّق لأنه دجل بدجل ولا فائدة منه قطعاً، وما جرى مع العلّامة الكبير محمد أمين شيخو والمندل درس بليغ وحقيقة لا ريب فيها يكشف فيها زيف المندل ودجله.
يمكن الاطلاع على قصة المندل للعلّامة محمد أمين شيخو قدس سره من كتاب صفحات من المجد الخالد وكفى بها درساً وواعظاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة ما روي على ألسنة المشايخ الكرام في سيدنا عمر:
1- أن رجلاً ذهب إلى سيدنا عمر ليشتكي له ما كان يعانيه من سوء معاملة من زوجته فإذ به يسمع صوت زوجة سيدنا عمر يعلو على زوجها.....إلخ
2- إن زوجة سيدنا عمر أرادت أن تصلي خلفه في المسجد فسايرها وسمح لها بذلك وبعد أن خرج إلى صلاة الصبح قبلها فخرجت وإذا به خلفها فقام بإخافتها دون أن تعرفه فعادت إلى البيت.
3- وفي سيدنا أبو بكر أنه كان يأخذ من بيت مال المسلمين قدر الكفاف فإذا بامرأته تطلب منه أن يحضر لها نوع من الحلويات وعرضت المال التي ادخرته من مصروف البيت، فأخذه ورده إلى بيت مال المسلمين، ولم يحضر لها الحلويات.
أولاً: بالنسبة للرواية الأولى نرويها على وجهها:
ذهب رجل من المسلمين إلى سيدنا عمر رضي الله عنه يشكو إليه زوجته ولسانها السليط عليه، وكان قد هدّدها قبل ذلك أن يشكوها لسيدنا عمر، فأقلعت عن ذلك ثم عادت لعادتها فهدّدها ثانية فأقلعت ثم عادت، وهكذا وفي إحدى المرات في وقت الظهيرة لم يتحمّل الرجل وانطلق لبيت أمير المؤمنين ليشكو له زوجته ولسانها السليط عليه، وما إن اقترب من البيت وطرق الباب حتى سمع صوت زوجة سيدنا عمر يعلو على صوت سيدنا عمر أكثر مما يعلو صوت زوجته عليه، فقفل راجعاً من حيث أتى، ولما سمع أمير المؤمن طرق الباب فتح فلم يجد أحداً التفت يمنة ويسرة فرأى رجلاً في نهاية الزقاق ناداه: يا أخ العرب، رجع الرجل وامتثل أمام أمير المؤمنين. فسأله سيدنا عمر: أولست الذي طرق الباب.
أجاب الرجل: بلى، فقال له سيدنا عمر: ما الذي تريده؟
أجاب الرجل: كان لديَّ مشكلة وانحلت والحمد لله، والسلام عليكم.
وأراد أن ينطلق راجعاً من حيث أتى، فأصر عليه سيدنا عمر وأمره أن يتكلم عن مشكلته.
فقال الرجل: جئتك لأشكو لك زوجتي ولسانها السليط معي، ولما سمعت صوت زوجتك من داخل البيت وجدت أن زوجتي أهون بكثير من زوجتك، فوالله لو كنت مكانك لما استطعت السكوت عليها والمعيشة معها.
فأجابه سيدنا عمر: يا أخ العرب، أولسن اللواتي يربين أطفالنا ويعنين بشؤون المنزل؟! فمن يطبخ وينظِّف لنا المنازل؟ فهنّ يسهرن الليالي الطوال على مرض الأطفال والعناية بهم وبنظافتهم وإطعامهم والكثير الكثير من الأعمال داخل المنزل، فكثيراً ما يتضايقن ويضجرن من أطفالهن، وعادة النساء إن غضبن أن يُفرِّغن من نفوسهن بكلام يعبّرن فيه عن همهم وغمهن، فيشعرن بالراحة والفرج بهذا الكلام وينسين همهن، وهنّ لا يملكن إلا الكلام فإذا نحن لم نتحملهن ونصبر عليهن ونحلم ونستوعب ضجرهن فمن الذي سيتحملهن؟! يا أخ العرب نحن سُسنا الأمم وتحمّلنا الشعوب كلها بالحكمة والموعظة الحسنة، أفلا نستطيع أن نتحمل أهلينا وذوينا وهنّ أحق بالرحمة والمعاملة الحسنة من الغير.
فاقتنع الرجل بذلك وعاد إلى بيته.
في إحدى المرات دلف سيدنا عمر بيته مرهقاً من أعباء الدولة الإسلامية ومشاغلها وتدبير شؤون الحكم والحروب على سطح الكرة الأرضية كلها وهو الموكل بها جميعها، فوجد أن بيته في غاية النظافة والترتيب، ووجد أن زوجته قد احتفلت به وطبخت له الطبخ الذي يفضِّله ويلائم صحته، وقد نظفت الصغار وأنامتهم وتهيأت له كليلة عرسها (ليلة دخلتها) وتعطرت وقد هُيّأت له بأكمل وجه، فأصبح عمر مجبور الخاطر مسرور القلب فرحاً لأنها راضية هانئة، وهو إنسان يحب السعادة دوماً لمن حوله، وكانت لطيفة ناعمة بكلامها معه فغدا مسروراً وحمد الله، ولما قاربها من الفراش تباعدت عنه، فعجب من هذا التصرف وسألها:
قولي لي حقاً ما هي حاجتك؟
قالت له: (ابن عمي).
انزعج وقال: خيراً ماذا أصابه؟
قالت: أريدك أن تجعله ملكاً على إحدى الممالك التي لديك.
إذ كان الولاة في أماكنهم في إمرة سيدنا عمر أمير المؤمنين، فقالت له:
أريد ابن عمي والياً في المكان الفلاني.
عند ذلك نهض سيدنا عمر وركلها برجله وقال قولته الشهيرة: (ما أنتن إلا كالحصير متى شئنا فرشناه ومتى شئنا طويناه)، ووجدت الآن أمامها عمر حينما يواجه المجرمين والقتلة وتسقط من هيبته الجبابرة والعتاة، ظهر لها بهذا الوجه المهيب الرهيب، فأصبح جسمها يتراقص كقشة في مهب الرياح خوفاً وهلعاً، وتمنت أنها لم تسأله هذا السؤال ولم تطلب منه هذا الطلب، ثم تخلى عن زينتها وبهرجها وفتنتها وأعطاها ظهره ونام كأنه لوحده في الغرفة.
قالت في نفسها: لعله يتغير ويتأثر بالزينة والفتنة، ولكنه لم يلتفت نحوها ولم يستيقظ حتى الصباح حيث انطلق إلى المسجد. أما في النهار فرجع عمر الزوج الحنون الذي يلاطفها بالكلام الجميل ويؤانسها ويجيبها على طلباتها المنزلية فقالت في نفسها: (لقد ارتخى) الآن يجبني على طلبي ويُنصِّب ابن عمي ملكاً على إحدى ممالك الدولة الإسلامية.
لكنه بعد هذا اللطف وحين وصل إلى الفراش مع أنها تهيّأت له وزيّنت نفسها من أجله أعطاها ظهره وكأن وراءه حجر، تكرّر الهجر في الفراش حتى بلغ أشهراً أربعة، بعد ذلك ألقت زوجته بنفسها على قدميه تعلن توبتها عن التدخل في شؤون الدولة والحكم وقالت: لن ينفعني ابن عمي حيث أشقاني في بيتي، والله لن أتدخل بعد اليوم في الشؤون الإسلامية الخارجية والحكم والدولة أبداً.
وعاهدته على ذلك وقالت قولتها الشهيرة: (لقد كنت ملكةً في داري والآن سقطت من عرشي فأرجع ملكةً حيث سروري وسعادتي وأطفالي ولا أتدخل فيما ليس لي به علم ولا شأن والله لم يكلفني به) وتابعت قائلة: (أنت ملك خارج الدار وأنا ملكة في داري) وعادت الحياة الزوجية السعيدة إلى الجودي.
هذا عمر الإنسان اللطيف الذي يسمع نصيحة رسول الله ﷺ في قوله: (شاورهن وخالفهن فإن في خلافهن البركة).
ويقولون: كل الرجال على النسوان رجال، إلا فطاحل الرجال (قلال) أي قليلين، وهم سائرون على مبدأ إنساني لطيف، عملاً بوصية رسول الله ﷺ: (رفقاً بالقوارير).
هذه هي التربية الإسلامية الإنسانية الكاملة ليست بالتربية الوحشية الهمجية ولا بالشيطانية، فمن كان يستطيع أن يسيّر المركبة الأسروية كعمر وهو أسماهم وأرقاهم وأعلاهم وأجدرهم!
وعند أهل الشام الذي يستعمل قوته العضلية على امرأته يقولون عنه: (نذل)، ويقولون مَثَل: (سلّط المرأة على الرجل وسلّط الصبي على المرأة).
إذن: هذه معاملات سيدنا عمر الودية الرحيمة الحنونة الإنسانية مع أهل بيته قد أعطاها كامل الحرية والرخاء في بيتها فهي الملكة، ولكن إذا تدخلت في شؤون المملكة والحكم خارج بيتها ظهر من سيدنا عمر ما لم يظهر منه قبل ذلك، فهو ليس عبداً لشهوة أو هوائي يتبع أهواءه، إنما هي الرحمة والإنسانية والحكمة ليرقى ببنت جنسه إلى الجنات.
أما الرواية الثانية: وهي أن زوجة سيدنا عمر أصرّت على الذهاب إلى المسجد لِتَحضُر درساً من دروس سيدنا عمر الذي كان يُعقد بعد صلاة الفجر...
وقالت له: أنت زوجي، ولستَ غريباً عني، وأنا امرأتك حلالك وكلهم يستفيدون منك ومن درسك إلا أنا، ووقت خروجي عند الفجر والوقت لا يزال ظلاماً والمكان الذي أجلس فيه هو السدة لا يراني أحد ولا أرى أحد ولا يعلم بي إنسان إلا أنت فأين المشكلة في ذهابي لأنتفع من درسك، وأنا زوجتك أقرب الناس لك ألا يحق لي سماع درسك؟
سمح لها سيدنا عمر بالخروج ولكن دبّر لها تدبيراً كان لها درساً عملياً: إذ قام من خلفها بلمسها وهي لا تدري أنه زوجها سيدنا عمر فالتفت وراءها بحجابها الساتر لوجهها لترى من فعل ذلك، ولكنها لم تره لأن الوقت عند الفجر والظلام ما زال يخيّم، واختفى سيدنا عمر وغاب ولم تعرفه، فعادت المرأة إلى بيتها لا تريد مواصلة المسير والذهاب للمسجد أبداً، لقد عدلت عن الاستمرار في طلبها، وفي الضحى عاد سيدنا عمر وسألها:
هل أعجبك الدرس؟ فأجابته:
والله لن أخرج بعد هذا اليوم من بيتي أبداً إلا إلى القبر لقد فسد الزمان والله لا خير في هذا الزمان وأهله.
فهذه القصة تبيّن لك الحكمة التي اتبعها سيدنا عمر والتدبير الحكيم الذي دبَّره، فالذي كان يسيّر الكرة الأرضية بنجاح ألا يستطيع أن يتصرّف مع امرأته بتدبير ذكي رائع يجعلها تطبق الآية الكريمة: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ..} سورة الأحزاب: الآية (34). من غير أن تعلم وبقناعة منها دون جبر أو قسر؟!
تالله إنها لحكمة بليغة، وبهذا الدرس العملي جعلها تسير بأمر الله ولم يصطدم معها أو يكسر خاطرها بل سَلَّكها مَسلكاً يصل بها إلى الجنة دون أن يُعلمها أو تعلم أنه تدخل في قرارها، بل على العكس هو سمح لها بالخروج ولكنّ القرار بعدم الخروج من البيت صدر من ذاتها لذاتها ومن قرارة نفسها وطبّقت الآية، وبذلك ضمن لها الجنة، هؤلاء الصحب الكرام ألطف خلق الله، فهم كأزواج خير الأزواج ولكن معاملتهم الإنسانية رحيمة بلا كسر خاطر ولا إكراه يعطون كل ذي حق حقه.
ووضع الندى في موضع السيف في العدا مضر كوضع السيف في موضع الندى
الرواية التالية عن سيدنا أبو بكر:
يا أخي السائل: هل نسي الصحابة الكرام العظام خليفة رسول الله وسيدهم من الهدايا ما يكفيه وأهله ويغنيهم عن أيّ شيء، بل ويجعلهم ينفقون ما يزيد عندهم الكثير منها ومن الحلويات على الفقراء والمحتاجين؟!
هل يترك الصحابة سيدهم أبا بكر الصديق وهم يفدونه بأرواحهم، هل يتركونه دون هدايا؟!
بل كانوا يتسابقون بالأعطيات لسيدهم والهدايا، حتى يزيد عنده ويوزّعها لمستحقّيها على مبدأ (تهادوا تحابّوا)، وطالما رسول الله يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، كذلك سيدنا أبو بكر يقبل الهدية، فما حاجته في الراتب من بيت المال؟! رغم أنه كان له من قبل بيت مال المسلمين مخصص للخليفة وهذا ما اتفقت عليه الصحابة كلّهم، وليس سيدنا أبو بكر يأخذ من تلقاء نفسه، ولكن ما حاجته في الراتب وهو يزيد عنده المؤن ما يجعله يوزِّع منها الكثير على المحتاجين؟! وكانت الوفود تأتيه وفي كل وقت فيكرمهم ويطعمهم، فكان بيت الخليفة مضياف. فما حاجة زوجته بالادخار والهدايا تملأ البيت وتتدفق من بيت الخليفة لبيوت المحتاجين والأقارب؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدنا الفاضل أرجو منكم تبيان كل الإجراءات المترتبة على الأهل إذا جاءهم مولود.
1- (أذان - ختان - عقيقة ..إلخ).
2- هل رؤية الناس للمولود فيه ضرر للمولود وأهله؟
3- ما هي الطريقة لتفادي الغيرة بين الأخوة؟
4- هل للاسم دور في حياة الشخص؟
5- هل يعطى المولود زيت خروع؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
1- بالنسبة للأذان لا بأس به.
والختان: من الأمور الصحية ضروري للطفل، وكلما كان أبكر كان أفضل، فهذه الحشفة كان لها وظيفة عندما كان الجنين في بطن أمه تقي البشرة من الاحتكاكات والتنبيهات العصبية فينمو الطفل بشكل جيد دون إثارات عصبية، لأن منطقة البشرة منطقة تجمع الأعصاب، فهذه الحشفة تقيها الاحتكاكات والتنبيهات أما بعد خروج الطفل من بطن أمه فلا وظيفة لها، وتكون ببقائها مجمع للجراثيم والمكروبات والإنتانات والالتهابات الجلدية. فالختان وإزالة هذه الحشفة يقي الطفل من الالتهابات والجراثيم والمكروبات فهذه من الأمور الصحية الضرورية.
- العقيقة: إذا كان الأب في حالة مادية حسنة وكان غنياً لا بأس بها وإلا فغير مشروطة أبداً.
فإن نفذ العقيقة بشرط إعطاء اللحم للمحتاجين والمحرومين (فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
واعتاد الناس الآن أن يذبحوا خاروفين للمولود الذكر وخاروفاً واحداً للأنثى فما هذا التمييز العنصري! اذبحوا لله وأطعموا البائس والفقير وانفعوا وانتفعوا.
2- الأفضل عدم إراءته للناس (مالهم وماله) ويخشى من الحسد والمرض. أهله فقط يرونه.
3- يجب عدم إظهار حب الصغير أمام أخيه الكبير أو إجمالاً أمام أخوته لئلا تتكرر قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإبعاده عن عيون الناس خير وآمن عواقب.
4- أوصى ﷺ أن نسمي أولادنا ونختار لهم أسماءً جميلة حسنة ذات معنى وذلك لكي لا ينقم الابن على أبيه في كبره أن سماه اسماً قبيحاً، ولأن الإنسان يحمل اسمه ولكل مسمى من اسمه نصيب وفي انتقاء الأسماء الحسنة نأمل ونتفاءل بالخير.
على الأب واجب أن يسمي ابنه اسماً جميلاً بين الناس (وخير الأسماء ما عُبِّدَ وحُمِّدَ).
5- لا بأس من إعطاء المولود زيت خروع إن كان هناك أسباب ودواعي مرضية (كلوا الزيت وادهنوا به) وذلك بمقدار بسيط يتناسب مع عمره.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يدور حول قضية في منطقتنا الزراعية وهي:
كيف نتعامل مع حيوانات تؤذي مزروعاتنا، أعزكم الله (الكلاب)؟ فهي تأتي بشكل قطعان وتعيث بالحقول تخريباً وفساداً والعملية تتكرر دائماً، فبعض الناس نصحوا بالسم لقتلها (لا سمح الله) وأنا محتار بماذا أتصرف حيال هذا الأمر؟؟
أفيدونا أدامكم الله لنا نعم المعلم والمرشد وشكراً.
هذه المخلوقات (الكلاب) قد سخّرها الله لخدمة الإنسان، ومن صفاتها الوفاء فهي صديقة الإنسان وليست ضارة ولا مؤذية فهي بطبيعتها أليفة مفيدة، تطرد الوحوش عن القرى وعن المزروعات والبساتين وتحرس المواشي، ولكن الظلم صدر من الناس فراحوا يؤذونها ويقتلونها ويطردونها ولا يطعمونها، فقسوا عليها بدل أن يحسنوا لها ويطعموها ويقدروا خدمتها لهم وحراستها طوال الليل لهم ولمواشيهم ولمزروعاتهم وبساتينهم.
فلو أن كلَّ مزارع ربى عنده (كلب) وعني به لما حصل الذي تفضّلت به، ولكن القسوة واللؤم صدر أولاً من الإنسان، أما هذه المخلوقات فهي مسخرة لخدمة الإنسان وأليفة بطبيعتها.
في إحدى قرى الجولان (خان أرنبه) وفي سنة 1971 قام البعض بتسميم الكلاب جميعها فلم يبقَ عندهم كلبٌ واحد، فلم يستطع الأهالي بعد هذا العمل أن يخرجوا من بيوتهم بعد صلاة المغرب ومجرد ما أظلم الوقت كلٌّ يأوي إلى بيته ولا يخرج منه أبداً، السبب في ذلك: أن الضباع صارت تصول وتجول في الشوارع والحارات داخل القرية ومن يخرج من بيته يتعرض إلى أذى هذه الضباع المفترسة، فهي منتشرة في كل مكان. إذن: الكلب له وظيفة لا يستغنى عنها أبداً.
فهل يستطيع الراعي أن يسير بأغنامه دون كلب يحرسهم من الذئاب والضباع؟! إذن: ما علينا إلا الإحسان لهذه المخلوقات الأليفة وإطعامهم، والأذى الذي نراه والضرر إنما مصدره وسببه السكان الذين آذوهم وأولادهم الذين يلاحقونهم بالأحجار ويطردونهم من القرية.
أما قديماً: فالمعروف عند الأهالي أن الكلب لا يمكن الاستغناء عنه في كل مزرعة وفي كل حظيرة، فنباحه يبعث في نفس المزارع والفلاح الأمان في الليل، وينبهه من الوحوش والأخطار فيحترز من المعتدين والسارقين. فكان الأهالي إذا أرادوا أن يفعلوا خيراً أو يقدموا صدقة من أجل شفاء مرضاهم، يطعمون هذه المخلوقات المفيدة الأليفة، فتتعافى المرضى. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تلك الكلاب مخلوقات مسخرة في وظيفتها وهي مسيّرة لما خلقت له، والله يسيّرها لخدمة الإنسان وضمن وظيفتها لابدّ أن يصدر عنها بعض المضايقات.
يا أخي:
كذب المفسرون وقساة القلوب من المشايخ مقلدة العلماء بأن البيت الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة، والله الرحيم ينسف أقوالهم بالقرآن ذلك بأن أهل الكهف رضي الله عنهم وهم سيكونون وزراء سيدنا عيسى عليه السلام عند ظهوره ليمسح الكفر والطغيان إلى يوم القيامة كان يحرسهم كلبهم كما بسورة الكهف، فهل هجرتهم الملائكة لأن لديهم كلب يحرسهم؟! كلا أبقى الله تعالى هذا الكلب ألوف السنين ولم يمته. إذن قولهم لا أصل له.
ما علينا إلا أن نطعمهم والإحسان إليهم، وبالتأكيد سنجدهم مسخرين لخدمتنا كما هي وظيفتهم وسيعود الأمان ويعودون إلى خدمتنا بدل الأذى لنا، يجب تبديل المعاملة نعاملهم بالإحسان فيقابلوننا بالإحسان وإذا أخذ كل واحد منهم كلباً ليربيه فيكون أفضل.
إذن غيّر الإساءة بالإحسان، بدل أن نضربهم بالأحجار نطعمهم الخبز.
هل فعلاً الجن تستطيع دخول جسم الإنسان، وهل فعلاً يحدث تزاوج بين الإنس والجن؟
نعم يستطيع الجن دخول جسم الإنسان وذلك الدخول دخول نفسي وذلك بأن يستخدم الشيطان الجني الساحر الإنسي من شعاع نفسه فيتوصل بواسطته إلى المسحور، فيخيِّل إليه ما يشاء مما فيه إيقاع الأذى وإنزال الضرر، وبشيء من التفصيل نقول:
إن الساحر عندما يتجه إلى المسحور يسري شعاع نفسه إليه فينتهز الشيطان هذه الفرصة ويسري في ذلك الشعاع ويدخل فيه على المسحور، وهنالك يخيِّل له ما يشاء من إنشاء روابط، أو نقضٍ، أوحلٍّ للعلاقات القائمة.
والحقيقة: أن الساحر لا يمكن من سوق الشيطان، وكذا الشيطان لا يستطيع استخدام نفس الساحر، إلا إذا كان المسحور امرأً ظالماً من قبل مستحقاً لذلك الأذى بما صدر منه من أعمالٍ منحطة، فكان عليه استحقاق أو كان قاسي القلب، فاشترك الشيطان والساحر في إيقاع الأذى عليه قال تعالى: {..وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ..} سورة البقرة: الآية (102).
إذن تسري نفس الساحر نحو نفس المسحور حتى أنها لتلامسها وتصطك بها ويشتبك شعاعها بشعاعه، وهنا يتهيأ السبيل للشيطان، فيتخذ من نفس الساحر مسلكاً وطريقاً يمرّ به إلى نفس المسحور، فيوقع فيه الأذى والمضرّة، وتكون نفس الساحر آنئذٍ بالنسبة للشيطان كالسلك بالنسبة إلى القوى الكهربائية.
ولو أن المسحور كان رجلاً مستنيراً بنور الله بالتجائه إلى الله لما تمكن الساحر والشيطان من إيذائه والإضرار به ذلك لأن الالتجاء الصادق إلى الله يجعل النفس محاطة من جميع جهاتها بنوره تعالى، وبذا تصبح في حرز منيع ويقف ذلك النور الإلۤهي سداً بينها وبين الشيطان، فإذا أراد اختراقه هلك واحترق، قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} سورة النحل: الآية (99-100).
والرسول ﷺ وظيفته في المحراب هي محاربة الشيطان عن أصحابه وأحبائه، فالشيطان يطمع في إضلال من سلك في طريق الإيمان، ويسعى جهده ليزرع فيه الشكوك والتخيلات التي تحزنه وتثبطه عن المسير في طريق الحق.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى..}: فالرسول ﷺ بما اكتسبه من رحمة من الله يتمنى بها هداية الخلق وإخراجهم من الظلمات إلى النور وحين يبدأ رسول الله بهداية الناس، يأتي الشيطان فيلقي الوساوس: {..أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ..}: في قلب الشخص الذي تمنى الرسول هدايته. فالأمنية التي تمنّاها من هداية الخلق يأتي الشيطان فيلقي بوساوسه في قلوبهم.
{..فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ..}: فالله تعالى يُري الرسول نسخة إلقاءات الشيطان ليرُدّ عليها للمريد الصادق الذي يريه تعالى الحق بإقباله عليه جلَّ وعلا فيشاهد حقيقة ما يلقي الشيطان: {..ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ..}: الرسول يبين بالمنطق فيزول الريب، ويحلّ محلها الحق والكمال والتأويل الحق في نفسه {..وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: لعلمه بصدق هذا الشخص ينسخ ما يلقي الشيطان. {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ..}: ليخرج ما في نفوسهم من خبث، ثم يؤمنون بعد التوبة الصادقة إثر العلاج. {..وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ..} سورة الحج: الآية (52-53): الذين لا تلين قلوبهم لذكر الله.
أما عن سؤالك هل فعلاً يحدث تزاوج بين عالم الإنس والجن؟
نقول: من الناحية الجسدية لا يحدث تزاوج أبداً لأن الله فصل العالمين عن بعضهما فلا تستطيع الجن أن تظهر بالمادة أو تسيطر على المادة في عالم الإنس وكذلك الإنس لا تستطيع أن تسيطر أو تخرج لعالم المادة عند الجن ولكن اللقاء يحدث بين العالمين من الناحية النفسية، كما بالآية: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} سورة الجن: الآية (6).
إذن: هناك لقاء نفسي بين بعض الإنس الشاذين وبين بعض الجن الشياطين.
فشياطين الإنس والعياذ بالله تتزوج من شياطين الجن، وهذا الزواج نفسي وليس جسدي مادي. لأن النساء الشيطانات أضعف وأضعف من الرجال الشياطين.
قال تعالى للشيطان اللعين: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ..} سورة الإسراء: الآية (64).
السلام عليكم
ورد في الصفحة 149 من تأويل جزء عم "وأنت لما أحبه لك ربك من الخير لشديد البخل على نفسك".
والسؤال: من هو أنت ومن هو نفسك؟ حيث يوجد شرح كثير من الآيات بما معناه: (حاسب نفسك).
فكيف أحاسب نفسي مع أن النفس هي المكلفة! ولكم جزيل الشكر.
تسأل: من أنت؟
أنت إنسان والإنسان صفة لمن استأنس بربه واستأنست به الكائنات إذ وعى من الله الكمالات الإلۤهية وذلك حينما قبل حمل الأمانة دون سائر المخلوقات وتصدى هو لحملها وتراجعت كافة الأنفس عن حملها، عاهد على الاستقامة وعدم الخيانة وبذلك رضي الله عنه وأكبر مغامرته وأثنى عليه وأقبل على الله فنال منه الأنس والإنسانية وعبَّ من جناب ربِّه المكرمات والصفات الحميدة واتشح بالفضيلة وازدان بالكمالات الإلۤهية، وغدا بجنة القرب من الحضرة الإلۤهية. وهكذا دوماً فكل إنسان لم يغيّر يبقى نبياً أو رسولاً.
إلا أنّ الإنسان الذي قدم إلى الدنيا نكث بعهده ونقض العقد والمواثيق وانقطع بدنياه الفانية الزائلة عن ربه الممدّ له بالحياة والنماء والكمالات، وغدا نفساً نفسانية وترك إنسانيته واتصف بالأنانية واللؤم وحبِّ الذات واتسم بالصفات الدنيئة من شح وبخل وخيانة وغدر، وخلع لباس الإنسانية وتردى برداء الوحشية وربما الشيطانية، وصار نفسانياً تسيّره أهواؤه ورغائبه الشهوانية، وهواه هو سبب عماه وسبب ترك الجنات والنظر لوجه ربه.
إذن، الإنسان ونفسه شيء واحد ولكن هناك مرحلتان وطوران مرَّ بهما.
فحينما كان في الجنة بالقرب من ربِّه ومتصفٌ بالإنسانية، وقد حوى وأنى الكمالات الإلۤهية، فقال: أنا مما أنى، وهذا هو أنْتَ (أنت): بما أنيْت من كمالات.
ولكن بانقطاع المرء عن ربه وعندما شلح ثوب الإنسانية واتصف بالحيوانية صار نفساً نفسانياً هوائياً والله يدعوك بإنسانيتك لكي تعود إلى جنتك، يذكرك بما فيك من كمال قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} سورة الانفطار: الآية (6).
يخاطب بني البشر بصفة الكمال التي اتصفوا بها حينما استأنسوا بربهم ووعت وعقلت أنفسهم كمالات ربها ليرجعوا إلى أنسهم وإنسانيتهم ويسعدوا بربهم.
فالنفس إذا توجهت إلى الله أصبحت مرآة لكل الأسماء الحسنى واتصفت بالصفات الإلۤهية، وصدرت بأعمالها بالكمالات، وعندما تغيّر وتعرض عن الله ولم تعد تراه فمن سيطعمها ويسقيها فصارت تعمل بأساليب المكر والخداع والكذب والخيانة وعدم الأمانة والقسوة وعدم الرحمة. بأساليب ميكافيلي فتوجهت إلى الدنيا وعبت صفات اللؤم والعلل والأمراض. فإن رجع إلى ربه عاد إنساناً وإلا فهو في صنف البهيمية.
السلام عليكم
معلمنا الجليل أود أن تجيبني على سؤالي ألا وهو أن الهواء هو السماء الأولى التي تحيط بالأرض والثانية الغيوم كما ورد في قولكم، فلماذا الطائرة المحلقة فوق الغيوم والأناس الذين بداخلها لا يموتون ويختنقون؟ وبارك الله فيكم. السلام عليكم.
1- لأن سماء الهواء سمكها حوالي 110 كم والطائرة لا ترتفع فوق سماء الهواء أبداً بل دائماً ضمن سُمْك الهواء وفي الهواء لذا لا يختنقون.
2- سماء الغيوم ضمن سماء الهواء وعلى الهواء، فالسماء متطابقة وكما قال تعالى ((طباقاً)) أي متداخلة ببعضها ولكلٍّ طبقته {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً..} سورة الملك: الآية (3).
أما سماء الغيوم فتعبد على أكثر مدى 5 كم وسمكها حوالي 5 كم، إذن السماء الثانية تعادل 10 كم.
وهي متطابقة متداخلة مع سماء الهواء، وحتى أن بعض قمم الجبال أعلى من سماء الغيوم ولكن ليست أعلى من سماء الهواء حيث يوجد في القمم سكان يتنفسون.
ورد في سؤال منشور على موقعكم أنّ: "العادة السرية أكبر من الزنا".
فلماذا العادة السرية أكبر إثماً من فاحشة الزنا أرجو التوضيح؟
يقول تعالى: {..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} سورة النساء: الآية (29).
الفاحشة: خيانة أمانة مع شخص آخر ولها مغرياتها ومسبباتها الإغوائية الشيطانية.
العادة السرية: خيانة الأمانة، خيانة ذاتية في الأقرب وهو الجسم الذي مُنحه لعمل الإصلاح والفلاح فخانه وهو الأقرب، هذا لم تعد له أمانة إذن على المحرمات على التأبيد. جسم الفاجر الآخر أبعد من جسمه وله مغرياته الشيطانية فجرمه أخف من هذا الجرم. بالفاحشة جواذب شيطانية، بالعادة السرية خلْق للخيانة وعنفها تدميري للجسم والنفس أكثر بكثير من الفاحشة.
وفي الآخرة يشهد عليه جلده وجسمه ليس فقط بما استعمله خيانة بغيره ولغيره، بل بما فعله به فمن وصل لهذه الدرجة ورضي بممارستها، فلا أمانة له بعدها أبداً إلا إن تاب توبة لم يعد لها بعدها أبداً.
من لا أمانة له على جلده لا أمانة له على شيء، بل هي الخيانة العظمى وإلا ستشهد عليهم جلودهم بالآخرة كما قال تعالى وسترحمهم باشتعالها بهم بالنيران لتخفف عنهم آلامهم الجهنمية النيرانية العظمى. وكفى بنفسه عليه حسيباً.
الحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قال أن العادة السرية أكبر من فاحشة الزنا.
سلام عليكم.. سؤالي: كلمة عبادة. نعبد. يعبدون. عبودية. سيدي وأستاذي شو معنا العبودية ومتى يصبح الإنسان عبد إلى الله عزّ وجلّ ولكم كل الخير. عمار محب للرسول. وإذا تكرمتم أريد معنى أسم عمار. وشكراً
العبادة لا تصح إلا لله ولا تكون لغيره أبداً، العبودية لله وحده لا لنبي ولا لرسول ولا لملَك لأن الله هو الذي خلقنا وربّانا وبنعمه وبفضله حبانا ومنحنا السمع والبصر والحواس وبه تعالى تسري الحياة في دمائنا وفي كافة الأحياء ويسيّر الكون كله بتجليه عليه.
فالله غمر الكون كله بنوره وبكافة أسمائه وبكلمة منه كان الكون، وسار بنظام كامل ودقة متناهية، فلا يستحق العبادة سواه، لأن البشر عاجزون أن يمنحوا شيئاً ضئيلاً لهذا الوجود ولا يستطيعون أن يأتوا بأثر بسيط ولو كان بعوضة صغيرة، أما الله فهو وحده يخلق ويمنح الحياة ويسيّر الكائنات جميعها.
فالعبادة هي:
أن تفكر في هذا الكون حتى تؤمن بالله وتصلي، فالصلاة مبنية على الإيمان، والإيمان مبني على التفكير فمتى فكر الإنسان عبد ربّه. فالعبادة هي أن تفكر بالكون وسيره حتى تصل إلى أن الله معك أينما سرت وأنى اتجهت وحيثما التفتت، فلا ترى شيئاً إلا وترى الله معه، وكل شيء ما عدا الله سراب زائل، ولا حياة ولا قيام ولا وجود إلا به تعالى وبإمداده.
(اعبدوا الله): أي: آمنوا بلا إلۤه إلا الله: استجيبوا لداعي الله من خلال آياته الكونية وفكروا بالكون، عندئذٍ من فكر آمن تحصل له صلة واتصال بالله وينعم بما يغمره به الله من نعيم قلبي ولذة نفسية لا يعادلها لذة يجدها المؤمن بصلاته فيضحي بالغالي والمحبب على قلبه تجاه ما يجده من حال عالٍ في النعيم بالقرب من الله، فلا يسأل عن الدنيا إن أتت إليه أو ذهبت عنه ولا يعبأ بها وإن سيقت له بحذافيرها، ولا قيمة لها تجاه ما يناله من الله بصلاته هذا يطيع الله ويعبده عن رضى وطوع وحب.
فالإنسان لا يطيع إلا أوامر الذي يراه ويرى فضله عليه، فإن طغت الشهوة وحب الدنيا على قلب المرء فأعمته فهو لا يرى سواها لذا تراه عبداً لشهواته {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ..} سورة الفرقان: الآية (43).
أما إن استعمل الإنسان فكره وتوصل إلى ربّه عندها يبدله الله بما يغني نفسه عن الدنيا وملذاتها فتراه يخضع ويطيع جميع ما يملي عليه ربّه من أوامر.
إذن: متى فكر الإنسان بآيات الله حتى أوصله ذلك للصلاة والاتصال بالله يكون وقتئذٍ عبداً لله حقاً.
وتسأل عن معنى اسم (عمار).
فنقول: عمار من الإعمار والتعمير. فالإنسان كائن مفكر وبتفكيره يعمِّر. فإذا فقد الإنسان فكره صار مجنوناً، والمجنون لا يعمِّر إنما يخرِّب، والأطفال فكرهم قاصر فلا يعمِّرون شيئاً، إنما يلعبون ويمرحون بل ويخربون.
إذن: الذي يفكر هذا يعمّر، فإما أن يفكر بالدنيا ويسيِّر فكره تبعاً لهواه الأعمى، فهذا يعمّر الدنيا والدنيا إلى زوال وفناء وعماره بالتالي إلى خراب وزوال. والدنيا دار من لا دار له وإليها يجمع من لا عقل له. أما إن فكر بالموت والمصير فهذا يعمِّر الآخرة يعمِّر الجنات التي لا تزول وتبقى ببقاء الله الدائم. وهؤلاء منهم آل عمران المذكورون في القرآن. هذا يا أخي معنى كلمة (عمار): فلا تغتر بما يغدو خراباً ولا تعمّر ما يعود عليك بالسوء والهلاك.
عمّر ما يعود عليك بالجنات وما فيه رضاء الله بعد أن تؤمن، عمّر قلبك بالإيمان والصلاة ومحبة الله ورسوله تكن من الفائزين.
أما عمّارين الدنيا فهم كما قال فيهم الشاعر:
لدوا للموت وابنوا للخراب فكلكم يصيـر إلى تـــــراب
وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، المغرور فيها الذي ترقص له ويرقص لها.
السلام عليكم
ما هو الذي يدور في فلسطين من جرائم؟ هل هو اختبار من الله إلى جميع المسلمين؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينطبق على الفلسطينيين المسلمين الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} سورة البقرة: الآية (156).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل ما هي حقيقة حاتم الطائي؟ ولكم جزيل الشكر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على حسب النقل والسماع أنه رجل كريم كرماً لا يكاد يبارى فيضحي بكل غالٍ وثمين لإكرام الضيف حتى بالضروري وبما عنده.
لكنه ما كان مؤمناً ولا يعرف ربَّه ولا الآخرة، فعل ذلك ليُقال عنه سيد الجود والكرم، أي لهدفٍ دنيوي وقد قيل ونال طلبه في الدنيا واشتهر. لقد نال ما تطلَّب وتمنى من الثناء والحمد بين العرب ولا حظَّ له في الآخرة فالنوال في الآخرة من الجنات مشروط أن يكون الهدف الهداية إلى الله ورضاء الله وفي سبيل الله وإعلاء كلمة الله وهذه كلها بحاجة لإيمان. نال مطلبه الدنيوي غير منقوص من شهرة في دنياه وكفاه.
والصحابة الكرام هم القدوة المثلى لأنهم آمنوا بالله ورسوله، فجاء أعداء الحق وأساطين عباد النار وأئمة الكفر من الإسرائيليين وبدأوا يكيلون لمثل شخصية حاتم الطائي وغيره المدح والثناء ويقصون عنه القصص الخيالية ليحولوا الناس عن الصحابة الكرام وبالتالي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ليعودوا بهم إلى العروبة، ولم يكتفوا بصرف الناس عن سيدنا خالد والصحب الكرام رضي الله عنهم بحاتم الطائي بل أضافوا قصص لا أصل لها من الحقيقة في شيء أساطير خيالية عن عنترة والزير والبهلوان وفيروز شاه وغيرها من قصص وروايات، كلها ليحولوا الناس عن أهل الإيمان والإسلام لئلا يكونوا مقتدين بأهل الحق ولئلا يعيدوا عظمة الإسلام فكلها دسوس بدسوس لا أصل لها.
فحاتم الطائي كانت نيته دنيوية لأنه لم يكن مؤمناً ولا يعرف الآخرة، ولا ننسَ قوله لابنته:
أماوية إنَّ المال غادٍ ورائـح ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أي أنه يطلب الشهرة والذكر الدنيوي فأعطاه الله ما هو طالبه.
والله قال حتى عن الصحب الكرام قبل الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل أن يؤمنوا في ضلال مبين، وهو عليه السلام علّمهم الإيمان كما بالآية الكريمة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} سورة الجمعة: الآية (2).
إذن كان العرب في الجاهلية قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضلالة غارقين وجاء عليه السلام وعلمهم سلوك طريق الإيمان (إنما بعثت معلماً) للإيمان وكل من لم يتعرف على ربه وإن عمل أعمالاُ عظيمة في ظاهرها عظيمة لابد أن تكون له نوايا دنيوية نفسانية لأنه لم يشاهد إلّا الدنيا وهو يعمل لها إن شاء أو أبى لأن الإنسان يعمل لما يشاهد.
تزوجت وتنورتها قصيرة وهي تتجول في الطريق والعرس قائم وهي تبحث عن فستان الفرح الأبيض لأنه لم يعجبها القصير ما هو التفسير يا ترى؟
بالنسبة لمن رأى هذه الرؤيا:
هذه بشارة من الله وأنه إن شاء الله سوف تتركي الزي العصري القصير وترتدي اللباس الساتر الشرعي الطويل ثياب الطهر والكمال.
وأنك سوف تعودي إلى الصفاء والنقاء والبياض وترفلي بالنور الإلۤهي بتطبيق شرع الله وتنعمي بالسرور القلبي والفرحة والحبور، ولو كنت الآن بين قوم جاهلين فإن شاء الله أنه سيبدلك بالخير العميم.
فهذه بشارة من الله طالما أنك تكرهين القصير ولا يعجبكِ.
هذا، وقد تكون هذه الرؤيا معبّرة على تقصيرات قلبية نفسية سوف تتجاوزيها وتشفى نفسك وترتقي إيمانياً وعلى الوجهين هي رؤيا بشرى وخير ستنالينه بإذن الله، فاطمئني واسعي لما يرضي الله.
هل صحيح ما يقال بأنكم فرقتين (ديرانية - بانية)؟ وكل واحدة تكفر الأخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من قال ذلك؟! ليس هناك علوم ديرانية ولا فرقة ديرانية ونحن ليس لدينا خبرها.
أُطلقَتْ تسميات كثيرة وصفات كاذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا عنه وحاشاه "مجنون، ساحر، كاهن، معلم"...الخ
أقوال المغرضين وأقوالهم مردودة عليهم.
فهل يمكنك أن تسأل لماذا تقوّلوا عنه صلى الله عليه وسلم هذه الأقاويل؟
أطلقوا علينا فرقة الديرانية وكذا أطلقوا اسم المتحجّبين وقالوا فرقة التأويل وفرقة جزء عمَّ وقالوا عنا جماعة القرآن وسمّونا بالصوفية. وهذا كله لا أصل له، إنما هي تقوّلات لا نعرفها.
ونحن نقول: لا يوجد رسول إلا افتروا عليه ولا داعية للحق إلا تقوّلوا عليه وهذا هو واقعنا أيضاً.
ونسأل: هل هناك فرقة ديرانية أو علم ديراني؟!
نحن لا نعلم أنه عنده علم كلمة واحدة.
كلها من علوم العلّامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره.
هل صدر كتاب عن العلوم الديرانية؟! أو كلمة واحدة؟! فعلام استندت حتى صدقت هذا القول فسألت عنه؟
والديراني تابع ومريد عند العلّامة، ولم يخرج بجميع كتبه ولا بكلمة واحدة عن دلالة العلّامة محمد أمين شيخو. وأنت انظر بنفسك واحكم بذاتك ولا تسمع من فلان وفلان فهل أنت سمعت بعلوم الديراني؟! حتى تسأل عنها وتقول فرقة ديرانية، والديراني نفسه لم يسمع بتلك العلوم الديرانية المزعومة زوراً.
وهل عندكم علم بهذا، ولماذا تنقلون كلام الزور والبهتان والذي لا علم لكم به!
وفي الحقيقة الأصل واحد تفرع عنه سبلاً.
ونحن نتلو كلام العلّامة ولا نزيد كلمة واحدة كما قلنا فمن أين أتت فرقة الديراني. أعلمونا بها ونحن والله لا نعلمها.
هذا من جهة ومن جهة أخرى نحن لسنا جماعة تكفيرية (ومن كفّر مسلماً فقد كفر)، ونحن الذين ننهل علوم العلّامة محمد أمين شيخو عن طريق ناشرها الديراني، لم يتكلم أحدٌ منا لا عن جماعة الباني ولا عن أيّ جماعة أخرى، ونحن نجلُّ ونحترم كل من يدعو إلى الله وإلى فعل الخير، فمن أين أتت هذه الأيادي الخفية في الظلام التي تعمل على تفريق المسلمين وتقول فرقة كذا وفرقة كذا؟!
ونحن لم نسمع بهذا من قبل إلا بعد أن أرسلتم لنا. والله لم نكفّر أحداً ولم نسمع أحداً يكفّرنا.
وهذه شهادة الشيخ راتب النابلسي فينا: قال لأحد الأشخاص المرموقين عندما سأله عنا فأجابه: ليس لديّ أيّ انتقاد على جميع الكتب التي أصدرها الناشر الديراني.
وكما قال له أيضاً: أنّ النبع واحد.
وإذا كان هؤلاء المتقوّلون لم يتورّعوا عن الكلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فهل يتورع هؤلاء البؤساء عن كلام الزور بحقنا وحق الباني.
نرجو يا أخي: حين تسمع مثل هذا الكلام ألا تشغل نفسك وتشغلنا بين القيل والقال وكثرة السؤال الذي يفرق بين المسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سيدي قرأت جواب حضرتكم على سؤال أحد الأخوة حول موضوع الرؤيا فقسمتم الرؤيا على أربع أنواع كما ذكرتم في الجواب فقلتم: (إن شذَّ الإنسان عن سلوك الطريق الصحيح وكان عاصياً ورأى في نومه أنه من أهل الجنة وأهل الخير والسعادة استبشر فيها. فليعلم أنها رؤية شيطانية أراد الشيطان أن يغرره ويوهمه أنه من أهل النجاة والفوز ليزيده ضلالاً على ضلاله ويستمر في غيه فعلى الإنسان أن يدرك عندها أن هذه الرؤية من نسج الشيطان).
وسؤالي إذا ورد في الرؤيا أناس أطهار عظماء فهل هذا الكلام ينطبق عليهم بأنها تخيلات شيطانية وهل الشيطان يستطيع أن يجسد هؤلاء العظماء (رسل - أطهار - أنبياء)؟! وشكراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلا لا ينطبق، ومعناها أنّ الرؤيا حقّ.
إن كان فيها رسل لا يمكن أن تكون غير الحقّ. لا يستطيع الشيطان أن يتمثّل بالرسل أو الأنبياء قطعاً.
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رآني فقد رآني حقاً فإنّ الشيطان لا يتمثّل في).
فرؤية الرسل الكرام صلوات الله عليه وسلم هي من الرؤى الصادقة التي لاشكّ ولا ريب فيها.
السلام عليكم سؤالي هل النفس مخلوق والروح مخلوق آخر أم الاثنين مخلوق واحد؟ وجزاكم الله خيراً.
نعم النفس مخلوق أبدي لن تعدم وهي مخلوق نفيس لأنها حملت التكليف، أي حملت الأمانة، فإن وفت بها بمجيئها للدنيا فلم تنقطع عن ربها واستدامت على الاستنارة به تعالى فبهذا النور ميَّزت الخير من الشر وتجنبت الشر وتمسّكت بالخير فهي خالدة في الجنات أبد الآباد، وإن خانت الأمانة وانقطعت عن الله ربّها عميت وحسبت الشر خيراً هلكت وواقعت الشرور والأذى وهي تحسبه خيراً لعماها عن النور الإلۤهي، خلدت للعلاجات الجهنمية والنيرانية لأمراضها ولا عدم لها.
أما الروح: فهي إمداد نوراني إلۤهي تحت إمرة النفس ازدادت نوراً عند الموفين بعهدهم ودوام اتصالهم بخالقهم ويذهب عنها نورها عند المنقطعين عن الله فهي مسخرة للنفس وحيادية، والنفس بالصدر وإشعاعها سار بالأعصاب الحاكمة على أجهزة الجسم والإمداد الروحاني بالقلب المادي وساري بالدم وبه الحياة المادية.
النفس التقية بالله المستنيرة حياتها بالله وموتها بالانقطاع عنه تعالى وعن نوره.
سيدي الفاضل إني من المنغمسين في الدنيا الدنية لأبعد الحدود وظلمت نفسي حتى ضقت ذرعاً من نفسي ومن انحطاطها، والآن أريد الخلاص واللجوء إلى الخالق، فهل ينفعني الانسحاب التدريجي اللطيف مما أنا فيه أم علي بالتغيير الجذري؟ أعينوني أعانكم الله وجزاكم عنا كل خير.
طالما تقول أنك ضقت ذرعاً من نفسك وتريد الخلاص واللجوء إلى الخالق.
فنقول: هذا عظيم، ودليلٌ على أن نفسك مجَّت الدنيا وخداعها وكذبها وأساليبها الملتوية وتريد الخلاص، فإذا هبت رياحك فاغتنمها، هذه فرصة قلَّما تحدث في العمر فاستغلها لكيلا يتحول حالك هذا وتعود للركون إلى الدنيا "لا سمح الله" فعليك بالتغيير الكلي وبقوة دونما مهادنة لقوله تعالى: {..خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ..} وأيضاً عندما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخمر وما يفعلون به وما ينفقون أجابهم بأمر من الله {..قُلِ الْعَفْوَ..} سورة البقرة: الآية (219). أي الترك بالكلية والله يقول: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ..} سورة الحج: الآية (15): أي يقطع المنكر بالكلية صغيرها وكبيرها ولكي تثبت على هجر المنكر وتصبر على الدنيا وشهواتها تحتاج بديلاً قلبياً وهذا لا يكون إلا بالصلاة الصحيحة لذلك قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ..} سورة البقرة: الآية (45): أي حتى تستطيع الصبر على الدنيا وهجرها عليك بالصلاة الصحيحة ولا تكون الصلاة الصحيحة إلا بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أهل الله الذين يربطون قلبك برسوله، وهجر حبابي الدنيا ولو كانت أمك أو أبوك، ولدك أو أخوك صديقك حبيبك.
والصلاة مبنية على الإيمان فكلما آمن المرء أكثر كلما تحسنت صلاته أكثر. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). يا أيتها النفس ادخلي في عباد الله وادخلي جنته. حذار: أنت يامن تسمع كلام غير الله، سيدمرك دنيا وآخرة أبوك أمك أخوك حبيبك صديقك سيكونون أعداء لك، وعندما تقع سينكرون اتباعك لهم.
عُدْ عودةَ المصمم على عدم النكوث والارتداد، عودة من لا يريد أن يغتر بهذه الدنيا الدنية ولو منحوه الدنيا بأسرها، من لا يبغي عن رضاء الله حولاً، وانظر كم ستنجب وكم سيعطيك الله ويجعلك مناراً للهدى ويجعل نفسك في صحبة قلبية مع النبيين، وسيغمرك تعالى بالجنات بالدنيا قبل الممات وبعد الممات، فلك أصحاب يدعونك إلى الهدى ائتنا فلا تتردد طرفة عين، وابقَ على الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم، وأُهنئك بالحظوة.
دمتَ لأهل الحق أهلاً وللسابقين السابقين رفيقاً ومحباً، تنل السعادة في الدارين ويحرم عليك الشقاء والسوء والبؤس، والحقيقة أن السلام والأمان لمن اتبع الهدى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالإشارة إلى جوابكم المتعلق بشرح آية:
{..وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ..} قلتم أن النفس لا تموت والنفس لا يمكن أن تفنى ولن يتأتى لها الزوال أو الفناء.
إذن ليست النفس مخلوقة من العدم لأنّ الذي لا يفنى لا يمكن أن يأتي من العدم.
ما هي ماهية النفس عند الخلق وهل النفوس أزلية وقبل أن تخلق النفوس ماذا كانت؟
مع جزيل الشكر والاحترام.
كل ما خُلق باق خالد أبداً لا يعدم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقبل أن تخلق النفوس لم تكن أبداً بل عدم.
حتى الأجساد تفنى ثم يوم القيامة تعود فلا عدم للنفوس بعدها، وسُمّي بيوم القيامة لأن الأجساد فيها تقوم وتعود وتشهد لصاحبها أو عليه {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ..} سورة فصلت: الآية (22).
مسألة تحويل ولا حول ولا قوة إلا به تعالى، فإن كانت تعدم فلمَ العدم؟ هل وجد تعالى في فعله وخلقه خطأ أو نقصاً أو عيباً فاستنكف ليعدمها؟ وحاشاه تعالى، والمؤمنون بالجنات خالدون فيها أبداً. إذن: عدم لا يكون، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً فالله يشهد أن لها أي للنفوس بداية في الخلق حين شاء بالحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق..).
كما أخبر تعالى سيدنا زكريا عليه السلام: {..وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} سورة مريم: الآية (9).
كما أخبرنا نحن لنفكر: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} سورة الإنسان: الآية (1).
فالله الرحيم حبُّه لخلقه كامل وعطفه شامل فلا يعدم أحداً، فهل حكم الإعدام هين؟!
ولفظ الله مشتقة من: (أَلِهَ، و وَلِهَ): فلو شاهدت ما آل إليه تعالى وتجليه على خلقه وحنانه وعطفه وإحسانه لهمت به هياماً وعشقته عشقاً سامياً، ولأُترعت نفسك بنعيم مقيم لكَ به تعالى بداية وليس لخلقه لسمو الإنسان وسعادته به نهاية.
إذن: فللنفس بداية عند خلقها كما في الحديث القدسي: (..فخلقت الخلق) وليس لها نهاية لأنه عدم لا يكون كما ذكرنا.
ماهية النفس:
النفس بدون الله لا جرم لها يُذكر ولا حجم، بل أضأل وأصغر من أية ذرّة في الوجود، فهي كالهواء تلك هي النفس المعرضة عن ربها انقطعت عنه، وهو الممد لها فغدت كالهواء لا يراها صاحبها ولكن لها أثر ووجود تماماً كالهواء لا يُرى ولكنه موجود. تدرك ذلك من خلال آثاره فمثلاً إذا حركت يدك أمام وجهك فإنك تشعر بالهواء، وكذا النفس لها وجود وتعرفها من آثارها ولا تحقق النفس نفاستها إلا بما تنال من أنوار وبهاء وجلال وجمال، ومن ذلك فالنفس مشتقّة من الشيء النفيس، لاسيما التي حملت الأمانة فهي تشتق من الصفات الإلۤهية ما تجعلها أسمى وأغلى وأعلى المخلوقات.
(لله من خلقه أوان فأحبها إليه أصفاها وأنقاها وأوعاها)
إذن: الأنفس عبارة عن أوان، أي: فارغة لا شيء فيها وهي على حسب ما حوت ووعت وحملت، والآنية على حسب ما يوضع فيها من خيرات أو عكسها، فالآنية مأخوذة من أنى بمعنى حوى، فإذا اتجهت النفس بصلاتها إلى بارئها وخالقها، انطبعت فيها من الكمالات الإلۤهية وحوت من الصفات الحميدة وحملت الخيرات، وإن كان العكس تركت النفس ربها وأعرضت عنه، فإنها ستتحول إلى الدنيا الدنية، وبما أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلاباً وبأساليب ميكيافيلي أي: الأساليب الملتوية من المكر والكذب والخيانة وعدم الأمانة ولؤم وقسوة، وبتوجه النفس إلى هذه الطرق تنطبع فيها تلك الصفات اللاإنسانية ويغدو المرء وحشاً ويتصف بصفات منحطة حيوانية، فالنفس كالمرآة تنعكس فيها إنعكاسات على حسب الجهة التي تتوجه إليها وهي آنية تحوي وتحمل من الصفات على حسب المنهل الذي تستقي منه.
(فأحبُّها إلى الله أصفاها): إن فكر الإنسان بالموت. (وأنقاها): من التعلق بغير الله، فإذا فكر الإنسان بالموت وساعة الرحيل ترك الدنيا بوجهته وعفَّ عن ملذاتها وعن أهلها وعافها، غدا إناءُ نفسه مؤهّلاً لأن يعي من جناب ربه. (وأوعاها): للكمالات الإلۤهية بصلتها واتصالها بالله بالصلاة. فتفيض على من حولها بما حملت من خيرات (كل إناءٍ بما فيه ينضح).
إذن فالنفس هي: بما أنَتْ ووعَتْ من ربِّها، والنفس هي عملها. فلا ماهية لها إلا عملها لقوله تعالى لسيدنا نوح عن ابنه في الآية: {..إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ..}.
وإن كان العمل صالحاً تصلح لأن تواجه به ربها فهي في الجنان بأكمل الصفات وأجمل الحلل البهية تزدان وطعمها طيّب وريحها.
والآن تبيّن لك حقيقة النفس:
فالنفس كانت ماء هذه ما هيتها بالأصل.
وحينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الرعاة في الطريق عن جيش أبي سفيان ومكانهم وتعدادهم، فقال له الراعي: أنت تسألني وأجيبك وأنا أسألك وتجيبني. وافق الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الراعي عن جيش أبي سفيان.
ولما جاء دور الراعي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت من أين؟
فأجابه عليه السلام: أنا من ماء. وأشار بيده تجاه السماء، فضاع صواب الراعي وأخذ يكرّر: من ماء... من ماء!
وتركه الرسول صلى الله عليه وسلم في حيرة ومضى في طريقه. وفي الآية {..وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء..} سورة هود: الآية (7): أي قبل الخلق إذ الماء هو الحياة وعرشه أي تجليه، فحياته تعالى ذاتية لا يستمدها من أحد لأنه الصمد أي أنه يمدُّ ولا يستمد وعلى هذا الماء تجلى تعالى بعدها فكانت النفوس.
سيدي الفاضل حفظه الله تعالى ما حكم من يسب ويشتم الأئمة كالبخاري ومسلم ومن لف لفيفهم حتى وإن كانت بعض أحاديثهم ضعيفة وموضوعة.
عوّد لسانك القول اللطيف.
السباب والشتم لا يجوز في أي حالة من الحالات ولأيٍ كان حتى ولو لم يكن مسلماً فلا يجوز سبّه وهذه ليست صفة المؤمن لأن: (المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء). ولا حتى من صفة المسلم لأن: (المسلم من سَلِم الناس من لسانه ويده).
والله يقول {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ..} سورة الأنعام: الآية (108).
كذا طالب الحق يترفع عن مستوى الأشخاص ويناقش الأفكار بالمنطق والحجة {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..} سورة العنكبوت: الآية (46). هذه معاملة المؤمن المعاملة الحسنة لا السبّ والشتم، حتى لو لم يكن مسلماً عليك أن تناقشه بالتي هي أحسن {..وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً..} سورة البقرة: الآية (83). لا يجوز التكبر على أحد.
وقبل أن يشتُم الشاتم ويسب غيره ليذكر أصله ممَّ خلق: (وطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس) إذ ربما يكون من شُتِم لا ذنب له بل دسَّ الداسّون على اسمه، واستغلوا اسمه وصيته وتقوَّلوا على لسانه ما هو منه بريء فنسبوه إليه زوراً ولو كان له ذنب فالله هو المحاسب له. وعلى كلّ حال الأئمة قد فارقوا الحياة ولا يجوز شتمهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم).
وقال تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة البقرة: الآية (134). فالله العظيم يأمرنا بتجنب الشتم.
وتفضلت يا أخي وقلت: وإن كانت أحاديثهم ضعيفة وموضوعة. إذن فارجع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (ما جاءكم عني فردوه إلى كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته وما خالفه فليس عني): إذن المؤمن ينظر للبيان والأفكار ويناقش بالمنطق ويُرجع ذلك إلى ما قاله الله فما وافقه قبِله وما خالفه تركه، ومن أصدق من الله حديثاً.
1. العادة السرية تعريفها وخطورتها.
2. الأغاني وكيفية البعد عنها.
وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول صلى الله عليه وسلم (من استمع إلى قينة صب فى أذنيه الآنك يوم القيامة) حديث شريف. والآنك هو الرصاص.
فهذه الأغاني الرخيصة تحبب للنفس وتزين لها الفواحش، فهي تعمل عمل الشيطان، تجر النفس إلى الزنا وتثير في النفس الشهوة الجنسية والله يقول {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..} سورة الإسراء: الآية (32): أي كل ما يقرّب النفس للزنا من مصافحة ونظر أو استماع أو مجلات خلاعية... {ولا تقربوا الزنا..}: إذ الأغاني تقرّب النفس وتحبب وتزين لها الفاحشة.
وكيفية البعد عنها نقول: (نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر).
فللبعد عن طرق الرذيلة على الإنسان أن يسلك طريق الفضيلة باتّباع طريق الإيمان المبيَّن في كتب العلامة محمد أمين شيخو قدّس سرّه لاسيما كتاب (الإيمان، أول المدارس العليا للتقوى).
وقبل ذلك عليه بالتفكير بالموت وساعة الرحيل وأنه لابد للنفس من مفارقة الدنيا وشهواتها.
عند ذلك تعاف النفس الشهوات المخزية طلباً للنجاة. ولترك المنكر لابد من هجر أهل المنكر (الطبع سرّاق فجانبوا أهل البدع).
قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119).
بالنسبة للسؤال الثاني، فهذا الملخص:
العادة السرّية أكبر إثماً ومعصية من ارتكاب فاحشة الزنا.
"نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر".
أنا حلمت وكأنني في غرفة مسابقة مثل الفصل المدرسي، وكان هنالك مسابقة ومعي مجموعة من المتسابقات. وهذه المسابقة كانت مسابقة للأغاني وكان يوجد هناك أستاذ تربية إسلامية يسمع من المتسابقات واحدة واحدة، حتى وصل دوري، لكن أنا لم أغني أغنية، ولكن قرأت سورة الفلق بتجويد. لكن كان يوجد امرأة خلفي تقفل فمي بيدها. إلا أنني صممت وأكملت سورة الفلق. وفي النهاية قال لي الأستاذ أنت فزت.
أتمنى تفسير حلمي؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
حلمك واضح مُفَسَّر، وهو بشارة بأنك على صراط مستقيم، وأنه سيحدث لغم من الشيطان في مجرى حياتك سينقذك الله منه باستعاذتك به تعالى، وسيحفظك من شرور الزمان فابقي ثابتة على طريق الحق أدام اللهُ فضلَه وحفْظَه لك آمين.
وطالما أنه حلم، منام، رؤيا، فبالإسلام للنساء مجال وللرجال مجال، فربما كان هذا الأستاذ ملَك وهذا لا شهوة ولا علاقة له بالجنس، لا علاقة له بالمادة، وفحص النساء السابقات فوجدهن ناقصات عقل ودين، جَعلنَ دروس الديانة المقدسة غِناءً، أما أنتِ فأبت نفسك الطاهرة أن تسير مع المجتمع العاطل، لذلك غيَّرتِ الطريق إلى كلام الله العظيم بالاستعاذة بربِّ الفلق، وكانت القرينة تحاول إضلالك كالمجتمع الخاطئ، فأبيت ونجحت لأن بهذه الاستعاذة إلى الجانب القوي هو الله تحطمت شياطين الشر: {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.
والشياطين المظلمة: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}.
وشغل الساحرات: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.
ومن شر الحاسد اللعين: {ومن شَرِّ حَاسدٍ إِذَا حَسَدَ}.
وأراد الاعتداء فنجوت، ورسبت اللواتي اتخذنَ الغُناء مذهباً.
وهذا منام مبشِّر فحافظي على استقامتك تكوني من أهل الجنة إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي صديق يعمل في مجال بيع أدوات ولوازم للكهرباء في سوق الكهرباء في دمشق، ضمن كشك تعود ملكيته لمحافظة دمشق، وقد استأجر هذا الكشك والد صديقي منذ زمن بعيد من المحافظة.
وقانون الإيجار الخاص بهذه الأكشاك يقول بأن الكشك يعود للدولة في حال وفاة الشخص المستأجر، ولا يعطى ولا يؤجر إلى أولاده.
توفي والد صديقي عام 1993، وبفضل الله بقي صديقي يدفع الإيجار ويعمل في الكشك منذ وفاة والده حتى هذه السنة 2010... إلى أن جاءت المصيبة قبل أشهر، لقد جاءه إنذار بأن المحافظة تريد إزالة الكشك.
نصحته بدفع صدقة على نية أن يحفظ الله له الكشك، فدفع صدقة عن طريقي 3000 ليرة سورية. ولكن المحافظة بعدها أمرت بإزالة الكشك من مكانه وبقي هو وأغراضه على الرصيف.
حاول كثيراً وبوسائل مختلفة لإرجاع الكشك دون فائدة أبداً.
وبعد شهرين من هذه الحادثة شاهد رؤيا أنه يقوم بذبح 100 خاروف.
علماً أنه الآن يبيع الأدوات الكهربائية على الرصيف في نفس مكان الكشك، ويشقى في حمل بضاعته صباح كل يوم إلى مكان عمله على الرصيف، ويعيدها مساءً إلى بيته.
وقد سألني عن تأويل الرؤيا التي رآها في منامه، وماذا يفعل بهذه المشكلة؟
أرشدونا جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل الخير.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه الرؤية بشارة خير كبرى مستقبلية وسيفرِّج الله عليه عمّا قريب بإذنه إنه سميع مجيب.
جاءك امتحان فاصبر فلابدَّ أن الله لا يضيعِّك ولن يتركك، وهذه الرؤيا بشارة أن الله سيعطيك خيراً كبيراً، فما عليك إلا الصبر (فمن صبر ظفر ومن لجَّ كفر).
وبعد الصبر بشارة إن شاء الله أنه سيأتيك خيرٌ كثير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خاصة ملؤها الحب والاحترام إلى الأستاذ عبد القادر يحيى وبعد:
ما هو حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي؟ بمعنى آخر هل هو بدعة أو غير بدعة مع أن الصحابة الكرام لم يقوموا بهذا الأمر وهم أحق منا بذلك وهم أشد حباً للرسول منا. وشكراً.
منقذ العالمين والرحمة الكبرى للبشر فكيف لا نمدحه بمولده! أي: ظهوره لهذا العالم.
نبدأ بفضله علينا:
- كنا أذلاء مستعمرين للفرس والروم فأنقذنا.
- كنا جهلة في سفاح الجاهلية كالبهائم الرتَّع فدلّنا على الله وغدونا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله. نقلنا من صنف الحيوان إلى مراتب الإنسان.
- كنا بأعمالنا إلى النيران سائرين فنقلنا إلى جنان الخلد آمنين.
- جاءنا بكلام الله العظيم الذي تعجز الخلائق عن مثله، وفهّمنا إياه فغدونا به حكماء علماء نشبه الأنبياء، كل هذه الفضائل والأعمال التي قدمها لنا، ألا يجدر بنا أن نمدحه بمولده ونُجلّه، ونؤمن بالله حقاً حتى نعرفه ونقدره بمولده ونسمع مديحه فنهيم هياماً ضمن هذا الاحتفال، إذ جعل حضارتنا الإسلامية هي الحضارة العالمية الوحيدة فانهارت حضارات الظلم والتعدي والاستعمار وهجرها الناس.
- أخرجنا من الظلمات إلى النور وأنار قلوبنا بنور الله العظيم، فشاهدنا ما أعدّ الله لنا بعد الموت فغدا الموت شهوتنا.
- هو حبيب الله ففي ذكرى مولده "والمعنى بمولده أي: بيان ظهوره لهذا العالم الذي دسر الظلم والبغي والجور والآلام ودلَّ الأفكار والقلوب على خالقهم وخالق الجمال والكمال والفضيلة والمحبة السامية والهناء ولا يحب الكاملين إلا طالبو الكمال والخير ومن أحبهم ذكرهم وأجلّهم ومدحهم مديح الهيام".
فهو صلى الله عليه وسلم إنسانٌ إنساني، يبغي لنفسه ولغيره ذروة الخير والكمال، ومن جادل في مولد الحبيب فهو للشيطان خليلاً، بل هو شيطان من الناس ولأهل الشر والبغي والفسق ولياً.
- وأنّى للمجادلين ضد مديح الحبيب أن يعلموا حبَّ الصحابة لرسول الله العظيم الذي كان أحبَّ إليهم من الأهل والمال والولد، فدوه بأموالهم وأرواحهم وذكره ملأ قلوبهم قبل أفواههم.
ومن يجادل في ذكرى الحبيب المصطفى والذي هو مضمون مولده فقد هوى، فالمرء يفيض بذكر من يحبّ، ولو كان لدى الصحابة الكرام أي وقت غير الجهاد لإعلاء اسم القدوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودينه القويم لما تحولوا عن ذكره مع أنه بقلوبهم.
مولده الشريف: أي ظهوره صلى الله عليه وسلم لإنقاذ بني البشر.
فمولده صلى الله عليه وسلم في قلوبهم لا يزول وفي أفواههم هو حديثهم المحبوب:
احفظ لسانك إن ذكرت محمداً فبنوره بعد الممات تعيـش
فكل نبي ورسول -لا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فقط- يدعم ويؤازر ويعاضد ويحب ويهوى سماع مولد نور العالم صلى الله عليه وسلم ليزداد بذكره حباً بالله وشوقاً للحبيب وحبّه تعالى وهذا يولّد في النفوس حب الفضيلة والشهامة والسمو والطهارة القلبية، وينأى عن سماع المهلكات، فمن يجادل في ذكره صلى الله عليه وسلم بمولده سينصرف إلى الخلاعة والسفالة والمجون بل هو عدو للإنسانية من الضالين المضلين.
بذكر محمد "بالمولد" تشفى القلوب وتغتفر الخطايـا والذنوب
فأكبر وأعظم بمولد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم.
أما عن أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يقوموا باحتفالات بالمولد النبوي.
نقول: كان حبّ المصطفى قد تغلغل إلى ثنايا عظامهم وملأ قلوبهم ودماءهم، وفاضت به جوانحهم حتى كان كلٌّ منهم في مولد حقيقي دائمي منذ أن تعلّق بالحبيب وكانت حقيقة رسول الله العظمى لا تغادر قلوبهم، لأن "المولد" لا يعني لحظة الولادة إنما يعني الظهور مدى الحياة.
أما نحن فنستفيد من ذكراه وما أجمله وأبهاه، حينما نجلس في ذكرى مولده الشريف. فعطاؤنا بالنسبة للصحب الكرام رضوان الله عليهم قليل، ونحن بحاجة لتذكير وإلى أناشيد المولد، وبذلك ننعم بالفضيلة بدل أن ننعم بالأغاني الشيطانية المهلكة المدمرة لقلوبنا دنيا وآخرة.
بمولد الهادي قد ضاءت الأكوان وماذا دون الضياء إلا الظلام؟ فإذا رفض الناس المولد الذي به الضياء فما بقي أمامهم إلا الظلام وما فيه من سفالة ورذيلة وانحطاط وقانا الله وإياكم منها.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).
وهل هناك أجمل وأبدع وأحسن من أن تتوجه النفوس والقلوب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن توجهت له توجهت لربه، لأنه رسولُ الله ولأنه دائماً مع الله، وإن تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأين تتولى؟
وإذا كان النصارى يحتفلون بعيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، فلِمَ لا نحتفل نحن بعيد مولد نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ونمتدحه بقصائد وأناشيد تهز القلوب حنيناً وشوقاً وحباً للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الله تعالى يمدحه بالقرآن العظيم مدحاً كبيراً، ولم يرد بالقرآن قسمٌ إلا بعمره صلى الله عليه وسلم بكلمة (لعمرك) أفلا يجدر بنا نحن أن نمدحه ونجلّه ونعظمه بل وهذا أمر الله لنا بقوله تعالى: {..فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة الأعراف: الآية (157).
إذن: إذا لم نعزّره ونتّبعه ونعظمه فنحن من الخاسرين وفي الظلام سادرون.
فأين الخطل والخطأ إن مدحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احتفالنا له بقصائد تعبر عن حبنا له وتعظيمنا وتقديرنا السامي أخلاقه وعالي شمائله؟!
وليس هناك بالاحتفال أي مظهر من مظاهر الفساد والمحرمات والخلاعة والمجون كما يقوم الناس البعيدون عن حبّ الله وحبّ رسوله بإحتفالاتهم بأعيادهم من غناء ماجن ورقص وخلاعة، بل على العكس مدح النبي والترنم بقصائده يوجه النفوس ويحببها بالرسول ومن أحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أحب الله، والله تعالى يقول: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ..} سورة التوبة: الآية (24).
لماذا نحبه صلى الله عليه وسلم؟
لأنه رسول الله والله يحبه، وحبّه يوصلنا لحبّ الله فإذا كان الله يحبه فلِمَ لا نحبّه نحن، ودليل حبّنا له ثناؤنا ومدحنا له.
وفي الحديث الشريف: (أحبوا الله لما يغزوكم به من نعمة وأحبوني لحبّ الله إياي) و (من لم يشكر الناس لم يشكر الله).
ومن أحق بالشكر بين الناس كلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم!.
وهو الذي حرّرنا أولاً من عبودية أنفسنا وشهواتنا بأنّ عرّفنا على خالقنا عرفنا بجناته وحرّرنا ثانيةً من الفرس والروم، إذ كنا عبيداً مستعمرين تحت نير الفرس وحكم الروم وظلمهم، فجاء رسول الله وجعل منا السادة والساسة المفكرين العظماء كما قدمنا.
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌ فيعرب عنـه ناطـق بفـم
قال تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ..} سورة يونس: الآية (58): وأعظم فضلٍ ومنّة من الله لعباده هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمامنا وحبيبنا وبابنا إلى الله. ولذلك أمرنا الله بالصلاة عليه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} سورة الأحزاب: الآية (56):
والصلاة على النبي هي صلة نفوسنا بتلك النفس الزكية الظاهرة، عندما نمدحه ونذكره صلى الله عليه وسلم بصفاته العليّة، تتجه النفوس نحوه بالتعظيم والتقدير والإجلال، وبهذا التقدير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّه وتعظيمه ورسول الله صلى الله عليه وسلم دوماً في حضرة الله مستغرق في شهود فضل الله وسابح في بحور أسمائه الحسنى وراسخ في محبة الله، لذا نكون نحن بالتبعية مع الله ،كلٌ على مقدار حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما كان الحب أقوى كان الإيمان بالله أرسخ وأثبت، ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).
إذن: حبّ رسول الله يجرّنا إلى حبّ الله ويقربنا إلى الله زلفى، قال تعالى: {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: الآية (99).
فما صلة نفوسنا بنفسه صلى الله عليه وسلم الطاهرة الشريفة إلا قربة عند الله وهذا هو مراد الله من خلقه.
خلقنا لنتقرب إليه ونقبل عليه وذلك بمعية السابق الأسبق صلى الله عليه وسلم. كن مع القريب من الله تكن قريباً منه تعالى.
والله دائماً في الآيات يقرن حبّ الله بحب رسوله وطاعة الله بطاعة رسوله. جاء في الآية الكريمة: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ..} سورة آل عمران: الآية (31).
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ..} سورة النساء: الآية (80).
ومعنى هذا أننا بحبنا لرسول الله نحب الله ونطيعه ونمشي على هديه وبكلامه فأين الخطأ إذا مدحنا رسول الله بمولده الذي مضمونه وخلاصته حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف والذي هو تعبير عن حبِّ المسلمين لرسولهم وظهوره صلى الله عليه وسلم للعالم مدى الحياة وليس لحظة الولادة فقط، ليس هناك أبهج ولا أبدع ولا أروع من ذلك.
وثق تماماً أن أيّاً من الصحب الكرام رضوان الله عليهم لو كان في زماننا لاحتفل بعيد المولد النبوي وآزر الاحتفال وناصره واستمع لمدح الحبيب بترنم وشوق وحنين، فهذه سنة حسنة وما أبدعها من سنة وما أجمل أن نحتفل بأشرف الناس وأطهر الناس والذي مدحه عزّ وجل بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: الآية (4).
أنا أريد بحث عربي مدرسي لو سمحتم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الذي فهمته من سؤالك يا أخي الكريم أنك تقصد بحث في اللغة العربية:
أكبر وأعظم بحث في اللغة العربية يُفيدك كثيراً في طلبك هو أن تقرأ كتاب: (تأويل جزء عم) للعلّامة محمد أمين شيخو، حيث ستتطلع على شرح الكلمات مع معانيها المقدسة بلغة لم تسمع بها من قبل، هذا الجزء من القرآن الكريم هو أصل العلم بالله تعالى وبلغة القرآن الكريم، ومنه ومن خلاله أصبح الصحابة الكرام كما أشار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عنهم: (حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء). اقرأه بتمعّن وتفكّر وستجد مطلبك بإذن الله تعالى.
واقرأ أيضاً آخر إصدار للدكتور مصطفى محمود في جمهورية مصر العربية يتحدّث ضمن هذا السياق، كتاب بعنوان: (نظرات في صحائف العلّامة محمد أمين شيخو).
هذا الكتاب موجود في مكتبة مدبولي حالياً في القاهرة ميدان طلعت حرب، وكانت الأهرام والأخبار توزّعه قبل عيد الأضحى المبارك ونفدت كل الكمية وسيعاد توزيعه من جديد قريباً بإذن الله تعالى، وعلى الأرجح في معرض الكتاب الدولي في القاهرة ستجده وفي أكشاك الأهرام والأخبار ستجده حينها أيضاً، وسعره زهيد لا يتجاوز الخمسة جنيهات.
أرجو أن أكون قد وُفّقت بالإجابة على سؤالك، والسلام عليكم.
السلام عليكم أحب أن أعرف إذا كان عم الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسلم قبل موته أم لا وشكراً.
الله أعلم بإيمانه ولو أننا نحن عادة نظن الخير، فنحن ما شققنا على قلبه، فهناك من الوقائع ما تشير إلى إيمانه وهناك من الوقائع ما يعكس ذلك والله أعلم.
والله لا يطلب منا أن نتكلّم على عم رسوله، ونحن لم نكن في زمنه ولا ندري عنه إلا آثاراً منقولة، إذ إن الله تعالى يقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة البقرة (134).
طالما أننا لا نُسأل! ولكننا فقط نُسأل عن إيماننا وعن أعمالنا، فمن نحن ومن أنتم حتى نحكم على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله تعالى لا يسألنا ذلك بقوله: {..وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
الله لا يسألنا، فلم أنت تتجاوز الحدود الإلۤهية وتطلب منا ما لم يطلب منا الله؟ بل ينهانا عنه كيلا تقع الفتن بيننا والاختلاف، وهذا من عمل الشيطان ليُوقع بيننا، والله يطلب منا ومنكم أن نسلك سبيله لننقذ أنفسنا من النار إلى جنات الخلود، لا أن نضيع وقتنا ونختلف بالقول والقال وكثرة السؤال بدل الإيمان وصالح الأعمال.
هل يوجد إمام اسمه "المهدي" يأتي في آخر الزمان؟ وهل ذُكر في القرآن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نعم المهدي حق، وظهوره حق، وانتصاره حق، ويمتد نصره إلى يوم القيامة مع سيدنا عيسى عليه السلام.
ونحن وعدنا القراء في كتاب (السيد المسيح يلوح بالأفق) المنشور بالأسواق أن نتحفهم بكتاب عن المهدي عليه السلام. فستطلعون عليه حين نشره على الملأ وتفهموا التفاصيل كلها عنه عليه السلام، عندها تعلمون أن ذكره وارد في القرآن ورود أشعة الشمس في الضحى.
والسلام عليكم.
أود طرح سؤال وهو هل خلق الله الفراغ!
بمداركنا المحدودة هناك فراغ، والحقيقة غير ذلك.
أرجو إعلامي من هم الصابئة، عقيدتهم، عبادتهم، موقفهم من الديانة الإسلامية، موقف الديانة الإسلامية منهم أمكنة تواجدهم.
ولكم جزيل الشكر.
الصابئة: كل ديانة ليست سماوية، أي كل من صبأ لغير الله، تركوا الديانات السماوية وعبدوا غير الله.
فالصابئة إذاً: كل ديانة ما عدا اليهودية والنصرانية والإسلام، والباقي لا أصل لدياناتهم.
وعبادتهم مختلفة: فمنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الشمس أو القمر، ومنهم من يعبد النجوم، ومنهم من يعبد الشيطان، والمجوس يعبدون النار.
وأماكن تواجدهم: في الهند يعبدون البقر ويوجد في الهند من يعبد النار، وفي جبل سنجار يعبدون الشيطان، وفي بلاد الفرس كانوا قديماً قبل الإسلام يعبدون النار، أما الآن فلا يوجد أحد منهم يعبد النار.
وهناك كتب كثيرة تبحث فيهم وفي هذه الملل والنحل، وإن أردت أن تبحث فيهم فتحتاج لعدة كتب وهذا ما لا يتّسع له موقع كموقعنا، ولكن في المكتبات كتب كثيرة من هذا النوع، فنحن لا نتكلّم إلا بالدلالة القرآنية الصحيحة، دلالة العلّامة الجليل محمد أمين شيخو قُدّس سرّه.
إن الإنسان يريد أي شيء في الدنيا لماذا الله تعالى لا يعطيه هذا الشيء رغم أن هذا الشيء ليس حراماً؟
لكن الله عزّ وجلّ لا يريد أن يعطيني هذا الشيء، رغم أني عابد لله عزَّ وجلّ، وإني أظن أني لا تكتمل سعادتي إلا بهذا الشيء مهما كانت الظروف صعبة.
وهناك طرق من أخذ هذا الشيء لكنها طرق غير شرعية وأنا لا أريد أن أفعل هذا الشيء لكيلا يغضب الله تعالى، وإنني أدعو الله تعالى ليلاً نهاراً. لقد انطبعت نفسي بهذا الشيء، إنني أرى هذا الشيء في المنام.
وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد:
{..وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة (216).
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، ولا يريد لك ولعباده إلا الخير وهو الذي بيده الخير، عسى أن يكون أكلاً طيباً ويشتهيه المرء فلا يناله لأنه ربما كان مريضاً، فالمريض لا تناسبه الطيبات.
فهل نظرت إلى الشيء الذي تريده نفسك على بصيرة، أي هل شاهدته وأنت بصحبة رسول الله القلبية بالاستنارة الإلۤهية، حتى حكمت أنت بأنه خير، فكم من النفائس فيها سموم خفية، والله لا يريد لك السم في الدسم.
وعسى التي تشتهيها إن كانت أنثى وتراها سمكة هي في حقيقتها (كوبرا) تعود على المرء بالحريق الأبدي.
والله لا يمنع الخير أبداً عن عباده، فإذا تعسّر أمرٌ ما، فحتماً ليس فيه خير، ولو أنك ظننته خيراً عسى أنه لا يناسب نفسك، فالذي نظَّم العوالم كلَّها ومنح البصر والبصائر، إيَّاك أن تظن أنه عليك جائر، لأن الأمور بخواتيمها.
فإن أحببت أمراً وطلبته نفسك ولم تحظَ به ولم تستطع نيله، فاصبر حتى يأتيك الله به وهو خير لك، فمتى تهيّأت الأسباب وأصبحت فيه ديمومة الخير دنيا وآخرة عندها يمنحك الله إياه.
فاعلم يا أخي أنك على مائدة كريم يطعم الخلائق جميعها وينمّيها ويربّيها ويعطف عليها، وبحبه يغمرها وبعطائه يروِّيها، ولعلَّ الشر الذي تطلبه بمنظارك خيرٌ وهو ليس كذلك.
فثق بكرم ربك فهو يحبك أكثر مما تحب نفسك، واعلم أن من صبر ظفر ومن لجَّ كفر.
لا تدبّر لك أمراً فأولي التدبير هلكى سلِّم الأمر إلينا (إلى الله ورسوله) نحن أولى بك منكَ
إني نصحتك فيما قلته وكفى.
أستاذي وتاج رأسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمدك الله بالصحة والعافية وطول العمر لتبقى تاج على رؤوسنا.
سيدي الكريم:
1- من له السيطرة الأقوى (النفس أم الفكر)؟
2- هل الفكر الذي يقود النفس أم النفس التي تقود الفكر؟
3- وهل آلية الفكر كانت موجودة عندما كنا في عالم الأزل؟
4- وكيف حملنا الأمانة بدون وجود آلية الفكر؟
فإذا افترضنا: عُرض علي خياران، من الطبيعي بأنني سأستخدم آلية الفكر لأختار أحداهما، أما إذا كان أحد الخيارين بعيداً عن خبرتي، فسأختار الخيار الآخر، وإذا كان الخياران بعيدين عن خبرتي فمن الطبيعي سأرفضهما، ولكن إذا كان علي أن أختار أحدهما رغم عدم وجود أي خبرات سابقة سأختار أحدهم وأشعر بأنني (مجبر وظلمت).
فعندما حملنا الأمانة في عالم الأزل واخترنا لم يكن لدينا آلية فكر عندئذ فقد كنا مجرد نفوس.
ومثال ذلك: إذا قدّمنا لطفل شيئين ومدَّ يده وأخذ ما مالت عليه نفسه لأن آلية الفكر (معدمة في مرحلة الطفولة)، هل نقول بأن هذا الطفل اختار هذا الشيء بملء إرادته؟
سيدي الفاضل:
بصراحة لم أستطع فهم هذه الآلية التي على أساسها حملنا الأمانة مع انعدام آلية الفكر وعدم وجود خبرات سابقة؟
وإذا افترضنا جدلاً بأن آلية الفكر ربما كانت موجودة وقتئذ، فهذا أيضاً لا يكفي لعدم وجود خبرة سابقة في هذا المجال، فأنا مثلاً إذا عُرِضَت عليّ وظيفتان للعمل فسيشترك في عملية الاختيار (نفسي وآلية الفكر) بمناقشات بين ما ترغبه النفس وتميل إليه وبين ما يحلّله الفكر ويستنتج الأفضل، فإذا اجتمع (الفكر والنفس مع وجود خبرة سابقة)، فأيّ اختيار سأقوم به فسأكون مسؤول عنه مئة بالمئة، لأنني بكامل قواي الفكرية والنفسية وذو معرفة مسبقة بالأمر. وبذلك قد اخترت إحدى الوظيفتين.
أما إذا كانت إحدى هذه المكونات (النفس والفكر والخبرات السابقة) غير متاحة أو معطّلة فهل سيكون اختياري (تام وكامل ويملء إرادتي)؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد:
الفكر يعمل على التفكيك والتحليل والاستنتاج والاستقراء والاستدلال، فكلمة: (الفكر) مأخوذة من: (فكَّك ورأى). والإنسان كائن مفكر، وما غدا إنساناً يستأنس بربه إلا بالتفكير، فالفكر جهاز جبّار، وبه الرقي والسمو من مستوى لآخر، وتميّز الإنسان عن سائر الكائنات بالتفكير، والمخلوقات الأخرى لا رقي لها لعدم امتلاكها الفكر، وهي غير مؤاخذة على ما يصدر منها، وكذا المجنون الذي لا فكر لديه لا رقي له، وكذلك الطفل لا يستطيع أن يُنتح عملاً ينفع به الآخرين لقصور التفكير عنده، فهو غير مؤاخذ على ما يصدر منه من أفعال. ومن اكتمل جهاز التفكير عنده أضحى مؤاخذاً على كل كلمة وحركة صغيرة أو كبيرة، لامتلاكه السلاح الذي به يكشف الضار من النافع ويتّقي المخاطر.
أما الإنسان الذي لم يستخدم فكره رغم نضوجه واكتماله، ولم يستعمله لما وظِّف له، بل وأطلق لنفسه العنان لتكون لها السيطرة، فهذا الهالك وفي وديان الشقاء ارتمى وإلى الآلام والخزي الأبدي يسير.
أما الذي يردّ جماح النفس ويوجّه طاقاتها ويوظِّفها لما يُنتج وما هو مثمر، فذاك الإنسان المفكر حصراً. ومن هنا جاءت: ((من لم يكن مفكراً لن يدخلن علينا)): أي لا يسير مع ركب الأنبياء والمرسلين ولا يدخل عليهم ليعرجوا به إلى الله عزّ وجلّ. و((تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)): أي خير من عمر الإنسان كله. وقالت الفلاسفة: ((أنا أفكر فأنا موجود)). وكذلك الإنسان كائن مفكّر، ومن لم يكن مفكّراً فقد خرج من صنف الإنسانية ولبس ثوباً آخر من ثياب الحيوانية.
وفي اللحظة التي يُعمل فيها الإنسان تفكيره حقاً يصل للإيمان بلا إلۤه إلا الله حقاً، فأنت تفكّر أنت مؤمن، ومن لا يفكر فليس من الإيمان بشيء.
وسيدنا أبو بكر الصديق سيد أهل الإيمان لأنه فكّر أكثر من الصحابة الكرام كلهم، لذلك استطاع بالتفكير أن يردّ العرب المرتدّة لدينهم، وكذلك يردّ الفرس عباد النار إلى دين الله الحق (الإسلام) وكذا الروم، فهيمن على نصف الكرة الأرضية وهابته البلاد الأخرى من الهند والسند والصين وغيرها. لأن كلمة التفكير مأخوذة كما سبق وذكرنا من فكَّك ورأى، والذي يفكر يرى والذي لا يفكر فهو أعمى، وبصير واحد خير من أمة عمياء.
إذ بالتفكير الرؤية والمشاهدة وبه يغدو المرء مؤمناً بصيراً مشاهداً الحقائق، فإذا سيطر التفكير جعل صاحبه سلطاناً، أما إذا سيطرت النفس والهوى فإنه يعمل ما يغض من شأنه عند الله وعند الناس، ويخفي هذا الأمر فيضطر للكذب فيكون بذلك وبعدم استخدامه الفكر من عبدة الشيطان وعبدة الأوثان (الناس) لأنه يعوذ بهم ولا يعوذ برب الناس.
فهل في المجتمع الآن من يقول أن القمر هو الله؟! فإن قالها فما هو مستواه بيننا؟
وهاهو الذي قالها حينما فكّر وتابع التفكير للوصول للمعرفة والتحقق من وجود الإلۤه أو عدم وجوده ((فالذي يطلب ربه يلاقيه)) فغدا أبو الأنبياء، فهو صادق في طلب معرفة الله ومشاهدته. إذن حين أعطى التفكير حقّه وصل إلى معرفة الإلۤه وأوصلته نعمة الله تعالى إلى حبه فغدا خليل الله وعليماً بالله وأشجع خلق الله، لم يبالِ بحريق النار، وانتصر على أمة كاملة بمفرده بسبب إيمانه بالله.
فكل من فكّر سيوصله تفكيره إلى معرفة ربه، وينطبق عليه ما انطبق على سيدنا إبراهيم، فيغدو بصيراً عالماً وأشجع بني عصره وينتصر على ملة الكفر ولو كثرت.
فما دامت السيطرة للتفكير فهو على صراط مستقيم وهو المنتصر دوماً، أما إن أهمل التفكير وأعطى النفس هواها "وهواها هو الذي عماها في الأزل" فهو بالحقيقة في عماء وظلام لا يعلم حقيقته وهوله إلا بعد الموت وفوات الأوان، فالمفكر يغدو إنساناً إذ بتفكيره يصل إلى ربه وينال كافة المكرمات، ونور الإلۤه ورسوله يشفيه من كل العيوب، بل تنقلب العيوب كمالات وأيُّ كمالات، فيغدو عليماً رحيماً جريئاً كريماً، لطيفاً كاملاً، لا يصدر عنه أي شر، بل يُصبح ينبوعاً للخير لكل المخلوقات.
هذا هو الإنسان المفكّر، يستأنس به كل مخلوق، بسبب استئناسه بالله الذي بيده الخير والعطاء والنماء والدنيا والبرزخ والآخرة.
- أما عن سؤالك ((هل الفكر الذي يقود النفس أم النفس التي تقود الفكر))؟
إن الإنسان بانقطاعه في عالم الأزل عن الله "الذي هو نور السموات والأرض" وراء الشهوة أضحى أعمى البصيرة باستثناء الأنبياء والمرسلين، ولكن للمذياع والتلفاز مفاتيح إن وصلها بالكهرباء وحرّك المفتاح بدأت المناظر تُرى، فمفتاح النفس هو فكرها فإن استعمله طالباً الإلۤه جاءه النور من رسول الله ليريه مطلوبه جلَّ وعلا، ولذا فالنفس بدون التفكير في ضلال وعماء.
إذاً النفس لا حركة ولا رقي لها إلا بالتفكير، والتفكير هو الذي يحرِّك النفس، وما لم يستعمل الإنسان التفكير فلا رقي له أبداً، إذن المحرّك والقائد هو التفكير، وهو الذي يوصل النفس إلى معرفة الله، وبالتالي يحوز المرء الجنات والمكرمات.
أما النفس لا تقود شيئاً إنما تنقاد إلى الهلاك وما فيه ضررها، إذ تحسب الشر خيراً لعماها، فلا رقي لها بدون التفكير فالمقود هو الفكر.
- وتسأل (وهل آلية الفكر كانت موجودة عندما كنا في عالم الأزل)؟
أنت تقول: آلية الفكر. فما هي آلية الفكر يا ترى؟!
إن آلية الفكر هي الدماغ، وهذا الدماغ عضوي في الجسد وهو من الأشياء المادية، وفي الأزل لم يكن مادة بل كنا نفوساً مجرّدة. إذن لم تكن هناك آلية الفكر.
- وتسأل: ((كيف حملنا الأمانة بدون وجود آلية الفكر))؟
حمل الأمانة كان بناءً على العرض والعرض يتضمّن الشهود وعدم الغموض.
ففي الأزل كانت الحقائق ماثلة أمام جميع الأنفس والأمور ظاهرة جليّة فلا غموض ولا عماء بل كل الأنفس ناظرة مشاهدة بنور ربها الحقائق، فحين عرض الله علينا الأمانة وعلى المخلوقات كلها من السموات والأرض والجبال... لم يكن لدى أحد منهم "من هذه العوالم والمخلوقات" فكراً أبداً، إذ كانوا نفوساً مجرّدة لا مادية فيها، بل كنا في شهود لنور الإلۤه وأسماء الله الحسنى شهوداً ينبت بالنعيم والسعادة والغذاء الذي كله نماء وحياة وما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، فلا حاجة عندها للفكر لأننا لم نكن في عماء، فالتفكير يعمل بالأمور الغامضة المبهمة لكشفها وتوضيحها حتى يرى ما وراءها، فإذا ما رأى كل شيء واضحاً جلياً هل بحاجة وقتئذ للتفكير؟ بل انتهى التفكير وبدأ الشهود والعقل. وفي الأزل كل شيء ماثل ومعروض أمامك، والحقائق ظاهرة بنور الله لا حجاب ولا مادة تسدُّ على النفس بصيرتها المشاهدة وما يُعرض عليها، فلا حاجة وقتئذ إلى آلية الفكر، لأن حمل الأمانة كان عرضاً والعرض من لوازمه الظهور والشهود وعدم الغموض.
فإذا أردت شراء بعض البضائع المعروضة أمامك ألا تراها واضحةً؟! فهل أنت بحاجة لتفكّر لتكشف ما هي وما نوعها؟ فلأنك تراها صار هذا الأمر واضحاً لديك ومن البديهيات. فلو أنك ترى التفاح الأحمر الشهي معروض أمامك، هل تفكر فيما إذا كان موزاً أو برتقالاً؟! طبعاً لا تفكر لأنك تراه أمام ناظرك.
- وتقول ((أن الأنفس لم يكن لديها خبرات مسبقة)).
من قال لك أنه لا يوجد لدى جميع الأنفس خبرات مسبقة، فكلمة: (عرضنا) الواردة في الآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} سورة الأحزاب (72).
كلمة: (عرضنا) تتضمن الشهود، وبالشهود تملك النفس، أي تعقل هذه الخبرات التي تقصدها. ودليل الخبرات السابقة لدى جميع الأنفس: هو تراجع كافة المخلوقات عن حمل الأمانة لأنها شاهدت حقائقها وتصدّى الإنسان لحملها، فلماذا تراجعت المخلوقات؟ ألا يدل هذا على أنها علمتها، أي شاهدت وتيقّنت نفوسها بما في هذا العرض، فلا غموض عليها وغبن.
وكلمة: (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ): فالإنسان حملها بملء إرادته وليس مجبراً ولا ظلماً كما تقول أنت، بل بإرادته واختياره المطلق، فهو غامر هذه المغامرة والله أكْبَرَ له مغامرته ووعده جنة الخلد إن هو وفى، إذ لم يكن وقتئذ ظلوماً جهولاً.
{إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}: فالله تعالى يقول: هل كان هذا الإنسان ظلوماً بحمله الأمانة؟ وهل كان جهولاً ما وراء حملها من خيرات؟! لا كل ذلك لم يكن.
وكلمة حملها: تدل على أنه هو بذاته حَمَلَها، وليس حُمِّلَها من قبل الغير بالإجبار.
وهذه الآية أيضاً تنفي أي ظلم أو غبن، وتدل على أن حمل الأمانة كان بملء إرادة الإنسان.
وسؤالك هذا قد استوفى الشرح له فيما سبق من الإيضاح في الأسئلة السابقة، وأمثلتك التي ذكرتها تنطبق على العميان في الدنيا هنا أما في عالم الأزل عالم الحقائق والشهود لا تنطبق أبداً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ عبد القادر إن أهل الكهف آمنوا من غير أن يرسل الله لهم رسول أو نبي وهم فتية غير مكلفين، وهناك أناس وأقوام لم يؤمنوا مع أن الله تعالى أرسل لهم رسل كثيرين وبعضهم من أولو العزم. فما الحكمة الإلۤهية من ذلك؟
جزاكم الله كل خير.
يا أخي ما الحكمة الإلۤهية من أنهم بدون رسول ومرشد آمنوا، وآنت يا أخي لم تؤمن وقد جاءك رسول ومرشد؟ إذن: لماذا لم تؤمن حينما كنت في سنّهم وعندك هذه المقدرة مثلهم لماذا أهملتها؟ (والبيت الهامل يخرب قبل بيت الظالم).
وإلى الآن الحجّة عليك والله يريك أنّ أهل الكهف مثلك مثلهم استفادوا من نعمة البصر وأعملوا تفكيرهم بالآيات الكونية الدالة على خالقها ومربيها ومسيرها وآمنوا، فلماذا أنت لا تؤمن؟!
الحكمة الإلۤهية أنه اصدق وآمن فالحجة عليك، فهم بلا رسول ولا مرشد آمنوا، وأنت مع وجود الرسول والمرشد لم تؤمن؟! وحتى الآن؟ فحتى متى؟
لعل جاءنا الموت بدون إيمان، وبدون إيمان الخسارة والنيران.
فأهل الكهف كشفوا من لم يؤمن وكشفوك وإلى الآن، وقد جاءك رسول ومرشد ولم تؤمن وإلى الآن لم توقن بالموت لكي تؤمن.
أهل الكهف حجة عليك وعلى كل من لم يؤمن حتى يؤمن.
ولك مزيد شكرنا على سؤالك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سيدي:
1-ماذا يفعل من يتوق للدخول من الباب العظيم؟ وهل من الواجب الصحبة لمن سبق؟
2-هل تقدير النفس وتسريتها للنفس العظيمة أو من قدرة النفس العظيمة له نتيجة؟ وهل هو خير أم لا؟
أفيدونا زادكم الله من أنوار أسمائه الحسنى.
أولاً: ماذا يفعل من يتوق للدخول من الباب العظيم؟
الله عزّ وجلّ لم يترك أحداً ولا يتخلى عن أيّ مخلوق مهما كان الإنسان بعيداً عن الله، فالله شديد المحاولة به دائم العلاج له لا يتركه، لردِّه إلى الحق والصواب والأمر الذي لا يُعاب، فتراه يرسل له البلاءات تارة والشدائد من فقر وذل وأمراض تارة أخرى والأحزان والآلام كل ذلك لعله يصحو من غفلته، لينظر في الدنيا وشهواتها ويمحصها واحدة واحدة ويفكر في نهايتها ونتائجها فيرى أنه إذا أتبع نفسه هواها ولحق شهواته وملذات الدنيا سيورد نفسه موارد الذل والحقارة في سبيل حصوله على أيِّ شهوة أو لذتها، وكذلك سيكذب ويخدع ويمكر ويتَّصف بصفات لا إنسانية، لأن الدنيا لا تؤخذ إلا غلاباً وبأساليب (ميكافيلي) الملتوية، أي بأساليب المكر والمراوغة والخداع والكذب والخيانة، فإن نظر الإنسان مفكراً رأى أن هذا الطريق ليس بطريق إنساني، ويجره إلى الذل والحقارة والخنوع، وكرامة الإنسان وعزة نفسه أغلى وأثمن من تلك الشهوات مهما كانت غالية ومحببة على النفس، فيمج طريق الرذيلة وسبيل الشهوات المخزية ويتطلب الحق والحقيقة المجردة فيجمعه الله عز وجل بإنسان صادق ليسمع منه الحق والحقيقة غير كلام الناس الذين يتبعون الشرق والغرب وباطلهما. وهو طالب الحق فيتمسك بهذا الإنسان الصادق. ولأنه صادق فالله يجمعه بصادق يستقي منه العلوم والمعرفة، وتتساءل نفسه ما هو المورد والمنهل الذي ينهل منه هذا الإنسان عندها ينقله مرشده إلى هذا العظيم فيدخل من الباب العظيم.
ثانياً: هل من الواجب الصحبة لمن سبق؟
نعم من الواجب الصحبة لمن سبق ومع من سبق من الصادقين أو من متبعي الصادقين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). ليوصله إلى هذا العظيم.
ثالثاً: هل تقدير النفس وتسريتها للنفس العظيمة أو من قدرة النفس العظيمة له نتيجة؟ وهل هو خير؟
نعم له نتيجة ونتيجته الجنة، وبعدم التقدير للنفس العظيمة سيقدِّر النفوس المنحطة ونتيجته الهلاك. فغاية الله عزّ وجلّ وأقصى مراده أن تقدر النفس العظيمة وترتبط فيها وتدخل معها لقوله تعالى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي} سورة الفجر: الآية (29-30).
ولو أن إبليس دخل مع سيدنا آدم عليه السلام لكان سيد الأولياء وبعدم دخوله غدا سيد الأشقياء.
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل الأستاذ عبد القادر الديراني ما هي حقيقة يأجوج ومأجوج والسد الذي يحجبهم عن الناس؟ وهل صحيح كما ذكرت كتب التفاسير أنهم أهل الصين......الخ من قصتهم الطويلة؟
ولكم جزيل الشكر.
لو راجعنا كل الخرائط الجغرافية القديمة كخريطة الإدريسي، وكما هي مرسومة في الأطلس الجغرافي الحديث، لوجدناهم يشيرون على بلاد الروس على أنها يأجوج، والصين على أنها مأجوج، ويقال أيضاً عن بلاد الصين أنها بلاد الخطا.
يا هل ترى ما سبب هاتين التسميتين؟
السبب أن قوم سيدنا ذو القرنين عليه السلام بعد أن فتحوا العالم بأسره، وبالجملة انتصروا على يأجوج ومأجوج، وهؤلاء استسلموا خاضعين طائعين إليهم إلا أنهم لم يستطيعوا إصلاح قلوبهم، بل استطاعوا أن يحكموهم في الظاهر ولكنهم لم يستجيبوا بقلوبهم إلى الدعوة إلى الحق، فأتعبوا بذلك صحابة ذو القرنين الكرام، ولا يلبثون إلا أن يعودوا للفساد، فوجدوا أن هؤلاء قوماً لا يؤمنون، وخافوا على أنفسهم من أن يتأثّروا بفتنتهم المضلة، لأن صحابة سيدنا ذو القرنين ليسوا أنبياء فخشوا على أنفسهم {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ..}: هم لا يريدون الصلاح والإصلاح، فافصل بيننا وبينهم: {..فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً}.
وبما أنه قد أصبحت ثروات العالم وأموالهم تحت حكم سيدنا ذو القرنين، فهم يستطيعون أن يمدّوا ويموّلوا كافة تكاليف بناء هذا السد العظيم الذي يبلغ آلاف الكيلومترات. فقال سيدنا ذو القرنين: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} سورة الكهف: الآية (94-95). عندها وضع خلائط معدنية مع التراب والحجارة لئلا يستطيعوا فتح ثغرة في هذا السد العظيم، وبذلك أصحبت الجوانب ملساء تزحلق من يحاول الصعود، فما كانوا يستطيعون الصعود عليه: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً}. ووضع حراسة مشددة فوق السد لئلا يقتحموه وعليه غرف للحراسة على مسافات من 30-40كم، وقال ذو القرنين: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً} سورة الكهف: الآية (97-98).
{هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي..}: بكم، لن يستطيعوا أبداً تجاوزه أو التعدي عليكم، ما دمتم على سيرتكم هذه ودينكم واستقامتكم، وهذا وعد ربي، إلا إذا فسدتم وعملتم أعمالاً مثل أعمالهم عندها يأذن ربي فيدكُّ هذا السد المنيع دكّاً. وكلمة: {..وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً}: تقول أن هذا الانهدام والانهيار قد حدث، وزال هذا السد العظيم بعد دهور عندما فسدوا، ولم يعد بينهم حجاب بعد انهيار هذا السد، وكل هذا حدث قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانقضى.
أما ما نشاهده الآن من سد في الصين فلا ندري إن كان متروكاً من بقايا السد العظيم أو بنوه فيما بعد لأنه إن كان من بقايا السد العظيم فيجب أن يكون فيه خليطة معدنية داخله بين أحجاره، وإن لم يكن هناك خلائط معدنية، فهذا سدٌّ حديث آخر بني فيما بعد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ عبد القادر الديراني يتبادر إلى الذهن سؤال عن هذا الكون الفسيح وهل نحن وحيدين فيه أم لا؟ وهل يوجد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة ما يشير إلى هذا الموضوع؟ وهل في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ..} وغيرها من الآيات التي تذكر الأراضين السبع ما يشير إلى هذا الموضوع؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
بالنسبة للسؤال: هل نحن وحيدون في هذا الكون الفسيح أم لا؟
في الحقيقة أنه لا يوجد أمم أو حضارات أو خلائق إلا في الأرض، أما الكواكب والنجوم فهي معامل لها، ونحن الذين حملنا الأمانة من البشر والجن على الأرض، وليس في السموات حضارات أخرى.
نحن الوحيدين في هذا الكون، لقوله تعالى عن أبينا آدم عليه السلام: {..إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..} سورة البقرة: الآية (30). فالله حدّد الخليفة في الأرض وليس في مكان آخر. ومن أحب التفصيل فليراجع كتاب عصمة الأنبياء في مقدمته عن عالم الأزل وخلق الإنسان هناك الجواب واضحاً ومفصلاً، وآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ..} سورة الأحزاب: الآية (72).
فالكون كله نفوس، الله خاطب المخلوقات الكونية كلَّها وعرض عليها حمل الأمانة، والإنسان هو الوحيد الذي تصدى لحمل الأمانة ونال شرف التكليف دون السموات ومن فيها والأرض ومن عليها والجبال، فليس هناك في الكون حضارات إلا على الأرض.
أما الآية في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ..} [الطلاق: 12].
لا تدل أبداً على وجود سبع أراضين، ولم تذكر الآية ذلك، ولا يوجد آية في القرآن تقول أن هناك سبع أراضين أبداً، بل تقول أنَّ هناك أرضاً وسموات سبع. وبقي الالتباس في فهم هذه الآية التي تفضلتم بالسؤال عنها، وإليك شرح الآية على وجهه الحق: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ..} وهي:
1- سماء الهواء. 2- سماء السحب. 3- سماء القمر. 4- سماء الكواكب. 5- سماء الشمس. 6- سماء النجوم. 7- السماء المحيطة.
فهذه السموات السبع هي في الأساس سماء واحدة، لقوله تعالى في سورة فصلت: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ..}.
وهذه السبع سموات ما هي إلا أجزاء السماء الواحدة وأقسامها، فالإنسان مثلاً مكوَّن من رأس وجزع وأطراف، وهو ذاته واحد لا يتعدد.
كذلك السماء تقسَّمت إلى سبع سموات، تتعاون متضافرة فيما بينها تشترك جميعها متساعدة في تنزيل الخيرات والأمطار والأرزاق، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} سورة الذاريات: الآية (22): فمن السماء يتم تنزيل الخيرات، والأرض بدورها تستجيب لداعي السماء، فالسماء تمطر والأرض تنبت، قال تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ}: ترجع لك الخيرات كل عام. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} سورة الطارق: الآية (11-12): والأرض بدورها تستجيب فتنبت الخيرات والمزروعات والمحاصيل والثمرات، فبهطول الأمطار الحاملة للمواد الغذائية والحيويات تخرج الأرض زرعها وتؤتي أكلها.
ويكون ما نفهمه من آية: {..وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ..} أي: مثلهن بالخيرات والعطاء، فكما أن السموات السبع تتساعد لتعطي الخيرات، كذلك الأرض تصدع وتستجيب لهذا العطاء فتظهر الخيرات منها والمواسم. وهناك قول لعلماء الطبيعة والفيزياء أن الذرة الموجودة في الأرض تتكون من نواة وتدور حولها الالكترونات وأقصى حد للمدارات فيها سبع مدارات حول النواة تدور فيها الالكترونات، فنظام الذرة الواحدة التي هي من الأرض يماثل نظام الأرض وفوقها السموات السبع، لأنه تعالى يقول: {..مِثْلَهُنَّ..}: أي مثلهن كثير في التشابه. أما القرآن الكريم فلم يرد بكل آياته إلا أرضاً واحدة وسموات سبع حولها.
أستاذي الكريم قلتم أن عالم الجن لهم أجساماً مثلنا وحياتهم كحياتنا ولكن تميّزوا أن أباهم لم يأكل من الشجرة وأنهم يستطيعون مغادرة الجسم متى شاؤوا.
السؤال الأول: ما معنى الشجرة؟ وما تأويل الأكل؟ وما مفهوم قول الملائكة: {..قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء..}؟ فكيف استنتجت الملائكة ذلك؟
ممكن التفصيل عن عالم الجن إذا سمحتم، وهل عالم الجن هو عبارة عن شريحة من البشر؟ الفئة المتميزة، يعني الأثرياء والأقوياء والسادة والكبراء وأصحاب المكانة العالية، التي لهم جوُّهم الخاص وطبيعة تعزلهم عن البسطاء من الناس؟
وجزاكم الله كل خير.
أولاً؛ معنى الشجرة الواردة:
الشجرة: هي نباتات الأرض التي تؤكل، أي: كل نبات من نتاج الأرض يأكله الإنسان. فالشجرة لا تعني شجرة خاصة ذات نوع معيّن، إنما تعني عامة الجنس وتشمل كل شجرة، فالقمح والتفاح والرمان، وإن شئت فقل: جميع الأشجار والنباتات تنطوي تحت كلمة (الشجرة) لأنها في حقيقتها واحدة من حيث احتوائها على المادة التي يكون بها نماء الجسم وسريان الحياة فيه، وإن كانت مختلفة في أنواعها وطعومها وأشكالها.
وتأويل الأكل: نقول ما ذكره معلمنا وأستاذنا في كتاب العصمة: المراد من النهي عن قرب الشجرة الواردة في كلمة: {..وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ..}: تعني عدم وضع ثمرة الشجرة في الفم ودخول مادتها إلى الجوف، وتوضيحاً لهذا المعنى نضرب المثال الآتي فنقول:
لا نستطيع أن نقول أنّ الشمس قريبة من الأرض، وإن كانت أشعتها منصبّة على الأرض سارية في مياهها وبحارها ملامسة كل جزء من أجزاء سطحها مادام جرمها بعيداً عنها، كذلك سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم وإن كانت نفسه سارية إلى تلك الثمرات متصلة بها متنعمة بذوقها فهي غير قريبة منها مادامت مادة الثمرات بعيدة عن جسمه، ولم تدخل إلى جوفه، وقد نهاه الله تعالى وزوجه أن يقربا الشجرة، أي: أن يتناول الثمار ويضع مادتها وجرمها في فمه "أي الأكل الجسمي مع النفسي".
مفهوم قول الملائكة: {..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء..}: الملائكة حينما سمعوا أن الله سيخلق رجلاً يكون خليفة الله على عباده وفي أرضه وهذا مقام عظيم، وشاهدوا كيف أن المكلّفين من الجن قد فشلوا في تأدية الأمانة وأحدثوا مالا يرضاه الله من فساد وسفك للدماء فاشتهوا بنفوسهم هذا المقام، أن يكونوا خلفاء الله في أرضه وهذا أعظم مقام فقالوا: {..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء..}: ولو من المكلفين الإنس فيفسدوا كما يفسد الجن، ونحن لا يمكن أن نفسد مثلهم أو أن نسفك الدماء بل باستطاعتنا الإرشاد وتطهير القلوب وتوجيهها إليك، أي: إلى الجنان والسعادة، أي: فاجعلنا يا ربِّ بدلهم ونحن أحقّ منهم. فكان جواب الله: ما قلتموه حق ولكن آدم أسمى وأعلى وأرقى منكم جميعاً لذا اخترته بعلمي ليكون خليفتي عليكم وعلى الناس جميعاً جناً وإنساً وذلك بكلمة: {..إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}. إذن قولهم هذا ليس اعتراضاً ولكنه طلب للخلافة.
أما عن سؤالك كيف استنتجت الملائكة بقولهم: {..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء..}؟
لأنهم شاهدوا كيف فسد عالم الجن وهم من المكلفين وممن حمل الأمانة فما صانوها بل خانوها وفسدوا وسفكوا الدماء، فتوقع الملائكة أن يكون آدم مثل أولئك الجان. إذن: مشاهدتهم لفساد عالم الجن أغراهم بطلب الخلافة لأنفسهم لكونهم أفضل من هؤلاء الجن الذين يقتلون أنفسهم، وهم لا يعلمون بعد أن آدم صلى الله عليه وسلم هو أعلى وأرقى وخير منهم، فلما شاهدوا مقام سيدنا آدم بأم أعينهم وقلوبهم، تنازلوا عن طلب الخلافة له، بل سجدوا طالبين زيادة المشاهدات والعلوم والمعارف عن طريقه، فشاهدوا بقلوبهم ما أشهدهم من أسماء الله الحسنى، كما شاهدوا بأعينهم كيف أنَّ حبه العظيم لله أنساه وصية الله، وهذه المشاهدة أذهلتهم وأدهشتهم وأذهبت نفوسهم بمعيته سمواً وعلواً إلى مقامٍ عظيم في حضرة الله.
ثانياً: بالنسبة للمحة عن عالم الجن، فنقول:
أولاً: الله ذكرهم بالقرآن وأخبرنا عنهم وأعلمنا بهم بما ورد في الذكر الحكيم، وأنت يا أخي إذا أردت السؤال عنهم فعليك بالرجوع إلى ما ورد في القرآن لتتعرّف عن أحوالهم.
ثانياً: إذا أطلعناك عن أحوالهم، هل تستطيع أن تقوم بهدايتهم؟ هل لديك الإمكانية والقدرة النفسية النورانية المستنيرة بنور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى تخوض في عالمهم وتنقذهم من الظلمات إلى النور؟ إذا كنت تستطيع إصلاحهم فلا مانع، نتكلم لك فقط ولا نتكلم لغيرك لكيلا يلتفتوا إليهم فيفتنون بباطلهم ويخلعوا دينهم. إن تستطيع إصلاحهم فحيهلا.
لأنهم شريحة كالبشر وأضعف إيماناً من البشر، وهم على العكس مما ظننت فليس هم الأثرياء ولا الأقوياء ولا السادة، بل إن مراتب ومقامات الجن أضعف وأحط وأقل صدقاً مع الله من مقامات الإنس، وهم لا حول لهم ولا كيد، وقد قال تعالى: {..إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}. فالمريض إذا أراد الكيد فما بوسعه أن يفعل ومرضه يهدّه هداً؟
يا أخي: ليس كما ظننت، ولذلك حجبهم الله عنا لئلا يفسدونا، فإياك أن تلتفت إليهم وحوِّل تفكيرك دائماً عنهم لئلا تضعف بضعفهم. ووظيفة إنقاذهم خاصة بالرسل والأنبياء الأقوياء لأنهم معصومون فلا يتأثرون بشرورهم، بل يؤثرون بهم بالخير.
إذن: هم مثلنا تماماً ومكلّفين مثلنا، وفيهم الفقراء والأغنياء والسادة والبسطاء ومن جميع الطبقات، مثلنا تماماً لكنهم بعالمهم، وبالجيش هناك رتب عرفاء ورقباء وقادة وألوية، وفي مجال الدين لديهم مشايخ مؤمنين بآبائهم السابقين وقد هجروا القرآن، بل إن مستوى الجن أقل من مستوى الإنس، الإنس أعلى منهم لأن فيهم الأنبياء والمرسلين. فلماذا جعلت لهم هذه الرفعة وميّزتهم وهم مثلنا؟ والله لم يميّزهم فليس عند الله تميّيز عنصري {..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..} سورة الحجرات: الآية (13). وفيهم من يعشق الرسول ويحبه وفيهم الصالحون {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ..} سورة الجن: الآية (11).
السلام عليكم ورحمة الله
ما الفرق بين إرادة الله تعالى وأمره؟
لا فرق بين إرادة الله وأمره، أراد لنا الجنات والخيرات، وأمرنا بما يوصلنا إلى هذه الجنات، وأراد الخير وأمرنا بالخير، فالأمر تنفيذ الإرادة. {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى..} سورة النحل: الآية (90).
أريد أن أعرف إذا كانت ظاهرة التخاطر حقيقية أو وهمية، وإذا حقيقية أريد أن أعرف كيف يمكن التخاطر مع أحد ما وهو بعيد؟
توضيح حول ظاهرة التخاطر:
ظاهرة التخاطر: عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين، بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر، مهما بَعُدَت أماكن تواجدهما، وبعبارة أبسط: فالتخاطر يعني معرفة أيِّ شخص منهما بما يدور في رأس الآخر.
هناك تشابه بين طريقين ولكنهما خطّان متوازيان لا يلتقيان. التخاطر يحدث بين أهل التقوى، وهذه من جهة علوية سماوية ليس فيها شر ولا دنس ولا إثم ولا أذى، وهذا ترابط نفسي عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (يا سارية الجبلَ الجبلَ). وهو في مكان وسارية في مكان آخر بعيد عنه.
وهناك روابط نفسية بين السحرة وأتباع الشياطين تسري نفوسهم إلى بعضهم ويحدث التواصل الخاطئ عن طريق الجن، هؤلاء إلى النيران، والمتقون إلى الجنان لأنهم بالنور. وكلها روابط نفسية إما علوية أو سفلية.
المجرمون إذا ترابطوا ببعضهم يجرمون ويؤذون ومقرهم إلى النار، والعكس صحيح الأطهار إذا ترابطوا مع بعضهم يصلحون {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119).
بسم الله الرحمن الرحيم
خطر لي قول الملقن: يأتيانك ملكان: منكر ونكير... والسؤال:
- هل حقاً يأتي منكر ونكير وما الدليل؟
- هل يأتيان على كل ميت حتى الأنبياء صلوات الله عليهم؟
- ما معنى اسميهما منكر ونكير؟
أخيراً هل تلقين الميت ضروري وهل يُفيده بشيء؟
وشكراً
كلمة (منكر) تعني: كانوا يفعلون المنكرات بأعمالهم، وبعد الموت جاءه الملك وصوّر لهم هذه الأعمال، فهي منه مصورة بالملَك، والمرء يرى أعماله الخبيثة وقد عاد إلى فطرة الكمال عندها يشعر بالخجل والخسارة والندامة بفطرة الكمال فيحترق بحسرة وندامة ويرى الخسارة التي تسببت له من أعماله المنكرة التي يراها مصورة بالملك.
و(نكير): لأنه أنكر الحق وأنكر الآخرة وأنكر الله، لهؤلاء تأتيهم الملائكة بصورة أعمالهم المنكرة. أما الملائكة الكرام فهم أجمل خلق الله لأنهم ملّكوا نفوسهم إلى الله، وهم مع الله والنور الإلۤهي دائماً معهم.
والمؤمنون والذين سلكوا طريق الحق يرونهم أيضاً بهذه الصورة الجميلة التي تصورت لهم أعمالهم الفاضلة فيهم، وهم أيضاً صوروها ونقلوها لهم، فالمؤمنون بهم يرقون وينعمون وبتضحياتهم التي قربتهم إلى الله استناروا وشاهدوا الملائكة نورانيين بجمال سماويّ ليس بأرضي أبداً، وبهذا النور يدخلون الجنات، فهم بعد الموت في غبطة أبدية وأنوار علية.
أما بالنسبة للأنبياء الكرام والرسل العظام عليهم السلام، فالملائكة هم جنود الأنبياء وخدامهم، والملائكة يستنيرون بنور الأنبياء ويكسبون جمالاً فوق جمالهم يسبي العقول. كما اكتسبوا عن طريق سيدنا آدم عليه السلام حينما عرض عليهم أسماء الله الحسنى فهاموا وسموا وعلوا، هذا حالهم مع الأنبياء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لا أتحكم بالشكل الكافي بنفسي وغالباً ما أرتكب أخطاء أندم عليها بعد ذلك، كيف يمكنني أن أتحكم في نفسي؟
أرجو الإجابة لأنني أثق بكلام العلّامة الكبير السيد محمد أمين شيخو جزاه الله الخير له ولكم.
والحمد لله رب العالمين.
إن آمنت بالله تغلَّبت على شهواتك، وسرت على استقامة كاملة بما يُعينك الله به ويغنيك عن الشهوات المحرمة، وإن لم يؤمن الإنسان فحتماً شهواته سوف تطغي عليه وتغلبه.
فارجع إلى كلام العلّامة الكبير تجده يطلب منك فقط الإيمان، وعلى الله قصد السبيل.
السلام عليكم:
أستاذنا الكريم لو تكرّمتم عليّ بكلمة مختصرة عن الجن:
حملهم للأمانة، حياتهم كيف يعيشونها؟ أحوالهم وصلتهم بالله، طبيعتهم الخلقية. مخلوقون من نار؟ كيف هو حالهم الطبيعي؟ دعوة الرسل كيف كانت تصلهم؟ كيف يكون الخطاب والدعوة للحق من الأنبياء للجن (كونهم مكلفين بحمل الأمانة)؟ هل هم نفوس مجرّدة عن الأجساد؟
أيضاً: مخلوقون من نار، فكيف سيلاقي الكافر منهم عذابه في نار جهنم؟
ولكم الشكر
الله ذكرهم بالقرآن وأخبرنا عنهم، وعِلْمنا بهم بما ورد في الذكر الحكيم، وأنت يا أخي إن أردت السؤال عنهم فعليك بالرجوع إلى ما ورد في القرآن لتتعرف عن أحوالهم.
ثانياً: إذا أطلعناك عن أحوالهم هل تستطيع أن تقوم بهدايتهم؟ هل لديك هذه القدرة النفسية النورانية المستنيرة بنور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ إذا كنت تستطيع إصلاحهم فلا مانع، نتكلّم لك فقط ولا نتكلم لغيرك، لكيلا يلتفتوا إليهم فيفتنوا بباطلهم ويخلعوا دينهم، إن تستطيع إصلاحهم فحيهلا.
ولكن نجيبك على آخر سؤال: وهو أنه طالما خُلقوا من نار، فأصبح النار لا تعذبهم، فهم لها وأهلها.
الصحيح أنهم يتعذبون في النار، بدليل: نحن خُلقنا من طين من فخار، فإذا أخذ أحد الناس فخارة وضربك بها على وجهك ألا تتألم؟ وهم أيضاً يتعذّبون في النار ولو كان أصل خلقتهم، كما نتعذب فيما لو ضُربنا بالتراب. قوم لوط أمطر عليهم حجارة من طين، فهل لم يتأثّروا أم هلكوا وماتوا؟ والآن الزلازل الحادثة الواقعة في الصين وإندونيسيا انطمرت قرى بكاملها، وكذلك في الفلبين والفيتنام وصقلية طُمروا في هذا الأسبوع، فهل لم يموتوا؟ لقد أثّر عليهم.
كذلك الجن يتأثّروا ويتعذبوا بالنار ولو كان أصلهم من النار.
السلام عليكم ورحمة الله
لقد ذكرتم في كتب العلامة أمين شيخو قدّس الله سرّه بأن النبي أو الرسول لا يمكن أن يُقتل أو أن يُمس بأذى جسدي وفي سورة النساء: {..فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ..}:
1- هل يمكن أن يموت الصدّيق قتلاً أم لا كما هو حال الأنبياء؟ وهل هناك فرق كبير في المرتبة بين النبي والصدّيق؟ وهل إذا تفضّلتم أن تذكروا لنا ولو شخص واحد وصل إلى هذه المرتبة غير سيدنا أبو بكر والسيدة مريم.
2- هل الصدّيق أعلى من الشهيد ومن الصالح؟ وهل الشهيد أعلى من الصالح؟
3- ما معنى الصالح في هذه الآية؟ وهل هذا التسلسل هو تسلسل مراتب؟
4- هل الشهيد هو الذي يُقتل في سبيل الله فقط؟ أم من يشهد الحق للناس؟ أم له معان أخرى؟
ولكم جزيل الشكر على هذا الموقع.
1- هل يمكن أن يموت الصديق قتلاً أم لا.
قد يُقتل الصدّيق إذا جاء أجله وكان لديه نوايا عالية وازدادت نواياه علواً وطموحاته الكبيرة التي لم يحقّقها بعد وتداركه الأجل، فالله لن يهضمه بل يعوّض له ذلك ويحقّق له طموحه بأن يمنحه شرف الشهادة.
وتسأل: هل هناك فرق كبير في المرتبة بين النبي والصدّيق؟
بالطبع هناك فرق كبير بين النبي والصدّيق، فالنبي بسماء لا يبلغها الصدّيق أبداً.
وتسأل: عن شخص واحد وصل إلى هذه المرتبة غير سيدنا أبو بكر والسيدة مريم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال العبد يصدق ويصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً). فيجب على كل مؤمن أن يكون صدّيقاً، وتنطبق هذه المرتبة على جميع الصحب الكرام الذين: {..صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]، ولكن هناك درجات ومراتب فيما بينهم.
2- هل الصدّيق أعلى من الشهيد ومن الصالح؟ وهل الشهيد أعلى من الصالح؟
على حسب الآية: {..فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ..} نعم الصدّيق أعلى من الشهيد لأنه نال مرتبة الصدّيقية، وضمناً نال مرتبة الشهيد الذي يشهد الحق للناس.
كذلك الصدّيق أعلى من الصالح الذي صلح للعطاء الإلۤهي، وهذا واضح من الآية الكريمة السابقة الذكر.
وكذلك الشهيد أعلى من الصالح لأن الصالح هو كلُّ مؤمن صلح للعطاء الإلۤهي.
أما الشهيد فهو محسن، لأنه يشهد الحق للخلق ويُخرج الناس برسول الله من الظلمات إلى النور، فهو مرشد للمؤمنين الصالحين، فهل الأستاذ يقارن بالطالب؟
3- ما معنى الصالح في هذه الآية؟ وهل هذا التسلسل هو تسلسل مراتب؟
معنى الصالح: هو الصالح للعطاء الإلۤهي، أي: مُفلح، حيث فلح أرضه وزرعها ونبت فيها الخير والثمرات اليانعات، وأحب هذا النوال لغيره من الناس وأحب أن يفعلوا ما فعل هو وأن يصلحوا أنفسهم وتصبح أهلاً لأن يُنبت الله فيها الخيرات والجنات.
وتسأل: هل هذا التسلسل هو تسلسل مراتب؟
(أي نعم) إنه تسلسل مراتب لكلٍّ مرتبة ومنزلة ومقام.
4- هل الشهيد هو الذي يُقتل في سبيل الله فقط؟ أم من يشهد الحق للناس؟ أم له معان أخرى؟
كلاهما من الشهداء. فالذي يُقتل في سبيل الله من الشهداء، وكذا من يشهد الحق للناس من الشهداء، ولكن لكلٍّ درجة ومنزلة، فالذي يشهد الحق للناس ويستشهد أسمى درجة وأعلى منزلة من بقية الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل الله إلا أنهم لم يصلوا لمرتبة أن يشهدوا الحق للخلق.
أما الشهيد الذي شهد الحق للناس هذا جمع الشهادتين، إذ كان يبيّن للناس أن كلمة الله هي العليا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدوني جزاكم الله خيراً:
الله خالق كل شيء بما فيها أعمال العباد.
ما معنى هذا الكلام؟
ليس الله بخالق أعمال العباد: أعمالهم صادرة عن نواياهم فأتت الآية: {..فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} سورة الأعراف: الآية (129). تعملون: أنتم وليس الله وحاشاه، فإن كان الله خالق العمل فلِمَ يحاسب؟! كلام لا أصل له.
وسيدنا إبراهيم قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} سورة الصافات: الآية (96): أي من أصنام وليس عملهم، فالله خلق التراب والحجارة، ويعبدون ما لا فعل له ولا حركة ولا كلام ولا سمع وبصر.
ما الفرق بين المحبة والرضا؟ وما يترتب على ذلك؟
أرجوك المساعدة بشرح مفصل وجزاك الله خير الجزاء.
الرضى: لا يرضى الله على عبدٍ ما إلا إن كان مؤمناً طائعاً، فإذا اتخذ المرء طريق سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام منهجاً، حيث فكر بالسماء وما فيها من آيات دالة على عظمة الإلۤه جلّ وعلا، فرأى عظمة ربه وحصلت له الخشية واستقام على أمره تعالى، فإن قام الإنسان بعد هذا الإيمان الحقيقي بعمل من أعمال البر والإحسان، وإذا صدر عنه بعد إيمانه عمل خير أو عمل صالح يرضى الله به عليه.
إذن بالأعمال الصالحة التي يقدّمها المرء المؤمن ينال رضى الله عليه، فتكسب نفسه ثقة فتتحسن صلاته وبالصلاة الصحيحة تزول الأدران وتنحتّ الصفات الذميمة وتنقلب إلى صفات حميدة ويكتسب الكمالات شيئاً فشيئاً، فيحب أهل الكمال بما ناله من كمال، إذ لا يعرف الفضل إلا ذووه، وبصحبته النفسية الدائمية لأهل الكمال يزداد كمالاً، عندها يحب خالق الكمال جلَّ وعلا.
وهذا الحب المبني على أسس يكسب به رضاً جديداً أعلى منهجاً وأسمى درجة وأرقى منزلة.
بالسابق كان يرضى الله عليه لما يقوم به من أعمال صالحة، وبهذا يصبح ممن رضي الله عنهم، ليس فقط عليه بل عنه، لأنه أصبح طريقاً للخير هادياً إلى رسول الله منقذاً لعباد الله، هناك رضي الله عنه كما رضي عن الصحابة الكرام.
متى حلَّ الرضى عنه غمره الله بحبه بسبب إحسانه لعباده (والخلق كلهم عيال الله وأحبهم على الله أنفعهم لعباده) وهذه منزلة الحب.
أحباب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهم الأمة الوسط.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين الإرادة والمشيئة؟
الحقيقة أن الإرادة إن كانت صادقة، كان تطبيق الإنسان على تنفيذ الأشياء وتطبيق المشيئة وتنفيذها والتضحية بالأشياء الغالية على النفس التي تعترض غاية إرادته والوصول إلى تحقيقها.
أما إن كانت مجرد أمنية، فإنّ الإنسان متى جوبه بشيءٍ غالٍ على نفسه ليضحّي به من أجل نوالها، فإنه يتراجع عن إرادته ويتنازل عنها، فهي ليست إرادة صادقة بل من الأماني، والله يقول: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ..} سورة النساء: الآية (123). وبالعامي: (كلمة ياريت عمرها ما كانت تعمر بيت). وهناك أمثال أجنبية تقول: (لو كانت الأماني خيولاً لامتطاها الشحاذون).
أما المشيئة: مشتقّة من كلمة الشيء، والمشيئة معيار الإرادة ومقياس صدقها أو عدمه، فإن لم يشأ التضحية فمعناه أن الإرادة خالية من الصدق وهذه الإرادة لن تتحقق (إن السفينة لا تمشي على اليبس)، وإن كانت الإرادة صادقة، سعى سعيها وضحّى بكل غالي وثمين لتحقيق الإرادة. فكيف تتم الإرادة بدون مستلزماتها؟!
فالله منذ الأزل أراد الخير والسعادة والجنات لكافة المخلوقات دون استثناء، ولكنه لم يجبرهم على الخير إجباراً بل منحهم الخير اختياراً وترك الأمر لإرادتهم ولمشيئتهم.
وما من إنسان إلا ويريد الخير لنفسه وجر المنفعة لصالحه وجلب كل ما هو مستحسن بنظره، حتى أنَّ الكثير من الناس يريدون أن يصبحوا من الصالحين ليكسبوا الجنات.
فالإرادة: مجرّد طلب أمر ما؛ وهذا لا يغني صاحبه شيئاً، ولتحقيق الطلب هناك عدة أشياء يجب أن يقوم بها، ومستلزماتها عليه تأمينها، فإن سعى وجدَّ واجتهد وضحّى بكل غالٍ وثمينٍ في سبيل نيل مراده، فهذه المشيئة نقول عن صاحبها أنه شاء.
فالمشيئة: مبنية على عدة أشياء عليه أن يأتي بها تدل على عزمه الصحيح وصدقه للوصول لما يريده.
فالمشيئة تكشف الإرادة إن كانت صادقة، فالعمل والسعي والتضحيات جميع ذلك يكشف الإرادة الصادقة.
أما إن كانت إرادة غير صادقة، مجرّد أمنية حلوة، ترى صاحبها يتقاعس عن بذل أيِّ جهد، ويتمسّك بالأشياء التي تمثل مشتهيات النفس من مال أو سيارات... الخ، ولا يضحّي بشيء في سبيلها.
أما من كانت إرادته قوية وصادقة، يضحّي بكل غالٍ وثمين على قلبه، حتى ولو تعرّض في سبيل نيل مراده إلى الموت والتضحية بحياته، فتراه غير مبالٍ ولا مكترثٍ إلا للشيء الذي أراده، وهو كذلك دائم التفكير بمراده، يدبّر، يرسم الخطط، ويحاول ويحاول، ولا يفتر عن الإلحاح ليحصل على ما يريد، ويبذل ما بوسعه من جهد وعمل دؤوب، هنا نقول عنه أنه قد شاء.
فالمشيئة: هي الصدق والتصميم والسعي والاجتهاد لتنفيذ الإرادة، إن كانت الإرادة صادقة.
والأمر ينطبق لمن طلب الدنيا وطلب الآخرة، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ، وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ..}: فهل تكفي الإرادة المجردة للحصول على جنات الآخرة؟! كلا لا تكفي. فأتمّ الله قوله: {..وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ..}: ضحّى، بذل، اجتهد وجدَّ وجاهد، وكان سعيه مبني على إيمان حقيقي بالله، وإيمان بلا عمل سحاب بلا مطر، فتكون الإرادة غير صادقة تماماً، فلابدّ من العمل. {..فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ، كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} سورة الإسراء: الآية (18-20).
أنا رجل أخاف الله ولكنني لا أستطيع مقاومة النساء مع أنني دائم التفكر بالحساب والآخرة، فما هي نصيحتكم؟
(كفى بالموت واعظاً)، (وأكثروا من ذكر هاذم اللذات).
وحذارِ من مصاحبة أهل الرذيلة لأن الطبع سراق فجانبوا أهل البدع، فحذار من فتن النساء، وفرَّ منهنّ فرارك من الأسد فواللهِ:
فمن خبر الغواني فإنهنّ ضياء في بواطنه ظلام
فمن لمسهنّ ومات على هذا الحال، فواللهِ سيبقى في الظلام إلى يوم القيامة، وأن يحرَّق الإنسان تحريقاً أفضل وأحسن من أن يقع في فاحشة واحدة بمئات المرات.
يا أخي الحبيب: (إياكهن) تسلم بعرضك ودينك وسمعتك ودنياك وآخرتك، و اسعَ في طريق الحق مع أهل الحق كيلا تشغلك نفسك بالشرِ.
وعليك اجتنابهنّ، والبعد عنهنّ، فالنظر والمجالسة هي التي تجر إلى الفاحشة، وفي المثل العامي: (بَعِّدْ عن العين يسلاك الخاطر)، لأنَّ الفتنة نائمة لعن الله موقظها، وبما أن الفتن عمّت وشملت وسادت فنحن علينا بالفرار من هذه الفتن لئلا تقنصَ قلوبنا وتميل بنا إلى الهلاك.
كذا الطبع سراق فجانبوا أهل البدع، كذلك لا تصاحب المفتونين بحب الدنيا والنساء، فهذا سيدنا يوسف عليه السلام وهو نبي رسول، وليسلَم بقلبه فضَّل السجن على مجالسة النساء {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ..} سورة يوسف: الآية (33). هذا وضع نبيّ طاهر كريم، فسيدنا يوسف وقي من الوقوع في الفاحشة بسبب أنه نال التقوى قبلها. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} سورة يوسف: الآية (22): فكلُّ من سار سيره هذا حفظ ووقي إذ التقوى تعصم صاحبها.
السلام عليكم
إذا كان هناك شخص مؤمن أو تقي وأنت تعرفه وهو لا يعرفك فهل من الممكن أن يأتي الشيطان بصورته إليك في الحلم أثناء النوم؟
لأنها تحدث معي أحياناً، شكراً.
من قال لك أن المؤمن أو التقي هو نبي لا ينقطع عن الله طرفة عين لا في يقظة أو منام؟! حتى لا يستطيع الشيطان أن يتمثّل به، فالأنبياء لا تنقطع عن الله، للحديث الشريف: (نحن معاشر الأنبياء تنام أعيينا ولا تنام قلوبنا).
وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: (من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بيَّ).
أما المؤمن له انقطاعات، فإذا كان في حال انقطاعه في نومه مثلاًَ قد يأتي الشيطان بصورته.
فكيف تنسب العصمة للمؤمن أو التقي، وتجعله نبياً! فإن حصل معك ما تقول فهو وارد فقد يحصل للمؤمن أو التقي انقطاع وبالانقطاع يدنو الشيطان.
لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} سورة الأعراف: الآية (201): أي إذا غفلوا ولو لحظة يأتي إليهم الشيطان، فيتذكّروا سريعاً ويعودوا للإقبال على ربهم، فيهرب الشيطان من النور الإلۤهي المتوارد عليهم.
فالشيطان يعمل معهم عمل الموقظ من غفلتهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الروح من ذات الله أم النفس أم الفكر أم قبل أن يمنح الإنسان حرية الاختيار أو الأمانة كان مثله مثل باقي المخلوقات؟ فهل الفكر من ذات الله وعليه كان تكليف الإنسان وتفاضله؟ وشكراً جزيلاً.
إنَّ تفاضل الإنسان وتمايزه كان بناءً على حمله الأمانة وحرية الاختيار، فبقبوله لحمل الأمانة كان تفاضله على سائر المخلوقات، ولهذا أعطاه الله الفكر كوسيلة لأنه حمل الأمانة، ومن لم يحمل الأمانة لم يعطِه تعالى فكراً.
إذن: إنَّ الذي أعطى الفكر للإنسان هو الله، فالفكر من حضرة الله ومن ذاته، فلا يوجد شيء إلا منه تعالى فهو موجد الأشياء جميعها، فكل ما تقع عليه عينك هو من الله ومن ذاته وليس من ذات أخرى.
أما عن سؤالك عن الروح، فيا أخي الكريم: ألم تقرأ في القرآن قوله تعالى: {..وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي..} سورة الحجر: الآية (29): عن سيدنا آدم، أليس الذي نفخ هو الله؟!
إذن: الروح من حضرة الله ومن ذاته، كذا الفكر والنفس كلّها من حضرة الله، أي من ذاته وليس من ذات أخرى، لا من نبي ولا من رسول ولا غيرهم.
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم أنا شاعر أكتب في مجال شعر القرآن الكريم.
لدي الكثير من الأسئلة الشائكة العالقة التي لم أجد لها أجوبة ناجعة وسمعت عن حضرتكم الكثير فأرغب بالاستفسار عن أحد هذه التساؤلات، وهو:
ما الفرق بين نظرية الخلق وبين نظرية الفيض؟
أجيبونا جزيتم كل خير.
إن شئت الحق والحقيقة والدين فارجع إلى كتاب عصمة الأنبياء للعلّامة محمد أمين شيخو لترى وتقرأ نظرية الخلق الأول، وفي مقدمة هذا الكتاب تجد جواب سؤالك، وتجد الحق الذي لا يُعاب، فنحن رأينا في كتاب العصمة وفي مقدمته:
أن الفيض والعطاء كلّه من الله، وكلُّ فيض من غير الله ذاته هذا شرك وليس بحقيقة أبداً، بل يظنّه عميان القلوب حقيقة. فكلام العلامة عن الخلق علّمنا الحق والحقيقة وأنّ الفيض لا يأتي إلا من الله، وبهذه الحقيقة آمنا وشاهدناها حقاً وصدقاً.
وكتاب عصمة الأنبياء موجود في كافة مكتبات القطر السوري.
أستاذي الفاضل: لقد قرأت في أحد الأجوبة: بأنه لا يجوز أن تذكر أسماء كليلى وغيرها في الأناشيد بسبب التأثير السلبي.
والسؤال: هناك أناشيد كثيرة الآن وفي السابق تكون ألحانها من أغان عربية وأخيراً تركية وكل أو غالبية المنشدون أو معظمهم ينشدون هذه الأناشيد، مثال: (يا إلهي يا مغيث التائبين، أغثنا وفرج عن المسلمين) لحن أغنية تركية فاضحة كما سمعت، فهل تؤثّر سلبياً على الذي شاهد هذه الأغنية أو سمعها فقط؟
ولكم جزيل الشكر.
كان المنشدون قديماً أهل التقى والصلاح وإنشادهم في حقيقته إرشاد بأسلوب محبب إلى النفس مبني على شهودهم وحضورهم في الحضرة المحمدية والحضرة الإلۤهية، لذا كان لها وقع جميل على الأذن بألحان شجية تهتزّ لها النفوس طرباً وشوقاً لله ورسوله، فما أجمل هذا وما أحسنه! وكانت ألحانهم نابعة من نفوسهم الطاهرة فهي على درجة عليّة من الطرب والهيام بالله.
وكان أهل الفسق والفجور أصحاب المجون والأغاني يأخذون ألحان أناشيد الصالحين ويضعونها لكلمات ساقطة تغذي هوى النفس المهلك وشهواتها الدنية، كما كان عبد الوهاب يمكث الأسبوع والأسبوعين في حلب ليأخذ الألحان عن المنشدين.
إذن: كان المغنون الـمُكرِبون يسرقون ألحان المنشدين الصالحين، أما اليوم وحيث ضَعُفَ الإيمان وتدهورت الأخلاق والقيم، وأصبحت للكفر صولة وجولة وللفسق والمجون دولة وبيوت محصّنة، فراح المنشدون الإسلاميون في هذا الزمان يستمدّون ألحانهم من المغنين، وهذا من ضعف الإيمان عند المسلمين، فالذي ينشد مثل الأناشيد التي كان عبد الوهاب يقولها أو أم كلثوم فتراه يتصوّرهم ويتمثّلهم تماماً حتى يخرج اللحن كما يقولونه المغنين الأصليين، وبهذا يكون قد ارتبطت نفوسهم بأنفس هؤلاء المغنين وبدأت تتشرّب منهم ما هم فيه من دناءات وفسق وفجور، وهذا لا يجوز فأصبحت محرّمة، تودي بالنفوس إلى الشهوات الخبيثة، لأن النفس تتوجّه حيث تنطرب وبهذا التوجه ينطبع فيها الشيء الذي تتجّه إليه، والنفس كمرآة تعكس كل ما يواجهها.
فهؤلاء المنشدون بإنشادهم للأغاني التي كان المغنون أصحاب المجون يغنونها، يعكسون لك ما يتوجّهون إليه فيعكسون ما بنفوس المغنين ويكونون وسطاء بينهم وبينك ينقلون لك إعراضهم وأمراضهم، فإن كان اللحن لأغنية وكنت قد سمعت هذا اللحن الأصلي، فهو يؤثّر سلبياً على السامع، وإن لم تكن قد سمعته سابقاً فلا يوجد له تأثير.
ونفسك أمانة بيديك فاحفظ الأمانة وصنها، وحذار من سوء البذار وإياك أن توردها الموارد التي تهلكك وأن تجعلها ترعى مع الهمل. فالإنشاد في حقيقته إرشاد، فدع عنك الألحان وسر بتفكيرك بالمعاني للقصائد فإن مشت النفس مع الفكر بالمعاني تكون قد أخذت اللب والغذاء وتركت القشور والكساء وتكشف الشيء الدنيء من غيره.
سلام عليكم
لدي سؤال ما هو السبب الحقيقي للانحراف وما عواقبه ونتائجه؟
السبب الحقيقي للانحراف هو الكبر.
فأصل الكفر هو الكبر، فالمتكبّر الذي لا يرى فضل الله عليه وبرّه وإحسانه إليه، فهذا في بعدٍ عنه تعالى لذا تراه يفعل كل ما يؤذيه ويرديه.
وعواقبه الخسارة دنيا وآخرة والشقاء فالنيران.
سمعت أحدهم ينفي العدالة المطلقة، ولكن يقول أنه يوجد عدالة نسبية بقوله: (لو كان عدل مطلق لترك الناس المعصية خوفاً من العقاب في الدنيا وعندها لا حاجة ليوم القيامة والحساب والجنة والنار).
مثال: إنسان قتل نفس وبعد حين ساق الله سبحانه إنسان ظالم وقتل القاتل الأول، هل الأخير يُحاسب يوم القيامة طالما أنه مات قتلاً؟
2- كيف العدالة المطلقة محقّقة علماً أنه يوجد تفاوت بين الناس في الأعمار والأرزاق والطول واللون والذكاء؟
1- تسأل: هل القاتل يحاسب يوم القيامة طالما أنه مات قتلاً؟
الجواب: تنوّعت الأسباب والموت واحد فإن كان قتلاً أو غير قتلٍ، فما علاقته بالجريمة التي ارتكبها. نعم يُحاسب القاتل حساباً تاماً على جرمه الذي اقترفه إن مات قتلاً أو غير قتل وحسابه هذا غير منقوص.
2- وتسأل: كيف العدالة المطلقة محققة علماً أنه يوجد تفاوت بين الناس؟
الجواب: أوليس الله الذي خلقهم بقادر على أن يحقق العدالة المطلقة عليهم! بما أنه يخلق الجميع ويطعم الجميع ولا ينسى أحداً من فضله وبره، فلا يمكن أن يكون هناك أي ظلم أو هضم من قبل الله بحق أي مخلوق، فهو تعالى يجري حكم العدالة ويسريها عليهم جميعاً بكل ظروفها، فهو المحيط بكل شيء والقادر على كل شيء ولا سلطان يعلو عليه.
إن حكم العدالة في البرية ساري يعطي كل واحد حقّه واستحقاقه ولا ينقصه شيئاً وبما يناسبه تماماً، وما نراه من تفاوت لا يرضي البعض إنما هي عين العدالة بحقهم، وقضية التفاوت بين الناس بالأعمار والأرزاق والطول واللون والذكاء...إلخ، هذه كلّها ليست من الله بل هي من أنفسهم، على حسب اختيارهم وبما يناسبهم ويناسب نفوسهم وعلى حسب طلباتهم بعالم الأزل {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ..} سورة الرعد: الآية (33).
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يستطيع المرء أن يثبت على الحق في حال حصل على دورة استثنائية؟ مع العلم أنه مضطر على العيش مع أناس قد نسوا.
وهل إن وقع العذاب وهو يحب أهل الحق يذهب به؟ ويكون كمن يُقال لهم: {..قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً..} [الحديد: 13]؟
والسلام على الأئمة المهديين بنور المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- ما هي الدورة الاستثنائية التي تقصدها؟ نرجو وضوح السؤال ليكون الجواب واضحاً.
- كلنا مضطرين على العيش مع أناس قد نسوا، وهذه من ضرورات العمل والحياة العملية في المجتمع.
ولكن لا تأثير للناس عليه إطلاقاً، إذا لم يسلِّمهم قلبه وتكون هناك مخاللة والمجالسة جلوساً لإضاعة الوقت على غير طائل ومجرّد الاستئناس بالناس، فهذه المجالسة تترك تأثيراً سلبياً على المرء، ولكن إن كان مروراً عابراً بحكم العمل أو الوظيفة وهذه الظروف المجبر المرء على خوضها لا تترك أثراً سلبياً على الإنسان، ولكن عليك أن تضع ساعات لتتفرّغ فيها عن الناس جميعاً وتتخذ الله صاحباً، أي: تختلي مع ربك في ساعة معينة وخيرها الساعة الصباحية قبل شروق الشمس والساعة المسائية قبل غروب الشمس {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ..} سورة الكهف: الآية (28). والتفكير بتلك الساعة بآلاء الله وآياته المنثورة في الكون، تستعظم الله الصانع الذي أوجدها وخلقها وأبدعها، إذ تنتقل من تعظيم الصنع إلى تعظيم الصانع عزّ وجلّ، فتقوى نفسك على المخالطة الإجبارية.
وبتمثل أهل الحق وتقديرهم ومحبتهم تزداد قوة فلا يؤثّر عليك أيّ أحد من الناس البعيدين، إذ لم تعلّق قلبك بهم بل تعلّقه بأهل الله ومن والاهم، وما كان اختلاطك بالمجتمع إلا لضرورة ماسة بحكم العمل أو غيره، فهذا لا يؤثر إذن على مسيرك الإيماني.
وتسأل: هل من أحب أهل الحق يذهب به العذاب إن وقع؟
نقول: (يُحشر المرء مع من أحب) إذن: فهو محفوظ من العذاب إذا كان قلبه متعلّق مع أهل الحق ويحبهم وهم الناجون من العذاب، إذاً: غدا هو أيضاً بمحبته وبمعيتهم من الناجين. وذلك حينما سأل أعرابي رسول الله: متى الساعة. فقال له صلى الله عليه وسلم: ويحك ما أعددت لها؟ فقال: والله يا رسول الله ما أعددت لها إلا حبُّ الله ورسوله. فقال صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت.
السلام عليكم: سيدي الكريم بعد اطلاعي على كتاب مصادر المياه، وأن الماء الذي نشربه من القطبين، وهنا راودني سؤال حول موضوع (النفط) من أين مصدره؟ إذا كان مصدره من بقايا غابات قديمة فالبترول في السعودية الشقيقة وفير وبكميات كبيرة جداً، علماً أن تلك البلاد لا شجر فيها منذ القدم.
وتلك المستودعات داخل الأرض ألا تنفذ وتجف على الرغم من هذا الاستهلاك العالمي الهائل؟ أم أنها تتجدد كما في (الماء)؟
نرجو التوضيح ولكم جزيل الشكر.
هناك نظريات عن مصدر النفط اقتنع بها الناس وعلماء الجيولوجيا، يقولون: أن النفط مزيج من الهيدروكربونات تلك المواد التي تتألف من الهدروجين والكربون وتوجد بأشكال مختلفة، منها السائل كالنفط، ومنها الصلب كالقار، ومنها الغاز كالميتان. ويكاد العلماء يجمعون على أن النفط قد تشكل من جراء التبدلات الكيميائية الحيوية للعوالق البحرية وبقايا الغابات وبقايا الأحياء العضوية، وتضم هذه العوالق كثيراً من الكائنات النباتية والحيوانية المجهرية التي تعيش في البحر وغير البحر، وعندما تموت هذه الكائنات الحية تغوص إلى الأعماق السحيقة، حيث تقوم الجراثيم اللاهوائية بإدخال بعض التعديلات على بنيتها، وذلك بنزع الأوكسجين والآزوت وإنتاج مزيد من الهدروجين والكربون، وهذا المزيج الهيدروكربونات يوجد فيه النفط.
وقد كان من جرّاء التطورات التي حدثت في العالم خلال آلاف السنين الماضية أن تحرّكت كتل كبيرة من الأرض واستقرت فوق طبقات من المواد العضوية فاحتبست هذه المواد في تلك الأماكن، وهكذا تشكّل ما ندعوه اليوم (حقول النفط).
وفي رأينا أن هناك أراضٍ كانت كلها غابات وحدائق فانقلبت لصحاري، فأنت تعرف الجزيرة العربية منذ أربعة آلاف أو خمسة آلاف هذا في علم التاريخ البشري، ولا ندري من عشرين أو ثلاثين ألف سنة كانت كلها مناطق غابات ثم أصابها القحط فأصبحت كلها صحارى، والصحارى انقلبت إلى غابات وهذا معلوم في علم الجغرافيا. فهناك تحولات في الطبيعة والتضاريس، والأرض دائماً تتعرض لزلازل فتجعل عاليها سافلها. وهكذا تتجمع بقايا الغابات والأحياء العضوية وتنصهر في تلك الأعماق السحيقة للأسباب الثلاثة:
1- الثقل الهائل الذي فوقها من الصخور الأرضية حينما أصبح بالزلزال عالي الأرض سافلها.
2- كلما نزلنا إلى باطن الثرى (100) متر تزداد درجة الحرارة درجة مئوية وفي هذه الأعماق السحيقة تبلغ درجات الحرارة حدّ الانصهار.
3- باطن الأرض مليء بالحمم النارية وهذا ما نراه حينما تفتح لها ثغرة في بركان ما فتخرج الحمم النارية.
إذن: هذا الضغط الشديد وهذه الحرارة الشديدة في باطن الأرض تذيب جميع بقايا النباتات والعضويات وتتشكل حقول البترول.
أما نحن فنؤمن أن الله العليم خالق كل شيء كما هو عليه، خَلَقَ الموجودات جميعها للإنسان وأمَّن له في الأرض كلّ ما يتطلبه ويشتهيه، وأن الله أعطى الإنسان حرية الاختيار يختار ما يشاء ويريد والله يلبي له رغائبه وشهواته جميعها ولا ينازعه فيما منحه إياه من حرية الاختيار، وهو تعالى عليم بأن هذا الإنسان الذي اختار الغواية وأراد العاجلة والدنيا المنقضية وأرادها فردوسه الأعلى، راح يبتكر فيها ويخترع ما يتوهّمه سعادة ومسرات، وعلم الله مسبقاً أنه سيتطلب هذه الموجودات من الحقول النفطية فكانت معدّة له مسبقاً ليُخرج ما بنفسه من شهوات عن طريقها. فذهب الإنسان ينقّب في الأرض ويغوص في الأعماق حتى استخرج النفط، فالنفط كغيره من الموجودات التي أوجدها الله في الأرض مثل المعادن والآزوت وكافة المخلوقات، فكل نوع وكل مخلوق وكل صنف خلقه الله على ما هو عليه الآن، فالقرد مثلاً: خلقه الله بالأصل قرداً وظهر من نسله قرود ولا يخرج من نسله أسود أو حمير، كذلك الأسد لا يخرج منه إلا أسد، والماء هو في أصله ماء فلا تغير ولا تبديل، والإنسان كذلك في أصله إنسان والبشر جميعاً من نسل أبونا آدم عليه السلام، وهذا كله يسير ضمن قوانين صارمة في الدقّة لا تتحوّل ولا تتبدّل صنع الله العظيم. والنفط كغيره من الموجودات التي ألقاها الله في جوف الأرض حتى جاء زمان فقد فيه الإيمان وضلَّ الإنسان عن سبيل ربه وما أراد إلا الحياة الدنيا فحفر في الأرض وكانت له طلباته مهيأةً تماماً ولا ينقصه الله شيئا. {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً} سورة الإسراء: الآية (20).
فالنفط والغاز موجود منذ القدم حتى جاء زمان يتطلبه الناس لإخراج شهواتهم بعد أن أشاحوا عن مبدع السموات والأرض فكان لهم ما أرادوا.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أصحاب رسول الله
هل يوجد تفاضل بين الجمادات والأشجار والحيوانات؟
وما بال الثرى الذي ضم جسد الرسول، وما بال التراب الذي يضم جسد الكافر المعرض، هل هما في سويّة واحدة؟
وما بال الخروف الذي يقدّم جسده، والخروف الذي يرفض؟
وشجر البلوط وشجر الزيتون، أنا أرى أن الأشجار تشعر بالإنسان المؤمن، أو كل شيء حوله يشعر به ويسعد بما يقدّمه لهذا الإنسان.
أفيدوني أفادكم الله.
نعم لا شك أنه يوجد تفاضل بين المخلوقات، ولا يوجد نفس تماثل نفس، فمثلاً: المعادن ليست متساوية، فكيلو ذهب أفضل من كيلو حديد، وليس الألماس كالفحم، ولتر ماء لا يساوي من حيث الثمن كيلو عسل، إذن: فهناك تباين وتفاوت بين جميع المخلوقات، وهذه قدر الله وعظمته فلا يوجد إنسان يماثل إنسان، كذا لا يوجد لون بشرة يشبه لون، ولا بصمة يد تشابه بصمة يد آخر في العالم كله، ولا لون عيون إنسان يشابه لون عيون إنسان آخر، كذا الطعوم والأشكال. ومن هنا تتبدى لك وسعة الله عزّ وجلّ بأن خلق كل هذا الخلق.
لطفاً راجع كتاب عصمة الأنبياء وفي مقدمته عالم الأزل وتفاضل المخلوقات.
وتسأل عن الثرى الذي ضم جسد الرسول صلى الله عليه وسلم والثرى الذي ضم جسد الكافر:
نقول: من الناحية المادية الصورية لا فرق بين التراب الذي ضمَّ جسد الرسول صلى الله عليه وسلم وتراب غيره، أما من الناحية الحقيقية اليقينية التي يشاهدها الأتقياء المستنيرين بنور الله والذين يرون الحقائق بهذا النور لا رؤية بأنوار الدنيا، إذ الأنوار المادية الدنيوية تريك الأمور متماثلة ولا فرق بين الترابين، أما بأنوار الإلۤه العظيم ترى الحقائق والكنه المستكنة وراء الصور، وترى التباين والاختلاف بين التراب الذي ضمَّ أضلع النبي وغيره من سائر التراب، وهذا للمؤمن المشاهد لنور الله.
وللتفصيل راجع كتاب عصمة الأنبياء وفي مقدمة الكتاب عالم الأزل وتفاضل الأنفس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: نقول لكم الله يعطيكم العافية على هالموقع والمواضيع والكتب وكل شي مفيد عم تنزلوه... وتستمروا بنشر علوم سيدنا العلّامة (العالم الرباني) محمد أمين شيخو قدس الله سره... والله يجزيكم كل خير...
ثانيا: مشكورين على المواضيع يلي عم ترسلوها على الإيميل.
ثالثاً: عندي تساؤل من زمان عن أمر ولكن لا أعرف هل هو صحيح أم خطأ أم حتى محرم:
ألا وهو الحضرات التي يقوم بها كثير من المنشدين ويقومون بالقفز والنط... والله شيء مخجل.. ولما تأتي وتحكي معهم يقولون أن سيدنا أبا بكر في أحد الأيام عندما سمع خبر جيد قام ودار على قدم واحدة وأمام سيدنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم... ولم يقل له شيئا...
فهل من المعقول بما يتلاءم مع كمال الصحابة الكرام وكمال الرسول أن يفعل ذلك؟ وهل كان الرسول والصحابة يقومون بهذا القفز أو النط؟!
نريد منكم (جزاكم الله كل الخير) توضيح عن هذا الشيء من أقوال العلّامة إذا تحدث عن هذا الشي، لأنه بصراحة لما الإنسان يستمع لمدح الحبيب والذكر الكريم تحدث له أحوال قلبية جميلة، ولكن عندما يرى هذه المناظر سبحان الله يعني يحز في النفس شيء وخاصة أنهم يقومون بهذا الشيء تحت اسم الصوفية، ونحن نعلم أن الصوفية تعتني بصفاء القلب وليس النط والقفز.
وآسف إذا أطلت عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن العلّامة الكبير لا يحب إلا مظاهر الكما،ل وكل ما أنت تفضّلت به وذكرته موافقك العلّامة عليه ولا يرضى بهذه الهياجات الجسمية أبداً ولا يقبلها، إلا أنها يريدها قلبية مستورة لا يدري بها إلا الله وصاحبها، حتى أنه يرفض اهتزاز الجسم مما يشاهده الناس وكان يستشهد بقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ..} سورة النمل: الآية (88).
فلم يكن لديه أبداً أي تغييرات هياجية أو تخبطية أبداً، حتى تحرك الجسم إلى الوراء والأمام في حال الذكر كان مرفوضاً تماماً، يجب أن يكون المؤمن راسخ الجسم كرسوخ الجبال ولا يتم العروج إلا بالنفس وتقلّب القلب بحضرة الله، أيُّ مظهر يشذّ عن الكمال فهو يرفضه قطعاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو شرح لنا بعض الأعمال الصالحة التي نستطيع القيام بها في هذا الزمن الصعب وخاصة مع صعوبة الاختلاط مع الناس والتأثر بأحوالهم النفسية المريضة.
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإذا أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إذا أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا تتجنبوا إساءتهم) /سنن الترمذي2138. جامع الأصول 9349/. ومعنى كلمة (إمعة): أي آممٌ مع الناس ومع الأكثرية، يتبع الناس دون تفكير ولا تمحيص.
بل يجب أن تسير على بصيرة وشهود لحقائق الأمور خيرها من شرها فتتّبع الخير وتتجنّب الشر {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي..} سورة يوسف: الآية (108). على بصيرة وليس على عماء، فترى الخير خيراً وتتَّبعه وترى الشر شراً وتتجنَّبه.
أولاً: يجب أن تكون ذا بصيرة بالنور الإلۤهي وهذا لا يتحصَّل إلا بسلوك طريق الإيمان المبيَّن في كافة كتب العلّامة الجليل محمد أمين شيخو قُدِّس سره، عندها وبمعية رسول الله السراج المنير الذي ينير لك طريقك، حيث أنه صلى الله عليه وسلم لم يفقد النور منذ الأزل كبقية الناس الذين فقدوا نورهم فهم بحاجة لمن ينير لهم ظلامهم، والإمام وظيفته أن يشقَّ لك طريق النور لتكون أنت معه على نور وعلى بصيرة.
أقول: بمعية أهل البصائر تستطيع أن تفعل الخير والأعمال الصالحة، فتدعم أهل الإحسان (إن أحسن الناس أحسنت)، تدعم أهل الحق بكل ما آتاك الله من قوة وطاقة، أي تدعم كلام الذي لم يخرج عن القرآن قيد أنملة، كما في دلالة العلّامة محمد أمين شيخو قُدِّس سره التي هي تبيان القرآن وشرح لمعاني الآيات الحكيمة.
أما (إن أساؤوا) فلا تكن لهم تبعاً أعرض عنهم ولا تماشيهم.
(أن تتجنبوا إساءتهم): جانبوا أهل البدع فإن الطبع دسّاس.
فأنت تسأل عن الأعمال الصالحة التي تستطيع القيام بها في هذا الزمن الصعب، وخاصة مع صعوبة الاختلاط مع الناس والتأثر بأحوالهم النفسية المريضة.
أقول: عليك باتباع الحديث السابق الذكر وتطبيقه، فلا تركن إلى الذين ظلموا وتماشيهم، بل عليك بهجر المنكر وأهله واتباع الصادقين بصدق {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). فكن مع أهل الإحسان بدعمهم، والإخلاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الحق ومصاحبتهم قلبياً (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)/المستدرك على الصحيحين 7319/.
وفي الحديث الشريف : (تعلموا اليقين بمجالسة أهل اليقين) و (من جالس جانس).
وأكثر من ذكر الموت وزيارة القبور تشرح الصدور وكفى بالموت واعظاً.
كثيراً ما سمعت أن الأديان السماوية التي كانت قبل الإسلام تختلف في بعض الأمور عن الإسلام، فحسب ما قيل مثلاً:
أن الله أحل لبعضهم أن يتزوجوا الأخوات ويجمعوا بينهن، أما نحن فحرمها علينا.
وإذا أذنب أحدهم ذنباً لا توبة له إلا بالقتل، وبالنسبة للطعام والشراب وبعض أمور العبادة ما منع عنهم وسمح لنا وما إلى ذلك من أمور كثيرة، وما جعلني أسأل هذا السؤال الآية /13/ من سورة الشورى وآيات كثيرة، فما داموا بشراً مثلنا يفيدنا ما يفيدهم ويؤذينا ما يؤذيهم، فلماذا اختلفت التشريعات إن كان ما يُقال صحيح؟ وإن لم يكن فما هي حقيقة الأمر؟
جزاكم الله ما أنتم أهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لماذا سمعت هذه الأقاويل التي لا أصل لها! والقرآن ينسفها نسفاً بصريح الآيات الكريمة، لِمَ لَمْ تتّبع كلام علّامتنا محمد أمين شيخو قُدِّس سره لترى الحقيقة التي لا التباس فيها ولا ريب؟! والتي تنسف هذه الأقاويل الباطلة التي لا أصل لها نسفاً بالحجة والبرهان والدليل القرآني القاطع.
فبالحقيقة يا أخي أن الله واحد لا شريك له، ودينه وشرعه واحد لكافّة البشرية حيث يضمن لهم سعادتهم وحياة ملؤها الهناء والسرور وينقلبون بعد ذلك إلى حياة الآخرة في نعيم أسمى وأرقى، والله أعلم بالقوانين التي يضعها لخلقه وهي واحدة في كل زمان، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} سورة الأعلى: الآية (18-19). أي أن الذي ورد في سورة الأعلى لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى.
وآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة: الآية (183). فالصيام مفروض على كل الأمم، كما هو مفروض علينا فالذين من قبلنا شرعهم نفس شرعنا من صلاة وصيام وزكاة وحج، وقوانين من زواج وطلاق وحجاب وأوامر ونواهي، فالدين والشريعة واحدة ولا اختلاف بينهم أبداً، وليس هناك غير ثلاث ديانات اليهود والنصارى والإسلام وجميعها واردة في القرآن الكريم فالقرآن مهيمن عليها جمعيها ويتضمّنها، وهو مهيمن على جميع الصحف من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن يشملهم كلهم، فشرع الله واحد في كل زمان، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا..} سورة الشورى: الآية (13).
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2]. هل تدل أن عمر الإنسان ثابت ومحدّد؟
وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]. ما المقصود بأجل الأمّة؟ هل هو ساعة بلاءها مجتمعة؟
مثلاً قرية أصابها زلزال "لا سمح الله" ألا يوجد البعض منهم نقص عمره المحدد ولحظة الزلزال هو أجل القرية؟
سيدنا نوح عندما علم أن قومه لا خير فيهم قال: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26]. هل نقص عمرهم لئلا تزداد شرورهم؟ وهل يزيد إذا تابوا إلى الله واستغفروه؟ لقوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [نوح: 4].
مثل إنسان عند دنو أجله تاب ألا يعطيه الله فرصة ثانية إضافية ليقدِّم أعمال صالحة لدخول الجنات؟
ورب سائل يسأل: على أي أساس يتحدَّد عمر الإنسان؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تسأل: هل عمر الإنسان ثابت ومحدد؟
قال تعالى في سورة الأنعام الآية (2): {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ..}.
{..ثُمَّ قَضَى أَجَلاً..}: كل واحد منكم وله أجل ويوم محدد وهي مدة حياته. {..وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ..}: وهذا الأجل يكفي أن يصل به الإنسان إلى الإيمان والتقوى، ويسمو به في الإقبال على ربه وتفتّح منه عين البصيرة ويستنير بنور ربه.
وهذا هو معنى: (الأجل المسمّى) أي: يسمو به.
والأجل واحد وليس هناك أجلان، فبهذه المدة المحددة التي وضعها الله لكل إنسان يستطيع بها أن يصل إلى أعلى المراتب، ولديه الأهلية التامّة بهذه المدّة أن ينجو لحظة يلتفت بصدق إلى ربه، يرى الطريق ممهدة وميسورة، ويؤمن بالله كما آمن سيدنا إبراهيم وأهل الكهف ومن اتبعهم من أهل الإيمان، فإذا لم يؤمن الإنسان بالسادسة عشر فلديه فرصة بالسابعة عشر، وإن لم يكن له السمو بالسابعة عشر فلديه فرصة في الثامنة عشر وهكذا تتوالى الفرص أمامه، فبأي لحظة يلتفت الإنسان بصدق لربه يجد الله كان بانتظاره، فإن تقرَّب لله شبر تقرّب الله له ذراعاً وإن تقرّب لله ذراعاً تقرّب له باعاً، وكل إنسان تجاوز الخامسة عشر لديه الأهلية الكاملة لأن يصل لربه حيث يكون قد اكتمل جهاز التفكير لديه وتمَّ إدراكه وكمل فكره وصار مؤهلاً لبلوغ التقوى وهي الاستنارة بنور الله تعالى فيعرف الخير خيراً والشر شراً، فيكسب حياته وعمره، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ..}: فهذه عامَّة عمَّت كافة الناس، فكل إنسان بلغ السادسة عشر مطالب بالتقوى، وما كان ليطالبه لولا أن رأى فيه الإمكانية والأهلية التامّة لذلك، ولولا أن الإنسان ذاته تعهَّد بحمل الأمانة والوفاء بها إذ أن الله لا يكلِّف نفساً إلا وسعها.
وفي الآخرة يرى الإنسان المفرّط حماقته الرعناء، وأنه أضاع عمره الغالي الثمين على غير طائل، ويرى ما ساقه الله له من إكرام وإنعام إذ خلق الخلق لأجله فالتهى بحطام الدنيا الدنيء، فيومئذٍ يعضُّ الظالم على يديه على ما فرَّط في مدَّة حياته والتي كان سيبلغ بها أعلى المراتب ويسمو فوق الكائنات، إلا أنه أخلد إلى الأرض وأضحى بذلك شرّ البرية، ويرى أن الله ما قصَّر عليه أبداً بل أعطاه عمراً كافياً وافياً.
إذن: عمر الإنسان ثابت ومحدّد، فيومك يومك وساعتك ساعتك لا تتقدم لحظة ولا تتأخر، فقضاء الله محكمٌ ودقيق وهو العليم الحكيم.
وتسأل: ما المقصود بأجل الأمة في الآية: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}؟
هؤلاء كلهم أمُّوا للإجرام، وأعطاهم الله شهواتهم بالتّمام وكافّة طلباتهم تحقَّقت وأخذوا الدنيا من أبوابها العريضة ولم ينقصهم الله شيء، ومع هذا لم يستجيبوا لداعي الله فاستحقّوا البلاء، فكان موتهم مجتمعين على هذا الشكل، وتوافق البلاء الجماعي مع انتهاء أجل كل واحد منهم، وليس جمع المجرمين وهلاكهم مجتمعين بوقت محدد بمستصعبٍ على الله، وإن كان بينهم من لديه الأهلية للسمو يُخرجه الله من بينهم.
فبموت شخصٍ واحدٍ تموت معه ملايين الخلايا في جسمه دفعة واحدة وتكون هي الأخرى قد انتهى أجلها.
فالله الحكيم القدير قدَّر لهم هذه الأعمار وجمعهم في مكان واحد، وقد استوفى كل واحد منهم طلباته الإجرامية بالتمام، وأمّوا لشيء واحد فكان البلاء والهلاك لهم لزاماً موافقاً لأجلِ كل واحد ولا ينقص أحد من عمره المحدد له لحظة واحدة.
أما الآية (4) في سورة نوح: {يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}:
هذه الآية في بداية الدعوة دعوة سيدنا نوح لقومه أي قبل 950 سنة من هلاكهم، دعاهم سيدنا نوح خلالها ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً، ولم يزدهم دعاؤه إلا نفوراً لأنهم لم يؤمنوا بالله ولو آمنوا لاتّبعوا رسول ربهم، فالله تعالى ما ترك سبيلاً إلا هيأه لهم لكن دون جدوى، حتى امتلأ إناء نفوسهم من الدنيا وشهواتها، وأخذوا كافة طلباتهم ولم يبقَ لهم أي طلب غيرها، فأنهوا مدرستهم بالرسوب، فكان البلاء لهم ومصيرهم.
فكلمة: {..يُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى..}: هو الأجل نفسه لكل إنسان، من أجل أن يسمو ويرقى بهذه المدة المحددة، ويغفر لك وتشفى نفسك.
ولا يوجد تأجيل مع دنو الأجل، لأن الله عليم بكل إنسان أعطاه هذا العمر بناءً على علمٍ ودراية، أما التوبة عند الموت لا تكون، قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ..} سورة النساء: الآية (18). مثل (فرعون).
وتسأل: على أي أساس يتحدّد عمر الإنسان؟
كل إنسان اكتسب كسباً أزلياً معيّناً واختزنت نفسه طاقة معيّنة من الشهوات، وبناءً عليها كان تحديد العمر وتقدير الأجل، فإذا خرج إلى الدنيا وأتبع نفسه هواها كان عمره المحدد كافياً لإخراج ما بنفسه من شهوات منحطة.
وإن خالف هوى نفسه وضحى بشهواته الدنية في سبيل رضاء ربه، كان عمره الثمين كافياً لإخراج ما بنفسه من كمال وأعمال عالية، فكل إناء ينضح بما وعى وهذه المدة من عمر كل إنسان كافية ووافية تماماً لإخراج ما بنفسه.
لماذا لم يبعث سيدنا محمد ﷺ في بلاد الأمريكان؟
كيف أصل إلى الله لكي أنال الجنة؟
- لم يكن هناك بلاد أمريكان في ذلك الوقت، هؤلاء عمرهم /200/ سنة أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمنذ أكثر من /1425/ سنة.
- كل دلالة العلامة محمد أمين شيخو وكتبه في المكتبات تدلك كيف تصل إلى الله لكي تنال الجنة، وهذه الدلالة إذا طبّقتها بصدق تصل إلى الله وتنال الجنة في الدنيا قبل الآخرة: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ..} أي: من الدنيا {..جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} سورة الكهف: الآية (107-108).
هل وجودنا ورقيّنا في الأعمال مقرون بوجود إبليس فيها؟ هل حافز لنا لنطيع الله ونقهر إبليس الذي أقسم أنه سيغوي من يستطيع إغوائه؟
طيب إذا كان مما ذكر لو سجد إبليس هل كان منهاج الحياة ومسارها مختلف وهل يستطيع الإنسان أن يرتقي بأعماله نفس الرقي فيما لو كان إبليس موجود.
[هل وجودنا في الدنيا مقرون مع وجوده؟].
الجواب: نعم، إن وجودنا مقرون مع وجود إبليس، وهذا من البديهيات وليس سؤالاً، لأنه طالما حملنا الأمانة وهو حملها لذلك فوجودنا مقرون مع وجوده، فهو من المكلفين ونحن كذلك. ولكنه خان الأمانة وعصى ومشى بالخيانة، فهو عبرة سيئة خاسئة خاسرة، وعلى كلٍّ {..وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..}.
[هل رقيّينا في الأعمال مقرون بوجود إبليس؟].
الجواب: إن رقيينا مقرون بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم شريطة تقديرنا له، أي: أن نكون مفكّرين بشمائله وبيانه العظيم وكمالاته التي هي فوق كمالات كافة البشر، فبهذا الاقتران بنفس رسول الله نعود بعد الجفاء للوفاء وبعد الشقاء للهناء، وننال الجنات التي أعدَّها الله لنا، ونعود بعدها من الظلمات إلى النور إذ تُفتح قلوبنا.
فإنَّ فَضلَ رسول الله "وليس إبليس" ليس له حدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطقٌ بفَمِ
[هل إبليس حافز لنا لنطيع الله ونقهر إبليس الذي أقسم أنّه سيغوي من يستطيع إغواءه؟].
قلت: من يستطيع إغواءه، أما إبليس ذاته يقول لأغوينهم أجمعين وليس من يستطيع.
أما الجواب على السؤال: الشيطان ليس له فعل {..إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} سورة النساء: الآية (76). ولا يستطيع الشيطان أن يسحب معه أحداً أبداً {..يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ..} ما استكثروا أبداً لكن كل مجرم ألقي في الحاوية كل خبيث سار بسيره، فإذا أعرض الإنسان عن الله واستحب الرذيلة والشيطان أيضاً يحب الرذيلة، فاجتمع بخط واحد مع الشيطان، فبطبيعته سيسحبه إلى مسلكه.
أما الشيطان فليس له أي فعل، كما قلنا سابقاً، ولكنه حافز لنا إذا تجنبنا الأهواء المؤذية النجسة، أما إذا مشينا فيها فنحن من سربه، إذاً الحافز أن لا نمشي بطريقه القذر. والله يقول أنه ليس له سلطان إلا على من تبعه فقط من الغاوين {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} سورة الحجر: الآية (42). والغاوي هو الذي غيَّر، جاء للدنيا بهدف جمع الجنات وليتزود بالأعمال فيها للآخرة، لكنه غيَّر وفضَّل الدنيا على الآخرة {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى..} سورة فصلت: الآية (17).
أما الحافز لنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة لقسم إبليس فهذا قسمه له وعلى نفسه، ودعاؤه غير مستجاب.
[لو سجد إبليس هل كان منهاج الحياة ومسارها مختلف؟].
طبعاً يختلف عليه ويختلف تاريخه بالكلية لا على سواه.
[هل يستطيع الإنسان أن يرتقي بأعماله نفس الرقي فيما لو كان إبليس موجود؟].
أنت تقول: إبليس غير موجود أما إبليس فهو موجود، ولا يهمنا هنا، والاختيار ملك كل مكلَّف وليس لإبليس إلا اختياره.
فضيلة الشيخ الجليل نبدأ بالسلام عليكم ورحمت الله وبركاته. "التصوف" ما رأيك به؟ بالنسبة لي أحبه وأعتقد به، فهل كثرة هذا أو بالأحرى أريد رأيك عن الموضوع بشكل كامل والشكر الجزيل لكم ولهذا الموقع.
أنا أعلم أن الطالب المجتهد ينقطع عن الناس للدراسة فترة من الزمن، حتى إذا ما تفرغ وصفى للدراسة ولنيل العلوم والمعارف بعدها يخرج إلى الناس لكي يعلِّمهم ويدرّسهم، فيكون بذلك قد أفاد واستفاد.
وقد أجاب الإمام الغزالي حجة الإسلام عن حقيقة التصوف فقال:
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ولا البـكــاء إذا غــنـى المغنون
إن التصوف أن تصفــو بلا كـدر وتتبع الحــق والقـرآن والديـن
هذا مفهومنا عن التصوف، لأن الصوفي الأكبر هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تصوف في جبل حراء لتصفو نفسه من كل العلاقات الدنيوية وتكتسب العلوم السماوية التي فيها إنقاذ البشرية، فلابد من الصفاء النفسي والطهارة النفسية لتتنزل على قلبه المعارف القدسية الربانية وتتنزل عليه حقائق كلام الله القرآن العظيم، وهناك أيضاً صفاء للنفس في الساعة الصباحية، ينقطع عن الناس إلى رب الناس وآياته العليّة أو الكونية ليعرف الحق هذا المؤمن وينطق بالحق بما شاهد بصفائه من الحق، وكما قال تعالى عن الذين ينقطعون عن الناس في الفترة الصباحية والمسائية حباً بالله والتفاتاً إلى الله للوصول إليه تعالى: {..وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} سورة الأحزاب: الآية (42).
ونرجو من أخينا الكريم أن يعذرنا لأننا بعد اطلاعنا على علوم العلّامة السيد محمد أمين شيخو لم نستطع أن نقرأ في كتب سواه لأننا وجدنا الحق والنور والحياة فيها لا في غيرها، وإذا اتبعنا غيرها فماذا بعد الحق إلا الضلال.
من عبد الله سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤالين أرجو التكرم بالإجابة عليهم:
السؤال الأول: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {..لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..}، والآية الثانية: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}، وهناك الحديثان التاليان: (من عرف نفسه عرف ربه)، (أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك).
والسؤال: كيف أغير ما بنفسي وأنا لا أعرفها ولا أملكها بل هي أعدى أعدائي؟
أنت تقول أنك تعرف نفسك وكل أوضاعها لأنك بصير عليها كما في آية: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} سورة القيامة: (14). فمهما احتال وراوغ ومهما وضع أعذار ومبررات فهو كاشف نفسه. ثم تقول كيف أغير ما بنفسي فأنت بذلك تناقض نفسك بنفسك لأنك تجيب نفسك بنفسك فهل تريد يا أخي نوال المعرفة أم أنك تريد أن تمتحني.
فطالما أنت بصير على نفسك، إن شئت غيَّرت ولك الاختيار. والله لا يتدخّل باختيارك إن صمّمت على عدم التغيير، بل يولي الإنسان ما تولى لكن هذا التولّي عن الحضرة الإلۤهية للدنيا ولنفسه، أي: لرأيه لا لنصح الله، يصل به بالنتيجة إلى جهنم وبئس المصير، فباختياره لهذه الدنيا الفانية يخسر العلو والخلود الأبدي عند مليك مقتدر، إذ باختيار المنقضي ولابدَّ أن ينقضي ويخسر الباقي وما أعدَّه الله له من مكرمات وجنات، ما أتى لهذه الدنيا إلا لنوال هذا الشأن العالي منذ أن صدق هذا الإنسان وحمل الأمانة ثمَّ غيَّر، فإن غيَّر الآن عن الفاني إلى الباقي فسيغيره الله وينيله ما لم ينله أحد من العالمين الذين لم يحملوا الأمانة.
وحديثُ: (من عرف نفسه عرف ربه):
هذا الإنسان نسي نفسه، حين لبس هذه الدنيا المادية، والتفت لجسمه وحوائجه ولوازمه ومشتهياته عن طريق المادة، فكانت حجاباً له عن ربه، وبالتالي عن نفسه فمن عرف نفسه أنها لا حول لها ولا قوة وأن القوة لله جميعاً عرف ضعفها فالتفت إلى ربه، فمن عرف نفسه حقاً عرف ربه.
وحديث: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك).
أنت المسؤول لم جعلتها عدوةً لك، لأنك تنازلت عن سلطانك وهو التفكير، والنفس ليست بالأصل عدوة لأنها بالأمانة كانت صادقة تريد الرفعة لعليين، ثمَّ حين أعطيت حرية التصرف ومنحت حرية الاختيار كي تختار دوماً الأعلى، أخطأت عن عمد: سلوك الطريق إذ استكبرت بهذا النوال واستعملته بالطريق العكسي إذ حسبت شرها خيراً، وأصبحت كالطفلة فالأطفال دوماً يختارون الخطأ ويحبون ما يعود عليهم بالأذى، وهم يحسبونه أفضل. لكن الله منحك التفكير لتقنعها فإن اقتنعت غدت أصدق صديقٍ لك إن أقنعتها وهي بالمنطق تقبل دائماً.
وإن كنت مسلماً فهي تقبل بمنطق القرآن أيضاً، فتستطيع نصحها بأن تبين لها بأن هذا الذي تحبه يعود عليها بالهلاك والشر، وليس هناك نفس ترغب الشر أو الهلاك فهذه نفس النبي صلى الله عليه وسلم أو المرسلين والأنبياء. نفوسُهم هواها علوي، فلا تهوى إلا الكمال وبما يعود عليهم بالرفعة.
فأنت يا أخي: مثل بقية الناس تسمع بالحديث الشريف وتعمّمه مع أنك لا تدري لمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، فهذه قالها لمنكر جاهل مُتعنّت يطيع هوى نفسه التي هي مقطوعة عن حضرة الله ولا نور لها، بل يُعارض ويكذب بكلام الناصح جلَّ جلاله ويبغي الفساد في قلوب العباد ليكونوا أمثاله بالانحطاط، فهذا نفسه مقطوعة عن النور تبغي ضررها لأنها غدت معكوسة ومنكوسة بسبب كبر صاحبها وعدم استفادته من سلطانه الفكري، فهو لا يريد مخالفة رأيه وهواه، فهو لا يبغي إلا الضلال لنفسه ولسواه هذا الذي خاطبه رسول الله بقوله الشريف: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك).
وتسأل كيف أغير ما بنفسي وأنا لا أملكها ولا أعرفها وهي أعدى أعدائي؟
تمت إجابتك بما ذكرناه أم كيف، فابحث عن الناجحين واستعن بإيمانك أيضاً برب العالمين، وكافة الأنبياء والرسل هم قدوة لنا، وهم أعلام الحق ونجوم الهدى في حياتنا الدنيوية. أوليس الذي خلق أعلم بمن خلق وهو القائل {..وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ..} سورة التغابن: الآية (11). والقائل: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119): تكن منهم وفيهم، أي: تكون من الصديقين والشهداء والصالحين وتشرب من مشاربهم وتغنم من مغانمهم. وتسمو وتعلو ويشلح الإنسان ثوب البهيمة، فيأنس بالله كما استأنسوا ويرى بنوره الخير فيناله ويرى في الشر ما فيه من أهوال ونيران فيتجنبه، بل ينفع كل أحد فيستأنس به الخلق، وبعمله الخير يرجع إلى ربه ووجهه أبيض ويُقبل عليه وينال جناته العلى في دنياه قبل آخرته، ولا يبغي عن هذا الحال العالي حولاً.
وأكرر عليك يا أخي لمحة عن الإيمان، ولو أنه مسطور في كتب العلامة الكبير المنقذ للحيوان بالتكبير وللبشر بالحجامة التي لا طب قبلها ولا بعدها وهي الشفاء للعالمين.
إن لم يكن قلبك بيدك، ولو كانت نفسك عدوة لك، فهل فكرك ليس بيدك؟ فالإنسان كائن مفكر. تستطيع بفكرك أن تورد نفسك موارد الكمال، وتريها سبل الرشاد والاستعانة بذكر الموت خير معين.
فالنفس جاهلة عمياء تحتاج من يقودها ويهديها، وهي كالطفل تحتاج من يرشدها ويدلّها، وتكون عودة لك حقاً إن كانت آثمة استحبت الدنيا عن الآخرة واستهوت الشهوات الرخيصة المخزية.
وأنت الموكّل بتوعيتها وقيادها، وهي تقبل بالمنطق والحجة فهي جاهلة لا تعلم شيئاً إلا أنها تنقاد للمنطق وتسير معك بالحجّة والبرهان، لا بالإجبار والإكراه، فإذا للمنطق استجابت وللحق أنابت ولله ورسوله خضعت وأحبت كانت بذلك في سرب المؤمنين (لن يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) وهي والحالة هذه صديقة لك لا عدوة.
فعليك يا أخي أن تسلك سبل الهداية بالتفكير الجدي بالموت، وأنه لابدَّ لك من ساعة الرحيل إلى المجهول، وأن الدنيا وزينتها ستزول عنك بمن فيها، والمصير المحتوم والمستقبل المحصور هو القبر بظلمته ووحشته، فمالك من نور ولا جليس ولا أنيس ولا صديق حميم، ساعتئذٍ تخاف نفسك سوء المصير وترهب من المجهول القادم والإنسان عدو ما يجهل، فتبدأ منحى جديد في الحياة وتصدق بالبحث عن النور الدائمي الذي لا ينقطع ولا يخبو أبداً ليكون لها زاد في سفرها القادم.
عندها تطلب الاتصال بالله العظيم لينقذها؛ وتفكر بالآيات الكونية الموصلة للإلۤه خالق النور والضياء، فالكون كتاب مفتوح تقرأ فيه آيات الله وأسماءه الحسنى، تقرأ الرحمة والحنان فتحبه وتقبل عليه وتستمد منه النور.
فابحث عن موجدك وإلۤهك، واسعَ لكي تستنير نفسك بنوره، فهو الذي يعرِّفك بكل شيء، وقد جاء صلى الله عليه وسلم إلى شبه الجزيرة العربية وهم لا يعرفون شيئاً حفاة عراة في جهل مطبق، حتى الصحابة الكرام كانوا قبل مجيئه صلى الله عليه وسلم في ضلال مبين {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} سورة آل عمران: الآية (164).
ولكن فيما بعد صاروا حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، وهذا كله بإيمانهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فغدوا هداة الأمم وقادة البشرية إلى الجنان.
فالله تعالى يقول لك عبدي اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء.
وتعرف عندها ربك وتعرف نفسك حق المعرفة وتعرف كل شيء، وتميّز الخير من الشر، وتدعو: (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه).
أما الذي نسي الله وكذب على ربه غدا كاذباً حتى على نفسه مراوغاً خداعاً منذ أن نسي الله، وهذا النسيان والانقطاع عن ربه أنساه نفسه وأضاع منزلته التي رشح لها وراح يرعى مع الهمل، فهو لا يعرف نفسه ولا يعرف قيمتها عند ربّها وأنها فوق الخلائق بحملها الأمانة إن هي وفَّت بحملها. وآمنت واستنارت بنور ربها.
أجلس أفكر في الكون وأحس بنعيم وسرور وأقرأ حول رحمة الله وحنانه في كتب العلّامة محمد أمين شيخو وعندما أخلد إلى النوم أقول أني سأرى نتيجة حالي وأنا سعيد متمنياً رؤية الرسل والأنبياء والعظماء فأرى أشياء تزعجني فأستيقظ وأقول كيف حدث ذلك هل مني أم من غيري أرجو التبيان والإيضاح.
ولكم جزيل الشكر
المنامات على أربعة أقسام:
نوعان للصالح الطائع المستقيم السالك في طريق الهدى:
هذا يرى منامات سارَّة وتكون بشارة من الله تعالى له، فيبشّره فيها بخير سيناله، أو شدّة سيخلص منها، فلعلَّ هذا العبد المحسن يستمر في سيره الطيب فينال ما بشره الله به.
ومنامات أخرى يأتي الشيطان لهذا السالك في طريق الإيمان ويخيل إليه بتخيلات مزعجة يريد أن يحزنه ليقطعه عن سيره الطيب ويقنطه.
ونوعان للإنسان المعرض الفاسق الآثم:
يُرسل الله له منامات تكون له بمثابة إنذارات وتحذير من الاستمرار في غيِّه وسلوكه السيّئ، فيحذِّره الله بها من انقطاع الخير عنه أو شدة ستنزل به ومصيبة من المصائب ستحلُّ بساحته، فلعله يرجع عن ضلاله ويتوب إلى ربّه، وبذلك يحفظه الله من المصيبة التي كانت ستحل به بسبب شذوذه.
ويرى أيضاً منامات شيطانية، فيأتيه الشيطان في نومه برؤيا يُخيّل له فيها أنه ناجٍ وأنه من أهل السعادة ليزيده ضلالاً على ضلاله.
وهناك نوع آخر يرى فيه الإنسان منامات عبارة عن أخيلة لا رابطة تربط بينهما وإنما هي أضغاث أحلام لا ترمز لشيء، ويكون هذا النوع ناشئاً عن ضيق نفسي بسبب فساد الأطعمة في الجوف والنوم قبل هضمها أو غير ذلك من الحالات المرضية.
فانظر يا أخي الكريم لنفسك واحكم على سيرك فتكشف نوع منامك وصنفه في تلك الأصناف السابقة وأنت أدرى بنفسك وأعلم بسلوكك فتحدد نوع المنامات التي تراها وتتعاطى معها بعلم وحكمة ودراية فلا تلتبس عليك الأمور.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق نبي رب العالمين.
ما أقرأه أحسبه يتنزَّل على قلبي وكأنه سيالات نور وحياة أبدية، لست بجاهل ولا أُمِّي سمعت وقرأت كثيراً، لكن كلامكم فيه روح وريحان وجنة نعيم.
شكراً على جوابكم السابق وأتمنى أن أسمع صيحة الله قبل أن أسمعها عند موتي.
أتمنى عليكم أن تجيبوني عن أسئلتي فهي والله أسئلة حيرتني كثيراً لأني ما وجدت لها حلاً.
ينتابني إحساس غريب بأن عودة سيدنا عيسى باتت قريبة جداً، بالله عليكم مُنُّوا عليَّ بنفحات عبقة من أريج ومسك ذكره العظيم ربيع الحق والحقيقة، أسمعونا حفيف شجرات النخيل، فبركات ذكره تسري بالأرواح سريان الدم بالأجساد عليه الصلاة والسلام. وعليك السلام وإليكم جزيل الشكر والمحبة. أخوكم المحب لكم دوماً.
هل قرأت كتاب السيد المسيح عليه السلام يلوح بالأفق؟
فإن لم تكتفِ به بعد قراءته عندها اسألنـا وبإذن الله ومعونته نُجبْـك.
بسم الله الرحمن الرحيم
هل صحيح أن النفس أثناء النوم تخرج من القدمين ولا يجوز النوم بالجوارب؟ علماً أن النفس معنوية ولا تعيقها المادة.
وهل عند الموت تخرج النفس من الحلقوم بعد الروح مباشرة؟
فلماذا في كل حالة من الحالتين المذكورتين تخرج من مكان؟
ثم أثناء النوم هل النفس التي تغادر الجسد أم حرية الاختيار؟
وما هي حرية الاختيار وما علاقتها مع النفس؟
أرجو بيان ذلك مشكورين.
1- في حال الموت: تسحب الملائكة الروح من الجسد بشكل تدريجي شيئاً فشيئاً بدءً من القدمين أو حتى من أصابع القدمين فتبرد، والنفس لا بقاء لها بالجسد بدون الروح الذي فيه الحرارة والحياة، إذ أن النفس لا تحب البرودة فتُجبر على مغادرة الجسد شيئاً فشيئاً تباعاً لمغادرة الروح، وهكذا حتى تصل الروح إلى الحلقوم، وتكون النفس هناك أيضاً وتلك هي ساعة النزاع والصراع "إن كان عاصياً معرضاً أعمى القلب والبصيرة"، النفس والحالة هذه لا تريد ترك جسدها الذي تعتمد عليه تماماً ولأنها صلة الوصل بينها وبين هذا الكون ومآكله ومشاربه ولذائذه، والآن سوف تغادره إلى غير رجعة ولا تعرف سوى هذا الجسد الذي كانت تعرف الكون من خلاله وتخاف المجهول الذي ستصير إليه وبالوقت نفسه لم يعد لها مقام في هذا الجسد الذي غادرته الروح. ويشتد على هذا الإنسان النزاع ويصعب عليه والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم. وهكذا حتى تخرج النفس من الجسد كما يخرج الحرير من على الشوك يتقطع ويتمزق فزعاً.
أما الإنسان المؤمن التقي هذا الذي ضحّى بالغالي على نفسه في سبيل طاعة ربّه ورأى الدنيا وقذارتها مسبقاً فعافها وطلّق فتنها جميعاً، فأبدله الله نعيماً وسعادةً محيطةً به تغمر قلبه وتملؤه نوراً وحياةً، فهو قد غادر جسده مسبقاً ولم يعد عنده هذه التعلقات الجسدية العمياء، والله يطلب منّا أن نخرج هذا الخروج الحبي مع رسول الله ﷺ ليدخله على حضرة الله، قال تعالى: {رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} سورة ق: الآية (11). لا أن يخرج موجوداً فزعاً مجرماً، {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ..} سورة سبأ: الآية (23).
أما هذا التقي نال من باب أسمى وأرقى نوالاً متزايداً، وبالصلاة صارت له سياحات نفسية شهيّة بهيّة بمعيّة سراجه المنير ﷺ.
أقول هذا الإنسان ينتظر ساعة موته بفارغ الصبر ويتمناه، وهي لديه أجمل ساعات حياته، يوم يخلع ثوب الوظيفة وينطلق إلى النعيم المقيم.
قال سيدنا خالد رضي الله عنه : (جئتكم برجال يحبون الموت كما أنتم تحبون الحياة).
وقال سيدنا بلال رضي الله عنه : (وا شوقاه غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه).
فهذا الإنسان تخرج نفسه بالرغبة والإرادة، ويكون هذا الخروج كالشعرة من العجين، يمازجه نعيمٌ وغبطةٌ وسرورٌ فهو يريد ذلك ولا يتردّد عنه أبداً، بل وينتظره فإذا جاء أجله تراه يسلّم نفسه مباشرةً وينطلق إلى جنات ربّه وإلى النعيم المقيم.
أما عند النوم ترغب النفس بالراحة من أعباء الحياة ومن الأتعاب الجسدية فهي تطلب بالنوم راحة الجسد والنفس معاً فتخرج النفس من الجسد دون خروج الروح وتسري، وسريانها هذا بناءً على طلبها ورغبتها بالنوم.
فالذي يريد النوم يسلّم نفسه وهو لا يعلم شيء سوى أنه يريد الراحة والنوم.
وفي حالة الصلاة تتجه النفس برغبة جامحة، وتسري سريانها النوراني عن طريق الشوق نحو من تحب وهو الرسول الأعظم ﷺ فتسري بكلياتها ملقية الجسد وكأنها لا علاقة لها به نحو الكعبة ونحو من تحب وتصبح السيطرة الكلية لها، لا للجسد تخرج منه بكل بساطة بالسريان.
2- وتسأل عن حرية الاختيار وعلاقتها بالنفس.
نقول الإنسان يطلب ويصدق في طلبه ويرى الله صدقه عندها يجيبه بناءً على طلبه الصادق، فالإنسان لا حول له ولا قوة والفعال هو الله، فالإنسان دائماً يقف أمام طريقين اثنين في أي عمل يريد القيام به:
فإما أن يطلب رغائبه ويُماشي هوى نفسه المهلك وشهواته الرخيصة، يضع له الله العقبات لعلّه يغيّر فإن أصر يطلقه الله لما يريد لأنه مخيّر في ذلك وهو الذي اختار هذا الطريق بملء حريته واختياره ليصل إلى الخسارة الأبدية واللاإنسانية فلا ينازعه أحدٌ في اختياره.
وإما طريقٌ عالٍ سامٍ يُخالف به هوى نفسه، ويطلب من الله العون فيمده الله بالحول والقوة ويلبي طلبه وهذا طريق الإنسانية يفضي به إلى السعادة الدائمية والرقي والنعيم المقيم.
قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} سورة الإنسان الآية (3).
وللتوسع نرجو مراجعة كتاب تأويل الأمين صـ(187-198).
وحرية الاختيار للمكلفين الذين حملوا الأمانة ملازمة النفس وملكها ولا ينازعها أحد في هذا الملك، وعند النوم يُخرج الله النفس من الجسد ولا تعود تسيطر عليه وتفقد حرية الاختيار إذ لا يوجد شيء تختاره أصلاً، لأن الجسد ملقىً وهو مطية النفس ومن خلاله تلبي رغائبها والآن في حالة النوم الجسد معطَّل والنفس لا تسيطر عليه وهي منفصلة عنه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الفاضل الأستاذ عبد القادر حفظك الله:
إنسان ما كان بزمن رسول أو نبي معيّن، وهذا الإنسان جالس [المرشد]، وأستمع منه لكلام الله مرات عدة وأحبه، وحدث مرض لهذا الإنسان [المُريد] أو لأحد أفراد أسرته فهل يكفي لهذا المريد الالتجاء إلى الله ثم إلى الرسول نفسياً من أجل حصول الشفاء. أم من الضروري إعلامه شخصياً كون هذا المريد مقطوع وليس ذا رابطة حقيقية.
وشكراً لكم يا سيدي الكريم.
قلتَ: "هل يكفي الالتجاء إلى الله وثم إلى الرسول نفسياً..." إن كنتَ بهذه الدرجة فأنت مرشد فلا حاجة أن تسأل أحد بعدها.
الجواب: يكفي نعم، فكيف تسألني وأنت قد وصلت إلى هذه الدرجة العالية، إنك تقي وأصبحت كسيدنا إبراهيم الذي قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} سورة الشعراء: الآية (80).
أليس سيدنا إبراهيم صادق وأنت كذلك صادق فأنت يجب أن تُسأل لا أن تسأل ونحن رضيناك معلماً طالما أنك تأخذ من المصادر العليا بل من المصدر الأعلى.
أما سؤالك هل من الضروري إعلامه شخصياً.
نعم ينبغي إعلام المرشد شخصياً حتى ولو لم يكن هذا المرشد تقي فقط بل ولو كان نبي أو رسول فينبغي إعلامه شخصياً.
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل السلام والتحيات عليكم وعلى من سار بنوركم إلى يوم الدين
قضية حيّرت الألباب، قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ} [الأنبياء: 72]، نفهم منها زيادة بالفضل الإلٓهي على سيدنا إبراهيم استجابةً لتضحياته العظيمة.
السؤال هل الأولاد مكتوبة؟ هل إذا تاب الإنسان وقام بالأعمال الصالحة يكتب الله له أولاد صالحين؟ هل ذلك متعلّق بسير الإنسان؟
وأعلم أن كل إنسان يحمل نفوس أبنائه، طيّب كيف يتأتَّى على هذا الجنين الخروج لعالم الدنيا إذا أعرض الأب عن الإنجاب لسبب أو لآخر؟ ما حقيقة الأولاد؟ كيف يكتب الله؟ وأين يكتب عددهم؟
الأولاد منها المكتوبة مسبقاً ومنها غير مكتوبة تُكتب هنا في الدنيا: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} سورة الرعد: الآية (39).
وهذه الأمور عائدة إلى حكمة الله تعالى وإرادته وعلى حسب المناسب والكمال وبما يتوافق مع الأوضاع الفردية والعامة وبما تتضمّنه الحكمة الإلۤهية، فترتيبه تعالى كمال بكمال مطلق وبحسب المناسب للبشرية عامة وللأشخاص كأفراد {..يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} سورة الشورى: الآية (49).
فهذه مشيئة الله عزَّ وجلّ وحكمته ولا علاقة لها بالإنسان أبداً.
نعم الإنسان يحمل ذريته والله أعلم بما يضمر هذا الإنسان وأعلم بنفس الإنسان من الإنسان ذاته قال تعالى: {..فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} سورة طه: الآية (7).
وهذا العلم مسبق والله تعالى لا تخفى عليه خافية في السموات والأرض، ولا يكشف السرائر إلا هو وهو مطّلع على نيّة كل إنسان وما انطوت عليه نفسه فيُرسل له ويكتب له على حسب ما بنفسه من نوايا، فيرزقه الأولاد التي تكون له، فالله مطّلعٌ عليه وعلى نيّته التي أضمرها وماذا سيفعل من إعراضٍ عن الإنجاب فيُقنن له الله ولا يكتب له سوى هذه الأولاد التي ستخرج عن طريقه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سؤالي حول بئر أو نبع زمزم ما حقيقته؟
من أين يستمد مياهه؟ هل هناك اختلاف بمكونات مياهه عن مياه الينابيع العادية؟ وما سر هذا الاختلاف؟ وهل ما يُقال أنّ مياهه تشفي العديد من الأمراض؟ أرجو إعطائنا نبذة عن هذا النبع..
وجزاكم الله خيراً.
إليك نبذة وجيزة عن مياه زمزم.
حصلت شبهة حول ماء زمزم أنه غير صالح للشرب، وعندما تناهى هذا اللغط إلى مسامع الملك فيصل في عام 1971، أصدر أمراً للتحقق من هذا الموضوع وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية، فقام المهندس الكيميائي معين الدين أحمد بجمع تلك العينات وراح معين الدين يبحث عن مدخل تأتي منه المياه للبركة التي لا يتجاوز طولها /18/ قدماً وعرضها /14/ قدماً، وهي مع صغر مساحتها توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج، وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعد في معرفة مصدر المياه، وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة، بحيث ينخفض مستوى المياه مما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يلاحظ شيء خلال فترة الشفط، فطلب من مساعده أن ينزل إلى الماء مرة أخرى، وهنا شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء البئر أثناء شفط المياه، مما يدل أن الماء تنبع من كل نقطة في أنحاء البئر، وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة بحيث أن مستوى الماء في البئر لم يتأثر إطلاقاً بالمضخة. فبئر زمزم لا يجف إطلاقاً بل يعطي حسب الطلب.
وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية، وجاءت نتائج التحليل: أن الفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحُجاج المنهكين.
ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم أيضاً، إلا أن بئر زمزم لم تجف أبداً من آلاف السنين، وأنها طالما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج، وبئر زمزم لا تنمو فيه أية فطريات أو نباتات كما هو الحال في باقي الآبار لاحتوائه على الفلور في أصل تركيبه والذي يقضي على الجراثيم والفطريات.
أما ماؤه فيستمدها من الأقطاب وقد جعل الله تعالى فيها هذه الخصائص الملائمة للحجاج ولتلك الأماكن. هذا من الناحية الظاهرية البادية للعيان ولكل شيء صورةٌ وحقيقةٌ.
أمّا السرّ الحقيقي لمياه بئر زمزم فهي مشروب الأنبياء وقد تأثرت بروحانيتهم صلوات الله عليهم أجمعين كما تأثرت جميع تلك الأماكن فأضحت مقدسة بمن فيها من نفوس طاهرة.
خرجت هذه المياه في تلك البقعة لتسقي الحجيج وتلبي لهم ما يحتاجونه إلا أن لها روحانية خاصة يعلمها من يعلمها من أولي القلوب والأبصار قال رسول الله ﷺ: (زمزم لما شُرِبَت له). ولفظها يدل على معناه، إذ أن الحاج الذي غدا من أهل القلوب وتفتّحت منه عين البصيرة حين شربها تسري نفسه شعاعاً إلى الذي تقدَّست به هذه الأماكن وتلك المياه، وهو السرّ الأعظم رسول الله ﷺ فتجتمع به.
زمَّ: بمعنى ضمَّ أي تمسك به وانضم للشفيع المشفّع.
تمسَّك إن ظفرت بذيل حرٍّ فإن الحـر فـي الدنيـا قليـل
عندها يضمه رسول الله ﷺ قلبياً ويأخذه عروجاً به إلى الله عزّ وجلّ.
فمن شرب من زمزم وكان هذا حاله إذ رافقت نفسه نفس رسول الله وسرى النور الإلۤهي عن طريق رسول الله وصولاً للمرتبط، شفي من علله النفسية والجسدية.
أمّا من كان في عماء عن رؤية الحقيقة فهي بالنسبة له مياهً عاديةً، لا بل ربّما يجدها كريهة لا تُشرب، إن لم يُقَدِّم قبل شربه عمل خير أو إحسان، والأمر نسبي يتفاوت بين شارب وشارب، فبقدر محبّتك لرسول الله وإحسانك تجد مياه زمزم لذيذة عذبة وتشرب ولا ترتوي منها ولا تشبع من طعمها الشهي، وإن كان المرء مسيئاً ظالماً يمجُّ هذا الماء ويكرهه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرتم في كتب العلّامة الجليل السيد محمد أمين شيخو أن الذي لا جدوى له يموت دون البلوغ. وجاء ذكرهم في القرآن الكريم أنهم ولدان مخلّدون.
والسؤال: هناك أشخاص ينتحرون أو يقتلون أصدقائهم وأساتذتهم في المدارس ثم ينتحرون وهم دون سن البلوغ وتكون أعمارهم بين أثنـا عشر وخمسة عشر سنة تقريباً. فكيف يحاسبون هل يعالجون في القبر ويدخلون الجحيم يوم القيامة أم أنهم لا يعالجون ويدخلون الجنة فوراً مع أنهم يعلّمون غيرهم الانتحار؟
ولكم جزيل الشكر على هذا الموقع القيّم.
الطفل يولد على الفطرة، لقوله سبحانه وتعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سورة الروم: الآية (30). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو يمجّسانه أو ينصّرانه)) ويبقى على ذلك حتى سنّ البلوغ حيث تبدأ دواليب تفكيره بالعمل بشكل كامل، فقبلَ سنِّ البلوغِ كلُّ تصرّفاتِ الطفل يكون أبواه مسؤولَين عنها.
أمّا هو فلا تفكير لديه ليحسب ويقدّر عواقب عمله من قتلٍ وغيره. فلا مسؤولية عليه.
وإذا أخذَ ما أوهبَ أسقطَ ما أوجب ويكون أبواه مؤاخذَين على سوء تربيته وتقصيرهم في العناية بطفلهم، هذه الأمانة التي وضعها تعالى بين أيديهم.
أما أن يتعلَّم أحدٌ القتلَ من غلام فهذا لا يُعقَل، والروح ليست رخيصة لهذه الدرجة حتى يتعلَّم أحدهم قتل غيره أو قتل نفسه من غلام لم يبلغ مبلغ الرجولة.
والإنسان كائن مفكِّر ويتميِّز عن كافة المخلوقات بأنَّ الله زيّنه بالفكر وميّزه بهذا الفكر عن كلِّ كائن، فالقرد والجرذ من أذكى الأذكياء ولكنَّ الإنسان يتميّز بالتفكير، فلا يمكن أن يكون أصلُ الإنسان قرداً لأنَّه لديه فكر يسيطر به على كافّة المخلوقات وعلى الطبيعة أيضاً وكلّها مسخرة له لأنّه هو الذي يرقى والبقية لا رقيّ لهم، ولا يخرجون عن مستوى آبائهم.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى: السلطة التشريعية هي السلطة الحاكمة والسلطة التنفيذية هي أداة بيد السلطة التشريعية المسيطرة عليها. فيؤاخذ المشرع ولا يؤاخذ المنفِّذ.
فالذي لديه فكر هو المخطّط وعليه تترتب المسؤولية كاملةً، أما المنفذ فهو أداة بيد المشرّع والمسؤولية تعود على المشرّع وحده.
كما أن بحث الإرادة في علم النفس يتضمن التخطيط، أمّا التنفيذ فليس من الإرادة (لأن التنفيذ عملية آلية محضة ناتجة عن التخطيط والتصميم والتفكير) والمسؤولية على من أراد، وبما أن الغلام لم يكمل تفكيره فالمحاسبة على مَن هو تحت إرادتهما قانونياً وهما المسؤولان عن تصرّفاته لا هو. فإن صدر عنه شذوذ فالمسؤولية تقع على والديه وعلى المجتمع الذي علّمه الشذوذ وسيّره في الشذوذ، فهو مسيّر لا مخيّر، أي لم يرد ولم يخطّط لأنَّ تفكيره ناقص، كذلك فإن الذي لا فكر لديه، كالكلب أو القرد مثلاً إذا عضَّ أحداً فلا يؤخذ إلى المحكمة ويدان في الجنايات. إذاً فالجرم في الحقيقة في صحيفة والديه لأنهما تركاه للمجتمع الفاسد الذي دفعه إلى الجرم والمدفوع لا يؤاخذ بل يؤاخذ الدافع لأنَّه إن لم يعلّمه ويدفعه أحد فلن يصدر عنه الفعل الشنيع. فالعمل ليس عملَه. أمَّا إنْ أصبح فكره كاملاً ودفعه غيره فهو المؤاخذ لا غيره.
السلام عليكم ورحمة الله: أحب أولاً أن أشكركم على موقعكم الجميل وعلى عملكم الجليل.
بالنسبة لسن التكليف: ما هو العمر المحدد له؟
الولدان المخلدون: قد تفضلتم بالقول (وجودهم في هذه الدنيا خير..) ولكن ربما يصدر منهم شر أو خير! وعمل الإنسان راجع عليه إن كان شراً فشر وإن كان خيراً فخير، فهل يؤثر ذلك على جزائهم؟
وهؤلاء الذين يموتون بالرصاص والصواريخ بالحرق بالغرق بالزلازل بالطوفان... ما جزاؤهم؟ أتمنى معالجة هذا السؤال من هذه النواحي.
وأيضاً قولكم: (أعطاهم جنة واحدة لا جنات كجنات المكلفين) فأكرر السؤال: ربما يصدر منهم أعمال صالحة (أو العكس)، والأعمال الصالحة طريق للجنّات {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ..} سورة البقرة 25.
أكرر الشكر والاحترام والتقدير والسلام عليكم.
بالنسبة لسن التكليف العمر المحدد (16) عام، وهنا بين 16 و 18 آمن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت طاقاتهم كلها قد قدَّموها في سبيل الحق ونصرته لا في سبيل الجنس ولا المال ولا البنين ولا متاع الدنيا الزائفة. وهل كان صحابة رسول الله إلا شباناً وسبق وقلنا أن الذي يبدو منهم (أي من الولدان المخلّدون) من شر أو خير فهذا ليس منهم بل ممن دفعهم بالدرجة الأولى والديهم (أب وأم) ومن جهة أخرى المجتمع. لا علاقة لهم بذلك ذلك لأن لهم حالة واحدة لا تزيد ولا تنقص مبنية على قبولهم بحمل الأمانة، ونرجوكم عدم التكرار لئلا نعيد نفس الجواب بلا طائل فإن ذلك يدعو إلى الملل ولكي لا نضيع وقتنا الثمين عبثاً.
وقلتم "والذين يموتون بالصواريخ"...
يا أخي ما علاقة الجسم بالنفس تنوعت الأسباب والموت واحد. كلهم ينتقلون إلى جنة واحدة لا تزيد ولا تنقص ويتنعمون ويتمتعون بخدمة الناجحين المؤمنين من أهل الجنة. وهذا الثوب الذي لبسوه قد خلعوه بأي طريقة كانت وفارقت النفس هذا الجسد إن كان محروقاً أو كان تراباً فالعبرة لمن بعده. ولا علاقة لهم بالجسد أبداً بل ساعة موتهم ساعة نعيمهم كما أن بالتكبير يزول الألم وهؤلاء ينتقلون كما قال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله:
لا تظنوا الموت موتا إنــــه لحياة وهو غايات المنى
لا ترعكم هجمة الموت فما هو إلا انتقال من هنا
والألم والنعيم مبعثهما العمل الحسن أو السيئ وهؤلاء لم تدب الشهوة في قلوبهم فليس عليهم إلا الإكرام إذ لا عمل لديهم يسألون عنه، لأنهم غير مكلّفين، ولم تتمّ لديهم آلية التفكير ليُسألوا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن الهدف من مجيء الإنسان إلى هذه الحياة الدنيا تعويض خسارته في عالم الأزل... فالأطفال اللذين يموتون قبل سن التكليف هل حملوا الأمانة أم لا؟ وإذا كانوا قد حملوها فما الحكمة من مجيئهم إلى هذه الدنيا؟ علماً أنهم لم يقدّموا شيئاً للنجاح في الحياة الدنيا؟
بالنسبة للأطفال الولدان المخلّدون:
حملوا الأمانة ولكنهم نكثوا وما عاد عندهم طريق للرجعة أبداً.
أما وجودهم في هذه الدنيا فخير إذ من بعدها يصبحون ولداناً مخلدين لآبائهم، فالله يُكسِّب الآباء بتربيتهم وبالصبر على فراقهم، والأبناء "الولدان" أعطاهم جنة، حيث أنهم رضوا بحمل الأمانة وغيرهم من المخلوقات لم يحملوها ولو عاشوا بعد سن التكليف ولو حاولوا الإيمان والاستقامة فلن يستطيعوا لضعفهم بل سيفسدون ويطغون طغياناً ما سبقهم به أحد من العالمين وبطغيانهم سيخلدون في النار الأبدية وهو ما لا يرضه تعالى لهم، إذ ما عرض الأمانة بالأزل إلا لمنح السعادة الكبرى الأبدية لا للنيران فلم ينسَ تعالى قبولهم بحمل الأمانة رغم أنهم نكثوا فهو سبحانه لا يضيّع للإنسان مثقال ذرة.
فأعطاهم جنة واحدة لا جنات كجنات المكلفين، وجعلهم يخدمون أهل الجنة فيثبتوا بخدمتهم ومنحهم من فضله، هدية إن أحسنت تربيتها وجعلتها قدوة ومطية للخير، وإما إن جعلها طريقاً للفحشاء والمنكر وجعلها فتنة لوقوع الناس في الجنايات الجهنمية، إنها تعود على المجتمع بالمنكر والسوء والفحشاء فهذا بصحيفة أهلها المكلفين بها.
إذاً وجودها فيه عمل خير، وإن أساؤوا توجيهها فعليهم وزرها ووزر من عمل بفتنتها. إذ من صنع أهلها المكلفين بها مع أن رزقها تكفل به الله وكلفك بحسن تربيتها وكما قال صلى الله عليه وسلم: (من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى) مسند الإمام أحمد (12520).
فما خلق تعالى شيئا عبثاً والعظيم على قدر عظمته يخلق. لأنّ مراده تعالى فيه خير كثير كما أنّ فيه علاج للنفوس البشرية بغية شفائها.
إذ أن عملهم في الآخرة نور لهم والعمل نور الحياة فهم أيضاً بعملهم هناك بالسعادة يتموجون ويرتعون وينعمون وهم لا يستحقون إلا الإكرام، إذ لم يبلغوا ويعملوا سيئات تسوؤهم وتعود بالسوء على غيرهم.
وكافة أهل الشام بالجيل السابق كانوا يتسابقون على الولدان الذين ماتوا قبل سن التكليف ليضعوا أجسادهم بقبور الأعزاء من موتاهم، لأن هؤلاء نفوسهم في غبطة ونعيم ونور بحملهم التكليف دون قدرتهم على نوال التشريف، فنالوا هذا النور وبقرب نفس هذا الغلام الطاهر من نفس الميت فإنه يسعده ويشغله عن أحواله إن كانت تعيسة فيخفف مصابه ويزيده غبطة ونعيماً إن كان الميت السابق من أهل الإحسان والخير فيزيده خيراً على خير، فأفعاله تعالى كلها خير لمخلوقاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ عبد القادر لقد ذكرتم في جوابكم عن سؤال الصدقة: (أنها تشفي المريض ولو كان كافراً ولكن ليس له نصيب في الآخرة)، وأنا لي تجارب كثيرة مع الصدقة بعضها شفي والآخر لا، ومع أقربائي وأخواني وفي حالات الولادة على نية تيسير الولادة من قيصرية إلى طبيعية وجميعها فشل رغم أن الصدقة تدفع لأناس محتاجين ومسلمين مع التأكد، وأنا مسلم ولست كافر. وما علاقة صدقة المرض بالآخرة رغم أننا ندفعها من أجل غاية وهي الشفاء؟
ليس هذا السؤال من باب التكذيب أعوذ بالله ولكن من أجل الفائدة وجزاكم الله خيراً وجزى الله العلّامة محمد أمين شيخو عنا كل خير.
يا أخي إنما الأعمال بالنيات، أصلح وجهتك يصلح الله لك الأمور، والصدقة بنيّة الشفاء فقط لا أجر لها في الآخرة ولكن أجرها أن يتم الشفاء، قال تعالى:
{قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
السلام عليكم
سأل أحدهم مرة سؤالاً ترددت مراراً قبل ذكره وحاولت نسيانه، ولكن عبثاً، فأرجو أن لا تؤاخذوني به فما سألت لولا علمي بمنطقيتكم فأوسعوا صدركم لي قليلاً.
قال ذاك المتفلسف: "وأنا على علم أنه قاله لمجرد القول وليس باحثاً عن جواب" مع أني أجبته بأن تعرَّف على الله المعرفة الحقّة كما فعل سيدنا إبراهيم عندها ستعرف هل هو قادر على أن: (يخلق صخرة هو بذاته لا يستطيع حملها).
كان هذا سؤاله بعد قوله: أليس الله قادراً على كل شيء. فأجبنا كلنا بنعم فقال: (إذاً هل هو قادر على أن يخلق حجراً هو بذاته لا يستطيع حملها).
فسؤاله كأسئلة تنشأ أحياناً كسؤال: (من هو الله وما هو)، (كيف دخلت نفسي الى جسدي عندما كنت ببطن أمي)، (قبل الدنيا ماذا كان وقبل الأزل).
حتى هذا ما استطعت ذكره أرجو أن أكون قد أوضحت مبتغاي لولا ظني الحسن بكم لما سألتكم وشكراً.
نعم إن الله قادر على كل شيء، أليس هو خلق هذه الكرة الأرضية ويحملها، تلك الصخرة السابحة في الفضاء من يحملها غيره أليست محمولة على القدرة الإلۤهية؟!
أما عن القول أن الله قادر على خلق صخرة هو بذاته لا يستطيع حملها فهذا تناقض صريح. أي السؤال المطروح عليكم "أنّه استطاع أن يخلق وما استطاع أن يحمل".
مع أنّ الواقع ينفي هذا القول أي (أنّه سبحانه وتعالى خلَق هذه الصخرة "الكرة الأرضية" وهو يحملها ويدوّرها)، {..اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..} [الأحزاب: 70-71].
والآن بعد المحسوس الملموس مِنْ خلْقِ الكرةِ الأرضية، الصخرة الكبرى، ونحن عليها، تُوجَد مناقشةٌ سفسطائية لا معنى لها ولا وجود! من ينكر المحسوس الملموس ماذا نسميه!؟
أما عن الله سبحانه وتعالى:
فقد قال سبحانه: قل هو الله أحد صاحب الأسماء الحسنى، فمعنى لفظ (الله) مشتقّة لفظياً من (أَلِهَ) و (وَلِهَ)، أي: لو شاهدتَ ما آل إليه من صنع ورأيت جماله وكماله وتوجهت نفسك إليه لهمت فيه تولهاً وهياماً وصرت في سعادة ونعيم لا تخرج منهما أبداً.
أما عن دخول النفس إلى الجسد:
لم تدخل النفس إلى الجسد والإنسان في بطن أمه بل دخلت منذ عالم الذر دخلت نفسك في صلب أبيك آدم ثم انتقلت عبر الآباء وصولاً إلى أبيك المباشر وكنت في صلبه ذرة.
فعندما أعرضت النفس عن ربها وتقوقعت في ذرة وهي أصل تكوين الجسم قال تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} سورة الطارق: الآية (6-7). ومن ثم يصل الإنسان وهو ذرة إلى رحم أمه ويكبر شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح إنساناً كاملاً وتاماً في التركيب.
إذاً: كان الإنسان في صلب أبيه متقوقعاً في ذرة هي أصل تكوينه وليس على الله بمستصعب أن يجمع الناس في واحد: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} سورة لقمان: الآية (28). كثمرة التين تجد فيها بذوراً عديدةً في كل بذرة صغيرة انطوت شجرة كبيرة عظيمة، وفي الشجرة المنطوية أوراق وأغصان وأثمار، وفي الأثمار بذور، وفي البذور أشجار، وفي الأشجار أثمار وبذور، ففي البذرة الواحدة الملايين من الأشجار مما لا يحصيه عدد ولا يحيط به إدراك.
وهذا مثال يوضح لنا كيف أن الذرية كانت منطوية في صلب الآباء.
أما قبل الدنيا أين كنا؟
قبل الدنيا كانت النفوس مجردة وعلى صعيد واحد فلا سماء ولا أرض ولا جبال ولا أنس ولا جان ولا تمايز ولا تفاضل بين النفوس، كلها متماثلة لا فرق، والتمايز حصل بعد نوال الاختيار.
وقبل الأزل؟
قبل الأزل لم يكن شيئاً مذكوراً {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1]: كان الله ولم يكن معه شيء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما الحكمة من خلق بشر لا فكر لهم، وهم المجانين والذين يلقبون [بالمنغولي] ولماذا لا تكون أعمارهم قصيرة كالولدان المخلدون بدل أن يصبحوا سخرية كثير من الناس؟
وهل جنتهم أعلى من جنة الولدان المخلدون أم العكس فبماذا اختلفوا عن الولدان في عالم الأزل؟
ولكم جزيل الشكر.
هؤلاء لم يجد الله فيهم إمكانية لبلوغ المكانة التي أُهِّل وخُلق من أجلها الإنسان (وهذا في الميثاق) لأنهم غيّروا فرسبوا، ولكنهم قبلها تصدوا لحمل الأمانة وكانوا صادقين، والله قبِل مغامرتهم وجزاهم عليها في الآخرة جنة ينعمون بها بسرور وحبور، أما في الدنيا فأخذ منهم أفكارهم ليرفع عنهم المسؤولية والحساب، لعلمه تعالى بعدم أهليتهم للاستجابة فرحمهم من الخسارة المحققة، لذا أخذ منهم أدمغتهم (إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب) وكان هذا علاجاً لأنفسهم حتى يدخلوا الجنة، فنفوسهم مريضة وفيهم ما فيهم من عللٍ وأدرانٍ لذا كان العلاج مناسباً لمرضهم، فجاء بهذا الشكل المتميز. وهو بالوقت نفسه علاجٌ لذويهم أيضاً (أم، أب، أخوة)، أو مكاسب ليكسبوا أعمالاً صالحة بخدمتهم، فالغاية من خلق بشر لا فكر لهم كالغاية من إرسال الأمراض والمصائب لمستحقيها ممّن شذّوا وغيّروا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى جعلهم الله عبرة وموعظة لذوي العقول والأفكار فهم عبرة وليسوا سخرية. بل لنرى نعم الله علينا وفضله وآية دالة على عظمة الله تعالى في عطائه لنا هذه الجوهرة الثمينة (الفكر) التي ميّز بها بني آدم على سائر المخلوقات ولنسير في الدنيا على هدى ولا نخسر قيمة هذه الجوهرة الثمينة بل نستخدمها لما خلقت لأجله ونتوصل بها إلى الغاية التي خلقنا من أجلها.
أما جنّة هؤلاء الفئة من البشر (المجانين) لا تختلف عن جنّة الولدان المخلَّدين، ولكن لديهم علل خاصّة متميّزة جاء العلاج بما يناسب عللهم.
نعلم أن الحصان والبغال والأنعام كلها لها فوائد فما هي فوائد حيوان الخنزير للإنسان؟ وشكراً.
الخنزير هو حيوان يتغذى على (المزابل)، فيأكل الأوساخ والأقذار، وبالتالي ينظف البيئة من جميع المكروبات والجراثيم التي كانت ستصدر عن تلك الأوساخ، فتخلو البيئة والفلاة من الأوساخ تطهر من الجراثيم و المكروبات فالفضلات و مخلفات الحيوية مجمع للذباب و البعوض التي تنقل الأمراض والجراثيم والآلام فتخلو البيئة من الأوساخ ويتم التوازن البيئي فتصلح الحياة فالخنزير يصلح البيئة.
تنتقل للإنسان إذا أكل منه، إذ أن اليهود على بالغ انحطاطهم يؤمنون وعندهم قناعة بأن الخنزير بخس ولا يأكلونه أبداً.
فكل مخلوق وله وظيفة وكلهم متعاونون، حتّى تدوم الحياة للإنسان. وفي سوريا الحبيبة لا يوجد الخنزير فيها إلا قليل لذلك لا معلومات لدينا حول الخنزير أكثر إفاضة فاسأل المزيد مَنْ كان بها خبيراً والذين والعياذ بالله يربون الخنازير في بلادهم.
كذلك هو درس للإنسان ليتجنب سيره. الخنزير غير مكلف إذ لم يحمل الأمانة ولا مسؤولية عليه، فهو يتغذى على الأقذار وليست الخنزيرة أمانته، لأنه لم يحمل الأمانة والإنسان حملها، وهو لا يتغذى على الأقذار كالخنزير، فإن أهمل أمانته فقد خسر وخان، إذ نجاحه بحفظه لأمانته الأنثى وإيرادها سبل السعادة والجنات لا أن يتركها للذئاب البشرية وتدميرها الدمار الأبدي.
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذنا الكبير عبد القادر يحيى الديراني: كونكم رجل علم ودين، وتحملون شهادات جامعية كثيرة في مختلف علوم العصر، تنهلون من بحر لا ينضب من علوم ذلك العالم الكبير سيدنا أمين بيك قدس سره، لا أجد أحسن منكم يعطينا الجواب على السؤال التالي:
ما هي حقيقة السامية؟ ومن هو سام؟ وما علاقته باليهود؟ ولماذا نُتهم بمعاداة السامية؟ وهل يتوجب علينا كمسلمين أن نعاديها أم نواليها؟ أرجو الشرح والتفصيل بما يسمح به وقتكم الثمين، مع خالص التشكرات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليهود من أولاد سام فسموا بالساميين، والعرب أيضا من أولاد سام كذلك هم من الساميين وسام هو أحد أولاد سيدنا نوح عليه السلام، وحام كذلك من أولاد سيدنا نوح عليه السلام ومنه سكان أوربا، فهم من أولاد حام لذا سُمُّوا بالحاميين.
ودعوة السامية هذه نشأت من القرن الماضي في الحرب العالمية الأولى حين قام اليهود المقيمون بألمانيا بنصرة أوربا والإنكليز ضد الألمان، فأثاروا الشغب والفوضى ومحاولات انقلابات ضد ألمانيا في ألمانيا على أمل أن يساعدهم الإنكليز والفرنسيين بإنشاء وطن قوي في فلسطين أثناء الحرب العالمية الأولى، عندها قام الألمان عليهم فانتقموا منهم وحرقوهم بأفران الصهر العالي للحديد.
ووعدتهم بريطانيا بأرض الميعاد (فلسطين) مكافأة لهم، وهذا وعد بلفور، وعندما تتباطأ أوربا بدعم اليهود بالأسلحة والعتاد ضد العرب تتهمهم إسرائيل بأنّهم الأوربيون هم الحاميون أعداء الساميين، أي: أعداء اليهود وهم مثل النازيين الألمان، الذين كانوا يتبنون التمييز العنصري العرقي بين الأمم، لذلك يحتقرونهم ولا يساعدونهم، مع أن اليهود ساعدوهم وتعرَّضوا في نصرة الغرب للتحريق من قبل الألمان القساة، الذين كانوا يحتقرون اليهود عنصرياً وعرقياً، فهذه الشعارات قد أطلقت من قبل اليهود وهم الذي ينادون بالسامية من أجل الدعم المادي لهم حتى ضد الساميين العرب.
أما عن سؤالك: لماذا نُتَّهم بمعاداة السامية؟ وهل يتوجب علينا كمسلمين أن نعاديهم أم نواليها؟
من قال أنّنا نعادي السامية، فهل نحن نعادي أنفسنا فنحن العرب أيضا ساميين فنحن من نسل سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم ونحن واليهود وسيدنا إبراهيم عليه السلام كلنا من أبناء سيدنا نوح أبو سام من نسل سام.
اليهود من نسل إسحاق بن سيدنا إبراهيم. اليهود ساميون ونحن العرب أيضاً ساميون فكيف نعادي أنفسنا! هم يقولون نعادي السامية والسامية ليست محصورة بل هي تضمّنا أيضاً فكيف نعادي أنفسنا! لكن الألمان النازيين كانوا عنصريين يميزون أنفسهم عن البشر لاسيّما عن اليهود من نسل سام. فالألمان يحتقرون اليهود لسببين لأنهم يظنون أن عرقهم منحط عن عرق الحاميين الألمان من نسل حام بن نوح عليه السلام، ولأن اليهود خانوا وغدروا بألمانيا أثناء شدة الحرب العالمية الأولى.
فالدعوة للسامية نشأت عندما حُرِّقَ اليهود بالأفران لأنهم طعنوا ألمانيا في الخلف، في الحرب العالمية الأولى فأصبح اليهود يطلبون الدعم الأوربي وإمدادهم بالأسلحة ضد العرب من أجل أرض فلسطين ونصرهم، وإن تباطأ الأوربيون بذلك اتّهمهم اليهود بأنّهم الحاميون أعداء الساميين، أي: أنهم يدعون بالتمييز العرقي بين البشر، كما ميّز الألمان النازيون فجعلوا عرقهم الأوربي فوق بقية العروق البشرية لاسيما الساميين من اليهود والعرب.
السلام عليكم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب 56، اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمد العظيم وعلى آله وأصحابه أجمعين. أي: (يا ربِّي صِل نفسي بنفس هذا السيد الكريم الذي لم ولن ينقطع عنك طرفةَ عين لتكون صلتي بكَ أنا أيضا دائمية، فحياتي بدونكَ يا ربِّي وبدونه جحيم لا تُطاق..) وسؤالي لكم:
1)- في كل فترة زمنية يرسل الله تعالى للبشرية رسول فمن آمن به فقد دخل على الله بواسطته. والآن قدوتنا وزعيمنا وقائدنا وسراجنا المنير هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهل عندما يشرِّفنا السيد المسيح سيتغيّر هذا الحال (أرجو أن يكون هذا السؤال واضح)؟
2)- ونحن نقول: وعلى آله وأصحابه أجمعين. فهل يمكن أن نقول مثلاً: (اللهمِّ صلّي على سيدنا أبو بكر. أو على سيدنا عمر أو سيدنا عثمان..) بما أنهم من أصحابه؟ أو أن نقول سيدنا عليّ صلّى الله عليه وسلّم أو...؟
أنتظر جوابكم فشكراً لكم ولطيب وحسن التواصل معكم.
يا أخي الكريم: أنت تقول: "فهل عندما يشرفنا السيد المسيح سيتغير هذا الحال؟". أنت تقول "يشرفنا"، أي: يزيدنا قرباً من الله وعلواً وسمواً. كنا نكسب من رسول واحد غدونا نكسب من رسولين اثنين، ما أعظمها!
نعم لن يتغير هذا الحال بل يزداد ويسمو ويعلو.
ونحن نرتبط بسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ونأتمر بأمره لأنه رسول الله وكلامه من حضرة الله مباشرة وأوامره هي أوامر الله ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.
والسيد المسيح مرتبط بشكل طبيعي بإمام الرسل، (نور على نور) وذلك منذ ميثاق النبيين ونحن نرتبط به ويكون قد أتممنا الارتباط برسول الله، ولكن بنور أسطع بكثير مما لو ارتبطنا نحن بدونه "أي بدون السيد المسيح عليه السلام" برسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو يوفّر علينا ذلك ويزيدنا من تجليات الله الكبرى. فإن كنت مع رسول الله وليكن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فهو يدخلك على رسول الله وعلى كافة رسل الله وأنبيائه (والله أعلم حيث يضع رسالته) فحينما يضعها بسيدنا عيسى فنحن نرتبط بسيدنا عيسى رسول الله. ولا نفرق بين أحد من رسله.
لقد جاء ذكر سيدنا المسيح وأمه الصديقة عليهما السلام بسورتي (المؤمنون والأنبياء)، وعلى أثر ذكرهما، ترد هاتين الآيتين الكريمتين: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ، يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} سورة المؤمنون (50-52).
والآية الثانية: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ، إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} سورة الأنبياء (91-92).
أي أن البشرية كلها ستصبح أمة واحدة، حين ظهورهما عليهما السلام، وسيؤم لهما كافة المؤمنين، حيث يؤم الرجال جميعاً بالعالَم لإمامهم سيدنا عيسى عليه السلام، والنساء تؤم بسيدتنا مريم عليها السلام والكل بمعيته عليه السلام.
نحن لا نقول ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول ذلك كما ورد في القرآن الكريم {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..} سورة الأحزاب الآية (43): فهو يصلي علينا وعلى سيدنا عمر وعثمان وعلي وعلى الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ليخرجنا من الظلمات إلى النور.
الله يصلي علينا فلِمَ تعجب من ذلك ولسنا نحن الذين نقول بل الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الذي يقول كما ورد في القرآن.
أما قولك "علي صلى الله عليه وسلم"، من قالها؟!
سيدنا علي رضي الله عنه من المؤمنين، فالله تعالى صلى عليه فأخرجه من الظلمات إلى النور، لأن الرسول قال في القرآن {هو الذي يصلي}: أي حضرة الله {وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}.
أما إذا قلنا صلى الله عليه وسلم فمعنى ذلك أنّه تعالى صلى عليه منذ الأزل فلم ينقطع منذ ذلك العهد وإلى أبد الآبدين، وسلم من أن ينقطع عنه طرفة عين فيدخل في الظلمات، وهذا الأمر عام بحقّ كافة الأنبياء الكرام صلى الله عليهم وسلم، وسيدنا علي رضي الله عنه صحابي جليل وليس بنبي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأن الصادقين في هذا الزمان قلّة ولرغبتي في معرفة الحق وبعد أن قرأت الكثير من كتب العلّامة محمد أمين شيخو قدّس الله سرّه أود شاكراً لكم أن أطرح عليكم مشكلة عانيت منها. كما قرأت في كتبكم أن الله سبحانه وتعالى يسوق للإنسان المصائب لعله يتوب ويتراجع عن ذنوبه أما إذا غيّر الإنسان وعاد تائباً إلى ربه ترفع عنه هذه الشدائد ويبدلها الله بخير منها ومن ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه في دينه ودنياه.
أما قصتي ففي السنة الماضية بصدق كنت لا أصلي أسمع الأغاني وأشاهد الكليبات والأفلام دون رادع وما كنت أسمع أو أعطي بالاً للحق، وكنت أصوم في رمضان يوم وأفطر يوم بدون عذر وكانت زوجتي كاشفة وكان عندي اختلاط في البيت لا أغض البصر ولا أحفظ اللسان. أما والذي دفعني نحو سماع الحق أن مردود عملي يجعلني فقيراً محروماً من الكثير، منذ سنة بدأت بالتغيير صليت كل وقت، امتنعت عن سماع الأغنيات ومشاهدة المحرمات، حجّبت زوجتي بالدين، منعت الاختلاط، غضيت بصري وحفظت لساني وصمت كل رمضان. كانت النتيجة أن عرضت علي فرصة عمل ذهبية، فقلت في نفسي والله إن ما سمعته حق وهذا الدليل، ونويت نوايا كبيرة وعاهدت الله بأعمال كثيرة، وكانت زوجتي تعمل أجبرتها على ترك العمل لكي لا تختلط واستدنت من أجل هذا، إلا أنه للأسف تتالت الأيام حتى وصلت بدلاً من أن أحظى بالعمل طُردت من عملي السابق وأُلغي هذا العمل الجديد، وكانت تتوالى الأحداث ضدي بتسيير عجيب لا أملك فيه حولاً ولا قوة. بكيت كثيراً وصرخت كثيراً آلامٌ كبيرة أعاني منها، ليس لأنني الآن بلا عمل لا، لأنني طردت من رحمة الله بهذا الشكل القاسي بعد أن كنت جائعاً صابراً، عرض علي أطيب الطعام وبدلاً من الأكل كسرت أسناني، وأصبحت أخاف على نفسي من الكفر حيث ما حدث وحسب ثقتي بالله ما كنت أتوقعه. أيها الناشر لعلوم العلّامة محمد أمين شيخو السيد عبد القادر الديراني، أناشدك بحق حبك لمرشدك بحق حياة الرسول إن كان ما تقولوه حق أن الله لا يعذب إلا بالاستحقاق لماذا حدث معي هذا الشيء، أتحداك وأتحدى كل قوة في الكون أن تجيبني على سؤالي بما يشفي قلبي من ضيق الحزن والعذاب.
تقولون ادفع صدقة، دفعت صليت بكيت التجأت نحت قرأت وضعت رأسي على أعتاب الله أمرغ جبهتي قبلت قدم الرسول... لكن... إن كان علي شيء فهل من المعقول بعد أن كنت صفراً ثم حسنت لأصبح سبعة، بدلاً من الثواب عقاب وشديد؟ الناس من حولي يقولون لي أنت فاشل لست على حق هذا الكلام كله باطل الله يمتحن حتى بدون ذنب وإن أراد رماك في الحاوية.
منهار إلى حد لا يوصف، يا أطباء القلوب أفتوني أحق وحقيقة مع فشل وعمى وذل يا أمين بك إن كان ما جئت به من الله فاسأل الله لما حدث معي هذا أتوسل إليك بجاه الرسول. وهذا تحدي لكل حق وحقيقة تحد لأمين بك على أن يصلح ما حدث لي بعد أن دفعت الصدقة وأصلحت كل شيء أتحداكم جميعاً، الكلام ليس كالعملي يا أمين شيخو اسأل من شئت ما هو الحل أنتم تتحدثون عن الرحمة ارحموني أين الله أين الرحيم أين الرزاق. المعذرة منكم أطلت عليكم لكن أتمنى منكم الإسراع في الإجابة وأخص السيد عبد القادر الديراني أتوسل إليك أن تطلب من الله الإجابة ومتى الفرج.
لإرسالكم بي إلى النار أهون علي مما ألقى من شدة العذاب النفسي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً يقول لك عبد القادر: بصراحة إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. ولا تخفى على الله خافية. فالذي كان وحده معك مدة تسعة أشهر في بطن أمك، وكوَّن لك العينين واللسان والأذنين والرجلين واليدين، وكلها أغلى الغوالي فلن تستغني عن عينيك ولو أعطوك الملايين. وروحك بيد مَنْ؟ لا أصدّق أنه كما تصفه تعالى باللؤم، فهو الذي لم ينسكَ وأنت نائم، ويطعمك ويسقيك وكفى بذلك حجّة عليك. فكفاك يا أخي أنَّك معلوم عند الله فارجع بصدق إليه تجده بك حفيّاً حقاً ما أصابك من خير فمن الله ومن شر فمن نيّتك: غيّر يغير عليك. من صبر ظفر ومن لجّ كفر وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلّوك عن سبيل الله، وقد كان لك عبرة في السادة النبيين سيدنا يوسف عليه السلام الذي لبث في السجن سنين، عدا عن الفراق مع أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام وقد ابيضت عيناه من الحزن وسيدنا موسى عليه السلام الذي فرّ إلى مدين من فرعون إلى حياة الرعاة بعد أن كان ابن فرعون الإله المزعوم في حياة القصور و سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي خرج منفياً من بلده وأهله و.. و.. و.. فكانوا سادة العالمين بما صبروا، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا..} سورة فصّلت/35/.
وكالسابقين من فقراء المهاجرين، بسبب الهجرة صودرت أموالهم. وجعل الله تعالى هذا الفقر المؤقت بهم، لئلا ينشغلوا عن آخرتهم بها، ولما أصبحوا كما قال تعالى: {رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ..} سورة النور: الآية (37). ردَّها إليهم، فغدوا سلاطين الدنيا، لا يضرهم إذا لم تهطل الأمطار في بلادهم حصراً فمرجوعها إليهم أينما كان هطولها، كمثل الطالب الجاد في سبيل الحصول على النجاح. فهل فقدان الحرية عند الدراسة والجد والاجتهاد ذل وإهانة؟!
إن كان هذا منطق أهل الدنيا في دنياهم، بأن تتكبد أهوال الغربة وفراق الأحبة وتأكل على الماشي "قوت ولا تموت"، في سبيل الحصول على شهادة دنيوية، أوليس لهم منطق في سبيل الحصول على الشهادة الأخروية الباقية شهادة أن لا إلۤه إلا الله؟! ولكن قلّ من يصبر فينجح هؤلاء المهاجرون الذين خرجوا مهاجرين طوعاً مع رسول الله تركوا أموالهم وديارهم في مكة مضحِّين جليل التضحيات، هل تركهم الله بعد أن ابتلاهم بالفقر وصبروا ونجحوا في الامتحان {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} سورة العنكبوت/2/. بالطبع لا.
بل أغناهم تعالى من فضله فجعل لهم أُعطيات الرسول صلى الله عليه وسلم. وتوزيع ما أفاء الله تعالى عليه صلى الله عليه وسلم من أهل القرى لهم، ثم جعلهم ملوكاً، وبشَّرهم على لسان رسوله بفتوحات الشام والعراق وغيرها.
فعلى المرء ألا يقف "كالمعلّقة" لا هو آمن بالله إيماناً شهودياً لا تزعزعه الناس و أقوالها والدنيا وأهوالها إذ وضع نصب عينيه رضاء الله وغفرانه و الجنة ونعيمها، ولا هو ترك حب الدنيا وأهلها وطهُر قلبه منها، وعندها لابد من الشدائد كي يتضرع إلى الله، وعندها يكون الفرج {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}: بدون عمل لا يكون، أرسلك إلى الدنيا لتدرس وتتعلم، وعندها تنجح وتنال الخير يحصل لك إقبال. {مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ}: الشدائد. {وَالضَّرَّاءُ}: المرض. {وَزُلْزِلُوا}: هذا الصبر هو الذي يرقيك غداً. الله تعالى يريد منك أن ترى عملك، لتحصل لك ثقة بنفسك عندها تقبل على الله غداً: إن ما صبرت لا تكون لك الجنَّة. {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلاَ إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ} سورة البقرة/214/: الضيق علامة قرب الفرج.
الجنة بالعمل {وَنُودُوا أنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تعملُونَ} سورة الأعراف: الآية (43).
كثيرون أولئك الذين ابتلاهم الله ليطهِّر قلوبهم {..فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا}: ما كنُّوا بعد الخذلان ما خافوا ولا كنُّوا. لكن بحثوا عن سبب ما أصابهم، تابوا إلى الله وصبروا عن الشهوات ففتح الله عليهم. {وَالله يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}: صبروا. رجعوا، فانتصروا. وعلامة الذي صبر أنه لا هو تَوهَّن ولا ضعف ولا كنَّ عن الجهاد. وما كان قوله إلا كما قالوا {..رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا}: ما في نفسنا.{ذُنُوبَنَا}: هذا الخذلان أصابنا من أنفسنا، سبب ذلك شيء بنفسهم، شهوة خفيّة، وهذه لا تنمحي إلاَّ بالصلة مع الله، ليأخذ الله بيدهم وعرفوا عدالة الله ورحمته فطلبوا الشفاء. أقبلوا على الله فمحا ما في نفسهم من ذنوب. إن كنت طاهر النفس أيَّدك الله {وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}: في الماضي. صدر منَّا ما جعل هذه الهزيمة "الذل الفقر المصائب" تصيبنا {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}: حيث تبنا الآن يا رب. {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: اطلب من الله ينصرك إن كنت ضمن أوامره. إن لم تستقم فلن يرفع الله شأنك ولن ينصرك.
وحاشا لله أن يرد طالباً قصده {فَآتَاهُمُ الله ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سورة آل عمران/146/: رفع شأنهم بالدنيا، وفي الآخرة لهم الجنان، غايتهم كانت رد الناس للحق لا النظر لمرضاتهم والسماع لأقوالهم ولهذا حذرنا تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} سورة آل عمران/149/: لا تسمع كلام الناس فكلامهم ضرر لأنهم عميان. يثبّطون عزيمتك ويخوفونك. أنت استقم والله يرفع شأنك. الذي لا يعرف لا إلۤه إلاَّ الله، الذي لا يعلم أن الفعل بيد الله وحده وأنَّ أسماءه تعالى كلها حسنى، فلا سوء يصدر منه تعالى، كلّه ضمن العدل والفضل والرحمة، يقول لك: أنت فاشل، لست على حق، هذا الكلام كلّه باطل، الله يمتحن حتى بدون ذنب وإن أراد رماك في الحاوية، احذر الصدقة وإنفاق المال فتفتقر. مع أن الإنسان ما جاء للدنيا إلاَّ لفعل الخير. وحذار أن تكون ممن استمع إليهم فجاء فيهم قوله تعالى: {فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}: تنقلبوا في الآخرة محرومين من الخيرات المعدّة لكم. إن فعلت المعروف في الدنيا يرفع الله شأنك وفي الآخرة تنل النعيم.
فعلى المؤمن أن يجدَّ ويسعى في الدنيا ليشتري الجنة بأعماله. المؤمن الذي لا يفعل المعروف، يأتي محروماً متحسراً. كمن وضع في المدرسة ولم يجتهد، وهذا ليس بمؤمن حقاً، المؤمن الحق يعلم أن الله لا يضيّع مثقال ذرة، وأنه سيعوض عليه ويجزيه لذلك يسارع في فعل المعروف، فالكافر: ناكر لا إلۤه إلاَّ الله، ناكر نعم الله، لا يعرف المراد من المجيء لهذه الدنيا، لا يعرف الجزاء على الأعمال. الكافر يظنُّ: أنه إن تصدّق افتقر. إن ذهب للحرب مات، إن ساعد الناس ذهب جاهه.
لذا اعتمد على الله وانظر النتائج. فالذي يسيّرنا هو الله تعالى، يسيّر كل واحد بحسب قلبه، بحسب نيته. إن كانت نيتك حسنة سيَّرك بما يسرُّك. لتكن نيتك عالية، غايتك رضاه تعالى وفضله، وبحسب نفسك يعطيك، إن التجأت إليه رفع شأنك. {إِنْ تَصْبِرُوا}: عن شهوات الدنيا. السبب فيما يصيبك من نفسك. أنت الأصل. معنى الصبر: الدنيا ارمها، إن صبرت عن الشهوات نَظُفْتَ، عندها تتولد بنفسك ثقة عالية، تقبل على الله وترى بنور الله وتشاهد الحق. فبحبك للدنيا وما فيها من شهوات سيئة تقع فيسلِّط الله الناس عليك. {وَتَتَّقُوا}: تنظروا بنور الله وتعرفوا الطريق وتروا الخير خيراً والشر شراً. الله تعالى محيط بعملهم، لا فعل لهم إلاَّ بإذنه، لا إلۤه إلاَّ الله، لكن أنت ابحث عن نفسك، إن كنت طاهراً فلا سبيل لأحد عليك. عملهم كله سدى. {إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}: إن كنت مع الله فلا أحد في الكون يؤذيك. الكل بيده تعالى، لا فعّال غيره. فعجباً من طلاب للآخرة يعبدون الله على حرف إن مسّهم ابتلاء لإظهار صدقهم وثباتهم على الحق بصبرهم على ما ابتلاهم به، لجّوا وما نظروا إلى ما بنفسهم من حب الدنيا {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} سورة الحج/11/ لذلك على المرء ألا يمشي بالاعتقاد فمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن, إن لم يكن مؤمناً لا يسعى، {فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً} سورة الإسراء/19/: عند الله. الجنة بالعمل لا بالدعاء فقط.. وبالصبر على ما تكره خير كبير ومن الجدير الإشارة إلى أن الكفر على أنواع:
كفر بالألوهية، وكفر بالتربية الإلۤهية، وكفر بالعدل والإحسان الإلۤهي، إلى غير ذلك من أنواع تجتمع كلها في شيء واحد، هو احتجاب النفس عن الله ووقوع بعض الموانع ستراً بين النفس وبين الله، تقرُّ بوجوده تعالى وتقف الموانع والحجب ستراً بينها وبين الإقبال عليه، والتنعُّم بنعيم قُربه وتذوُّق فضله وإحسانه، ورؤية رحمته ورأفته وسائر أسمائه.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل من الضروري لكل شخص أن يجعل له مرشداً ويتبعه كي يأخذ منه العلم أم أن الكتب كافية من أجل ذلك ولكم الشكر.
بالطبع لابدّ للإنسان من مرشد يتبعه ويأخذ العلم منه. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة/119/. وإنما العلم يكون بالتعلم.
الكتب إن طبقها الإنسان حين تدله على طريق الإيمان، وسلك بصدق يصل بدون مرشد، عندها يأتي دور المرشد المرتبط برسول الله ﷺ السراج المنير ليكمل له الطريق فيرتبط قلبه برسول الله المنير ويستنير فيرى الخير من الشر ويسلك بحياته على بصيرة ويصل للجنات.
إلا أنّ العلم ينتقل عبر وسائل منوّعة وعديدة منها الكتب، فأقوال المرشد أو المعلّم تنتقل إلى طلاب العلم في أي مكان كانوا. فبإمكانهم أن يقرؤوا علوم هذا المرشد أو المعلم ويتعلّمون منه. ولم يعدْ بهذه الحالة للبعد أو القرب دور في هذا المجال. ولكن وبعد الإيمان الشهودي الحق لابدّ من مرشد يوصله للجنات.
ألا ترى أخي الكريم أنّ البعض في هذه الأيام يدرسون (وهم في بلدهم) في جامعات بعيدة عنهم عن طريق المراسلة أو الإنترنت أو غيرها. ويحصلون على درجات عالية وشهادات! ولكنها دون شهادات من سافروا أو تعلّموا من أساطين الطب فهؤلاء على يقين وتجارب عملية وخبرة وثقة ويفيدون الفائدة الصحيحة.
إذن: الإيمان بالله تعالى يتم لطالب ربه أينما وحيثما كان أو حلّ وارتحل إذ الكون العظيم السائر بالكمال كتاب يقرؤه ساكن الحضر والمدر، وقاطن القطب وإفريقيا الاستوائية دون مرشد بشر، إذ الكون كتاب مفتوح للعين وللحواس صنع صانع عظيم وربّ كريم خالق للكون ولنا، فمن يطلب ربّه بصدق يره كما رآه أبونا إبراهيم عليه السلام وكما توصل أهل الكهف دون رسول ولا مرشد ولكن كي يصلوا لجلال وجمال وأسماء الله الحسنى التي بها الجنات العلا.
لابدّ من رسول أو مرشد عظيم يبلغه أسماء الله العظمى ويدخل جنّاته تعالى الحسنى وينال بمعيّته من الله تعالى عطاءات أسمى و أعلى وأغنى مما في الكون المادي من لذائذ، عندها وقد أصبح في الجنة بمعيّة أهلها فهو يخلد بهذه الحقائق و لا ولن تغرّه المظاهر الخدّاعة عن طريق الاستقامة والسمو فهو في الفضيلة والإنسانية والكمال دوماً سادر، هذا هو حقاً الإنسان المفكّر، هذا هو الرجل، هذا هو الإنسان الذي توصّل لربّه واستأنس به ونال الجنات وقد غدا يرفل بثياب الإنسانية لا يصدر عنه إلا الخير فيستأنس به كل مخلوق إذ شلح ثوب الحيوانية والشيطانية وازدهى بثياب الإنسانية الحقّة قولاً وعملاً فهو مع الله خالق المخلوقات، فلا يمكن أن يؤذي أحداً و لا نملةً فهو بذا السعيد والحقيقة أننا للسعادة كلنا خلقنا وهذا الإيمان والتقوى طريق السعادة والجنات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤالين أود الإجابة على كليهما إذا كان ممكناً:
ورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه القول: ((إن هذا الدين عميق فتوغلوا فيه برفق))، فما المقصود من قول سيدنا عثمان رضي الله عنه؟ فمن هذا القول قد يخطر على بال البعض أن يتروّى في تطبيق أمور الدين وأن لا يحمِّل نفسه شيئاً، وقد يجعل النفس تحاول الهروب من سلطان الدين (والنفس أمارة بالسوء). فالقول يبدو أنّه قد قيل لمن يحاول أو يريد أن يطبق قوانين الإيمان (هذا ظاهره). أفيدونا بما أمدكم الله به من علم.
ملاحظة: أنا أحب أن أسألكم ولكن أستحي من كثرة أسئلتي فأخاف أن يكون سؤالي فقط للسؤال فأرجو إبداء الرأي في هذا الاستفسار فعسى أن انتفع بسؤالي.
أخي: ألا تذكر كيف أن الصحابة شدّوا على أنفسهم ليصلوا بسرعة فمنهم من حرم على نفسه الطعام ومنهم من حرم على نفسه النساء ومنهم من أراد صيام الدهر وجاءت الآيات بالصيام تنهاهم عن تلك الشدة التي ألزموا أنفسهم بها لسرعة الوصول فأعادهم تعالى إلى حقوقهم بالآية بسورة البقرة الآية 187: {عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ}: وكانوا أول الأمر بعد الإفطار يتمنعون عن نسائهم والأكل ويحرمون أنفسهم من حقها. {فَتَابَ عَلَيْكُمْ}: أعادكم إلى حقكم. {وَعَفَا عَنْكُمْ}: خلَّصكم من هذه الشدة التي ألزمتم أنفسكم بها.
كذا من يريد أن يدرس العلوم ويصل إلى الدكتوراه بأيام أو أشهر أو سنة هل يصل! إن شدّد على نفسه أكثر من طاقتها أهلكها ولم يبلغ الهدف. وهناك أحد أبطال العالم شدّد على ابنه بالتدريب رغبة أن يحل بالبطولة مكانه والغلام وعمره لم يبلغ الثالثة عشر وكان مطيعاً لذا وأثناء التدريب القاسي سقط على الأرض ميتاً لا حراك فيه.
وفي الحديث الشريف: (إنّ المُنْبَت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى): وهو الذي يشد على راحلته فيضنيها ويجبرها وفي منتصف الطريق تهلك من النصب والتعب وتقع ميتة فينقطع بالطريق ومعه بضاعته فلا هو أرضاً قطع ليصل إلى بلده ولا ظهراً أبقى إذ أمات راحلته.
إذا كان العلم البشري القاصر تجاه علم الله العظيم يدرس فيه الإنسان ما يزيد عن عشرين سنةً ليأخذ فيه شهادة دكتوراه فهل إذا شدّ على نفسه بكثرة الدراسة والمطالعات الليل والنهار أيمكن الوصول بأشهر!
هذه علوم دنيوية ظاهرية فما رأيك بعلم الله العظيم ووسعته الذي وسع السموات والأرض ومن فيهنّ! هل يصل إليه ويحيط به بإنهاك نفسه وربما يفقد صحته فيخسر كل شيء!
إذن: (إنّ هذا الدين عميق).
أي واسع لا حدّ له ولا انتهاء وكلّه خيرات (فأوغلوا فيه برفق): أي بتؤدة ونظام وأوقات محدّدة تتلقّى نفسه فيها العلم من أهل فلا تطول كثيراً خشية الملل ووقت محدّد للمراجعة ووقت للتطبيق أي درجة فدرجة فيصل لذرى المعالي لا قفزة واحدة قد تؤدي إلى الهلاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو:
ما هي أكثر الأعمال التي تكسب النفس ثقة برضاء الله عنها؟ وهل تكون الصدقة علاجاً لكل أمراض النفس من حب المال والشهوات الدنيوية الأخرى؟ نرجو منكم الإجابة جزاكم الله عنا كل الخير. والحمد لله رب العالمين.
الأخ الكريم حفظه المولى آمين.
بالنسبة للأعمال التي تكسب النفس ثقة برضاء الله عنها فهذه الأعمال إنما تكون بحسب نفس الإنسان وما تميل إليه وما تهواه.
فبعض الناس يميل إلى المال ولا يحب التفريط به، فلذلك تجده بإنفاقه مبلغاً من المال ولو كان صغيراً فإنه يجد نفسه قد قامت بعمل غير قليلٍ بنظرها، كما تجد نفسه أيضاً قد وثقت من رضاء الله عنها في صلاتها؛ وتشعر نفسه أيضاً بحلاوة القرب من الله في صلاتها وكل ذلك إنما كان بناءً على هذا العمل الذي قام به هذا الإنسان رغم أنّه صعبٌ عليه لكنه جاهد نفسه به.
وبعض الناس لا يرغب في المال إنما يميل إلى الراحة ولا يحب صرف الجهد والمشقة فإذا ضحّى براحته تجاه مساعدة إخوته في الإنسانية، فهو إنما يكسب ثقة بنفسه من رضاء ربّه عنه ويقبل بوجهه على الله في صلاته.
وقل الأمر مثله في جميع الأعمال وحالات الإنفاق والتصدق والعطاء؛ فكلّما كان الشيء محبّباً إلى النفس أكثر، كلّما كان الإنفاق منه والتصدق به وجهاده ومقاومته يكسب النفس ثقةً أكبر برضاء الله عنها. وكلّما كان العمل الصالح وعمل الخير والإحسان مكروهاً إلى النفس وتنفر منه النفس وقاوم الإنسان هذه الكراهية وهذا النفور وقدّم من صالح الأعمال هذه؛ فإنّ نفسه ترى ذاتها مقبلة على ربّها بوجهها لا يقف بينها وبين ربّها ستر ولا عائق ولا حجاب. قال تعالى {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران، الآية (92).
ولكن الحقيقة كل الحقيقة أنّ الإيمان هو الأصل الذي يبنى عليه العمل الصالح وبه تجدي الصدقات، فإن تصدّق المرء فكسب ثقة جعلته ينهض للإيمان فيؤمن وذلك باتباع خطوات أبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم العظيم فتجدي الصدقات الجدوى التامّة الكاملة المطلوبة لأنّ المرء بعد الإيمان ينتقل إن ظلّ مثابراً إلى التقوى وهي الاستنارة القلبية بنور الله. لقد أجدت الصدقات وفتّح هذا الإنسان فهو يدعو إلى الله على بصيرة وهو من أهل الإحسان وهي أعلى المراتب، كما بالآية الكريمة {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} سورة البلد.
أمّا إن تصدّق ولم يثابر على طريق الإيمان (وطريق الإيمان مبين عندنا بدلالة العلّامة الكبير محمّد أمين شيخو قدّس سرّه) فتكون الفائدة آنية والأجر محدود.
أمّا إن كانت الصدقة سبباً للإيمان والصلاة الشهودية الصحيحة فهذه تغني: {..إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ..} سورة العنكبوت، الآية (45).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لدي سؤال قد دبّ في قلبي حالة الاستغراب والدهشة والذهول:
سيدي الكريم بالنسبة للحجامة: فلقد سمعنا بآذاننا. ورأينا بأعيننا، والتمسنا ولمسنا فوائدها وشفاءاتها.. سمعنا الإذاعات (عربية وأجنبية)، ورأينا المجلات والصحف، ورأينا أيضاً من خلال المجاهر والفحوصات الطبية وأقوال الأطباء؛ رأينا الدم الفاسد يخرج من جسد هذا الإنسان الذي لربما قد يرضى بالموت بدلاً من أن يعيش معيشة مؤلمة كريهة مليئة بالضجر والوجع والقلق والرعب، فها هو يتخلص من صخرة ضخمة كانت تضيق على صدره. فمنهم من يُشفى من مرض الناعور ومنهم من يُشفى من مرض الشلل ومنهم من يُشفى من السكري ومنهم يُشفى من العقم ومنهم يُشفى من الشقيقة ووو... (فيا ربّي: كم أنت رحيم بعبادك! ويا نبيّنا يا عظيم عليك أفضل الصلاة والسلام والتسليم: كم أنت رحيم بأمتك وببني البشر!!!).
والسؤال سيدي الكريم: من خلال تصفحي لكتب العلّامة محمد أمين شيخو وجدت أن هناك دواء آخر. ألا وهو(الصدقة) بحديث سيدنا محمد: (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطَّى الصدقة) وطبعاً المرض هو نوع من أنواع البلاء. وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة). حيث أن الشفاء بالصدقة متوقف على الإنسان ذاته بحسب صدقه بالطلب. وبالتالي ينبغي على الطالب من الله بأن يشفي علله الجسدية أو حتى النفسية. أن يكون مؤمناً وصادقاً بإيمانه. ولنعود الآن الى الحجامة: فقد عمّت فوائدها الشرقيين والغربيين مسلمين أم غير مسلمين. الصالحين والطالحين... فيا سيدي الكريم: أوَ حقّا الصدقة دواء مخصص للمؤمنين؟ والحجامة للجميع؟ أوليس القرآن لكل العالمين؟ أوليس كلام النبي "الطبيب الأول" لكل البشر؟ فإذاً لماذا كان شرط الصدقة هو صدق الإنسان، ولم يشترط هذا الشرط في الحجامة؟
أفتوني بالله عليكم، وأرجو أن تتكرموا عليّ بتوضيح الفرق بين الدوائين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(إنما الأعمال بالنيات) والأعمال الصالحة لا تكون إلا بعد الإيمان، حيث تكون خالصة لوجه الله تعالى، والمؤمن يعلم أن ما أصابه مما كسبت يداه وأن الغاية من هذه المصيبة تكفير وترقية ولكيلا يغفل أو يطمئن إلى الدنيا ويتوب إلى ربّه، إذ لابدّ له من عمل سيّئ سبق ووقع منه خطأ فعاد عليه شره، لو لم يعمل لما أصابه. المؤمن من حصلت له الهداية الحقّة فآمن بلقاء الله ومشاهدة وجه الله فأقبل عن طوع وبدافع ذاتي، يعمل لإرضاء الله عندئذٍ يشاهد الخير من الله لقاء عمله والعدل الإلۤهي، ويلمس الرحمة والحب تسري في الوجود كله. قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} سورة البقرة: الآية (155-156).
قالوا: {..إِنَّا لِلَّهِ..} التفتوا للإلۤه حيث أصابتهم مصيبة فجعلتهم يلتفتون للإلۤه، لِمَ (يا رب) أتتني هذه المصيبة عندها يسري النور الإلۤهي لنفسه فيشاهد ذنبه ويعلم جرمه، عندها يقول: {..وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، أي: بالتوبة وعدم المخالفة، {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ..} بهذا الصبر الذي صبروه وبالتوبة التي تابوها نزل عليهم التجلي الإلۤهي، وأتاهم العطاء بعد الشفاء والإكرام الإلۤهي، فانساحت نفوسهم في بحور الأنوار والمجد والجلال الإلۤهي، فهم عندها في الحقيقة وفي الجنات يرتعون {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} وأصبحوا من أهل البصيرة والاستنارة الدائمية، لقد علموا حقيقةً: أن المصيبة تُصيب الهدف، وأن هذه المصائب كي يلتجئ هذا الإنسان لربه ويفكِّر لِمَ بعثها تعالى له؟ ويفتّش عن تفريطه في جنب الله فيرى ذنبه ويتراجع عن غيّه تائباً مستغفراً لذنبه. وتأتي الصدقة دلالة على صدقه في عهده مع ربِّه فيشفى مما أصابه وتزول عنه مصيبته حيث تشفى نفسه من العلة التي كانت سبباً للمصيبة ويقبل على ربه بما حصل في نفسه من ثقة تجاه صبره وتضرعه، كما سبق وقلنا في شرح الآيات السابقة وما قام به من عمل إحسان بالصدقة التي قدمها لوجهه تعالى..
أما الذين لا يريدون إلا الحياة الدنيا فالله يعطيهم من الدنيا "ما يشاؤون" حتى ولو أنهم دفعوا النفقة على نية الشفاء مما يصيبهم فالله يشفيهم، فقد نالوا أجرها بشفائهم، ولكن ليس لهم في الآخرة من نصيب، قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} هود 15 .
فكيف تقول لا تنفع غير المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم عندي استفسار هام وضروري بالنسبة لي وأود بشدة أن تجيبوني عليه:
في مقاطع الفيديو الخاصة بالحجامة تظهر أول المقطع صورة امرأة تمشي في الشارع كاشفة عن وجهها وأخرى كاشفة عن رأسها وأنا لا أقصد النساء المريضات اللاتي ظهرن بل اللاتي يمشين في الشارع مع الناس وسؤالي: ما هو الداعي الذي جعلكم تظهرون هؤلاء النساء في هذا المقطع؟ هل ظهورهن ضروري ولماذا؟ أليس أنتم من يذكر في كل مناسبة أن كشف الوجه حرام وتضعون الأدلة القرآنية المناسبة؟ كيف تظهرون صور نساء في مقطع يظهر فيه علّامتنا الكبير وابنه صلاح الدين والأستاذ عبد القادر؟ أعتذر لأسلوبي وأنا من أشد المحبين لكم ولعلّامتنا الكبير أمين شيخو قدس سره ولكن ماذا أقول لشخص رأى الفيديو وقال ما قال؟ وماذا أقول لنفسي؟
الحجامة طب نبوي {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : 107]، ونحن كنّا في الشام نصارى وهدانا الله للإسلام والفرس كانوا عبدة النيران وكذلك هداهم الله للإسلام ونحن نأمل أن يهدي الله الناس جميعاً للحق. وقد لاقت الحجامة رواجاً عظيماً عند الأخوة النصارى في وادي النصارى وقراه بأسرها وفي كنائس الشام وحلب واللاذقية بسبب الشفاءات المذهلة، وذلك عين ما حدث عند الأخوة الدروز وتقبلها جميعاً بقبول حسن، فكانت شفاءاتها لا تحصى فالحجامة لكل الناس وليست وقفاً على أحد فالمسلمين والنصارى والدروز والصابئة أينما كانوا في أي بلد وأي مصر على وجه الكرة الأرضية، أوربا، إفريقيا، أمريكا، واستراليا... تحقق بها الشفاء ضمن الشروط الصحيحة التي بيّنها العلّامة الجليل والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، ونفعك لمن هي غير متحجبة خير وأفضل فلعلها تقتنع بحديث رسول الله ومن ثم تتحجب "والشطارة أن تهدي إنساناً من الخمارة" وإن الله يحب أن تؤتى عظائم الأمور ومن الأفضل الغض عن السفاسف نرجو الله أن يهدي كافة عباده وأن يدخلهم في رحمته مع شكرنا على هذه العاطفة القيّمة ونواياك الخيّرة.
بسم الله الرحمن الرحيم هل صحيح أن السيد المهدي قال أو سيقول: آمنوا بالله تعرفوني.
الإيمان بالله أساس تُبنى عليه التقوى والبصيرة فإذا فتّح الإنسان ولم يعد أعمى القلب فهو يشاهد حقيقة رسوله العظيمة فتكون صلاته شهودية حقيقية تُشفى نفسه من الأدران وتزول عنها الحجب الدنية، فيرى بنور الله الحقائق والإيمان كمال الإنسانية إذ تتم بعده الأعمال الصالحة التي تجعله من أهل الجنّة فإن كانت نسبة القول التي ذكرتها إلى السيد المهدي أم لم تكن عنه، فهي حقيقة ثابتة لا مِراء فيها لأن الله في القرآن الكريم يبشر المؤمنين بالنصر، ويدافع عنهم ويدخلهم جنّات، وفي الحديث الشريف بني الإسلام على خمس أولها الإيمان كذلك المؤمنين هم الذين يفهمون قول رسول الله أي قول الله: {..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} سورة فصلت 44، والمؤمنون على كافة الأزمان وعند كافة الرسل هم الذين عرفوا رسل الله وأيدوهم فلا يعرف حقيقة رسول الله إلا المؤمنون أما من كانوا يدعونه في الجاهلية أبا الحِكم "أبو جهل" هذا لم يعرف حقيقة رسول الله بينما عرفه الذين آمنوا كأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.. وغيرهم وأيدوه وناصروه إذ عرفوه وقدروه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
وكل عام وأنتم بألف خير: أودّ فقط أن أسأل بخصوص {قصة النذر}:
سيدي الكريم: إذا كان المرء مصمّماً على أمرٍ ما، وكان صادقاً في طلبه وكان هذا {الأمر..} بالنسبة له {وسيلة} لعمل الخير والدخول في ساحة الأعمال الخيّرة والخوض في طريق نفع الناس... إن كان ذلك حقّاً واتّبع نفس الطريقة التي نطق بها سيدنا العظيم أمين بيك للرجل الذي لا ينجب أطفال.. فهل يا سيدي يتحقق مراده؟
باختصار: إذا كان الشخص يتمنّى أمراً ما وعاهد ربه {من ذاته لذاته} بأن يكون هذا الأمر خالصا لوجه الله الكريم. هل يتحقق؟
أتمنّى أن يُفهم سؤالي.. وأرجو بيان الطريق الواجب اتباعه للوصول إلى الهدف الذي هو بحد ذاته وسيلة لفعل الخير.
أولاً: الحقيقة {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: تبْ إلى الله يرفع عنك البلاء، والنعمة لا تزول عنك إلا إذا غيَّرت، إن غيَّرت تغيَّر عليك. على حسب حالك يعطيك بكل لحظة، كل ساعة، كل يوم. غيِّر ما في نفسك يغّير الله لك الأمور ويجعلها بما يرضيك ولكن {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}: حتى تعرض عن شهواتك من نساء أو مال أو جاه وكل شيء لك ميل فيه، إن أنفقت منه فذلك له أثر كبير في نفسك، إذ يولد ثقة في النفس تجاه ربّها فتقبل عليه.
فمن الناس من يحب المال (كقصة النذر) عنده الملايين ولا يستطيع أن ينفق ليرة واحدة، فعندما نوى التضحية بالغالي على نفسه تجاوز العقبة التي كانت تقف بينه وبين أن يمنحه تعالى ما أراده÷ وقد أراد ولداً فرزق به، فلما نكث وعاد لتلك الشهوة المستحوذة على فؤاده، عادت عليه الشدّة ومات ولده. فأمثال هذا المال أغلى شيء على أنفسهم أغلى من النساء وأولادهم وعرضهم وجاههم... إن أنفقوا منه زال المسبّب للبلاء. ومنهم يكون له ميل في النساء إن جاهد نفسه حق الجهاد غيّر عليه تعالى عسره يسرى، ومنهم من يحبّ الجاه والتكبّر إن لم يضحُّوا بجاههم فلن ينالوا الخير، كذلك فكل إنسان وما لم يبذل الغالي ويضحي بالشيء الثمين من مال أو جاه أو علم فلن تثق نفسه بإحسانها ولن تُقْبِل. إذن بالنذر والعمل العالي تتولد الثقة بالنفس فتقبل على الله وتنال الكمال. {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ}: لا يضيّع شيئاً. إن ما صار لك إيمان بأن الله عليم بك لا تنفق، إن ما أنفقت لا تنال الخير من الله تعالى. اسعَ لتكن لك ثقة أن الله عليم بذلك.
ثانياً: أما الطريق الواجب اتّباعه للوصول إلى الهدف الذي هو بحدّ ذاته وسيلة لفعل الخير.
فهو بما أمر الله رسوله: {قُلْ صَدَقَ الله..} آل عمران: 95: ربْطها بآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} آل عمران: 92: إنْ ما أنفقت من شيء له قيمة عندك وتحبه وأنفقت منه لا تحصل لك ثقة. إعراضك عما تحب مما هو محبب إليك بقدر ما له قيمة عندك يحصل لك الإقبال على الله. وقد حبَّب الله لك الدنيا وزيَّنها ليحصل لك بالإعراض عنها إقبال وثقة: فالدنيا فيها خير عظيم وشقاء عظيم. إن استعملها في وجهها نَال الخير العظيم. وبالعكس حتى تستطيع أن تزهد بالدنيا وتلقي بها: {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}: سيروا بما سار عليه: لما فكَّر بالتربية واهتدى إلى الله صار له حبٌّ وميل إلى الله، رأى فضله، حنانه، وإحسانه. سر بهذا ليحصل لك رؤية فضل الله وإحسانه لتحب الله، وعندها تنفق مما تحب. لكي يعرف الإنسان الحلال من الحرام من اللازم أن يسير كما سار سيدنا إبراهيم، من اللازم أن يكون له حب بالله. فالسبب بذكر سيْر إبراهيم عليه السلام أنه كان بين قوم كلّهم جهّال يعبدون الأصنام لكنه فكَّر "شغّل تفكيره" فقال: هذا الكون له مربي، فالشجرة تحتاج لهواء ولمطر، فمن خلق الهواء؟ من خلق المطر؟ لابدّ من مربي يمدُّ كلاًّ بما يحتاج. رأى كوكباً.. القمر.. الشمس ثم اهتدى. فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام : 79].
التربية توصل للمَلِك وللإلۤه: فإن آمنت بلا إلۤه إلاَّ الله استقمت فتولدت بنفسك ثقة تقبل بها وتجعلك تشتقُّ طهارة وكمالاً من الله يجعلك تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد أهل الكمال فتعشقه وتقبل معه على الله فترى كمال الله، حنانه، رحمته.
وهذا هو الطريق الواجب اتباعه للوصول إلى الهدف الذي هو بحد ذاته وسيلة لفعل الخير وهو الوصول إلى التقوى حيث ترى الخير خيراً فتأتيه وترى الشر شراً فتجتنبه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}الحديد (28).
فلا خير إلا بالله فإن آمن الإنسان أصبح أهلاً لفعل الصالحات.
أخيراً:
يتحقق مراد من تمنى أمراً وعاهد ربّه صادقاً و ونذر أن يضحّي بالغالي والنفيس على قلبه من مال أو جاه أو نساء... و بدون أدنى شك يتحقق {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام : 115]، اصدق يعدّل لك أوضاعك ويعدّل لك الأمور بما تحبّ ويحب..
ولمن أراد الاستزادة يمكنه الإطلاع على (قصة النذر) الحادثة الواقعية التي جرت مع العلّامة قدّس سرّه والتي كان الاستفسار عنها.
السيّد الفاضل دامَ عزّكم السلام عليكم: ما المقصود بقول الله تعالى: {واتّبعوا من لا يسألكم أجراً..} فهل هم العلماء والمرشدون؟ إن كان كذلك. فمن أين يحصل العالم أو المرشد على مصدر رزقه؟ وهو منذ فترة شبابه قد توجّه لطلب العلم وركب المخاطر وصعد الجبال... في سبيل الحصول على العلم الذي يمكنه من أن يصبح عالماً. ورأينا أنّ علّامتكم السوري محمد أمين شيخو قد درس في كلية عسكرية وليس دينية. ومع ذلك قد فاضت وما زالت تفيض أنهاره المحمدية فيتشرب منها القاصِ والدانِ... وأنا مستغرب كل الاستغراب أنها مجاناً أي بدون مقابل مادي أو مالي مع أنها علوم قيّمة لكل طالب حق.
أرجو توضيح هذه القضية والتوسع في شرح الآية السابقة، وجزالكم الله خيراً.
يقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة الآية 60: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}: من ليس عنده مال، ومن لا يكفيه وارده. {وَالْمَسَاكِينِ}: الضعيف عن الكسب "العاجزين". {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}: من يشتغل لصالح الدولة، أصحاب الوظائف. {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}: ليقوى إيمانهم ممن أسلم حديثاً. {وَفِي الرِّقَابِ}: الأسرى، فك العبيد. {وَالْغَارِمِينَ}: المكسور عليه ديون، المدين المكسور. {وَفِي سَبِيلِ الله}: الجهاد. {وَابْنِ السَّبِيلِ}: المسافر المنقطع، والمنقطع. {فَرِيضَةً مِنَ الله}: لهم. {وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: عليم بقلوبهم وما يناسبهم.
علماً أن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين وليس للرسل فقط.
حاشا لله أن يحيج مؤمناً ليمد يده فيكون ذليلاً لأنّ العزّة له برسوله وبالله.
أما الذين تفضّلت بذكرهم يوظّفون عادة ويأخذون رواتباً فكرامتهم محفوظة فلا يمدّون يد الذل إلى أحد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإنسان عندما يؤمن تخرج النفس من الجسد مباشرة، وهل يرى عن طريق النفس كما يرى في العين أم النفس ترى الحقائق فقط؟ ولكم الشكر.
الإنسان عندما يؤمن بالله ورسوله الإيمان الحق كإيمان سيدنا إبراهيم عليه السلام المشروح بالقرآن تعرج نفسه بمعية إمامه، أي: نفس إمامه الشريفة صلى الله عليه وسلم "والصلاة معراج المؤمن" وهذه هي الشفاعة الحقيقية فترى الحقائق بنور الله الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم، والرؤية القلبية النفسية أقوى وأسطع من الرؤية بعين الرأس. رؤية يقينية أشد من رؤية النفس باليقظة بعين الرأس ورؤية النفس بالمنام بدون عين الرأس. فنور الله ورسوله أقوى وأشد من الرؤية بأشعة الشمس ولا توقفها الحجب المادية ولا الموت.
تتم بشفاعة أو صحبة نفس المؤمن المصلي بنفس السراج المنير صلى الله عليه وسلم وتبقى النفس مبصرة بعد الموت وبالآخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بما أن الهدف من مجيء الإنسان إلى هذه الحياة الدنيا تعويض خسارته في عالم الأزل... فالأطفال الذين يموتون قبل سن التكليف هل حملوا الأمانة أم لا؟ وإذا كانوا قد حملوها فما الحكمة من مجيئهم إلى هذه الدنيا؛ علماً أنهم لم يقدّموا شيئاً للنجاح في الحياة الدنيا؟
بالنسبة للأطفال "الولدان المخلّدون":
- حملوا الأمانة ولكنهم نكثوا وما عاد عندهم طريق للرجعة أبداً.
- أما وجودهم في هذه الدنيا فخير، إذ من بعدها يصبحون ولداناً مخلّدين لآبائهم، فالله يُكسِّب الآباء بتربيتهم وبالصبر على فراقهم، والأبناء "الولدان" أعطاهم جنّة حيث أنهم رضوا بحمل الأمانة وغيرهم من المخلوقات لم يحملوها ولو عاشوا بعد سن التكليف ولو حاولوا الإيمان والاستقامة فلن يستطيعوا لضعفهم بل سيُفْسِدون ويَطْغون طغياناً ما سبقهم به أحد من العالمين، وبطغيانهم سيخلدون في النار الأبدية وهو ما لا يرضاه تعالى لهم إذ ما عرض الأمانة بالأزل إلا لمنح السعادة الكبرى الأبدية لا للنيران فلم ينسَ تعالى قبولهم بحمل الأمانة رغم أنهم نكثوا فهو سبحانه لا يضيّع للإنسان مثقال ذرة.
فأعطاهم جنة واحدة، لا جنات كجنات المكلفين وجعلهم يخدمون أهل الجنة فيثبتوا بخدمتهم ومَنَحهم من فضله.
(لماذا خلقنا الله في هذا الزمان الصعب زمن الفواحش والسفور ولم يخلقنا في زمن الرسول ﷺ؟ فلو خُلِقنا في زمن الرسول لكان وضعنا الإيماني أفضل أو يمكن أن نكون من الصحابة الكرام..) هذا السؤال نشأ في نفسي وأعتقد أنه موجود في ذهن أغلب الناس، وأنا وجدت إنسانا عظيما أجابني إجابة منطقية صاعقة، تبين فيها رحمة الله بنا وما كان سيحل بنا لو خلقنا في ذلك الزمن ولكن وضعت هذا السؤال لكي تردوا على من يفكر بهذا السؤال كما كنت أنا مع جزيل الشكر لكم.
يقول سبحانه وتعالى: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار..} سورة القصص، الآية (68): ويختار للإنسان ما فيه خيره وصلاحه. {..وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ..} سورة الزمر، الآية (7)، فلو خلقنا في زمن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم زمن الصادقين العظماء المخلصين لكان وضعنا كوضع المنافقين (لا سمح الله).
ذلك الزمان فيه التفاني والإخلاص والإيثار بأجلى معانيه، فيه العبادة الكاملة بأسمى صورها، فيه التقشف والصبر، فيه الزهد الحقيقي، فيه الجهاد العظيم وحمل السلاح وفتح البلاد وقلوب العباد، حقاً لقد كان الصحابة الكرام: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}: سورة النور، الآية (37). لقد كان الصحب الكرام تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم، لقد كان الصحابة الكرام يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتلون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار. وكانوا وكانوا... وهكذا مهما عدّدت من صفاتهم رضوان الله عليهم ستجد نفسك عاجزاً عن الإحاطة بما اتصفوا به رضوان الله عليهم من صفات الكمال.
أمّا إذا نظرت لوضعنا الآن لن تجد رجالاً بهذه الصفات إلا من رحم ربّي. وهكذا، فمع وضعنا الآن لو قدّر لنا أن نكون في ذلك العهد لكنَّا أشبه بالمنافقين. بل لما استطعنا أن نقوم بالكثير مما يقوم به هؤلاء الرجال، ولما زدناهم إلا خبالاً ولأوضعنا بينهم الفتن وارتكبنا آثاماً لا تحصى. أو ربّما اتهمناهم بالغلو في العبادة، وبالجنون، وربّما لم نسر بسيرهم أبداً، بل لكذّبنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وربّك رحيم وحكيم ومن رحمته بنا أتى بنا في هذا الزمن المناسب لوضعنا، وصدقنا وعبادتنا وطاعتنا.
ونضرب على ذلك مثلاً:
الأستاذ في المدرسة تجد أنّه أحيانا يفصل بين الطلاب المجتهدين والمقصّرين فيجعل هؤلاء في صف والآخرين في صفّ آخر. فلم ذاك؟
إنّه من خوف الأستاذ على الطلاب المجتهدين أن يؤذيهم الطلاب الكسالى بكسلهم وتهاونهم في دروسهم يفصلهم عن بعضهم ويجعل كلاً منهم في صفّ.
وأحياناً ينصح أهل الطالب المجد ابنهم بأن لا يمشي مع الطلاب الكسالى، حتى لا يلهيه هؤلاء عن جدّه واجتهاده.
فمجيئنا في هذا الزمن فيه حكم عظيمة. علماً بأنّه من اجتهد من هؤلاء الذين أتى بهم سبحانه وتعالى في هذا الزمن وجدَّ وأعطى طريق الإيمان حقّه من الوجهة الصادقة والإخلاص الحقيقي لتفضّل سبحانه وتعالى عليه بفضل عظيم لم يتفضّل به على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. قال تعالى عمّن يأتي بعد الصحابة الكرام:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ، وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ..}: مثلهم سيكونون ومن نفس النوع الصادق هذا{..لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ..}: بالزمن، يأتي أناس عظماء وعلى مرّ الزمن من أمثال الصحب الكرام {..وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} سورة الجمعة، الآيات (2-4).
والأجر على قدر المشقّة، فالأجر الآن أعظم من الأجر في الزمان الماضي بكثير.
فليكن لديك أيها الإنسان همّة عالية واهتمام بالحقّ وسلوك طريق الإيمان الحقيقي الذي سلكه الرسل الكرام وصحبهم العظام، والله لن يترك عملك وسيضاعف لك أجرك، وينيلك أحسن الجزاء.
يتَّهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة. فما هي مكانة المرأة في الإسلام؟
الرجوع لكتاب: (لمَ الطلاق ولمَ الحجاب ولمَ أكثر من زوجة يا إسلام) لفضيلة العلّامة الجليل محمد أمين شيخو، الموجود في كافة مكتبات القطر السوري ومكتبات مصر الشقيقة.
ويفضَّل أخذ الكتاب من الموقع الالكتروني، وهذا أسهل.
وكلا الطريقتين توصلان لنفس الهدف ولكن هذا أسهل.
هل اسم (أليسْ) حرام أو حلال؟ أريد أن أسمّي ابنتي هذا الاسم.
الاسم لا يقدِّم ولا يؤخِّر، ولكنه يؤثِّر على المسمَّى.
في الإسلام للولد حقُّ على والديه بتسميته أو تسميتها اسماً حسناً مقبولاً ذا معنى لطيف بين الناس لأن لكل مسمّى من اسمه نصيب، والمسألة بالتسمية ليست بأهواء الإنسان وما يحب وما لا يحب بحق مخلوق ثانٍ، ومتى استعبدتم الناس وقد وُلِدوا أحراراً. ولكن المسألة بالصالح والأصلح وما يُكسَب به رضى الله ويجازى عليه بالآخرة الجزاء الحسن، وخير الأسماء ما حُمِّدَ وعُبِّدَ، وما شابه ذلك.
ما علاقة الشيخ عبد الهادي الباني بالعلّامة محمد أمين شيخو وعلاقته بالمحقق عبد القادر الديراني؟
الشيخ عبد الهادي الباني صهر العلّامة محمد أمين شيخو زوج ابنته وقد اختارته الحلقة ليكون لهم شيخاً بعد انتقال العلّامة.
وعبد القادر كان مريداً عند العلّامة وقام بنشر بعض من علومه الربانية لينتفع الناس بها.
ما رأي سيادتكم فيما تذهب إليه السيدة مريم نور بأنه لا يوجد مسلم من العرب يعرف حقيقة الإسلام بالعلم، فقط أن الكل مشفر ومدين لمن سبقه دون إدراك لحقيقة الإسلام وهي تطلب تحدياً لمن يدعي أنه مسلم بالعلم لا بالتقليد والاتباع.
أما أنا فالحمد لله فقد أسلمت وآمنت بالعلم ووصلت للإلۤه وشاهدت عظمته وجلاله وجماله حين صدقتُ بطلبي وتصميمي وفعلت كما فعل أبو الأنبياء حبيبنا إبراهيم عليه السلام، اقتديت به فوصلت بأن نظرت بالصنع وجزمت بالطلب فوصلت للصانع من صنعه تعالى بآياته الكونية وشاهدت ألا إلۤه إلا الله، ثم اقتديت بمن سبقني في هذا المضمار الإيماني الشهودي العلي وهو العلّامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو قدَّس الله سره، الذي فتح الطريق وبيَّنه لمن شاء أن يسلم ويؤمن بالعلم، وذلك في بحث الإيمان من كتاب (درر الأحكام في شرح أركان الإسلام) وهذا الكتاب موجود في كافة مكتبات سورية.
والتعميم بأنه لا يصل أحد للإيمان ولا يوجد مسلم يعرف حقيقة الإسلام بالعلم، هذا التعميم لا ينطبق على الكل، أما الأكثرية فينطبق عليهم قولها، وقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]. ولم يقل تعالى الجميع كما هي تفضَّلت وقالت.
إذن: ليس الجميع، لأن للجنة أهلها ولجهنم أهلها.
السلام عليكم
ما رأي حضرتكم في آراء المفكر السوري د. محمد شحرور حول الإسلام والسنة النبوية والقرآن الكريم.
أتمنى أن يكون الجواب شافياً ووافياً وخاصة أن له كثير من المؤيدين ولكم الشكر.
د.محمد شحرور مدرّس في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق وأصدر كتاب حول الإسلام، اسمه: (الكتاب والقرآن)، وفي كتابه هذا حاول أن يفرِّق بين القرآن والكتاب وبين القرآن والفرقان، وحاول أن يقدّم مفهوماً عصرياً لحجاب المرأة في الإسلام، ومن ضمن كتابه فكرة يبيِّن فيها ما يجب على المرأة ستره من جسمها، وفسَّر معنى (جيوبهن) فقال: (إنها أماكن الثنيات والفتحات من الجسم، وهذه يجب سترها فقط).
لذلك أباح للمرأة من الناحية الدينية أن تصلي في المسجد صلاة الجماعة حتى ولو كانت (بالمايو)، ولكن من باب العادات الاجتماعية والأدب لا يجوز ذلك، بل تصلّي وهي ترتدي ملابسها، وذلك من باب العيب وليس من الدين.
كذلك أباح للمرأة من الناحية الشرعية أن تقف المرأة وتظهر عارية تماماً أمام أبيها وأخيها وجميع المحارم، ولكن من باب العيب لا يجوز ذلك وليس من باب الشرع والدين.
وهذه بعض الأفكار من كتابه نعرضها لك ونترك لك الحكم بنفسك، فاحكم أنت على هذه الآراء.
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذنب طفل صغير في مهده يتألّم آلاماً عظيمة، بل وحتى ما ذنب طائر صغير يسقط من عشّه على الأرض فيتلوّى جوعاً وألماً حتى يموت، ماذا فعل هذا الطير غير المكلَّف حتى يقاصص هكذا وهل هذه النفوس لها علاج بهذه الطريقة، وإن كان فعلى ماذا؟ فهل بنفوسها خبث مثلاً؟!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري وتسأل فالمصيبة أعظم.
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ..} [المائدة: 101]: أي حين ينزَّل في قلوبكم حينما تتقون لأن القرآن للأتقياء، فتستنيرون بنور الله، عندها ندرك حنان الله وحب الله بهذا الطفل وهذا الطير، أما إن كنت لا ترى إلا الصور ولا ترى الحقائق بعدُ "وإن شاء الله تعيش بعدُ فيها وتراها" وقبل أن ترى رحمة الله وفضله وعلمه وتستعجل بالسؤال قبل الإيمان والتقوى والاستنارة؟!
{..وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ..}: حينما تفتِّحوا، إن رأيتم مثل هذه الحوادث عياناً، ثم رؤية قلبية يقينية وشاهدتم حقائقها عندها تعلمون حكمتها وحنان الله وعطفه وحبه ورحمته فتزدادون إيماناً مع إيمانكم "هذه رؤية كل من اتقى"، فتحبون الله وترقون بعدها في جناته.
فيا أخي الكريم للأمور جميعها صورٌ وحقائقٌ، والصور تُرى بعين الرأس عن طريق الأنوار المادية كنور الشمس ونور الكهرباء.
ورؤية الحقائق تحتاج إلى نور أشد سطوعاً وأعظم إشراقاً من الأنوار المادية وهو نور المصطفى ﷺ، ترى عين نفسك الحقائق بهذا النور وترى حبَّ الله الكامل لك ورحمته شاملة الكون بأسره ويُحكِمُه بقوانين صارمة بالدقة، ليس نظام الكون بأجرامه ومجراته وشمسه وقمره فحسب، بل التسيير الإلۤهي الخيِّر والعدالة والرحمة الإلۤهية كما هي في السماء كذلك تراها النفس المستنيرة تعمُّ الأرض وتشمل جميع المخلوقات، ولا تظننَّ أن رحمة الله تتبدَّل إن رأيت مثل هذه الحوادث التي ذكرتها وأن عطفه تغيَّر.
لأن الذات العليّة قائمة على الكون بالقسط وبيدها نواصي الخلق تسيِّرها بالحق، وما من واقع يقع إلا من بعد إذنه، وله الحمد على كل ما يسوقه لعباده.
{..وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8]: أي بمقدار ما يناسب كل نفس، فالألم الذي تراه بعين رأسك هو نسبي على حسب استحقاق كل نفس، وهذا الطفل الذي في مهده يتألَّم ثق تماماً أنه لا يذوق طعم الألم بتاتاً لأنه لا ذنب لديه ولا إثماً اقترفه حتى يتألَّم بسببه، ولأن نفسه لم تلبس الدنيا وشهواتها بعد ولا معرفة لديه بالمعاصي والشهوات المحرّمة المخزية، فهو لا ذنب له إطلاقاً، صفحة بيضاء نقية، وتلك الآلام التي نراها بعين الرأس التي لا تُرى إلا الصور، وإن الصور لا تغني عن الحقائق شيئاً، أقول: ذلك الألم إن هو إلا علاج ومصيبة في الحقيقة لأهل ذلك الطفل ولأن قلبَي الأب والأم متعلِّقاً بطفلهما، فإذا استحق الوالدان مصيبة بما كسبت يداهما فتكون عن طريق طفلهما، وبذلك تكون المصيبة أنجع وتؤدِّي مفعولها المراد منها.
هذا كله في سبيل التوبة والرجوع إلى الحق، وكم وكم رأينا من أبرياء قد جرت معهم حوادث مروِّعة ونسألهم عنها لنتفاجأ بأنهم لم يشعروا بألم أثناء وقوع الحادث.
وعلى سبيل المثال على ذلك لا الحصر:
كان لي صديق في الطفولة، كان يسوق دراجة نارية وإذ تفاجأ بعربة أمامه وسيارة سدَّت عليه الطريق فاختار أن يصدم العربة وبعد ذلك أسعف إلى المستشفى، قمت بزيارته وسألته عن الحادث كيف جرى؟ فقال لي:
لا أدري إلا أنني اصطدمت بالعربة وحلَّقت بالجو وعمود الكهرباء أصبح تحتي فغميت، هذا آخر شيء أذكره وبعد ذلك وجدت نفسي بالمستشفى، ولم أشعر بأي ألم أو وجع رغم الإصابة القوية التي أدت إلى كسرٍ في الساق.
فالأطفال لا يألمون كما يألم الكبار، وكم يتعرَّضون لضربات ووقعات لو أصابت الكبار لكسرتهم، فضلاً عن أنهم يتعرَّضون لحوادث مرعبة، فالأمور نسبية كما ذكرنا، وكمثال على ذلك: ترى المجاهدين في المعركة ينعمون أثناء قيامهم بواجبهم المقدس، وهو الجهاد في سبيل الله "والجنة تحت ظلال السيوف"، وبالمقابل الرعب والهلع والأمراض النفسية تلمُّ بالعدو الباغي، والقتال هو ذاته على الطرفين إلا أنه لكل فريق مردود وحال نفسي على حسب أعماله ونواياه.
كذا الذبيحة التي يُذكر اسم الله عليها، فإن النعيم والسرور يغمر نفسها لحظة ذبحها وسماعها لذكر اسم الله، وينقلب ألمها المرعب نعيماً، رغم أن السكين تمشي على عنقها.
وهناك الأمراض مثل (الكريب) الذي يصيب عموم الناس، ترى أناساً يأتيهم ويمرُّ عليهم مروراً دون أن يشعروا به أو أن يتوقفوا عن عملهم، وآخرون يأتيهم هذا المرض ويطرحهم في فراشهم أياماً، وبعضهم بسبب نفس المرض يموتون على أثره. فكل إنسانٍ لا يأتيه إلا حسب ما قدَّم من أعمال أو على حسب ما كسب بنفسه من خير أو شر، فليس الأمر اعتباطياً بل بحكمة بالغة وبمقدار.
كذا الأطفال الصغار لا ذنب لديهم لذلك لا يشعرون بأي ألم، بل الذين يألمون آباؤهم الذين يحملون الذنوب وقلبهم متعلّق بأطفالهم، لذلك يأتي العلاج عن طريق الأطفال، أما الطفل فهو حيادي لا علاقة له، والرحمة الإلۤهية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل مهما اختلفت الصور والحوادث.
نحن نرى الصور، والحقائقُ غيبيةٌ، لنا مشاهدة الظاهر ولا ندري حقيقة الباطن، بل هو تعالى يتولّى السرائر بالقسط وهو تعالى قائم على كل نفس بما كسبت ولا ظلم بالكون لأن الله موجود وهو تعالى رب المشاعر لما يعود على المرء بالخير.
والحمد لله رب العالمين
الجميع يعلم أن المشروبات الروحية تستخلص من تخمير العنب وغيره، ونحن نستعمل في بيوتنا خلَّ التفاح وخلَّ العنب.
فما الفرق بين تحويل العنب إلى مشروب روحي وإلى خل للاستخدام في الطعام؟ كيف نميِّز بينهما؟ وما هي طريقة الصنع حتى لا يلتبس علينا الأمر؟ وهناك قول أننا إذا أبقينا خل العنب أو التفاح أكثر من أربعين يوماً ذلك حرام لا يجوز. ما صحة هذا القول؟
وجزاكم الله كل خير.
الحقيقة يبدأ التحريم حينما يغدو الشراب مسكِّراً فقط، فما أسكر كثيره فقليله حرام، لقوله ﷺ: (كلُّ مسكِّرٍ خمر، وكلُّ مسكِّرٍ حرام..).
ما اسم الملكين المكلَّفين بسؤال الميت بعد الممات؟ وجزاكم الله كل الخير.
اسم الملكين: (رقيب وعتيد) "شاهدان ينجِّحان دعوى بالقصر العدلي".
الرقيب دوماً يراقبه ويصوِّر حركاته وأعماله، والعتيد يجمع أعماله كلها.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
أستاذي الكريم عبد القادر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تسمحون لي أن أكون خادماً صغيراً لديكم وإنه لشرف عظيم لي فلطالما بحثت عن هذا النهج ولطالما بحثت عن مثل هذا البيان ولا يسعني والله إلا أن أقول الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
لماذا أمن الناس مكر الله وخاصة أولئك الذين نسألهم عن الساعة وهم في سكرة يعمهون، يقولون لم تأتِ اشراطها والله يقول: فقد جاء أشراطها ولم يبقَ إلا الذكرى، وهم يقولون لها علامات، والله يقول: لا تأتيهم إلا بغتة تبهتهم. لماذا لا ينظرون في كتاب الله، أم لهم كتاب فيه يدرسون، وهل إن تبرأت منهم كما قال الله تعالى: فقل لكم دينكم ولي دين، أكن مرتداً فقد خشيت على نفسي أن أكون ممن يأتيه عذاب يسحته بسبب المعارضة وما أكثرها وما أعظمها من معارضة وأمر بالفحشاء والمنكر، والله لا يأمر بها وقد تقوّلوا على الله ورسوله، كذلك يا أستاذي هل أكون منهم إن عاملتهم في أمور الدنيا والسلام.
أخي الكريم حفظك المولى آمين:
إن أشراط ساعة ظهور السيد المسيح قد تمَّ ظهورها كلها، والساعة قريبة جداً، من يطالع كتاب السيد المسيح يلوح بالأفق يعلمها، وهو في المكتبات.
ولكن وقت وقوعها لا يجلّيه إلا الله، ثقلت في السموات والأرض فويل لمن لا يؤمن قبلها ويعمل من الصالحات ما يحفظه من أهوالها عند وقوعها.
أما عن كل الأسئلة الأخرى التي سألتها، فارجع إلى كتاب الله وتعمَّق فيه تجد جواب أسئلتك جميعها لأن الله يقول: {..مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ..} [الأنعام: 38]. فارجع لكتاب الله تربت يداك.
عن حياة حذيفة شقيق هند زوجة أبي سفيان. لماذا لا يُذكر حذيفة مع العلم أنه من الصحابة الأجلاء؟
وهل شرط أن نعلم أسماء كافة الصحابة الأجلاء؟!
الله يعلمهم فأعدادهم كبيرة رضي الله عنهم.
الرسل العظام {..مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ..} [غافر: 78].
هل رؤية الأموات بالمنام حق أم قد يستطيع الشيطان أن يتمثَّل بهم وماذا يعني رؤية رسول الله محمد ﷺ بالمنام؟
الرجاء التبيان وجزاكم الله كل الخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرؤيا في المنام أنواع، فعلى من يريد أن يعرف تأويل الرؤى التي يراها في المنام سواءً للأحياء أو للأموات أن يقارن بين سلوكه وسيره وبين الرؤيا التي يراها، فالرؤى على أنواع:
1- إن كان الإنسان مستقيماً طائعاً ربه ومحسناً وسائراً في طريق الإيمان ورأى في نومه رؤية مبشّرة فليطمئن بالاً وليهنأ حالاً، فهذا دليل على الخير الذي يناله، فهذا منام تبشيري لكي يغزَّ السير.
2- إن رأى هذا الإنسان السالك سبيل الإيمان رؤيا مزعجة ومنغصة فليفتش في سلوكه فإن لم يكن هناك أخطاء لديه بل أعمال صالحة وإنسانية وإنفاق وبذل... فليعلم أنها من الشيطان أتاه في حين غفلته ليخيل إليه بتخيلات مزعجة، يريد أن يحزنه ويقطعه عن سيره الطيب ويشكِّكه فيه، فلا يعبأ بتلك المنامات وليواصل سيره بطريق الإيمان، فهي رؤى شيطانية فلا يعبأ بها، وليثابر على سيره الطيب، وليمت الشيطان بغيظه فهو لن يحوِّله عن الاستقامة وسلوك سبل الكرامة.
3- إن شذَّ الإنسان عن سلوك الطريق الصحيح وكان عاصياً {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14]. وهو أعلم بسلوكه من غيره من الناس وغلبه هواه ونفسه، ورأى في نومه أنه من أهل الجنة وأهل الخير والسعادة واستبشر بها، فليعلم أنها رؤية شيطانية أراد الشيطان أن يغرره ويوهمه أن سلوكه الخاطئ غير مؤاخذ عليه ولكي يستمر بالخطأ فليعلم أن هذه المنامات من الشيطان ليثبته بالانحراف وأخطاء الهوى ويوهمه أنه مسموح له ويعطي نفسه هواها ويبقى في الرذيلة ولا يغيِّر إلى الصلاح، فلا يعبأ بهذه الرؤية المبشرة ولينتبه لها وليغيِّر سلوكه إلى الصواب والخير.
4- وإذا رأى هذا العاصي والسادر في غيِّه رؤية مخيفة مزعجة فهذه له بمثابة إنذار ليرتدع عن ضلاله ويرجع عن غيِّه وعصيانه ويخشى النتائج المخيفة.
وإن كلَّ إنسان "بشكل عام" يستطيع أن يحكم على المنامات التي يراها سواءً كانت للأحياء أو للأموات، ويفهمها وذلك بمقارنتها مع سيره وسلوكه وهناك نوع آخر من المنامات يكون عبارة عن أخيلة لا رابط يربط بينها وإنما هي أضغاث أحلام لا ترمز لشيء ويكون هذا ناشئ عن ضيق نفسي بسبب فساد الأطعمة في الجوف أو ثقلها على المعدة أو بسبب النوم قبل الهضم أو غير ذلك من الحالات غير الصحيحة وهذه لا قيمة لها.
وهناك أيضاً نوع من المنامات لا يستطيع أن يفهمها أي إنسان وتحتاج لنور إلۤهي ويشترط في فهمها أن يكون الإنسان تقياً مستنيراً بنور الله حتى يستطيع تأويل هذه الرؤى كالرؤية التي رآها ملك مصر وأوَّلها سيدنا يوسف عليه السلام، فوقى بذلك مصر وأهلها من القحط والجفاف والجوع سنين سبع، وكذا المنامات التي رآها السجناء معه في السجن وأوّلها لهم إذ رأى أحدهم أنه يعصر خمراً فنبَّأه بأنه سينجو ويخرج من السجن ويعود إلى بلاط المملكة ويعمل بعصير الخمر للملك ذاته ووقع كل ذلك. كذلك رؤيته عليه السلام وهو صغير، فَهِمَ منها أبوه سيدنا يعقوب أنه سيكون باب الله للناس أجمعين في زمانه، وأن أباه وأخوته وأمه سيدخلون على الله عن طريقه وبواسطته. وهذه الأنواع من الرؤى لا يستطيع معرفة تأويلها إلا من يكون تقياً راسخاً بالتقوى والارتباط الوثيق مع رسول الله ﷺ.
أما رؤية الرسول الكريم ﷺ فإنها رؤية حق لا شك فيها ولا ريب ولتهنئه الحظوة من نالها لقوله ﷺ: (من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثَّل فيَّ).
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي: سيدنا عبد القادر أني رأيت سيدنا يحيى في المنام عندنا في البيت فقط أنا وهو، وسبحان الله ما أطهره وأجمله، ابتسم في وجهي ابتسامة غمرني فيها بسعادة عظمى في نومي ويقظتي عدة أيام وقال لي اتبع المربي أي أنت يا أستاذ سيدي عبد القادر الديراني وأنت تشبهه كثيراً وأيضاً رأيت بعدها بيومين أو أكثر سيدنا أمين بك في السماء وكأن الله من فوقنا يظلنا بنوره لكني لم أستطع وصفه (الله) وأنا على الأرض وصرخت بأعلى صوتي مستجيراً سيدي أمين بك ومددت له يدي لينقذني مما كان حولي من شهوات وبعدها استيقظت من نومي ورأيت سيدنا أمين بك عندنا في القرية وبقي معي طول النهار يحدثنا عن الله.
سمَّاه الله باسم: (يحيى) لأن كل من جالسه أو صاحبه أو قاربه غمرته الحياة السامية فيحيا قلبه، فالتجلِّيات العليَّة عليه عظيمة تحيي قلوب محبِّيه وأصحابه.دار الزمان دورته وأشرف الكفر والضلال والفسق والتعدي على طور النزاع،
وآن أوان ظهور سيدنا عيسى المسيح عليه السلام والله أعلم أن ذلك لن يطول، وعلى حسب هذه المبشرات التي شاهدتها ستكون من أصحابه وأحبابه وأنصاره، فاصبر قليلاً وسيكون بإذن الله الفرج العظيم.
سلامٌ من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات
سيدي الأستاذ عبد القادر الديراني لقد رأيت في المنام منذ أيام قليلة كلمة عيسى بن مريم تظهر في السماء بكل وضوح وتراءت لي بالاقتراب آناً بعد آن ثم لاحت لي آية لم أشاهد منها إلا كلمة البينات، وأخيراً رأيت كلمة الله تقترب كذلك مني بنفس الطريقة.
فأود أن أعرف إذا كان في هذا الحلم بشارة خير أم غير ذلك؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
رؤيا حق وبشارة خير عظيمة، وحقيقةً قَرُبَ جداً ظهورها فظهور السيد المسيح عليه السلام آن أوانه، وفي الحديث الشريف: (في آخر الزمان تكثر الرؤى الصادقة).
وطالما شاهدت اسم الله الأعظم، فرؤياك يقينية لا زيف فيها وستقع بإذن الله قريباً جداً وسيتم إيمانك الشهودي بظهوره ومجيئه بالبينات وتكون من أنصاره بعون الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت بأنكم تنكرون الفتنة التي حدثت بين الصحابة بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه وبالفعل فإنَّ المتأمِّل في سيرتهم رضي الله عنهم ليستغرب مثل ذلك، والسؤال:
ما حقيقة الأمر؟
هل فعلاً هناك فتنة؟
أم أن الحقيقة غير ذلك؟
هل فعلاً اقتتل سيدنا علي وسيدنا معاوية رضي الله عنهما؟
أرجو من حضرتكم توضيح حقيقة الأمر بالتفصيل إن أمكن حتى يذهب ما في صدري من حيرة، فما هي الحقيقة؟
هناك روايات تقول أن الطرفين اقتتلا واستشهد عدد كبير من المسلمين بمقدار 60 ألف.
وهناك روايات أخرى تقول أنهما لم يقتتلا إطلاقاً وأنه لما التقى الجيشان رفعوا المصاحف واحتكموا للمصحف ولم يكن هناك أي إراقة لقطرة دم واحدة، حيث عاد كلا الطرفين كلٌّ إلى مدينته.
بعد ذلك لم يحدث أيُّ التقاء واقتتال.
هذا ما قرأناه في رأي آخر، ونحن في هذا الزمان لا ندري سرَّ ما حدث إنما هي بحوث الآخرين، فانظر، واختر الصواب.
إن المسيح هو الله الحي القدوس القادر على كل شيء، وعند أيِّ مسلم الدليل في القرآن أن عيسى "المسيح" هو كلمة الله.
إنه سيأتي على سحابة ويدين العالم، من له الحق أن يدين العالم غير الله؟ وشكراً.
وأنا مسيحي على كل شيء وأنتم يا مسلمين ياما شتمتمونا وياما قتلتم أبرياء لكن عندنا في المسيحية يقول السيد المسيح في الإنجيل (أحسنوا إلى مبغضيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم).
وفي النهاية بقول لأي واحد مسلم يفكِّر عشان ربنا أدانا عقل.
محب لالٓه السيد المسيح.
ما قولك فيما هو موجود عندكم في الأناجيل الأربعة: يوحنّا ومتى ولوقا ومرقس، حيث وردت العبارة الآتية في جميع تلك الأناجيل: (عندما يفور التنور سترون ابن الإنسان آتٍ على جناح غمامة) فهو المسيح عليه السلام يصف نفسه بأنه بشر وهذا ما ورد في أناجيلكم.
حتى بالقرآن ورد عن السيد المسيح عليه السلام أنه كلمة الله، وكلمة الله تختلف عن الله. وكلام الله في جميع الكتب المقدسة ليس هو الله، وهناك فرق بين الله عزَّ وجلَّ وبين كلماته.
وفي الفقرة الثانية من سؤالك نقول لك: هل يمكن أن تذكر لنا ولو مثالاً واحداً عن إساءة المسلمين للمسيحيين، في حين أذكر لك عشرات الأمثلة المعرَّفة لإساءة المسيحيين للإسلام والمسلمين.
ألم يذبح المسيحيون السكان والأهالي المسلمين وحتى المسيحيين عندما غزوا بيت المقدس؟!
وكلما غزوا مدينة كان شعارهم القتل والدمار والحرق وذبح السكان إسلاماً كانوا أم مسيحيين، وذلك بشهادة جميع التواريخ.
وإني لأتحدَّاك أن تضرب لي مثالاً واحداً عن مسلم ذبح المسيحيين وبالمقابل أضرب لك عشرات الأمثلة عن مسيحيين قتلوا مسيحيين ومسلمين كما حدث في الحملات الصليبية وما حصل في الأندلس ومحاكم التفتيش من حرقٍ للمسلين وتنصير إجباري، وذلك ما لم يفعله المسلمون.
ولو أجبرينا مقارنة بين ما فعله النصارى عندما دخلوا إلى القدس وماذا فعل المسلمون عندما حرروا تلك البلاد من الصليبين وبماذا عاملوا المسيحيين وأسراهم وكيف أطلقوهم، وكيف عامل المسلمون النصارى في فتح الأندلس وكيف قابل المسيحيون المسلمين في محاكم التفتيش فيما بعد.
أقول لو قارنا بين المسلمين والنصارى ومعاملة كلٍّ منهم للآخر وذلك بما شهده التاريخ لرأينا القول الفصل في هذا الموضوع.
ويمكن أن أورد لك مثالاً واحداً عن الرسول محمد ﷺ إذ يقول: (من آذى ذمياً..) والذمي هو كل من يؤمن بدين سماوي، مسيحي أو يهودي. (من آذى ذمياً فقد آذاني) ورسول الله الرحيم محمد ﷺ قدوتنا.
أنا دائمة القلق، نفسي كئيبة وخائفة من المستقبل ودائماً أفكر في مساوئي.
وجدير بالذكر أنني فقيرة ولا يتقدَّم أحدٌ لخطبتي ودائماً أطلب من العلي القدير أن يمنحني زوج صالح، المرجو أن ترشدني يا شيخ حتى يتعزز إيماني.
أختي: عليك أن تطلبي من الله وحده ولا تطلبي من سواه أبداً ولا تشكي شكواكِ لمخلوق غيره، فهو وحده يفرِّج الهم ويجعل من عسركِ يسراً.
قومي في الليل وبعد صلاة ركعتين قيام الليل توجَّهي بطلبك تجاه خالقك وادعِه فهو يجيب دعوة الداعي إذا دعاه {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ..} [النمل: 62] غير الله؟!
وانوي صدقة لهذا الأمر، من أجل طلبك، والصدقة على قدر الاستطاعة والحال المادي على أن تُعطى لمستحقين ومحتاجين.
اعملي ذلك وسترين النتائج بما يرضيك عما قريب إن شاء الله.
أريد أن أقول إن أقررنا بعصمة النبي الطاهر فكيف يقود أمَّة وهو متردِّد في قراراته! وكيف يحمل رسالة السماء وهو لا يفقه حتى الأمور البسيطة "تأبير النخل"، فحاشى الرسول الطاهر المعصوم من هذه الأقوال التي يريدون منها جعل النبي مثله مثل البشر العاديين، ويريدون بها طمس عصمة النبي ونوره الذي لا يضاهيه نور.
آسف لهذه الأمور وما وصلنا إليه من إهمال العقل وجعله في أيدٍ لا ترينا إلا ما ترى، أما آن لنا أن نعرف نبيَّنا بالصورة الحقيقية التي أنزلها الله، ونحبه كما يريد الله! أما آن لنا أن نعرف ديننا دون تزييف أو انحياز ونعبد الله كما أراد لا كما يريدون هم!
لا أدري ما أقول في خضم هذه الصدامات التي ضحيتها نحن، فلمْ نعد ندري من أين نأخذ ديننا خاصة الأمور العقائدية!
أختي في الله: فلتهنِّك الحظوة لأنك ممن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، وبارك الله لك هذه المقايسة والمقارنة الفكرية المنطقية، أما عن المورد والمنهل الذي نأخذ منه ديننا، ليس هناك سوى طريق واحد لا يتعدَّد لأن الحق واحد، ألا وهو (القرآن الكريم) وما وافق القرآن، ولك حق الاطلاع على كتب العلّامة الإنساني محمد أمين شيخو "قدَّس الله سرّه"، التي لا خروج فيها عن كتاب الله تعالى وهديه.
دائماً أرى في منامي أني آكل، في بعض الأحلام أكون آكل وبعضها أرى الأكل فقط. آخر حلم كنت أبحث عن أكل فوجدت ساندويشات وكانت معي أختي بس ما أكلتها.
مرة أرى أني آكل رز ومرة دجاج مشوي ومرة ساندويش...
أرجو إفادتي فأنا جداً قلقة.
أختي المؤمنة: لك البشرى بأكل أهل الجنة.
منامات تبشيرية دلالة على صدقك مع الله زادكِ الله فضلاً.
أنا حلمت أني حامل وأبي وأمي راضين على حملي.
مع العلم أني غير متزوجة "عزباء". أرجوكم أفيدوني.
طالما رأيتِ أن أباك وأمك راضيان عن حملك فمعنى ذلك أن الله تعالى سيكتب لك الزواج من زوج صالح إن شاء الله، وتنجبين بالحلال ما يرضي الله ورسوله ويرضي أباكِ وأمكِ، ولأن أمثالك من المؤمنات لا يقعنَ بالحرام بشهادة الله عزَّ وجلَّ بالقرآن أن المؤمنين والمؤمنات لا يزنون، والفواحش لا أحد من المؤمنين يقترفها، والله ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وحاشاكِ من الحرام لأنك مؤمنة فهذا الحلم من المنامات المبشِّرة بالخير لكِ والحمد لله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الفاضل: جزاكم الله خيراً بوركت جهودكم، نصركم الله، أدامكم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله العظيم يا سيدنا منحبك ومشتاقين الك وعم نحاول بقدر ما منحسن لنصدق مع ربنا وسيدنا محمد وسيدنا أمين بك ومعك يا سيدي.
صدقك مع الله نجاة لك، بارك الله بسيرك بالحق بصدق وأنت مع من أحببت بإذن الله، فطالما صدقك مع الله ومع الرسول صلى الله عليه وسلم فأنت من الآمنين بإذن الله.
ثبَّتنا الله على الصراط المستقيم والسلام على من اتبع الهدى كأمثالك.
وبالحديث الشريف: (يُحشر المرء مع من أحب).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل الجليل، سيدي عبد القادر يحيى:
لقد تم نشر أكثر من بشارة في هذا الموقع وفي مرة أتمنى أن أحظى بما يحظون.
الآن وقد دفعتني إلى العمل هذه المرة بصدق أحس بذلك وقد غيَّرت من مسيري أود أن أرجع إلى تلك الأيام التي كنت أحظى فيها بمثل تلك الرؤيا إني أسعى لذلك، أرجو منك الدعاء لي يا سيدي ولأهلي الذين أيضاً هم على طريق سيدنا محمد أمين شيخو سالكون.
وجزاكم الله عنا كل خير يا سيدي الكريم.
والحمد لله رب العالمين
لابدَّ وأنك قد جدَّدت العزم والسير على الاستقامة وغيَّرت مسيرك طالباً أن يتفضَّل الله عليك إلا وأن يبلِّغك تعالى مرادك من فضله فلهذا خلقنا...
فلطالما أنك على استقامة ولم تغيِّر سيرك ستصل حتماً فكل من سار على الدرب وصل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا..} [العنكبوت: 69].
ولا يزال العبد يصدق ويصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً.
وما أعظمها من فضيلة أن تتمنَّى الخير لأهلك وتشتهيه لهم وتلك شهادة رسول الله فيك وأمثالك: (خيركم خيركم لأهله...).
فلتهنك الحظوة مستقبلاً إن ثابرت على الاستقامة وليتألَّق أمامك الأمل المنشود شهوداً.
ثبَّتكم الله وإيانا في طريق السمو وزادكم علواً، آمين.
أريد معجزة من معجزات القرآن مصورة.
هاك كتاب (الله أكبر رفقاً بالحيوان) يتحدث عن التكبير على الذبائح.
ثماني آيات تتكلَّم في القرآن عن التكبير على الذبائح.