أسئلة عن معاني أسماء الله الحسنى
لقد سمعت أنه لا يجوز قول: الله موجود، بل قول: الله الواجد. لأن كلمة الموجود تعني أنه يوجد من أوجده وحاشاه الله تعالى أن يكون من أوجده، كقوله تعالى: {لم يلد} بسورة الإخلاص.
الرجاء التبيان إن لا يجوز استخدام هذه الكلمة بحق الله تعالى.
ملاحظة: معنى كلمة: (واجد) أنه وجد شيئاً كان يفتقده، فهذا الشيء موجود لديه وهو واجده الآن.
وتأتي بمعنى ثانٍ: الواجد: الهائم الذي يجد في نفسه وجداً وهو به هائم، وهذان لا ينطبقان على موضوعنا.
وإذا أردت أن تقول كلمة على حسب تفكيرك فلا تصح كلمة الواجد على حضرة الله وإنما تقول: (الموجد) أي الموجد لغيره.
أما الجواب على اعتراضك على كلمة (الموجود) فإليك هو:
كلا يا أخي الحبيب، الله موجود ذاتياً، لم ولا يحتاج في وجوده لموجد، ووجوده تعالى ذاتي ولم ولا يأتي من غيره، ولكنه الموجد لكل موجود، ووجوده تعالى ذاتي، أزلي، أبدي، فهو الصمد، أي: الذي يُمدُّ ولا يستمدُّ من أحدٍ، فهو الأحد وليس قبله أحد، حتى يوجده لأن وجوده ذاتي ولا ينطبق ما تفضَّلت به على الله تعالى.
أود أن أعرف أكثر عن اسم الله الرحمن، فقد ورد في القرآن مثل ما جاء عن إبراهيم عليه السلام في سورة مريم مخاطباً أباه: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن..} وغيرها في القرآن تشير إلى أن اسم الرحمن ليس فقط يتضمن الرحمة، بل أكثر، ويتضمن ذلك الجبروت والقوة وما في معناهما.
أتمنى أن أحصل على شرح أوفى لاسم الله الرحمن، وكذلك ترجمته الوافية إلى الانجليزية، فعندما تنظر تجد أن التراجم والمصاحف المترجمة تشير فقط عند ذكر هذا الاسم المبارك إلى الرحمة.
أرجو التوضيح، مع خالص الشكر.
صفة الرحمة تعمُّ كلَّ موجود ويشمل خيرها كل مخلوق.
والرحمن: هو المتفضِّل بالشفاء على جميع المخلوقات، والله تعالى باسم الرحمن يتجلّى على المريض والفقير والمهموم والمحزون، فيكون المرض والفقر والهم والحزن، وكلُّ بلاء وعذاب، كلُّ ذلك يكون رحمة من الله إذ بها يحصل الشفاء النفسي، والتدرج من حال إلى حال، فكثيراً ما يكون البلاء سبباً في الرجوع إلى أمر الله، وداعياً يدعو النفس المعرضة إلى الإقبال على الله، وهناك يحصل لها بإقبالها الشفاء والخلاص مما عَلِقَ بها من أدران.
وبصورة عامة البلاء لمن يستحقّه خيرٌ ورحمةٌ من الله، وهو دائماً يعود على صاحبه بالخيرات.
فباسم الرحمن يعود المرض على المريض صحة، وينقلب الفقر غنى والإخفاق نجاحاً والعسر يسراً، وباسم الرحمن تتدرَّج سائر المخلوقات حتى الجمادات والحيوانات في تذوُّق الفضل الإلۤهي آناً بعد آن، وباسم الرحمن صار خروجك أيها الإنسان من العدم إلى الوجود وبه تحيا وتنبعث فيك الحياة بعد الموت، وباسم الرحمن يتدرَّج المؤمن في المعرفة الإلۤهية من كمال إلى أكمل يوماً بعد يوم، وباسم الرحمن يزداد عذاب أهل النار، وهنالك ينسيهم حريقها الشديد ألم أمراضهم النفسية التي نشأت بسبب سيرهم مع هواهم في الدنيا وعصيانهم أوامر رب العالمين فهم يغيبون في عذاب النار الشديد عن عذاب نفوسهم الغليظ وفتك أمراضهم الذريع، وباسم الرحمن يتجلَّى الله في الجنة على المؤمنين فيرقون في منازل القرب، ويعرجون في معارج الكمال، فمن كمال إلى أكمل وهكذا إلى أكمل ولا ينقطع خير هذا الاسم أبداً ولا ينتهي فضل الرحمن.
فالرحمن إذن هو المتجلِّي على عباده بالرحمة، وذلك ليس خاصاً بأهل الطاعة من المؤمنين فالخلق جميعاً تشملهم رحمته تعالى بما يناسب في الدنيا والآخرة، فترى المؤمنين في الجنة يتمتَّعون بما أعدَّ لهم ربهم وبما يتناسب مع حالهم من النعيم المقيم.
وترى الكفار في النار يداوون على ما فيهم من أمراض بما يناسبهم من عذاب الجحيم، وذلك من الله تعالى رحمة، وهو سبحانه رحمن بخلقه كافة لأن ذاته تعالى الرحيم.
والرحيم: هو المتجلِّي على عباده بالنعمة والخير وهو خاص بأهل الطاعة من المؤمنين ففي الدنيا يحيون حياة طيبة، وينعمون بفضل ربهم الرحيم، وفي الجنة يتمتَّعون بما أعدَّ لهم الله فيها من النعيم المقيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين اسم الله الرؤوف واسم الله الرحيم؟
فقد قال تعالى في سورة النحل: {..وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم بالناس لرؤوف رحيم}
أيهما أعلى الرأفة أم الرحمة؟ وهل الرأفة ممهدة للرحمة؟
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {..بالمؤمنين رؤوف رحيم} فما الفرق بين رأفة الرسول ورحمة الرسول؟
ولكم جزيل الشكر سيدي الفاضل.
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أولاً: اسم الله (الرؤوف): الله رؤوف بعباده فكل إنسان يحمَّله طاقته واستطاعته قال تعالى في سورة البقرة (286): {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..}: على حسب إمكانيتها فيرأف بالمريض فلا يكلِّفه إلا ضمن استطاعته (ليس على المريض حرج).
كذلك يرأف بالفقير فلا يكلِّفه بالإنفاق إلا ضمن مقدرته، وخلق للإنسان الأنعام والخيل والإبل حتى يحمل عليه أثقاله ويقطع المسافات البعيدة، فقد سخَّر لنا هذه المخلوقات مذللة طائعة لخدمتنا، وكل هذا رأفة منه سبحانه بعباده لئلا يتعبوا. الإنسان عاجز عن حمل هذه الأثقال فلم يجعل عليه مشقة ونصب.
إذن جميع الأوامر الإلۤهية يستطيع الإنسان أن يقوم بها، والله لم يكلِّفنا إلا بما هو مستطاع، كل هذا رأفة منه سبحانه لأنه ذاته رحيم.
ومن جهة أخرى اسم الله الرؤوف يعني أن الله تعالى لا يرضى لعباده الشقاء والتعاسة ولا أن تصيبهم الآلام والشدائد ولا يقبل لهم المصائب والكوارث.
خلق الله الإنسان وبعثه إلى الدنيا للسعادة المطلقة التي لا يمازجها نغص ولا كرب ولا يهون عليه تعالى أن يأتي لهذا الإنسان وخزة شوكة في قدمه، وليس بقاموسه تعالى الرؤوف أن يأتي الإنسان أيَّ ضيق أو بلاء، ولكن الإنسان الذي تنكب طريق الهدى وأراد بمحض اختياره الغواية والضلال واستحب العمى على الهدى والله أطلقه لاختياره فيولّيه ما تولَّى ولكنه سيخسر حياة الآخرة الأبدية بالجنات السرمدية. ومن رحمة الله به وحناناً عليه أن يرسل له ما يُرسل من شدائد وبلاءات ومصائب بسبب ما قدَّمت يداه، ليصحو من غفلته ويتلافى خسارته، كما يشدد المعلم الحكيم على التلميذ المهمل ليتلافى تقصيره ويجتهد، لينال المراتب المرموقة والمناصب العليا في المجتمع (ولله المثل الأعلى).
ولكن الله لا يريد له هذه الشدائد ولا يريد إرسالها له إلا أنه لا بد منها رأفة به ولا يرضى له النار وحريقها، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} سورة غافر (10). فالله رؤوف لأنه ذاته تعالى رحيم. والرحيم: هو المتجلّي على عباده بالرحمة والنعمة والخير وهيَّأ له الجنات والسعادة والنعيم المقيم. إذن: الرحيم خاص بأهل الطاعة من المؤمنين ففي الدنيا يحيون حياة طيبة وينعمون بفضل ربهم الرحيم، وفي الجنة يتمتعون بما أعدَّ لهم الله فيها من النعيم المقيم.
إذن، الله الرؤوف الرحيم يوادد عباده ويرأف بهم ويكلؤهم بعيون الرعاية والعناية ولا يرضى لهم الشقاء رأفة بهم ليلتفتوا إليه بالمحبة والحنان فيرحمهم بالجنان.
ثانياً: لا يوجد في أسماء الله الحسنى أعلى أو أدنى بل كلها بعلو متسامٍ، وليس لأسماء الله الحسنى حد وليس بمستطاع أن يحيط أيُّ إنسان باسم واحد من أسمائه تعالى الحسنى وكلها بعلوٍ ورفعة لا متناهية.
ثالثاً: الرسول الكريم بإقباله العالي على ربه اشتق من الكمالات الإلۤهية الحسنى فغدا بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً.
ما الفرق بين اسم الله الواحد واسم الله الأحد؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الواحد: يشترك مع الأرقام بعدِّه بالتعداد.
أما الأحد: فلا شريك له، وأحد لا يشاركه في الأحدية سواه، ولا إلۤه إلّاه، وهو الأحد الفرد الصمد بيده خلق الجيل وبقرن واحد إماتته، وهو الأحد بيده الشمس والنجوم والقمر، وهو الأحد وحده خالق الكون وبيده خلق الأجنة في بطون أمهاتهم لا سواه وبيده قلب الكرة الأرضية ودورانها كما بيده الفصول والسيطرة وحده على نزول المطر وخلق الثمر، دائماً وأبداً بيده الخير.
أحدٌ في إيجاده ولا موجود بلا موجد، فلا موجِد سواه ومنه وحده القوة، فهو الممد بها المانحها والمستردُّها، فهو بالقوة أحدٌ ولا حول ولا قوة إلا به.
ما معنى اسم الله عز وجل (المؤمن)، فالإنسان يُسمَّى مؤمن عندما يؤمن بالله؟ فكيف ينطبق ذلك على الله تعالى؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن الله تعالى مؤمن بذاته أنه لا يغيِّر من رحمته وحنانه على الخلق، أسماؤه كلها حسنى متجلٍّ بها على الخلائق، لو أن شخصاً لا سمح الله قتل ابنك وسلب مالك بعد إحسانك له، ورأيته ماذا تفعل به؟!
أما الله سبحانه لو فعل العبد مهما فعل إن رجع تائباً تاب الله عليه وكأن شيئاً لم يكن، الكل يتأثَّر ويتغيَّر إلا الله سبحانه لا يغيِّر بسبب حبه العظيم وحنانه الكبير به.
فرعون رغم كل طغيان فعله أرسل له رسولين كريمين وأوصاهما أن يرفقا له القول بقوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} سورة طه.
ورغم أنه عاند وتكبَّر ورفض دعوة الله له، أراه ما أراه من آيات ومعجزات لعله يعود ويرجع عن طغيانه ولم يتخلَّ عنه حتى إذا صمَّم وأصرَّ على القضاء على سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل أراه آية عظيمة وهي انفلاق البحر اثنا عشر فرق كل فرقٍ كالطود العظيم، لعله يتراجع ويخاف أن الذي فعل بالبحر ما فعل إن أمر سيدنا موسى عليه السلام أن يضرب الأرض تحت فرعون وجنده ماذا يفعل؟! ولكنه لم يفكر وكان من المغرقين. قال تعالى في سورة يونس (90 - 91): {..حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ..}: كاد يغرق. {..قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فأوحى الله في قلبه: {آلآنَ..}: آمنت الآن ما عاد لك فعل خير، أنت ضيَّعت كل عمرك والآن آمنت؟ {..وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}: في الأرض.
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً..}: بهذا الإيمان الذي آمنته نخرج جسدك، لعله إن أحد رأى جسدك يعتبر وبهذه الموعظة يحصل لفرعون تخفيف من عذاب النار.
إذن: الله تعالى لم يغيِّر معاملاته بالرحمة والحنان لفرعون حتى بعد موته وكذلك كل إنسان مهما فعل فباب التوبة مفتوح فالله مؤمن من ذاته بذاته أنه لا يعامل من عادوه إلا بأسمائه الحسنى فما أرحمه تعالى وما أكرمه وما أعظم حبه وحنانه.
ما معنى اسم البارئ؟
الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
معنى اسم البارئ: المظهر من العدم.
ما هي أسماء الله المذكورة في سورتي النازعات وعبس؟
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
في سورة النازعات أسماء الله المذكورة هي لفظ الرب ولفظ الجلالة "الله" الاسم الجامع، {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} سورة النازعات (25).
ولا يوجد في سورة عبس ذكر أسماء الله الحسنى والمتكلم في جميع السورة هو الله عزَّ وجلَّ: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً} سورة عبس (25).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الكلام الآتي: "يجب علينا الإقرار لله تعالى بمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلى الصحيحة ودلالاتها واستشعار آثارها ومقتضياتها في الخلق".
ما الفرق بين "معانيها" و"دلالاتها" والفرق بين "آثارها" و"مقتضياتها"، لأنه مطلوب مني ترجمة ذلك؟
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم.
الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
أولاً: التفريق بين أسماء الله الحسنى والصفات العلى.
الأسماء الحسنى: هي أسماء للذات الإلۤهية وهي ملازمة للحضرة الإلۤهية لا تنفك عنها أبداً ولا تتبدل ولا تتغير، يعامل الله عباده بها، يعاملهم بالرحمة والحنان والود واللطف والعطف وهي أسماء ذاتية لا يستمدها الله من أحد.
وإذا أقبل الإنسان على ربه وتعرَّف على خالقه وعلى الأسماء الإلۤهية واكتسب علماً بها فتنطبع هذه الأسماء على صفحات نفسه ويشتق منه تعالى العلم والكرم والرحمة والعطف والعظمة ويتخلَّق بأخلاق حميدة، بعد أن كان شحيحاً غدا كريماً جواداً، وبعد أن كان قاسي القلب صار رحيماً شفوقاً، كل ذلك ناله بإقباله على الله، فنال صفات كريمة اكتسبها من الله فغدت الأسماء الإلۤهية عند المخلوق صفات عليه، وهكذا نال صلى الله عليه وسلم أكبر قسط من الأسماء الإلۤهية وتخلَّق بأخلاق الله، وهكذا الأمثل فالأمثل.
إذن: الأسماء عندما تكون بالنسبة للحضرة الإلۤهية أسماء حسنى وعندما تنتقل عند الإنسان تغدو صفات عليا، بالنسبة لله أسماء وبالنسبة للمخلوق صفات، فالصفة قد تلتصق بالموصوف وقد تبتعد عنه، فاليوم فلان كريم، ربما يطرأ عليه طارئ فيغدو شحيحاً، ولكن الاسم ملازم للمسمى لا ينفك عنه أبداً.
أما (دلالاتها): الكرم الإلۤهي المنثور في الكون، والرحمة الإلۤهية التي يُعامل بها مخلوقاته جميعها، وهذا التكوين العظيم والخلق البديع، فالإطعام والإسقاء والعطاء المتدفق، كلها دلائلٌ على حب الله وعطفه وحنانه وكرمه علينا أجمعين.
وأعظم دليل على الأسماء الحسنى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله في أرضه. إن وَصَلْتَ إليه بقلبك عرَّفك على الأسماء الحسنى وأدخلك على كل اسم منها.
(واستشعار آثارها): تشعر بنعيم وسعادة لا توصف، تشعر بالغبطة والسرور يملأ قلبك ويعمر جوارحك، تشعر أنك ترقى من جنة إلى جنة أعلى، ولا يكون ذلك إلا بواسطة باب الله وبمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ومقتضياتها): عند ذلك يقتضي عليك أن تؤمن بالله وتلتفت إليه تعالى والتعرف على المنعم المتفضل والشكر له بالإحسان لعباده الذين يحبهم كما يُحبنا.
إذن مقتضياتها: الطاعة وعدم المعصية والاستجابة لدعوة الله لنا.
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل السلام والتحيات عليكم وعلى من سار بنوركم إلى يوم الدين
أود أن أطرح عليكم سؤالاً راجياً من الله سبحانه وتعالى أن يُغدق عليكم نوراً ويقيناً شلالات رحمة وود شفاعة مع سيدنا محمد ﷺ.
ما هو الفرق بين اسم الله الواهب واسم الله الرزّاق وهل يهب الله الإنسان شيئاً بدون استحقاق؟.
كلّه بالاستحقاق الوهبة أو الرزقة.
الرزاق: هي ضمن القانون والنظام، فالله يعطيك بناءً على عملك وسعيك وجدّك واجتهادك وبقدر عملك تكون الرزقة والعطاء متناسب، وهذا بالنسبة لعطاء الدنيا وعطاء الآخرة.
الوهاب: الله يهب الإنسان وهذا يكون دون مقابل وبدون عملٍ مقابل لهذه الوهبة ولكنها ضمن الاستحقاق والحق وبما تقتضيه الحكمة الإلۤهية وتكون بناءً على الصدق والطلب. ولكي يتوضّح ذلك نضرب المثال الآتي:
الإنسان يعمل في حياته ويجتهد في سعيه لتحصيل الرزق والمال ولا يمكن أن يبني ثروته إلا من خلال عمله وتعبه هذه هي (الرزقة) وهنا يتجلّى اسم الرزاق.
أما الهبة: فعلى سبيل المثال رأى الأب صلاح أحد أبنائه واستقامته وطاعته مع عوزه وفقره للأموال، فيرى الأب أن يهب ابنه هذا مبلغاً من المال، فهذه الهبة تكون عن غير سعي لها، ولكنها ضمن الحكمة والعدالة والاستحقاق لمن أعطيت له، وهنا يتجلى اسم الوهاب.
قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً..}، سيدنا إبراهيم عليه السلام استحق سيدنا إسماعيل عليه السلام بصدقه، منذ الأزل صدق وأقبل على ربه فاستحق هذا العطاء، وجاء إلى الدنيا واستمر في صدقه وازداد صدقاً على صدق واستحق نوالاً على نوال بناءً على تضحياته وطاعته لربه، بأن أمره بذبح ولده فلم يتردد بذلك ولبّى أمر ربّه طائعاً، ومن ثم أسكن أهله بوادٍ غير ذي زرع عند بني جرهم أخوال سيدنا إسماعيل، استجابة لله عزَّ وجلّ، عندها وهبه الله بصدقه هذا سيدنا إسحاق ويعقوب نافلةً، رسولين نبيّين عظيمين وأعمالهم العظمى بصحيفته، وهذا النوال كله بناءً على صدقه وبناءً على الحكمة الإلۤهية وهبه هذه الهبة العظيمة.
بسم الله الرحمن الرحيم لدي سؤال حول أسماء الله الحسنى: ورد في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسع وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة) أرجو شرح موجز للحديث وهل أسماء الله الحسنى محدودة ب 99 اسم فقط أم أكثر؟ هل الأسماء التالية "وهي لم ترد في الـ 99 اسم المعروفة: (الستار - المنعم - المعين- ....) من أسماء الله الحسنى؟ وأسمع يقولون أنه يوجد أسماء لله وصفات لله (20 صفة) فما هي صفات الله وما الفرق بين الأسماء والصفات أرجو مساعدتي للوصول للحقيقة ولكم الشكر.
ليس لله عزَّ وجلَّ صفات لأن الصفة تقترب من الموصوف وتبتعد عنه، وتتصل به وتنفصل وهذا مالا يليق بحضرة الله عز وجل ولا ينطبق عليه بل لله أسماء حسنى ذاتية دائمية لا يعتريها نقص أو تبدل أو تحول {..فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} سورة فاطر: الآية (43). فالله يعامل عباده كلهم بهذه الأسماء الحسنى ولا يختلف عنها ولا يخرج في أي معاملة من معاملاته عن الرحمة والجود والإحسان لأن أسماءه حسنى.
وبالتسعة وتسعين اسماً وسع عزَّ وجلَّ الخلائق كلَّهم وشملهم بهذه الأسماء وضمهم بها فالتسعة من الوسعة والاتساع وهي بالحقيقة تسعة وتسعون اسماً عدداً وكل ما دونها مذكورٌ ضمناً بالتسعة وتسعين اسماً.
إذن الصفات للمخلوق التقي السامي يتصف بها حين تتجه نفسه لحضرة الله فتكون نفسه كالمرآة ينطبع بها صفات أسماء الله الحسنى فيغدو رحيماً بعد أن كان قاسياً، كريماً بعد بخل، ويتَّشح من الله تعالى بصفات الكمال:
فإن قلنا صفات الله عنينا بها المطبوعة على نفوس الأتقياء أما الله جلَّ سناؤه فله الأسماء الحسنى فسبحان من يغيِّر ولا يتغيَّر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أود أن أسأل عن اسم الله (الستّار).
إذ ورد بشأنه الكثير من الأقوال بأنه ليس من أسماء الله الحسنى وإنما الاسم الصحيح هو الستير.
فالثابت "كما سمعت من البعض" أنّ (الستّار) ليس اسماً من أسماء الله تعالى المنصوص عليها في الكتاب والسنة، وإنما جاء ذلك تفسيراً لاسم الله تعالى الغفار.
جزاكم الله كل الخير، والسلام عليكم.
إذا لم يكن الله ستاراً أهو فضّاح؟
يا أخي: إن اسم الستار هو من أسماء الله الحسنى، فسِرْ بالمنطق والحق، شرطَ أن تؤمن بذاتك فلا تكون تبعاً ولا تابعاً.
لولا اسم الستار ما جلس أحد لأحد، ولذبح وقتل الناس بعضهم بعضاً لو انكشفت خفايا أعمالهم المستورة.
ليس الناس كلهم أنبياء، وليس أحد من تحت الغربال، فالناس تقترف بالخفاء ما ليس لحده وصف.
فهذا سرق عِرضَ هذا وهو لا يعلم، لكن الثاني سبق وعمل ذلك مع سواه، وهذا يحتال على ذاك وذاك لا يعلم، ولو علما لتقاتلا فيما بينهم كلٌّ على فعلته.
لو يعلم الناس نوايا بعضهم تجاههم وما يفعلونه خلفهم لرجم بعضهم بعضاً، حتى ولو علم الأزواج بخيانات أزواجهم لما عاش أحد مع أحد إلا القليل، ولو انكشف عمل المرء بالخفاء للناس لما استطاع الخروج أحدٌ ولانحجب من عاره عن البشر، ولكن الله الرحيم (ستّار) لكي يتوبوا فيغفر لهم، وإن لم يتوبوا فحسابهم بالبرزخ والآخرة عسير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة (الله) لها لفظان (حسب أحكام التجويد تأتي مرققة إذا جاء قبلها مكسور أو ساكن وتأتي مفخمة إذا جاء قبلها مضموم أو مفتوح).
ما الفرق بينهما أريد الحقيقة والتأويل الجوهري الحق ولا أعتقد أن السبب يتعلّق بالحرف قبلها ربما السبب سياق الآيات؟ ولكم الشكر.
في الحقيقة لابدّ من توافق المعنى مع المبنى ولا اختلاف بينهما، فكلام الله العظيم كامل بالمعاني والمباني ولا تضارب بينهما فلابدّ من استكمال المبنى ليتمَّ المعنى الصحيح.
وإن اختلف المبنى يتبعه اختلاف المعنى. ولفظ الجلالّة المفخم {الله} هو اسم الذات العلية، ويدلُّكَ لفظها عليه سبحانه وتعالى، وهو اسم جامع لسائر أسماء الله الحسنى، وفي الحديث الشريف: (إنَّ لله عزَّ وجلّ تسعةٌ وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة) فاسم الله هو الاسم الجامع لها كلها.
وهنالك قاعدة لغوية تقول: أصل الكلمة في اللغة من حرفين فما زاد بالمبنى زاد بالمعنى. فكلمة (الله) مشتقة من: (أَلِهَ، وَوَلِهَ) أي: لو رأيت ما آل إليه من فضل وإحسان، وشاهدَتْ نفسك ما يعود إليه من تسيير خيّر ورحمة لك وللخلائق كلها وحنان، وتذوّقت ما يرجع إليه في تصريف الأمور وحسنها، وشاهدت ما قدّم لك من فضل وإحسان وما يغمرك به من حنان وبرّ ورحمة، لتولهت نفسك به حباً وهياماً وطارت إليه شوقاً، وهمت بسنا أنواره القدسية طرباً وشغفاً.
أما لفظ الجلالة المرقق (الله) هو اسم واحد من أسماء الله الحسنى، أي: إليه يؤول التسيير والتدبير وإليه يرجع التصرف بما في هذا الكون العظيم من صغيرة وكبيرة. إذن: (الله) المرققة أي مسيّر الكون.
إذن هناك فرق بين اللفظين بالمعنى، وتتابع الآيات وسياقها ومعانيها تتّفق تمام الاتفاق مع المبنى والحروف والحركات:
فلفظ (الله) المرققة: أي المسيّر للكون كلّه.
ولفظ (الله) المفخمة: هو الاسم الجامع لكافة أسماء الله الحسنى.
السلام عليكم: سيدي الكريم ما معنى اسم الله القهار إذ إنني أسمع من الناس عندما يحل بإنسان ما مصيبة كبيرة أو فقر يقولون الله القهار أي يقهر عباده وعند الموت يقولون سبحان من قهر عباده بالموت فما هو الشرح الصحيح لاسم الله القهار دون أن يخالف الكمال الإلهي ولكم جزيل الشكر.
القهار اسم من أسماء الله الحسنى، وهو كذلك خيراته كخيرات سائر أسماء الله الحسنى، فهو كمال في كمال، فالله تعالى مسيطر بتسييره فوق جميع عباده وحكمه في البرية سارٍ، فلا يتسلط الغاشم المعتدي إلا امرئ مستحقّ صدر عنه اعتداء وخرج منه التعدي.
أما المستقيم الطاهر فلا سلطان لمخلوق عليه ولا يسلب مال إنسان إذا كان ماله مزكّى، ولا يحرق ولا يغرق، فالذي استحكمت الشهوة بقلبه وسدت عليه منافذ النور يطلقه الله لما يريد بناء على حرية الاختيار التي أعطاه إياها، ولكن حكم العدالة في البرية ساري فلا تظنن أن الذي اعتلجت في نفسه جريمة القتل أو السرقة أو الزنى والتعدي يستطيع أن يسرق أو يعتدي على أي إنسان أراد، فالله سبحانه القهار فوق عباده لا يمكّنه أن ينفذ ما يريد إلا على معتد مثله، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} سورة الأنعام: الآية (129).
حتّى أنّ الزاني لا يقع عمله وعدوانه ولا ينفذ شهوته إلا على امرأة فاجرة خبثت نفسها وتطلبت هي أيضاً الفاحشة {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} سورة النور: الآية (3).
وهكذا فهذه الذات العليّة قائمة على الكون ومهيمنة عليه ويده تعالى القهار فوق عباده يسيّر الكون كلّه ضمن العدالة والرحمة، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة وتسييره كله ضمن الخير ولا يظلم ربك أحداً.
فالطاهرة الشريفة لا يستطيع الإنس والجن ولو اجتمعوا أنّ يمسّوها أو يلمسوها بفاحشة، فالله القهار يبعث لهم ما يحولهم ويشغلهم ويقهرهم دونها، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى إن كلّ من تنكّب سبيل الهدى وابتعد بهوى نفسه عن طريق الحق والرشاد، فرحمة الله به تقتضي أن ينذره ليعود به إلى سبل الرشاد لينال سعادة الدنيا والآخرة، بدل الخسارة الأبدية التي تفوق كلّ خسارة، فمن رحمة الله به وحكمته أن يبعث له الشدائد والمصائب علّه يرجع عن غيه ويؤوب إلى رشده وإلى الصراط المستقيم، وهو كذلك والشدائد تنزل بساحته والمصائب تحيط به لا حيلة له ولا مقدرة على ردّها، والناس جميعاً تعجز عن ردّ الزلازل التي تصيب أرضهم أو البراكين بحممها الهائلة، وكذا الأعاصير والعواصف والحرائق الكبرى التي تذهب بالمدن والقرى بأسرها، وكذا أمراض الأنعام والطيور التي تبيد الثروات الحيوانية وتضعف الاقتصاد، والحضارات والعلم البشري يعجز عن ردّ جائحات الأمراض المستعصية المتفشية بالبلاد ويبقون مقهورين مكسورين حيال كل ذلك حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
الله ينزل بالمعرضين أنواع الشدائد والبلاءات وهم لا يقدرون على ردّها.
فالله ينزل بالمعرضين أنواع الشدائد مهما بلغت قوتهم وحضارتهم وهم أرادوا الابتعاد عن منهل السعادة والجنات وأرادوا الدنيا المنقضية وشهواتها الرخيصة المنقضية والتي تعود على أنفسهم بالشقاء والآلام والخسارة فمن رحمة الله وحنانه أن يبعث لهم هذه الشدائد ليشدهم إلى سعادتهم، حينما تصبح فيهم القابلية إلى الخير فلا يجبر أحداً ولا إكراه في الدين.
فهذه الشدائد كلها بالحقيقة خير بخير ولا تخرج عن الكمال والرحمة والحنان لأنها تشدهم إلى السعادة وإلى سبيل الهدى والرشاد، ولولاها ما دخل أحد الجنة، فالله يقهرهم بها بحسب الاستحقاق، ولكن بالنتيجة ليوردهم موارد النجاة فالجنات.
ولوضوح معنى اسم (القهّار): لك في فرعون وآله خير مثال، ففرعون ملك عالمي هدّد السحرة الذين آمنوا مع سيدنا موسى ليذبحنّهم وليصلبنّهم في جذوع النخل وليقطعنّ أيديهم وأرجلهم من خلاف، وكذلك بني إسرائيل، ومضت عشرات السنين ولم يستطع أن ينفذ شيئاً مما أراد وتوعد به؛ لأنّ الله كلما أرادوا أن ينفذوا الشرّ دون حقّ كان يقهرهم بالطوفان والقحط والقمل والجراد والضفادع والدم وغيرها من شتى البلاءات، فيعودون مقهورين مكسورين عن شرورهم ويطلبون من سيدنا موسى إنقاذهم: {قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} سورة الأعراف: الآية (134).
وحينما قال فرعون: ذروني أقتلْ موسى الذي لا استحقاق عليه قتل نفسه بالطوفان وجنوده، وعادت عليه نواياه بالسوء والدمار لبلاده: {..وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} سورة الأعراف: الآية (137).
فغرق فرعون وجنوده في اليمّ وبلادهم دُمرت بالزلازل وأنجى الله سيدنا موسى ومن معه.
وهكذا اسم الله القهار مهيمن في كلّ وقت وهو ضمن الرحمة والحكمة الإلۤهية، ففي كل حادثة يكون الله قاهراً فوق المعرضين المعتدين ومع التكرار في كل وقت وملازمة هذا الاسم لهم يكون تعالى قهاراً، فالله يتجلى على المعرضين الطغاة باسم القهار، والقهر هنا منع التسلط بالظلم على غير المستحق، وعليها ينطبق الحديث القدسي الشريف: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
إذن؛ فالقهر الإلۤهي هو الحيلولة دون شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ودون إكراه المقهور ولكن يحوِّله عن غير المستحقّ قهراً ولو صمّم؛ إلى المستحقّ وبذا لا يتدخل في حرية اختياره.
وينطبق اسم القهار على كلّ من يخرج عن حدود الرحمة والإنسانية، ليرده إلى سبل السعادة والهناء والإكرام والعودة به إلى الإنعام، ويتولاه عندها بالرحمة إن تاب بعد فشله وغيَّر وإذا أفرغ شرّه على مستحق لعل الآخر يغيّر.
فباسم الرحمن يعود على المعرضين بالشدة والبلاء، ويقهرهم باسم القهار فإن أقلعوا عن طغيانهم ورجعوا إلى الحق عاد عليهم بالإكرام والإنعام باسم الرحيم.
فالله يتجلّى على المعرضين الطغاة باسم القهار، بما يصيبهم من شدائد ومصائب ليردهم عن غيهم ويعود بهم إلى إنسانيتهم، والجنة للإنسان ولكيلا يحرمهم من الجنات ولكيلا يوردوا أنفسهم موارد النيران.
فالقهار إذن من الأسماء الحسنى ولا يخرج عن بمعناه الكمال.