قضايا ومسائل فقهية

أسئلة فقهية

هل عبادة التفكر فرض على كل مسلم؟ وما الدليل على ذلك؟ وهل الصحابة تفكَّروا بخلق الله؟ وما الدليل على ذلك؟

الإنسان كائنٌ مفكِّر، وإذا لم يستخدم الإنسان فكره غدا مثله كمثل باقي المخلوقات الأخرى البهيمية، والإنسان كائن متطوِّر وذلك بتفكيره، ويبلغ أعلى المراتب بفكره، وإن لم يستعمل فكره فهو كالمجنون يخرِّب.

هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تحضُّ وتحثُّ على التفكير، مثل: {..إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ..}، {..أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ..}. والقرآن طافح بكلمة لعلَّهم يتفكَّرون، أليس كل ذلك أمر من الله لنا للتفكير؟!

وقول رسول الله ﷺ: (تفكُّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)، لما في التفكير من رقي وسمو وعلو إلى مراتب الإنسان، فمن لم يكن مفكِّراً فلن يفهم على الأنبياء والمرسلين، والمفكِّر يقدِّر العظماء والأنبياء ويُجلّهم، والصحب الكرام هذه صفتهم حقاً لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191].

فالمفكِّر حقاً ينجو، وهذا هو مسلك القدوة المثلى للبشرية والمثل الأعلى لحاملي الأمانة، سيد الخلق وإمام المرسلين، كان كثير التفكُّر في خلواته كما بغار حراء حتى أعطاه الله ما أعطاه. وكذلك سنَّة من قبله من رسلٍ وأنبياء، لاسيما أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، إذ فكَّر بالكوكب والقمر والشمس حتى توصَّل إلى الله، فتوجَّه نحو ربه مائلاً بالحب والحنين إليه حنيفاً مسلماً.

هذا هو طريق التفكير، طريق سيدنا إبراهيم، والله يقول: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ..} [البقرة: 130]: تركها جاهلة لم يعلِّمها ولم يعقِّلها.

التفكير سِمَة الإنسان، وعدم التفكير صفة الحيوان.

هل اسم (أليسْ) حرام أو حلال؟ أريد أن أسمّي ابنتي هذا الاسم.

الاسم لا يقدِّم ولا يؤخِّر، ولكنه يؤثِّر على المسمَّى.

في الإسلام للولد حقُّ على والديه بتسميته أو تسميتها اسماً حسناً مقبولاً ذا معنى لطيف بين الناس لأن لكل مسمّى من اسمه نصيب، والمسألة بالتسمية ليست بأهواء الإنسان وما يحب وما لا يحب بحق مخلوق ثانٍ، ومتى استعبدتم الناس وقد وُلِدوا أحراراً. ولكن المسألة بالصالح والأصلح وما يُكسَب به رضى الله ويجازى عليه بالآخرة الجزاء الحسن، وخير الأسماء ما حُمِّدَ وعُبِّدَ، وما شابه ذلك.

أظن أن تعليق صورة امرأة غريبة غير محرمة في البيت لا يجوز أبداً بأي حال من الأحوال، فما حكم تعليق صورة رجل غريب غير محرم على نساء البيت على جدار الصالون مثلاً. وهل يختلف الأمر فيما إذا كان هذا الشخص صاحب الصورة صالحاً أو طالحاً، حياً أو ميتاً؟ هل يختلف الأمر إذا كانت الصورة عبارة عن رسم وليست حقيقية؟

قال رسول الله ﷺ: (الفتنة نائمة لعن الله موقظها)، (الفتنة لا نرضى بها).
فإذا كان في الصورة فتنة وإثارة فهي مرفوضة ومحرَّمة سواءً أكانت صورة امرأة أو صورة رجل تُفْتَن بها النساء.
أما إذا كانت الصورة ليس فيها فتنة، صورة رجل طاعن في السن "جَد" فهذه لا تثير فتنة ولا تحرِّك شهوة.

توضيح لسؤالي سابقاً هل يجوز لامرأة تلبس الزي الإسلامي كما شرع الله الخروج مع امرأة كاشفة عن وجهها؟
هل تعتبر وكأنها تعينها على إظهار الفتنة؟ وجزاكم الله كل الخير.

إن ما قلته يا أخي من أنها بمشيها مع الكاشفة عن وجهها تعينها على إظهار الفتنة صحيح.

هل يجوز إعانة ابن بدراسته في أمريكا أو زيارته؟ الرجاء التبيان

أين أنت وأمريكا ألا يكفيها ما فيها من حرائق كاليفورنيا على مدى سنوات عشر والأعاصير التي خربت خليج المكسيك منذ سنوات والبلاءات التي تحل بها والثلوج التي تدمّر كهرباءها وكم وكم ماتوا متجمّدين! أما رأيت ما حلَّ بهذه المسكينة (أمريكا) أما سمعت ما حلَّ بخليج المكسيك ودمر بترولها، ويتكرَّر الدمار كل عام، أما سمعت بخسارتها بالعالم في الحروب؟!

ألا تدعو لها بالهداية، والآن أنت لا يهمّك إلا قضية التدريس وما إليه، أما سمعت ما حلَّ في عام واحد في 140 بنك كيف أفلسوا وبهذا العام يتهيَّؤوا لخسارات بقية البنوك.

المؤمن إنساني يعطف على خلق الله جميعاً لا نفساني يهمّه أمر نفسه ودراسته، أما سمعت بشركات السيارات والطائرات كيف تعلن إفلاسها، والطوابير البطَّالين عن العمل هناك.

فنرجوك يا أخي أن تنظر حتى تخلص أمريكا من محناتها وتعود الأمور لطبيعتها في أمريكا، وتعود أمريكا كما كانت أمريكا، عندها تسألنا هذا السؤال فنجيبك.

هل تعلُّم السحر حرام؟

إذا ذهب المرء ليتعلَّم السحر فإنه سوف يطبِّق ما يأمر به السحرة وأعوانهم الشياطين، والشيطان إنما يأمر بالفحشاء والمنكر، وقد حرَّم الله الفحشاء والمنكر.
فتعلُّم السحر محرَّم تحريماً قطعياً ولا أصل لمقولة: تعلَّموا السحر ولا تعملوا به. بل هي من أقوال سدنة الشياطين.

هل العمل مع الخنزير في مجال التجارب في الجامعة حلال؟
أنا رجل مسلم أعيش في ألمانيا وأعمل في جامعة فيها مختبر للدراسات البيطرية والزراعية، وأنا أتعامل مع الخنزير والماعز والفئران، ومجال عملي يكون في تقديم الطعام للخنازير وباقي الحيوانات في الصباح والمساء وأخذ الدم منها مرتين في اليوم.
وسؤالي هل يجوز أن أتعامل مع الخنزير علماً أني أقدِّم له الطعام وآخذ منه الدم دون لمسه، فهذه الحيوانات هي للتجارب فقط، وبعدها يحرق الحيوان عند الانتهاء من التجارب.
هل هذا العمل حلال أم حرام؟ نحن لا نبيع ولا نشتري الخنزير فكله تابع للدولة.

يُحرَّم أكل لحم الخنزير لما فيه من صفات تخشى تطبّع النفوس بها بالأكل وإدخال لحمها للجوف.
أما ما ذكرت عن عملك فلا تحريم فيه ولا علاقة لأية حرمانية فيه أبداً.

السلام عليكم
سيدي الفاضل هل الذي يموت بحادث سقوط الطائرة يعتبر منتحراً؟
جزاكم الله خير الجزاء

ما خُيِّر رسول الله ﷺ بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
طالما أنك متحسِّب من ركوب الطائرة ومتخوِّف منها وتتحسّس من هذا الموضوع وتسأل عنه فأنت في ريبة منه، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، واسلك السبل الأسلم والأقل خطورة فلديك من وسائل النقل القطار مثلاً أو الحافلة "الكرنك" أو السيارة، فهذه الوسائل للنقل أقل خطورة بكثير من الطائرة.

نكرِّر: طالما أنك متخوِّف منها وتخشى أن يكون الإنسان إن مات بحوادثها منتحراً، فاسلك السبل الأسلم والآمن تلقى وجه ربك وأنت سالم.

وفي الحديث الشريف أنه: (نهى رسول الله ﷺ أن ينام الرجل على سطحٍ ليس بمحجوزٍ عليه): أي غير محوَّط ومسوَّر.

توفي أخي بعد زواجه بسنة ولم يقدِّر الله الانجاب، وترك أشياءً عينية مثل أثاث الشقة وسيارة، فما هو حكم الشرع في تقسيم الميراث علماً بأن الأب والأم الله يبارك في صحتهما موجودان، ولي أخ وأخت.
بالإضافة إلى أن أخي رحمه الله قبل زواجه ساعدته زوجته بمبلغ في تأثيث البيت وعندما توفاه الله تم بيع الأثاث بمبلغ لزوجته، هل تأخذ نفس المبلغ الذي أعطته إياه للمساعدة في التأثيث أم أنه يخصم منه قيمة الاستعمال وتأخذ قيمته الحالية؟
أفيدوني أفادكم الله حتى لا نتعدى حدود الله.
ولا تنسونا من دعائكم والدعاء لأخي المتوفى وجزاكم الله خيراً.

أولاً: بشأن سؤالك عن مبلغ أثاث البيت المبيع، نقول:
تأخذ زوجة الفقيد قيمة الأثاث الذي بيع على حسب ما ساهمت هي بالمساعدة ولكن القيمة للبيع الحالي، أي يخصم منه قيمة الاستعمال وتؤخذ القيمة الحالية بعد ذلك.

التركة تقسَّم على النحو التالي:
الزوجة تأخذ الربع مما ترك الفقيد رحمه الله، والأب يأخذ ثلث مما ترك الفقيد رحمه الله، وللأم السدس، والباقي يقسَّم على الأخوة للذكر مثل حظ الأنثيين.
وكل ذلك من بعد وصية يوصي بها أو دين.

ما هو الرأي الشرعي في قيام الوالد وهو دكتور نسائي بالقيام بعملية الولادة لابنته؟

الرأي الشرعي: لا يجوز للمرأة الكشف عن عورتها ولو كان لأبيها، والقابلات القانونيات في كل حي وبكل بلد منتشرون، كذلك هناك طبيبات نسائيات يمكن إجراء العملية عندهن، وبذلك نكون طبَّقنا وأطعنا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى.

لديَّ سؤال بخصوص الحجاب الشرعي لطفلة في الصف الثاني الابتدائي، ما هو الحجاب اللازم تطبيقه عند ذهابها إلى المدرسة؟
هل يكفي وضع الغطاء على الشعر، أم يجب ستر الوجه؟

يكفي وضع الغطاء على شعرها بشرط أن يتّصف لباس جسمها بالحشمة لا الإغراء ولا لباس الفتنة.

ما رأي الدين في صيد الطيور المأكولة كاليمام والعصافير؟ وهل يحلُّ أكلها إذا ماتت قبل أن تُذبح؟

يرجى العودة إلى كتاب (الله أكبر رفقاً بالحيوان)/ بحث الصيد.
فإن كان ثمة استفسار بعدها فأهلاً بسؤالك.

ما حكم الشرع فيما يسمى الآن أطفال الأنابيب؟

أطفال الأنابيب: هي عملية أخذ البويضة من المرأة وأخذ النطفة من الرجل وتلقيح هذه البويضة خارج الرحم بظروف مناسبة وبأشراط ملائمة تماماً كي يتمَّ الإلقاح، ومن ثم إعادة البويضة الملقَّحة إلى داخل الرحم ثانيةً. والسؤال هنا: هل أمر الله بهذا؟! أم أنهم أوجدوا قوانيناً وسنناً من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان.

أليست الأمور كلها بيد الله؟!
أليس هو الحاكم والمتصرِّف بشؤون الكون كله؟! وبيده تسييرها؟! فلماذا لا يتّجهون نحو الإلۤه ويطلبون منه أن يتم الإلقاح ويأذن بذلك داخل الرحم، فالأمر أمره والإذن إذنه إن كان داخل الرحم أو خارجه، فكم وكم تفشل هذه العمليات ولا يتمُّ الحمل، وعندما يرى منهم تعالى الإصرار في الطب يطلقهم لما يريدون ويطلبون، فيأذن بعملية الإلقاح خارج الرحم ويتم الحمل ولو أنهم صبروا وانتظروا وطلبوا من الله لأذن الله بذلك ورزقهم الأطفال دون اللجوء لهذه الأساليب والطرق ولأتمَّ الله لهم الخلق داخل الرحم وكفاهم المشاق، قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49-50].

إذن: فالأمر أمره والمشيئة مشيئته ولا يشاء ربك إلا ما فيه الخير لهذا الإنسان وأنسب شيء له، فلماذا لا نترك الأمر بيده خالقنا وخالق الأجنّة جميعها في بطون أمهاتها؟ والذي لا يريد لعباده سوى الخير.

فإذا سمح الله بالخلق تمَّ وباللحظة وهي هي لا تتأخَّر ولا تتبدَّل ولكن الفرق أننا أحياناً لا نصبر ونستعجل وندخل أنفسنا مداخل غير جيدة، أو أننا نتركها ونصبر ونطلب من الله فيرزقنا الله ما يشاء، فهذه كلها ترتيبات الله بحكمة ولخير الجميع، فهناك أناس كثيرون لا يأتيهم الأولاد إلا بعد عشر سنوات مثلاً، وذلك بأمر طبيعي دون تدخل بشري وبدون زراعة أو غيرها.
سلِّم الأمر إلى الله هو أولى بك منك ويمنحك بصبرك وطاعة ربك جنات.

ما حكم الذي يموت غرقاً في البحر؟ علماً بأن وسيلة النقل هذه قد ذكرت في القرآن، واستخدمها الرسل والأنبياء.

يا أخي: تعدَّدت الأسباب والموت واحد، فإن مات في البحر أو مات في البر أو مات في السيارة إذا جاء أجله لا يستقدم ساعة ولا يستأخر إن كان في البر أو في البحر.
وما علاقة البر أو البحر في موته؟!

أم أنك تحسب أن للبحر قدسية، إن مات في البحر دخل الجنة فما رأيك بمن يموت وهو ساجد في المسجد أو من يموت وهو في حرم النبي في الروضة المشرفة وكانت أعماله خبيثة، أو جاء أجله وهو بجانب الكعبة ولم تكن أعماله صالحة، هل الجنة بالأمكنة أم بالأعمال الصالحة!

يا أخي لا علاقة لهذه الأمور في الأجل.
{..وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].
{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ..} [النساء: 78].
ولا علاقة للبحر بالأجل أو مصير الإنسان.

ما حكم الباروكا ووصلة الشعر للزوج فقط؟

تثاب المرأة وتؤجر على عملها هذا وكل ما تقوم به المرأة لإسعاد زوجها تثاب عليه، لأنها تدعم الحلال للبعد عن الحرام.

لي أخت شقيقة وزوجها متوفى توفيت وأريد أن أعرف ميراثي منها، حيث إنها لم تنجب، ولي أخ وأخت أشقاء على قيد الحياة؟ ولكم جزيل الشكر.

تقسَّم التركة على الأخوة، الأخّين والأخت، للذكر مثل حظ الأنثيين لقوله تعالى في سورة النساء: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النساء: 176].
إذن: تقسم التركة على حصتين ونصف لكل واحد من الذكور حصة أو قيراط ونصف حصة للأنثى.

السلام عليكم
سيدي الكريم لقد قمت ببناء منزل فوق منزل والدي وأقيم فيه وطلب مني والدي أن أسجل البيت باسمي فهل يجوز ذلك علماً أن لي 4 أخوة و 4 أخوات وكلهم لديهم منازل وشكراً لكم.

ما دام لهم منازل فيجوز.
ومن جاءه شيء بلا طلب فردَّه فكأنما يرده على الله.
وهذا العطاء ضمن العدل فلا مانع.

شرح عن القضية: أنا أعيش في المغرب وأريد أن أعرف عن حكم الرضاعة، فمثلاً شخصين "ليسوا إخوة" رضع أحدهم من أم الآخر، هل يجوز لإخوتهم الزواج من بعضهم؟ أرجوكم ساعدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
لا علاقة لبقية الإخوة بالرضاع، ويحلُّ لهم الزواج من بعضهم ما عدا بالتحديد الإخوة الذين شربوا الحليب فقط أي اللذين رضعا من أم الآخر.

حلفت لزميل لي وقلت: عليَّ الطلاق ما أخرج معك في أي مكان مع بعض ثاني.
وفي يوم اتفقنا مع زميل لنا نخرج نحضر طلب من خارج العمل فخرج معنا.
هل بذلك وقع اليمين؟ وفي حالة وقع اليمين ما هي كفارة اليمين؟

أنت يا أخي حلفت ألا تخرج معه، إنما هو الذي خرج معك، فبذلك لم يقع اليمين. انتهى.
ولو فرضنا أنه وقع اليمين "وهو لم يقع"، لو وقع فإطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم ثلاث وجبات فطور، غداء، عشاء، والسلام.

توفي أخي وزوجته في حادث سيارة بعد زواجهما بستة أشهر ولا ندري من منهم توفي قبل الآخر.
فنرجو الإفادة عن حق كلا الطرفين من الورثة في محتويات شقة الزوجية وكذلك الذهب؟

نرجو التأكد: من توفي قبل الآخر لكي يتم توزيع الميراث بناءً عليه.
وطالما أنكم لا تدرون أيّهما توفي قبل الآخر، إذن فاعتبروا أنهما توفيا معاً في نفس الوقت، وأموال الرجل يرثها أهله، وأموال الزوجة وحقَّها يرثها أهلها.

توفي رجل وترك زوجة وخمس بنات وأخوين وخمس أخوات، الآن ما نصيب كل فرد من التركة وما حكم استحواذ الزوجة على بيت المتوفى والاستنفاع بإيجاره هي وبناتها، وكيف السبيل لإرغام الزوجة على تمكين كل ذي حقٍّ من حقّه بعد أن استنفذوا معها جميع السبل الودية المشروعة في الإقناع لعدة سنوات ولم يجدوا منها غير المماطلة والتسويف؟

الزوجة تأخذ الثمن مما ترك زوجها لقوله تعالى: {..فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ..} [النساء: 12].

والبنات الخمس: الثلثان مما ترك أبوهم لقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ..} [النساء: 11].
وبقية التركة تقسَّم على الأخوة للذكر مثل حظ الأنثيين.

السلام عليكم سيدي الأستاذ عبد القادر يحيى:
أسير على الطريق الذي بينه لنا السيد العلامة محمد أمين شيخو جديد وأحاول تطبيق طريق الإيمان الموضح في الكتب القيمة ولكن لدي مشكلة في ميلي إلى شهوة من الشهوات وهي التي تحاول إبعادي عن هذا الطريق فتشتغل نفسي بالوساوس وهي دوماً في ازدياد وأكره الوقوع بالخطأ. سيدي هل من نصيحة فأنت يا سيدي الطبيب الذي نثق به.

أخي الكريم: لابدً من جهاد النفس والهوى، وهذا هو الجهاد الأكبر وطريق الجهاد هذا طريق الكرامة والعزَّة بل وطريق الجنة (حُفَّت الجنة بالمكاره وحُفَّت النار بالشهوات)، فهل تستطيع الصبر غداً على النيران؟ وقانا الله وإياكم حريقها.
إذن: لنصبر على شهوات الدنيا، وفي الصبر على ما تكره خير كثير، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} [آل عمران: 92]. فهوى الإنسان المهلك هو الذي عماه وأرداه في الأزل وحجبه عن شهوده وجنات ربه فبمخالفة الهوى خيرٌ كثير.

وخالف النفس والشيطان واعصِهما      وإن هما محَّضاك النصح فاتَّهم

ولا يكون هذا إلا بمصاحبة أهل التقى والإيمان صحبة قلبية، فإن صاحبتهم تتشرَّب منهم الطهارة القلبية والإيمان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]. فانظر أين تضع نفسك، وحذار فلا تسلِّم قلبك إلا لتقيٍّ مستنيرٍ بنور الله (يُحشر المرء مع من أحب)، (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). وحذار من مصاحبة أهل المنكر والسوء والفحشاء (الطبع سرَّاق فجانبوا أهل البدع) فالواجب ترك المنكر وأهله.

(وكفى بالموت واعظاً): فما أجمل زيارة التربة صباحاً أو قدر ما يمكن صباحاً ومساءً، فذكرى الموت تجنِّب الأخطاء، والتفكير الجدي بالموت وساعة الرحيل والفراق وأنه لابدَّ للنفس من مفارقة الدنيا وشهواتها المحرمة، عندها تعاف النفس الشهوات المخزية ولو كانت محبَّبة إليها طلباً للنجاة ومحاسبة النفس (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)، فالصحابة الكرام كل واحد منهم كان يجلس مساءً يحاسب نفسه فإن وجد خطأ عاهد على التغيير والاستقامة وإصلاح الخطأ وإن وجد صالحاً حمدَ الله وواصل الاستقامة والصلاح.

إذن: محاسبة النفس يومياً عما فعلته من خير أو "لا سمح الله" أذى، فالإصلاح (وأتبع السيئة الحسنة تمحها).
وحتى تبقى النفس واثقة من رضاء الله عنها وتصبح لها وجهة له تعالى يجب المواظبة على الصدقة الشهرية مهما كان مبلغها بسيطاً والدوام عليها وعدم التراجع عنها فإن كان باستطاعة الإنسان أن يدفع 1000ل.س مثلاً فليدفع 100ل.س ويستمر عليها ولا يتراجع عنها، لأن الدنيا بين عسر ويسر ومهما مرَّ عليه من عسر يستطيع دفع المئة ليرة ولا تؤثِّر عليه.

إذا ولد طفل أسود لأبوين أبيضي اللون فهل يُعدُّ ذلك دليلاً على خيانة الزوجة؟

كلا ليس هذا شرط ولا دليل على خيانة الزوجة، لأن المرأة إذا رأت مثلاً أطفالاً رشيقي الحركة خفيفي الدم ورأت منهم صفات استحسنتها وأخلاقاً استحلتها واستهوت ذلك من ذكاء أو جمال أو حديث أو غيرها ووقعت في نفسها موقع الشهوة، فإن الله سبحانه وتعالى يبعث لها ابناً أو ابنةً يحملان هذه الصفات ليزيدهم حباً على حب البنوة، لكي ينسرُّوا ويسعدوا متقاربين متحابين، فإذا استهوت الأم أيَّ شيء في الأطفال وكانوا سمر اللون أو ذوو بشرة متأثِّرة بأشعة الشمس فاسودت البشرة الخارجية لديهم أو أولاد شقر بعيون زرق فإنها تميل وتستهوي هؤلاء الأشخاص فيرزقها الله أطفالاً مشابهين لمن استهوت ومالت إليه، وهذا معروف عند العوام: (بالوحام) أو (الشهوة)، فإذا اشتهت الأم الحامل شيئاً من الفاكهة أو المأكولات ترى الأهل يسرعون بإحضار ما تريد وتشتهي، ويقولون بالعامية: (لكي لا يطلع بالصبي).

فأحياناً نرى أولاداً بيض البشرة ذوو عيون زرقاء وشعر أشقر عند آباء لا يحملون شيئاً من تلك الصفات، ولا حتى الأجداد وليس لهم أيَّة علاقة أو اتصال بالأجانب وهم أطهار، فالله يعطي كلَّ امرئ ما تمنى وليس هذا دليل الخيانة، إنما هي متطلَّبات نفسية عند الأهل ومشتهيات لديهم وميولات نحو أشخاص يحملون نفس الصفات فيحقِّق الله لهم ما يشتهون على أبنائهم ليزدادوا حباً على حب، والله يحبنا أن نكون متحابين متآلفين.

ورد في الآية الكريمة في سورة الأحزاب:
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} صدق الله العظيم.
والسؤال: هل يجوز للمرأة التحدث إلى الرجال الأجانب عند الضرورة اعتماداً على هذه الآية؟
وماذا لو كانت محجبة؟
وهل هذه الآية تخص نساء الرسول فقط؟
ولكم جزيل الشكر.

هذه الآية يخاطب الله فيها نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن قدوةٌ للنساء المسلمات، وعندما يقوم القائد بمهمة ما يعني هذا أن جميع الجنود ستتبعه، فالقائد لا يخرج بنفسه للقتال، لابدَّ أن يخرج معه الجنود، وهو لا يشنُّ الهجوم منفرداً، لاشكَّ أن جنوده يلحقون به ويتبعونه بتصرفاته.
والأمر هنا في الآية لنساء النبي وللنساء المسلمات بالتبعية، لطالما المثل الأعلى والقدوة امتثلن للأمر فالأتباع كذلك مشمولون بالأمر وذلك تحصيل حاصل، وهذا أمرٌ بديهي.

وكلمة: {..فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ..}: أي لا تتركن صوتكن على طبيعته، لأن: (المرأة كلها عورة حتى صوتها)، فيجب على المرأة أن تغيِّر وتيرة صوتها من اللطيف العذب إلى الفظ الخشن إذا أرادت التكلّم مع الرجال، وذلك لأمر مهم وإذا لم يكن هناك رجال في البيت وأجبرت هي للتكلم مع الرجال، فإذا تحدَّثت مع الرجل يجب أن يكون الحديث جدِّي للغاية وبصوت خشن، أي تغيِّر صوتها ولا تدعه على طبيعته رقيقاً لطيفاً بل يجب أن يكون خشناً غليظاً لكي لا يترك مجالاً للشيطان أن يدخل على مرضى القلوب. {..فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ..}: من في قلبه حب دنيا وشهواتها، فهذا صوت المرأة له تأثير سلبي عليه فلربما يكون باباً للشيطان أن يدخل ويحبب إليه الفواحش والمحرمات، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (المرأة كلها عورة حتى صوتها)، فحرصاً على قلوب العباد أن يتسرَّب إليهم الفساد، كان الأمر بتغيير طبيعة الصوت إلى خشن عند الضرورة، مثلاً أمام القاضي إن كانت المرأة شاهدة على حادثة ما، أو في أمور الميراث أو الطلاق أو غيرها من الضرورات.

ولسائل أن يسأل ويقول: أن الآية تخاطب نساء النبي فقط.
ونقول: {..لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء..}. نقول: هذا صحيح، جاء التخصيص هنا لنساء النبي لأن زلَّة عالم بهلاك أمة.
فنساء النبي بلغن درجة عالية فهن أسمى وأعلى وأرقى نساء العالمين، والمسؤولية هنا أكبر وأعظم، فالآية تخصّصهنَّ لأنهنَّ قدوة النساء المسلمات، وخطيئة القائد بدمار الجيش، وخطيئة الملك بدمار الأمة بأكملها، فالأمر بالآية لنساء النبي على وجه التخصيص لعلو شأنهن وعظيم خطر زلتهنَّ "وحاشا لله"، ومنه يعمّم على نساء المسلمين بالتبعية.

وكانت زوجة العلّامة محمد أمين شيخو قدَّس الله سرّه حينما تجبر للرد من وراء الباب ترد بصوت أجش خشن وهم "المريدون" مؤالفون على هذا الرد فتجيبهم لأنه هو الرد الشرعي المقبول عند الله وفي رضاه تعالى.

ما هو القضاء والقدر وكيف لي أن أؤمن أن كل شيء في حياتي هو قضاء وقدر وما حقيقة الدعاء وكيف يستجاب الدعاء أو ما شروط استجابة الدعاء؟

من أجل سؤال ما حقيقة القضاء والقدر يرجى مراجعة كتاب عصمة الأنبياء بحث القضاء والقدر.

أما عن شروط استجابة الدعاء هذا ما تشرحه الآية الكريمة في سورة البقرة:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ..} سورة البقرة: الآية (186).
إذا كان قريباً ودعاني، البعيد كيف يدعو؟
ولكن شرط الاستجابة {..فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي..}: ليسمع دلالتي ويطبق أوامري، يفكر بالكون حتى يراني قريباً.
{..وَلْيُؤْمِنُواْ بِي..} بأني قريب، أقرب إليك من نفسك {..لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} إليَّ: إن أصبح قريباً ودعاني أجبته. الدعاء له شرط: أن تصبح قريباً: تطبق الأوامر والدلالة الإلۤهية فتصبح قريباً، فعندما ترى الحق وتدعو يستجاب لك. المؤمن يرى كل الخير والرزق من الله. الله تعالى كله رحمة وعطف وشفقة على الخلق فمن فكر بالكون صار مؤمناً عندها دعاؤه يُقبل فلا يدعو بما لا يُسمع. المؤمن يدعو ضمن الحق، يتمنى فعل الخير لجميع الخلق.
{..لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}: إلى طريق الدعاء الصحيح والدعاء الصحيح نفسه.

هل تخيل الصور الخليعة عن قصد حرام ولماذا؟ وأرجو ذكر آية أو حديث. فقد سمعت أن هناك من أفتاها.

تخيُّل الصور الخليعة تجّر النفس للوقوع "ابعد عن العين يسلاك الخاطر"، لن ننام بين القبور ونرى المشاهد الموحشة، وقد قال تعالى بكل آيات القرآن: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..} ولم يقل (ولا تزنوا) فهذا التصور للصور الخليعة قرب من الزنا، فإن قرب غلبته الشهوات المحرمة ووقع. فإن خطر ببال المرء هذه الصور الخليعة عليه أن يصرف فكره مباشرة عنها ويُشغل نفسه بما هو خير كقراءة القرآن أو ذكرى الموت والعقاب والحساب لأن التصور يجرُّ النفس للاقتراف فليحذر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من قلب أضناه البعد يقول للقريب صلني....
سيدي الكريم قرأت في كتبكم فوجدت الحق وقد كنت أقرأ كتب كثيرة قبلها فما وجدت سوى الضياع فحاولت تطبيق القوانين في الوصول للإيمان فما أن أشعر بنعيم القرب من الله وأنني والإيمان قاب قوسين أو أدنى حتى أقع بما يحجب نفسي عن الله فأقول بأن الله موجود ويراني والرسول كاشفني ولكن دون جدوى فلا أدري إلا ونفسي تقودني وكأن الفكر توقف وكأنني آلة بيد نفسي فأحس بنيران تشتعل في قلبي حسرة على تفريطي وبعدي عن الله فأنقلب مرة أخرى وأعود أحاول النهوض فما أن أنهض حتى أقع وهكذا يوم بعد يوم وفترة بعد فترة والعمر يمضي أخاف أن أموت وأنا على هذا الحال فكيف سأقابل ربي العظيم الذي خلقني ليسعدني فإلى متى والعمر قد ولى ومضى فما هو السبيل إلى وقفة ونصر دون وقعة ودحر قبل فوات الأوان أسعفني بما تراه مناسباً يا من به شفائي، ولكم جزيل الشكر.

قال رسول الله ﷺ: (النجاة في الصدق). كما قال ﷺ: (مازال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً..).
فأنت يا أخي بسلوكك طريق الإيمان هذا الطريق الراقي قد غامرت بشرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم. إلا أن في الطريق صعوبات وعقبات من داخل النفس لابد من اجتيازها ولابدَّ من متابعة المسير وزيادة الصدق في هذا الطريق العلي فإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.

فالذي ينتسب إلى المدرسة طالباً العلم والمعرفة تراه يخطئ ويصيب وإن أخطأ مرة هل يترك المدرسة؟! وينسحب من الميدان فأنت بسلوكك هذا الطريق تصارع الباطل وتصارع نفسك ونزواتِها وتردُّ جماحَها. وفي النفس عقبات وعلل لابدَّ من ظهورها لك ليتم شفاؤها وتجاوزها لأنها هي التي توقف لك سيرك الإيماني النوراني لتدخل مرحلة إيمانية جديدة ويغفر لك الله ما قد سلف، قال تعالى: {..لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ..} سورة إبراهيم: الآية (10): شيئاً فشيئاً وذنباً وراء ذنب، ولابدَّ من ظهور العلة والذنب الذي قطعك عن هذا الحال الإيماني العالي، وبالالتجاء إلى الله يتم معالجتها وشفاؤها ولا تعود لها بعدها أبداً وبذلك تتخلص من الشوائب كلها. ويحتاج هذا لوقت، فالعلم بالتعلم، فشهادة الدكتوراه تحتاج عشرين سنة دراسة، ألا تحتاج شهادة ألا إلۤه إلا الله لبعض الوقت. فأنت تتعلم من نفسك دروساً كبيرة والله يريد هدايتك وشفاء قلبك.

فالإنسان السالك لديه مراحل ومراحل في طريقه الإيماني لابد من أن يجتازها واحدة تلو الأخرى، والمرحلة الأولى تختلف عن الأخرى ولكل مرحلة عقباتها ومشاكلها، على أنه يجب أن تواصل المسير دون ملل ولا كلل فأنت في جهادك هذا تخوض حرب شعواء ضد نفسك وهواها وهذا هو الجهاد الأكبر.
كما أنه لابدَّ لكل شيء من علة وسبب، فالطائرة إذا علَت عن الأرض وحلَّقت في الأجواء ومن ثمَّ هوت وسقطت، فلابد من خلل وعطل فني أدى إلى سقوطها. وبإزالة السبب تزول النتيجة، فلابدَّ من أسباب ومسببات تعترض طريقك حتى أنك تقع كما تقول.

وبرفع الأسباب تختلف النتائج، على أن الأمر يحتاج زيادة كدٍّ وجدٍّ.

ومن طلب العلا من غير كدٍّ أضـاع العمر في طلب المحال
ومن طلب العلا سهر الليالي

وما قصة النملة التي كانت تحمل قشةً تريد صعود صخرة ملساء عنك بغائبة.
وهذا عندما انتسب أحد المريدين إلى مدرسة يريد اكتساب العلم والمعرفة وفي بداية طريقه رأى أن المشوارَ طويل والأمرَ صعب، ففترت همّته وقرر الانسحاب والتراجع.
وراح ذات مرة لقضاء إحدى حوائجه فرأى نملة تحاول صعود صخرة ملساء، وقف يراقبها ويراها تحاول مرة وتسقط أخرى حتى نجحت في نهاية المطاف بعد أربعين محاولة، لم تمل ولم تيأس خلالها أبداً. فأخذ درساً بليغاً من هذه النملة وعاد إلى مدرسته لمواصلة طريقه.

فعليك يا أخي بمواصلة المسير وإزالة العقبات والأسباب التي تجعلك تنتكس، وذلك بتطبيقك الحازم للقوانين الإيمانية دون تفريط بصغيرة ولا كبيرة ومصاحبتك القلبية لأهل الله ومن والاه قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: (119).

فطلبك عالٍ وعظيم، وستنال عليه عطاءات لو قارنتها بشهوات الدنيا وملاذها لم تعادل الأخيرة إلا ما يعادل كأس ماءٍ إذا قرنته بماء المحيط.
وللنفس نزوات وميولات فعليك بالصبر عن الشهوات، فالصبر مفتاح الفرج وستنال عليه عطاءات وجنات كبرى فليس هذا الأمر بالسهل، فهاهو العارف بالله أبو يزيد البسطامي يقول تعلمت أسرار الوجود كلها بعشر سنوات ولم أخلص من علل نفسي بأربعين سنة.

فهذا هو الجهاد الأكبر جهاد الهوى والنفس وكله محسوب لك بالمثاقيل ولا يضيع الله مثقال ذرة ولا أقل من ذلك.
فعليك بإتمام المشوار حتى نوال المرام فالآخرة لها حقها وحقها ثمين وغالٍ.

أتحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرَ

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا..} سورة العنكبوت: (69).

السلام عليكم أبي رجل مسن وفكرت أن أفيد بعمل صالح في آخر حياته يفيده في الآخرة، فقررت إعطاءه نقوداً بمقدار مبلغ معين كل شهر (10 آلاف مثلاً) وأقول له: (أبي أنت ربيتنا وتعبت علينا وأنا الآن أرد إليك حقك فهذا حقك وليس منة مني، فهذه نقود حلال زلال لك أنفقها كيف تشاء...) وبنفس الوقت يقوم أخي بنصيحة والدي كالتالي: (أبي الحبيب لماذا لا تنفق جزءاً من نقودك في سبيل الله، الدنيا فانية والله وحده الدايم، ولا يبقى سوى العمل الصالح، فهنالك فقراء ومساكين في قريتنا لِمَ لا تخصص مبلغاً معيناً كل شهر تدفعه لعائلة فقيرة...).
والسؤال: هل يستفيد والدي بهذه الحالة، وهل أنا أستفيد، أم أن ذلك يعتبر نوعاً من التلاعب (حيلة شرعية). أرجو البيان والتوضيح مشكورين.

أنت على حق وأخوك على حق وامضيا ولن يضيع الله عملكما.

إياك أن تقطع هذا المبلغ ولن يَتِرَكَ الله عملك، وأخوك أيضاً ينصح أباه نصائح ثمينة وله أجر عليها، فأنت تستفيد وأخوك يستفيد وأبوك يستفيد.

عندما نعلم أن شيء خطأ ونعمله رغم أننا على يقين تام بأنه خطأ؛ هل هناك مشكلة في العقيدة وكيف يمكن تجنبه والابتعاد عن عمله؟

لقد دخلت في الجهاد الأكبر جهاد النفس والهوى، فاطلبي من ربك بصدق وسلّمي نفسك إليه وقولي:
(يا ربِّ إنني عاجزةٌ أمام طغيان نفسي، واللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فإننا لا نحسن التدبير يا ربِّ دبّر أمري بما شئت وكيف شئت فيا مقلب القلوب ثبت نفسي على الحق)

وقولي:
(اللهم إني تبرأت من حولي ومن قوتي والتجأت إلى حولك وقوتك لكي نعبدك فإنا بك نستعين، يا ربِّ آتي نفسي تقواها وأنقذني أنت خير من يتولاها وزكّها أنت خير من زكّاها، أعنِّي يا ذا الحول المتين ودبِّر أمري فإني لا أحسن التدبير إنك على كل شيء قدير).

قومي قيام الليل وادعي هذا الدعاء بعد صلاة ركعتين.

ما هو الفرق بين المسلمين والمؤمنين والمتقين؟

المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
المسلم: امرؤ سار مع أهل الحق وأهل الصدق ولازم مرشداً صادقاً واتّبعه، فصدّق بما جاء به رسول الله ﷺ تصديقاً كبيراً، وبهذه الرفقة والملازمة مع أهل الصدق عاش بنعيم قلبيٍّ بما ينعكس عليه عن طريق مرشده فأغناه عن المحرمات واستقام وحافظ على جوارحه فلم يقع في معصية ولم يقترف إثماً وابتعد عن اللغو والمجون وسَلِمَ الناس من لسانه ويده فلا يشتم أحداً ولا يطعن أحداً ولا يلعن أحداً ولا يسرق ولا يتعدى على أحد فلا يسلب الناس أموالهم ولا أعراضهم ولا ينهب الآخرين ولا يأخذ أموال الحرام ولا تقع يده على أذى ولا تلمس حراماً.

استقام هذه الاستقامة بمعية أهل الحق والصدق الذين سار معهم فطبّق الأوامر كلَّها بالتمام وانتهى عن النواهي وجاهد نفسه في هذا التطبيق إذ فعل المأمورات طمعاً بالجنة ونعيمها وترك المنكرات وجاهد نفسه صابراً على الشهوات، خوفاً من النار وحريقها فهذا حال المسلم وهذه آثار محبة الإنسان لامرئٍ مؤمنٍ تقيٍّ من أهل الصدق.

تمسَّك إن ظفرت بذيل حرٍّ      فإنَّ الحرّ في الدنيا قليل

وما دام المرء متمسكاً بمحبة من وثق به وما دام معتمداً على نصحه وإرشاده فهو بخير فإذا مات مات على خير حال، إذ كانت أعماله في دنياه طيبة ولم يفعل شيئاً يخجله أو يغضّ من إنسانيته أمام ربه أو يستوجب عليه القصاص فنال بالآخرة الجنة وعن هذا المسلم عبّرت الآية الكريمة: {..وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ..} الزمر (29).
فانظر إلى أحوال المسلم وآثار ارتباطه بالصادقين ونتائجها.

أما المؤمن: من أمنة الناس على أموالهم وأعراضهم، وذلك لأنه تعرَّف على ربِّه بأن سلك خطوات الإيمان عملياً ولم يتلقّن الإيمان من محدثه أو من أمه وأبيه بل حصل على الإيمان بجده واجتهاده الذاتي ولم يعتمد على أقوال الآخرين فقط حتى يوقن بأن أقوالهم تتطابق وكلام الله بالقرآن.

فصدق بطلب ربِّه وصَمَّمَ على الوصول بالأصول إذ راح يفكر ببدايته ممَّ خُلق ومن الذي عني به وهو ببطن أمه وعندما خرج إلى الدنيا من الذي حضّر له لبناً سائغاً في صدر أمه، مع أنه قبل أن يولد لم يكن لهذا اللبن أيّ أثر في ثدي الأم، والذي خصَّصه الله لهذا الطفل الرضيع، فكم هي رحيمة هذه اليد التي تدبر وتربي وتعتني به! فمال قلبه لله، ثم نظر هذا الإنسان نظرة أخرى في النهاية ورأى أنه يسير نحو الموت، إذ أن الموت كأسٌ لابدّ لكل حيّ أن يتجرعه فالملوك والسلاطين والأغنياء جميعهم لاقوا حتفهم وتركوا الملك والجاه والغنى وراء ظهورهم حتى الأنبياء والمرسلين العظماء ذاقوا الموت.

إذن: لهذه الدنيا بداية ونهاية ولها غاية أُخرج الإنسان لبلوغها، عند ذلك جزم طالب الإيمان في البحث وواصل التفكير والتأمل في الآيات الكونية: في السماء وما فيها، في الأجرام والقمر والشمس ولم يدع آية كونية إلا وفكر بها وما زال يدأب ويجاهد ويجتهد في البحث عن إلۤهه متذكراً الموت والفراق وما بعده ليكون له دافعاً وحافزاً للمضي قدماً فسار كما سار المثل الأعلى والقدوة المثلى لطالبي الإيمان والنموذج الإنساني الأرقى لطالبي ربهم كسيدنا إبراهيم الخليل. وما زال يدأب في هذا الطريق الإيماني حتى وصل إلى معرفة هذا الرب العظيم والإلۤه القدير وآمن إيماناً ذاتياً منبعثاً من قرارة نفسه، لا بناءً على تصديق الآخرين والثقة بهم. بل فقط باجتهاده الذاتي لذاته وتفكيره فرأى يد الله قائمة عليه لا تتركه لحظة ولا أقل من ذلك ومشرفة على الكون كله بسمائه وأرضه وبحاره، فخاف ربه وخشيه وهابه. فتجد هذا المؤمن لا يستطيع أن يفعل منكراً أو يقترف إثماً، إذ يحجزه إيمانه عن الوقوع في المحرمات لأنه يرى الله مشرفاً عليه دوماً ومعه حيثما سار وأنى اتجه وقد تميل نفسه لشهوة من الشهوات المحرمة، ولكن خوفه من الله يحجزه عنها. وهذا ما يشرحه الحديث الشريف: (من قال لا إلۤه إلا الله مخلصاً بها دخل الجنة، فقالوا: ما إخلاصه بها يا رسول الله. قال: أن تحجزه عن محارم الله).

ومن يؤمن هذا النوع من الإيمان لا يثنيه عنه أهل الأرض جميعاً ولو اجتمعوا إنساً وجناً، ولا يستطيع أحد أن يبعده عن ذلك الإيمان لأنه حصل عليه بجهده وبحثه الذاتي وليس من غيره. وفي سورة المؤمنون شرح وافٍ عن المؤمنين وأحوالهم واستقامتهم وذلك في مطلع السورة، وبعد ذلك ذكر الخطوات التي اتبعوها حتى وصلوا لهذا الإيمان من تفكير في البداية والنهاية والآيات الكونية بما في السماء وما في الأرض وهاك الآيات، قال تعالى:

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}

ويستمر هذا المؤمن على الاستقامة والطاعات وأعمال البر والإحسان والخيرات فتتولد الثقة بنفسه بأن الله راضٍ عنه بعمله فتقبل نفسه على الله مطمئنة برضاه عنها، وذلك بالصلاة فتقف بين يدي ربِّها خاشعة استعظاماً مما شاهدته من عظمة ربها متذللة ليعفو الله عما مضى من أخطاء وإساءات قامت بها في الجاهلية، ويغمرها تعالى بنوره وتجلياته فتزول من النفس المصلية الميولات المنحطة والصفات الذميمة والعلل والأمراض النفسية وتنال المكرمات والكمالات من رب الكمال فتغدو مزدانة بالكمال ومتشحة بالفضائل، فمن يؤمن هذا الإيمان ويصلي هذه الصلاة الصحيحة يهدي الله قلبه ويدله ويرشده للرسول ﷺ {..وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ..} التغابن (11). فيهتدي ويعرف أن رسوله هو رسول الله بإيمانه ولو أنكره الناس جميعاً يحب المؤمن رسول الله ويقدِّره لسبقه إياه في مضمار الكمال والفضيلة، فترتبط نفسه به ارتباطاً قلبياً معنوياً وهذه الروابط روابط تقدير ومحبة لا انفصام لها لأنها مبنية على أسس قويمة من الإيمان الذاتي اليقيني (فلا يعرف رسول الله إلا المؤمنون بالله) وبهذه الرابطة يسري النور الإلۤهي من الله إلى هذا العبد عن طريق الوسيلة السراج المنير ﷺ، فيرى المتقي الخير خيراً فيتبعه حباً به ويرى الشر شراً فيتجنبه ويعافه كرهاً به لما يرى فيه من ضرر وأذى وتلك هي التقوى هي أعلى وأسمى مراتب الإيمان.

فالتقي: إنسان بصير مستنير بنور الله عن طريق رسول الله ﷺ، ومشاهد بهذا النور حقائق الأمور حيث يميِّز خيرها من شرها هذا قد نجح ما دام مستقيماً لأنه حمل الأمانة من دون كافة المخلوقات والكائنات وعاهد على ألّا ينقطع عن النور ويتمسك به فلا ينفك عن الله وحقق ذلك فلم يخن ولم يحنث بعهده فقد وفّى هؤلاء هم المتقون {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ، وَكَأْسًا دِهَاقًا ، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} النبأ (31-35).

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدامكم الله ذخراً وخيراً عميماً للعالمين
سيدي الفاضل نرجو بيان إذا ما كانت التمارين الرياضية والتدريبات الرياضية صحيحة وصحية في دين الله الحق مع العلم أنها إجهاد للعضلات والخلايا طبعاً بالنسبة لألعاب كمال الأجسام والتمارين القاسية فهي كما أعتقد إتعاب للخلايا وتغيير في خلقة وشكل الإنسان
ولكم جزيل الشكر والاحترام والامتنان

التمارين القاسية في الأندية إنما هي لعب ولهو وتكبّر، فهم يلطمون بالملاكمة وجوه بعضهم بعضاً، ونتائجها ضارة على الجسم لأنها ترغم العضلات على بذل جهود عنيفة أكثر من طاقاتها وهذه حينما يبلغ الأربعينات ينعكس عليها الأمر بالضعف والاضمحلال والأمراض الجسمية لأنها تُكره الجسم وتحمله فوق طاقته فينهار بعد سنّ الشباب انهياراً سريعاً.

إنها جيدة إذا كان منها تليين العضلات وتنشيطها بالحركات الصباحية التي تلين هذه العضلات كالتمارين التي يسمونها بالتمارين السويدية، أما التي فيها جهد كحمل الأثقال فالذين يحملون الأثقال ما إن يبلغوا سنّ الأربعين تحلُّ قواهم وعضلاتهم فيصبح ابن الأربعين كابن التسعين عداك عن الأمراض التي لا يستطيع الجسم دفعها لأن العضلات قد استنزفت طاقاتها بالرياضات العنيفة، أما خير الرياضات فهو المشي إذ لا جهد فيه على الجسم وعلى العكس يبقيه نشيطاً بشكل طبيعي لا إرغام فيه على العضلات وتحميلها فوق طاقاتها، أما من ناحية دينية {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ..} سورة محمد: الآية (36). وهي مذمومة في القرآن، فإن أراد أن يريض جسمه أكثر وبدل أن يحمل الأجسام الحديدية فليحمل ربطات الخبز وصك يحمل فيه الخضار والفواكه هذه هي الرياضات التي تنفع وليس فيها أي ضرر على الجسم لأنها لا ترهقه، أي: أن يعمل على المليان وما فيه الخير من معروف وأعمال خيرة فلو كان عدواً وضرب عدوه لاشتفى أما هؤلاء يضربون بعضهم كل يوم وباستمرار فهذه قسوة وهي غير نافعة لا للجسم ولا للنفس لأنها تعوّد النفس على الشر والضرب.

إذاً فقط المشي وتلينات الجسم الخفيفة التمارين المسماة تمارين سويدية هذه محمودة وما زاد على ذلك عاقبته الضرر على الجسم وعلى النفس، وهذه الرياضات العنيفة لا تفيد أيضاً عند الاقتتال، لأنه إذ ذاك يكون الانتصار لا للقوي بالجسم بل للشجاع بالقلب، عند الوغى ينتصر الشجاع وليس القوي بالجسم.
فإن أراد رياضة يتقرب بها إلى الله فليذهب لساحات الوغى وليحارب أهل الضلال والطغيان عندها يكون الله في عونه ويقيه مضرات الجسم ويعود عليه بخيرات تنقلب عليه في الآخرة جنات والجنة تحت ظلال السيوف.

هل يجوز تعويض جلسة الساعة المسائية في الوقت بين المغرب والعشاء لمن فاتته وهل الإيمان في هذا الزمان معجزة أو فوق طاقة البشر بسبب الفتن والشهوات أم أنهم ليسوا بوادي الإيمان والطهارة؟
الطالب الصادق بكم من الوقت يصل لأول مراحل الإيمان الشهودي وخلال هذه الفترة ألا يوجد مبشرات وبوارق ورؤى؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: طبعاً يجوز تعويض الساعة المسائية لمن فاتته في وقت الغروب والتفكر بآلاء الله وصنعه في أيّ وقت ولكن أنسب شيء للتفكر هو في وقت:
1- الانقلاب النهاري "الساعة الصباحية".
والتعويض لكم جائز والله تعالى يعوضك بأحسن مما فاتك يا أخي الحبيب.
2- نتابع الانقلاب المسائي "الساعة المسائية".
في هاتين الساعتين يحصل التحول والانقلاب فتلتفت النفس وتتوجه لما يحصل حولها ويكون التفكير بأكمله، هذا هو قانون الإلۤه العظيم وهو الذي خلق الأنفس وهو الأعلم بما يناسبها وبما فيه سعادتها لذلك جاء الأمر بالقرآن: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} سورة الأحزاب: الآية (42).

ثانيا: كلا يا أخي ليس الإيمان معجزة وليس فوق طاقة البشر لأن الله في كتابه العزيز يأمرنا بالإيمان وحاشا لله أن يأمرنا بأمرٍ لا طاقة لنا به وفوق وسعنا قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} سورة البقرة: الآية (286). وما الفتن والشهوات إلا مكاسب ومدارج لمعارج، فلولا المقاومات لما نتج شيء:
فمثلاً التيار الكهربائي عندما يجري في السلك ويواجه مقاومة ما يتحول لإنارة أو لحرارة أو لحركة على حسب الآلة والمقاومات الموجودة.

كذلك النفس البشرية لولا المقاومات للشهوات والفتن لما كسبت ثقة ولما أقبلت على ربها، فبالتضحية بالغالي على النفس والمحبب لديها تتجه النفس لمن بسبيله ضحت وهو الله جلَّ جلاله، فهذه الشهوات وضعت للخير، بل هي سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافة الله أبدله نعيماً يجد حلاوته في قلبه.
والحقيقة هذا أصعب زمان بالوجود فما أعظم من يؤمن به والأجر على قدر المشقة.

ثالثاً: تسأل هل هناك مبشرات وبوارق ورؤى للطالب السالك في طريق الإيمان؟
نقول طبعاً لابدّ أن تحصل للسالك مبشرات وأحوال ومشاعر وبوارق، فليحافظ عليها الإنسان وليكثر من الخلوات ومن أعمال الخير التي تنمِّي هذه المشاعر حتى تصل بالإنسان في آخر المطاف للشهد والشهود وللتقوى وهي الاستنارة بنور رسول الله ﷺ الموصل لنور الله قال تعالى: {..وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} سورة الحج: الآية (32). وشعائر الله: هي تلك الأحوال القلبية والمشاعر العلوية التي يشعر بها المؤمن أثناء سلوكه الإيماني ومجالس العلم الحقيقية والتضحيات لجانب ربك للفقير والمسكين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أود سؤالك هل يجوز أكل لحم الحمام والإوز والبط وبالنسبة للحم الأرنب؟
وبالنسبة لسمك السلور كما نعلم انه لا يتنفس عن طريق الغلاصم ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم.

نعم يجوز أكل الحمام والإوز والبط ولحم الأرنب بشرط التكبير على الذبيحة أثناء ذبحها.
وهذا أمر بديهي ولا يختلف به اثنان. فالحرام بيّن والحلال بيّن.
وبالنسبة لسمك السلور نحن نعلم أن لديه غلاصم ويتنفس عن طريقها وشأنه كشأن سائر الأسماك.

أريد أن أسأل عن قضاء الصوم هل يجوز في أي وقت؟ فمن المعروف أن صوم يوم السبت والأحد والجمعة لا يجوز الصوم فيهم فرداً أي عندما نصوم السبت نصوم قبله يوم أو بعده يوم أي نصوم السبت والجمعة أو السبت والأحد.
فلي صديقة كانت صائمة السبت وأرادت أن تصوم يوم الاثنين فهل هذا يجوز.

لا يوجد في ديننا الإسلامي تفريق بين يوم ويوم ويجوز الصيام يوم السبت أو الأحد أو الجمعة كذا في شهر رمضان نصوم كلَّ هذه الأيام عدة مرات ولا أصل لتحريم هذه الأيام للصوم الطوعي أما الفرض فهو فقط شهر رمضان والذي أمرنا به تعالى في محكم كتابه.
كما لا علاقة لعدم الصيام فرداً فما كانت صائمة السبت وأرادت صوم الاثنين بالصوم الطوعي يجوز والسلام.

ما حجة تحريم القرآن على المرأة الحائض

فرض الله تعالى الوضوء للصلاة ليتنشط الجسم بالماء {..وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..} سورة الأنبياء: الآية (30). فتتنشط الأعصاب وبالتالي النفس السارية فيها وتتنشط الأجهزة كلها (والدماغ) وتدور دواليب التفكير فيفهم الإنسان معاني كلام الله في الصلاة، فإذا فهمها يستطيع تطبيقها، هذا لأن النفس مزجوجة في الجسم فبنشاطه تتنشط النفس والعكس صحيح، أي إنَّ المرأة حينما تكون حائضاً يضعف جسمها فإذا مسكت القرآن وقرأت فيه وهي بهذا الضعف فلا تستطيع فهم معانيه السامية بل ربما فهمت العكس، فلا يجوز للمرأة الحائض أن تمسك المصحف وتقرأ فيه حتى تتطهر وتعود إلى غسلها ووضوئها ونشاطها، ولكن تارك الصلاة ميت، يموت قلبه لذلك عليها أن تبقى في صلاة قلبية وذكر قلبي فتقتصر صلاتها على الصلاة القلبية، أي الصلة بالله يجب أن تستمر ولا علاقة لها بالصلاة بحركاتها ولا بحمل المصحف وقراءته.

وفي الحديث الشريف "ما معناه": (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
فقلبها ينبغي أن يبقى في ذكر الله ولو لم تمسك المصحف وتقرأ به، ولو لم تقم بحركات الصلاة ولا مؤاخذة عليها بسبب ضعفها.

السلام عليكم
بتمنى أعرف شو حكم الصلاة إذا صليت مع أخو زوجي وبحضور أهلي بس أنا وهو لوحدنا صلينا وإذا صلينا كل واحد بغرفة بس جدار بيني وبينه شو حكم، أكيد قصدي صلاة الجماعة وشكر جزيلاً

الحكم ما حكم به ﷺ حينما سألوه عن الحمو أي أخو الزوج فقال ﷺ: (الحمو الموت).

السلام عليكم
أنا في ضائقة مالية ملحة (سأشرح التفاصيل فيما بعد إن أردتم) وأريد أن أعرض إحدى كليتي للبيع هل يجوز لي ذلك لإنقاذي وإنقاذ حياة شخص آخر.

كلا أبداً.
هذا الجسم أمانة لديك والأمانة لا تباع فإذا بعتها فإنك تكون قد خنت الأمانة.
إذا أخذت ثمن الكلية الأولى وأكلت بها وشربت حتى أنفقتها كلها ولم يبق شيء منها فهل تبيع الكلية الثانية؟!.
أما إن أفقر الله الإنسان فهذا لسبب معين إن زال هذا السبب أزال الله عنه هذه الضائقة المالية:
{..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..} سورة الطلاق: الآية (2-3).
{..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} سورة الطلاق: الآية (4).
اصدق وابحث عن السبب الذي وصل بك للفقر وأزله يغنك الله.

السلام عليكم سيدي الفاضل كل عام زادكم الله رفعة وسموا بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك.
أرجو منكم نصائح نطبقها في رمضان عسى أن يمن الله علينا بعض من تجلياته وأنواره.
ثانياً: الوحدة خير من جليس السوء والجليس الصالح خير من الوحدة هل صلاة التراويح جماعة حصراً وخاصة أن البعض من الأخوة مقصرين أرجو إرشادنا للصواب حتى تكون نتيجة خير للجميع وشكراً جزيلاً لكم سيدي.

أخي الكريم: نوصيك بالاستعداد لشهر رمضان شهر التقوى بأن تسلك سبل الإيمان المبيّن في جميع كتب العلّامة محمد أمين شيخو "قدّس سرّه".

وأن تكثر من ذكر الموت لقوله ﷺ: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات) وزيارة القبور فهي تطهر النفس من العلائق الاجتماعية وتشرح الصدور لأنها تذكر بالآخرة وبالمسؤولية وبالله الذي ستلاقيه بعد الموت، فهل أمَّنت الهدايا التي ستأخذها من أعمال الخير والإحسان لكي يبيض فيها وجهك تجاهه تعالى، إذ غاياتنا هي القربى منه تعالى، أيضاً المحافظة على ساعة التفكر الصباحية وساعة التفكر المسائية والتأمل في تقلّب الليل والنهار والتفكير في آلاء الله للتوصل للإلۤه من خلال صنعه وفعل الخير قدر المستطاع والاستقامة، فإذا سبق الصيام صوم المرء عن المحرمات فلم يؤذِ أحداً ولم يكسب إثماً ولم يعصِ الله في نهاره أبداً وجاء شهر الصيام وهو على هذا المنوال من الطاعة والاستقامة فصام النهار وعند الإفطار تناول قدراً يسيراً من الطعام ولم يحمِّل معدته حملاً ثقيلاً إذا فعل الصائم هذا وأتى بما ذكرنا ووقف في صلاة التراويح يناجي ربه فلابدّ أن الله تعالى سيكرمه بما هو أهلٌ له وينال مشاهدة ليلة القدر التي لا كفر بعدها أبداً، واصدق فيما ذكرنا يكرمك الله بتجلياته ويجعل لك نوراً فتسلم من بوائق الدنيا الدنية، وترقى إلى عليين وتحرم عنك نيران تلظى، عسى أن نكون وإياك من الناجين {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم: الآية (39).

فاصدق وصمم وجاهد عسى أن يحشرك الله إن سلكت بصدق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وعسى أن يخلصك الله وإيانا من مفاتن الدنيا الدنية ومعاصيها الجهنمية أنت ومن يحبك والسلام على من اتبع الهدى، وهذا طريق الجنة هذه تجارة تنجينا من عذاب أليم: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة الصف: الآية (11).

2- اختر صلاة الجماعة بالتراويح مع غير المقصِّرين ولو قلّ العدد والذين ترتاح نفسك بصحبتهم، حذار... اختر في صلاتك صحبة الصادقين وتجنب الصلاة مع المقصّرين لأن النفس تكون في صفاء ونقاء بعد الصيام (والطبع سرّاق فجانبوا أهل البدع) لئلا تخسر صلاتك في رمضان.

السلام عليكم
هناك حلقة مفقودة (أو إنني أنا لا أراها) الإنسان السالك لطريق الإيمان فكر بالموت حتى خافت نفسه من المصير فراح ينظر في آيات الكون حتى توصل لتعظيم تلك اليد الصانعة ولكن لحظة شعوره بنور الله أو الدخول على الحضرة الإلۤهية من باب السلام ﷺ هذه اللحظة هل هي شيء محسوس ملموس يعني هل يحس بخروج نفسه يعني هل يحس بوجود أو حدوث حالة جديدة لم يكن يعرفها سابقا ويكون لها تاريخ عنده يبقى يتذكر تلك اللحظة فيقول -مثلا- إنني بتاريخ كذا وبالساعة الفلانية وصلت للإيمان بالله أم أن الأمر هو شعور بالراحة النفسية أو ما شابهها فأنا سمعت قصة مفادها أن رجل كان زائراً للمقبرة يذكر نفسه بالموت وفيما هو بتلك الحالة من الصفاء النفسي الكبير وإذ بكلب -أكرمكم الله- ينبح بجانبه أو يمر من أمامه فيفزع وخرجت نفسه ويقال انه سمع أو ذاق أحوال الأموات وسمع صراخهم من الآلام (قد تكون القصة ليس بنفس الرواية ولكن تقريباً بهذا المعنى فأنا سمعتها مقاطع ومن عدة أشخاص) فكيف تخرج النفس وهل يحس بها الإنسان أم هو كخروجها أثناء النوم - الإنسان التقي كيف يرى بنور الله (أعرف أنه لا يمكن شرح ما هو طعم العسل لرجل لم يرَ العسل ولم يذقه) هل تتولد له عين جديدة فالتقي يميز الخير من الشر فمثلاً يرى الفعل أو الأمر فيعرف أنه خير أم شر فكيف يرى خير الأمور أو شرها هل يصبح لديه كما بتعبير لديه فراسة وبداهة بمعرفة الشيء أم يرى كما يرى بعينه عين الرأس.

1- تسأل: [هل لحظة دخول المؤمن على الحضرة الإلۤهية هي شيء محسوس ملموس أم أن الأمر هو شعور بالراحة النفسية أو ما شابهها].
الجواب: نقول إن لحظة دخول المؤمن على الحضرة الإلۤهية هي شيء لا محسوس ولا ملموس ولكنها أكبر بكثير من المحسوسات والملموسات.

لأن الحواس الخمسة ضيقة محدودة. تحصل من خلالها على لذائذ عابرة آنية منقضية محدودة ومحصورة، أما هنا بالإيمان اليقيني الثابت المضمون يحصل لك العقل والعقل هو الدين ومن لا عقل له لا دين له. وأن ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها. فالعقل هو حقيقة يقينية تدركها النفس بذاتها وتتوسع بها، وأثر العقل بالنفس أوسع من الكائنات كلها، وأعلى من النجوم السابحات السائحات وأعمق من البحار والمحيطات. وأشهى وألذ من ملذات الكون بأسرها.

العقل: شيء ماثل بالنفس لا يزول أبداً حتى بعد الحياة الدنيا، أما المحسوسات الملموسات فإنها تزول وتفنى بعد الموت، وكلها مطية ووسيلة للرقي إن ضحيت بها يحل محلها العقل أي الشهود النفسي تشاهد بها أسماء الله الحسنى وتنال بذلك الجنة.
فندعو الله أن يجعل الدنيا بأيدينا ولا يجعلها في قلوبنا.

أنت تقول أشهد ألا إلۤه إلا الله، فكيف تشهد إن لم يكن لديك نور أسطع من الأنوار المادية، بل وكيف تشهد ما لم تفتح منك عين البصيرة التي بها ترى النفس رؤى أوضح مما تراه بعين الرأس، إذ أن النفس تتوسع بالله فترى وتشهد بإيمانها إمداد الله الواسع اللامتناهي على الكون وتعقلها، وتسري لترى الآخرة وأحوالها وترجع للوراء لتتذكر وترى الأزل والخلق الأول، وكيف أنه عاهد ربه على الأمانة وعدم الخيانة فتعقلها ايضاً، وهذا لا تدركه الحواس المادية الضيقة، فهذا هو الحق وما دونه من محسوسات وملموسات ما هي إلا خيالات وسراب ولذائذ زائفة آنية منقضية.
والله يقول (..إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) سورة الذاريات: الآية (23). أي مثل هذه الحياة السارية في أجسادكم والتي تجعلكم ترون وتسمعون وتنطقون كذلك الحياة القلبية المتواردة عليكم عن طريق رسول الله حياة حقيقية تسري في قلوبكم وهي أسمى وأعلى وأبهى وبها السعادة والمسرات والنعيم المقيم.

أي أن الفرق بين العطاءات النفسية والعطاءات الجسمية كالفرق بين حجم الجسم وحجم النفس المكلفة حين تتوسع بالله، فحجم الجسم بهذا الكون يكاد لا يذكر لأن حجم الكرة الأرضية بالنسبة لبعض النجوم يبدو صغيراً جداً فكيف بالإنسان وهو بهذا الحجم الصغير أما نفس الإنسان الذي حمل الأمانة والتكليف ونجح إذ آمن بلا إله إلا الله أوسع بكثير من الكون بأسره، أما بقية ذرّات هذا الكون ومجراته وبروجه بنجومه التي نجم منها أكبر من حجم الأرض بمليارات المرات كلها أقل من حجم النفس المكلَّفة فهي لم تحمل التكليف والتشريف، أما الذي حملها ونجح فنفسه لا جسمه أوسع من الكائنات وينال من الله عطاءات فوق ما يناله الكون من العطاءات، فحين دخول النفس على الحضرة الإلۤهية يمنحها ربها أكثر مما يمنح هذه النفوس المتمثلة بالنجوم والأبراج والشمس والقمر والكواكب.
فلحظة الدخول على الحضرة الإلۤهية يظن الإنسان أنها عطاءات محسوسة ملموسة على الجسم ولكن الجسم بالحقيقة لحظة الدخول التي ذكرناها ينصعق ويلقى أرضاً كما انصعق جسم سيدنا موسى حين شاهد جمال الله بنهاية رمضان واقتضاه الحال عشرة أيام حتى استطاعت نفسه أن تعود لهذا الكون ولجسمه.
علماً أن التجلي لم يكن مركزاً عليه بل على الجبل الذي اندك وتلاشى بحب الله عن وظيفته. إذن هذه اللحظة هي لحظة من لحظات عقل الجمال والجلال والعظمة واللطف والعطف والحب الإلۤهي، فالنفس البشرية المكلفة الناجحة تتحمل من التجلي الإلۤهي ما لا يتحمله الكون بأسره فأين الجسم واللمس عندها، إنه العقل أي المشاهدة النفسية من ذاتها بذاتها للذات الإلۤهية بأسمائها الحسنى.

2- وتسأل [هل يستطيع الإنسان أن يضع تاريخاً للحظة دخوله على الحضرة الإلۤهية].
الجواب: إن دخلت نفس المؤمن المقدرة لرسول الله على حضرة الله عندها يفنى لديه الماضي والحاضر والمستقبل، فمن عرف الخالق صغر المخلوق في عينه ومن دخل على الله بمعية من قدره ﷺ يغيب عنه الزمان والمكان حتى يغيب عن جسمه وعن نفسه وعن الوجود بأكمله.
فالجمال المتناثر في الكون على الوديان الجميلة ذات الشلالات البديعة والجبال الشاهقة والورود والزهور بشذاها وروعة سنا جمالها، ناهيك عن جمال البنين والبنات وغيرها كلها أثر بعد عين من جمال الحضرة الإلۤهية وجلالها وهذه التي ذكرناها كالنجوم إذا أشرقت شمس الضحى هل تشاهد نجمة.
فالحقيقة بالدخول على الحضرة الإلۤهية يحصل له فناء عن المخلوقات بأسرها وبقاء بالله. فهو لا يرى إلا سناء وبهاء وجلال جمال الأسماء الإلۤهية العليّة وجناته التي فيها الغبطة الأبدية، أي يحصل له (غسل نفس وغسل دماغ) فهو لا يرى إلا الله يرى الحقيقة اليقينية. فأنى له أن يتذكر زماناً أو مكاناً بذلك الوقت، أما حينما يعود من هذه الرحلة السامية القلبية وإلى وجوده وإلى المكان والزمان فإنه يتذكر بشكل عام الفترة الزمنية بدون تحديد تاريخي لأن الزمان والمكان يفقدان وجودهما حين يبتعد في المركبة الفضائية عن الأرض.
الزمان مبني على الدوران، دوران الأرض والقمر والشمس وهذه كلها زائلة لا محالة، فمفهوم الزمان والمكان وسائل بدائية للوصل بهذه الأصول إلى الإيمان وإلى الحضرة الإلۤهية ولحظة الوصول لا يتذكر شيئاً ويغيب عن كل شيء، أما بعدها قد يتذكر الزمان والمكان وقد لا يتذكر.

3- وتسأل: [لحظة دخول المؤمن على الحضرة الإلۤهية هل يحس بحدوث حالة جديدة لم يكن يعرفها].
الجواب: حتماً: فقد أصبح في عالم ثانٍ يحصل على حياة من نوع آخر أجمل وأطيب وأنور وأحلى، نعم سيتغير حاله سيخلع ثوب الشيطانية أو الحيوانية ويلبس ثوب الإنسانية فلو كانت نفسه فحماً أسوداً لغدت ألماساً، ولو كانت من نوع التنك لصار قلبه ذهباً صافياً، فستتبدل جميع صفاته من بخل إلى كرم ومن قسوة إلى رحمة ومن جبن إلى شجاعة ومن عمى إلى ديمومة النور فيصبح بصيراً.
فبالتبدل الكلي كما تبدل صحب رسول الله ﷺ إذ كان العرب أحقر خلق الله فغدوا أسمى الخلائق وسادة الدنيا والآخرة وكذلك كل من اتبعهم بإحسان في أي مكان وزمان.
فهو يحس بنعيم في قلبه أرقى وأبقى بكثير من نعيم الملذات الحسية اللمسية، فالمسرات لا تغادر قلبه ولو مرض جسمه.
فلن يغادره النعيم وبعد الموت سيتضاعف هذا النعيم ويزداد إنارةً، وكذلك يوم القيامة وما بعدها وذلك بفضل من أوصله وهو النعمة العظمى والعروة الوثقى اليقينية التي لا انفصال لها، وينال النعيم من حضرة الله مباشرة عن طريق رسوله السراج المنير ﷺ.

4- أما عن القصة التي سمعتها:
فقد سمعتها مشوهة النقل لأن الذي نقلها لم يعقلها. فالقصة هي أن رجلاً كان في المقبرة يذكِّر نفسه بالموت ويخاطبها أنه لابدّ من دخولها إلى المقبرة وأن يأتي الأحباب والأخلاء به محمَّلاً على النعش ويدخلوه في هذه الحفرة الضيقة (القبر)، وبتلك الأثناء اندفع بأذنه صوت قوي وهواء ساخن. ففزع الرجل وإذا بكلب كان نائماً على القبر ولم يستيقظ إلا حينما وصل إليه هذا الرجل وكانت ظلال الشجر تحجب جسم هذا الكلب، ولكن الرجل تفاجأ بصوته القوي يعصف بأذنه على بعد سنتمترات وهواء فمه الساخن يصل إلى أذنه فلم يعلم أبداً ماذا حدث ومن أين أتى هذا الصوت وتلك السخونة، ففزعت نفسه والتجأت للفكر. وقد كان التفكير قد وصل إلى أن المشيعين أنزلوه بالحفرة، فبالتجاء النفس إلى الفكر تبعت النفس مجرى التفكير فنزلت القبر فأحس الرجل بأن شيئاً أبيضاً خرج من صدره ونزل إلى القبر. وتابعت النفس سريانها فوصلت للآخرة كل هذا بلمح البصر وانقلب الحال النفسي إلى مسرات ونعيم وسرور.

5- وتسأل: [كيف تخرج النفس وهل يحس بها الإنسان].
الجواب: إذا النفس صاحبت النفوس الناجحة أو نفس رسول الله سيدهم، فهو يشعر بنفسه أنه انتقل انتقالاً مفاجئاً ولكنه لا يعرف الكيفية، أي أنه كان بعالم وانتقل لعالم آخر وصار بعالم أسمى وأحلى عالم نورانيٍّ بهي ملؤه السعادة والمسرات كما انتقل السحرة مع سيدنا موسى فقالوا (..إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ)سورة الأعراف: الآية (125): حدث لهم انقلابٌ كلٌّي جذريٌّ حيث انقلبت النفس من محاطة وهي سجينة بالصدر إلى محيطة والجسم يغدو فيها، انقلبت من عالم الدنيا إلى عالم آخر عالم الجنات فبمعية الرسول ﷺ تعرج نفسك بلطف ودون شعور منك وتدخل على الحضرة الإلۤهية ولا يشعر المؤمن بنفسه إلا وهو بهذه الحالة العالية ولا يعرف الكيفية، وهو بالحقيقة ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بمعية السيد الأعظم رسول الله ﷺ.

6- وتسأل: [هل تتولد له عين جديدة وكيف يرى بنور الله].
الجواب: الضرير إذا فَتَّحَ فلم يكن له عين يرى بها وقد أصبحت له عين يرى بها. معناها أنه قد تولدت له عين الآن. يقول الله تعالى عن النفس (فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ) سورة الغاشية: الآية (12). أي أنها عين فَتَّحَتْ، وسرَتْ وطارت وسمت وعلت، نعم إنها النفس التي تشاهد كانت عمياء وفتحت، فأصبحت لها مولد نور جديد والحقيقة أنه ما كان لهذه النفس قبلها نور فهي فقدت النور منذ الأزل، ولكن حين طلبت ربها بإيمانها فإن السراج المنير رسول الله يمدُّها بنوره الموصل لنور الله، فبهذه الطريقة تنال النور الباقي الدائمي حينما تطلب الإيمان بصدق لتتيقن، والذين هم بلقاء ربهم مؤمنون والآية تقول (..وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ..) سورة التغابن: الآية (11). إذاً فمن يطلب الإيمان كما طلبه سيدنا إبراهيم بصدق عندها يأتي دور السراج المنير فيمده بنوره الموصل لنور الله فيجعل الإيمان مشهوداً.

7- وتسأل: [كيف يرى خير الأمور من شرها؟! هل يصبح لديه فراسة بمعرفة الشيء أم أنه يرى كما يرى بعين الرأس].
الجواب: إنه يرى خير الأمور من شرها رؤى يقينية أشد وضوحاً مما يراه بعين الرأس، هذا قد فتَّحَتْ عين بصيرته وسطع على قلبه نورٌ أشد سطوعاً من الأنوار المادية، فيرى الحقائق ويعاينها فلا تغره المظاهر الجميلة والشهوات الخداعة الزائفة فيرى السمَّ من الدسم ويميِّز الحية من السمكة، ولا تختلط عليه الأمور يرى رؤى حقيقية بواسطة السراج المنير ﷺ.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في الشريعة الإسلامية أصول على كل مسلم اتباعها منها الصلاة الزكاة الصيام الحجاب والغسل وغيرها ولكن لم يشرح لنا أحد ما فائدة هذه الطقوس ولماذا وضعها الله وهو غني عن كل شيء وكذلك اختلف رجال الدين في شرحها فمن نتبع إذا كانت الصلاة صلة بين العابد والمعبود فما تفعل الزكاة؟

تفضلت وقلت: [لم يشرح أحد لنا ما فائدة هذه الطقوس]:
الجواب: نعم هذا الكلام صحيح وينطبق مئة بالمئة قبل ظهور علوم العلامة الإنساني محمد أمين شيخو ولكن منذ أن نشرت علومه وفهمه العالي لكلام ربه وشرح الحكمة البالغة من كل أمر وتوضحت فائدة هذه الأوامر الإلۤهية ومراد الله منها، فإن شئت أن تدرك الحكمة وتتعرف على فائدة الطقوس والأوامر الإلۤهية فانظر كتاب درر الأحكام في شرح أركان الإسلام وكتاب السبع المثاني للعلامة محمد أمين شيخو تجد كلاماً منطقياً يقبل به كل مفكر وكل عاقل باحث عن الحقيقة والحكمة.

وتسأل: [لماذا وضع الله هذه الفرائض وهو الغني عن كل شيء].
الجواب: صحيح، الله غني عن كل شيء وعن العالمين، ولكن وضع الفرائض وهذه الأوامر لإسعاد بني الإنسان وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاء والجور إلى مراتع الهناء والسرور ولينعموا بفضل الله والجنان بدل الآلام فالنيران، ليسعد بنو الإنسان في الدنيا وتكون لهم الجنة في الدنيا، وفي الآخرة أسعد وأسعد وبدون هذه القوانين يصبح الإنسان بهيمة لا يدري لماذا جاء ومن أين جاء وإلى أين سيذهب، وما هي الغاية التي أوكلت له والمهمة التي جاء لأجلها إلى الدنيا.

بدون هذه القوانين لا يعلم الإنسان شيئاً بل يغدو وحشاً والحقيقة أن كل هذه الحقائق كانت مجهولة كما قلت وتفضلت لا يعرفها أحد من العالمين حتى جاء سليل رسول الله العلامة الإنساني محمد أمين شيخو وبيّن خيراتها ومعانيها والحكمة البالغة في السمو منها، وبذلك سار على نهج رسول الله ﷺ حبيبنا حيث أمره الله بأن يبين الحكمة من كلِّ أمر ويعلمه لأصحابه كما في الآية الكريمة: {..يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..} سورة آل عمران: الآية (164):
(الكتاب): وما فيه من أوامر ونواهٍ (والحكمة): أي الحكمة من هذه الأوامر وفائدتها، كذلك جاء العلامة الإنساني محمد أمين شيخو بعد رسول الله ﷺ فبين الحكمة والمراد الإلۤهي من هذه الأوامر والنواهي بعد إهمالها ونسيانها.

كان علماء الدين جزاهم الله الخير على مرِّ القرون يتحدثون عن الأوامر والفرائض والنواهي والعبادات ولكن لم يسبق أحد أن تطرّق إلى الحكمة وإلى المراد الإلۤهي وإلى الغاية من هذه الأوامر الإلۤهية. اعتبروا الأمر كمسلمات، عليك أن تفعلها دون أن تسأل لماذا. أما العلامة فقد خاطب العقل مبيناً كيف تتم السعادة وإسعاد بني البشر عن طريق فهمهم للحكمة والحقيقة من وراء تطبيق هذه الأوامر واجتناب النواهي كان العلماء سابقاً يحثون الناس على أداء الصلوات على أنها إسقاط فريضة لكي يرتاحوا منها لأنها واجب عليهم أداؤها ولكي لا يُصلُّونها غداً على بلاط جهنم، هذا مفهومهم ولم يدركوا السعادة والخيرات التي يجنيها المرء من أداء الفريضة.

وتفضلت: [أن رجال الدين اختلفوا في شرحها فمن نتبع].
الجواب: نعم اختلفوا قبل أن يأتي العلامة ويبين الحكمة فكان كشفاً علمياً غزا العالم وكذلك بين الحكمة البالغة من ذكر اسم الله على كل ذبيحة تذبح وما فيه من الخير الكثير وما في تركه من الشر المستطير هذا إضافة لما ذكرناه من بيانه للحكمة من الصلاة والصيام والزكاة والحج.

أما بالنسبة لسؤالك إذا كانت الصلاة صلة العابد بالمعبود فماذا تفعل الزكاة؟!
نقول: كلمة الزكاة تعني لغة الطهارة والكمال، فالزكاة وهي تأدية المال الذي هو أثمن شيء على الإنسان لأنه مادة الشهوات، فبالتضحية بالمال من أجل التقرب إلى الله يكون المزكي قدَّم عرض الدنيا ابتغاء الآخرة وابتغاء مرضاة الله والنفس تتبع عملها ويكون لها بتضحيتها ثقة، ويغدو وجهه أبيض تقبل نفسه بالصلاة على من بسبيله ضحت بالغالي والثمين وهو الله عز وجل.

وحين تقبل على الله واثقة من إحسانها يسري النور الإلۤهي إلى مواضع الشهوات المنحطة في النفس فيطهرها من جرثومها ويبدل صفات النفس فبعد أن كانت تتصف بالصفات الذميمة من بخل وجبن ولؤم وقسوة غدت كريمة رحيمة ومتصفة بصفات الكمال ومتشحة بوشائح الفضيلة والإنسانية ويغدو الإنسان إنسانياً حقاً قد امتلأ قلبه بالرحمة الإلۤهية والعطف على الخلق.

وهذا معنى قوله تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} سورة الليل: الآية (5). فهذا العطاء والإنفاق يجر النفس إلى التقوى وهي الاستنارة بنور الله فالزكاة والطهارة. وكذلك قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} سورة الشمس: الآية (9): أي طهر نفسه ونقاها وذلك بالإقبال على الله.

وللمزيد من الإيضاح هناك كتاب درر الأحكام بحث الزكاة بالمكتبات وعلى موقعنا على شبكة الإنترنت.

السلام عليكم
إذا كنت في صلاة الجماعة مأموماً فقام الإمام في صلاة الظهر إلى الركعة الخامسة سهواً وكنت متيقنا أنه قام للخامسة وزاد في الصلاة فسبح له المصلون ولم يرجع ما نفعل في هذه الحالة.
أرجوك ساعدني بشرح مفصل لأنّني على مسابقة دينية وأنا أحضر لها وجزاك الله خير الجزاء.

في الحقيقة أن صلاة الإمام في الحالة التي تفضلت بها صحيحة ولا ضير إن اتبعت الإمام بالزيادة أما من أجل الإجابة بالمسابقة ومن أجل ألا تخسر العلامات نجيب: (علينا أن نعيد الصلاة مرة ثانية بعد أن نكمل الصلاة الأولى مع الإمام).

أما بالحقيقة لا ضير بزيادة الصلاة كما أن الإنسان إن كان يعطيه رب العمل 4000ل.س وفجأة أعطاه 5000ل.س أي منحه 1000 ل.س فهل يرفضها ويرمي إليه بكافة الدراهم أم يرضى بالزيادة ويكون مغتبطاً بها ممنوناً ممن منحه إياها، وكذا إذا منح رئيس الجمهورية الموظفين منحة رواتب ألف ليرة سورية فوق راتبهم، هل يرفضونها أم يأخذونها بامتنان، كذا الصلاة إن سها الإمام ولم يسمع التسبيحة وزاد في صلاته فزيادة الخير خير. (إن كان حبيبك عسل اِلحسْه كله).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد:
سيدي الفاضل، شهر رمضان وما فيه من كرم عظيم وفيض ذاخر وهدية ثمينة، وعطاء من رب الجود والعطاء يتجلى بليلة القدر والتي يحظى بها كل عبد جدير وحقيق بها، وسؤالي لكم سادتي الكرام كيف السبيل إليها؟
1-‏ التهيئة النفسية:
2- الواجبات الجسدية: الطعام، النوم، الصلوات، التفكر، الاعتكاف.
أدامكم الله ذخراً لنفوسنا وجزاكم عنا كل خير.

ابدأ منذ بداية السنة بالسلوك الصادق الإيماني تحصل بنهايته برمضان إن شاء الله على ليلة القدر {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت: الآية (69).

ابدأ من بداية العام بالدراسة الإيمانية والسلوك الصادق تحظَ بآخر العام بالنجاح الأبدي وتهنأ وتسعد ببقية الحياة وبالبرزخ والآخرة بالنور وترفل بالتقوى: ثبّتك الله ورعاك وجعل الجنات مقرّك ومبتغاك.
سؤالك الثاني أنت تعرفه وإلا سلنا نجبك.

أستاذي الفاضل أدامكم الله...
لماذا حد السرقة قصاصها القرآني أقسى من الزنى مثلاً؟ مع أنه من حيث الجرم الزنى أكبر وأصعب، فالذي يُسرق من بيته أهون من الذي يُزنى في عرضه، أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.

في هذا الزمان لا يجوز أبداً قطع اليد ولو سرق كما لا يجوز الرجم ولا أصل له.

لم يكن حكم قطع يد السارق حكماً تعسفياً جائراً كما يخيل لبعض الناس بل هو حكم عادل وفيه الخير للجميع ولكنه ضمن شروط وواجبات وله دواعي وأسباب، لم يفرضه الله الحكيم عبثاً أو تعسفاً وهو الرحيم قال تعالى في محكم تنزيله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة المائدة: الآية (38). فقانون قطع يد السارق يطبق في مجتمع قد تحقق فيه الكفاف المادي لجميع أفراده رجالاً ونساءً شيباً وأطفالاً والتكافل الاجتماعي ضمن العيش الكريم لجميع الناس على السواء من طعام وشراب وكساء.

وإن لم يكن هذا محققاً فلا يطبق قانون قطع اليد أبداً، فالذي يسرق لجوع وفاقة ألمت به أو ببنيه فلا تقطع يده، بل بالعكس تزوده الدولة الإسلامية بالطعام والشراب والراتب الذي يجعله في كفاف ويدفع عنه الجوع والحرمان فلا يحتاج لأحد، فإذا اكتفى مادياً فلن يسرق أبداً ولا يطبَّق عليه حكم قطع اليد الذي تستصعبه أنت فقانون قطع يد السارق هذا حكم مستوحى من القرآن العظيم، فإذن هو حكم إسلامي يكون قيد التنفيذ في حال طُبّق الضمان الاجتماعي وليس هناك فقير ولا مسكين ولا محروم ويكون هذا في عهد إسلامي تمدُّ الدولة الإسلامية كافة أفرادها بما يكفيهم ويحفظ ماء وجههم وتخصص لكل عائلة راتباً شهرياً مناسباً لها يكفيها فلا يحتاج المرء بعدها أن يتسول أو يسرق أو يمد يده لأحد، فالمؤمن عزيز النفس.

وهاهو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقطع أيدي السارقين الذين قبض عليهم وجيء بهم له أيام القحط والذي عمّ البلاد والعباد بزمنه، لأنه تحقق أنهم ما سرقوا إلا ليأكلوا ويشربوا وتأكل عيالهم وأبناؤهم، بل خصص لهم ما يكفيهم من بيت مال المسلمين وما يضمن لهم عيش الكفاف.

أما في الأحوال العادية ولما أزال الله القحط عن البلاد وكشف الغمة عن العباد، فهو على علم تام أن بيت مال المسلمين يكفي ويؤمِّن العيش الكريم والكفاف لكل الناس من مسلمين وذميين وهذا لأن جميع المسلمين يؤدون الزكاة المفروضة عليهم بالتمام ومعظمهم يدفعون الصدقات إضافة للزكاة وبها يتمول بيت مال المسلمين.
وفيما لو قبضوا على سارق والمجتمع الإسلامي في كفاف وتكافل اجتماعي تام فهذا تقطع يده ويطبق عليه حكم الله العادل.

طالما عيش الكفاف مؤمَّن للجميع فليس هناك أحد بحاجة لأن يسرق إذا تأمَّن له كل ما يحتاجه من طعام وشراب وكساء فإذا سرق والحالة هذه فلماذا يسرق؟!. إذاً فهي لعلة فطرية خبيثة في نفسه وحكم الله يطبق عليه لعدم وجود مبرر له على فعلته وسرقته.

إذن: حكم قطع اليد اليوم لا يجوز تطبيقه أبداً، فيا أخي السائل: أنت تراه مستصعب في هذه الأيام الشديدة إلا أنه غير جاري المفعول، فهذا الحكم يتوقف كما توقف زمن سيدنا عمر أيام القحط والمجاعة التي عمت البلاد وجواز ذلك بالقياس.
فحكم قطع اليد ليس مطلقاً في أي زمان وفي كافة الظروف، بل هو حكم إسلامي يطبق في عهد إسلامي ضمنت الدول الكفاف المادي والتكافل الاجتماعي لكافة أفرادها.

إذن: فيجب التحقق من السرقة قبل القطع فإذا كانت لحاجة ماسة فلا تقطع اليد، بل يتم سدُّ هذه الحاجة وتأمين الكفاف، ثم إن سرق بعدها فهذا العمل ليس ناشئاً عن عوز أو فقر أو حاجة حيث أنه مكتفٍ مادياً من كل ما يلزمه فلماذا سرق؟! إذاً لا شك أنها لعلة فطرية خبيثة شريرة في نفسه يلزم اجتثاثها وهذه لا تزول إلا بعلة جسدية تحميه من العلة النفسية الفطرية التي سوف تحرقه في النيران خالداً فيها أبداً فقطع اليد دفع عنه هذه النيران فكلما خطرت على نفسه خاطرة السرقة واعتلج بنفسه حبها نظر إلى يده المقطوعة ثم أتبعها نظرة أخرى إلى يده السليمة، ويخيل له في حال معاودته السرقة أنه سيفقد يده الأخرى أيضاً، هناك يتملكه الخوف على يده السليمة ويدب في أوصاله الرعب فيرتدع عما جال في نفسه.

وهكذا فالقطع ليد السارق يكون في مجتمع إسلامي متضامن متكافل لكل أفراده، وهو كذلك حكم عادل فيه الخير الكبير بحق السارق، فهو عندما تقطع يده ويفقدها تخاف نفسه من السرقة مرة أخرى لأنه يعلم تماماً أنه إذا سرق ثانية فسيفقد اليد الثانية بلا ريب.

أما بالنسبة لتنفيذ الحكم فيتم على مرأى الناس جميعاً وفي مكان عام كالسوق الرئيسي مثلاً، وتبقى اليد المقطوعة معلقة عدة أيام في الساحة الرئيسية للبلد، والناس عامة يرونها وهي معلقة فيعتبر بها كل شخص تراوده هذه العلة الفطرية الخبيثة أو تجول في نفسه، ويسأل الأطفال الناشئة آباءهم عن قصة اليد هذه، فيقال لهم: هذه يد السارق وهذا جزاء السارق.

هذا المشهد المثير ومنظر اليد المقطوعة والدماء تقطر منها يتملك نفس الطفل المشاهد ويأخذ ساحة نفسه ذهولاً ودهشة وتنتقش في نفس الصغير الذي فيه هذه العلة انطباعات مخيفة من قصاص السرقة وترتدع نفسه كلما غلب عليه حب السرقة فيتذكر اليد المقطوعة وينظر ليده الغالية ويتخيل أنها ستقطع فيما لو سرق فتخاف نفسه السرقة لما قد رأى من قطع يد السارق ويكبر الطفل وهو يخشى من قطع يده إن طبق ما يجول في نفسه من شر أو سرقة، وهكذا صار القصاص شفاءً من تلك العلة الفطرية للسارق وعبرة لغيره من أصحاب تلك العلة الفطرية الخبيثة.

وبذلك يخلص المجتمع كله من هذه العلة ويغدو آمناً من السرقات وما يتلوها من إجرام، كل هذا بصحيفة صاحب اليد المقطوعة، يسجِّلُ الله كل ذلك الاعتبار والردع والكف عن السرقات في سجلّ أعماله حسناتٍ وأعمالاً صالحة لمن قطعت يده، وليس هذا الأمر بمستسهل إذ غدا المجتمع كله يرفل بالأمن والأمان وسلمت أيدي الآخرين من القطع هذا كله بصحيفة الذي قطعت يده.

وهو ذاته لم يعد يتجرأ على السرقة ثانية وقد تمهد له طريق الإيمان، لأن العقبة التي كانت تحول بينه وبين الإيمان وبين الله، والصخرة التي تقف عثرة في طريقه إلى الله قد زالت، فهو الآن لا يجرؤ على السرقة للعاهة الجسمية التي لزمته، فالآن أضحت سبل الإيمان لديه مُيَسرة فإن سلك طريق الإيمان والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم (فالمؤمن لا يسرق) كذا المسلم من سلم الناس من لسانه ويده فهو أيضاً لا يمدّ يده ويسلب الآخرين أموالهم. فإذا لم يسلك طريق الإيمان ولم يكن حتى مسلماً فهذا يسرق وهو والحالة هذه، سيُحرم من الجنان وسيؤول إلى الجحيم.

أما في حالة إيمانه الإيمان الذاتي كما آمن سيدنا إبراهيم وبالصلاة الصحيحة التي يسري النور الإلۤهي فيها على قلب المؤمن المصلي وتنغمر نفسه بالنعيم والسرور، وتنقلب صفاته وتزول منه الشهوات الخبيثة وتتبدل طبائعه بصفات الكمال فيطهر من كل ما قد علق بنفسه من أدران ويغدو في مراتع الطهر والعفاف والكمال فليس هناك عمل منحط يقف بينه وبين خالقه حجاباً ولا علة خبيثة تمنعه من الاتجاه إلى الله اتجاهاً صادقاً فهو ذو وجه أبيض يُقبل في صلاته على خالقه ويتحلى بالفضائل وتزدان نفسه بوشائح الإنسانية والكمال ومثواه بعد الموت الجنات بدل النيران التي كانت ستحيط به فيما لو لم تقطع يده وعاش مجرماً سارقاً.

قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة: الآية (179). ولهذا خلقنا الله للسعادة خلقنا ومن أجل نيل التقوى ولا يهم مهما لاقى الإنسان في سبيلها من صعوبات وعقوبات وقصاص إن كان في نفسه علل وأدران، فالمهم أن يشفى منها مهما كلَّفه هذا ولو كان عاهة جسمية وبالآخرة الجنة فلا ضير، وكما يقال: (الآخرة يا فاخرة).

أما في يومنا هذا فتطبيق حكم السرقة وقطع اليد غير جائز أبداً، وهو محرم تحريماً قطعياً لعدم الكفاف المعيشي وعدم التكافل الاجتماعي والتضامن.

السلام عليكم ورحمة الله
أرجو الإجابة بسرعة عن هذا السؤال لما فيه من الخير نشب خلاف كبير بين أخوين يعملان في محل والدهما وسبب الخلاف بيع التبغ والدخان الأول يقول حرام والثاني ينفي ولرأيكم سيدي فائدة كبيرة مع جزيل الشكر والاحترام.

نحن لا نحرم إلا ما حرّم الله ولا نحلل إلا ما حلل الله، ولا نرجع في أجوبتنا إلا لكلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بيد يديه ولا من خلفه وطالما أن الله تعالى لم يحرّم إلا الخمر، لأن كلمة الخمر تعني الستر والحجاب والخمار هو الحجاب وكل ما حجب التفكير عن الإنسان هو خمر.
فمتى ذهب التفكير أصبح الإنسان حيواناً وفقد الوعي لا يدري ماذا يصنع من أخطاء، الإنسان هو الكائن المفكر والمخلوقات الأخرى لا فكر لها، هذه الميزة الإنسانية العالية الرفيعة إن حجبت وقع الإنسان في الهلاك والله لا يرضى الهلاك لنا.

إذن: كلمة خمر تعني حجب التفكير فكل ما يحجب التفكير مهما تعددت أسماؤه وتنوعت صفاته يقع تحت كلمة الخمر. الخمر يسمى بروسيا فودكا وبأمريكا الخمر يسمى كونياك وغيرها وسكي أو شمبانيا أو نبيذ أو عرق أو بيرة ويدخل ضمن الحديث (ما أسكر كثيره فقليله حرام): لأن القليل يصل بالإنسان إلى الكثير شاء أم أبى. فإذن: لو ظهرت مشروبات جديدة غير المذكورة وسميت بمسميات جديدة وانطبق عليها حجب التفكير فهي خمر وهي حرام وكذا المخدرات حرام.

وعكس المسكرات المنبهات فالشاي فيه الشايين والقهوة فيها كافيين والدخان "لفافات التبغ) تحوي النيكوتين وكلها بمقادير قليلة تنبه الفكر وتصحي الإنسان بعد النوم، فهي ليست خمراً ولا تدخل بقائمة المسكرات فهي قطعاً ليست حراماً، لأن الله حرَّم علينا الخمرة، وكلمة الخمر تعني ما يسكر أو كل ما يشرب أو يكتشف إلى يوم القيامة ويذهب التفكير.

أما الدخان فالإكثار منه يسبب بعض الأضرار فهو مكروه، بل إنّ الإكثار من الطعام يسبب ضرراً أكثر مما ذكر، ولا تجد صيدلية إلا وفيها مواد سامة فهذه المواد لابدّ منها من أجل صحة الإنسان ولكن بكميات قليلة تنفع لا تضر، فهل تستطيع أن تمنع الصيدليات أن تأخذ هذه المواد بمقاديرها وقوانينها، بالطبع إذا زاد الإنسان من شرب الدخان بحيث يؤدي إلى ضرر فهذا مكروه وليس محرماً.

يا أخي: إن المحرم إذا مارسه الإنسان ومات عليه دخل النار وقد شاهدنا بأمّ أعيننا كثيراً من المشايخ والذين أجمع الناس على أنهم أولياء الله كانوا يدخنون بقدر بسيط، فالزيادة أخت النقصان.
ولو كانوا يعلمون أنها تدخل النار كالخمر لفرّوا منها فرار الإنسان من وحوش الغابة.

إذن: طالما أن الله لم يورد التبغ أي الدخان بالتحريم بالقرآن فكل من يحرمه فهو مخالف {..إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ..} سورة المائدة: الآية (72). وقال سيدنا لقمان عليه السلام لابنه {..إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} سورة لقمان: الآية (13). فسبيل رزقك الآن الذي تعتاش فيه أنت لا غبار عليك به لأن القرآن لم يحرّمه بل حرّم الخمرة، وهذا الدخان من المنبهات كالشاي والقهوة فإن حرموا الدخان فليحرموا الشاي والقهوة إذن، هذه تسمى مغالاة في الدين، ولا يجب للإنسان أن يحلل ويحرم من عنده هذه لله وحده هو الذي يشرّع ويحلل ويحرم. يا أخي لم يرد في القرآن أي تحريم للتبغ، ونحن لا نسمع إلا كلام الله في القرآن هذا التحريم الذي ينطقون به هو على الخمر في الحديث الشريف لعن الله شاربها وحاملها وبائعها، والدخان ليس خمراً بل الخمر هو الذي أمرنا الله أن نجتنبه وليس الدخان كما أخطأوا فلا تقطع سبيل رزقك بقول الذين لا يعلمون.

بالخمر لا يفرق المدمن السكير العربيد بين زوجته وأمه، كما أنه يقتل أعز أصدقائه لمزحةٍ ويندم بعد صحوه. وهذه الأمور وغيرها لا تنطبق على المدخّن أبداً.

واستفتِ نفسك ولو أفتاك المفتون وأفتوك، وذلك بالرجوع فقط لكلام الذي خلقك وخلقهم ولا طاعة لمخلوق على طاعة الخالق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذاهب الأربعة من وضع البشر والتشريع الإلۤهي من وضع رب العالمين ما مدى صحتها نحن نعلم أن دين الإسلام واحد (وألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً) ما هي الطريقة؟ وكيف أصبح أربعة ثم تفرقوا إلى جماعات وطرق (كل حزب بما لديهم فرحون)؟
-ما مدى صحة الحديث الشريف: (تنقسم أمتي بضع وسبعون شعبة واحدة تنجو وكلهم في النار) ومن هم الناجون؟
-هل حقاً يوجد قراءات سبع أو عشر لا أدري وإذا تغير اللفظ ألا يتغير المعنى وبأي قراءة نزل القرآن على قلب سيدنا محمد ﷺ.

- تسأل عن المذاهب الأربعة ما مدى صحتها؟ وتقول أنها من وضع البشر.
يا أخي السائل: ليست المذاهب الأربعة من وضع البشر، بل هي من وضع الإلۤه في صدر رسول الله ﷺ وهو قام بتطبيقها بحسب الحكمة على نفسه إرشاداً لنا وتعليماً فهذه هي السنة، فكل ما قام به ﷺ من عمل فهو سنة، أما ما تحدث به في فمه الشريف فهو الحديث، فالعمل سنة والقول حديث شريف.
أما البشر فكل ما يضعوه غير مقبول، وما يضعه الإلۤه فهو المقبول. لأنه هو الخالق والخالق أعلم بمن خلق.

والمذاهب الأربعة أُخِذَت من أحاديث رسول الله ومن سنته، وكلُ إمام من أصحاب المذاهب تأكد بحسب ما استطاع من اجتهاد أن هذا الحديث ورد عن رسول الله ووضعه في مذهبه، فالمذاهب كلها تعبير عن أعمال رسول الله ﷺ، لأن الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب خافوا على البشر من الضياع، لذا بحثوا عن الأحاديث الصحيحة ووضعوها للناس وأصبحت مذاهباً إذا طبقوها تذهب بهم إلى الصحيح والحق لينجو البشر من النار وغضب الجبار. فنوايا أئمة هذه المذاهب رحمهم الله كلها لخير المسلمين و(إنما الأعمال بالنيات)، فكل المذاهب أُخِذَت عن رسول الله ﷺ وليس من وضعهم، والرسول ﷺ هو الذي يوضِّح معاني القرآن، فالمذاهب توضح معاني القرآن الكريم أخذاً عن رسول الله ﷺ قدر المستطاع بما ظنوه صحيحاً.

فكلهم من رسول الله ملتمس     غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

وليس من وضعهم أبداً كما قلت وتفضلت يا أخي.

فالإمام الحنفي بلَّغ بأحاديث ثبتت لديه صحتها أن رسول الله ﷺ لمس أيدي نسائه ولم يتوضأ.
أما الإمام الشافعي فقد بلَّغ أحاديث أخرى أن رسول الله ﷺ لمس أيدي أمهاتنا وتوضأ. وكل واحد منهم طبق حديث رسول الله ﷺ الذي ثبت لديه صحته باجتهاده قدر الإمكان، ولم يضعوا من عندهم شيئاً أبداً، ولكنهم لم يعرفوا الحكمة من أعمال رسول الله ﷺ فطبقوها تقليداً خوفاً على الأمة من الضياع. أما الحكمة فقد بيَّنها العلّامة الكبير محمد أمين شيخو وبيّن أنه في الحقيقة لا اختلاف بين هذه المذاهب وهذا كله تعليماً لنا منه ﷺ، أي أن المرء إذا لمس لشهوة وتحركت نفسه فهاجت أعصابه ومن ثم تخمد فيسبب ذلك خمول في الجسم يجب عليه أن يتوضأ ليستعيد نشاطه فالوضوء للنشاط، أما حينما يلمس زوجته ولم تتحرك نفسه إذ كان لمساً عابراً أو دون قصد ولم تتحرك نفسه ولم تتهيَّج أعصابه فلا يلزمه الوضوء فالأعصاب إذا تهيَّجت ثم عادت إلى طبيعتها فعليه أن يتوضأ ليستعيد نشاطه إذا أراد الصلاة، أما إذا لم تتحرك نفسه ولم تتأثر أعصابه فلا يحصل ضعف على الجسم ولا خمول فلا حاجة إلى الوضوء.

وكل إنسان أعرف بنفسه فإن تهيجت نفسه وضعف جسمه من بعدها فيجب عليه أن يتوضأ.
وإن كان المرء مشغولاً بأمور أخرى ولم تتهيَّج أعصابه ولم يضعف جسمه فلا حاجة للوضوء أبداً. وأنت تقول أن المذاهب الأربعة من وضع البشر. وهذا غير صحيح، بل هي أخذاً عن رسول الله ﷺ بما ثبت لديهم من أحاديث تحققوا من صحتها باجتهادهم قدر المستطاع.

فأصحاب المذاهب الأربعة الأئمة نواياهم عالية وخائفون على الأمة من الضياع ولكنهم لم يصلوا إلى درجة الصحابة ويعرفوا الحكمة وسبب الوضوء أو عدمه فهم تقيدوا بما وصل إليهم من حديث عن رسول الله ﷺ وجعلوه مذهباً يصل بهم إلى رسول الله ﷺ ويطبقون ما طبق ﷺ تقليداً، أما الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعرفون الحكمة وغدوا (حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء) لأن الرسول ﷺ علمهم الحكمة. أما أصحاب المذاهب فلم يصلوا إلى هذه المرتبة ولم يعرفوا الحكمة ولكنهم طبقوا في مذاهبهم ما طبقه رسول الله ﷺ.

إذن: المذاهب ليست من وضعهم بل هي موافقة للشرع أخذاً عن رسول الله ﷺ لتسير الأمة على هدي رسول الله ﷺ الذي هو هدي الله. {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ..} سورة النساء: الآية (80). إذاً لا نستطيع أن نتكلم بحق الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة إلا أنهم اجتهدوا قدر همتهم وخافوا على الأمة من الضياع، فكانت المذاهب تطبيقاً لما طبقه ﷺ لقد قلدوا رسول الله في أفعاله دون أن يفهموا الحكمة من أعماله ﷺ وبما أنهم جميعاً التمسوا أعمال النبي وقلدوها فهي ليست من وضعهم، بل من اجتهادهم لصالح الأمة ليثبتوها على الأخذ من رسول الله ﷺ، وفي زماننا جاء العلّامة وبيّن الحكمة من الوضوء ومما كان يظن اختلافاً بين المذاهب ولكنه في الحقيقة ليس باختلاف بعد أن بيّن حكمته كما بين الحكمة من كافة المناسك بالحج والحكمة من الصيام ومن كل أحكام الشرع {..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..} سورة البقرة: الآية (269). فهم أخذوا من تشريع رسول الله فلا اختلاف بين المذاهب وبين التشريع لأنهم أخذوا من ينبوع الحق الصافي ﷺ ليحفظوا الأمة من الضياع والضلال.

ما الحكمة من وجود المد في القرآن الكريم؟ وفقكم الله.

الحكمة من التجويد هي إظهار لفظ الحروف والكلمات لفظاً صحيحاً سليماً واضحاً للمصلي القريب من الإمام والبعيد عن الإمام، لأن المصلي يكون بحال صفاء نفسي كبير ليتلقى المعاني العظمى من حضرة الله ورسوله، لأنه تعالى يقول {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ..}: أي على سيدنا رسول الله {..قَوْلاً ثَقِيلاً}: في الخيرات، فحينما يكون المصلي سادر في المعاني يتذوقها ويعيش في نعيمها ومشاهدها القدسية، فإذا جاءت كلمة وتغيَّر لفظها إلى معانٍ أدنى وهي ليست كذلك ولكن الذي لفظها لفظها بمعنى كلمة أخرى أو سمعها المصلي بغير لفظها الصحيح، فالتبس فهم المعنى فيغدو المصلي المخلص الصادق، كطائرة محلقة بالأجواء العليا ومرت على "مطب هوائي" فيختلف ميزان النفس ويتغير مسراه، وقد تنقطع صلاته، فكلام الله يجب أن يكون مسموعاً بوضوح وجلياً لا إلباس بين كلمة وأخرى ومن هنا سمّوا هذه القوانين بالتجويد، أي: أن يكون القول مسموعاً بشكل جيد وملفوظاً كما هو بالقرآن.
ومثال على ضرورة التجويد إذا قرأنا بيت الشعر الذي يجمع حروف الإخفاء وهو:

صف ذا ثنا جود شخص قد سما كرماً ضع ظالماً زد تقى دم طالبـاً فتـرى

فلو لفظنا هذا البيت دون حكم القلقلة مثلاً لاختلف فهم المعنى الصحيح تماماً فبدل كلمة (قدْ سما كرماً) تفهم (قسما كرماً) فما هو الكرم الذي قسمه وبدل كلمة (زدْ تقى) تفهم (زيت تقى) وبين زيت تقى وزدْ تقى يهوي من سموات القدس إلى أدنى أمور الدنيا فالشطر الأول (صف ذا ثنا جود شخص قد سما كرماً) ينطبق هذا الوصف والمعنى تمام الانطباق على رسول الله ﷺ فهو من يجود على الخلائق كلها بالإكرامات الإلۤهية والجنات السرمدية (ضع ظالماً) ولكن الشرط أن تؤمن ولا تظلم نفسك ولا أي نفس حتى ولو بعالم الحيوان لا تظلم قطاً ولا نملة (زد تقى) وازدد في معارج التقوى (دم طالباً): لقاء الله عندها ترى (فترى) أي ترى ببصيرتك الحقائق وتعرف الخير والحق فتتبعه وتطلب من ربك أن يعينك على طاعته. والحقيقة أن درس التجويد ليس من وحي العلماء بل كان درساً أسبوعياً مقرراً على الصحابة عند رسول الله ﷺ.

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الكريم هل يمكننا السؤال حول أن التكليف الذي أمرنا الله تعالى به يوازي التكليف الذي أمر النساء به أي هل الحمل الملقى على النساء يساوي الحمل الملقى على الرجال، ولماذا؟
أرجو أن توضح لنا وجزاكم الله الجنة.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..} سورة الحجرات: الآية (13).
فحمل الأمانة والتكليف هو واحد على جميع أبناء الإنسان بصنفيهم (ذكراً وأنثى).
كذا العبادات المطلوبة من الإنسان، كالصلاة والصيام والحج والزكاة والاستقامة والابتعاد عن الفواحش كل ذلك مطلوب من الذكر والأنثى على حدٍّ سواء. لكن بطبيعة اختلاف خلقهما وتكوينهما الجسدي، فيوجد اختلاف أحياناً مثلاً في طريقة أداء هذه العبادات كالحج والصيام والصلاة، وذلك بشكل مناسب تماماً لكل منهما. ولأن الرجل يعمل خارج المنزل والمرأة هي مديرة المنزل ووظيفتها أن تحفظ المنزل "وهو الخلية الأولى الأساسية في المجتمع" فلكلٍّ واجبات خاصة به بحسب طبيعة عمله.
وعمل المرأة بداخل منزلها وحفاظها عليه وتربية أبنائها تربية صالحة وخدمة زوجها هذه الأعمال مناسبة لطبيعة خلقها الجسدي.
وعمل الرجل خارج المنزل وكدحه لأجل عياله هو أيضاً مناسب لطبيعة خلقه الجسدي.

كذلك هناك اختلاف في القدرة الجسمية، فالرجل أقوى جسماً وتحمّلاً على القتال والجهاد والخشن من الأعمال عكس المرأة "الجنس اللطيف" لذا فعمله خارج المنزل.

وطبيعة خلق جسم المرأة يناسبها العمل داخل البيت، كذا فهي تلد وترضع عكس الرجل، لذا فالحكم بالتماثل الأعمى هو جهل مركب كما أن هناك اختلاف بحقوق الوراثة ولكن ضمن الحق والعدل. لأن الرجل هو المكلف بالإنفاق فعند الزواج هو الذي يدفع المهر ومكلف بتأمين البيت وما يلزمه، أما المرأة على العكس هي التي تأخذ المهر وهي التي ينفق عليها فهي غير مطالبة بكل ذلك لذلك كانت الوراثة للذكر مثل حظ الأنثيين، وهذه الزيادة الضعف من أجل أن يقدّمه للإنفاق بما يلزم البيت وما يلزمها.

فليس الرجل بأعلى من المرأة وليست المرأة بأعلى من الرجل إلا بالتقوى، والمسؤولية على كليهما، كلٌّ بمجاله للرجال مجال وللنساء مجال ولا ينبغي التجاوز هكذا صنع الله وهكذا قدّر الله وعلى حسب صنع الحكيم الكامل الذي لا يحتاج إلى تكميل بأي قانون لأنه لا تعلو بصيرة المخلوق على بصيرة الخالق، فقد وضعه في أحسن موضع يناسبه لينال في هذه الدورة أو هذه الفرصة جنات تجري من تحتها الأنهار وكذلك هي لتنال جنات تجري من تحتها الأنهار.

السلام عليكم لقد رزقنا الله بمولودة والحمد لله فذبحت لها عقيقة ووزعت على الفقراء ولكن بعد يومين انتبهت لأمر بأن اللحام لم يغسل الذبيحة بعد السلخ مع العلم أني انتبهت لأنه انقطع جزء بسيط من الأمعاء الرفيعة داخل الجوف أثناء إخراج الأمعاء طبعاً قطعت اللحمة ووزعت دون أن يلاحظ عليها أي لون ولكن جاء انتباهي للأمر بعد يومين فهل هناك شيء بالنسبة لهذا الأمر. السؤال الثاني ما حكم بقايا الدهان أو الغراء عند أصحاب المصالح على اليدين أثناء الوضوء جزاكم الله كل خير.

1- الغسل بالتكبير.
على من أخذ اللحم أمر التنظيف الخارجي البسيط وبحرارة نيران الطبخ يتم التعقيم وهذا لا ضرر منه. فإذا أنت كنت قد أتممت التكبير فقد عملت الخير الكثير إذ نظفتها من المكروبات والجراثيم. أما الذين أخذوا اللحمة فعليهم أن يغسلوها وإن نسوا غسلها بالطهي بالنار يزول الضرر.

2- الوضوء للنشاط يا أخي والنظافة لها وسائل كثيرة كالصابون والتايد وما إليها فالوضوء للنشاط الجسمي يتلوه نشاط نفسي وفكري ولا علاقة للدهان والغراء ولا تأثير.

سيدي الفاضل بعد أن قرأت فتواكم بالنسبة للعادة السرية واقتنعت بالفتوى لم أمارس هذه العادة قط واستمريت في ذلك قرابة 10 أشهر إلى أن نقلت البارحة إلى المشفى نتيجة آلام شديدة في الخصيتين والحوض فسألني الطبيب عن ممارستي للعادة السرية بعد أن أخبرته بأني أعذب فأجبته بأني لم أمارسها منذ أشهر فأعطاني مسكن وقال لي أعراضك ستزول بمجرد ممارستك العادة السرية لأن الألم لدي كان نتيجة الاحتقان وأنا لم أمارسها حتى الآن وأنتظر ردكم جزاكم الله خيراً.

تابع دلالة العلّامة بكتبه واشغل نفسك بالسلوك الحق وتطبيقها فتنال نعيماً في نفسك يغنيك ويميت هذا الميل المهلك الذي فيه دمار دنياك وآخرتك وغرامته نيران تلظى.
الطبيب علمه من علوم كفرة الغرب، وسيدنا محمد ﷺ صرف طبيب المقوقس ملك مصر ولم يرضَ بالطب الكافر. حذار من هذا الزنا المرعب والذي يطبقه فلن يشفيه الله، بل ربما يكون فيه أجله فالنيران الأبدية.

فوالله لو وضع المرء قضيباً محميّاً بالنار أفضل من العادية السرية ومن صدّق أمثال هذا الطبيب فقد كذب بالنبيين، بل إن عمل عكس نصحهم الإبليسي شفاه الله وفتح له أبواب جناته.
إني نصحتك فيما قلته وكفى.

لِمَ لم ترد كلمة (آمين) في القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، مع أننا نقرؤها في الصلاة؟!

مثال: عندما يتقدَّم وفدٌ بطلبٍ لهم في حضرة ملك أو رئيس جمهورية، هل هم جميعاً يتكلمون أم ينتدبون واحداً منهم يتكلم بطلبهم وباسمهم وبموافقتهم فهذا المندوب إنما هو لسان الجماعة كلها يتكلم عنهم. فإذا سأل الملك هل ترضون المتكلم أن يتحدث عنكم جميعاً، فيؤمِّنون ويقولون نعم نحن له آمين أو مؤمِّنينَهُ نيابة عنا: وهذه كلمة آمين.

وفي الصلاة يتلو الإمام الفاتحة ويدعو طالباً الهداية للجميع في تلاوته للفاتحة بآية {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.

والمصلي في إصغائه ولسان حاله ينطق ويتطلَّب بما نطق به الإمام والمصلون جميعهم بمعيته منصتون، فإذا ما أتمَّ قوله وانتهى من بيان مطلبهم أمَّن الجميع على ذلك معلنين موافقتهم على ما طلب من الهداية لهم ضارعين لله تعالى أن يلبي مطلبه الذي هو مطلبهم، ويتفضل تعالى عليهم بالإجابة ليهديهم جميعاً إلى الصراط المستقيم، قائلين بلسان واحد كلمة (آمين). وهذه الكلمة تعبير عن موافقتهم وإقراراً منهم لمطلبهم إمامهم.

ولطالما كلمة آمين هي تعبيرٌ عن موافقة المصلين وعن إقرارهم لما طلبه ودعا به الإمام. إذاً كلمة آمين هذه خاصة بالمصلين وهي قولهم فلماذا تكتب بالقرآن وهي ليست من كلام الله.

كلمة (آمين) هي كلامنا نحن المصلّين وليس كلام الله وهي تعبير عن موافقتنا ولابد منها، فإن لم نقلها نكون قد رفضنا كلام الله ورفضنا الهداية ولم نرض بما قاله الإمام. فهل هناك أحد ينكر الإمامية ولكل الجماعات في المساجد إمامٌ، وهو الذي يصلي بهم ويطلب لهم الهداية.

فإن لم يقولوا آمين إذن فهم غير موافقين ورافضون كلام الإمام وبالتالي كلام الله فلابد من قول آمين.
ومن ناحية أخرى لم ترد كلمة آمين في المصاحف القرآنية فلو وردت لكانت من القرآن ولكان الله هو الذي يقول آمين وهذا لا يكون.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الآية الكريمة يقول الله تعالى: {الحج أشهرٌ معلوماتٌ فمن فرض فيهنَ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}.
وأود أن أستفسر عن الآتي: هل الحج أشهر وليس شهراً محدداً بعينه؟ فالقرآن ذكر (أشهر) و (معلومات) و (فيهن) وهذا جمع وليس مفرد! هل معنى هذه الآية أنه يمكن الحج في الأشهر الحرم والرسول ﷺ قال أن الحج عرفة وخلاصة ما سبق: هل أراد الله سبحانه وتعالى من هذه الآية تيسير الحج على الناس خلال الأشهر الحرم؟ أفيدوني أفادكم الله.

يرجى التفضل بالاطلاع على كتاب العلامة الكبير محمد أمين شيخو كتاب الحج ترى جواب سؤالك.
علماً كما ستقرأ أن الحج يبدأ منذ نويت على الحج بدءاً من شوال حين يتهيَّأ الحاج ويتوجه للحج وبشهر ذي القعدة وذلك شهر العبادة والطاعة بمكة بالمسجد الحرام ويمارس الطواف والسعي والعبادة ليتهيَّأ للموقف العظيم بعرفة بذي الحجة...
أما ما يحدث الآن فهذه الفترة من الزمن فترة عارضة وستعود "عما قريب جداً" الأمور لنصابها. أي يصبح الحج أشهر معلومات، فالحج بحقيقته وكماله أشهر معدودة.

جزاكم كل خير على هذا الموقع الرائع والمتميز أما بعد:
فسؤالي أعتقد أنه بسيط من حيث المعنى لكن أرغب بالجواب الشافي كي يطمئن قلبي وتقر عيني، ومن كثرة الفتاوى المختلفة عن سؤالي التالي وهو: هل يجوز أن تكون القوامة بيد المرأة بدل من الرجل، وعلى حسب معلوماتي السطحية والضعيفة ما هو الدليل على أن تكون القوامة بيد الرجل ولِمَ؟ وخاصة انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا بكثرة مع تأييد كثير من العلماء بل تشجيعهم على ذلك. وجزيتم خيراً.

قلت: أن كثيراً أفتوا بأنه يجوز أن تكون المرأة قوامة على الرجل، أي: يفتون بغاية تبديل كلام الله، يقولون عكس ما قاله الله، فالذي خلق الخلق هو أعلم بمن خلق وهو الذي قال {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وهؤلاء المُفتون يريدون أن يأتوا بغير هذا القرآن أو تبديله كالذين قالوا لرسول الله ﷺ: {..ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس: الآية (15).
فرسول الله ﷺ الذي هو وحي يوحى وهو معصوم عن الخطأ، لا يستطيع أن يفتي هذا الإفتاء الذي تجرأ عليه هؤلاء المُفتون.
- فهل للمرأة الأهليّة والقوة أن تكون قوّامة على الرجل إن خالفها ضربته وإن خانقَها قاتلته.
- منذ /1400/ سنة كانت النساء محجبات ولا يخرجن من بيوتهن وكنَّ قوّامات على أطفالهن فقط، لِما دون سن البلوغ هذا مقدار قوّامتهن وإذا كانت قوامّة فينبغي لها أن تقاتل لتقويم الاعوجاج من الرجال، وهذا لم يحدث أبداً في تاريخ البشرية، وشاهدنا أن الحربين العالميتين لم يكن هناك نساء أبدا،ً بل بتاريخ البشرية وعند الأجانب لا يوجد نساء تقاتل.
- وبالنسبة لديننا الحنيف الأمر للنساء من الله تعالى لهن أن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى..} وكذلك {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة..} الأحزاب: الآية (33).
فإذا كانت لا تخرج من البيت فكيف لها أن تقوّم اعوجاج غيرها؟!
كما أنَّ كلَّ مسلمة حصراً وبالدين الإسلامي بالقرآن مأمورة بوضع الحجاب على وجهها لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ..} فكيف تقوّم الاعوجاج وهي لا ترى ولا يحقّ لها أن تخاطب الرجال إلا من وراء حجاب... وهذا الأمر تمَّ تطبيقه لدى كلِّ مسلمة على كما مرّ في هذه الآية، من إسدال الحجاب على وجهها ولزومها بيتها.
طبّقه المسلمون على مدى /1400/ سنة في كافة الأقطار الإسلامية.
والتي كانت إذا كشفت وجهها "وهذا لم يحدث" يقولون عنها أنها نصرانية منذ /60/ عاماً حتى دخل الاستعمار وجاء بالفساد، فبدأ الشذوذ عن القرآن وعن الدين الإسلامي، فما هذه البدعة غير الإسلامية بل الشركيّة أشركوا بكلام الله ما لم يقله الله أبداً.
- إضافة لذلك مع أنه لا حاجة للإضافة ولكن زيادة في التفصيل: المرأة بطبيعتها عاطفية من أجل تربية أبنائها فيحق لها أن تقوّم اعوجاج أطفالها فقط ولا تستطيع أن تقوّم ابناً لها تجاوز /16/ عام، أما الأب فيستطيع ذلك بما منحه الله من رجولة وخشونة وبأس وشكيمة.
فالرسول ﷺ الذي أتى التشريع عنه قال: (ما أفلح قوم قط ولوا أمرهم امرأة).
والسؤال: أنى للمرأة أن تقاتل حتى تقوّم اعوجاج الشاذين وبِمَ تقاتل؟! وإن كانت حاملةً أفي بطنها ؟!هل تقاتل بثدييها أم بفتنها؟! أم بصوتها؟! الذي إذا سمعه جيش منهزم يرجع عليها. إني أتحدى أيَّ إنسان أنَّ امرأة قاتلت في الحروب الماضية في التاريخ، ليس هناك كتيبة نساء قاتلت في التاريخ حتى عند الملل غير الإسلاميّة، كالحربين العالميتين فهذه ليست طبيعتها فإن قالواأنها قاتلت فذلك دسوس لأنه لا منطق فيه ولا واقع له.
هل هؤلاء المُفتون المفتونون بحب الشهوات الدنيّة. يريدون تغيير خلق الله، فهي بخلقها وطبيعتها غير قوامة على الرجال ولا حتى على الصبيان فهل في عقول هؤلاء المُفتين عماء أم في أفكارهم غباء؟!
وفي الحديث الشريف: (إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها). حاشاك يا أخي أن تشتهي لنا الدمار وغضب الله، والدمار إذا رضينا أن تكون النساء هن القوّامات لأنه لا يرضى بها إلا زانٍ أو مفسد أو شيطان بصورة إنسان همّه دمارنا.
فإذا خرجت النساء لتقويم اعوجاج الرجال كما أفتى عميان القلوب هؤلاء، فمن لتربية البنين والبنات من الأطفال من للطبخ ومن للغسيل ومن لتنظيف البيوت ومن لتغسيل الأولاد والعناية بهم إذا مرضوا؟! هل غايتهم القضاء على الأجيال الصاعدة من أجل أهوائهم الشيطانية التي نتاجها دمار الحرث والنسل وبالمثل العامي (المرأة ربت ولد ما صلح وربت كلب ما نبح وربت ثور فما فلح) فهل يريدون أن يكون الرجل ثوراً لا يَفلح بأن تكون هي قوّامة عليه.
- وفي الصحيحين أن امرأة أنصارية آمنت وقالت يا رسول الله أحبّ الصلاة معك، لا شك بأنها كانت صادقة (لذا أجابها ﷺ) أعلم أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في غرفة داخل غرفة من دارك خير من صلاتك معي. فلمْ يمنحها الشرع حتى الخروج إلى المساجد للصلاة، ولو كان فيها رسول الله! فأنّى لها أن تكون خطيبة في المسجد لتأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر. فالمرأة كلها فتنة كما قال ﷺ: (والفتنة لا نرضى بها) فمن هو أعلى من رسول الله ﷺ. إلا أن يكون شيطاناً مَريداً: وكلمة مَريد، أي: يردُّ الحق أينما وجده وأنت قلت أنهم علماء وهم جُهّال. فلا يجوز خروجها من دارها إلا باللباس الساتر الشرعي الكامل بما فيه وجوههن وفي الحديث الشريف: (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ما تكون بالوجهةِ لربِّها وهي في قعر بيتها) لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..}.
وفي المثل الشائع: "يا فرعون مين فرعنك؟ قال: لم أجد من يردني". فلِمَ لا تمنع الناس هذا المنكر من خروج النساء؟! وهنّ إذا خرجن كنّ أعواناً لإبليس اللعين، حيث قال عن النساء الشاذات مثل هؤلاء اللاتي نتحدث عنهن: (أنتِ نصف جيشي بكِ أقاتل بكِ أناضل "بالفتن" أنتِ سهمي الذي لا يخطئ) فإن كان هؤلاء المُفتون من أعوان إبليس هل نسمع منهم أم نستعيذ منهم؟! لأن الله أمرنا أن نستعيذ من أعوان إبليس.
ولنا مثل تاريخي معروف كيف أن زنوبيا ملكة تدمر وكان زوجها المتوفى قد أنشأ جيشاً ضارياً ذو قوة وذو بأس شديد، وفي حين جعلوا المرأة قوّامة، أي: ملكة دمرت هذا الجيش ودمرت بلادها حتى سميت مدينتها تدمر تدل على الدمار التي إن جُعلت المرأة قوّامة فستدمر البلاد والعباد فقد قُضي على جيشها وعلى بلادها ولم تقم لها قائمة بعدها أبداً.
- وفي الحديث الشريف بما معناه: (عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النساء جئن إلى رسول الله ﷺ فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى فمالنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل، الله فقال: رسول الله ﷺ: من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله...مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله).
- هذا وإن خروج النساء من بيوتهن من علامات الساعة "أي: ساعة هلاك البشرية، أي: قبل ظهور السيد المسيح عليه السلام"، ومن يلحق قول هؤلاء المُفتين المفسدين كمن يلحق البوم ليدله على الخراب.
كذلك ليتك ترجع إلى كتابنا (لم أكثر من زوجة يا إسلام) لوجدت أن الله جعل الرجل قواماً على أربع نساء لغايات إنسانية سامية ولم يجعل للمرأة الحق بأن تتزوج أكثر من زوج واحد لأنها لا تستطيع أن تكون قوامة على رجلين اثنين فبأيّ حقّ يعطونها الحق أن تكون قوّامة على المجتمع وأيّ مجتمع هذا!..
ولماذا خصّ الله تعالى هذا الزمان ببلاءات لم تقع مثيلها منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام من أعاصير وبراكين متتالية متوالية لا تنقطع وزلازل وحرائق لعشرات الملايين من البشرية كالحرائق في كاليفورنيا وغيرها والحروب في كل بقاع الأرض والمجاعات والأمراض التي لم تحدث قبل القرن العشرين ولم تُعرف قبله مع خسارات الألوف المؤلفة من البنوك، وهذا لم يحدث من قبل أبداً كذا الأمراض كجنون البقر التي لم تحدث في التاريخ وطاعون الطيور والدجاج ونفوق الأنعام.

وهذا لم نسمعه قبل أن تكون النساء قوّامات على الرجال من مثيلها أبداً. والنهاية الحتمية والخيار النووي الذي لا يبقي ولا يذر أحداً من البشر ذو النيران التي تذيب الحديد الصب والصخر الصلد.
إن ما ذكرته عن مساوئ جعل النساء قّوامات على الرجال هو غيض من فيض وأثر بعد عين من المضرات التي ذكرناها والتي تقود البشرية حتماً نحو الهلاك. فمنذ سبعين عاماً كانت النصارى واليهود في بلادنا يتحجبن حجاب العفة والكرامة ويسدلن على وجوههن الحجاب، ولا يزال في بلدة عربين في غوطة دمشق قسم من هذه النساء المسترات.

كما أن أوربا في القرن /16/ في عهد شكسبير كانوا لا يخرجن من بيوتهن إلا متحجبات مسترات الستر الكامل وهذا ما ورد في قصص شكسبير.
وكذلك في الدولتين الفارسية والرومانية كانت النساء بعهد روما ما يقارب الألف عام لا يخرجن من بيوتهن، والأم تعلم بناتها دروس العلم والثقافة وكل من يدرس اللغة اللاتينية يعلم ذلك علم اليقين.
كما أن أمنا زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ظنت أن الملائكة بشراً وأنهم يريدون أن يأخذوا زوجها من بين يديها ليزوجوه خرجت عليهم في صرة كما ورد في القرآن الكريم: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الذاريات: الآية (28). فإنها كانت عجوز ومستترة في صرة، كذلك أمنا السيدة مريم العذراء عليها السلام اتخذت من دون أهلها ومجتمعها حجاباً وهي أطهر نساء العالمين بما ورد في القرآن الكريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} سورة مريم: الآية (16-17). فمن هو هذا المفتي الذي هو أعظم من أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم العظيم عليه السلام ومن السيد المسيح ﷺ.
وكفى بما ورد واعظاً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ملاحظة:
في عام /1948/ لم تأتِ فلسطينية واحدة إلى سوريا من اللاجئين كاشفة عن وجهها كذا لم يكن في الأربعينيات امرأة مسلمة تكشف عن وجهها لا بالمدن السورية ولا بغوطة دمشق.
لقد أتى هؤلاء المُفتون بمنكر ما جاء به أحد من قبل في تاريخ البشرية بمثل هذا الإفتاء المناقض للدين وللطبيعة البشرية.

وبالإسلام الرجال مجالهم خارج البيت وللنساء مجال داخل البيت وبذا تمَّ الانتصار للأمة الإسلامية العربية على دول الغرب للرحمة والقضاء على الكفر والنظريات المدمرة، وبعد خروج النساء من بيوتهن غدت الأمة العربية الإسلامية مهزومة ليس فقط أمام الدول الأوربية، بل أمام أذل الأمم وهم اليهود... وهذا جزاء من يخالف حكم القرآن الذي هو حكم الله الخالق الذي هو أعلم بمن خلق.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تعرضت لالتهاب حاد في حلقي وقمت بإجراء حقنة النشاء، لكن فجأة بدأ ألم شديد لأذني فقمت بوضع بضع قطرات من زيت الخروع، فمن شدة الألم لم أتذكر أنني صائمة وأن قطرة الأذن تفطر، فهل يتوجب علي دفع كفارة أم أقضي ذلك اليوم؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لم يقع أي إفطار، ولا إفطار من الأذن وليس عليكِ لا إفطار ولا كفارة ولا قضاء.
لأنك لا زلتِ صائمة وتقبَّل الله منكِ صيامك وثوابك.

تحية طيبة. ما هو حكم زيت كبد الحوت؟

قال ﷺ: (كلوا الزيت وادهنوا به).
فننصح بأكل زيت كبد الحوت بناء على أمر الرسول ﷺ، لأنه قالها إطلاقية: (كلوا الزيت..).

سيدي الكريم: هل يجوز قتل العلق الطبي من أجل استخدامها كمرهم دوائي؟ وشكراً لكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
روى الإمام أحمد وأبو داوود عن عبد الرحمن بن عثمان أن طبيباً سأل الرسول ﷺ عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه الرسول ﷺ عن قتلها. إذن فقتل الحيوان من أجل التداوي لا يجوز ونهى عنه رسول الله ﷺ رحمة ورأفة بالحيوان.
وجواز استخدام العلق الطبي لسحب الدم الفاسد فقط شرط إيداعه في مياه عذبة بعد استعماله.

والرسول ﷺ أوصانا بالرفق بالحيوان، وهذه العلقة التي قامت بوظيفتها من سحب الدم الفاسد من العضو وخلّصتك من الآلام والأمراض فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ هل نتركها تموت؟

لذلك نعمد إلى أخذ العلق بعد استعمالها وامتصاص الدم الفاسد والأمراض لنضعها في ماء عذب كيلا تموت، أليس هناك العاصي أو الفرات أو بحيرة زرزر فهذه العلقة التي نفعتك وسحبت المرض عنك ألا تضحي من أجلها قليلاً وتبحث عن مكان مياه عذبة من أجلها؟!
"والأجر على قدر المشقة".

عنوان القضية: تحول الأعيان
شرح عن القضية: تحدث الفقهاء عن مسألة استحالة النجاسات فالذين قالوا بعدم تحوُّل النجاسات إلى شيء طاهر عللوا ذلك ببقاء عين النجاسة وإن تحوَّلت إلى مادة أخرى.
أما الفريق الثاني فقالوا بأن المادة تحوَّلت كلياً إلى مادة طاهرة جديدة ولا أثر للمادة الأولى.
فهل هناك أبحاث علمية تؤكد صحة أحد الرأيين حيث يبتني على ذلك مسائل مهمة معاصرة كالدواء المستحيل عن نجاسة والمواد النجسة الداخلة في الأطعمة وقيل أنها تحوَّلت كليّاً ونحو ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الحقيقة أن المقصود بالنجاسة أو المواد التي اعتبرت بالشرع الإسلامي نجسة لأنها تسبب الأذى لاحتوائها على الأحياء الدقيقة الضارة كالجراثيم والفطريات والفيروسات... فهذه إثر ملامستها للجسم يجب أن يتم إزالتها "إزالة النجاسة" لما فيها من هذه الأحياء الدقيقة التي تكون ممرضة غالباً، وكذلك يحرَّم تناولها لوجود الجراثيم والفطريات فيها بكميات كبيرة تؤذي صحة الإنسان، وأحياناً لوجود مواد سامة ناتجة عن عمليات الاستقلاب الخلوي في جسم الإنسان مثلاً: فضلات الإنسان وبوله يحوي "عدا عمَّا فيه من جراثيم وفطريات بأعداد هائلة تصبح مرضية" أيضاً يحوي مواد سامة استقلابية.

وكذا: فمثلاً الدم محرَّم لوجود مثل هذه المواد فيه ولوجود الجراثيم والفطريات فيه فهو وسط ممتاز لتكاثر هذه الكائنات الدقيقة الضارَّة. فهذه المواد كيف سيتم استحالة نجاستها إلا بالتعقيم بالنار، وحتى لو استحالت هذه النجاسة "بالنار" فتبقى النفس البشرية صحيحة الفطرة تأنفها وتعافها.
أما عن الدواء فلا يوجد مثل ما ذكر إذ كل الأدوية هي مواد كيميائية مصنعة كيميائياً وليس هناك موضوع النجاسة أو غيره هنا ولكن ما يسبب الأذى محرَّم.
ما أعلمه أنه لا يوجد دواء مستحيل عن نجاسة، فيرجى ذكر أمثلة حتى أستطيع الشرح في ذلك، إذ ما أعلمه لا يوجد مثل هذا الذي تذكرين إلا هناك بعض الأدوية تحتاج مناقشة سأشرحها لاحقاً.

ثم يرجى إطلاعنا ما هذه المواد النجسة التي تدخل في الأطعمة فليس هناك عندي معلومات من هذا القبيل.
إلا إذا كانت مواداً مأخوذةً من حيوان الخنزير فهي تبقى محرَّمة لتأثيرها النفسي المهلك قبل تأثير طعامها.
لكن الذي يستخدم في بعض المشروبات والأطعمة "كالجبنة" هي خميرة معينة وهي "مادة" تستخرج من أمعاء البقر أو الخنزير فهي عندما تكون بقرية فهي غير محرَّمة أو مصدرها الخنزير فهي محرَّمة.
وهناك أدوية مقوية يستخدمها الرياضيون "كمال الأجسام وألعاب الحديد" (حموض أمينية) فعندما يكون مصدرها حيواني فهي محرمة وتدخل في نطاق التحريم إذ ما يدرينا أن هذه المواد التي استخلصت من الحيوانات أنها لم تستخلص من لحم الخنزير ثم ما يدرينا أنها خضعت لرقابة بضمير إنساني وأنها خالية من كل العوامل الممرضة والفيروسات.

وبالنسبة للمصدر الحيواني للحموض الأمينية المقوية فقد تقلص جداً وأصبحت كلها تُصنَّع كيميائياً، أي مصدرها غير حيواني ولا تدخل في نطاق النجاسة إذ أنها مواد كيمائية بحتة.
أما الأدوية التي يدخل فيها الكحول فهذه أيضاً تعتبر محرَّمة وكل دواء "شرابات" يكتب عليه "الكسير" فهو يدخل فيه الكحول ويُعتبر حرام.

إذاً لا يوجد تحوُّل للنجاسة لمادة طاهرة جديدة...
فإذا قبلنا بهذا القول فهذا يعني أن الأدوية التي يدخل فيها الكحول هي حلال وهذا ليس بصحيح فالكحول يبقى كحولاً «وما أُسكر كثيره فقليله حرام» ، «وما جُعل شفاء أمتي فيما حُرِّم عليها».

هل العلاج بطب الأعشاب جائز في الدين الإسلامي؟ وهل له ذكر في أحاديث ووصايا النبي الكريم ﷺ؟ وهل حقاً - كما نسمع - بأنه يفيد ويفعل المعجزات؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
نعم العلاج بطب الأعشاب جائز ومفضَّل بالدين الإسلامي وهناك أحاديث كثيرة تشير لذلك.
أما الحجامة فتلك تفيد وتفعل المعجزات.
كذا حقنة النشاء وشربة زيت الخروع مفيدان جداً.

عنوان القضية: الاستهلاك في المائعات.
شرح عن القضية: أجمع الفقهاء على طهارة الماء الكثير إذا وقعت فيه نجاسة يسيرة لا تظهر صفاتها لكنهم اختلفوا في غير الماء بحجة أن المائعات لا تدفع النجاسة عن نفسها كالماء فهل المائعات تحمل نفس صفات الماء أم أن الماء له خصائص لا توجد في غيره؟ ويظهر أثر هذا في الأدوية التي تخلط بنجاسة يسيرة هل يجوز تناولها أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
المقصود بالماء الكثير أي الجاري المتبدِّل مثال عين ماء جارية فهذه حتى لو وقع فيها نجاسة فهي متبدِّلة ولا تظهر فيها، أو بحيرة كبيرة كثيرة الماء حتى ولو تلوَّثت بشيء بسيط جداً من نجاسة مثلاً تتلاشى تأثير هذه النجاسة فيها ويهمل وهو معفو عنه والماء بحد ذاته إن كان جارياً متبدِّل فهو لا يساعد على نمو الجراثيم والفطريات فيه.
أما إن كان الماء راكداً وكانت كمية التلوث بالجراثيم والفطريات "النجاسة" بسيطة جداً فهي أيضاً تُهمل وليس لها تأثيرها الضار فلكي تكون الجراثيم ذات مفعولية ضارة يجب أن تتكاثر في الوسط الذي تعيش فيه. فالماء بحد ذاته ليس هو بالوسط الجيد لنمو الجراثيم إن لم يكن فيه مواد مغذية للجراثيم والفطور.

أما الموائع الثانية فهي لن تتواجد بنفس كثرة الماء ولا يوجد مائع جاري "كعين الماء" أو كبحيرة الماء الكبيرة، لذا فعلى نطاق المنازل مثلاً: وجود الحليب فمهما كانت كميته كبيرة فلن تكون مثل الماء بل هي كمية استهلاك منزلي وتلوُّثها مهما كان بسيطاً فله أثر كبير "ضار" ثم إن الحليب وسط غذائي جيد للجراثيم والفطور إن وضعت فيه نمت وتكاثرت بدرجة أكبر بكثير من الماء.
عصائر الفواكه أيضاً كميتها بسيطة مهما كثرت وهي وسط ممتاز لنمو الجراثيم والفطريات.
الزيت وسط لا تنمو فيه الجراثيم والفطريات ولكنها لا تموت فيه فإذا وِجدت شروط مناسبة مثلاً بدخولها لجسم الإنسان مثلاً أو بامتزاج الزيت بالماء فتصبح قابلة للتكاثر وقابلة لأن تؤثِّر بالضرر.

فليس الموضوع أن للماء مواصفات تختلف عن بقية الموائع فلكل سائل مواصفات خاصة به تميِّزه عن السوائل الأخرى وليس الماء بالسائل المعقِّم القاتل للجراثيم بل تعيش الكائنات الدقيقة فيه وإن كان بكمية راكدة تكاثرت وفسد.
مثلاً: الكحول له مواصفاته المميزة له وهو يضر جسم الإنسان إن دخل عبر الدم أو جهاز الهضم ولكنه بنفس الوقت يقتل الجراثيم أو يعيق نموها إن وضِعت فيه وهكذا فالموضوع لا يمكن أن يُشار إليه ببعض الكلمات كما فعل العلماء الذين تتكلم عنهم واجتهدوا...

فلكل حالة لها شرحها العلمي وهذا موضوع علمي ولكل سائل وصف ومواصفات ولا يمكن وضع قاعدة عامة لتشمل بتفسيرها كل السوائل والشرح هنا يطول..

- وفي الجواب على الفقرة الثانية: قال ﷺ: «ما جُعل شفاء أمتي فيما حُرِّم عليها». وكذلك قال ﷺ: «ما أُسكِر كثيره فقليله حرام». وكذلك «ما جُعِل دواء أمتي في الخبائث».

ما هو المقصود بالإحسان؟ هل هو أعلى مراتب التقوى أم ماذا؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
الإحسان: هو عمل الخيرات والبر دون انتظار منافع شخصية ومصالح دنيوية، فالإحسان كما أن الله تعالى يطعمنا ويسقينا وبعنايته يكلؤنا ويربينا وبالهواء الضروري لحياتنا يمدّنا بكل لحظة ولا يفتر عطاؤه وإغداق إنعامه عنا طرفة عين وهو بالمقابل لا ينتظر من أحدٍ منا على عطائه مقابل، ولا يستطيع أي مخلوق أن يقابل إحسان ربه بالمثل. فالله يعطي دونما حاجة لهذا الإنسان وبلا مقابل. بعد أن يرى المؤمن معاملات ربه الحنون له ينطلق لفعل الخيرات مع عباد الله ونسيج حضرته، وكما أن الله يهادي الخلق بلا مردود كذلك المؤمن يصنع، يعمل دون انتظار مردود من مخلوق بل يأخذ أجره من خالقه وخالقهم لسان حاله يقول: {..لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً}: عمله لله والله يجزيهم على إحسانهم بالإحسان. وأعظم الإحسان هو هداية بني الإنسان.
وطريق الإحسان هو طريق العلامة الكبير محمد أمين شيخو الذي هدانا وهدى طالبي الحق إلى الإيمان وبيَّن معاني كلام الله العظيم بعد أن كانت قبله طقوساً صماء.

1- هل يصح ذبح كمية من الدجاج مثلاً بسكينة كهربائية، ويتم الذكر والتسمية عليها عبر شريط (كاسيت) مسجل؟
2- وإذا ذبح الدجاج وهو معلَّق، أي غير مطروح على الأرض فما حكمه هل هو حلال؟
3- هل يجوز للمرأة أن تذبح الحيوانات؟
4- ما هي الأعضاء التي لا يجوز أكلها في الذبيحة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
1- يجوز الذبح بسكينة كهربائية، ولا يجوز الذكر والتسمية عليها عبر شريط مسجَّل أبداً، بل يجب وجود بشر يُكبِّر عليها ويسمعها بأذنها عند الذبح وأثناءه التكبير "لفظ الله أكبر حتماً" وإلا فهي فطيسة.

2- وإذا ذبح الدجاج وهو معلَّق، أي غير مطروح على الأرض فما حكمه هل هو حلال؟
- إن كان معلَّقاً أو على الأرض يصح بشرط التكبير عليه بصوت يسمعه الذبيح.

3- هل يجوز للمرأة أن تذبح الحيوانات؟
- إن ذكرت اسم الله وقالت أثناء الذبح "الله أكبر" على مسمع الذبيح فما المانع؟

4- ما هي الأعضاء التي لا يجوز أكلها في الذبيحة؟
- لا أدري ما الأعضاء التي لا يجوز أكلها في الذبيحة طالما كُبِّرَ عليها بصوت سمعته.

هل صحيح أن الشخص لا يمكن أن يصل للتقوى إلا بشهر رمضان مهما سعى طيلة أيام السنة؟
وهل صحيح أنه لا يصل للتقوى إذا بدأ طريق الإيمان في شهر رمضان وأنه يجب عليه أن يكون سائر على الإيمان من أول السنة ويكلل سيره بالتقوى بشهر رمضان؟
أفدنا من علمك وعلم العلامة محمد أمين شيخو.
سؤالي هذا لأني أعلم أن الأمر ليس بالسبق إنما بالصدق فإن صدقت برمضان وحده لا يكفي حتى أحصل على التقوى؟
ولكم منا جزيل الاحترام وفائق التقدير والعرفان بكرمكم وعطائكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا: المسألة بالصدق {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً..} سورة الأنعام (115).
اصدق بالطلب تنل التقوى بسرعة وبأي وقت، ودليل الصدق أن المرء يفكِّر فيرى حقيقة الدنيا ودناءتها والتي تُنال غلاباً بأساليب "ميكيافيلي" أي بالكذب والمجاملة والنفاق والغدر والخيانة وقلة الأمانة وأساليب الخداع والمكر فإن مجَّها وكرهها وأحب الصدق والأمانة والاستقامة وحفظ الكرامة فيتطلَّب السير بالحق والحقيقة عندها يجمعه تعالى بمرشد صادق مع ربه بعهده فبمجرَّد اجتماعه به والإخلاص له والسير معه بطرق الاستقامة والتضحية بالدنيا لرضاء الله: مباشرة ينال التقوى ونعيمها ونورها وسعادتها، أي ينال ليلة القدر هذا طريق للمفكرين الصادقين.
وهناك طريق لعموم البشر طريق الإيمان والاستقامة وصوم رمضان.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي قد أوصتني زوجتي بان يتم دفنها إن هي توفيت بمنديلها الساتر للوجه فهل يصح ذلك يا سيدي؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
ما أعظمها من وصية لمَ لا ما دامت وصيتها أن تقابل ربها بسترها فيرضى عنها.
والمنتقل لا يتنفس فما المانع؟
نفِّذوا لها وصيتها تحظوا برضى الله جميعاً.

في حال طبَّق الرجل مراحل وخطوات الطلاق الأربع التي ذكرها العلامة محمد أمين شيخو في كتابه، وتمت جميع هذه المراحل ولم تتراجع الزوجة، وبعدها فعلاً حدث الطلاق، فلِمَ تبقَ المرأة ثلاثة أشهر في بيت زوجها وهي أصبحت مطلقة؟
وهل يراها زوجها وتراه في فترة الأشهر الثلاثة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
تبقى ثلاثة أشهر في حالة الحمل أو الظن أنها حامل، وفي سؤالك ليس هناك حمل فلا توجد ثلاثة أشهر إقامة في بيت زوجها، وطالما هي مطلقة فلا تبقى ثلاثة أشهر ولا يراها من كان زوجها.

مأموم سها عن الركوع مع إمامه ولم ينتبه إلا والإمام يسجد فسجد معه بدون ركوع فما حكم صلاته؟ وما حكم صلاته إذا سها عن الرفع من الركوع مع الإمام وسجد معه من ركوع؟
فجزاكم لله كل خير.

حكم صلاته إذا سها عن الرفع من الركوع مع الإمام وسجد معه من ركوع أن لا يسلِّم مع المجموع عند انتهاء صلاة الجماعة والتسليم، وينهض الذي أضاع الركوع ويأتي بركعة واحدة كاملة وبذلك تكون الصلاة تامة.

كنت مع من غسَّل خالي عندما توفَّى وقبل أن نكفِّنه وجد المغسل بعض الغائط قد خرج من المتوفى فاكتفى بتنظيفه دون إعادة الوضوء والغسل فما الحكم بارك الله فيكم؟

يكفي تنظيف الغائط ولا حاجة للوضوء وإعادة الغسل.

أريد معرفة آداب التدين في الدين الإسلامي.

  أخي الكريم، لن تتمّ للإنسان آداب التدين إلا بعد الإيمان الذاتي والتقوى، وهناك بسورة المؤمنون شرح لبعضها، وأحاديث صحيحة عن صفات المؤمنين. كهذين الحديثين:
- (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم). رواه الترمذي.
- (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي). رواه الترمذي.
وعليك بكتاب (درر الأحكام في شرح أركان الإسلام)
وإن أحببت أن تطلع أكثر فعليك بكتاب (أسرار السبع المثاني)، وكتاب: (تأويل جزء عمّ)
وهذه الكتب توصلك إلى كلّ ما تحب وتتمنّاه يا أخي الكريم.

أريد أن أعلم ماهي علامات رضا الله عز وجل عني؟ وكيف أجعله يرضى عنى وماذا يجب على فعله لأكون من الزاهدين؟

قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران الآية 92: أي مما هو محبب لك وغالٍ عليك، ولو كان حلالاً طالما أنه يشغلك عن الشهود والإيمان.

يعاهد نفسه أن يتخلى عنه لله وعندها تحصل له الصلاة اليقينية الشهودية فيرضى الله عليه ويتجلى عليه بأسمائه الحسنى، وهذه علامة الرضى، بهذا التجلي بأسمائه تعالى الحسنى عندها يمكنه أن يشاهد الذات الإلۤهية أي أسماء الله الحسنى، فإذا رضي الله عليه تجلى عليه بأسمائه تعالى، فشاهد أنوار الله وشاهد كيف أنّ الله عظيم، حتى اختفى كل ما عداه وغدا سراباً بنظره وشاهد جمال الله الذي يتجلى به على الورود والياسمين وكل ما هو فاتن وجميل، وشاهد البهاء الإلۤهي مشاهدة جمالية فينفتن بها فتوناً، ولكن هذه المشاهدة تتمّ بالصلاة أي بصحبة الإمام القلبية وبمعيته النورانية، فيكون قد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ﷺ.

أي فتح قلبه ولن يعمى بعدها أبداً ويبقى من أهل البصائر في دنياه وبعد الموت، كذلك يرتع في الجنات لأنّ الجنة هي مشاهدة وجه الله الكريم، فهو خالق الجمال، وهذه حصل عليها بتضحيته الغالية على قلبه.

إذن: إذا كان الإنسان مستقيماً على أوامر الله وضحى التضحية بنية الاتصال بالله عندها يصل لرضاء الله.

اولا: بارك الله فيكم وجعل عدد أحرف منتداكم حسنات تضاف الى حسناتكم إن شاء الله.
السؤال الأول: لماذا لم نعد نكبر التكبير الكامل في الأعياد؟
السؤال الثاني: لماذا لم نعد نتصافح بعد صلاة الجماعة؟
السؤال الثالث: لماذا لم يعد يجهر الإمام بختام الصلاة؟
السؤال الرابع: لماذا لم يعد يجهر الإمام بالبسملة عند قراءة فاتحة الكتاب؟
أشياء جديدة علينا في زمننا هذا برجاء التكرم بالإجابة علي حتى تثلج صدري وتطفئ لظى قلبي على ديني الذي أراه يتصف بصفات لم نعهدها من قبل.
ولكم مني خير السلام وهو سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

يا أخي الحريص على دينه وهُداه.
أصبحنا بآخر زمان.
وسبّب لنا إهمالُ ديننا الضعفَ حتى استعلى علينا المستعمرون وحتى اليهود.
وهذه الأمور من أسباب مصائبنا، وعُدْنا بالضعف إجمالاً كما كنّا بالجاهلية من حرص على الدنيا وبعد عن الله.
ردّنا الله لإيماننا وعزّتنا بالله ورسوله ﷺ، وبارك فيكم وزاد من أمثالكم الحريصين على دينهم.

إذا تاب الإنسان عن كل محرم بعد أن سمع الحقّ ومات ولم يشاهد لا إلۤه إلا الله هل تقبل توبته ولا يحاسب عما فعله قبل التوبة؟ أم لا تصح التوبة إلا بعد الإيمان الشهودي؟

ما دام الإنسان ممتنعاً عن المحرمات مستقيماً على أوامر الله فإن توبته مقبولة، يقبل الله توبته طالما أنه مستقيم ولكن إن لم يصل إلى الشهود والشفاء النفسي وذلك بالصلاة الحقيقية التي يسري فيها النور الإلۤهي إلى النفس فيمحي عنها الردى ويحليها بالكمالات الإنسانية.

إن لم يصل المرء لهذه المرحلة لابدّ من علاجه في القبر حتى يشفى بالشدة فيلتجئ إلى الله فيهيئ الله له أعمالاً تنقذه من القبر، وذلك بناءً على ما خلف وأسلف في دنياه من صدقة جارية أو ولد صالح يكون بصحيفته أو أنه ضحى بدنياه وتضحيته تلك أورثت ونتج عنها هداية الناس، وهؤلاء آمنوا وكسبوا أعمالاً وتلك الأعمال تكون بصحيفته فينجو والآية كما في الآية الكريمة: {..وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ، سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} سورة محمد: الآية (4-6).
والحديث الشريف: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم‏

إذن هذا الإنسان الذي تسأل عنه أنه مستقيم ولكن لم يصل بعد للإيمان الشهودي هل توبته مقبولة؟
نقول: قُبِلت التوبة ولكن لابدّ للتطهير والشفاء.

هل ما يقوله الناس بشأن الكلب هو صحيح على أنه حيوان نجس مع العلم أنه يتسم بصفة الوفاء؟ الرجاء توضيح ما يمكن؟ وجزاكم الله خيرا.

يقولون أنّ المكان الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة، ويتقوّلون أقاويل أخرى، والحقيقة أنهم مخطئون لأنّ الملائكة "الرقيب والعتيد يحصون على الإنسان عمله" فإذا أراد الفاسقون أن يعملوا المعاصي والمحرمات؛ إذن يأتون بكلب فلا تدخل الملائكة ولا تسجل عليهم شيئاً لعدم دخول الملائكة وذلك لوجود الكلب، فهل هذا مقبول؟
أقوال لا منطق فيها حتى الأماكن العامة والملاهي "الكازينو" لو آمنوا بهذا الحديث الإفك لأتوا بكلب واقترفوا ما شاؤوا ولن تسجل الملائكة عليهم شيئاً فهل هذا أيضاً معقول؟
أقوال سخف يطعنون بها اسم الدين.

كذلك الذين يربون الكلاب يجب ألا يموتون لأنّ ملك الموت لا يدخل عليهم لو صحّ هذا الزعم الباطل، وهذا غير وارد ولا معقول. والذين يزعمون هذه المزاعم مخطئون.

فالكلب خلقه الله طاهراً وهو كغيره من الحيوانات، وهو ضمن وظيفته سيّره الله لها، ووظيفته خارج المنزل يحمي أغنامنا وأنعامنا من الوحوش المفترسة ويحرس البيوت من الأخطار فيسهر الليالي لأمن الناس وراحتهم ويحرس المزارع، ولكن لعابه خارجي إذا مرّ على أشياء قذرة ملوثة وجيف فإنّه ينقل التلوثات والجراثيم والمكروبات بلعابه، فلذلك عمله ينحصر خارج المنزل، ولا تأثير عندئذ منه ومن التلوثات على الأواني والأطعمة.
على العكس الهرّ الذي وظيفته داخل المنزل لعابه داخلي وقد أجريت فحوصات على لعاب القط فوجدوه من أقوى أنواع المعقمات، فعصارة فمه قوية تقتل الجراثيم.

إذن، فالقول أنّ الكلب حيوان نجس لا أصل له فهو كغيره من الحيوانات له وظيفة وهو ضمن وظيفته طاهر لأنه يعمل خارج المنزل لا نجاسة له ولا ضرر على الطعام بل العكس له عمل قيم مفيد.
ففي إحدى قرى الجولان وفي سنة 1971 قتلوا الكلاب وسمّموها فصارت تأتيهم الضباع بأعداد فلا يستطيعون الخروج من منازلهم ليلاً أبداً حتى أنّ صلاة العشاء لم يستطيعوا الخروج لها.
بدل أن تحرسهم الكلاب صارت الضباع بين حقولهم وبيوتهم، ومن يخرج من بيته أضحى معرضاً للخطر.
كانت الكلاب تسير قطعاناً من 10إلى 15 كلب وبأصواتها القوية يطردون جميع الوحوش عن بعد كما أنّ الكلب مخلص لصاحبه وفيٌّ.

لكل حيوان وظيفته وما خلق الله مخلوقاً عبثاً، كلّه مسخّر لخدمة الإنسان ضمن عمل.
وما خلق مخلوقاً نجساً ضمن وظيفته وهاكم أصحاب الكهف رضي الله عنهم يحرسهم كلب وفيٌّ، فهل يجوز القول أنّ الكلب نجس؟
فإذا كان نجساً لمسافة 40 متر "كما يقول مقلدة العلماء الحفظة الذين أهلموا تفكيرهم" إذن فالملائكة لا تدخل كهف أصحاب الكهف المؤمنين، فهل هذا مقبول؟ كلا أبداً.
وكذلك الكلاب يستخدمونها في الصيد؛ والله أحلّ أكل ما أمسكوا من الصيد، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ..} سورة المائدة 4.
لو كان كما يقولون نجساً فكيف قال تعالى أنّ نسلم طعامنا لمخلوقات نجسة!

في اليوم التالي من صلاة الاستخارة إذا رأى الإنسان أحلام مزعجة، هل يتابع في طلب الأمر الذي استخار فيه أم يعرض عن ذلك؟ وجزاكم الله عنا خيرا.

عليه أن يتوقف فوراً ويغيّر وجهته بالكلية ويرجع لقراءة القرآن وشروحه الصحيحة كدلالة العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره يرجع إليها صادقاً بطلبه فيجد الحلّ الصحيح والاستنارة والرأي بالتوجيه السديد فينتهي عن المنكرات المسببة للمزعجات ويغدو رافلاً بالنعيم والفلاح.

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الفاضل سمعت الحق وسرت فيه بقوة ورزقني الله وقتها أعمالاً صالحة كنت أشعر بنعيم حالها في قلبي ولكن زلَّت القدم بعد أن طال الأمد وقسي القلب، ولم ينسني الله من فضله فكان دائماً منادي الإيمان يناديني للعودة للحق وأنا لا أزال أحاول الاستقامة ولكن أخاف أن تكون أعمالي الصالحة السابقة التي أحاول أن أقبل على الله من خلالها أن تكون زال أجرها بسبب المعاصي.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
حاشا لله أن يضيع لك أجراً فأعمالك الصالحة لك والسيئة عليك ما لم تتب توبة نصوحة، فمتى تاب المرء وسلك بالحق والصدق جعل الله سيئاته الأخرى حسنات والتوبة النصوحة تمحو الخطايا. فعُد كما كنت والله يغفر لك سيئاتك ويبدلك بها حسنات.

قال تعالى في سورة المائدة (93):
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ..}: في الماضي من خمر أو ميسر أو أي شيء، التوبة تمحو الخطايا إذا آمن وعمل الصالحات ليس عليه مانع يمنع من الإقبال على الله ولكن بشرط أن يتقي المنكر بالكلية. {..إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ..}: بعدها وثبت على هذا الشيء إذ رأى الله ناظراً إليه فخاف. {..وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ..}: تاب توبة صحيحة وصار له علم أن نفسه ما عادت تقع بهذه الأشياء، ولكن هذا الإيمان وعمل الصالحات تعقبه درجة أعلى، فالنفس قد تشتهي هذه الأشياء الردية وهو يمنعها ويثبت فصار له قرب وصلة فينتقل إلى الدرجة الثانية: {..ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ..}: تركه لها أصبح عن كراهية لها إذ بصلاته أخذت النفس تطهر وتنال الكمال فصارت لنفسه صلة برسول الله ﷺ وزالت الشهوات الخبيثة من نفسه. {..ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ..}: بثباته على عدم فعل المنكر تحصل له ثقة بنفسه فيقبل على الله فيحصل له ذوق بهذه الأشياء الردية فلا يعود يشتهيها. {..وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}: وبعد هذا الذوق والإقبال تحصل الصلة وتمتلئ النفس بالكمال فيدخل مع رسول الله على الله ويحصل له شهود بهذه الأشياء إذ شاهدت نفسه شهوداً مضرات الأشياء فصار مرشداً "قد أصبح من أهل الإحسان والإرشاد" فالإنسان متى تاب دخل في حضرة الله: متى تبت دخلت، تب حقا تدخل. الأمر موقوف عليك، اصدق في التوبة.

فالتقوى على درجات ثلاث:
1- نظر بصدق بالكون فاستدل على الله فاتَّقى الله.
2- عند تركه المنكر صلَّى فاجتمع بالإمام فطهرت نفسه ونال كمالاً فاتقى.
3- بحبه لرسول الله ﷺ دخل معه على الله فشاهد الخير خيراً والشر شراً فصار يدعو الناس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز رؤية خال الأب أو عم الأب؟
أرشدوني وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
حكم خال الأب وعم الأب كحكم الخال والعم.

ما حكم الذي يموت في الوادي بسبب إنقاذ أخيه من الغرق، فبعدما أنقذ أخاه جرّه الوادي لهيجانه من سقوط الأمطار بغزارة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لقد ضحى بروحه لإنقاذ أخيه فكيف لا يكون شهيداً، والجود بالنفس أقصى غاية الجود. وإنقاذ أخيه بنفسه عمل عظيم يكسب به الجنة.

تغمده الله من مغفرة وإنعام وإكرام. والله تعالى يقول: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} سورة البلد، الآيات (11-17).
وهذا فكَّ أخاه من الموت مضحياً بنفسه.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامكم الله ذخراً لنا.
إذا الإنسان تأخر في صلاة المغرب ولمَّا أتى يصلي أذن المؤذن لصلاة العشاء هل يتابع صلاة الأوابين؟
وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
هذا عائد لشوق المصلي للصلاة وحبه إذ ذاك لها، فإن كان مضحّياً بعمل يرضي الله وأكسبه ثقة وصار له بذلك ميل للصلاة وحب لإتمامها بالأوابين فلْيفعل، فهي له نور ومكاسب قلبية وإلا فلْيكتفِ بالمغرب والسنة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي ومرشدي الأستاذ عبد القادر أدامكم الله عونا لنا وللبشرية جمعاء.
أكرمني الله بسماع الحق وجمعني عدة مرات مع أهل الحق الطاهرين العظماء إلا أنه توجد عقبة تواجهني وسمعت الكثير من إخواني يشكونها. وهي الافتقار إلى الصدق في طريق الإيمان بالرغم من أننا لا نجالس عوام الناس إلا نادراً أو بحكم العمل، ونجلس مع بعضنا نتدارس كتاب الله وكتب فضيلة العلامة الجليل.
وهذا الأمر يؤرقني وخاصة عندما أتذكَّر قرب ظهور سيدنا عيسى عليه السلام، وأقول لنفسي بأي وجه ستلاقي رسول الله؟
فأرجو من جنابكم العالي أن تجدون الوقت لسؤالي وأدامكم الله منارة للتائهين وملاذاً للحائرين وجزاكم الله خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
«كفى بالموت واعظاً» و «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» عملياً وضمن زيارات القبور التي تشرح الصدور ضمن قوانين الزيارات المعروفة للناس، ومحاسبة النفس يومياً عما أخطأت فيُصحِّح، وعما فعلت من خير فيحْمدِ الله.
البحث عن طهارة النفس وعن علاقة النفس بالصادقين وارتباطها بأهل الكمال ومحبته فقط لهم لينهضوا بالنفس لعليين.
وخلوات للتفكُّر بآيات الله الكونية وشغل النفس بالخير لكيلا تشغله بالشر.

أقول: نظرت إلى نفسي فوجدتها غير صادقة، نظرت إلى صدقي الذي فيها فلم أجد له أثراً، فذعرت وارتعبت وطاش سهمي وفقدت توازني النفسي، فانطلقت إلى مرشدي وإمامي، فأخبرته بأني لا أملك من الصدق القليل ولا الكثير (والله يجزي الصادقين بصدقهم) وكان بيدي هدية صغيرة "شيء من فاكهة" فقال لي: ما هذا الذي أحضرته، فقلت له: شيء بسيط من فاكهة أحببتها لجنابكم هدية، فقال لي: هل يُعقل أنك قد هاديتني وأقلْ لك: خذ هديتك وانصرف من بيتي؟ إنك لا تصدِّق ذلك. فحاشا لله بعد أن جئت وقدمت نفسك أن يردَّك، فطالما أنك طالبٌ الإيمان ووجه الله فالله سبحانه لن يضيّعك وسيرزقك الصدق «ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً»

والحقيقة أنه لا صدق بنفسي ولكن حينما أضم نفسي إلى نفس مرشدي العظيم والذي جاءنا بالقرآن حين لم يبقَ للمسلمين في العالم حتى القرآن، جاءنا بالحقائق وعجز عن الإتيان بشيء مثله غيره، فإذن هو أصدق الناس، ولو اجتمع صدق العالمين على ألوف السنين لما وزنوا مثل صدقه لأنهم جميعاً لم يأتوا بمعنى كلمة واحدة من معاني آيات القرآن الكريم، فأثناء انضمام نفسي إلى نفسه الشريفة يكسبني صدقاً يفوق صدق العالمين والنصارى واليهود وكافة المشركين، وليس هذا صدقي ولكن صدق إمامي والله تعالى سمح بالشفاعة.
إذن يا أخي: رابطة وحبّ دنيا لا يجتمعان، فالذي أنقذك "إذ سلكت بطريق الحق صادقاً بمعيته" والذي أنقذك من النيران إلى الجنان هو أحق عليك بالصحبة القلبية من أخيك وأمك وأبيك وصاحبتك وبنيك ومن في الأرض جميعاً غيره لن يغنيك، فالله المعطي وهو القاسم، ولولاه ما عرفنا القرآن، فمن لا يقدِّر أهل الفضل ولم يشكر الصادقين لم يشكر الله.

هذا هو طريق النجاة وهو: ألاَّ تشرك بشفاعته أحداً. لأن الله تعالى يقول في سورة الكوثر: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر}: الذي قطع نفسه عنك أحلَّها دار البوار والخسران والحسرات الأبدية: أطعه تطعِ الله، تصدق به وتفوز بسعادة الدنيا وجنات الآخرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم الاختلاط في الحج عند الكعبة إذا كان الله حرَّم الاختلاط؟
ولمَ تُحرِم المرأة بكشف الوجه؟ وهل يجوز الإحرام بأمر محرَّم؟

في الحقيقة يا أخي الحبيب: كما لا يجوز النظر للمرأة في غير الحج كذلك لا يجوز النظر إليها في الحج، بل هو أشد حرمةً لما فيه من الأذى والضرر وتحويل القلب عن القصد من الحج وهو الله جل وعلا، وانصراف النفس عن المقصد الأسمى الذي شرع لأجله الحج، وإذا كان النص القرآني قد جاء عاماً في عدم إباحة النظر إلى النساء بقوله تعالى في سورة الأحزاب (59): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} وهذه الآية شملت كافة النساء المسلمات من القمة إلى القاعدة ولم يقيد ذلك بحال من الأحوال، فمن البديهي أن المرأة لا يجوز لها إبداء وجهها في الحج للرجال.

وما المراد من إحرام المرأة في وجهها إلا إشعار لها بأن تتباعد عن الأنظار خلال حجها كل التباعد، فلا يراها الرجال ولا ترى الرجال البتة ولذا جعل مقياس هذا التباعد أن تصبح في جو تجد فيه من الحرية ما يكفل لها كشف الوجه وهكذا. فالنساء لا يَطُفنَ ولا يسعينَ في الحج مختلطات مع الرجال ولا على مرأى منهم ولكلٍ دوره في الطواف. وإذا ما مرَّ بهن رجل بالطريق للحج فعليهن أن يسدلن نقابهن على وجوههن، وإلى ذلك أشارت الأخبار: فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله ﷺ مُحرِمات فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه» أما ما نراه اليوم وما نسمعه من عدم تقيد النساء بأوامر الشريعة فذلك ناشئ عن جهلهن بتلك الأحكام وذهابهن إلى الحج دون معرفة أو تقيُّد بما بينه رسول الله ﷺ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام سؤالي حول آية الدين في آخر سورة البقرة وهو:
هل الإنسان إذا دان أو استدان عليه أن يكتب الدين ويشهد الشهداء بعد وجود كاتب بالعدل؟ وما هو جزاؤه إذا لم يفعل ذلك كله؟
وكيف نوفِّق بين ذلك وبينما يحدث الآن أن أغلب الناس تستدين منهم ولا يكتبون شيئاً؟ وأغلب الأحيان بعض الناس يطلبون أن تبقى الأمور سرية بينك وبينه؟
أفتونا جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
آية الدين ذكرت كاتب بالعدل وهذه الآية للمؤمنين وإذا لم يفعل فهو ليس بمؤمن وجزاؤه عليه يقع.
أما أغلب الناس الذين لا يكتبون فهم يخالفون أمر الله بالقرآن مخالفة صريحة هداهم الله وأصلحهم: هل هم أعلم بالنتائج من الله؟!
إلا في حالة أنهم بالحقيقة لا يريدون استرداد الدين بل هو أي مال الدين تبرع ولن يطالبوا به أو يستردوه فلهم أجر عظيم وقربى من الله تبرعوا ولن يأخذوه.
وآخرون الذين يطلبون السرية إن كانوا لا يريدون استرداد الدين أبداً لا مانع، وإن كانوا يريدون استرداده ويريدون السريّة فلتكن السرية بإخفاء سند الدين وكتمانه عن الناس: لابد من الكتابة وإخفاء الكتابة لا عدمها ومخالفة أمر الله.

أنا أذهب للمسجد في صلاة الجمعة والتراويح إلا أن البعض يقول لي الصلاة في البيت أحسن بالنسبة للمرأة، بالرغم من أني أعلم هذا إلا أنني أحب الذهاب للمسجد فما هو رأي الإسلام في ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذا السؤال سألته الصحابية أم حميد الأنصارية رضي الله عنها: «قالت أم حميد الأنصارية امرأة أبي حميد الساعدي بعد أن أسلمت وحسن إسلامها وأحبَّت رسول الله ﷺ حباً قدسياً بالله، وأحبت صحبته النفسية والصلاة معه بقولها: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك "أي أنها تريد الصلاة معه في المسجد" فقال ﷺ: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي. وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجدي..» مسند الإمام أحمد (25842).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا الأرض المروية نسبة الزكاة عليها أقل من الأرض البعلية؟
مع العلم أن الأرض البعلية لديها مصروف نفس المروية، الفرق بتكاليف سعر مصروف الماء، والمزارع يقوم بإخراج الزكاة بعد حسم المصروف بكلا الأرضين.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إذن على المزارع أن يعدل ويزكي بالصحيح إن كانت مروية أو بعل وبالحق والاستحقاق والعدل. ليعدل ويزكي الصحيح لكلا الأرضين مروية أو بعلاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كنت لابسة خاتم في إصبعي هل يجب أن أحركه وقت الوضوء؟
أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الوضوء للنشاط عموماً فإن حركتيه وقت الوضوء ويحدث نشاطاً وإن لم تحركيه لا يؤثر على صحة الوضوء في شيء، فالنشاط العمومي حاصل لصحة الوضوء للنشاط.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جعله الله في ميزان حسناتكم جميعاً بإذن الله.
السؤال: أول الأمر أني ارتكبت كثيراً من الأخطاء في حق الله ونفسي ولكني في كل مرة أتوب وأعمل الذنب مرة ثانية، يا الله ماذا أفعل أريد أن أستقيم جداً، أحاول قدر الإمكان واليوم لم أفعل شيئاً وأنا سعيدة جداً جداً أريد المساعدة أرجوكم.
وتأتيني أحلام فيها مناداة لا أدري من يقول لي كفى كفى باللغة العربية لا أدري؟
هل لهذا سبب فيما أفعله مع أني أصلي وأدعو ربي ولكن أرجع أخطئ بمشهدات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل؟ يا رب تساعدوني.
السؤال الثاني: هل ربي يقبل توبتي؟ أكيد يقبل لأني خائفة من أن أموت وربي غاضب علي. ساعدوني أرجوكم.
وأيضاً أريد الستر عسى يا رب يرزقني بالزوج الصالح يعينني على ديني ودنياي. ويرزقني الذرية الصالحة يا رب ادعو لي بالصالح.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
بالحديث الشريف: «لا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً».
الحقيقة الذي قال لكِ كفى هو رسول الله ﷺ، ومعنى ذلك أن عندكِ إمكانية التوبة النصوح، فلا تعطي نفسك هواها وجاهدي نفسكِ والشيطان واعصِهما، فمتى صدقتِ عملياً يهيِّئ الله الزوج الصالح لا سيما للستر الذي به سعادة الدنيا وجنات الآخرة، استعيني بالتفكير بالموت وبالقراءة من كتب العلامة وتطبيقها يهون عليكِ كل عسير ويصبح يسيراً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت ولكن والدي عصبي جداً وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ولكن والدي رافض بسبب خلافات بسيطة جداً، وحلف على والدتي وعلي لو دخلنا بيت خالتي تكون أمي طالق منه وهذا الطلاق الثالث، وأنا أريد الزواج من ابن خالتي ووالدي وافق بعد فترة لكن خائف من يمين الطلاق ماذا يفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس هذا بطلاق أبداً بالإسلام بل يمين وكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تأكلون. هذا كلام الله.
هذا يمين وليس بطلاق لأن للطلاق شروط بالقرآن يجب إتباعها حتى تتم طلقة واحدة وهي أربع شروط كما بيَّنها تعالى في سورة النساء:

1- الوعظ: قال تعالى: {…وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}: ونشوزهن أي خروجهن عن طريق الحق، هذه تذكَّرها بالموت والقبر وبالآخرة، يجب أن تعلمها. فإن لم تستجب للحق عندها يسلك الخطوة الثانية.

2- الهـــجر: {..وَاهْجُرُوهُن ّفِي الْمَضَاجِعِ..}: لا يلتفت نحوها في الفراش. يعاملها في النهار أحسن معاملة، ويدير لها ظهره في الليل في الفراش، وأقصى مدة للهجر بالفراش أربعة أشهر.
قال تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: والعدة هي أربعة أشهر لقوله تعالى في سورة البقرة (226): {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ…}: فإن لم ترجع عندها سلك الخطوة الثالثة وهي:

3- الضرب: {..وَاضْرِبُوهُنَّ}: والضرب هنا ضربٌ إنساني معنوي غير مبرح ليشعرها أنه عازم حقاً على الطلاق ولم يعد لديها هذه المنزلة التي كانت كزوجة.
المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم، فإن أحسنت معاملتها طيلة الحياة وفي ذلك الوقت ضربتها ضربةً صغيرة تراها منك على نفسها كبيرة لأنها اعتادت منك الإحسان والمعاملة الحسنة والدلال، وبضربها الآن تعلم أنه ينوي حقاً على فراقها علَّها بعدها ترجع إلى رشدها {..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوَاْعَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق.

4- الخطوة الرابعة: حكم من أهله وحكم من أهلها: {..وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}. وهذه الخطوة الرابعة الحكَمان، من أهله ومن أهلها، يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق. فإن لم يحصل الوفاق تقع طلقة واحدة.
فإن لم يسلك الرجل هذه الخطوات فهو مجرد يمين كفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم ثلاث وجبات (فطور غداء عشاء).

وكل أمور الطلقة لا علاقة بوالديك وليس فيه أي طلقة بل يمين يوجب كفارة إطعام مساكين فقط أو دفع صدقة مالية للفقراء بكلفة الطعام.

مواقع الزواج في الانترنت:
هل التعرُّف عبر هذه الوسيلة والزواج بهذه الطريقة يجوز؟
وهل تعتبر الطريقة التي تتعرف بها الفتاة لغرض الزواج خاطئة ولا يجوز لها أن تدخل لمثل هذه المواقع حتى ولو الهدف شريف وهو الزواج؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حذار من سوء البذار وألاعيب الشياطين للوقوع بالحرام والدمار، ففي القرآن الكريم بيَّن تعالى أصول الخطبة الصحيحة للزواج، وهي الخطبة والتعارف بعلم وحضور الأهل وأولي الأمر، ولا يجوز بعد ذلك اللقاء وإلى أن يبلغ الكتاب أجله، أي يثبت في المحكمة مع الشهود والمهر. قال تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} سورة البقرة (235).

فلا يجوز قطعاً الدخول لمثل هذه المواقع الرخيصة التي تقضي على الشرف والأخلاق والقيم الإنسانية.
الزواج معروف حيث يتم التعرف على الفتاة في بيت أهلها وبعلمهم، وغير ذلك فليس من الشرع في شيء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في زماننا كثرت وسائل الحضارة ومن أهمها الانترنت فيمكن متابعة الثمين (كموقعكم) ويمكن متابعة ما هو دون ذلك لأسفل سافلين وهذا يحكمه الذوق والدين والاهتمام.
فمثلاً توجد بعض المواضيع العادية في الطرح تكون على شكل مقاطع فيديو، فمنها الإخباري والوثائقي وحلقات بحث تاريخية وأغلبها دينية بغض النظر عن صحة آرائهم، ولا يظهر في هذه المقاطع ما من شأنه إثارة الشهوة.
فعلى ضوء ما تقدم أود السؤال:
1- هل متابعة هذه المقاطع يكون على مبدأ مجالسة أهل الهوى؟ وهل تتأثر نفسك من مشاهدتهم وينطبع حالهم بحالك؟
2- هل كما قيل لي في مشاهدتهم ضرر كبير قد يصل للتحريم بالنسبة لشخص يود النجاة من الدنيا (طبعا هم أناس عاديون)؟
بغض النظر عن السؤالين الأول والثاني ما هي مكامن الضرر بمشاهدة هذه المقاطع؟
طبعاً الغاية من تلك المشاهدات في أغلبها (من وجهة نظري) تفيد في المعرفة العامة بأمور الدنيا والدين.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
جزاكم الله خيراً على أسلوبكم التعليمي الراقي اللطيف، تسألون بأسلوب التلاميذ وأنتم تجيبون بأسلوب الأساتذة الفقهاء العلماء، ونحن معكم نتعلَّم من صحيحكم من ذلك ما تفضلتم في السطر الثالث إلى قولكم: ولا يظهر في هذه المقاطع ما يثير الشهوة، هذا ألا يفسدوا العقيدة إن لم يثيروا الشهوة، هذا وماذا تفيد المعرفة العامة إن وجد الحق ثم تركه لغيره وماذا بعد الحق إلا الضلال وإتباع الهوى المهلك، فكلها بعد الحق طرق غيّْ.
فاثبت يا أخي الكريم على الحق وخالف النفس ومعرفتها إلى معرفة الحق وأهله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة (119).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في بعض الأحيان أكون مشغولة وقت ساعة التفكُّر المسائية لأجل خدمتي لأهلي في المنزل. هل يجوز أن أفكر وأنا مشغولة بشغل البيت؟
وأنا بانتظار جوابكم الشافي ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن اضطر الإنسان لخدمة الأهل أو لإكرام ضيف يريد هدايته أو دلالته يستفيد أكثر من التأمُّل الإيماني وقت الساعة المسائية، فمن جاءه أمر أو أحد بلا طلب فردَّه فكأنما يرده على الله.
فلْيعمل والله يشكر له ويعوِّض عليه أكثر مما كان سيناله بتأمُّل بكثير.

أستاذي الفاضل السلام عليكم وحمة الله وبركاته
أولاً: مهنتي نجار بيتون وأقوم ببناء طابق وأحياناً طابقين اثنين.. وسؤالي هل أؤذي نفسي بعملي هذا؟
فقد يكشف المنزل ذو الطابقين جاره ذو البيت العربي التقليدي هل أسهم بشكل أو بآخر بنشر الفساد؟
أنا في حيرة من أمري حيال هذا الموضوع. لذا أرجو من حضرتكم التكرم عليّ بالإجابة الواضحة الشافية حتى يزول كل لبس قد ينتابني.
ثانياً: هل من واجبي إخراج زكاة عملي كل يوم؟ أم كل حول حسب قانون الزكاة؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بالنسبة للزكاة فهي حولية لا يومية وإن قدَّم تبرُّعاً شيئاً يومياً فهي صدقة ولا تُسمَّى زكاة مع أنها كلها تثبت صدق الإنسان وصحة إيمانه.
وأما بالنسبة للبناء فإن استطعت ووجدت عملاً أنقى وخير «فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ابحث عن عمل أطهر ويرضي الله وخالياً من كل ضرر أو أذى للعباد ذلك خيرٌ وأبقى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: عندما أنوي علي تيسير أمر أصلي ركعتين أو على نية الله يغفر لي، أو على نية سفر لأخي أصلي ركعتين هل يجوز ذلك؟
وجزاكم الله كل خير وشكراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كيف لا والصلاة جامعة: أي جامعة للخيرات وما تفعلوا من خير يعلمه الله فما أحسن الصلاة قبل ما ذكرت من الأمور!
والصدقة على نية التوفيق لقوله ﷺ: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتعداها».

كثيراً ما تخطر ببالي أسئلة حول ما إذا كانت المياه في وعاء التي تحوي علق طبي تنقض الوضوء عند لمسها وتغييرها.
وجزاكم الله عنا كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا علاقة للوضوء بمياه وعاء العلق الطبي أبداً بلمسها وتغييرها.
ينقض الوضوء ما يذهب النشاط ويحدث ضعفاً جسمياً، يضعف الجسم عندها يتوضأ ليعيد نشاط جسمه ونفسه ليفهم معاني ما يتلى بالصلاة.

إذا كانت علاقة بين اثنين في رمضان غير شرعية وهم صيام. ما الحكم الشرعي بهذا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إن يتوبا توبة نصوحة على عدم العودة للحرام عسى أن يغفر الله لهما ويدخلهما بمداخل التوابين والمتطهرين ويفتح لهما أبواب الجنان وإلا..... والعياذ بالله.

هل يدخل مسكن الزوجية في الميراث إذا لم يكن للمتوفى ولد وورثه بناته وزوجته وأبواه وإخوة ذكور وإناث؟
حيث إن شقة الزوجية هي تمليك، وعلماً بأن ليس للزوجة مكان غيره للإقامة بأولادها؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين

أولاً: لا يحق للأخوة الذكور والإناث من ميراث أخيهم لوجود البنات (بنات المتوفى).
قال تعالى في سورة النساء (11): {..فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ..}: أولاد إناث، بنتين أو أكثر يرثن من الأب. {..وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ..}: الزوجة تأخذ الثمن من الميراث. {..فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم..}.
إذن: الأب يأخذ السدس، الأم تأخذ السدس، ومن ثم تأخذ البنات الأولاد.

ثانياً: لا يجوز إخراج الزوجة من بيت زوجها. تنفق عليها بعد العدة سنة كاملة ولا تخرج من بيت زوجها لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ..} سورة البقرة (240). وبعد يتراضى الورثة فيما بينهم بخصوص المسكن ويتم التعويض بأشياء مقابلة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: أعاني أحياناً من الوسوسة في الصلاة والوضوء وذلك يدفعني إلى تكرار صلاتي إلى عدة مرات، ففي الصلاة أحياناً أشك في أنني قد صليت جميع الركع أو أكون قد نسيت أن أقول التحيات فماذا أفعل؟
والسلام عليكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن في تكرارك الصلاة ترميم كل نقص ومحو كل وسوسة وكسب في الأجر، وحين تتحسَّن صلاتك وتغدو فيها أحوال قلبية حلوة أو أذواق نفسية طيبة سوف تزول الوسوسة ويحل محلها نعيم تجدي حلاوته في قلبك وطوبى لكِ وحسن مآب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صحيح أنه لا يجوز تقديم جلد الخاروف أو أي قسم منه كأجرة للقصاب؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
عفواً لتأخرنا بالجواب لظروف إجبارية ومرض قلبي والفضل والحمد لله الذي بيده الخير.
بالنسبة لجلد الخروف وإعطائه كأجر للقصاب يجوز إعطائه كأجر فالذي تصدق بالجمل ما يهم الرسن؟!.
وأما إن أحب وأعطى مالاً أجرة للقصاب الذي ذبح الخروف وضمَّ ثمن جلد الخروف للفقراء والمساكين فهو خيرٌ وأعظم أجراً، وكلاهما خير ما دمت ضحَّيت بخروف فلك الاختيار ولن يضيع تعالى لك ثوابك بالحالتين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأستاذ عبد القادر أن يدعو لي بأن ينور الله قلبي ويفتح لي بصيرتي وأن يهديني وأن يسترني بالحجاب الكامل وأن يفرج همي وهموم المسلمين أجمعين.
أنا أحفظ القرآن والحمد لله وأقرأ ختم بشكل دائم ولكن لدي سؤال: هل يمكنني متابعة حفظي للقرآن الكريم أثناء فترة الحيض؟
وهل يمكنني حمل القرآن؟ وإذا كان لا يمكنني أن أحمل القرآن هل يمكنني متابعة قراءة الختمة من خلال برنامج القرآن على الكمبيوتر؟
أرجو إجابتي يا أستاذي الفاضل لأنني أثق بجوابك وشكراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
اللهم يا جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه اللهم بحبِّك إياها أن تجمع قلبها بقلب حبيبك ﷺ وتحبب إليها الإيمان والستر الكامل الذي تحبه وترضاه لها وفيه النجاة من النار وسبل الجنات.

بالنسبة لمتابعة قراءة ألفاظ القرآن أو حمل القرآن أثناء فترة الحيض فلا تجوز، لأن الضعف يعتري الجسم والنفس تتأثر بجسمها، فيُخشى من تأثير الضعف والوسوسات بفترة الحيض، ولكن لا يجوز أن ينسى القلب ذكر الله أبداً بفترة الحيض لأن القلب إن نسي الله وذكر الله مات والحياة القلبية كلها بذكر الله والصلة بالله، وليست الأمور بحفظ ألفاظ القرآن فقط بل بفهم معاني ألفاظ كلام الله والسرور والذوق ثم شهود حقائقها، وذلك بمطالعتها ودروس في كتب فضيلة العلامة محمد أمين شيخو قدس سرّه ومدده العالي على الدوام.
إن أحببتِ عليكِ بكتب العلامة الجليل يغنيكِ الله بها لأنها كلها من القرآن كلام الله.

هل يجوز ذبح بقرة لسبعة أشخاص في العيد؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
يجوز ذبحها لسبعة أشخاص وإن كانت عندهم أْسَرْ فأفضل لوجود برادات تحفظ اللحم لا سيما بالتكبير، ففي ذلك الخير الكثير والنفع الجسمي والصحي الكبير والأجر الجزيل، كما يجوز لأقل أو أكثر شرط التكبير عند الذبح.

لقد حلفت على زوجتي يمين طلاق إذا عملت طعام من لحم الضأن وقدمته لي ولم تخبرني به لأني لا آكل اللحم الضأن.
وكان في أحد الأيام على السفرة كفتة وأنا أكلت منها وزوجتي في المطبخ وزوجتي أقسمت أنها كانت سوف تخبرني عندما تجلس على السفرة.
أحب أن أعرف هل اليمين قد وقع أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لم يقع الطلاق أبداً لأن وقوع الطلاق وشرطه: أنها إن قدمت الضاني ولم تخبرك وهذا لم يقع إذ لم تقدمه ولم تخبرك بل كانت بالمطبخ.
إذن لم يقع اليمين ولم يحصل شيء.

لماذا يجوز أكل الطحال؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
يجوز أكل الطحال إذا كبِّر على الذبيحة لحظة ذبحها فتفور نفسها بذكر الله عند لقائها بالذبح وينعكس الفوران على جسمها فينفض كل جرثوم وينقى الدم فينفع الآكل ولا يضره، إذ الضرر من الجراثيم لا من الدم، ويؤكل هنيئاً مريئاً نافعاً شافياً ألا إن في التكبير النفع والخير الكثير والصحة والشفاء.

تحية طيبة وبعد:
سادتي الأفاضل: امرأة تجاوزت الأربعين متزوجة وهي عقيم، شاءت الأقدار أن وجدت طفلان توأمان ذكران حديثا الولادة منذ عشرة أيام تقريباً وتريد أن تتبناهما وتسأل عن رأي الشرع في هذا وما يتوجب عليها؟
غمرنا الله بمعيتكم بأنوار علامتنا الجليل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
التبنّي محرَّم بالقرآن ولا يجوز أبداً، ولكن يمكنها تربيتهما دون تبنّي وعند بلوغهما مبلغ الرجال تتستَّر وتتحجَّب عنهما ويبقيان كضيوف مكرمين ولكن حكمهما كحكم الغريب، وإكرامهما والإنفاق عليهما واجب وأجره عند الله عظيم بشرط إقامة حدود الله.

عندي مبلغ في البنك بحوش عليه علشان أشتري محل تمليك فهل يجب الزكاة على هذا المبلغ أم لا؟ وشكراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كيف لا تزكي عند بلوغ النصاب والزمن السنوي، ولماذا ومبلغ الزكاة السنوي زهيد جداً 2.5%؟

لدي مال وبلغ النصاب هل أنا ملزم بإخراج الزكاة؟ وليكن علمكم بأن لدي مشروع بناء مسكن خاص. وبورك فيكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
مال الزكاة بسيط 2.5% فهل لنا أن نضيّع الآخرة الأبدية بالحياة الفانية. إن كنت مؤمناً فأنت ملزم بالزكاة.

هل يجوز أن يرى الرجل أخته في الرضاعة أو يجلس معها وهي كاشفة عن رأسها مثل أخته من أمه وأبيه؟
وإن كان لا يجوز نرجو بيان ذلك؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا لا يجوز الجلوس معها وهي كاشفة لأن الشهوة لا تزول كلياً بسبب الرضاعة، فليست كالأخت من والديه، إذ لا تمنع الرضاعة الشهوة الجنسية تماماً ولكن الرضاعة تمنع الزواج، ولا تكون الشهوة الجنسية الزوجية كافية وقوية لإنجاب أولاد أقوياء البنية.
وضعف الشهوة القوية بالرضاعة تؤدي أيضاً إلى فتور العلاقة الزوجية مما يسبب ضعف العلاقة الحلال ونشوء ضيق بالصدر وهموم ويؤدي للفراق مستقبلياً بعد الزواج الخطأ والتلاق.

هل يجوز للزوجة دفع كفارة حلف اليمين عن زوجها؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم إن لم يكن لديه مال، ولكن دَيْناً عليه لا هبةً وتبرُّعاً ليشعر بقيمة وخطأ حلفانه.

هل تجوز توزيع الأضحية (الذبيحة) على الكافرين؟
وهل هناك حديث نبوي للإجابة الصحيحة؟
وبارك وغفر الله تعالى لكم أحبائي الكرام.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الحديث الشريف: «الخلق كلهم عيال الله وأحُّبهم إليه أنفعهم لعياله» على حسب الظروف والأحوال، قال تعالى في سورة البلد (14): {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}: أي مجاعةً أو أيام الحروب والمجاعات أو تاريخياً كالأسرى من النصارى أو الرق أو المؤلَّفة قلوبهم لهدايتهم إلى الله.
{يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ(15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}: تشمل النصارى الذين ليس لديهم شيء من مال وكلنا من تراب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان الشعر شايب هل صبغه حرام للنساء الذي لا يظهرن إلا أمام أزوجهن؟
أرشدوني جزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا حرمة في ذلك بل للحلال فيه رضاء الله وكرمه.

هل صحيح إذا صلى الحاج ركعتي طواف مع التطويل فيهما؟
أرجوكم أريد الإجابة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
وكيف لا يكون صحيحاً وعظيماً ونفعاً قلبياً شاملاً وعميماً وخيراً "والصلاة جامعه": أي للخيرات لا سيما عند الطواف بوجهة النفس بالطواف مع إمامها الحبيب ﷺ للدخول القلبي على حضرة الله ونوال المكرمات والجنات!..

هل يجوز الزكاة على الأخ؟
مع العلم أنه يعمل لكن ظروف الحياة لا تكفي احتياجاته وهو ساكن في شقة تمليك بالتقسيط ولا يقدر دفع القسط. فهل يجوز الزكاة عليه ليدفع القسط؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الأقربون أولى بالمعروف: لا تُقصِّر بمعونته يغفر الله لك «وخيركم خيركم لأهله» ومن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لأحد.
تجوز مساعدته قدر إمكانك وبكل الوجوه وحلَّ عسرته ولا تخشَ ما دام مال المساعدة بغير ما حرَّمه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال الأجوبة التي أقرأها على هذا الموقع الكريم إن ظهور سيدنا عيسى"عليه السلام" قريب جداً: هل في هذه الفترة إذا طبق الإنسان طريق الإيمان يحصل له الإيمان بهذه الفترة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كيف لا وقد ذكر تعالى أشراط الساعة وظهور المسيح العظيم كلها ليؤمن الإنسان فيتقي. وويلٌ لمن لا يؤمن من أهوال زلزلة ساعة ظهوره ﷺ.
لِمَ لا يحصل على الإيمان وليست المسألة مسألة وقت ولكنه الصدق، فمتى طلبت النفس فضمن 24 ساعة ستصل حتماً للإلۤه.
متى طلبت الإيمان هذه النفس وصلت والله خلقه لهذا فكيف لا يستجيب بسرعة، وأنت من طلبك وجب عليك تلبيته فكيف الله الخالق الرحيم. فبادري للإيمان وحتماً فالله موصلكِ وعونكِ والله عنك راضِ.

السلام عليكم ورحمة الله
لدي ابنة عمي أُرضعت مع أخي الصغير فهي أختي من الرضاعة، ولدي ابنة عمتي أُرضعت مع ابنة عمي "الذي أُرضعت مع أخي الصغير"، سؤالي: هل ابنة عمتي أخت لي من الرضاعة؟
وشكراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هي أخت أخوك الأصغر منك واللذين شربا الحليب، وكذلك ابنة عمتك أخت أخوك بالرضاعة، والحقيقة طالما شربوا حليب أمك فكلكم مشتركون بالحليب ويُحرَّم الزواج من بعضكم البعض ويتم الحجاب بينكم. ولتوحُّد الدم بتوحُّد الحليب يحرَّم الزواج.
يرجى تفصيل وإيضاح السؤال أكثر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا ارتكب الإنسان ذنب وتاب بعدها توبة نصوحاً لم يرجع بعدها، هل يُحتسب عليه أم يغفره الله له هذا الذنب؟
أرشدوني وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
من كان صادقاً بالتوبة وعدم الرجوع كان كمن لا ذنب له وكتب الله له أجراً عظيماً بهذه التوبة وسيرزقه الإيمان أو التقوى.

ما هي كيفية صلاة الصبح حسب المذهب الشافعي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صلاة الصبح للشافعي ولغير الشافعي لا تتغيَّر، أما الدعاء بالمذهب الشافعي ويتم بنهاية صلاة الصبح، وبالمذهب الحنفي بآخر صلاة وتر العشاء.

كنت أعرف فتاة منذ 5 سنوات وطلبت يدها للزواج منذ سنتين ونصف وقد وافقت وكذلك أهلي وأهلها. لكن كنت مهاجراً أتابع دراستي بالخارج، وعند إتمامي الدراسة عدت إلى أرض الوطن وجئت بأهلي إلى بيتهم لكن بحكم عدم توفري على المال الكافي لكي أقوم بالعقد اكتفيت بالزواج بالفاتحة بحضور الوالدين وأخي وأخ الزوجة وشخص خامس.
أود أن أعرف حكم هذا الزواج وهل يحق لي تقبيلها والخروج معها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا لا يحق ذلك حتى يتم الكتاب أجله من حيث المهر وضمانه بالسجل الشرعي الحكومي، وهذا الزواج ليس شرعاً بزواج.

عقد الزواج الشرعي الصحيح الذي يضمن الحقوق وحقوق الأبناء المستقبليين الذي يتم بشكل قانوني عند قاضي الشرع فتضمنه الدولة، وشرط أداء المهر أو بيان أنه لم يُقبض بشكل قانوني على عقد الزواج الرسمي القانوني مع شاهدين، وما عداه فهو زواج باطل وتبديل وتغيير في حدود الله وطعن بالدين والطهارة وحاشاك.

أنا في 15 من العمر ومتحجبة لكن عندي أسئلة حول الحجاب:
فأنا أرتدي السروال وفوقه قميص لا يصل إلى الركبتين لذا أريد معرفة ما إذا كان يجوز وماذا يجب أن أرتدي؟
وماذا يجب أن أرتدي أمام المحرمين كأبي وأخي وأعمامي؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حكم القرآن:
قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ..} سورة الأحزاب (53).
والحجاب كما بيَّن القرآن: هو حجب الرؤية كلِّياً وانعدام المشاهدة.
والحجاب إذن هو الساتر لمحاسن المرأة كلها مما يشوِّق القلب ويلوِّثه بجرثوم الشهوات، ويبقى من المرأة حديثها الذي هو من وراء حجاب.

فالحجاب ساتر للوجه وستر للجمال والزينة الطبيعية للنساء. وهو لباس فضفاض يستر معالم ومحاسن المرأة فلا تُعرَف ولا يظهر شيء من مفاتنها وعلائم صباها وفتوتها هذا ما يقوله الله، وتحت هذا اللباس ترتدي ما تريد إن كان سروالاً وقميصاً... وغيره.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} سورة الأحزاب (59).
بهذا يتوضَّح الدليل القاطع أن وجه المرأة عورة لا يرضى الشرع بسفوره.
إذ لو سمحت الآية هذه بكشف الوجه (لعُرفن) ولنقضنا هذه الآية الصريحة: {..ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..} هذه الآية شملت كافة نساء المؤمنين من القمة (نساء النبي ﷺ) إلى كافة المؤمنات.
فلو فرضاً كشفت المرأة وجهها لعُرفت ولما كان لكلمة (أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ) معنى بل لعُرفت من وجهها. هذا جواب سؤالك (ماذا يجب أن أرتدي).

أما أمام المحارم كأبيك وأخيكِ يكون اللباس لباس الحشمة والأدب، ولكِ أن تُظهري وجهكِ وشعركِ وبالطبع يديكِ أمام أبيكِ.. والأشخاص المحرمين المذكورين في الآية (30 - 31) من سورة النور.
جعل الله الجنة مثواكِ وأجْرك بالحياة السعيدة الأبدية فعلى قدر التضحية الأجر العظيم.

أخذت قرض بمبلغ 95 ألف ريال سعودي وحسب البنك علي فائدة فأصبح المبلغ 114 ألف ريال سعودي هل هذا ربا؟ وكيف التخلص منه إذا كان ربا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم هذا ربا. ولكي تتخلَّص منه فلا تعد لمثلها أبداً ولو كان في عدم قبولها الموت، لأن الله تعالى يقول: إن عدتم إلى الربا {..فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} سورة البقرة (279).

أنا متقاعد من وظيفة كنت أعمل بها ولدي مال أحاول أن أنميه مع الأصدقاء بتجارات حلال إن شاء الله لكي أستطيع أن أشتري بيتاً وتدريس أبنائي بالجامعة إن شاء الله. فهل تجب عليه الزكاة؟
جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم تجب، وما قيمة 2.5 % سنوياً يحفظ بها مالك ودينك، فهل تقدم 100% لأولادك الذين لم يخلقوك ولا يرزقوك وتبخل بإقراض محبِّكَ الذي لا ينساك وهو يمدّك بالحياة وغداً بالجنات إن طبقت حدوده، وعند الموت وبالآخرة لا ينفع مالٌ ولا بنون، فحذار من سوء البذار والبخل بمال الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو السبب في طوافنا حول الكعبة عكس عقارب الساعة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
السبب لأن روحانية نفس رسول الله السراج المنير تطوف باتجاه عقارب الساعة لاستقبالنا وإتحافنا بأنواره الموصلة للتقوى، وهذا يشهده المقربون من نالوا التقوى وهي الاستنارة الأبدية بنور الله ورسوله وسعادة وخيرات الداريْن، جعلنا الله الكريم منهم وأوصلنا للتقوى وجعلنا من أهل التقوى وأهل المغفرة.

قرأت بحث الحجاب في موقعكم ولدي سؤال:
يا إخواني أنا بنت عمري 13 سنة أرتدي حجاباً يسترني ولكن لا أغطي وجهي يعني هل نحن الفتيات يجب أن نرتدي خماراً فإني أخاف الله؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذا أمر الله لا أمري فالله الرحيم الستار أمر حبيبه رسوله ﷺ بقوله الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ..} سورة الأحزاب (59).
فلو كان الوجه مكشوفاً سافراً لعُرِفنَ، أما إن كان الوجه مستوراً فمن الصعوبة معرفتهن.
كذلك لو لم يكن الستر للوجه لما جاءت الآية الثانية: {..وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ..} سورة الأحزاب (53).
فحجابُ الوجه فرض وأساس بحسب آيات الله والمسالة فيها نيران أبدية أو جنات أبدية، هذا أمر الله.
هذا الستر يوصل للسعادة القلبية والجنات الأبدية، وفي كشفه تصبح المؤمنة مشركة غير مطبقة لحدود الله.

ما هي كيفية الصلاة للمأموم حسب المذهب الشافعي أو غيره؟
هل نقرأ سورة الفاتحة بعدما أن يقرأها الإمام وما كيفية صلاة المأموم؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
قال تعالى في سورة الأعراف (204): {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ..}: فلا يقرأ المؤتم الفاتحة ولا القرآن لأن الإمام قام نيابة عنه بالقراءة، عليه الإصغاء وفهم معنى الآيات فقط كما ورد بالآية أعلاه هذا أمر الله.
أما إذا كان المصلي منفرداً لا بصلاة جماعة فيجب عليه قراءة آية أو بضع آيات مع لزوم قراءة الفاتحة يقرؤها وواجبٌ قراءتها إلا إذا كان وراء الإمام الذي ينوب عنه بقراءتها وهو يستمع ويُنصت فقط كما أمر الله وهذا أمر الله لا أمر المذاهب، رحم الله أئمتهم الذين جاهدوا لجمع الأمة وعدم تفريقها، والقاضي إن اجتهد وأخطأ له أجر وإن أصاب فله أجران.

سيدي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أي صف يجوز التدريس شرعاً؟ وذلك بالنسبة لمدرِّس الساعات في هذا الزمان، بحيث لا يؤثم؟
ولكم جزيل الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إياكهنَّ وحذار من سوء البذار، قال ﷺ: «الفتنة لا نرضى بها». والسلام.

هل يجوز زواج فتاة من شاب بعلم أهله ولكن لا يوجد إثبات أو عقد شرعي بينهم؟
كل ما تملكه هذه الفتاة شاهدين من أقاربه. هل هذا الزواج حلال أم حرام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
يجب إتمام الزواج بعقد شرعي ليكون الزواج حلالاً وإلا فلا.

ماذا يفعل المسلم عندما لا يستطيع عقله الضعيف فهم بعض الآيات والأحاديث ويرى تناقضاً ولكنه مسلم بدينه خوفاً من الله؟
علماً بأن لديه معرفة بأمور التخيير والتسيير. ولكنه يرى الواقع مختلف عن الدين, ويبكي خوفاً من أن يضله الله، ومن يضله الله فلا هادي له ويتمنى أن يكون تراباً.
أرجو الإفادة.

أخونا المؤمن: تابع تلاوة كتب العلامة محمد أمين شيخو القرآنية وطبقها فلن تجد بعدها تناقضاً أبداً، فتنمحي الشكوك وتزول الريَب، قال تعالى في سورة النساء (82): {..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}: ولا يوجد اختلاف، عندها تعلم أن الدين الإسلامي دين حقائق وتعقله: أي تشاهد نفسك حقائقه فلا تضلَّ أبداً، بل بأنوار الله ورسوله تعيش وبالنعيم المقيم تُغدَق وبالسعادة الدائمية تُحبَر.
فهي كتب لا ريبَ ولا خطأ ولا تناقض فيها أبداً إلا الهدى، وهي لطالبي الحق والحقائق والدين، هدىً لطالبي التقوى أي الشهود بأنوار الله. إني نصحتكَ فيما قلته وكفى.

أنا أسهو كثيراً في الصلاة، ولدي قلق وخوف أن صلاتي لا تُقبل رغم أني أحاول التركيز والخشوع، كما أطرح على نفسي أحياناَ أسئلة حتى صرت أشكك في إيماني.
أرجو الإجابة بتعمّق.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هكذا سأل الصحابة الكرام رسول الله ﷺ بما معناه: «نكون معك فكأننا نعيش في الجنات والآخرة، ونذهب إلى أهلينا فنسهو وتتحوَّل أحوالنا وأوضاعنا فقال ﷺ: بخٍ بخٍ فلو بقيتم على ما أنتم عليه لصافحتكم الملائكة الكرام، ولكن ساعة وساعة».

فيا أيتها المؤمنة أكثري من أفعال الخير والتضحيات لرضى الله، وحسِّني سيْركِ أكثر تجتازي هذه المرحلة، وبذلك يذهب عن قلبكِ فتغدين ممن هم على صلاتهم دائمون وتشعرين بلذة بالصلاة بعدها بمشاهدات تفتنكِ فتوناً، فاصبري على صلاتكِ تنالي غبطة وسروراً ونعيماً لا تسهينَ بالصلاة بعدها أبداً.

حسِّني سيْركِ على الحق وسلوكك وإيمانك يذهب الضعف من النفس، وشدي الهمة وحذار من القنوط، فالمؤمنون لا يقنطون من رحمة الله وشفائه لقلوبهم، ولا بدَّ من الشفاء فالعطاء وذلك قريب بإذن الله.

هل عندما أريد أن أصلي التهجد في رمضان في العشر الأواخر لا أصلي التراويح؟
جزاكم الله خيراً.

أختنا في الله حفظكِ المولى آمين
بكافة ليالي رمضان وبعد الصيام وفي العشر الأواخر لا صلاة إلا التراويح عشرين ركعة كل ليلة، هكذا كان يصلي حبيب الله وحبيبنا وأصحابه، ولنا فيه ﷺ قدوة حسنة.
وأما بالنسبة للتهجد عند القيام إلى طعام السحور يُكتفى بصلاة ركعتين ولا تنوب عن التراويح.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تجوز صلاة التراويح أو أي صلاة إذا كنت أصلي في المنزل والمسجد قريب جداً مني، ولكن يوجد شارع واحد بيننا ولكن الصوت واضح ومسموع جيداً، فهل تحسب لي صلاة الجماعة؟
وإذا شعرنا برجفة أثناء صلاتنا وخصوصاً في ليلة القدر فهل هذا يعني خشوعنا في الصلاة؟
وهل كما يقولون بأن الملائكة تجلَّت على المصلي وصافحته؟
أرجو إجابتي على سؤالي وشكراً.

أختي المؤمنة: نعم تحسب لكِ صلاة جماعة كاملة شاملة.
كذلك هذه الرجفة دليل الخشوع وحتماً صلَّت الملائكة عليها بدليل الآية الكريمة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ..} سورة الأنفال (2).
والآية الكريمة من سورة الزمر الآية (22): {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ..} صدق الله العظيم.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أرجو من حضرتكم الإجابة عن بعض التساؤلات وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
دائماً يراودني الماضي وما ارتكبت فيه من ذنوب وأخطاء إن كانت بقصد أو بغير قصد، لكنني فوراً أحمد الله على تنوُّري بغيض من فيض بحر علامتنا قدس سره.
لا أعرف ماذا سأفعل أستغفر الله وأطلب التوبة.
أعلم أن الله غفور رحيم لكن ما هي الخطوة التالية؟
هل الدعاء لله بأن ينجينا من الأهوال المقبلة سينجيني منها ويرزقنا إتباع سيدة العالمين مريم عليها السلام؟
عندما أحاول التقيد بالتفكر الصباحي والمسائي أرى نفسي مقصرة بعد ذلك أعيد من جديد.
كيف السبيل إلى المواظبة وعدم الانقطاع، وخصوصاً للأم التي لديها أطفال صغار وتنام فترة قليلة، أعرف أنه ليس بعذر لكنني أردت نصيحتكم بارك الله فيكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا يزال المؤمن يصدق ويصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً، اقرئي الدلالة الربانية وطبِّقي تعاليمها حتى تُشاهدي حقائقها الخالدة بالنعيم أي حتى تعقليها.

وبالتطبيق سوف تمحو الحسنات السيئات وتنمحي الذنوب والأخطاء لا سيما حين تتحسَّن الصلاة، هذا ولا يُكلِّف الله نفساً إلا وسعها، قال تعالى: {..لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} سورة الأعرف (42).
فخدمتك لأولادكِ تعوِّض ما فاتكِ من الساعة الصباحية أو المسائية والعمل نور الحياة، فمتى تفرَّغتِ فعودي لقوانين التفكُّر بكرةً وأصيلاً.

وما دام الخير مطلبكِ والله بيده الخير فسيجمعكِ بصحبة سيدتنا مريم سيدة العالمين، وحتماً وبإذنه تعالى سيوقيكِ أهوال الساعة وزلزلتها وينجيكِ ويقلب لكِ الأهوال نعيماً وسعادة تجدي حلاوتها في قلبكِ، وما دمتِ سائرة على هذا السلوك سيهديكِ الله ويصلح بالك ويُدخلكِ الجنة بإذنه تعالى.

سيدي ومرشدي وقرة عيني هدانا الله بنورك الذي سيوصلنا إلى نور العلامة الأمين وبه نصل إلى حضرة المصطفى النبي والرسول الكريم صلوات الله عليه أما بعد:
هل يكفي غض البصر والالتزام بالساعات التفكرية الصباحية والمسائية وعمل الصالحات قدر المستطاع لنيل الإيمان، أم أنه هناك أمور أخرى تخفى علينا؟
آسف لهذا السؤال ولكني سألته من شوقي الكبير للوصول. وأنا لا أرى في نفسي أي تقدم أحرزته، خاصة عندما أدخل للموقع وأرى وأقرأ ما تكرَّم به المولى عز وجل على كثير ممن اقتدى بالعلامة الكبير وسار على دلالته الباهرة التي ما علمنا مثلها من قبل، وأني أرى نفسي أقل شأناً من جميع من سلكوا طريق الحق.
ولكم فائق الاحترام والتقدير جمعني الله وإياكم آمـين.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تخفى على الله خافية: حقّاً متى خافت النفس على مصيرها حقاً فطلبت الإيمان للنجاة فلا يمكن إلا أن تؤمن إيماناً كإيمان سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وسيوصلها تعالى للتقوى وإنما الإيمان والأعمال بالنيات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يقبل الله توبة من وقع بالشرك جهلاً ويدخله الجنة؟
وهل من وقع لسانه في الشرك جهلاً ولكن قلبه مؤمن أن لا إلۤه إلا الله وحده لا شريك له يعتبر شرك؟
وهل يقبل الله توبة المسلم إذا أشرك خطأ؟
أرجو الإفادة.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلهم سيغفر الله لهم ويصلح بالهم، والتوبة النصوح تمحو الخطايا والآيات بالقرآن الكريم تشرح ذلك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم جيداً أن مصافحة الأجنبية إن لم تكن محرَّمة فهي مكروهة على الأقل، ولكني أعيش وسط مجتمع معقَّد، فإن لم أُصافح سيصفونني بصفات عديدة منها التكبر والتعالي والاستخفاف...كيف أفعل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» مسند الإمام أحمد.
«ومن أطاع المخلوق في معصية الخالق سخط الله عليه وأسخط من أرضاه في سخطه ومن أرضى الخالق في سخط المخلوق رضي الله عليه وأرضى عليه من أسخطه في رضاه»

هذا إن كان الأمر والحكم بيدك وعدم المصافحة لا تعود عليك بالأضرار والأذى إنما مجرد أقوال باللسان فلا تعبأ بها وابقَ ثابتاً على رضاء الله، ولا تبالِ إن مدحوك وإن ذموك، ولكن هناك مواقف مصيرية يتعرَّض إليها الإنسان، ربما إن لم يُجامل ويُصافح يخسر وظيفته مثلاً أو تتعرَّض حياته للخطر ويتهمونه باتهامات باطلة قد تؤثر عليه وعلى سمعته ولا يستطيع مجابهة ومقاومة تلك الصعوبات، ففي هذه الحالة أُكرِه الإنسان وأُجبرَ على المصافحة، وفي الحديث الشريف: «رُفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه» فليصافح وهو كاره ونافر وغير راضٍ وقلبه منصرف عنها إلى الله ومطمئن بالإيمان، وفي الآية الكريمة: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النحل (106).

أما إن صافح ونفسه تحب المخالطة والمصافحة وتميل لذلك ولديه رغبة بالمصافحة فهذا بالحقيقة قد بدأ يخطو بخطوات الكفر وتنطبق عليه الآية الكريمة الآنفة الذكر.

أما إن كان يستطيع أن يتقي هذه الأمور دون أن يلحق به الأذى والضرر ويتعرَّض للأخطار فليتَّقِ ويتورَّع ويتعفَّف خيراً له أو يحتل ويوارِ درءاً للأخطار وليتجنَّب الحرام ويمشِ بأوامر الله وهذا ينطبق عليه الحديث الشريف: «ليس بكاذب ولا نام من كذب ونم لخير».

لدينا دار عربية فيها أشجار ومزروعات ونتيجة الرطوبة يخرج الحلزون (البزاق) بكميات كبيرة، وأنا أعاني من هذه المشكلة لدرجة أنه يدخل البيوت مع العلم أن الأهل كانوا يضعون الملح فيذوب.
عندما سمعنا بدلالة العلامة محمد أمين شيخو تابعنا وضع الملح لكن مع التكبير عليها فهل يجوز ذلك؟
مع العلم أنه يبقى مدة طويلة حتى يموت، بسبب ذلك شعرت بضيق شديد في نفسي وهل يوجد حل إذا كانت هذه الطريقة غير صحيحة؟
ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا يجوز مطلقاً، بل يمكن كنسه وإعادته للمناطق البعيدة من البيت الرطبة، وحاولوا أن تجعلوا ساتراً بين البيت وباقي أرض الديار يمتاز أن هذا الساتر شديد الجفاف مثلاً كالرماد الجاف فلا تستطيع الحلزون اجتيازه.
أي حاولوا أن توجدوا حلاً بعدم تقدُّم هذه المخلوقات للبيت، ودفع صدقة على نية صرف هذه المخلوقات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي ودليلنا إلى الله: عندما أجلس وأفكِّر لا أعرف كيف أستطيع المتابعة وإني خائفة جداً، وعندما أقوم لأصلي قيام الليل وأسمع أي صوت من الشارع أشعر أنني قد تعكَّرت ولا أستطيع التركيز في التفكر.
ولا أريد أي طلب دنيوي فطلبي الوصول إلى الإيمان والتقوى وصحبة سيدنا محمد ﷺ وأسعى دوماً في أعمال الخير.
وهل يعتبر تفكُّر عندما أقرأ بكتب العلامة الجليل محمد أمين شيخو قدس سره العالي وخاصة كتاب أسرار السبع المثاني وأستمع إلى تأويل جزء عم، فبهذا أشعر أن نفسي سرت بهذه المعاني العالية وأشعر بسرور.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
أولاً: حينما تتعكرين من أصوات أهل الدنيا فهذا نتيجة صفاؤك النفسي ونبذ الدنياَ وأهلها وتطلب السمو.

ثانياً: حين تشعرين أن نفسك لدى تلاوتك كتاب "تاويل جزء عمَّ" أو كتاب " أسرار السبع المثاني" قد سرت بهذه المعاني وبسرور فهذه المرتبة نتيجة تفكُّرك السابق الإيماني مرتبة العقل السامي وهي فوق وأعلا من التفكر، هذه المنزلة الإنسانية مرتبة الذين يمتحن الله قلوبهم للتقوى. داومي عليها وكرِّريها ثم محلُّها إلى البيت العتيق، طوبى لكِ وحسن مآب.

ما المراد بغسل السلعة أثناء الوضوء للإمام الشافعي وما معناها وما تفسير تعريف النية عند الشافعي؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
المراد النشاط لأن الهدف من الوضوء النشاط فيكون المرء نشيط الجسم وينشط الفكر والنفس ويفهم معاني الآيات التي تتلى بالصلاة وتتم الفائدة.

أنا أشك دائماً في صلاتي وخائفة أن ربنا ما يتقبلها مني ودائماً الشيطان يوسوس لي أني لازم أغتسل كل ما ألاقي إفرازات مهبلية، وفي الوضوء أيضاً وحياتي أصبحت تعيسة جداً. وأنا فتاة لم أتزوج عندي 17 سنة.
أرجو الجواب وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كلا هذه الإفرازات معفو عنها ولا تحيجك لوضوء، ونرجو لكِ الشفاء القريب وتوكلي على الله ولا تغتسلي منها فهي معفو عنها ولا تتوضئي فقط تيممي لا أكثر لتزيلي وساوس عدوك الشيطان.
واقرئي بكتب فضيلة العلامة وطبقيها ففيها شفاؤك وهدايتكِ وإكرامك بحياة سعيدة وزوال كل سوء.

أستاذي الكريم السلام عليكم ورحمة الله
ما حكم تربية الحمام في المنزل، وهل تعتبر من الطيور الداجنة؟
وهل يجوز المتاجرة بها، وهل يؤكل لحمها؟
ولكم جزيل الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم يجوز تربيتها وفي المنزل على ألاَّ يصبح مربِّيها "حميماتي" بل للأكل والتجارة، والآن يمتنع الناس عن صيدها لأن في المدينة اللحم متوفِّر وكثير، فما للمرء ومالها دعها تطير وتسبّح ربها، وبالتفكير بها بغية الإيمان دون ذبحها الخير الكثير فليدعها الإنسان وعالمها وإطعام صغارها.

ليس هناك تحريم بصيدها وأكلها عند الحاجة أو الجوع بل حلال وفي ذلك قربى إلى الله، لأنها لا ناب لها ولا مخلب، ولكن أن يترك الإنسان أعماله للصيد واللهو بقتل هذه النفوس لا لجوع أذى كبير، لذا تورَّع المؤمنون في المدن حيث اللحم كثير عن الترف والبطر في قتلها وصيدها بلا جوع ورحمة عظيمة يثابوا عليها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من جدة وأراد الله لي الحج مع أخي الذي يسكن مكة، كنا في أيام منى نبيت فيها ونخرج منها بعد صلاة الفجر إلى منزل أخي في العوالي، ولكن كنا نتأخر في الوصول إلى منى بسبب النوم والازدحام فلا نبيت فيها إلا ساعتين... فهل يترتب علي شيء رغم أنه رغماً عني، فأنا مع أخي؟
وجزاك الله خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هنيئاً لكِ ولا يترتَّب عليكِ إلا الأجر والثواب والخير من العزيز المانح الوهاب.
وتفضَّلتِ أنَّ هذا الشيء رغماً عنكِ وقد قال ﷺ: «رفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان وما استُكرِهوا عليه».
ولا يجوز للمرأة أن تبقى لوحدها مع غير ذي محرم وأنتِ مع أخيكِ فقد أطعتِ ربك بذلك ولا يترتب عليكِ شيء.

خطيبي يشترط علي ستر الوجه حتى عن إخوته الذكور، وأنا ليست لدي القناعة الكافية بغطاء وجهي.
هل إذا تزوجنا وارتديت الغطاء فرضاً منه هل أكسب ثواب الغطاء أم لا؟
وإذا ارتديت الغطاء هل ممنوع حتى على إخوة زوجي أن يروا وجهي؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هنيئاً وطوبى لك بهذا الخطيب وهل بقي كثيراً من أمثاله بهذا الزمان ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويهدف من زواجه إدخالك إلى الجنات ونجاتك بالآخرة الأبدية من النار؟ إنه يطلب منك ستر الوجه حتى عن إخوته الذكور.

وسأل الصحابة الكرام رسول الله ﷺ عن ستر الوجه عن إخوة الزوج فقال أنَّ أخطرَ الحرام كشف الوجه لهم بقوله ﷺ: «الحمو الموت» والحمو أخو الزوج، وفي التفريط بهذا الحدّ تتهدم أقدس العلاقات علاقة الزوج بإخوته أقرب وأقدس العلاقة الأسروية ويقال "حرامي البيت لا يؤتمن" فخطيبك يحاول ضمان الجنة لك فما أشرفه، كما ينجيك من الفضائح ونيران الآخرة وإن كانت نفسك تكره شيئاً مع أنه الخير لك. فقد كسبت الخيرات وبدل الأجر أجران: أجر مخالفة النفس وهواها المهلك وأجر الستر العظيم في هذا الزمان السيئ الفظيع.

ثالثاً وأخيراً: كل حديثنا عن تحريم مشاهدة إخوة زوجك الذكور لوجهك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يملك مزرعة كبيرة ولديه هواية تربية الطيور الحمام والبط وغيرها وأحياناً يذبح منها ويُكبِّر عليها ويأكلها. هل يجوز ذلك أم لا؟
وشكراً لصدقكم الكبير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم يجوز. قال تعالى: {..كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} سورة المؤمنون (51).
وكل ذلك خير بخير. حتى الانشغال بالأنعام بالمزرعة خير من الانشغال بالفتن بين البشر والقتل والذبح والآلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد صلاة الجمعة يقوم المصلين لأداء صلاة الظهر.. فهل صلاة الظهر بعد الجمعة مشروعة أم لا؟
وهل كانت بزمن الرسول ﷺ؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صلاة الظهر هي صلاة الجمعة، وقد أجمعت الأمة الإسلامية على الاجتماع للدرس الأسبوعي ويجتمعون على صلاة الظهر لأنه وسط النهار، ويصلي المصلون سنة الظهر القبلية 4 ركعات مؤكدة قبل صلاة الظهر المقتصرة على ركعتين، وتقتصر صلاة الظهر لركعتين من أجل وقت الخطبة، هذا ويبقى بعد صلاة الجمعة سنة الظهر أو الجمعة البعدية إن شاء المصلي صلاَّها بالمسجد أو بالبيت.

هل الاحتلام في يوم الصيام مثل الظهيرة يفطر الصائم؟ أم أنه يتم صيامه؟
وماذا يجب عليه أن يفعل؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
عليه الاغتسال وإتمام الصيام.

كما هو معروف أن صلاة التراويح تُصلّى في أول ليلة يثبت فيها رؤية هلال رمضان فهل نُصلي التراويح في ليلة الشك من شوال؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هذا المعروف غير صحيح فصلاة التراويح لا تُصلَّى إلا بعد صيام اليوم الأول لتكسب النفس الثقة بصيامها ويجزيها الله به.

إذن: فلا نصلي صلاة التراويح في الليلة التي يثبت فيها رؤية هلال رمضان لعدم صيامنا بذلك اليوم.
وأما في يوم الشك من شهر شوال فإننا نتم صلاة التراويح، نعم نصلي صلاة التراويح لأننا كسبنا ثقة في هذا اليوم من الصيام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل:
كل ما أصلي أوقات الفرض وبعد كل صلاة أصلي ركعتان نفل، هل هذه أوقات نوافل أم أن هناك أوقات ثانية أفضل؟
أرشدوني يا سيدي وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ما لزوم النوافل إلا السنن؟! هذه ما فرضها الله.
أختي الكريمة: بما أن نيتكِ عالية فالأعمال بالنيات والله قد كتب لك أجر هذه النية، ولكن بما أن هذه الصلوات بعد كل فرض لم ترد بالإسلام ولا بالقرآن ولا بالشرع ولم يسبق إليها أحد، فالأفضل أن تكتفي بالسنن، فهناك سنن كثيرة وهناك نوافل أيضاً كقيام الليل والضحى وغيرها معروفة، ونحن نعلم أن رسول الله ﷺ وطائفة معه كانوا يصلون نوافل قيام الليل، كما كان يصلي دائماً صلاة الضحى حينما يكون متفرِّغاً، وبما أنها لم ترد فقد كتب الله لكِ الثواب، ووفَّر عليك القيام بهذه الصلوات التي لم يسبقك إليها أحد.

هل يجب الزكاة على الذهب المعد للزينة؟
متى يجب إخراج زكاه الذهب؟
وهل ضروري أخرجها في رمضان أو في أي وقت من السنة؟
الرجاء الرد في أسرع وقت وجزاكم الله خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كلا لا زكاة على الذهب المستعمل لزينة المرأة أبداً.
ويجب إخراج زكاة الذهب حينما يكون معدُّ للتجارة أو ليكنز المال والذهب، فإذا كان بقصد كنز الذهب فيجب عليه الزكاة ومقدارها 2.5 %.

فالذي جمع مالاً وعدَّده وإن لم يكن معدٌّ للتجارة فهذا يجب عليه الزكاة حين يحول عليها الحول: أي حين يمضي على جمعها سنة كاملة. بعد سنة تخرج عليها زكاة 2.5%.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال محيرني جداً ولا أعلم كيف أعالجه، وهو الصلاة في البيت بسبب النوم والانشغال، ودائماً أشعر بألم في أرجلي وكسل دائم ولا أحب الخروج من البيت وأنا أحافظ على الصلوات الخمس في وقتها أو في جمع.
إن شاء الله أجد جواب مقنع لديكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هذا آخر زمان وهو زمان صعب، وصلاتك في بيتك طالما تصلي الأوقات الخمس مقبولة وخير، لقوله ﷺ بآخر الزمان: «الزم بيتك وأمسك لسانك ودع عنك أمر العامَّة».
والقرآن يأمرك بهكذا زمان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ..} سورة المائدة (105).
فلا تتحيَّر يا أخي فإنك بصلاتك بالبيت هذه على صراطٍ مستقيم.

إذا كان لدي مبلغ من المال مبدئي كل شهر يزيد عليه 100 جنيه مثلاً، فهل أنتظر لنهاية العام وأدفع زكاة المال عن المبدئي الذي حال عليه الحول، وطبعاً إذا بلغ النصاب؟
مع العلم أن هذه الزيادة بدأت منذ سنة بمعنى: أن هل يجب أن أخرج مثلاً كل شهر 25 جنيه عن الزيادة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إذا حال الحوْل عن المبدئي تدفع للمستحقين الفقراء 2.5 % عنه إذا بلغ النصاب.
كذلك تستطيعين أن تدفعي ما شئتِ عن الزيادة بعد العام حتى تنتهي قيمة الزكاة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة ملتزمة بالحجاب عندما أجلس وأفكِّر ببدايتي كيف خُلقت ونهايتي في الموت لا أستطيع أن أفكر إلا بضع دقائق، ماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حافظي على الدقائق وحاولي زيادتهم شيئاً فشيئاً وجاهدي في الله حق جهاده ولا يضيع لكِ أجركِ العظيم بهذا الجهاد ضد هوى النفس وهو تعالى يعطي على القليل الكثير.
لا تضيعي من المعروف شيئاً وإن قلَّ واستعيني إن أحببتِ بقراءة كتابي "كتاب أسرار السبع المثاني" وكتاب "تأويل جزء عم" وبضع آيات من كتاب "تأويل القرآن العظيم" وتأمَّلي بها فإن لربك في هذه الكتب نفحات ألا فتعرَّضي لها توصلكِ للتقوى: أي الاستنارة بنور الله.
إضافةً: لتفكُّركِ بالبداية والنهاية.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أستاذنا الكريم لي أخت في الله تريد أن تعرف رأيكم في موضوع:
وهو أن زوجها يعمل موظف في القطاع الخاص ويتقاضى أجره، لكنه يعتقد أنه لا يتناسب مع الجهد الذي يبذله، مع العلم أن الشركة قد حصلت على ضعفين أو أكثر منذ استلام العمل على الربح، لذلك الآن يقوم بجلب زبائن ويتفق معهم على نسبة يضعها هو من دون علم الشركة، وهي لا تريد أن تأكل حرام هي وأبناؤها وأحياناً تشك في ماله.
فماذا تفعل إذا كانت لا تملك المال ولا تجد من ينفق عليها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
بالنسبة لها ليست عليها مسؤولية الأمر متعلق به.

رأيت امرأة أحبها وتحبني، ولكن رفض والداها ما الحل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الحل بيدهما لا بيدنا والقانون معهما.
فحوِّل قلبك وابقَ على طلب الحلال ييسِّر الله لك خيراً مما فقدت.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الخروج مع الزوجة في نزهة قبل الدخول بها؟
وما هو المانع مادامت قد صارت زوجتي أرثها وترثني؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بعد كتابة الكتاب ودفع المهر يجوز فهي زوجتك ولا مانع أبداً، وما بقي طقوس اجتماعية لا شأن لها عند الله بل عند الناس.
لا فرَّق الله بينكما ودمتما على الحلال والهناء ورضى الله.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
زوجة أخي إيطالية اعتنقت الإسلام منذ 5 سنوات، وهذا السؤال منها:
إذ أن والدتها غير مسلمة وقد توفيت وتركت لها بعضاً من الذهب الذي كان معها، فهي تسأل عن ما تفعله بهذا الأخير؟
وهل يجب إخراج شيء منه أو عليه؟ لأنها الآن تحتفظ به فقط.
في انتظار إجابتكم.. بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
هذه الأموال والذهب ورثتْها من أمها ويحق لها أخذها.
ولكن هناك قاعدة فقهية تنص: (أن الذي يموت على غير الإسلام لا يرث ولا يورث): أي لا يجوز أن يرث المسلم من غير المسلم.

ولكي لا تُخالف هذه القاعدة الفقهية هناك حل شرعي:
أن تأخذ الذهب وتنفقه على ذوي الحاجة والمساكين المستحقين ولا تأخذه بصورة إرث تستفيد هي منها لأغراضها، وبنفس الوقت لا تدعه للكفرة يستفيدون منه وينفقونه بما لا يرضي الله، وبذلك ترحم أمها وتخفف عنها، وكذا هي لا تُنفق من المال على نفسها وأغراضها الشخصية لئلا يميل قلبها بالمحبة للكفرة وأموالهم فتتشرَّب منهم البُعد بعد الإيمان فتضعف في سيرها الإيماني وتتراجع.
بل تنفق هذا الذهب بوجوه الخير فتستفيد هي وتفيد أمها ونتحاشى الاصطدام مع القاعدة: (أن الكافر لا يرث ولا يورِّث) ولن يضيع الله لكم أعمالكم وسيعطيكم أجر تضحياتكم الخير الكثير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صحيح أن في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة وهل تأخذ أحكام التكاليف الخمسة؟
جزاكم الله خيراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
قال ﷺ: «تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا ضال».
فالسير ضمن القرآن وبما ورد في كتب العلامة التي لا تخرج عن القرآن خير معوان للإنسان للسير على صراط مستقيم صراط رسول الله ﷺ ورسله الكرام.
والبدع السيئة: هي الابتداعات الدنيوية الفاسدة المفسدة لا سيما التي تحرف قلب المرء إلى الضلال وتبعد قلبه عن الله وتحبِّبه بالدنيا المنحطة الدنية وتحبِّبه بالكفر وأهله فيسلك سبيل الهلاك وبالآخرة إلى النار.

- فمثلاً "المزهر" باستعماله لذكر المصطفى ﷺ وبتوجُّه النفس إليه ﷺ تدخل على الله وتقدِّر الحضرة الإلۤهية تقديراً يفوق كلَّ تقدير، فباستعماله لهذه الآلة تُعتبر بدعة حسنة.
والبدعة السيئة: مثل الآلات الموسيقية فإنها تهيج النفس وتطربها وتشل التفكير فيلج الشيطان ويزيِّن لها القبائح ويقنعها أن اللذة والخير من هنا وهو عدوها فهذه بدعة سيئة.
الدف والمزهر أدوات بسيطة لا تجعل الطرب يتغلَّب على التفكير وبالعكس هذا يجول التفكير ويصول للوصول مع أهل الأصول عليهم السلام، فهذه وسائل أو بدع توجِّه للخير أو للشر فإن كانت للخير فهي حسنة وإن كانت للشر فهي بدعة سيئة.
ويؤجر من أبدع بدعة حسنة إلى يوم القيامة وعلى كل من ينشدها له أجر وثواب.
وهناك الرهبانية التي ابتدعوها فلو رعوها حق رعايتها لآتاهم الله أجرهم، فلو رعوها وآمنوا فهي بدعة حسنة وإن لم يرعوها فهي بدعة سيئة.

وأحكام التكاليف الخمسة فرض لحياة القلب من تركها هلك.

هل يجوز الدعاء لتسيير الزواج لشخص معين؟ وكيف أدعو؟
أرجو أن تفيدوني والله خير العالمين.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ما أحلى الدعاء لدعم الحلال المرضي لله ورسوله؟
ادعي أن يغنيهما بهذا الحلال عن الحرام وبإنجاب الأبناء على التربية الإسلامية الحسنة يفتحون لهما أبواب الجنة وأن يكونوا كذا مفاتيح للخير مغاليق للشر ومن الصالحين.

إذا أخطأت في الصلاة أو الوضوء أو كيفية الغسل هل يحاسبني الله؟ وهل إذا كنت أقطع في صلاتي ثم التزمت بها يحاسبني الله على الأيام التي كنت أقطع بها؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كلا بشرط أن تضبطها ولا يحاسبك على الأيام التي كنت تقطع بها بشرط عدم القطع أبداً إلا لاضطرارها فهو تعالى لم يُحاسب الصحابة الكرام عن الصلاة قبل إسلامهم، وفي الحديث الشريف: «وأَتْبِع السيئة الحسنة تمحها» رواه الترمذي في سننه في كتاب البحر (55).
وعفا الله عما مضى وانقضى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لبس البنطلون للبنات حرام إذا كان فوقه شيء طويل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
طالما فوقه شيء طويل يخفيه فلا يظهر فما هو وجه التحريم؟
بل ستر فوقه ستر إذ فوقه شيء طويل فلمَ السؤال؟

هل تجوز الزكاة على الأخ المتزوج ويحتاج مساعدة؟ وما هي الزكاة على السيارة والذهب؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم تجوز والأقربون أولى بالمعروف، وتجب الزكاة على الذهب وواردة بالقرآن الكريم في قوله تعالى: {..وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} سورة التوبة (34).

فتجب الزكاة بنسبة 2،5 % متى حال عليها الحول، وبالزكاة على السيارة يحفظ الله السيارة من البلاء.

أنا طالب في الهند ومواقيت صلاة الظهر والعصر بحيث تصلى في آخر الوقت بينما عندنا تصلى في أول الوقت ما حكم الصلاة هذه؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الصلاة صحيحة ولكل قطر توقيته يصلي المقيم في تلك البلدة على حسب توقيتها ويختلف الوقت من بلد لبلد على مدار الأربع وعشرون ساعة وتتم الصلاة الصحيحة بحسب توقيت البلد الذي يقيم المصلي فيه والسلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل في المذهب الحنفي ما هي أوقات صلاتي الفجر والعصر حيث أننا نصلي الفجر ونخرج بعد الصلاة نجد تقريباً الجو مسفراً وكذلك العصر حيث بين صلاتي العصر والمغرب فقط إما ساعة و15 دقيقة أو ساعة ونصف بالكثير. هل ورد حديث بتأخير الصلاة لهذه الدرجة؟
وهل في المذهب الحنفي أنه بعد صلاة الفرض نقوم مباشرة ونصلي السنة بدون أن نقول الأذكار التي وردت عن النبي ﷺ؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صلاة الفجر التي تفضَّلت بذكرها صحيحة ومقبولة فلو تأخَّر الإنسان لما قبل الشمس فهي صحيحة أيضاً وتسمى بصلاة الصبح.

يُفضِّل العلماء على وقتها وكذا بالعهود الإسلامية السابقة ولو تأخر المصلي تصح الصلاة إلا لظروف غالبة وذلك لأنه وقبل الغروب تبدأ الساعة المسائية للتفكُّر والإيمان وهذا اسمه الأصيل لقوله تعالى في سورة الأحزاب (42): {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}: لئلا يضيِّع من الأصيل أي الساعة التفكُّرية المسائية شيئاً.
هذا وبالنسبة للأذكار من الأفضل ذكرها بعد الصلاة وليست فرضاً بل هي محبَّبة وفيها أجر وثواب.

حلفت ألا أفعل معصية وإذا فعلتها أني لا أستخدم الكمبيوتر شهر كامل.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أحسنت يا أخي، يقول ﷺ: «لا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً..» فلا تعطِ نفسك هواها لأن هوى النفس منذ الأزل عماها، قال تعالى في سورة العنكبوت (69): {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} باستثناء النبيين بصائرهم مفتَّحة لم تغمض.

زادك الله فضلاً فنفسك لوَّامة فداوم على جهاد النفس والهوى تربت يداك حتى تبلغ الاستنارة بنور الله ورسوله عندها ينقلب الجهاد نعيماً.

السلام عليكم ورحمة الله
ما حكم امرأة ولدت وهي جنب بحيث لم تستطيع الاغتسال من الجنابة لأن ولادتها كانت سريعة ولم يتسنى لها الاغتسال؟
السؤال: متى تغتسل وهل عليها شيء؟ ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا علاقة للولادة بالجنابة وتستطيع الغسل متى سمحت لها صحتها إثر الولادة بالاغتسال.
ولكن القلب فلْيحافظ على ذكر الله وإن الله ينظر إلى قلوبكم.

أريد أن أعرف عدد الركعات التي يصليها المسلم في الجامع قبل إقامة الصلاة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
يُصلَّى ركعتان فقط.

ما هي كيفية الاغتسال من الجنابة وكيفية الاغتسال من الحيض؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الغسل لاستعادة النشاط الجسمي الطبيعي والغسل هو سكب كمية من الماء قد يكون كأس ماء كبير ثم يعمم الماء على جسمه بيده فيحصل النشاط والغسل هو الغسل لا فرق بينهما فقط ليحصل النشاط وهو ما ذكرناه فقط وللنشاط الجسمي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من الجزائر وسؤالي هو هل يجوز للمرأة التكبير في الصلاة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لمَ لا! ولكن بصوت منخفض بألاَّ تجهر بصوتها.

هل يجوز مسك كتاب الله وأنا غير محجبة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ما المانع! هدانا الله وإياكِ وسترنا بالداريْن

أود أن أستفسر عن كيفية الخشوع في الصلاة؟
هل من المفترض إدراك معاني كل ما نقول أثناء الصلاة؟
وان فاتنا معنى ما العمل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
1- يتم خشوع المؤمن بالصلاة حين يتم اتصال النفس بحضرة الله والاتصال القلبي الشهودي اليقيني بنور رسول الله فيرى عظمة الله وجلال وجمال مبدع كل جمال برؤية شهودية. أي عندما ترى النفس الحقائق اليقينية الكبرى بالصلاة.

2- من المفترض إدراك ومشاهدة معاني كل ما نقول أثناء الصلاة ونراها حقاً يقيناً فتتضاءل مشاهدة الصوَر تجاه شهود الحقائق النورانية ومن عرف الخالق صغر المخلوق في عينه وكل من طبَّق دلالة القرآن على لسان الأمين تماماً صار شهوده لمعاني كلام الله بالصلاة تاماً ودخل بنعيم الجنة وانمحت من قلبه الصفات الذميمة واستبدلت بالصفات الكاملة وتخلَّقت بأخلاق الحق وغدا إنساناً إنسانياً سامياً فنال بصلاته الشجاعة العظمى والكرم والعطف والإحسان حقاً وصدقاً.

هل هذا الترتيب للصلاة صحيح العشاء والسنة والوتر والتراويح وقيام الليل والفجر؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صحيح تماماً وعين الكمال والمصلُّون اعتادوا على تأخير سنة الوتر إلى ما بعد التراويح وفي كلٍّ خير. هُديتَ رشداً والسلام.

سمعنا أن صلاة التسابيح بدعة وأن حديث صلاة التسابيح ضعيف فما صحة هذا الكلام؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
صلاة التسابيح ليست بدعة وهي من كنوز المتقين القلبية تسبح نفوس المصلّين الذين نالوا التقوى، ولا يستفيد منها عميان القلوب ولكن يؤجرون ولو على صلاتهم الصورية ولكن أين هؤلاء من هؤلاء!

بالتسابيح وبعد الصيام والقيام والتضحيات برمضان ففيها ينال أجر جهاد رمضان كله بل أجر جهاده الإيماني طوال العام الماضي فيُسبِّح رسول الله ﷺ قلبه سبحاً لفضل الله وحنانه وإحسانه ويُشهده جمال وجلال وحب الله فيسمو ويتسامى وينال الخيرات الحسان ويصلِّيها المؤمنون عادة بعد آخر أيام التراويح برمضان كل عام ففيها خير للمؤمنين عظيم.

سيدي الكريم إذا كنت لا أملك المال فهل يجوز الصيام بدل دفع الصدقة أم أن هناك أمور أخرى وذلك عندما يخطئ الإنسان ويريد أن يكفِّر عن ذنبه وجزاكم الله كل الخير والإحسان.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حتماً يجوز وهذا ما أجازه تعالى في القرآن الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي عبد القادر الديراني أرجو من الله العظيم أن تكونوا بصحة جيدة وتبقى تاج على رؤوسنا.
سيدي الفاضل: أنا فتاة والحمد لله ملتزمة بالحجاب المبين بدلالة العلامة محمد أمين شيخو لدي سؤال:
عندما أجلس وأفكر في الساعة الصباحية أو المسائية أشعر بالنعاس، وإني متضايقة من هذه الحال، فأرجو من سيادتكم الجواب سيدي الفاضل ولكم مني جزيل الشكر.
وأيضاً لدي سؤال عن الصدق أريد أن أصدق ولكن لا أستطيع لماذا؟
فأحياناً أنوي أن أسلك طريق الإيمان ولا أستطيع بسبب قلة الصدق، ماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
«ما ترك قوم الجهاد قط إلا ذلُّوا» وفي الصبر وجهاد النفس والهوى خير كثير هذا وبالتفكير بالموت واليقين به يتم الصدق.
«ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً» ولن يضيِّع الله لكِ جهادكِ سيهديكِ ويصلح بالكِ ويدخلكِ الجنة بإذن الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- ما حكم تنظيف الحواجب المتباعدة عن شعر الحاجب دون معرفة الحكم؟
2- ما حكم برد الأسنان الفوقية المتقدمة المتكسرة جزء بسيط؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا مانع ولا ضرر. وإن الله ينظر إلى قلوبكم.

زوجي يريد عمل قرض لشراء منزل نظراً لضيق منزلنا وسوء خلق جيراننا وأنا عندي أربعة أولاد أريدهم لا يسمعون أي كلام فاحش من الجيران ثم أنه سيكون قرض بسيط لحين بيع البيت علماً بأن بيتنا حدث لنا فيه أشياء ضارة كثيرة فأشار علينا البعض بتغييره أرجو الرد أفادكم الله.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ماذا تنتظرون وليس على القرض البسيط أي ضرر ما دام لا فائدة عليه (لا فايز).
فتح الله لكم أبواب الخير وأسعدكم بالدنيا والآخرة.

أنا أعمل تحت الشمس مباشرة في مجال نجار بيتون ولا أستطيع الصوم فما هي كفارة الفطور في مثل حالتي؟ وشكراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
تستطيع تحويل عملك في الليل أو تبديل العمل بعمل آخر أخف وأهون منه تستطيع فيه الصيام.
لأن الصيام فرض من الله ولا يجب التهاون في حدود الله {..تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا..} سورة البقرة (187).
أما إن حاولت حقاً ولم تستطع فتفطر وتقضيها بعد رمضان مع تقديم كفارة إطعام مسكين عن كل يوم.

سيدي الفاضل تحية طيبة وبعد: الرجاء منكم أن تعلقوا بالحل على مشكلتي.
أغلب الأحيان أحاول أن أقطع نومي لأصلي ركعتان وبعض القراءة بكتب العلامة محمد أمين شيخو على أساس أنها ساعة أو أقل وأكمل نومي لأستيقظ فجراً أصلي وأذهب إلى عملي ولكن ما يحدث معي هو أنني لا أستطيع النوم بعدها إلى ما بعد صلاة الفجر أو قبلها بقليل تهجم علي جبال من النوم فإذا نمت تخربطت برامجي كلها وإذا قاومت خارت قواي صباحاً من التعب الأمر الذي جعلني أفضل عدم القيام إلى قيام الليل وتأجيل الموضوع إلى الفجر وأكمل بدون أن أرجع إلى النوم.
كيف أوفِّق نومي مع قيام الليل وهل يعتبر قيامي إلى الفجر والمتابعة بدون نوم هو قيام الليل؟ وشكراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} سورة البقرة (286).
نعم يصح حتى تغدو الظروف مهيأة ولن يضيع لك تعالى جهدك وحين يهيِّئ لك الأسباب تتم ما عليك فالله تعالى راضٍ عليك بجهدك: وفقك الله للاستنارة بنوره تعالى أي: للتقوى.

ما حكم التستُّر على من يفعلون الزنا والسكوت عنهم وعدم الإخبار عنهم؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
الحكم يصدر على حسب الزمان والأمر يعود للحاكم والمسؤولية عليه فإذا أردت أن تُطاع فاسأل المستطاع وقد أخبر ﷺ أنه يأتي على الناس زمان فسق وضلال وإضلال لمجتمعات منحطة من شرار الخلق فالمؤمن يربأ بنفسه ودينه وعرضه عن الاختلاط بهم لئلاَّ يتلوَّث بروائحهم السافلة ولأنه أبداً لا يُطاع وهو لا يستطيع إقامة العدل لأن الحكم لهم وكما قال ﷺ في مجتمعات منحطة: «..إلزم بيتك وأمسك لسانك وعليك بخاصة نفسك "من أهل الدين القويم" واترك عنك أمر العامة».

والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ..} سورة المائدة (105).
وهؤلاء سيصبّ عليهم البلاء صبّاً وأنتم وقد اعتزلتموهم سينجيكم وأنت كما يقول المثل: "لا تقعد بين القبور وترى المنامات الموحشة" هؤلاء أرادوا الضلال وأنت تريد الهدى فاجتنبهم كما تجتنب الخمر والفواحش والحرام والظلاَّم وأولاد الحرام.

أريد أن أصلي صلاة فايتة عني.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هذه صلاة نفل. الصيام يُقضى.

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي ومعلمي ومرشدي لدي سؤالين:
السؤال الأول: أنا فتاة منذ خمس سنوات لم أصم الأيام الذي أفطرتها في رمضان بسبب العادة الشهرية هل يجوز أن أجمعها وأصومها؟
السؤال الثاني: هل يجوز أن أؤدي الصيام في أي شهر كان من أيام السنة؟
أرشدوني يا سيدي الفاضل وجزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
1- يجوز صومها بالجمع.
2- نعم يجوز لا تتأخري ولا تهملي ذلك، وهنيئاً لكِ.

هل يجوز خيانة الزوجة لزوجها إذا سجن لمدة تزيد عن عام ونصف وهل يجوز أن تعود إليه بعد خروجه من السجن أي هل تحل له؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
لا تجوز خيانته وهذا امتحان لها ليدخلها الله الجنة والسعادة الأبدية إن لم تخن.
نعم تحل له إن صبرت لوجه الله كما يحق لها بسبب المدة الطويلة طلب طلاقه إن صحَّ لها زواج شرعي آخر ولكن الخيانة وراءها غضب الله ونار القيامة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش مع بلجيكي وطلبت منه أن يرجع مسلماً، والآن هو دخل الإسلام ولكن أريد أن أكمل ديني وأن تكون علاقة حلال، ولكن مع الأسف عندي ظروف وأريد فقط أن يكون زواج بالفاتحة بدون عقد، هل هذا الزواج (زواج الفاتحة) يعني حلال؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
ليس زواج الفاتحة حلال: زواج الحلال بعقد شرعي قانوني.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بعض الأحيان يحدث في داخلي شيء مثل الكفر وأنا لا أنطق هذا على لساني هل أي حساب على هذا شيء؟ وأنا خائفة جداً؟
أرشدوني جزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
استعيذي بالله وحوِّلي نفسك عنه وهذا يدل على سلوكك الصادق لذا يخاف الشيطان العدو الخبيث الخفي عليك من النجاة والإيمان الكامل فيوسوس لكِ.
ولولا أنك صادقة وتصدقين لما جاءك بكلام الكفر: وهذه بشارة أنك مؤمنة.
ولولا أن الإيمان يسْري بقلبك لما أحس بالخطر لعنه الله وجاء بوسوسته الخبيثة ليُحزن الذين آمنوا فلا تردِّي عليه وحوِّلي نفسك للقرآن وذلك دليل على سلوكك الحق وعلامة الإيمان فلا تبالي.
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} سورة الأعراف (201).

أنا فتاة عمري 20 سنة وعندي 20 يوم أو أكثر ديون علي من رمضان فهل من الممكن أن أعمل كفارة بدل الصوم؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
وهل هناك عائق عن الصوم، ضعف، مرض... إن كان فلا مانع وإن لم يكن فيمكن تقسيمها مثلاً شهرياً يومين أو ثلاثة أو.. حسب الإمكان.

هل يجوز تكملة ما أقرأه من القرآن الكريم أن أستكمله في صلاة التراويح؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
يجوز تماماً وذلك خير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يجب أن يكون تعامل المرأة مع زوجها في شهر رمضان فترضي الله وتؤدي حقوق زوجها أيضاً ولا يحاسبها الله؟
أرجو إجابتي وجزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامكم الله لنا.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
عدم المقاربة أثناء الصيام من الفجر إلى الليل مع المقابلة حصراً أثناء الإفطار ليلاً. واللطف بالكلام والخدمة لوجه الله.

أنا كنت حامل ب 3 أشهر وأجهضت قبل رمضان ب 10 أيام. هل يجوز لي الصيام مع أنه عندي انقطاع كامل للدم؟
وماذا يترتب علي في حال الإفطار؟
وجزاكم الله خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كلا لا يتوجب عليكِ الصيام للضعف الجسمي وما عليكِ سوى القضاء في أثناء الشفاء وعندما تعود لك الصحة.
أو دفع كفارة صيام عن كل يوم إفطار إطعام مسكين ثلاث وجبات "فطور غداء عشاء".

علماءنا الأفاضل في السعودية حرموا متابعة المسلسلات التركية المدبلجة فما رأي الشيخ والباحث العلامة في هذا الموضوع؟

يا أخي نحن لا علم لنا بهذه المسلسلات التركية المدبلجة التي تذكرها ولا إطلاع لنا عليها.
ونحن مشغولون بدلالة العلّامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو ودراستها ونشرها في العالم ليسري الهدى بين العباد.
أما عن تلك المسلسلات التي ذكرتها فلا نعرفها وسنسأل عنها ثم الإجابة.

أنا أفطرت شهر رمضان بسب مرض ولم أقضه لأني لا أستطيع الصوم فما فتوى ذلك؟
أرجو الرد جزاكم الله كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كل يوم أفطرتيه إطعام مسكين "فطور غداء عشاء" ومن تطوَّع خيراً فهو خير له إن كان غنياً.

متى يجب دفع الكفارة هل في أول رمضان أو وقت ما تيسر لك ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الكفارة: متى تيسَّر ذلك وليست مشروطة في أول رمضان أو غيره. على راحة الإنسان ومتى توفَّرت الإمكانيات المادية.
{..يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة (185).

السلام عليكم
1- هل سيلان الدم من جرح عادي (يد - لثة) تنقض الوضوء، وإذا كانت كذلك، ما كمية الدم اللازم؟
2- هل يجوز الوضوء وللصلاة والمناكير (الطلاءات) على الأظافر؟
وشكراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بالنسبة للسؤال عن سيلان الدم هل ينقض الوضوء وكم هي الكمية اللازمة؟
نقول: أولاً يجب أن نعرف الحكمة من الوضوء {..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..}: والإنسان بعدها يغدو حكيم نفسه ولا يقع بالشك والريب، والحقيقة أن الحكمة من الوضوء لم يبيِّنها إلا فضيلة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو حيث أن (الوضوء للنشاط): تنشيط الجملة العصبية إثر الخمول، فاليدين والوجه والرأس والقدمان كلها نهايات عصبية حسية عند تنبيهها بالماء تنشط الجملة العصبية ككل.
فإن كان الدم الذي سال أحدث خمولاً في الجسم ووهناً عندها يلزم الوضوء لاستعادة النشاط وإن كان النزف لم يُحدث أيَّ خمول ولم يشعر المرء به فهذا لا يلزمه وضوء والإنسان حكيم نفسه.

- وبالنسبة للطلاءات على الأظافر فهذه لا تؤثِّر أبداً على الوضوء والصلاة لأن الظفر لا يحوي نهايات عصبية ولا يمنع من نشاط الجسم لأن الماء يصل لكافة الأطراف وينشِّط الجسم ولو كانت تلك الطلاءات على الأظافر فلا تمنع الوضوء والنشاط ولا الصلاة.

هل يجوز للزوجة أن تدفع كفارة اليمين عن زوجها برضى منها وبدون علمه، علماً أنه لا يتوفر معه المال؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
«المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً» فنعم الزوجة التي تساعد زوجها لآخرته وهذا إخلاص مشكور جعلكِ الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ولن يضيِّع تعالى أجركِ وثوابك.

هل إذا أرضعت طفلي وأنا صائمة يعتبر أنني فاطرة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
كلا، بل تزداد قيمة وأجر صيامك عند الله بإرضاعكِ.
الإرضاع لا يُفطِر بل يزيدك من الأعمال الصالحة ويثبت الأجر.

سيدي ومعلمي الفاضل أنا أصوم يوم النصف من شعبان وأناس تقول حرام وآخرين تقول حلال فما هو الجواب الشافي؟
وأنا أقول أصوم كي لا تشتهي نفسي شيء لأنها تكون منشغلة بالطعام والشراب ولكم جزيل الشكر والاحترام.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
هذا صوم نفلٍ وصوم الفرض من الله بالقرآن شهر رمضان. ولكن بما أنك راغب بالصوم وللحكمة العلية التي تفضَّلت بها فصومك رائع وهو عند الله مقبول ومشكور.

أنا أم مرضعة سيأتي رمضان وسيكون عمر طفلتي شهرين ونصف، وستكون فترة الصيام 17 ساعة هل يجوز أن أفطر؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن كان في إرضاعك جهد يؤثِّر على صحتك وعلى صحة طفلتكِ ولا تطيقينه يجوز الإفطار ودفع الفدية لقوله ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار» إن لم تطيقي الصيام.
وإن تطيقي الصيام بلا ضرر عليكِ الصيام أفضل بكثير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أدامكم الله منارة بهذه الدلالة السامية للحق والنور.
لدي استفسار يراني أولادي كثيراً أقتل الصراصير الحمراء بعد التكبير عليها في بيتنا العربي فأصبحوا إذا شاهدوا واحد يكبروا عليه ويقتلوه علماً أنهم أذا شاهدوا ذرة أو نملة في الأرض يحملوها على ورقة ويضعوها في الحوض وأنا لا أنهاهم عن قتل الصراصير لأنهم يكبرون عليها فهل هذا جائز إذ أفكر في أنهم ليس لهم قصد ونية وفهم الكبير في قتلهم وأخاف أن يكون هذا لا يجوز فيحاسبني الله فأرجوا يا سيدي إرشادي للحق والصواب والسلام عليكم.

أخي الكريم حفظه المولى الكريم... آمين
لكل مخلوق وظيفة تفيد المجتمع والبيئة فإذا شذ وتجاوز حدود وظيفته أصبح مؤذي والمؤذي طبعاً إن تجاوز حدود وظيفته يُقتل شرعاً.
الحية لا يجوز متابعتها بالجبال وقتلها ولكن إن شذَّت ودخلت البيت تُقتل ويؤجر ويُثاب قاتلها، وإن الله يحب الشجاعة ولو على حيَّهْ، كذلك الصرصور إن ظهر بالمطبخ يُقتل ويُكبَّر عليه عند قتله.
وما أحسن تصرُّفكم في بيتكم ونِعم التربية لأبنائكم تربيتكم لأبنائكم ولتهنِكم الحظوة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الطاهر: إنني مطبقة قوانين الله من حجاب وعدم اختلاط ومن صلاة وصوم وأحب رسول الله الكريم ﷺ والأنبياء وأهل الحق، ولكن كيف أصل إلى محبة أكثر لرسول الله ﷺ، وكيف أصل إلى رابطة وشفاعة وكيف أستدل أني أحبه؟
وما هي الأعمال التي تقربني وتجعلني واثقة من رضاء الله ورسوله؟
أرشدني يا سيدي جزاك الله عنا كل خير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
لا بدَّ من الإيمان اليقيني الحقيقي بلا إلۤه إلا الله وسلوك طريق سيدنا إبراهيم الخليل.
فالإيمان أمان وثبات وبالإيمان كمال الإنسانية فالمدار كله أن نؤمن بلا إلۤه إلا الله.
المؤمن يسمع كلام الله يطبقه يتمسك برسول الله. من كان هذا حاله لا يكفر بعدها أبداً. إذن الإيمان شرط وأصل كل شيء سيدنا إبراهيم عليه السلام فكر حتى اهتدى. آمنوا بالله حقاَ وأعطوا التقوى حقها. وحقها فعل المعروف والإحسان حتى يصير لك صلة بالله وترين رحمته تعالى وحنانه ورأفته.

واذكروا نعمته عليكم بأن أرسل لكم دلالته العظيمة على لسان حبيب رب العالمين وبهذا يزداد حبنا لرسول الله ﷺ ونحصل على الحب الحقيقي وبهذا الحب السامي العلوي تسري نفسك معه ﷺ إلى مواطن الخير والكمال ويدخلك ﷺ مداخل السمو والعلو وعندما يتطلب الإنسان من ربه معرفة أسباب وصوله لما وصل وصار إغداق الخير عليه يعرِّفه الله تعالى برسوله حقاً ويرى فضله ﷺ عليه فيهيم به هياماَ لما آتاه الله بواسطته ﷺ من عطاءات وجنات وخيرات، عندئذ يتمنى أن يفديه بكل شيء بماله وروحه ويقدِّمه ﷺ على الأهل والخلان لأنه صار يمشي بالحقائق من أهل اليقين ويرفض الكذب والضلال.

آمنْ بالله حقاَ تسمو في معارج الحب العلوي السامي تفيض عليك شلالات الحب الإلۤهي وينابيع الرحمة والحنان والحب الإنساني العلوي الطاهر. وغير ذلك فحب سفلي حقاً قاتل إلا الحب العلوي فهذا شفاء للقلب من كل داء.
ﷺ هو حبيب الله يغمرك بحب الله ويمحي عنك كل سوء إن آمنتِ كما آمن سيدنا إبراهيم ﷺ بقيام الليل.
إن كنتِ صادقة فيما تطلبين وأنتِ إن شاء الله صادقة فعليكِ بقراءة كتب العلامة قدس سره وكل ما قرأت شيئاً قومي بتطبيقه مباشرة من أمرٍ بالمعروف أو نهي عن المنكر أو تضحية بالمال أو تجنُّب للمخالفات فإن طبَّقتي مما في هذه الكتب القيِّمة تطبيقاً كاملاً سرَتْ نفسك معه وبالتالي سرت مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وغدت نفسك مع نفوس العظماء أهل السمو والسماء فعرفتِ العهد والأمانة التي حملتيها ولن تخونيها وتكوني في عليين.
هذا ما ينصحكِ به مريد العلامة الكبير محمد أمين شيخو وتغدين تقية وعند سيدتنا مريم غداً مقرَّبة فتهنئك الحظوة.

ما حكم الإسلام فيمن قتل عمداً؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
إن كان المقتول مؤمناً فجوابه بالآية: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} سورة النساء (93).
وإن كان المقتول كافراً تدفع لأهله دية.

فالسؤال: جاء عاماً وغير محدود وبذلك فهو غير واضح ومختصر وإذا توضَّح السؤال أكثر من ذلك يكون الجواب موضَّحاً تماماً.

خالي توفَّى ووقع الاختيار علي في الشهادة في محكمة الأسرة للحصول على المعاش ومن شروط الشاهد ألا يكون قريب للمتوفَّى ولكني لم أكذب أبداً إلا عندما سُئلت هل المتوفَّى قريبك وكان ذلك بعد القسم بالله. ماذا أفعل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
ارجع لمحكمة الأسرة وقل الحقيقة من أنك قريب للمتوفَّى وهو خالك: «وأتبع الحسنة السيِّئة تمحها» والسلام عليك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أدامكم الله عزاً وسنداً لنا أما بعد:
أنا أعمل في بقالية (سمان) وبحكم عملي يتكلَّمون معي بعض أهل الحي على الهاتف ويقولون لي ابعث لنا كذا وكذا وأنا يا سيدي ألقى في نفسي حرج في الأمر ولا يخفى عليكم يا سيدي من ذهاب صفاء نفسي من هذه الأمور.
2- يوجد عندي في المحل بعض المنتجات كالشامبو والمحارم......الخ على أغلافها صور لا ترضي الله وأنا أبيعها هل هذا حرام ويوجد أيضاً معلبات لحوم بقر ودجاج ولا يعلم طريقة ذبحها أو مصدرها إلا الله هل بيعها حرام؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
وهل يصلح العطار ما أفسده الدهرُ
- ولابدَّ لك من بيع المنتجات والعقاب على من وضع الصور.
- أما معلَّبات لحوم البقر والدجاج "ما عدا السردين والطون فهما حلال" والمعلَّبات الأخرى حرام حرام حرام.
- والمهاتفات للشغل لا مسؤولية عليها واستغفر الله.

ثانياً: يا أخي إن هناك بضائع مثل الشامبو بعضها لا تحمل عليها صوراً وبعضها يحمل فاختر التي لا تحمل عليها صوراً فاسدة شيطانية مثيرة. الصورة مؤذية للقلب وإن لم تجد فلا مؤاخذة عليك.

هل يمكنني الزواج بدون عقد زواج مع العلم أن هذا الزواج بعلم الوالدين؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
حرام حرام حرام ولا تخفى على الله خافية، لن يدافع عنك الوالدان من هذه الفاحشة، وما هو مصير الأولاد؟
يمكنك الاطلاع على كتاب لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟ للعلامة الكبير محمد أمين شيخو لتدركي الحكمة والخير من ترك الفاحشة عليكِ، وعلى أولادك بالمستقبل وسعادتكما.

- لا يعلو أمر الوالدين ولا أمر مخلوق على أمر الخالق. هل الوالدين خلقا الجسم ليكون لهما الأمر أم للخالق صاحب الجنات؟

الخالق هو الذي خلق الجسم والسمع والبصر والأعضاء وليس الوالدين وهو وضع الروح والحياة هو صانع الجسم لذا فالأمر بالتصرف بالجسم أمره وله الحق وهو تعالى لا يرضى إلا بالحلال وإليه المصير بعد الموت هو يحاسبنا أما الوالدين فلهما حق التربية الحسنة فقط ويُطاعا إن أطاعا الله. غداً كلنا منتقلون بالموت إلى الله هو يحاسبنا وأما الوالدان فقال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} سورة لقمان (15).

عندي سؤالين:
الأول: يخرج مني إفرازات شبه مستمر يعني ما بعرف متى ينقطع بالضبط هل يجوز أن أجمع الصلوات أم لازم أتوضَّأ لكل صلاة وأتحفَّظ لكل صلاة؟
الثاني: بالنسبة لمسح الرأس في الوضوء هل مسح بعض الرأس يجوز في الوضوء أم يجب مسح جميع الرأس؟
وشكراً وبارك الله فيكم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
1- لا تجمع الصلوات وهذه الإفرازات معفوٌ عنها للصلاة لأنها إجبارية فلا ضرر ولا تمنع الصلاة.
ملاحظة: إن كان الوضوء يؤثر على صحتك أو يمرضك فلا بأس أن تتيمم. {..يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة (185).
ملاحظة: نوصيك بشربة زيت الخروع كل شهر مرة واحدة علاجاً لمرضك. حسب ما هو مشروح عنه في كتاب وداعاً لطبيب المقوقس، للعلامة الكبير محمد أمين شيخو.

2- يكفي مسح بعض الرأس لقوله تعالى: {..وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ..}: وتعني بعض الرأس لا كله ولو كان جميع الرأس لوردت فامسحوا رؤوسكم بدون "باء الجر" وهي الآية ليست كذلك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل عن شروط تطبيق العدة بالنسبة للمرأة المتوفى زوجها وهل يجوز مثلاً زيارة أمها في حال مرضت أمها في هذه الفترة مرضاً شديداً؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
بالعهد الإسلامي لا يجوز خروج المرأة من بيتها في فترة العدة.
أما بهذا العهد فلا نعلم ماذا يفتي المُفتون ويفتون "واستفتِ نفسك ولو أفتاك المُفتون ويفتون" بل أطع أمر الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدي الفاضل:
أنا امرأة متزوجة ومحجبة والحمد لله وبعد زواجنا بفترة قصيرة سنحت لزوجي فرصة عمل خارج البلد فسافر وهو الآن خارج البلد وأنا أريد أن أذهب لعنده، لكن هنالك بعض الإجراءات تتطلب الكشف عن الوجه "جواز السفر مثلاً" فهل أرفض الكشف عن وجهي ولا أسافر إلى زوجي مع أن زوجي ظروفه صعبة قليلاً ويتطلب منه البقاء خارج القطر على الأقل ثلاث سنوات.
أرجو الإجابة ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الضرورات ضمن الحشمة والشرف تبيح المحظورات فلهذه الضرورة يعفو الله عنك لأنك كارهة للفتنة ومُكرَهة.
سافري ولا تتركي زوجك الثلاث سنوات، والله يعلم نيتك والأعمال بالنيات، ويقولون بالمثل: "ما حاجك للمر إلا الأمرّ"، سيسامحك الله ولا يؤاخذك لأن قلبك الطاهر يكره النجاسة والله ينظر للقلوب على أن تكون الضرورة سريعة ولا تعودي لمثلها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل حفظه الله
أريد أن أسأل عن النذر في صيام شهر كامل، هل أستطيع أن أدفع للفقراء بدل الصوم، أم يتوجب علي الصيام؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
تستطيعين كلاهما والصيام أفضل ولكِ الخيار.

لدي مكتب western union لتحويل الأموال، يأخذ البنك نسبة من الحوالة ونأخذ أرباحنا من البنك كل آخر شهر مثال: يتم إرسال 1000$ إلى مصر يأخذ البنك وهو مندوب هذه الشركة في لبنان نسبة عشرة في المئة وهكذا على جميع الحوالات ونأخذ ربحنا كل شهر من الفائدة هل هذا العمل شرعي أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
قال ﷺ: «أفتِ نفسك ولو أفتاك المفتون وأفتوك».

أعمل كمسؤول مشتريات وأتعامل مع عدد كبير من المندوبين وأنتقي أفضل الأسعار للمؤسسة وبعد أن أوفر مستلزماتها بأفضل سعر.
هل إن أخدت عمولة من المندوب نتيجة خدمتي له مع العلم أنه لا يوجد شرط يقضي بموجبه أن يدفع لي عمولة كوني وفّرت الأصناف منه إلى المؤسسة مع العلم أنني أعمل وقتاً إضافياً بدون أي مقابل لإنهاء الأعمال المتعلقة بالعمل وإتمام واجبي وعدم التقصير (علماً أنه إن أعطاني عمولة أو لم يعطيني لا أغير التعامل معه) لأن هدفي هو خدمة المكان مع العلم أنه يتم ظلمنا في هذه المؤسسة عدة مرات لكن نسكت في أغلب الأحيان لضيق الحاجة ولرغبتنا في الاستمرار من أجل توفير الاحتياجات.
أرجو من سيادتكم الكريمة توضيح هذه الصورة وبيان الأوجه المشروعة وغير المشروعة بكافة الأوجه وعلى مستوى كافة الأصعدة. ولكم جزيل الشكر والعرفان لأنني أثق بمقترحاتكم المبنية على كلام الله عزّ وجل.

من حقّك الشرعي أخذ العمولة حلالاً زلالاً.
فإنك تعمل وقتاً إضافياً بلا مقابل، وأحياناً يتمّ ظلمكم، وتُخلص في انتقائك أفضل الأسعار للمؤسسة.
فلا حرج ولا مانع من أخذك العمولة ويبقى لك عليهم فضل، فالله يؤجرك ولا ينساك.

أنا أصلي صلاة التهجد ثمانية ركع قبل صلاة الفجر بنصف ساعة تقريبا هل هذا الوقت مناسب لصلاة التهجد؟ وهل يمكن أن أصلي ركعتين فقط وبعدها ركعتين لوجه الله وهل يمكن أن نصلي صلاة قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة؟

بأي وقت تنامه بالليل، ولو لدقائق، ثمّ تستيقظ وتصلي بعد هذا النوم فهذه الصلاة تكون صلاة قيام الليل، وبدون نوم وانقطاع النفس عن علائقها الدنيوية ثمّ الاستيقاظ صافي النفس لا يعتبر قيام.
كما يكفي صلاة ركعتين فقط، وبعدها زيادة.
ركعتان لوجه الله فهو أحسن وينصح بقراءة صفحة أو نصف صفحة أو أكثر مع التأمل والتفكير بأيٍّ من كتب العلامة الجليل محمد أمين شيخو قدس سره، وكلّها بحقيقتها قرآن وبذا تكون قد أطعت الله حقّ الإطاعة كما قال تعالى بسورة المزمّل.
وكل صلاة بعد نوم -قبل الفجر- فهي صلاة قيام ليل.
ولتهنك الحظوة والمستقبل العظيم، بإذن الله.

أنا شاب قمت بشراء دفتر سكن شبابي من شخص مع إعطاء هذا الشخص ربحاً على الدفتر على أساس العقد انّ قيمة البيت + القسط ثابتة وتدفع ضمن الإسكان وبعد مرور سنة قامت المؤسسة بتسليمنا البيوت لكن قامت بتعديل قيمة البيت وتحويل الدفع على البنك العقاري، فقمت بتوزيع قيمة البيت على 25 سنة واستلمت البيت من الإسكان، والقسط الذي أدفعه مبلغ جداً يسير لا يمكن أن أجد منزل إيجار بقيمة هذا القسط وأنا أسكنه منذ 3 سنوات، وتزوجت فيه وأنا أملك عائلة الآن.
فما الحكم الذي علي؟ هل أنا من الذين دخلوا في الربا وإذا كان نعم ماذا أفعل مع العلم أن ثمن البيت يمكن أن يجلب لي بيتاً آخر لكن في منطقة سيئة جداً وليست بمساحة ولا مواصفات هذا البيت. أفيدوني أفادكم الله
سؤالي الثاني:
أنا أعمل بشركة كمحاسب فأضطر إلى ادخال حسابات البنك أو دفع بعض عمولات البنك أحيانا مع العلم أني أحاول البحث عن عمل آخر من مدة طويلة ولا أجد. فهل حكمي "كاتب ربا"؟ وإذا كان الجواب نعم هل أترك عملي؟

1- ابقَ في بيتك وداوم على دفع الأقساط للبنك، ومادياً أنت الرابح كثيراً، لأنّ قيمة العملة دوماً في هبوط أكبر وأكثر من فائدة البنك، وبذا بالنهاية لن تكون دافعاً لأية فائدة بنسبة هبوط العملة بل دفعك أقل بكثير ممّا عليك.

2- أنت لم تذهب بنفسك إلى البنك ولم ترابِ فلا ربا عليك، إنما هي المؤسسة عدّلت وحولت المسألة إلى البنك، وليس بوسعك فرض رأيك على المؤسسة فلا إثم عليك.

3- بشغلك كمحاسب أنت لا تعامل البنوك لحسابك الخاص ولا ربح لك من الفوائد والربا بل لا مسؤولية دينية عليك إنما المؤاخذة على أصحاب الأموال ولا تنال أموالاً خاصة من البنك فلست بكاتب ربا ولا مسؤولية عليك.

أرجو من حضرتكم الإجابة عن سؤالي: سألني أحدهم: ما حكم المرأة النفساء بالنسبة للصلاة وما هو الدليل؟
أرجو من حضرتكم التفصيل.

إنها معفاة من الصلاة، وحكمها حكم المرأة الحائض، أي مَن هي في الدورة الشهرية.
فما عفا الله سبحانه وتعالى مَنْ هي بالدورة الشهرية من الصلاة والصوم إلّا لضعفها لوجود نزف دائم، فوجود هذا النزف الدائم يبطل الطهارة ويضعف الجسم، ولقد أوضح تعالى بالآية الكريمة أنّ المرأة طالما في طور المحيض "نزف الدم الخاص" فهي ليست طاهرة جسمياً، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ..} سورة البقرة: الآية 222.

إذن، المرأة في هذا الطور، طور المحيض، غير طاهرة جسمياً وبالتالي غير قادرة على الصلاة لوجود هذا النزف الخاص الدائم.

وينطبق هذا الحكم تماماً على المرأة في طور النفاس حيث هناك نزيف وجريان دموي مستمر قد يدوم لعشرة أيام وتكون بالتالي غير طاهرة جسمياً وأما حالتها فتكون أسوأ حالاً ممّن هي في المحيض، إذ سبق النفاس مرحلة الولادة التي تتعب الجسم وتهدّه هدّا... إذاّ فهي معفاة من الصلاة.

ما هو حكم صبغة شعر الرأس في الإسلام؟
جزاكم الله كل خير.

أخي الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يقول تعالى: {..وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ..} سورة النساء: الآية 119.

صليت ركعتي الفجر في البيت وذهبت إلى المسجد، هل أصي تحية المسجد أم لا؟ لأنني سمعت أن تحية المسجد متعلقة بدخولك إلى المسجد (جزاكم الله خيرا)؟

أخي الكريم: تصلي ركعتين تحية المسجد. وليست هذه الركعتان "تحية" لإلقاء تحية او سلام على المسجد ولكنها طلب فضل واستزادة خير من الله لدخولك في كنف بيته سبحانه وتعالى.
أما إن لم تصلّ تحية المسجد ركعتين بسبب صلاتك ركعتي الفجر قبلها وشعورك النفسي باكتفائك النفسي وبالراحة بصلاتك ركعتي الفجر، فلا مانع.
كالذي أكل قليلاً واكتفى ثمّ قُدِّم له طعامٌ ثانيةً فإن مال للطعام ثانية وأكل قليلاً بشوق فلا مانع، كذا صلاة تحية المسجد.
فإن وجد نفسه مكتفياً بسنة الفجر فلمْ يصلّ ركعتي تحية المسجد فلا مانع من عدم صلاتها أبداً.
فالشعور القلبي والحال النفسي شعورك وحالك، فالشوق والميل القلبي أساس ولا إكراه للنفس فيما لن تستفيد منه والدين حقائق لا تقليد.

إذا لمس الرجل زوجته من غير قصد أثناء مساعدتها في بعض الأمور المنزلية هل يتوجب عليه إعادة الوضوء؟

في المذهب الشافعي رحمه الله: بلغ الإمام الشافعي رحمه الله أحاديث ثبتت صحتها لديه عن رسول الله ﷺ أنه لمس أيدي زوجاته أمهات المؤمنين وتوضأ على إثرها، لذلك المذهب الشافعي يقرّ أن الذي يلمس أيدي زوجته وجب وضوءه.
وفي المذهب الحنفي: كذلك بلغ الإمام الحنفي رحمه الله أحاديث أن رسول الله ﷺ لمس أيدي زوجاته أمهاتنا ولم يتوضأ لذلك المذهب الحنفي يقول أن المرء إذا لمس أيدي زوجاته فلا يتوجب عليه الوضوء.
وكلّ من هذين المذهبين أخذ وطبق حديث رسول الله ﷺ الذي ثبت لديه صحته باجتهاده قدر الإمكان وجزاهم الله خيراً وأثابهم على حرصهم على الأمة من الضياع، فطبقوها.

أمّا الحكمة فقد بيّنها العلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره العالي ومدده الدائم وبيَّن أنه في الحقيقة لا اختلاف بين هذين الرأيين ولا تضارب في أحاديث رسول الله ﷺ الصحيحة، كلاهما صحيحان بحسب وضع الإنسان وذلك بعد أن ظهرت الحكمة التي بيّنها وأن رسول الله ﷺ في كلا الحالتين فعل ذلك تعليماً لنا.
أي أن المرء إذا لمس يدي زوجته لشهوة وتحركت نفسه فهاجت أعصابه بدافع الشهوة ثم خمدت فيسبب ذلك خمول في الجسم عند ذلك يتوجب عليه الوضوء ليستعيد نشاطه (إذ الوضوء نشاط).
أمّا حينما يلمس الرجل زوجته ولم تتحرك نفسه تجاه شهوة إذ كان لمساً عابراً أو دون قصد بأن أخذ منها غرضاً أو أعطاها حاجةً ما أو أي لمس ولم تتحرك أعصاب الإنسان فهذه اللمسة العابرة لا توجب الوضوء لأن أعصابه لم تتهيج بدافع الشهوة ولم يخمد نشاطه فلا يلزمه الوضوء لأنه بقي متوضأً ونشيطاً.

باختصار:
الأعصاب إذا تهيّجت ثمّ عادت إلى طبيعتها يسبب ذلك خمولاً في الجسم فإذا أراد الصلاة فعليه أن يتوضأ ليستعيد نشاطه.
أما إذا لم تتحرّك نفسه ولم تتأثّر أعصابه فلا يحصل ضعف على الجسم ولا خمول فلا حاجة إلى الوضوء.
وكل إنسان أعرف بنفسه وأدرى بميوله.

هل يجوز للمرأة أن تستمع لأناشيد دينية بصوت منشد (رجل)؟ مع العلم أن بعض النساء يفتنَ بصوت الرجل.
وهل يجوز للمرأة مشاهدة مولد لأحد الأشخاص مع أنه يوجد في المولد رجال يعبرون عن فرحتهم (بالرقص).

أولاً: أما أن النساء تفتن بصوت الرجال فهذه من عندك.. فإن كانت المرأة متحجّبة ولا تعرف وجه ذلك المنشد ولم ترَ صورته فمن أين ستأتي الفتنة؟
أما إن رأت الصورة واستهوتها فمهما يكن الصوت فذلك سيكون محبَّباً لها حتى لو كان الصوت قبيحاً، فالأصل هو الحجاب الحاجب لرؤيتها عن الرجال سواء كانوا منشدين أو غير ذلك، وإن تحقق ذلك فسماعها للإنشاد لا يفتنها.
هل هناك أحد لا يسمع صوت الأذان؟!

ثانياً: هل يجوز لك أن ترى راقصة؟ ألا تدب الفتنة في قلبك؟
وقِس على ذلك، وفي الحديث الشريف: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها). جامع الأحاديث 15/18

إذن لا يجوز مشاهدة النساء للرجال بالموالد أو بغيره، والآية الكريمة صريحة: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...} سورة النور: الآية 31.

ما هو حكم الربا الذي ينفق في بناء مسجد أو نحوه.

بالحديث الشريف: "إن الله طيّب ولا يقبل إلا طيباً". رواه مسلم، وفي حديث شريف آخر: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ مَالِهِ ، مِمَّ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟". رواه الترمذي في الجامع.
المسجد بيت الله فهل يتعامل حضرة الله بالربا لبناء بيته؟
إنّ كُتب الصهيوني "موريس ليبان" الشهيرة عن اللص "أرسين لوبين" الذي يسرق من الأغنياء بدعوى أنه ليعطيها للفقراء، ويعلّم الناشئة بالعالم طرق السطو والسرقة والإجرام بهذه الدعوى وهكذا فقد فسّد اليهودُ أوربا والعالم أجمع.
ثمّ ما رأي الآيات الصريحة بالقرآن الكريم بسورة البقرة بهذه المسألة!..

سيدي الفاضل الكريم أدامكم الله ذخراً لنا
أود الاستفسار عن موانع الحمل هل استخدامها حرام؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الجنين مخلوقٌ خلقه الله ودبّ فيه الحياة مذ كان نطفة ابن يوم أو يومين أو ساعات.
فما دام ينمو فهو حي، وهو نفس، نطفة خلقها الله ونماها، خلقها يوم كانت في صلب أبيه نفساً حيّة، {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} سورة الإنسان: الآية 2.
هذه البذرة الحية التي سيتكون منها الجنين بموانع الحمل يتمّ قتلها.
ويقول تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ..} سورة الإسراء: الآية 33.
والعمد بقتل هذه النفس يعتبر جريمة قتل {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} سورة الإسراء: الآية 31.
فهل يظن المرء أنّ الله سيحيف عليهم ولا يرزقهم برزقه وهو الرزاق لكل الخلق!
إذن استخدام موانع الحمل حرام.

لقد وضعت الحجاب الكامل أي المنديل من جديد ولا أخفي عليكم أني أجده صعباً ولكني أدعو الله أن يثبتني عليه، سؤالي: هل أستطيع رفع طبقة الحجاب الشفافة وإظهار عيوني حتى أتعود عليه لأني منذ وضعته وأنا لا أخرج من البيت إلا عند الضرورة وضعته لأن زوجي طلب ذلك ومنذ ذلك الوقت كلما خرجت لا أرى إلا مسافة بسيطة ولست مرتاحة لذلك أرجوكم أفيدوني وادعوا لي أن أكون من الذين يحبهم الله وشكراً لكم.

جاءت امرأة لعند رسول الله ﷺ عندما قدم المسلمون من الجهاد فقالت ذهب الرجال بالأجر كله يا رسول الله، بالجهاد في سبيل الله! فأجابها ﷺ "ما معناه": (من أحصنت فرجها وصلت فرضها وأخلصت لزوجها فإن لها أجر المجاهد في سبيل الله).
وجاءت امرأة أخرى أيضاً لرسول الله ﷺ وقالت أحب الصلاة معك يا رسول الله فأجابها ﷺ أنْ: صلاتك في بيتك خير من صلاتك معي في المسجد.

ويقول تعالى في الحديث القدسي الشريف: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافتي أبدلته نعيماً يجد حلاوته في قلبه). رواه الحاكم ( 4/313-314 )

فلا شكّ ان في بداية الطريق يتعرض الإنسان لبعض الصعوبات وهذه لابدّ منها، لابدّ من جهاد النفس والهوى ليغدو للعمل قيمة وقدر، ويُكسب النفس ثقة من عملها بسبب ما ضحّت به، حيث ضحّت بما هو محبّب لديها وما هو شاقّ وصعب؛ والأجر على قدر المشقّة، وثقي تماماً أن الله لن يَتِرَك سترك الكامل، بل سيعطيك على طاعتك درراً ولآلئ يحفظها لك الآن للآخرة، والآخرة يا فاخرة، حيث الجنات تجري من تحتها الأنهار للأبد.
اصبري قليلاً فلا بدّ أن يبدلك الله على صبرك هذا وجهادك أجراً عظيماً وجنات من تحتها الأنهار، وحذار من خطوات الشيطان.

فهذا اللباس الذي ترتدينه هو لباس الطهر والعفاف لباس أمهاتنا زوجات الرسول ﷺ، ولباس السيدة مريم العذراء عليها السلام، وجميع المؤمنات.
وهذا الجهاد؛ جهاد الهوى والنفس هو الجهاد الأكبر كما قال ﷺ: "قدمنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".
وقال تعالى: {..خذوا ما آتيناكم بقوة..}. سورة البقرة: الآية 63.

ما حكم وكيف تفتدي من لم ترد أيام دين عليها في رمضان مع العلم أنها تعلم كم أفطرت نتيجة العادة الشهرية لكن المشكل أنه مر العديد من السنوات على هذا 12 سنة ولم تقضي ذلك الدين ماهي الفدية والسلام عليكم ورحمة الله.

الفدية هي:
عن كل يوم إفطار إطعام مسكين.
وفدية طعام المسكين لكل يوم تعني: إطعامه ثلاث وجبات "فطور- غداء -عشاء" من أوسط ما تطعمون أهليكم. والأيام التي أفطرتيها معلومة عندك؛ فعليك حسابها وجمعها.
وعلى كل يوم إفطار منها فدية إطعام مسكين ثلاث وجبات كما قدمنا.

سؤالي أعزكم الله وبارك في جميع أعمالكم
أخي يعمل في مؤسسة ويتلقى راتب ضئيل، يقوم في بعض الأحيان ببيع البضاعة بمبلغ يفوق ثمنها الاصلي ويعطي مُشغّله الثمن الاصلي ويأخذ الفارق فهل هذا جائز أم لا؟
أفيدوني. جزاكم الله كل خير.

لا يجوز هذا العمل أبداً، فهو يأخذ الزيادة من المستهلك، لأنّه يبيع البضائع بأغلى من ثمنها الأصلي.

فإلى هذا الأخ الكريم: إذا كان المرء في ضائقة مادية فلابدّ لهذا من أسباب في سير الإنسان ذاته حتى ضيّق الله عليه، فعلى الإنسان أن يبحث ويفتش في سلوكه ويغيّر ما بنفسه فيغيّر الله عليه ويرزقه من حيث لا يحتسب؛ ويفتح الله له أبواب الحلال بدلاً من الحرام التي توصل للنيران.

فإذا أراد كسب المال زيادة عما هو عليه فعليه أن يغيّر عمله ويبحث عن عملٍ آخر وإن لم يستطع لذلك سبيلاً فما عليه إلا الصبر عن الحرام، فيبدل الله لقمته بالحلال ومن أسمى الوجوه.

أُصبت -عافاكم الله- بمرض عرق النسا ويشق علي الوضوء بطريقة صحيحة فقد أكتفي وبمشقة أن أصب القليل من الماء على الساقين وأشك أن يكون الماء قد عم كافة الساقين فأنا في بعض الأحيان لا أتمكن من الانحناء وكذلك الركوع فأكتفي بالانحناء ما أمكن فهل بهذه الطريقة تعتبر صلاتي باطلة ولا تقبل فأنا أشعر بالذنب بعدم الخشوع من كثرة الألم؟

أنت مريضة، والله سبحانه وتعالى رخص للمريض التيمّم وكما رخّص له أن يصلي جالساً، إن كان عليه حرج بأن يصلي واقفاً. "والله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى نواهيه". وما جعل عليكم في الدين من حرج.
فأنت لا تستطيعين الركوع في الصلاة والانحناء بشكل كامل والله لا يكلف الإنسان إلا استطاعته بما يقدر عليه. {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} سورة الأنعام 152.
فلا مشكلة إن لم تصبي الماء على الرجلين بشكل كافٍ، بل تمسحين مسحاً، لأنه يتعذر عليك ذلك بسبب مرضيٍ والله لا يريد أن يشق على الإنسان.
كما لا مشكلة في الصلاة التي تؤديها وأنت جالسة.

الله يتقبل منك لأنّ الله ينظر إلى قلوبكم ولا ينظر إلى صوركم، فإن حظيت بحضور القلب فأنت مصلية حقاً.
وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فثابري على الصلاة بأهون الأسباب الممكنة، وصلاتك عند الله مقبولة تماماً

السلام عليكم رحمة الله وبركاته. أريد أن أستفسر حول مسك المصحف وقراءة القرآن وأنا لست على وضوء فأنا أرغب أن أحفظ ما أمكن من القرآن الكريم وكلما أجد الوقت سواء في عملي أو في البيت فالمصحف والحمد لله يلازمني لكن مشكلتي أني لا أكون دائما على وضوء.

لا مشكلة في مسك المصحف باليد على غير وضوء، قال تعالى: {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..}. سورة الحج: الآية 78.

وتداول الناس أنّ مسك المصحف باليدين لا يجوز استناداً على الآية الكريمة: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة 79.

ولابدّ لنا من الوقوف عند هذه الآية الكريمة ودراستها حتى تضح لنا الحقيقة فكلمة {لَا يَمَسُّهُ}: "لا" هنا نافية وليست ناهيةً على حدّ قول النحاة، لأنّ الفعل المضارع "يمسُّ" مرفوع وليس مجزوماً، ولو كانت (لا) ناهية لكانت الآية الكريمة: {لايمسسْه} أو {لا يمسَّه} ويجزم عندها بفك التضعيف وتسكين حرف الفعل الأخير أو بالفتحة لأنه فعلٌ آخره مضعّف.
والأحرف الجازم هي أربعة: {لم، لمّا، لام الأمر، ولا الناهية}، وهذه تجزم الفعل المضارع، أما حرف "لا" هنا في الآية الكريمة هو نافٍ وليس ناهياً جازماً.

وعلى هذا يكون المعنى للآية الكريمة: لا يستطيع أحد بأي شكل من الأشكال أن يمسَّ المصحف إلا المتوضئون، "ولكن يستطيع أن يمسكه المتوضئ وغير المتوضئ"، وما نراه في المطابع وغيرها أن المصحف يمسكه الطاهر وغير الطاهر والمسلم والنصراني، وليس ذلك محظوراً على أحد.
إذن هناك معانٍ أخرى للآية الكريمة وهناك فرق كبير بين اللمس والمس، فاللمس ماديّ، وهو المسك اليد وغير ذلك.

أما المسّ في هذه الآية الكريمة فهو (معنوي نفسي) وذلك واضح في القرآن الكريم، أنّ كلمة (المس) لا تأتي إلا بالمعنى المعنوي النفسي: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} سورة الأعراف 201. وغيرها آيات كثيرة.
والآية التي نحن بصددها: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة 77-79.
ويكون المعنى: لا أحد يستطيع إدراك معاني القرآن السامية أو مسّ حقائقه وفهمها إلا أن يكون طاهر القلب نقي النفس؛ وذلك لا يكون إلا بالإيمان.

إذن فالآية الكريمة تتحدث عن الطهارة القلبية والمس لحقائق القرآن ، ولا علاقة لها باللمس المادي والمسك باليدين، وعلى هذا تستطيعين أن تمسكي المصحف على وضوء وعلى غير وضوء ولا مشكلة في ذلك.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً جزيلاً لكم على اهتمامكم بأسئلتي وأطمع برحابة صدركم على بعض تعقيباتي إن صح التعبير فأرجو المعذرة.
ففي جوابكم مشكورين عن تأدية صلاة التراويح في الليلة التي تسبق أول يوم صيام من شهر رمضان شرحتم ما يثلج صدورنا ولكن لدي سؤال دار في خلدي حول ذلك وهو أن الإنسان يرقى أحياناً بنيته ويحصل على مشاعر عالية حتى ولو قبل قيامه بالعمل الذي عزم عليه ألا يكفي نية الإنسان في عزمه على صيامه في اليوم التالي على أن تعطيه القوة المعنوية لكي يقبل في صلاة في أول ليلة قبل يوم الصيام الأول وبالتالي يمكنه تأدية صلاة التراويح وتحصل له الفائدة منها وشكرا جزيلا لكم.

كلا، لا تكفي النية والعزم على الصيام لتحصل صلاة التراويح، بل لابد للنفس من أن تضحي عملياً ومؤقتاً أثناء الصيام وبما هو غالٍ ومحبب على النفس حتى بالحلال، وبهذه التضحيات والجهاد والمشقة تشعر النفس حقاً أنها قاومت كبحت هواها في سبيل الله وبهذا الشعور تتولد الثقة وتحصل الصلاة، فهل ترتوي الأرض بمرور السحب فوقها دون هطول الأمطار، كذلك إيمان بلا عمل كسحاب بلا مطر، والنية والصلاة بالحركات الجسمية لابد أن يتبعها عمل محسوس ملموس حتى يؤثر في النفس من ترك الطعام والشراب وانشغال النفس بها فتحصل الثقة والصلاة.

إذن: لا تجوز قبل الصيام بل تكون الصلاة ثقيلة على النفس والنفس بهذه الحالة تحتاج إلى وقود حتى تسير فكيف تقول لي أن السيارة تسير بدون بنزين، لقد نسبت نسلاً لذي عقم، كمن يريد أن يأخذ بضاعة ببلاش دون أن يدفع ثمنها. فالصيام هو سبب نشوء الصلاة.

السلام عليكم. أنا أريد أن أعرف كيف أحفظ لساني.

بالإيمان والتقوى وبالشهود يغدو لسان المرء بمرضاة الله يتحرك إذ يصلح القلب، ومتى صلح القلب فصلح اللسان وغدا لا يذكر إلا ما يدل على الله منبع الخيرات والفضائل والكمال فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينطق بالقول السديد الذي يصلح الله به عمله ويغفر ذنوبه ويدل الناس إلى الإرشاد إلى الحضرة الإلۤهية فالسعادة والجنة.
فإذا كمل إيمانه حفظ لسانه لأنّ المؤمنين عن اللغو معرضون، كما بالآيات الكريمة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}. سورة المؤمنون (1-3)
تدل على أن الإيمان طريق صلاح اللسان، فإن لم يكن قوله لغوا ماذا بقي إلا الخير وذكر الله وما والاه، وهذا ما حصل مع صحابة سيدنا عيسى الحواريين، إذ قال سيدنا عيسى لهم: (نأكل ونشرب ونلعب ونطرب ونحن في محادثة قلبية مع الله) واصفاً حالهم.

إني نذرت نذر وهو عبارة عن ذبيحة فهل يجوز إن أنذره لشفاء مرض شخص ولحادثة شخص آخر و... و.. أم لا يجوز إلا لأمر واحد؟

يجوز نذر الذبيحة لأمر واحد أو عدة أمور. وعلى نياتكم ترزقون.

السلام عليكم إخوتي أحببت أن أسألكم عن صيام ثلاثة أيام كفارة اليمين هل يلزم صيامها دفعة واحدة أم يجوز تفرقتها؟ فلم أجد أحدا يجيبني على سؤالي وجزاكم الله خيراً.

الكفارة هي تأديب للنفس، وليس القسم بالله "اليمين بالله العظيم" هين!
قال تعالى: {..وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ..} سورة المائدة 89.
وبما أن هذا الصيام تأديب فيجب أن تكون الأيام الثلاثة متتابعة دفعة واحدة ليكون لها أثرها في النفس.

السلام عليكم ما المانع من رمي الخبز مع القمامة. وهل من مبرر شرعي لكل هذا التقديس للخبز؟

إن تقدير الهدية هو في الحقيقة تقدير لمن أهدانا هذه الهدية، فالله سبحانه وتعالى قدّم لنا الخبز الذي هو مصدر رئيسي لغذائنا هدية منه تعالى لنا. فبتقديرنا لهذا الخبز لا نقدر الخبز لذاته، إنما نقدر اليد المنعمة ونرى فضل الله علينا بهذه النعمة.
وهذا هو سبب عدم جواز إلقاء الخبز بين القمامة.

والفرق بين المؤمن والكافر هو تقدير النعمة وعدم تقديرها:
المؤمن يقدِّر نعم الله ويقدِّر اليد التي صنعت القمح، ولم يتدخل أحدٌ في صنع حبة واحدة بل هو تعالى بذاته صنعها لك، فهل تأخذ هذا الفضل وتلقيه في القمامة؟ وهذا من اللؤم، والأولى أن تعترف بالجميل وتقدِّر الإحسان. والمؤمن شاكر لأنعم الله مقدِّر لصاحب الفضل على فضله لا يحتقر النعمة لأنها من فضل وكرم الخالق العظيم المتفضل الكريم الذي إليه مرجعنا ومآلنا، وإذا قدرته تعالى والتفت نحوه وشاهدت فضله وحبه وعطفه وحنانه وأحببته فأطعته أصبحت من أهل الجنة.
والحقيقة تعظيم النعمة من تعظيم المنعم.

والكافر ناكر للفضل لا يقدر نعم الله وإحسانه فيلقي النعمة والخبز في القمامة، فحذار.

هل يجوز قص الشعر وصبغه أثناء فترة الحيض؟؟ وشكراً

لا يجوز، بل بعد فترة الحيض، لترضي الله ورسوله اتقاء فتنة الزوج أثناء فترة الحيض والوقوع بما يغضب الله. ثبتكم الله على الحقّ المبين.

سيدي الفاضل هل يجوز ترك صلاة الجمعة بحجة أن الأئمة الموجودين في مساجدنا عامة غير أكفاء علماً أن كثير من الشباب يسمعون المؤذن يرفع حي على الصلاة ولا يلبون ويقولون أنهم يصلون في بيوتهم أفضل من صلاة الجماعة وراء ذاك الإمام أو غيره أرشدونا جزاكم الله عنا كل خير.

صلاة الجمعة فهي غير مقيدة بإمام واحد قد يكون فاسقاً أو كاذباً، فليصلّوا وراء غيره، وراء من يعتقدون فيه الصلاح والخير "لو خليت خربت" والآية بسورة الجمعة واضحة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة الجمعة 9.

أريد شراء منزل من البنك بفائدة ما، لأني في حاجة جداً له. ما حكم ذلك؟

عليك بالصبر عن الحرام حتى يصبح حلالاً وفي الصبر عن الحرام الخير الكثير دنيا وآخرة ووراءه الجنات، أما من لا يصبر على هذا الامتحان... النار الدائمية بالآخرة، ودرهم ربا أفظع وأكبر من ارتكاب الفاحشة "الزنا" 36 مرة تحت ستائر الكعبة كما خبر وأنبأ به سيدنا محمد ﷺ.
(درهم ربا أشد من ست وثلاثين زنية تحت ستار الكعبة) مسند أحمد.

فالاقتراض بالنسبة لك طريق الكفر {..فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ..} سورة البقرة (279).
فهو يقطع عن الاتصال بالله وعدم الشفاعة شفاعة رسول الله ﷺ، وأنت الآن بامتحان صعب فإن انتظرت حتى يفرج الله عسرك يسراً وفقرك غنى وصبرت فلم تقترضي بالربا فقد نجحت وآمنت إيماناً كبيراً.
(من صبر ظفر ومن لجّ كفر). {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا..}. سورة فصلت 35.
{..ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} سورة القصص 80.

إني نصحتك فيما قلته وكفى، فمتى رفضت الربا والحرام وصممت نجحت عند الله ورسوله والرأي والاختيار اختيارك فاختاري ما شئتِ فهذا طريق النار، والصبر حتى يفرج الله عنك وتشتري البيت بالحلال دون ربا طريق الجنة، والسلام على من اتبع الهدى.

ماذا يحدث ببنوك أمريكا، أما سمعت؟! وبنوك الأفغان! وغيرها...

سيدي في فترة شبابي كنت لا أصوم شهر رمضان ولكن الآن هداني الله والحمد لله. سيدي هل صحيح أن الله يغفر كل الأعمال التي حصلت قبل التوبة؟

التوبة الصحيحة تجبّ ما قبلها، وعفا الله عما مضى.
والصحابة الكرام الذين أسلموا، غفر لهم ما تقدم، وكذلك الذين اتبعوهم بإحسان. جعلكم الله وإيانا منهم...آمين

ما الفرق بين التراويح والتهجد وهل صلاة التراويح تغني عن التهجد أم العكس؟

صلاة التراويح عدد ركعاتها عشرون ركعة وهي حصراً في رمضان، شهر الصيام، بعد صلاة العشاء وقبل الفجر.
وهي الثمرة التي يجنيها الصائم من صيامه.

أما صلاة التهجد فتكون في أي وقت من الليل في أي ليلة من ليالي السنة وهي بعد العشاء وقبل الفجر من بعد نوم واستيقاظ يصلي المرء ركعتين صلاة قيام الليل أو صلاة التهجد.

أستاذي الفاضل من هم المعفيون من الصيام؟ هل هناك كفارة للصيام كما يظن البعض؟ لدي صديق يعاني من مرض في المعدة فاستشار أحد العلماء فأفتى له بأن يدفع باليوم مئة ليرة سورية مقابل أن لا يصوم. فأين الكفارة المشار إليها في القرآن الكريم؟ ومن جهة أخرى المريض المستعصي مرضه إذ يقول الله عز وجل {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ولكن كيف للمريض المزمن مرضه أن يعوض عن الأيام التي أفطرها في رمضان كونه يحتاج لأدوية بكل وقت من أوقات النهار؟! شكراً جزيلاً.

أولاً: المعفيون من الصيام هم المذكورون في الآية الكريمة:
{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة 185.

إذن: المعفيون من الصيام المسافر سفراً بعيداً شاقاً والمريض.
إذ الصوم يتطلب إنساناً صافي الذهن حتى تحصل له التقوى فما يفيد المريض أو المسافر الذين عليهما مشقة من الصوم.

ثانياً: طبعاً هناك كفارة عن الأيام التي أفطر فيها المرء في رمضان فمن كان يستطيع الصيام في السفر أو حين كان مريضاً وأفطر فعليه أن يصوم بدلاً عما أفطر ويطعم مسكيناً واحداً أو أكثر لقوله تعالى:
{..وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..} سورة البقرة 184.
طعام مسكين: ثلاث وجبات عن كل يوم أفطره.
المريض أو المسافر إن كان يطيق الصوم وأفطر فعليه فدية ويقضي، {..فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا..}: فمن أطعم أكثر فهو أفضل، {..فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ..}.

ثالثاً: بالنسبة المريض المزمن الذي لا يستطيع إعادة الصيام فالله تعالى لم يجعل عليه في الدين من حرج، وإذا أخذ ما أوهب "من صحة" لمعالجته أسقط ما أوجب، وإن كان عنده قدرة مالية عليه كفارة ولا يعيد الصيام، وأيضاً إن لم يكن لديه قدرة مالية فلا كفارة عليه بإطعام مسكين عن كل يوم إفطار.

تعليق الصور في المنزل حلال أم حرام؟

لا مانع أبداً من تعليق الصور وليس حراماً. فعندما كان الإسلام في أول نشأته وعهد الجاهلية وعبادة الأوثان ليس ببعيد كانت الصور محرمة لئلا يعود الناس إلى عبادة الأوثان.
أما في زماننا هذا فمن سيسجد لهذه الصورة أو تلك؟!..
وفي الواقع العملي هل من أحد ليس في بيته صور أو في جيبه هوية وعليها صورته ولا ضرر في ذلك لأن عهد عبادة الأوثان ولّى منذ زمن بعيد ولا يوجد الآن أي أثر لها ولا أحد يسجد لصورة.

ملاحظة:
لا مانع من تعليق الصور بشرط ألا تكون فيها فتن ومغريات تجر النفس للهوى المهلك المخزي: (الفتنة نائمة لعن الله موقظها). (الفتنة لا نرضى بها).
أما إن كانت الصورة لجد أو أب أو أخ فلا مانع من ذلك فهي تذكرنا بمن نحب والله يحبنا أن نكون متحابين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن اسأل ما حكم تفسير الأحلام في الإسلام؟

الرؤيا في المنام أنواع، فعلى من يريد أن يعرف تأويل الرؤى التي يراها في المنام أن يقارن بين سلوكه وسيره وبين الرؤيا التي يراها، فالرؤى على أنواع:

1- إن كان الإنسان مستقيماً طائعاً ربّه ومحسناً وسائراً في طريق الإيمان ورأى في نومه رؤيا مبشرة، فليطمئن بالاً وليهنأ حالاً، فهذا دليل على الخير الذي يناله وما عليه إلا أن يغُذَّ السير ويواصل طريقه ولا يغيِّر طريق الخير. منام تثبيت.

2- إن رأى الإنسان السالك سبيل الإيمان رؤيا مزعجة ومنغصة فليعلم أنها من الشيطان أتاه في حين غفلته ليخيل إليه بتخيلات مزعجة يريد أن يحزنه ويقطعه عن سيره الطيب فعلى الإنسان أن ينظر إلى سيره فإن كان طيباً ومستقيماً فلا يعبأ بتلك المنامات وليواصل سيره بطريق الإيمان، فهي رؤى شيطانية فلا يعبأ بها ولْيثابر على سيره الطيب.

3- إن شذَّ الإنسان عن سلوك الطريق الصحيح وكان عاصياً ورأى في نومه أنه من أهل الجنة وأهل الخير والسعادة استبشر فيها. فليعلم أنها رؤيا شيطانية أراد الشيطان أن يغرره ويوهمه أنه من أهل النجاة والفوز ليزيده ضلالاً على ضلاله ويستمر في غيه فعلى الإنسان أن يدرك عندها أن هذه الرؤيا من نسج الشيطان.

4- وإذا رأى هذا العاصي والسادر في غيه رؤيا مخيفة مزعجة، فهذه له بمثابة إنذار ليرتدع عن ضلاله ويرجع عن غيه وعصيانه.

وإن كلّ إنسان "بشكل عام" يستطيع أن يحكم على المنامات التي يراها ويفهمها وذلك بمقارنتها مع سيره وسلوكه.

وهناك نوع آخر من المنامات يكون عبارة عن أخيلة لا رابطة تربط بينها وإنما هي أضغاث أحلام لا ترمز لشيء ويكون هذا ناشئاً عن ضيقٍ نفسي بسبب فساد الأطعمة في الجوف أو ثقلها على المعدة أو بسبب النوم قبل الهضم أو غير ذلك من الحالات المرضية.

وهناك أيضاً نوع من المنامات لا يستطيع أن يفهمها أي إنسان وتحتاج لنور إلۤهي ويشترط فهمها أن يكون الإنسان تقياً مستنيراً بنور الله حتى يستطيع تأويل هذه المنامات، كالرؤيا التي رآها ملك مصر وأوّلها سيدنا يوسف عليه السلام فوقى بذلك مصر وأهلها من القحط والجفاف والجوع سنين سبع.
وكذا المنامات التي رآها السجناء معه في السجن وأوّلها لهم إذ رأى أحدهم أنه يعصر خمراً فنبأه بأنه سينجو ويخرج من السجن ويعود إلى بلاط المملكة ويعمل بعصير الخمر للملك ذاته ووقع كل ذلك، كذلك رؤياه وهو صغير، فهم منها أبوه سيدنا يعقوب أنه سيكون باب الله للناس أجمعين في زمانه وأن أباه وأخوته وأمه سيدخلون على الله عن طريقه وبواسطته وهذه الأنواع من المنامات لا يستطيع معرفة تأويلها إلا أن يكون تقياً راسخاً بالتقوى والارتباط الوثيق مع رسول الله ﷺ.

السلام عليكم سيدي الكريم قبل أن أشاهد الحقائق في الصلاة أو غيرها هل أتخيل ذلك وكيف وشكراً لكم سيدي.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إذن في البداية ما دام لم يستطع التوصُّل لمشاهدة الحقائق فلا مانع أن يتصوَّر، وهذا يدل على أنه يتطلب هذا الأمر، ولابدَّ أن الله سبحانه وتعالى يفتح لك الباب ويجعل هذه التصوُّرات تصل بصاحبها للحقائق المذكورة، فهو يطلب ويريد وعلى الإنسان الطلب وعلى الله الاستجابة عند تمام الصدق بالطلب لاسيَّما إذا كان طلب خير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أستاذنا الفاضل القائم على الموقع الرجاء إجابتي على سؤالي لو تكرمتم:
1- ما الفرق بين النذر والصدقة والعقيقة والفدو والأضحية.
وما سبب تسمية كلٌّ منهما بهذا الاسم وما حصة الفقير لكل منهم.
2- قرأت في قصة للعلامة محمد أمين شيخو بعنوان (النذر) عن الشخص الذي نذر خاروف بشرط أن يهبه الله ولداً. وقد سمعت أنه لا يجوز الاشتراط في النذر كأن أقول إذا منحني الله ولداً أو شفا لي ابني فسوف أدفع مبلغاً من المال. إذاً كيف نوفق ذلك مع قصة العلامة؟
الصدقة: تدفع المال دون اشتراط على الله، أما النذر مع اشتراط، ما صحة الفرق بينهما؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هل النذر إلا أن ينذر صدقة لله؟! ولكن الأفضل عدم الاشتراط فهو تعالى الكريم الشكور المجيب جلَّ علاه، وغنم وفاز من أرضاه جلَّ فضله وحمْده وثناه.

النذر: قد يكون المرء معسوراً وليس لديه مال ويتوقع أن يأتيه مبلغ من المال، فيقول: إن شاء الله إن رزقني الله ذلك المبلغ فسأدفع منه صدقة لوجه الله.
فهذا غير ملوم ومعذور، لأنه لا يملك أن يدفع الصدقة مباشرة، أما إن كان ميسوراً وغنياً فلا يجوز الاشتراط.
مثلاً: أن يقول وهو غني ميسور: إن رزقني الله ولداً أتصدق فهذا بخيل شحيح لأنه باشتراطه قد يدفع وقد لا يدفع.
أما ذلك الرجل المذكور في قصة العلّامة والذي نذر نذراً أن يذبح خاروفاً معلوفاً إن رزقه الله بولد. فهذا الرجل بخيل شحيح، ويعرفه العلّامة أنه يحب المال كثيراً، فَقَبِل منه الاشتراط لأنه شحيح بخيل، قَبِلَ منه الاشتراط بالنذر على ضعفه وبسبب بخله وحرصه، مشى معه على ضعفه لعله يخلص من علته ويدفع المال الغالي على قلبه، وبما أنه لا يدفع قَبِلَ منه ذلك.

أما الصدقة: مشتقة لغوياً من الصدق واليقين بالجزاء، فكل من طلب الحق والحقيقة ونفر من الدنيا الوسخة، وطلب الوصول للمنعم المتفضل عليه وعلى العالمين ليشكره على إنعامه وفضله وخشي ما بعد الموت ونظر بآلاء الكون وقارن صنع الخالق العظيم بصنع المخلوق الضعيف واستعظم الخالق فالتفتت نفسه، فشاهدت أنه لا إلۤه إلا الله وأنه تعالى يغمره بإنعاماته حباً به وكذا يحب خلقه إذ يغمرهم بفضله وحبه، لذا يكرمهم تقرُّباً إلى الله محبّهم. فينفق من ماله عوناً ومساعدة لهم لوجه الله فهذا يعامل الله لأنه تعرف عليه ولا يعامل المخلوق فليس له غاية دنيوية في إنفاقه وما إنفاقه إلا لوجه الله، فهذا هو الذي يتصدق ليرضي الإلۤه العظيم فيعامل الله مباشرة بإنفاقه وإحسانه لمخلوقاته، فإنفاقه عن حضور قلبي بحضرة الله إنه يعامل الإلۤه الذي شاهد فضله ونوره ووجوده، هنا الصدق، فيتوجه للذي بسبيله ضحى بالمال وهو الله ويتقرب منه فتُمحى من نفسه الشوائب والنواقص وأثناء محو الشوائب تشعر النفس بشعور لذيذ وأحوال قلبية حلوة وهذا بسبب صدقها فتحل الكمالات والفضائل والصفات الحميدة أثناء قربه من الله، وكل هذا بسبب "الصدق والصدقة".
{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} سورة الليل.

والعقيقة: هي عبارة عن صدقة كذلك ولكن تكون عادةً على شكل ذبيحة وبمناسبة قدوم مولود، وذلك على نية دفع الأمراض عنه لقوله ﷺ: «داووا مرضاكم بالصدقة». والأفضل أن تكون كلها للفقراء وإذا أردت أن تكرم أهلك وتطعمهم فاشترِ لهم قليلاً من لحم الضأن وكلوه هنيئاً مريئاً إن كنت ميسوراً، ودع الصدقة كلها للفقراء ولا تنقصها شيئاً ليكون الأجر والثواب كذلك كاملاً لا ناقصاً، فاعمل بالعقيقة كما تعمل بالنذر.

والفدو: كذلك هي صدقة على شكل ذبيحة لئلا يُصيب المرء مكروه أو مصيبة حيث أنه استحق البلاء على حسب ما في نفسه. فيدفع الفدو ليتقي الأضرار والأخطار الناتجة عن أخطائه التي نسيها أو لم يعلمها «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
وتوزع الصدقة على الفقراء والمحتاجين حصراً ولأناس ليس لديهم محرَّمات يستحقون هذه الصدقة، لئلا نساعدهم على الضلال والفساد. «ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأَل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».

والأضحية: هي في عيد الأضحى المبارك تذبح الذبيحة وتوزع على ثلاث أقسام، يستطيع المضحِّي أن يأكل منها قسماً، ويطعم الفقراء قسماً آخر، ويبعث قسماً منها لأقاربه وأصدقائه كهدية ولو لم يكونوا أولي حاجة وذلك لتمكين عرى المحبة والألفة بين المسلمين لقوله ﷺ: «تهادوا تحابُّوا».
والآية تقسِّم ذلك في قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة الحج (36).

هل يجوز وهب الأعضاء بعد الموت؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين

أولاً- من الناحية العلمية الطبية: هناك موتان:
- أولهما الموت السريري:
حيث يموت الدماغ ويبقى القلب والتنفس يعملان، أي أن الجسم فيه حياة والأعضاء حية قابلة لأن تزرع بجسم ثانٍ، ولكن أحياناً قد تعود الحياة لهذا الميت سريرياً وذلك جرى في كثير من القصص سمعنا بها عن أموات سريرياً عادوا للحياة بشكل لا يمكن تفسيره علمياً أذكر لك ما تناقلته وسائل الإعلام منذ أشهر عن أحد الأشخاص وهو على ما أذكر من أحد البلدان التي كانت في الاتحاد السوفيتي ومات سريرياً وبقيت زوجته بجانبه ترعاه حتى استيقظ بعد ثلاثين سنة تقريباً وقد وجد العالم غير العالم...
وكذلك رجل آخر بقيت زوجته بجانبه ترعاه وتقرأ القرآن بجانبه أشهراً حتى عادت له الحياة واستيقظ من حالة السبات.
وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، فما حال ذلك الشخص الذي تبرَّعوا بأحد أعضائه وهو في تلك الحالة حين تعود له الحياة ويستيقظ ليجد نفسه فاقداً أحد أعضائه؟! كيف سيتابع حياته فاقداً لذلك العضو، وقد يسبب ذلك موته الكامل.

- أما الموت الثاني وهو الموت الكامل:
وهنا تبرز عدة موانع تحول دون نقل أي عضو من أعضاء الميت لإنسان آخر، وهي أنه لا يمكن أخذ الأعضاء إلا من الميت الذي مات للتو، فتختلف حياة الأعضاء بعد موت الإنسان من الدقائق المعدودة بالنسبة للدماغ إلى الساعات "4 ساعات" بالنسبة للعضلات...ثم الجلد...
وهنا تكمن المشكلة وهي أنه أيضاً وفي كثير من الأحيان يكون هذا الميت ليس ميتاً حقيقةً بل كان يعاني من توقُّف ونبض متقطع للقلب وهذه الحالة مشابهة للموت الحقيقي الكامل وتختلط حتى على المختصين فيصعب كشفها، وأيضاً سمعنا بكثير من القصص عن عودة الحياة لأشخاص ثبت موتهم الكامل إذاً عند الموت يجب أن يُنتَظَر على الميت ساعات أو حتى يوماً كاملاً ليتم التأكُّد من موته تماماً وهذا عين الحكمة والرحمة بحقه إذا كنا فعلاً نحبه ونحترمه كإنسان.
والجدير بالذكر أن عمليات الزرع لا تنجح كلها.

ثانياً- من الناحية الشرعية الإنسانية:
1- لا يجوز المس بأعضاء الميت حرمةً له وبالدين الإسلامي، جسم الإنسان مقدَّس، فلا يجوز المس به ولأي غاية كانت، فلا للتبرُّع ولا للبيع خُلِق هذا الإنسان فهو فوق المادة وهو ليس سلعة والله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..} سورة الإسراء (70).
حتى الحديث عنه بالسوء بعد موته لا يجوز لأن ذلك يؤذيه، إلا بذكر محاسنه والتجاوز عن أخطائه «اذكروا محاسن موتاكم» لأن النفس بذاك الوقت تتأثَّر أكثر بكثير من حياتها الدنيا.
«الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا» والنفس وقتئذٍ في صحوةٍ كبرى فهي لا تغفو ولا تنام بعد الموت لقوله تعالى في سورة النازعات (14): {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} فهي تتأثَّر بذكر محاسنها والعكس صحيح.
أيضاً وحادثة والدة العلامة الكبير محمد أمين شيخو رآها بعد وفاتها في الرؤيا "المنام" تقول له: لماذا الشاهدة عندي أقصر من الشواهد التي بقربي أريدها شاهدة مرتفعة فقام علامتنا في صباح اليوم التالي من فوره وأوعز بنزع الشاهدة القديمة ووضع شاهدة جديدة أعلى.

والشيخ عيسى الكردي والذي ضريحه في تربة مولانا الشيخ خالد وعلى بعد حوالي "عشرين متر" من الضريح، دُفن ابن الشيخ عيسى الكردي ولم يكن لله طائعاً فشاهد مريدوه وهو ينهض من القبر ويقول: لماذا يؤذوننا؟! من الذي أوقد هذه النار بالقرب منا والتي عكَّرت صفونا بدخانها المؤذي؟! من أزعجنا وأشعل هذه النار بدخانها؟!
وترى أن الناس حفاظاً على كرامة الإنسان لا يرغبون أن يجلس أحد أو يدوس على قبور المنتقلين كرامةً لهم، بل ولا يجوز الكشف عليه بعد دفنه لئلا يراه الناس بصورة متضرِّرة فينفرون منه ويتأثَّرون وهذا عندما غضب الله على قوم ثمود وأهلكهم قال تعالى في سورة هود (67): {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}: أي على ركبهم، لم يجدوا من يدفنهم وهذا ذم لأنهم لم يدعوا مجالاً لأن يستحقوا أي إكرام وعندما قتل قابيل هابيل وجاء الغراب يعلِّمه كيف يواري سوءة أخيه قال: {..يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي..} سورة المائدة (31). لأن هذا يؤثِّر على نفس المنتقل.

والنفس بعد الموت لا تموت بل تذوقه ذوقاً، إنما الجسد هو الذي يفقد الحياة ويفنى والروح يأخذها الملك إلى بارئها، والنفس هي الذات النفيسة عند الله وهي أعلى المخلوقات لحملها التكليف والأمانة.
وكما لا يجوز دفن أي ميت فوق الميت الذي لم يفنَ جسده لئلا تتضايق النفسان معاً، فنحن قد غلبت علينا عوالم الصور على عوالم الحقائق.
فإن أخذ أي إنسان أعضاء الميت فيحاسبه يوم القيامة هذا المنتقل بجرم السرقة وما سبَّبه له من آلام لأن هذا الجسد بالنسبة للإنسان هو جلاء أعماله، فلا ينبغي التلاعب به وأن الجسم مقدَّس فما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء، فلماذا نسرق أعضاء بعضنا؟!

2- التمثيل بجسد الميت لا يجوز وقد نهى الله عنه في القرآن، قال تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ..} سورة الإسراء (33).
وكذلك أمر خليفة رسول الله ﷺ سيدنا أبو بكر الجيوش المسلمين بعدم التمثيل بأجسام القتلى بعد الموت وهذا عندما أرسل جيشه لحرب الروم فقال: «أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني ألا تخونوا ولا تغدروا ولا تُمثِّلوا..» فتقطيع الأعضاء بعد الموت جرم كبير لا يرضى به الله.
والإنسان كرَّمه الله وأوجد له أدوية غير التقطيع والتوصيل والتمثيل لأي هدف كان.

- «وخير ما تداويتم به الحجامة» فالحجامة خير مثال وهي التي أغنت عن كافة هذه الطرق الملتوية، لأنه: "عدمٌ لا يكون" فالنفس باقية ستشكو إلى الله من اعتدى على جسدها يوم القيامة أمام العوالم يوم الحسرة والندامة على ما فعل في حقها بعد مغادرة جسدها، وهذا العمل خفَّض من قيمة الإنسان، فالإنسان ليس خروفاً لتُقطع أعضاؤه، بل كل المخلوقات مسخَّرة له.

- حتى مسألة التبرُّع، يظن البعض أن هذا أمرٌ إنساني، والحقيقة أنه لا علاقة له بالإنسانية، بل إن الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ممن كفر بالآخرة فأمثال هؤلاء من جهلهم يقومون بالتبرُّع بأعضائهم أو بشيء من أعضاء ذويهم ومن عدم إيمانهم يظنون ألّا محاسب لهم فيفعلون ما يفعلون من تبرُّعٍ بأعضائهم لغيرهم جهلاً وبغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فهل هم الذين خلقوا أعضاءهم حتى يتصرَّفوا بها؟! فلا يجوز لهم أن يتصرفوا بها إلا ضمن أوامر الله وإرشاده في كتبه المقدسة.

فيا أخي:
إن الله خلق هذا الإنسان فالإنسان نسيج الحضرة الإلۤهية وهو ليس مِلْكٌ لذاته يفعل بنفسه ما يشاء. بل إن الله خلقه وسخَّر له كل شيء وكرَّمه وهو الذي صوَّره وأبدعه وخلق أيضاً النفس وأمدَّهما بالروح فهي ملك لله فلا ينبغِ أن يتعدى على حرمات الله وإلّا فسيحاسبه.
فيا أخي الكريم: اربأ بنفسك أن تكون من الجاهلين من أجل دنيا منقضية يعقبها الحسرات والحريق أو الجنات والإكرامات.
ثم إن هناك ناحية أخرى هي أن الإنسان إذا كان يحب هذا المتوفى فالفطرة التي فُطر عليها لا تمكِّنه أن يتصوَّر أن يُشقَ بطنُ من يحبه وتُبْتر أعضاؤه وتؤخذ لغيره، كيف له أن يتحمَّل مشهد من يحبه وهم يأخذون كبده أو قلبه أو عينه أو..؟! هذا لا يحتمل، ومن يحتمل مثل هذا فمؤكَّدٌ أن فطرته غير سليمة ولا علاقة له بالإنسانية، وإني لأظن أن هذا المتوفى لن يُسامح من فعل ذلك أبداً مدى الدهر، وسيبقى عذاب الضمير والنفس يؤرق من قام بهذا الفعل حتى ولو كان بدافع إنساني.

نكرِّر: عدم لا يكون، فما التغسيل والدفن وقراءة القرآن في الأيام الثلاثة الأولى في التعزية إلا تكريماً للميت وكلها تفيده وتزيل عنه من الهموم والغموم مالا يعلمه إلا الله والله يحب لنا أن نكرم بعضنا بعضاً لا أن نُقطِّع بعضنا من أجل دنيا فانية.
والحجامة أغنت عن الطب الجراحي والكيميائي الغربي بالكلية وأثبتت أنه كله ضرر بضرر، وليس بالحجامة تقطيع ولا توصيل بل شفاءات من كافة الأمراض إلا الموت، وهذا حق وهذا طب إلۤهي أغنى عن الطب البشري والتقطيع والتوصيل والعمليات الجراحية.

بسم الله الرحمن الرحيم
المربي الفاضل الأستاذ عبد القادر الديراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم أنا لدي محل صيانة موبايلات وأنا أعمل في الصيانة وأجني من وراء هذه المصلحة ربحاً جيداً ولكن مع ذلك فإن الأموال التي أجنيها غالباً أشعر أنها تذهب بالضياع والشتات ولا أجد لها كما يقال بركة أبداً وكأنها تتبخر بدون أن أستفيد منها إلا الشيء القليل جداً ومع أنني والحمد لله أتصدق منها ولا أقصِّر بهذا الجانب وقد أصبح لدي بعد التفكير الطويل في هذا الأمر هاجس بأن عملي في الصيانة قد يكون من المحرمات لأنه ومن المعروف اليوم أن أغلب الناس باتوا يستخدمون الموبايل لأمور أخرى وأغراض منحطة مما يضعون في كروت الذاكرة للموبايل ويضعون فيها من الأمور الدنيئة من أفلام وصور ونغمات فأصبح الخليوي كما أرى أشد ضرراً من الدشات والتلفزيونات ومع العلم بأنني أستطيع أن أعمل بغير هذه المصلحة، فنرجو منكم سيدي أن تفيضوا وتتكرموا علي بنصحكم مما آتاكم الله من العلم.
ولكم جزيل الشكر والاحترام والامتنان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ابحث عن سبيل للرزق أفضل من هذا الذي أنت فيه بصدق وعزم وتصميم، فمتى وجدت ذلك السبيل اترك هذه المصلحة تكن من الناجين طالما تستطيع أن تعمل بغير هذه المصلحة التي تريبك «فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك» تكن من الآمنين، وبرضى الله حائزين.

السلام عليكم ورحمة الله سيدي الكريم أدامكم الله وحفظكم
السؤال: أنا أعمل في تربية النحل وتواجهني بعض المشكلات ويصعب عليّ اتخاذ القرار بها؟
إنه في عالم النحل تتوقف حياة وقوة خلية النحل على الملكة ولها فترة خصوبة في الإباضة وبعد ذلك تتعب ويضعف ويقل بيضها إلى أن ينتهي الأمر بموت الخلية وعادة مربيي النحل عندما يلاحظوا ضعف الملكة يقومون بقتلها واستبدالها بملكة فتية قوية. فهل يجوز قتلها واستبدالها بملكة قوية أخرى؟
ولكم جزيل الشكر يا سيدي الكريم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- من المعلوم أن ليس في عالم النحل "الخلية الواحدة" إلا ملكة واحدة فإذا وُلِدَت الملكات الجدد اقتسمن العاملات والذكور بينهن ثم تذهب كل ملكة منهن مع رهطها للبحث عن مكان صالح لبناء خلية جديدة أما الملكة الأم فتبقى في خليتها يحيط بها من بقي معها من العاملات المخلصات إذن الملكة الجديدة التي تقوم باستقدامها وهي مسؤولة عن خليتها، وبفقدانها من خليتها ستضعف تلك الخلية وتموت.
والمعلوم أن عالم النحل عالم قائم بذاته كبقية العوالم فلكلٍّ وظيفته التي أوكلها الله إليه وكلٌ يقوم بوظيفته على أكمل وجه. هذا من خلال ما نلاحظه.

فالملكة لها وظيفة والعاملات وكل عنصر في الخلية له وظيفة منهم للتنظيف والحراسة والتهوية، تأمين الجو المناسب والغذاء المناسب للملكة والاستطلاع وغيرها...
وكما نعرف إذا حدث مرض للملكة أو ضعف فالملكة هي التي تقوم بإعداد ملكة جديدة مكانها عند شعورها بالموت، هكذا سمعنا من مربي النحل من قبلنا فالأمور تجري بتدبير عظيم وتقدير منقطع النظير.
قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ..} سورة الرعد (33)

2- يقول تعالى في سورة الرحمن (60): {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}: هذه الملكة التي قضت أربع أو خمس سنوات تبيض خلالها قرابة مليون بيضة وتنتج ما تنتج من خلايا منتجة العسل لك هل جزاؤها القتل؟!
إذن بالصدقة فإن البلاء لا يتعداها فاخرج زكاة عسلك والله هو الحافظ وهو المعين.

سيدي الفاضل:
لدي محل سوبر ماركت ويوجد في السوق معلبات اللحوم البقرية ولا أعلم إذا كان مذكور اسم الله عليها أم لا هل يجوز أن أبيعها علماً أنها مرغوبة ومطلوبة بالسوق ومكتوب عليها الذبح حسب الطريقة الإسلامية ولكم جزيل الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه المعلبات اللحمية يدخل فيها من لحم وشحم الخنزير لرخص الخنزير بأوربا وأمريكا وهي محَّرمة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله ﷺ: «يُحشر المرء مع من أحب فلينظر أحدكم من يُخالل».
إنني ولليوم لم أجد من توصلني محبته إلى محبة الله ورسوله الكريم فهل تعلمون من تتوفر فيه هذه الصفات؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إذن: عليك بالإيمان الحقيقي، ومعلِّم الإيمان هو العلّامة محمد أمين شيخو قدّس سره، وقد بيَّن طريق الإيمان في كتابه (درر الأحكام - بحث الإيمان أول المدارس العليا للتقوى) وأشار لطريق الإيمان في كافة كتبه تقريباً، ذلك لأن غيره لم يبيِّن طريق الإيمان على وجهه الحقيقي لا قبله ولا بعده، وعندما يؤمن الإنسان يتكفَّل الله أن يجمعه مع الرسول ﷺ كما بالآية (148) من سورة البقرة: {..أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً..}: الخطاب بالآية للمؤمنين دون استثناء إن كان في مجاهل إفريقيا أو في أصقاع ألاسكا أو الأسكيمو، يجمعهم بالمرشد الحقيقي للإيمان بالله، والله تعالى يقول في سورة آل عمران (164): {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..} عندها يفهم معاني القرآن على حقيقتها لأن القرآن يفهمه المؤمنون بفهم رسول الله ﷺ لقوله تعالى: {..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا..}: أي القرآن. {..هُدًى وَشِفَاء..} سورة فصلت (44).

فيا أخي: عليك بالسعي للإيمان كما سلك أبونا إبراهيم ﷺ وكما علَّمنا العلامة تربَت يداك.

السلام عليكم ورحمة الله
هل يحشر إبليس يوم رمي البحصات عليه؟ أم هي مجرد تقاليد الحج؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هذه تقاليد وأمور صورية ينطوي في نفس الحاج حقائق وهي تعبِّر عن حالٍ عالٍ وصل إليه الحاج بنفسه واستنار قلبه، عندها بنور ربه ورسوله فهم المراد وفقه الحكمة فهو على نور ولم يعد للشيطان عليه سبيل.
للمزيد من المعلومات راجع كتاب درر الأحكام، بحث الحج.

السلام على أستاذي الرحيم الأستاذ عبد القادر
أما بعد يا سيدي: إذا توجه شخص ما على الرسول وأخبره أنه يجب أن يكون حبه لله وحده وأنه ما هو إلا بشر مثله وقد أعلمه أن حبه لله هو حب لرسوله وبذلك تكون طاعة الرسول هي طاعة لله وان سعادته تكون أي رسول الله عندما يدرك العبد لماذا أتى إلى هذه الدنيا.
هل هذا وهم شيطاني كقوله تعالى: {..وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ..} أم حقيقة؟
وإن دور الرسول يكمن بالشفاعة عندما يرغب الشخص ويشعر أن الله قد رضي عنه بعد توسط الرسول له في الحياة الدنيا.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن رؤياك فعلاً أوهام شيطانية، لأن حب الرسول لا يمكن أن ينفصل عن حب الله، ولا يمكن لأي بشر أن يصل إلى حب الله إلا عن طريق حب رسوله، ثم إن الرسول ﷺ أدرى الناس بأن حبه يوصل لحب الله، فكيف يقول له انقطع عني واتصل بالله؟! هذا لا يكون، فمن أحبَّ الله فبحب رسوله أحبه.
تقول يا أخي الحبيب: أن المحبَّ لله يتجاوز الحبيب رسول الله كونه بشر، ولكنك تقول تخيّلات غير منطقية أبداً، لأن الرسول هو الطريق إلى الله فإن تجاوزت الطريق ضللت عن الله وانقطعت عنه تعالى وأنت تحسب أنك تحسن صنعاً، فالضَّال عن الطريق مقطوع عن الله وعن حبه لأنه حتماً لا يصل لله فكيف يراه؟!
مع أن رسول الله سراج الله المنير، فالله به يُرى ويُشاهَد ويُحَب ولن تجد الله أبداً إلا برسوله ولن تحبه إلا بحبه، فهو تعالى وملائكته يصلون على النبي، والله يأمرك أن تصلي عليه وتحبه وتسلِّمه نفسك تسليماً. هذا قول الله، والرسول هو موصل البشر إلى الله آمراً إياه ﷺ بقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر}: الشياطين لكيلا توسوس بالأوهام الشيطانية لتبعدنا عنه ﷺ وبالتالي فيكون المبعَد أَبْتَرُ.
إذا كنت ستذهب لوحدك إلى الله وتحبه لوحدك فلمَ أرسل لك رسوله إذن؟! أعبثاً!
فمن ترك رسول الله فالشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، أي ممن يصاحب "ثاني اثنين" ﷺ.
فهو ﷺ شفيع العالمين إلى الله وإلى حب الله فمن تركه فقد هوى.
{إن شَانِئَكَ..}: يا رسول الله {..هُوَ الْأَبْتَرُ}.

السلام عليكم
ما هي الرقية الشرعية وما علاقتها في عالم الجن والشياطين وقراءة القرآن على الماء ثم يشرب الماء ويتم الشفاء!! ولكم جزيل الشكر

قال ﷺ: "الرقى والتمائم والتولة من الشرك". رواه أحمد وأبو داود

السلام عليكم
خالتي تريد ارتداء الخمار ولكن هناك شيء ما في نفسها يجعلها لا تحبه، ماذا تفعل؟

يقول تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} سورة آل عمران الآية 92. ويقول تعالى أيضاً: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..} سورة الحج الآية 78.
أي لا تعط نفسك هواك تنل الجنة، هذا أمر الله وفيه الجنة وبغيره نيران تلظى.

وخالف النفس والشيطان واعصهما     وإن هما محضــاك النصـح فاتهم

ولو أن كل إنسان مشى على هواه، "ما يحب وما لا يحب" لخربت الدنيا والآخرة، وفي الصبر على ما تكره خير كثير.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً وجنات تجري من تحتها الأنهار.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدنا الفاضل أرجو منكم تبيان كل الإجراءات المترتبة على الأهل إذا جاءهم مولود.
1- (أذان - ختان - عقيقة ..إلخ).
2- هل رؤية الناس للمولود فيه ضرر للمولود وأهله؟
3- ما هي الطريقة لتفادي الغيرة بين الأخوة؟
4- هل للاسم دور في حياة الشخص؟
5- هل يعطى المولود زيت خروع؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان.

1- بالنسبة للأذان لا بأس به.
والختان: من الأمور الصحية ضروري للطفل، وكلما كان أبكر كان أفضل، فهذه الحشفة كان لها وظيفة عندما كان الجنين في بطن أمه تقي البشرة من الاحتكاكات والتنبيهات العصبية فينمو الطفل بشكل جيد دون إثارات عصبية، لأن منطقة البشرة منطقة تجمع الأعصاب، فهذه الحشفة تقيها الاحتكاكات والتنبيهات أما بعد خروج الطفل من بطن أمه فلا وظيفة لها، وتكون ببقائها مجمع للجراثيم والمكروبات والإنتانات والالتهابات الجلدية. فالختان وإزالة هذه الحشفة يقي الطفل من الالتهابات والجراثيم والمكروبات فهذه من الأمور الصحية الضرورية.
- العقيقة: إذا كان الأب في حالة مادية حسنة وكان غنياً لا بأس بها وإلا فغير مشروطة أبداً.
فإن نفذ العقيقة بشرط إعطاء اللحم للمحتاجين والمحرومين (فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
واعتاد الناس الآن أن يذبحوا خاروفين للمولود الذكر وخاروفاً واحداً للأنثى فما هذا التمييز العنصري! اذبحوا لله وأطعموا البائس والفقير وانفعوا وانتفعوا.

2- الأفضل عدم إراءته للناس (مالهم وماله) ويخشى من الحسد والمرض. أهله فقط يرونه.

3- يجب عدم إظهار حب الصغير أمام أخيه الكبير أو إجمالاً أمام أخوته لئلا تتكرر قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإبعاده عن عيون الناس خير وآمن عواقب.

4- أوصى ﷺ أن نسمي أولادنا ونختار لهم أسماءً جميلة حسنة ذات معنى وذلك لكي لا ينقم الابن على أبيه في كبره أن سماه اسماً قبيحاً، ولأن الإنسان يحمل اسمه ولكل مسمى من اسمه نصيب وفي انتقاء الأسماء الحسنة نأمل ونتفاءل بالخير.
على الأب واجب أن يسمي ابنه اسماً جميلاً بين الناس (وخير الأسماء ما عُبِّدَ وحُمِّدَ).

5- لا بأس من إعطاء المولود زيت خروع إن كان هناك أسباب ودواعي مرضية (كلوا الزيت وادهنوا به) وذلك بمقدار بسيط يتناسب مع عمره.

السلام عليكم
ما قولكم فيمن نذر لابنه إن شفاه الله من المرض الذي ألم به أن يذهب به وأمه وبعض العائلة إلى أماكن خارج البلدة التي يقطنونها مثلاً إلى الخوض في أماكن تجمع المياه أو المساجد أو غير ذلك من الأماكن التي تقدمها العامة، وأن يذبح هناك له ما يختاره من الأغنام والضأن وتؤكل هناك مع الأرز ومشتقاته، فهل هذا جائز شرعاً؟ وهل من الضروري أن تذهب المرأة أم الابن برفقة الأب؟

أصبحت يا دنيا يا غرامي: فإن تنزّهتم وأكلتم النذر "والنذر لا يجوز الأكل منه بل هو للفقراء المستحقين والمحتاجين" وتنطبق الآية الكريمة:
{..فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ..} سورة الأنعام: الآية (136). يكونون قد أخذوا نصيبهم بالدنيا وليس لهم في الآخرة أي نصيب ولا ثواب.
أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا!

لا يا أخي النذر كله لله والنزهات والأكل والشرب فيها للدنيا ولا ثواب فيها أبداً وليس هذا بنذر. النذر خالص لوجه الله تعالى للمساكين والفقراء فلا يحق لصاحب النذر أن يأكل منه ولا أولاده ولا أهله، فإن اشتهى أولاده وأهله فلا يطعمهم من النذر ولا لقمة واحدة لأن النذر إنما يكون لله، فإن أحب أن يطعمهم يشتري طعاماً (لحمة) إضافياً غير النذر ويطعمهم ما يشاؤون.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يعتبر الإنفاق على الوالدين من الصدقة؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

ابدأ بالإحسان لمن بدأك بالإحسان وكما قال تعالى: {..وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..} سورة الإسراء: الآية (29).
والإنفاق عليهما من أعظم الصدقات، فإن زاد لدى المنفق بعدهم يتصدق على الأحوج فالأحوج، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
فمن لا خير فيه لأبويه فلا خير فيه للناس.
هما أحقّ بالنفقة، وهي أعظم صدقة.
أولاً الوالدان، ثمّ الأحوج فالأحوج بعدهما.
وأعطِ كلّ ذي حقّ حقّه دون أن تهضم حقّ أحد فالوالدان هما أحقّ الناس عليك.

سيدي الفاضل جزاه الله الخير والسلوان.
تم إبرام العقد بيني وبين أحد الأشخاص على راتب ونسبة، وما إن وصلت إلى العمل وباشرت حتى فوجئت بأنني أتقاضى فقط الراتب، ووضعي لا يسمح لي بأن أفسخ العقد، فسكتّ وأكملت العمل كوني مضطراً.
بالله عليكم أريد أن أسألكم: هل يجوز أن آخذ النسبة المتفق عليها بدون علم صاحب العمل أم لا يجوز؟
أرجو من سيادتكم الإيضاح.

لقد قامت غزوة بدر بسبب أن الصحب الكرام أرادوا ردَّ حقهم المسلوب عوض بيوتهم ومتاعهم وأراضيهم التي تركوها في مكة وأخذها أهل قريش لأنهم آمنوا، فأراد الصحب الكرام استرداد حقهم المسلوب فاعترضوا قافلة أبي سفيان التجارية، ولكنَّ أبا سفيان تمكّن من تهريب القافلة لذا قامت وقعة بدر الكبرى.

والله تعالى يقول: {..فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ..} سورة البقرة: الآية (194). فإذا كان لديك حق عند شخص ما، سلبكَ إياه فلك أن تسترده بأي شكل كان إن استطعت بالجهر أو بالسر، فلطالما الاتفاق والعقد يتضمَّن راتباً ونسبةً وهو قد هضم حقك ولم يعطك النسبة وأنت مضطر على العمل وهذه النسبة حقك المسلوب بناءً على العقد المبرم، فلك كامل الحق أن تأخذ النسبة المتفق عليها، على ألا تتضرر..
ولكن دون أي زيادة، وأي قرش زيادة عن المتفق عليه من النسبة يعتبر سرقة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يوجد مانع شرعي في أن تظهر المرأة كفيها عند تأديتها الصلوات الخمس؟
وفي حال وجود مانع لإظهار الكفين فما الحكمة من ذلك؟
ولكم جزيل الشكر.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
تكشف المرأة وجهها وكفيها في الصلاة.
والمرأة لا تصلي إلا في بيتها لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..}.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ..} سورة الأحزاب، الآية (34).
وإذا كانت المرأة في بيتها ولا يراها أحد من المحرمين فإنها حتماً تظهر كفيها ووجهها فليس هناك مشكلة ولا علاقة لهذا في الصلاة لأن الصلاة قلبية. «إن الله لا ينظر إلى صوركم..». وهذا الإظهار ليس بالطريق لأنه لا صلاة بالطريق.
وبالعموم بالبيوت ليس هناك غرباء وصلاة المرأة في بيتها حصراً.
فلا مانع شرعي في أن تظهر المرأة كفيها عند تأدية الصلاة ووجهها أيضاً بل هو مطلوب.

السلام عليكم سيدي الفاضل وأرجو أن تجيبوني عن هذا السؤال:
هل يجوز على البنات وهم في الثامنة أو التاسعة من عمرهم أن يضعوا الغطاء على وجههم وشكراً جزيلاً لكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لباس البنت وهي من سن الطفولة يكفي أن يكون ساتراً للمفاتن من غطاء الرأس ولباس الحشمة والأدب ولباس طويل، فالحشمة مطلوبة لكن (الفتنة لا نرضى بها) كما قال ﷺ و(الفُتنة نائمة لعن الله موقظها).
وبعضهم أنكى من ذلك، يغطُّون من الأعلى ويكشفون من الأسفل، يحتالون على ربهم وهو معهم مشاهدهم تماماً كالذين احتالوا لصيد الحيتان يوم السبت فجعل منهم القردة والخنازير، نعوذ بالله من مكر المكارين وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض "حب الدنيا". شفانا الله وإياكم فإن حب الدنيا إذا استولى أسَرَ وذلَّ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل القيام بعملية غسل أمـعــاء عند الطبيب المختص أو عمل حقنة نشاء شرجية في نهار رمضان يفسد الصوم أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لماذا يغسل المرء أمعاءه؟
حتماً لمرض أو تسمُّم فهذا مرخص له الإفطار لعذر شرعي وعليه صيام أيام أُخَر ودفع كفارة إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره. وما جعل عليكم في الدين من حرج.

أما بالنسبة لعمل حقنة نشاء شرجية فتتم قبل السحور أو قبل الفطور "الأكل" وذلك في حالة تعب جسمي أما إذا كان التعب لا يطاق فيمكنه أن يفطر.

هل سماع الغناء مُحرّم؟ وهل الرقص في المناسبات العائلية مثل الأعراس مُحرّم؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
يقول ﷺ: «من استمع إلى قيِّنة صُبَّ في أذنيه الآنُكُ يوم القيامة».
والآنُكُ: هو الرصاص المذاب.
فهذه الأغاني الرخيصة تحبب للنفس وتزين لها الفواحش، فهي تعمل عمل الشيطان، تجرُّ النفس إلى الزنى وتثير في النفس الشهوة الجنسية المحرمة. والله يقول: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..}: أي كل ما يقرِّب النفس للزنى من مصافحة ونظر أو استماع أو رؤية مجلات خلاعية.
{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..}: إذ الأغاني تقرِّب النفس وتحبب وتزيِّن لها الفاحشة.

أما بالنسبة للرقص فالدين الإسلامي كله كمال بكمال واتزان، والرقص ليس فيه من الاتزان شيء كذلك هو مدخل وباب لعبور الشيطان على الإنسان.
إنما هلك من الأقوام قبلنا من كانوا يتعاطون في ناديهم المنكر بدل إقامة حدود الله بالستر وبدل ذكر الله وما والاه.

هل تُقرأ سورة أخرى بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة حسب المذهب الشافعي؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا تُقرأ في الركعة الثالثة والرابعة سوى الفاتحة وذلك في جميع المذاهب.
وهاتان الركعتان الأخيرتان ليرجع الإنسان ويفكر بما قرأه في الركعة الأولى والثانية بعد الفاتحة ولتثبيت المعاني في النفس وترسيخها.
فلعل المصلي شرد قليلاً في الركعتين الأولى والثانية، فيعود في الركعة الثالثة والرابعة ويرمم النقص ويسد الثغرة ولتكتمل صلاته على أتم وجه.
فلا داعي لقراءة آيات أخرى في الركعة الثالثة والرابعة غير الفاتحة ويكفي معاودة التفكير بما قرأه في الركعتين الأولى والثانية، وقد لا يكتفي فتأتي أيضاً السنن لتثبيت الفرض ومعاني ما قرأه فيه.

كنتُ في مشكلة فدَعَوْتُ الله إن هو أعانني وأنجاني فسأصوم يوم الخميس و يوم السبت لكنني أفطرتُ عِوَضَ أن أصوم. فكيف أَرُدُّ ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
تردين ذلك بأن تنوي من جديد على الصيام وتفي بنيتك وعفا الله عما مضى فتكونين قد وفيت ولا تأثير ولا مؤاخذة عن تأخير هذا الصيام لأيِّ خميس آخر، ولو كان بعد رمضان.

لماذا كان محمد ﷺ يعظم ويقبِّل الحجر الأسود؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
يا أخي: القبائل العربية هي التي كانت تعظّم الحجر الأسود، حتى أنهم عندما رمَّموا الكعبة وأرادوا إعادة الحجر الأسود لموضعه من الكعبة اختلف زعماء القبائل العربية فيما بينهم، مَن التي ستنال شرف إعادة الحجر الأسود لموضعه، وخلصوا إلى الرأي أن يحكم بينهم أول داخل إلى الحرم، وذلك قبل البعثة، فكان أول داخل سيدنا محمد ﷺ وكلهم وافقوا عليه وقالوا: "جاء الصادق الأمين"، وأشار ﷺ أن يضعوا الحجر الأسود على عباءته ويأخذ كل زعيم من زعماء القبائل بطرف من العباءة ويحملوها إلى الكعبة، ووضع الحجر الأسود في موضعه، فيكون جميع القبائل قد اشتركوا في وضع الحجر وحمله إلى مكانه.

إذن: لم يكن الرسول يُعَظِّم الحجر الأسود، لأنَّه حجر كغيره من الأحجار، بل كانت القبائل العربية تعظِّمه وذلك لأنها تناقلت عن الأنبياء والمرسلين تقبيل الحجر الأسود ولم يفهموا الحكمة والعبرة من ذلك، وسيدنا محمد ﷺ قبَّلَ الحجر الأسود وما تقبيله للحجر الأسود إلا رمز وإشارة إلى أن الحاج وهو في هذه المرحلة وبتفتيح بصيرته ورؤيته للحقائق لم يعد لديه فرق بين أبيض وأسود ولا بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.

فالحاج المؤمن التقي لم يعد ينظر إلى الصور إنما ينظر بنور الله للحقائق ولا تغرُّه المظاهر وبهرجها، بل ينظر إلى الحقائق، ويتمثَّل الحاج في تقبيله للحجر الأسود قوله تعالى: {..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات (13).
وقول رسول الله ﷺ: «إنًّ الله لا ينظر إلى صوركم إنما ينظر إلى قلوبكم».

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إني والله أحبكم في الله ومحب لرسوله الكريم ﷺ، أما سؤالي فهو:
ما حكم التوسل بحضرة النبي ﷺ وجاهه في الدعاء، وكذلك حكم صلاة الحاجة، وهل صحيح أن التوسل بالرسول فقط بحياته وليس بعد مماته؟
أفيدونا أكرمكم الله.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
أحبكم الله.
التوسل بحضرة النبي ﷺ اتجاه النفس المتوسلة به إليه، وهو بقلبه دوماً مع الله فتصبح النفس بمعيته مع الله، وهذه هي الشفاعة فيستجاب الدعاء {..أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ..} سورة الإسراء (57).
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان..} سورة البقرة (186). وهذه هي الصلاة الحقيقية.
وبما أن وظيفة الرسول ﷺ القلبية دائمية، والجسد يموت لذا فإن التوسل بالرسول ﷺ بحياته الجسمية نفسها بعد مماته. لقوله ﷺ: «حياتي خير لكم ومماتي خير لكم».
ولولا توسل الصحابة الكرام بروحانيته القلبية لما فتحوا الفرس والروم ودول الأرض بعد انتقاله فكانوا بالتوسل به كالجبال السائرة لا يقف تجاهها أحد.
فالتوسل به دائم للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}: وما خصَّ تعالى عالماً من عالم.

ما حكم الاستماع للموسيقى؟ وما هي الحالات التي يتوجب للاستماع لها؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لم نأتِ للدنيا للهو والطرب بل لعمل المعروف والإحسان. لنجازى عليها جنات تجري تحتها الأنهار أبد الآباد.
لقد تخلى الصحابة الكرام عن اللهو فأنقذونا وأنقذوا معظم البشر من نيران تلظى وأخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فهم إنسانيون فلنكن مثلهم يحببنا الله ولنا بهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ورسوله واليوم الآخر. فلا تغرننا الحياة الدنيا ولا يغرنّنا بالله الغرور.
فالدنيا مدرسة من اجتهد فيها نال والكذّاب لا يُعطى.
وهل يصلح الغناء بدون موسيقى!
ومن ترك الغُنى نال الغِنى.

الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله كل خير عنا بنقل علوم العلامة الإنساني محمد أمين بك قدس الله سره.
بعد أن بدأت السير في طريق الإيمان الموضح في كتب العلامة عندما أقف بين يدي الله للصلاة لتكون الرابطة برسول الله ﷺ ليكون إمامنا في الصلاة أحس هذا الحال وفي أوقات أخرى لا أكون على نفس الحال فأرجو منكم التكرم بإرشادي للطريق الذي يقودني برابطة مع رسول الله ولكم جزيل الشكر.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هنيئاً لك يا أخي، وقد سأل الصحابة نفس السؤال لرسول الله ﷺ فأجابهم «لو بقيتم على ما أنتم عليه لصافحتكم الملائكة الكرام ولكن ساعة وساعة».
الصلاة مقياس وميزان المؤمن، فإذا أراد المؤمن أن يعرف سيره فلينظر إلى صلاته فإن كانت حسنة بلذة فهذا دليل على أن سيره حسن، وإذا خفَّت الأحوال والمشاعر لديه هذا دليل على تراجعه فعليه أن يقوم بما يقويها من أعمال صالحة تقوي وتحسِّن من صلاته أو تصحيح خطأ أو تقصير فتراجع الصلاة دليل على تراجع السير والأعمال أو ارتكاب أغلاط فإذا شعرت بأحوال عالية وحضور في حضرة الله ورسول الله ﷺ فهذا دليل على أعمالك والثقة التي تكسبها نفسك فزد بأعمالك الصالحة وأكثر من فعل المعروف لتبقى صلاتك دائماً بحالٍ عالٍ مع رسول الله ﷺ إن شاء الله، وإذا تغيرَّ حالك وتبدًّلت أحوالك في صلاتك ففتش عن تقصيرك وأزله لترجع لحالك العالي.

السلام عليكم
سؤالي بشان التقسيط
أنا عندي بضاعة هل يجوز أن أبيع بسعرين سعر للنقدي وسعر أعلى للتقسيط مع العلم أنه عند إتمام عقد بيع التقسيط يبقى السعر نفسه ولو دفع الثمن كاملا بعد فترة قصيرة أو عند تأخره في الأقساط.
وفي حال عدم الجواز ما هو الحل الشرعي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
البيع بالتقسيط مع الزيادة في السعر لا يجوز، لأنه يأخذ الربا من الفقير المحتاج، أما إذا أعطى الفقير بالتقسيط دون زيادة ولا ربا وسامح الفقير لله فهذا يعمل للآخرة الحياة الأبدية فهذا يربو عند الله ولأن المؤمن سَمْحٌ إذا باع سُمْحٌ إذا اشترى.
قال تعالى: {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ..} سورة الروم (39).
فمجيئنا إلى الدنيا من أجل أن نعبَّ منها أعمالاً صالحة فهذه تجارة لن تبور تنجينا من عذاب أليم إن لم نأخذ شيئاً من زيادة التقسيط أبداً. لأنك بهذا التقسيط تعين الفقير وتساعده، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، فإذا كان هذا حال المرء فالله هو الذي يعينه وهو الذي يثيبه ويعطيه والذي لا يستطيع الشراء بالنقدي هل من أجل ذلك ينبغي عليه أن يدفع زيادة في السعر أم الأحرى بنا أن نساعد هذا الفقير المحتاج؟!

فنحن قد أرسلنا إلى الدنيا شريطة أن نكسب بأعمالنا الصالحة جنات، فإذا كسبنا أموالاً بدل الجنات وبعد الموت تصبح هباءً منثوراً لأننا لم نعمل للآخرة ونكون بذلك بالموت خسرناها كما خسرنا جناتها، لأننا إذا أخذنا ربا أو زيادة بالتقسيط معناها أننا نريد أن نزيد أموالنا من الناس وعلى حساب الناس، وإن سامحنا بها فالله هو الذي يعوِّضنا لأننا أقرضناه قرضاً حسناً، وهو الذي يضاعفه لنا أضعافاً كثيرة، قال تعالى في سورة الحديد (11): {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}: أي جنة أعلى من جنة لهذا أرسلنا ولأنه {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ..}.

إذن أرسلنا لنربح ربحاً باقياً متزايداً ونكون إنسانيين بمساعدتنا لبني الإنسان فيرضى علينا الله ويعوضنا، وكفى بالله كريماً وكفى بالله شكوراً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ورد في الحديث الشريف «أحلت لنا دمان وميتتان فأما الدمان فالكبد والطحال وأما الميتتان فالحوت والجراد».
هل المقصود أنهما أحل أكلهما ولو لم يذكر اسم الله عليها عند الذبح؟
فالسمك يجوز أكله بدون تكبير من الناحية الطبية أي أن معنى الحديث كما أحل السمك بدون تكبير فكذا الكبد والطحال ولكن إن صح هذا القول فهذا يعني أنه يجوز عدم التكبير على الذبيحة وطبعاً من المستحيل أن يكون هذا.
نرجو الإجابة هل يجوز أم لا يجوز على ضوء هذه المقدمة لماذا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين

كلا لايجوز أكل الكبد والطحال من ذبيحة غير مكبّر عليها، لأنّ الجراثيم موجودة فيها.
أحل الله الكبد والطحال وما فيهما من دم طالما كبّر على الذبيحة عند ذبحها فذهب الجرثوم والمكروب من الدم وأصبح حلالاً، وإذا لم يكبر عليها عند ذبحها أصبح دمها مستعمرات للجراثيم.
حتى الحوت والجراد يجب أن تكبر عليها وتذكر اسم الله عليها لتخفف عنها آلام الموت، وتذكِّرها بعهدها مع ربها وأنها الآن وفَّت بعهدها وقدّمت جسدها خدمة لهذا الإنسان المخلوق المكلف وقامت بوظيفتها، فتنال على خدمتها هذه من الله نعيماً تعيش فيه ويذهب عنها ألم الموت.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لحضرتكم هو: كيف يمكنني أن أقتنع بالموت وأن أيقن به؟
فأنا أعرف بأني سأموت وإن طال بي الأجل وهذا الحال متناقض ولكن كلما أفكِّر بالموت أشعر بأن نفسي غير مقتنعة بهذه الحقيقة التي لابدَّ منها وهذا ما يقلقني جداً وصدقاً أني مستغرب من هذا الحال فأنا لا أعرف عن الموت شيئاً كثيراً "لا أعرف أني ضخمت الأمر على نفسي وأعطيته أكثر من اللازم" فأنا أعيش في حيرة من أمري ولكن هذا ما أشعر به حقاً وأريد أن أصل إلى حال أشعر به شعوراً حقيقياً بأني وبأي لحظة معرَّض للموت.
فهل يوجد طريق لأتوصل إلى ذاك الشعور؟
(الحمد لله على هذا الموقع الذي ما سأل سائل إلا وأخذ الجواب الشافي والكافي)
والســــلام علـــيكم ورحمـة اللـه وبركـــاتــه.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
«النجاة في الصدق» وحتى تصل لطلبك هذا لابدَّ من المثابرة والمواصلة في هذا الطريق، فأكثر من زيارة القبور فإنها تشرح الصدور، وتيسِّر الأمور لا سيما بكرةً وإن أمكن أصيلاً.
المرور بالتربة صباحاً غذاء وشفاء وقوة نفسية، ومساءً مكاسب ومغانم وغسل من العلائق الأرضية ومن درن الدنيا وأقذارها.
ثق تماماً أن الله لن يَتِرَكَ أعمالك ولن يضيِّع إيمانك، فأنت تتعامل مع كريم والله الذي خلقنا أمرنا أن نسير في هذا الطريق المجيد وأن نصل لليقين، فلا يُعقل أبداً أنه لا يجزي الصادقين بصدقهم. فحذار من القنوط واليأس فأنت غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم، وواصل الطريق بالتفكير الحثيث بالموت وساعة الرحيل ولا مانع من المرور بالمقابر كلما سنحت لك الفرصة ولو مروراً عابراً أثناء غدوك ورواحك، وإن كان لديك وقتٌ كافياً أمكث في المقبرة قليلاً لتُذكِّر نفسك في الساعة التي لابدَّ منها.
فالنفس كالطفل تماماً تنسى دائماً ولابدَّ من تذكيرها في كل حين ومراراً وتكراراً حتى تثبت فيها هذه الحقيقة وترسخ، ولابدَّ من الجهاد والاجتهاد وعدم الاستسلام.

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله             لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

«ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً» كما قال الصادق الوعد الأمين.
وعلَّمنا ﷺ أنه بين سنة الفجر والفرض كان يضَّجع على جنبه الأيمن يتمثَّل الموت، وهذه سنَّة لنا لنحذو خطا الحبيب، فمتى رأى ربك منك الصدق الكافي والعزيمة اللازمة منحك مرادك ولن يتأخر عن ذلك لحظة واحدة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت (69). فأنت منك الصدق والسعي والباقي على الله فهو الرزاق الذي لا يهضم أحداً.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى: «تعلَّموا اليقين بمجالسة أهل اليقين»، فالصحبة والارتباط القلبي له التأثير الكبير على النفس، فالزم أهل الذكر وصاحبهم بقلبك تنجُ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة (119).

والمثال الوارد في القرآن الكريم سحرة فرعون كيف أنهم بارتباطهم القلبي بسيدنا موسى عليه السلام وتقديره وتوقيره شاهدوا الأزل والآخرة وتحدثوا عن أهل الجنة وأحوالهم وأهل النار وشقائهم عن شهود بنور سراجهم المنير سيدنا موسى ﷺ وضحُّوا بعد ذلك بالدنيا وما فيها ولم يخيفهم تهديد الطاغية فرعون ووعيده بل قالوا: {..فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} سورة طه (72).
فالدنيا أصبحت لا قيمة لها لدينا.

إذن: لابدَّ من البعد عن أهل الدنيا أصحاب المنكرات. «الطبع سرَّاق فجانبوا أهل البدع» «ومجالسة أهل الهوى منساة للرحمن، محضرة للشيطان».
نفسك أمانة لديك فحذار ألا ترعى حق الأمانة، وإياك أن توردها موارد التهلكة وحاشاك.

هل يجوز رؤية الخال أخ الأم لم أجد في القرآن الآية التي تبين ذلك؟! وشكراً لكم.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
جواب سؤالكِ هذا تحقيقه عما قريب فقد آن أوانه بعهد سيدنا عيسى العظيم ﷺ والجواب الآن سابق لأوانه فما آن وقته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ عبد القادر:
إذا كان الإنسان يحاول تطبيق بعض الأشياء مثل الحجاب وعدم الاختلاط بأحد أي الالتزام الجلوس بالبيت وتطبيق دلالة العلامة محمد أمين شيخو قدر الإمكان ألا يكتب الله له أجراً على هذا العمل مع أنه لم يصل بعد لمرحلة الإيمان؟
أرجو إجابتي وأدامكم الله لنا وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
جاءت امرأة لعند رسول الله ﷺ عندما قدم المسلمون من الجهاد فقالت ذهب الرجال بالأجر كله يا رسول الله، بالجهاد في سبيل الله. فأجابها ﷺ "ما معناه": «من أحصنت فرجها وصلَّت فرضها وأخلصت لزوجها فإن لها أجر المجاهد في سبيل الله».
هذه علامة أهل الحق الذين يبتغون وجه الحق ومقرهم الجنة بإذن الله طوبى لكِ وحسن مآب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز أن نصلي صلاة التسابيح كصلاة قيام الليل؟ يعني بعد أن ينام الإنسان ويستيقظ في الليل وأيهما أفضل كقيام الليل أم بوقتها؟
سؤال ثاني:
إذا كان عُرض أمر ما على إنسان وهو لا يعلم خير هذا الأمر من شره فطلب في نفسه مساعدة أحد الصالحين واشترط موافقته "الكلام كله يجري في نفسه ولا يعلمه أحد" بأن يقال له وافق على هذا الأمر بدون أن يسأل عنه "يعني هو في سابق ما مضى قال في نفسه إذا عرض علي هذا الأمر فلن أوافق حتى يقال لي بدون أن أسأل أو ييسره لي الله" وأجاب الله طلبه كما يحب أو كما تمنى (قد لا تكون القضية واضحة) ولكن جرى الأمر كما تمنى وكما اشترط على نفسه.
والسؤال: هل يتوجب عليه دفع كفارة لأنه ألزم نفسه أمراً وتم له أم هل عليه أن يدفع صدقة دليل على صدقه مع الله؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- ما أحسن وأعظم صلاة التسابيح بعد أن ينام الإنسان ويستيقظ وتغني عن قيام الليل وكم أجرها عند الله كبير.

2- هكذا كان الصحابة الكرام، وغداً صحابة سيدنا عيسى العظماء يطلبون بنفوسهم من الله والرسول الكريم ﷺ وسيدنا عيسى ﷺ يجيبون بنفوسهم مباشرة، كذلك كنا مع فضيلة العلّامة الكبير محمد أمين شيخو "قدس سره" نطلب من الله فيجيبنا دائماَ ونعتبر قلة أدب لغة الكلام. فلا صدقة ولا كفارة.

أيهما أفضل صلاة ركعتا الفجر "قبل الصبح" بالمسجد أو بالمنزل؟ جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
صلاة الفجر بالمسجد أفضل بكثير جداً من صلاتها بالمنزل، على ألّا يُعلِّق نفسه بأحدٍ من المصلِّين بل معهم ومنفرداً عنهم، يجعل صلاته خالصة لله ولرضا الله، فالبعد القلبي عن الناس بهذا الزمان راحة للقلب ورضا للرب، يُخلص وجهته بعبادته لله فقط، وليعتزل الناس مع الأدب معهم بالسلام والابتسام والبعد عنهم عملياً فينال من ربه فضلاً عظيماً. "وعلامة الإفلاس الاستئناس بالناس".

المصحف الشريف لا يمسه إلا المطهرون، أي بالوضوء. ماذا إن ارتدى المرء قفازاً وقرأ فيه؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الآية الكريمة تقول: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: واللا هنا ليست ناهية لأن اللا الناهية يجزم الفعل المضارع بعدها، والفعل المضارع الذي بعدها في الآية مرفوع، إذن (لا) هنا لا نافية لا عمل لها إعرابياً، أي أنها تبقي الفعل المضارع مرفوعاً ولا تؤثر به.
ومعنى أن (اللا) هنا نافية، أي أنها تنفي حدوث الفعل بأي شكل من الأشكال، كأن تقول: "الأسماك لا تعيشُ في البر": أي لا يمكن للأسماك أن تعيش في البر بأي شكل من الأشكال.
وهنا في الآية يقول تعالى: لا يمكن أن يمسَّ القرآن إلا المطهَّرون، ولكن ما نراه في مطابع لبنان وغيرها أن النصارى والأرمن الذين لا يعرفون الوضوء أصلاً يلمسون المصاحف بأيديهم ويطبعونها. بل يمكن لأي إنسان غير متوضئ أن يلمس المصحف ويحمله.
كيف يقع ذلك والآية تنفي وقوعه؟!

إذن: للآية معنى مختلف، فالطهارة هنا طهارة نفسية ولا علاقة لها بالوضوء والطهارة لا تكون إلا بالإيمان بالله، لذلك جاءت الآية: {لَّا يَمَسُّهُ..} والمس نفسي يختلف عن اللمس المادي باليد، فالمس معنوي نفسي كما جاء بالآية: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} سورة الأعراف (201). فالشيطان لا يأتي بالمادة إنما طائف معنوي.
وآية: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: أي لا أحد يستطيع أن يدرك معاني القرآن ويفقه العبرة منه والموعظة من آياته الكريمة إلا امرؤ تحلَّت نفسه بالطهارة المعنوية، وذلك يكون من خلال القرب من الله والإقبال عليه بالصلاة حيث تطهر النفس وتفقه ما يُتلى عليها وتعقله وتعيه.

السلام عليكم ورحمة الله
مصافحة المرأة لرجل من غير محارمها حرام، ولكن ماذا إن ارتدت المرأة قفازات؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
قال الصادق الوعد الأمين ﷺ: «إن العين لتزني وزناها النظر وإن اليد لتزني وزناها اللمس..» فهذه فحشاء و «ما صافح رسول الله امرأة قط» والعكس صحيح.

أما بالنسبة للسؤال: وماذا إن ارتدت قفازات؟
نقول: بنو إسرائيل استجابوا لأمر الله بعدم صيد الحيتان يوم سبتهم، ولكنهم احتالوا فحفروا لها جوَراً حتى تقع فيها فيأخذونها يوم الأحد، وهل على الله يحتال الإنسان؟!
وهو تعالى الذي لا تخفى عليه خافية، وكذلك القفازات احتيال على الله.

هل يعتبر زوج الخالة وزوج العمة من المحارم؟ وماذا إن كان الرجل شيخاً كبيراً في السن؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
زوج الخالة وزوج العمة من المحارم ولكن حرمة مؤقتة وليست على التأبيد، فمتى ماتت الخالة أو العمة يجوز للرجل أن يتزوج من ابنة أختها أو ابنة أخيها، إذن هو من المحارم حرمة مؤقتة ولا يجوز له أن يراها ولا أن تراه.

وتسأل: ماذا إن كان الرجل شيخاً كبيراً في السن؟
ما علاقة كبر السن أو صغره بالتحريم والتحليل؟ إذا كان جسمه كبير في السن فهل نفسه كبيرة في السن؟ ألا تشتهي؟ الحرام حرام ولو كان طاعناً في السن، وهل النفس والشهوة تعرف كبيراً أو صغيراً؟ فالكبير في السن ألا يشتهي؟! أليس إنساناً وله نفس وشهوة؟!
إذن: لا علاقة للعمر بالحرام والحلال فالحرام حرام على الجميع.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد الأستاذ عبد القادر لدي سؤال وهو:
زوجي يعمل في إحدى الشركات الخاصة ويتقاضى أجره كاملاً ومن ضمن شروط العمل أنه إذا باع بضاعة ضمن القطر يكون سعرها مثلاً (390) وخارج القطر (300) عرض عليه أحد الزبائن وهو ضمن القطر أن يشتري البضاعة بسعر خارج القطر (على أنه من خارج القطر) على أن يتقاضى هو (350) مثلاً وذلك طبعاً دون علم الشركة وسألني عن هذا الأمر فأجبته أنه حرام قال لي بأنه سوف يسأل علماء الدين أما أنا فأحببت أن أسألكم فأرجو أن تفيدونا يا سيدنا وجزاكم الله عنا خير الجزاء وأدامكم لنا ذخراً وفيراً لا ينفد.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
الشركة وثقتْ بأمانته ومنحته الثقة بصدقه بالمعاملة معها فإن كانت تعطيه راتباً وافياً فليس له الحق في خيانة ثقتها به، وإن كانت تهضمه أو تظلمه وتعطيه أقل مما يستحق فيحق له أن يتعامل بما يأخذ عمولة تنصفه لينال ما يستحق وبمقدار هضمه لا أكثر ولا أقل فيستوفي حقه المنقوص بالعمولة المذكورة "بسعر خارج القطر" وما زاد عن استحقاقه فهو حرام.

سيدي الفاضل: أنا متزوج ولدي طفل ما هي الطريقة الصحيحة لعدم إنجاب الأطفال دون الوقوع فيما حرَّمه الله؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
عدم مقاربة زوجتك فلا يأتي ولد. ولكن ألا تظلمها!

السلام عليكم ورحمة الله
لدي بعض الأسئلة أرجو أن تفيدوني بجوابكم أعانكم الله:
1- عرفت أنه عند السفر القصر في الصلاة واجب، ومن ثم أخبروني أن السفر لا يُحسب بالمسافة إنما يكون عند توديع الأهل والمكوث في المكان الذي لجأنا إليه. وأنا أثناء العطل أذهب إلى منزل جدي وأمكث هناك فهل هذا يعتبر سفراً علماً أنه في نفس البلد و نفس الولاية؟
2- هل الأذان والإقامة واجبة في الصلاة؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
1- كلا هذا ليس بسفر ولا تُقصر الصلاة أبداً لأنه بنفس البلد ونفس الولاية.
وقديماً قالوا أن السفر قطعة من العذاب يتعرَّض فيه المسافر للجوع والعطش والخطر والحر والبرد ومختلف الظروف الصعبة، فلذلك القصر واجب في الصلاة للمسافر.
أما اليوم فقد أصبح السفر نزهة ومتعة ينتقل المسافر بالطائرة وكأنه على بساط الريح أو في سيارته المكيَّفة والمساجد منتشرة في كل مكان فلا خوف ولا غيره يمنع من أداء الصلاة كاملة، فإذا كنت في مأمن وسلام فلا قصر في الصلاة قال تعالى: {..فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم..} سورة البقرة (239).

2- نعم الإقامة واجبة قبل الصلاة "صلاة الفرض" لقوله تعالى: {..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي..} سورة طه (14).

أفادكم الله اشتريت سيارة بالقسط عن طريق تحويلها لبنك في الكويت (بيت التمويل) والذي يقوم بعملية البيع والشراء عن طريق المرابحة وليس في هذا شبهة، وقد قسطت سعر السيارة على ثلاث سنوات دفعت منهم قسطاً واحداً فقط، والسؤال هو:
هل لابد لي في حالة بيع السيارة الآن أن أقوم بسداد قيمتها نقداً للبنك، أم من الممكن أن أشتري سيارة أخرى بهذه القيمة؟ بدلاً من أن أقوم بتحويلها مرة أخرى ويزيدون علي في السعر مرة أخرى؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لا نستطيع الحكم على قضية لم تنكشف جميع دقائقها.
وبالحديث الشريف: «الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور متشابهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ألا أن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله محارمه».

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا ارتكب الإنسان ذنب وتاب إلى الله وعاهده على عدم ارتكابه هذا الذنب وشعر برضا الله عليه وبقربه منه وبعدها عاد لارتكاب نفس الذنب وأخلف عهده مع الله وبعد عن الله وشعر بعقاب الله له وبعدها عاد إلى نفسه وندم الندم الشديد وتاب إلى الله توبة صادقة ووعده وأقسم بأنه لن يعود لارتكاب الذنوب هل يتوب الله عليه؟
وهل يرفع عنه البلاء؟
أرجو إجابتي لأنني تائبة إلى الله ولكن لا أشعر برضاه علي لا أشعر غير بضيق نفسي وندمي الشديد وتعبي ماذا أفعل ليرضى الله عني؟
جزاكم الله كل الخير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
"اتَّخذي الله صاحباً ودعي الناس جانباً" والصاحب ساحب.
وأنتِ لم تصدقي بعد بالتوبة الصحيحة التي لا رجوع بعدها بسبب صحبة السوء الذين أوتوا الشهوات ليهلكوكي.
اقرئي كتب العلّامة الجليل محمد أمين شيخو "قدس سره" وطبِّقي ما فيها والله تواب، والتوبة الصحيحة تمحو الخطايا وتجبُّ ما قبلها من الذنوب، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين الصادقين.
تبغي النجاة ولم تسلك مسالك              إن السفينة لا تمشي على اليبسِ

هل صلاة التسابيح سنة مؤكدة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إنها سنة مؤكدة يفضَّل صلاتها بليلة عيد الفطر بدل التراويح.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتوجب على الفتاة التي لم ترد أيام دين عليها في شهر رمضان خلال عشر سنوات أن تدفع الفدية عن كل يوم أفطرته وأن تعاود صيام هذه الأيام؟
أرجو إجابتي لأنني أثق بجواب الأستاذ عبد القادر وجزاكم الله كل الخير.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
عاودي الصيام في فترات مريحة دون إجهاد النفس كل شهر عدة أيام بغير رمضان وليس عليكِ فدية صيام لأن الأمر جاءكِ بقضاء الله ولستِ أنتِ لم تصومي دون اكتراث منكِ بل مفروض عليكِ فما عليكِ سوى قضاء الأيام التي أفطرتِها بأيام أُخر، وذلك على راحتك.

مذهب زوجي وأهلي حنفي وأنا بدون علم تعلَّمت المذهب الحنفي. هل من مشكلة أني أكون غير مذهب زوجي ويختلف دعاء بداية الصلاة؟ وشكراً

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
كل المذاهب من رسول الله ملتمسة غرفاً من البحر أو رشفاً من الديَمِ، ولا فرق بين أن يكون حنفي أو شافعي أو مالكي أو حنبلي، فكلهم طرق تصل بك إلى الحق فلا يهم أي مذهب تذهبين به لأنها كلها حق.

هناك من يظن والعياذ بالله بأن شرب الخمر يجوز لكن لا يجب أن نصلي به. أرجوكم أجيبوني؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى..}: مغطى عليكم إذ أسكركم أمر الدنيا.
السكر: الستر عن الله قال تعالى في سورة الحج (2): {..وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى..}: فالسكر هو الستر عن الله.
السكر: هو الحجاب، ومن هنا يأتي معنى الإقامة، ففيها سر الصلاة وبها تصحو النفس، فإذا دخلت الصلاة وعَت كلام الله.
{..حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ..}: لتفقهوا القرآن أقبل لتفهم ما تقرأ. هو ليس بمحتاج إليك، أمرك لتطهر نفسك، لتسير على كلامه.

وإقامة الصلاة: حتى تقيم الغطاء عن وجهك، حتى تعلم ما تقول. إذن السكر المقصود بالآية الكريمة هو الانشغال بالدنيا وأمورها ولا علاقة له بالسكر بالخمر، فالخمر محرَّم قطعاً بالآية الكريمة الصريحة: {..إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ..} سورة المائدة (90).
وكلمة: {..فَاجْتَنِبُوهُ..}: من أبلغ أنواع التحريم. أي اجتنبوه بكليته، شرباً وبيعاً وشراءً والتعامل به.

هل الزواج بالفاتحة حرام أو حلال؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
ما هذه البدعة؟! وكل بدعة مخالفة للقرآن ضلالة.
الزواج كما بالقرآن بالكتاب وقاضي الشرع أو وكيله وشاهدين وبالمهر وعلى نية الزواج الأبدي.

السلام عليكم أستاذنا الفاضل.
سؤالي هو حول مجالسة أهل الذكر والصادقين.
هل التأثُّر بأحوال أهل الصدق مرتبط بمدى صدق الطالب أم صدقهم هم يعني لو جلست بحضور نبي مثل سيدنا عيسى هل سيكون تأثيره عليَّ فوري بنفس الجلسة وهل سيتغير حالي أم مرتبط بمدى صدقي ورغبتي بالتغيير لنفسي؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
المسألة بنفسك أنت إن كنت طالباً صادقاً بالطلب صرت واستفدت كما استفاد السحرة من سيدنا موسى وآمنوا بالله واليوم الآخر وانتقلت نفوسهم إلى جنات ربها، فكذلك إن كنت صادقاً طالباً في اللحظة الأولى التي تجلس بها مع سيد الزمان عليه السلام ترى ما رأته السحرة المتَّقون والكذاب لا يُعطى ولو جلس مع سيدنا محمد ﷺ كما جلست قريش.

كيف أُرضي الله وأعيش في طاعته؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
طبِّقي القوانين الإلۤهية بشروح كلامه القرآن على لسان حبيب الله العلامة محمد أمين شيخو في كتبه القرآنية والسلام على من اتَّبعها وطبَّقها، فالذي طبَّقها حمل الأمانة وترك الخيانة ونجح بحمله للأمانة قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ..} سورة الأحزاب (72).

أريد ألا أقطع الصلاة نهائياً ماذا أعمل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
"بالرابطة القلبية برسول الله ﷺ"
للمحافظة على الصلاة فإنها ترتبط أشد الارتباط بالإيمان الكامل بالله وليس المقصود بالإيمان هو هذا الإيمان النقلي الذي نسمعه من الآباء والمحدِّثين إنما الإيمان الحقيقي هو الإيمان المبني على السعي الذاتي والاجتهاد المتواصل والتفكير الحثيث في آلاء الله الكونية وآيات صنعه التي نتاجها المحبة والرحمة والحنان والتي تسير بنظام صارم في الدقة وعلى غاية في الإبداع والعظمة، عندما ينظر المرء هذه النظرات ويتأمَّل بصدق بعين الفكر يجد ربه رحيماً به عطوفاً عليه عظيماً في خلقه وإبداعه ولا يريد له إلا السعادة المطلقة فيميل إليه بالمحبة والحنان، فهو وحده يُطعمنا ويسقينا وبعيون رعايته يكلؤنا ويسيِّرنا بلطفه، ويسيِّر الكون بأجرامه وشمسه وقمره ونجومه وليله ونهاره لأجلنا مسخِّراً ومذلِّلاً وهذا الطريق طريق التفكير في آيات الله الكونية سلكه كلُّ مؤمن حقاً بدءاً من السادة الرسل والأنبياء وصولاً لكل مؤمن، والنموذج الإنساني الكامل والمثل الأعلى في هذا الطريق هو سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما آمن هذا الإيمان قال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً..} سورة الأنعام (79).
أي مائلاً إليه بالمحبة ولا ألتفت لسواه أبداً. فأنت عندما تحب أياً كان تترقَّب اللحظة للقائه وتنظر بفارغ الصبر للحظة وصاله، فكيف من أحب العظيم جل وعلا هل يسهو عن الصلاة به وينقطع عنه لغيره؟

إذن: "وإن المحب لمن أحب مطيعُ" والحبُّ هو سر الوجود وأقوى قوة كونية، فإن أوصلتنا محبتنا إلى طاعة الله تعالى وبالطاعة والاستقامة تكسب نفوسنا ثقة وتقف بوجه أبيض غير خجلة من أيِّ عمل دنيء فتنجذب القلوب لله عز وجل وتشاهد النفس المحبة في الصلاة وتشعر بأحوال عالية فكيف بعد ذلك تنقطع عن صلتها وصلاتها بالأمور الأرضية الدون بعد بلوغها الجنة بمعية إمامها ﷺ!.

وهذه المشاهدات والأحوال والأذواق لم تكن ولا تكون إلا بمعية الوسيط رسول الله ﷺ السراج المنير للقلوب، فالصلاة تتم بالصحبة القلبية لرسول الله المستغرق بالله ومن كان برفقة الحبيب ﷺ يعيش بأحواله ويدخله ﷺ مداخل لم يكن يعرفها ومشاهدات لم تعهدها نفسه قبلها أبداً بعد ذلك لن يتحوَّل عن منبع الجمال والكمال والجلال بصلاته أبداً ولا ينقطع عنها، كمن يشاهد أموراً يحبها جداً في التلفاز فهو ناظرٌ إليها متمتِّع بها ولا يرضى بالتحوُّل عنها ولله المثل الأعلى، هذه بالتلفاز صور وبالصلاة حقائق يقينية للمصلِّين الكاملين برفقة سيد المرسلين لا يبغي عنها حولاً "الدنيا وما فيها"، ودوماً يعمل الخير فلا ينقطع عن صلاته أبداً إذ الصلاة قائمة على المشاهدات الإيمانية فإن استقام ولم يعصِ ولم يؤذِ أحداً تبقى نفسه بثقة من رضاء الله عنها فتبقى بصلاة دائمية قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} سورة المعارج (23).

1- إذا طهرت المرأة بعد المغرب مثلاً وحان وقت العشاء هل تصلي المغرب؟ هل تبدأ بالمغرب أو فقط تجب صلاة العشاء؟
2- عندنا في الجامعة هناك وقت مخصص للدكتور أو الدكتورة مثلاً من سبع إلى تسع ساعات ولنا نصف ساعة فرصة نرتاح ولكنهم يأخذون زيادة على وقتهم هل يجوز لهم ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
1- إن حان وقت العشاء تصلي العشاء.

2- ذلك عائد للتفاهم والتحابب والتسامح بينهم وبين رؤسائهم إن كانوا متسامحين ولا يمتعضون إذ تكون هنالك حرية إيجابية إن أعطوا أكثر انطلقوا للعمل بعدها براحة ورغبة ونشاط أكثر فإنتاج أفضل وإن لم يتسامح أولو الأمر من الرؤساء فالتقيد أفضل، وهذه أمور إن تمت وولدت المودة والتحابب والإنتاج الحبي المنتج فلا مانع.
إذ يعمل من أخذ زيادة باندفاع وإخلاص أكبر جزاء التسامح معه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت من أحد أتباع العلّامة أن إنزال طفل متوفى في قبر رجل ميت منذ زمن فإن الأخير يستأنس به فهل يجوز إنزال رجل بالغ ميت في قبر آخر؟
ألا يتأثر الأول من أحوال الثاني؟
جزاكم الله خير الجزاء.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لا يجوز أبداً إنزال رجل بالغ ميت في قبر آخر حتى تفنى عظام الآخر مع لحمه كليةً، لأن نفس هذا الأخير تُرافق جسده حتى يفنى فيتضايق الميت الآخر من رائحة أعماله ويحصل الأذى والآلام، حتى إن كان أحدهما مؤمناً تقياً نقياً طاهراً فهو يتضايق من روحانية الآخر وقد يتأذى من دخانه أو نيرانه الجهنمية، هذا وقد رأى أحد الأولياء الصالحين الولي الكبير الشيخ عيسى أبو شمس الدين الكردي مرشد الطريقة النقشبندية "ومعنى نقشبندية بالأصل وبالسابق أي: نقش محبة الله بالقلوب" في الرؤيا أنه نهض من قبره متألِّماً متضجِّراً يقول: من الذي أشعل النار هنا بجانبنا وأذانا بالدخان والحرارة. مشيراً إلى قبر ابنه عندما دفنوا جثمان ابنه الشقي بقربه بعد أعوام من وفاته مع أنهم لم يدفنوه عليه بل قريباً من قبره!
فما بالك لو أنزلوا ابنه الشقي في قبره!
فلا يجوز إدخال جسد ميت في قبر ميت آخر لم يفنَ جسده. حيث أن نفس الميت تراقب وتُناظر جسده ما لم يفنَ، الظلم حرام، لأنهما يتأثَّران من أحوال بعضهما النفسية حتى الفناء الجسدي.

أخذت قرض من البنك لكي أشتري باص لأننا بحاجة. هل هو حلال أم حرام؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
لمَ تسألنا بعد أخذك القرض؟
أنت أحكم بنفسك لنفسك.
{..وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..} والسلام على من اتَّبع الهدى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا كل خير على هذا الموقع الرائع الذي فيه النفع للبشر قاطبة.
سيدي الفاضل لدي استفسار وهو: أعمل في مجال التجارة (إطارات سيارات) وتصادفني مشكلة وهي: البيع نقداً والبيع ديناً ويكون بيعي على الشكل التالي:
في البيع النقدي أقبل بالربح البسيط وقد يصل إلى (2%) وفي البيع ديناً يكون الربح مشروط ب (10% أو15%) من سعر القطعة مع العلم أنه بالسوق يتم البيع دينا بسعر يتجاوز (30%) مع العلم أنه أغلب البيع يكون موسمي (على أقساط شهرية أو لمواسم الأراضي) فهل يا ترى بيعي حلال أم حرام؟ إذا كان بيعي ديناً ومشروطاً بربح 15%؟

أخي الكريم أحسنت البدء بتخفيض الربح عن سواك فأحسن الختام كالآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} سورة البقرة (278).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم طلاق المرأة الحائض، علماً بأن الطلقة هي الطلقة الثالثة للزوجة؟
هل يستطيع أن يسترجعها غصباً عنها، أم أنه لم يحدث طلاق مادامت هي حائض؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ما علاقة الحيض بالطلاق؟!
الطلاق له شروط أربعة ليقع والشروط واضحة بالقرآن الكريم وهي:
1- الوعظ: من تذكير بالموت وظلمة القبر والوحدة والآخرة والحساب والعقاب فإن لم يُجدِ الوعظ والتحذير يتَّبع الزوج الخطوة الثانية وهي:

2- الهجر في المضاجع، يعاملها في النهار أجمل المعاملة الإنسانية وفي الليل يعطيها ظهره ولا يقاربها ومدة الهجر أربع أشهر أقصى الحدود.

3- الضرب المعنوي غير المبرح لإشعارها أنه قد استغنى عنها وعازم على الطلاق.

4- أخيراً حكم من أهله وحكمٌ من أهلها، فإن لم يتم الوفاق يقع الطلاق.
هذه هي خطوات الطلاق بينتها الآية الكريمة في قوله تعالى: {..وَاللّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} سورة النساء.
وبعد هذه الخطوات تتم طلقة واحدة، وإلا فهي كلام بكلام وليست طلقة، أما إن قالها كلاماً بتصميم ويعنيها بالطلاق فهي يمين يلزمه كفارة "إطعام عشرة مساكين" لكل واحد ثلاث وجبات "فطور وغداء وعشاء" من أوسط ما تطعمون أهليكم.

يرجى الاطلاع على كتاب لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟. للعلّامة الإنساني محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤالين وأتمنى الإجابة عليهما:
1- هل يجوز للنساء زيارة القبور؟
وما مدى صحة الحديث: «ملعونون زائرات القبور»؟
2- ما هو سجود الشكر؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- لمَ تكون اللعنة عليهنَّ إن لمْ يكن فيهن فتنة؟!
«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها» فإن زارت المرأة ذويها المتوفين وهي بحجابها الكامل من ستر للوجه والكفين والمشية المثقلة كالعجائز فلمْ يعد فيها ما يفتن الرجال ويحوِّلهم عن تذكرهم الموت في زيارتهم للمقبرة، فليس عليها لعنة بشرط دخولها مع رجل من محارمها.
أما إن كانت سافرة فهي مرعبة، فالنفس في المقبرة تصبح في صفاء ونقاء عجيب، وتسري فتنتها لقلب من يشاهدها في المقبرة سهماً من سهام إبليس، مفعول النظرة أشد على القلب من الفاحشة.

2- سجود الشكر: هو مناجاة مع صاحب النعمة "الله" وتأكيد الشكر على نعمته فهو سجود عادي كسجود الصلاة ولكن يدعو الساجد ما يشاء "شكراً لله على ما أنعم".

هل يجوز للمنقبة أن تظهر وجهها للمخطوب؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
أولاً- يجدر بنا الإشارة إلى أن المنقبة بالإسلام ليست هي كما نراه في المفهوم العصري ذلك الفهم الخاطئ. ولمزيد من الإطلاع على بحث النقاب الرجاء مراجعة كتاب الحجاب للعلامة الإنساني محمد أمين شيخو.
ثانياً: لا مانع من المشاهدة الشرعية لكلا الخاطب والمخطوبة ولمرة واحدة في قصد الزواج ولهذا الهدف وبعد الاتفاق على الزواج، فتقدِّم المخطوبة فنجان قهوة بحضور مُحرم وترى الخاطب ويراها الخاطب مرة واحدة فقط، ويجوز أيضاً الزواج بعدم هذه الرؤية ويمكن أن يكتفي الخاطب بالأوصاف التي تُنقل إليه "كما كانوا يخطبون سابقاً" من قِبل أهله إذا كان هناك قبول ورضا من قبل الطرفين بذلك ولكن الضعف الإيماني بهذا الزمان يوجب المشاهدة بقصد طلب الزواج ولكثرة الفتن إذن هذه النظرة حلال ليس فيها أي شيء من الحرام كيلا يحدث فيما بعد خلاف وخصام فلا تعجبه بعد الزواج أولا يعجبها فينسبان نفورهما من بعضهما بأن الأهل لم يُشهداهما بعضهما وإن لو شاهدا بعضهما لما تزوَّجا وهذا من قِبل المكايدة الزوجية الكاذبة ويرى كلٌّ منهما أنه غُبِن أو يرى أحدهما ذلك فيقع الطلاق وهذا أبغض الحلال عند الله.

السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي: هو ما حكم اليمين الذي يحلفه الرجل على زوجته؟
هل هو ساري المفعول دائماً على نفس الشيء أم ينتهي في وقت ما؟
مثلاً إذا حلف الرجل يمين طلاق على زوجته بعدم رؤية شخص ما هل هذا اليمين عليها الالتزام به دائماً وما الحلول لذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لمَ لا تُطيع المرأة زوجها إذا كان في ذلك رضاء الله والخير.
وفي الحديث الشريف: «من صلَّت فرضها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها».
فإن كان اليمين فيه رضاء الله وطاعة فهو ساري المفعول وإلا فلا.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليس لحلف اليمين علاقة بالطلاق.
للطلاق خطوات وشروط وقوانين بيَّنها القرآن الكريم، ولليمين كفارة.
وكفارة اليمين: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
فلليمين بحث وللطلاق بحث، فالإنسان لم يتزوَّج امرأته بمجرد كلمة "تزوَّجتك أو حلف عليها يمين الزواج حتى صارت زوجته" بل اتَّبع خطوات منها الخطبة والموافقة والمهر والعقد وشهود وإلخ....
وكذلك للطلاق شروط وخطوات بينها القرآن وليس لمجرد كلمة "طالق" أو حلف يمين تصبح المرأة في الشارع وغدت طالقة فهذه الزوجة إنسانة مكرَّمة عند الله وليست سلعة تُباع.
للمزيد من التفاصيل لطفاً انظر كتاب لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟! للعلّامة الإنساني الجليل محمد أمين شيخو قدِّس سرّه.

أنا أريد تقوية إيماني بالله بالتزام الصلاة ماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
ليس الإيمان سلعة أو علاج يشتريه المرء من البائع أو الصيدلي، إنما هو نتيجة سعي ذاتي وبحث دقيق عن وجود الإلۤه من ثنايا صنعه وذلك بالتفكير بمخلوقات الإلۤه والاستدلال من دقة صنعها وكمال تكوينها ونظم سيرها في وظيفتها على يد مهيمنة عليها تمدها بالحياة والوجود والسير، إنها يد الإلۤه جل وعلا.
ولكن لهذا التفكير والسعي بالإيمان قوانين يجب إتباعها ليحصل المرء على النتاج المثمر باليقين الشهودي ولمس وجود الإلۤه العظيم من ثنايا صنعه وخلقه.

أولاً: التفكير الجدِّي بالموت وأنه لابد آتٍ لا محالة، فأين الملوك والسلاطين وأين الجيل السابق؟ وكم تبقَّى من العمر؟ هل سنخلِّد؟! هل خلَّد أحد قبلنا؟! أليس لنا نهاية؟!
فإذا فكَّر الإنسان مثل هذا التفكير وواصل عليه، تخاف نفسه عندها من سوء المصير وتشعر بقرب ساعة الرحيل، وتخشى الخسارة الأبدية والآخرة والحساب، ويتولَّد بهذا الخوف صدق وعزيمة وتتطلَّب النفس النجاة وتطلب الإيمان الحق، فتجتمع النفس مع الفكر ليرسم لها مخططاً للخلاص والنجاة، فإذا نظر إلى السماء وما فيها من آيات (شمس - قمر - نجوم - كواكب - غيوم)، وفكَّر بأيٍّ منها لوجد الله قائماً عليها يمدها بالحياة والوجود يسيِّرها ولشاهدت نفسه ذلك رؤية يقينية راسخة لا تزول.

ثانياً: ترسيخ الإيمان بالنفس لا يكون إلا بتطبيق القوانين في السعي للوصول للإيمان كما وصل سيدنا إبراهيم ﷺ من ثنايا هذا الكون العظيم، قال تعالى في سورة البقرة (130): {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ..} صدق الله العظيم. وذلك بأن يضع الإنسان لنفسه أوقاتاً يختلي فيها بينه وبين ربه ليفكر بالآيات الكونية، وأفضل الأوقات على الإطلاق قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، حيث أن لهذين الانقلابين من النهار إلى الليل والعكس تأثير كبير على النفس وما يرافقهما من أحداث.

إذن: الخلوة والابتعاد عن الناس بقصد الإيمان كيلا يشغله شاغل ويعكِّر صفوه معكِّر، والتفكير بالآيات الكونية كما فكر أبونا إبراهيم عليه السلام حتى وصل للإيمان اليقيني الذي ما بعده ريب أو شك.
بهذه الخلوات وهذه الساعات يصل الإنسان للإيمان وما فيه من غذاء للنفس وتقوية لمواجهة الشهوات المحرَّمة، ويجد أن الله مطَّلع عليه لا ينقطع إمداده عنه لحظة فهو معه في كل حركة وسكنة، في كل خاطرة وفكرة، وبهذا يخشع قلبه وإذا خشع قلب المرء خشعت جوارحه وصلَّى حقيقةً ويلمس وجود ربه معه ويستقيم على أوامره استقامة تامة.

ملاحظة:
قد ينتاب المرء ضعف في الصدق وتدخل عليه وساوس الشيطان من شك أو ريب وغيرها وهذه تأتي من الصحبة لرفاق السوء فعليه هجرهم هجراً جميلاً وصحبة أهل الصدق والصلاح «مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان محضرة للشياطين» لذا يتطلَّب منا تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة (119).

من الكتب ما تمَّ ترجمته للغة الإنكليزية كتأويل جزء عم للعلامة الكبير محمد أمين شيخو قدس سره، وفيه خير معونة للتواصل للإيمان الحق اليقيني الذي هو أساس الصلاة وعمادها، ويرجى منك أن تطالعي كتاب الصلاة للعلامة الجليل وبقية كتبه إن استطعتِ يتم لك تحقيق طلبك العظيم.

أحتاج إلى تكفير ذنوبي وفي كل مرة أرجع إلى ارتكاب الذنب وأندم بسرعة.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
1- ترك صحبة السوء وهجر المنكر وأهله "الطبع سراق فجانبوا أهل البدع"

2- مصاحبة أهل الكمال، قال تعالى في سورة التوبة (119): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}. واسلكوا مسالكهم فالصاحب ساحب (وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت).

3- زيارة المقابر صباحاً أو مساءً، أما بالنسبة للنساء التفكير بالموت صباحاً ومساءً والإكثار من ذكر هاذم اللذات ومفرِّق الجماعات الذي هو "الموت" وعمل الخير قدر المستطاع.

4- والحقيقة لابدَّ من الإيمان والطريق مبيَّن في كتب العلامة ككتاب "درر الأحكام في شرح أركان الإسلام" وغيره.
فإن آمن غلب شهوته ووضع لها اللجام وقادها إلى كل خير ونهاها عن كل شر، فالإيمان أمان وهو كمال الإنسانية، وإن لم يؤمن المرء فستغلبه نفسه ولا يستطيع مقاومة شهوته المهلكة ويُخشى عليه من الهلاك.
وبالإيمان يصاحب خالق الجمال والجلال والجنان فيغنيه من عطاءاته وأنواره فلا يعود يحتاج إلى الأخذ من الدنيء المنقضي من الشهوات.

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي عبد القادر حفظه الله تعالى لدي سؤال إنني نذرت الصيام شهر كامل هل أستطيع أن أدفع كفارة بدلاً من الصيام أم يتوجب علي أن أصوم؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
إن كنت لا تستطيع الصيام لأسباب مرضية أو يعوقك عائق يمنعك من الصيام يمكن دفع كفارة بدلاً من الصيام إطعام مسكين عن كل يوم، يتضمَّن الإطعام ثلاث وجبات فطور وغداء وعشاء، ثلاثون مسكين لثلاثين يوم ثم دفع كفارة عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم لأنك نويت واستنكفت.

الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
كنت في وقت مضى كثيرة الأخطاء واليوم أريد الرجوع إلى الله عز وجل؛ أريد إخراج مالاً ربوي أنفقته فيما مضى دون أن أعلم أنه محرَّم؛ لمن أستطيع أن أخرجه دون أن أنوي صدقة؟
أريد تبرئة نفسي منه.

يمكنك إخراج المال الربوي بإنفاقه على فقراء أو مساكين أو عجزة ليس لديهم محرَّمات في بيوتهم، ونحن في الشام لدينا الكثير من المستحقين الفقراء وليس عندهم محرَّمات في دورهم، وأما في الجزائر فلا نعلم لأننا لسنا من سكَّانها.
بهذا الإنفاق تكونين قد حوَّلتِ وجهتك إلى طريق الجنة ونلتِ رضى الله ورسوله ولتهنئي بالحظوة.

أنا أم لطفلة رضيعة لم أصم رمضان بسبب الرضاعة لكنني في العام الذي سبقه لم أقضِ ما فطرته في رمضان بسبب الدورة الشهرية لأني كنت متعبة في حملي فما الحكم الذي ينطبق علي؟

الأخت المؤمنة: حتى الآن لا ينطبق عليك أي حكم.
ولكن وحتى تتمكني من القضاء للصيام وهذا نذر (فإذا أحببت أن تُطاع فاسأل المستطاع)، وقد كنت معذورة في شهري رمضان السابقين ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فمتى تمكنت من الصيام قضاء صومي وإن وجدت أنك لن تتمكني من الصيام قضاء فعليك بالكفارة إطعام مسكين (فطور غداء عشاء) عن كل يوم قضاء صيام وعليك بالمجموع إطعام مساكين على عدد الأيام التي أفطرتيها في الشهرين وإن كنت غنية عليك كسوة مساكين (كسوة كاملة على عدد الأيام التي أفطرتيها في الشهرين).
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سيدي الباحث الأستاذ القدير: لدي بعض الأسئلة عن الصدقة:
1- صدقة المرض هل لها أجر وثواب في الآخرة؟
2- إذا لم يكن لها أجر وأجرها هي الشفاء فكيف إذا لم يشفَ المريض من مرضه هل تذهب الصدقة هباءً منثوراً لقوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} سورة الزلزلة: الآية (7).
3- هل تفيد صدقة المرض لغير المسلمين؟
4- وهل يشترط عليهم أن يسلموا ويتوبوا عن المعاصي ليحصل لهم الشفاء من المرض؟ وإذا لم تنفع الصدقة لشفائهم فهل تذهب هباء أم أن الله يحفظها لهم في الآخرة؟
5- هل من مانع إذا لم تنفع ولم تفيد شربة زيت الخروع والحقنة الشرجية مع صدقة المرض "وخاصة للأطفال" كما بينتم في كتاب المقوقس أن يستعمل مع الصدقة أدوية من الصيدليات؟
تقبلوا احترامي لكم مني أجمل تحية.

1- ليس لصدقة المرض أجر وثواب في الآخرة، إنما أجرها بشفائها وينال الإنسان ذلك في الدنيا.

2- كلا لا تذهب الصدقة هباءً منثوراً إن لم ينل الشفاء بالصدقة، تسجّل لهم ويحفظها الله لهم في الدنيا والآخرة.

3-4- شرط للشفاء التام من كل الأمراض إطلاقاً ولا يتم ذلك إلا بالتوبة الكاملة عن المعاصي.

5- لا مانع.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي إخوة خمسة ذكور وثلاث إناث توفي أخوان شقيقان في حياة والدتي ولهما ذرية ثم توفيت والدتي رحمها الله وتركت لنا عقاراً، ثم توفي شقيق وأخت لي بعد وفاة الوالدة رحمهم الله جميعاً، رجاءً إفادتنا كيف توزع التركة والنصيب الشرعي؟ جزاكم الله خيراً.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
- تُعطَى ذرية الشقيقين اللذين توفيا بحياة الوالدة إرثهما كاملاً وكأنهما موجودان لم يتوفيا.

- والشقيق والأخت اللذان توفيا بعد وفاة الوالدة إن لم يكن لهما ذرية فليس لهما إرث لأنهما توفيا، أما إن كان لهما ذرية فالذرية تأخذ إرث الشقيق والأخت اللذين توفيا بعد وفاة الوالدة رحمهم الله وأثابكم الجنة وتقسم التركة للذكر مثل حظ الأنثيين.

هل يمكن اعتبار الضرائب التي يدفعها الناس إلى خزينة الدولة (ضريبة عن محل تجاري أو عيادة طبيب...) كنسبة من زكاة المال؟

كلا. إن الزكاة للفقراء والمساكين واليتامى والجائعين.
"لقمة في فم جائع خير من عمارة جامع"
إذ الجامع والدولة لخدمة الإنسان فلا ينبغي أن يجوع وأنت تعلم، وللضريبة وللزكاة كلٌ مجالها.
الزكاة: لتزكو النفس وتطهر من شوائبها بإقبالها على الله بحيث تنبدل الصفات السيئة والنقائص إلى كمالات.
والزكاة طوعية أما الضريبة جبرية ولا إكراه في الدين.

ما هو حكم دفع كفارة يمين الطلاق إذا لم يتوفر مبلغ المال؟
وما هو حكم معاشرة الزوجة في تلك الفترة؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخي الكريم: إن لم يتوفر المبلغ فانذر أن تدفعه نذراً حين يفتح الله لك باباً للرزق.
{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ..} سورة البقرة (270).
هكذا قال تعالى ولا بأس عليك الآن ألّا تدفع شيئاً حتى يرزقك الله، ولكن إن تيسَّر المال ولم توفِّ نذرك فيخشى من البلاء العظيم، فقط عقِّد يمينك ونذرك بالدفع أول ما يوسع الله عليك بالرزق وابقَ ما أنت عليه الآن من معاشرةٍ لزوجتك وأنت على نية الوفاء أول ما يمدَّك الله بالرخاء، لأنها هذه أيمان لا طلاق.

ما هي الآية التي تتحدث على الوضوء الأكبر؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
إن كان ما يُقصد بالوضوء الأكبر "الاغتسال" فالآيات التي تخص الرجال في سورة المائدة الآية (5): {..وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ..} وفي سورة النساء (43):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ..}.
وليس المراد من الغسل إلا استعادة النشاط للجسم ومنه ينعكس النشاط على النفس فيعي المرء ما يقوله في الصلاة، وذلك بسكب كمية قليلة من المياه "كأس ماء" وتعميمها على سائر الجسم.

أما الآيات الواردة بخصوص الغسل للنساء وذلك بعد فترة الحيض ففي سورة البقرة (222): {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ..}.

هل يجوز أن يأخذ الإنسان فائدة على أمواله من البنك ويصرفها فقط في مجال دفع الضرائب، بحيث لا يأكل منها ولا يشرب ولا يلبس ولا يتعالج بها... فقط لضرائب المحل والمنزل؟
والشق الثاني لسؤالي هو: هل يجوز أن آخذ فائدة على أموالي من البنك وأنفقها في سبيل الله بشكل كامل، بحيث لا يزيد مالي أبداً وكل ما ينتج من فوائد تُنفق كاملة على المستحقين؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخي الكريم لا يقتصر الربا على ضرر الفرد فحسب، إنما تعم وتشمل أضرار الربا الفرد والمجتمع ككل فهو مبعث للتفاوت الطبقي في المجتمع فيحصل من جراء الربا فقر مدقع وغنى فاحش وأناس يعيشون في القصور والآخرون بما يشبه القبور، وهذا يدفع إلى التفرقة وتربُّص الفقراء لينقضُّوا على الأغنياء كلما سنحت لهم الفرصة ليقضوا عليهم وكذلك هو مبعث للفساد الاجتماعي والبعد عن سبل الإيمان والصلاح وتحريض للجمع وكنز الأموال والتكالب على الدنيا الدنية الزائلة والتسابق نحو الجمع والمنع والشح والبخل. لذلك قال تعالى عن الذين يأكلون أموال الربا ويتعاملون بها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..} سورة البقرة.

«وإن درهم ربا اشد إثماً من ست وثلاثين زنية تحت جدار الكعبة» كما أخبر ﷺ الصادق الوعد الأمين.
فإذا أمنت على نفسك ألّا تصرف الأموال التي تأخذها كفوائد إلا بوجوه الخير. فهل تضمن الذين يتعاملون بالربا بأموالك التي أودعتها لديهم بالبنك، أي هل تضمن الطرف الثاني الذين يأخذون أموالك يا تُرى أين تُصرف هذه الأموال؟!

وما هي وجوهها؟! هل تضمن أصحاب البنوك أن يتعاملون بأموالك بالصلاح والفلاح؟! وأنت شريكهم ومعاونهم بكل ما يقومون به من مشاريع فيها أذى ومعاصٍ "لا سمح الله" فهل تجعل رقبتك جسر لهم للنار بمساعدتهم؟
«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».
ثم إنك تقول: أنك لا تأكل من هذه الأموال ولا تلبس ولا... أي أنها حرام، فهل تُطعم الفقراء والمحتاجين من أموال الحرام؟!
هل تُطعمهم ناراً؟! حاشاك من ذلك.

كيف يوزع الفدو؟ هل كلها للفقراء أم بنسب معينة؟ أجيبوني بالله عليكم

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
نعم كلها للفقراء، فإذا اشتهى الأولاد طعام اللحم فاشترِ لهم كيلو أو اثنين من غير لحمة الفدو مثلاً وأطعميهم.

لقد حلفت على القرآن ألا أفعل شيء ما. مع العلم أن هذا الشيء معصية لله تعالى. فبعدما حلفت فعلت هذا الشيء عدة مرات ماذا أفعل؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخي ماذا قررت بالنهاية؟ هل على الإصرار على المعصية ولباس ثوب الكفر أم على التوبة والإنابة إلى رضوان الرحيم. عندها وبجهاد هواك تنال ما لم ينله السابقون وتغدو من صحابة رسول الله ﷺ المقربين وتنال سعادة الدنيا وجنات الآخرة.

والحقيقة: لن تستطيع أن تغلب هواك وهو بالأزل قطعك عن الله وأرداك إلا أن تسلك بصدق طريق الإيمان فإن طبقته وآمنت وصلت إلى ربك فهو يتولاك ويتفضل عليك بالصلاة ما يغنيك عن هذه الشهوة التي فيها المعصية، وبتركها تكسب ثقة وحقائق وأنوار، فلا تهتم بالصور مهما زُيِّنت لك ومهما أغراك الشيطان اللعين وأغراك، لأن الإنسان إذا آمن غلب شهواته وإن لم يؤمن فإنه يعود إليها والعياذ بالله، وهذا الإيمان ليس موجوداً إلا في كتب العلامة ككتاب (درر الأحكام في شرح أركان الإسلام) وهذا طريق النجاة والفلاح.

هل القسط حرام أم حلال وكم النسبة التي تدفع بما يرضي الله تعالى؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
كل قسط جرَّ فائدة " ربا " مهما كان فهو حرام، أما القسط بدون ربا فهو صدقة ومساعدة للفقير ورضاء لله.

ما هو حكم من كان يضحي كل عام والآن لا يضحّي حيث أنه يمتلك المال ولكن غير متوفر في يوم الأضحية حيث قادر على الدين وسداده؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
أخطر وأخشى ما يخشى على الإنسان هو الهزيمة بعد النصر والتراجع بعد الاجتهاد، فتتعوَّد النفس على التراجع وتهبط بعد سمو فتنزل من بعد صعود وعطاء ويبدأ الخط التنازلي من النجاح نحو الهوي والرسوب، ويتجه نحو النفاق من الإسلام بل ويُخشى عليه من الكفر، فبعد أن كان يصدق ويتصدق بالمال يستعمل المال الذي كان يجرُّه للجنة بأن يبدأ بصرفه على مذبح الدنيا، إن لم يكن بالصدقة فعلى الحرام قال ﷺ:

«كاد الفقر أن يكون كفراً»: والفقر هنا هو الفقر من الأعمال الصالحة فإن لم ينفق المال بالصدقات والأضحيات للفقراء والمساكين يغدو وسيلة للهلاك.

المنافقون بالأصل كانوا مؤمنين ثم تراجعوا فهووا للنفاق وما بعد النفاق إلا الكفر فالنار "أعاذنا الله منها"، والعود للصدق والصدقة خير، كما قال تعالى عن المنافقين في سورة المنافقين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا..} سورة المنافقون (3). فالرجوع إلى الإنفاق خير من التمادي في الهلاك لا سمح الله.

كيف يمكن لك أن تعوِّض ما فاتك من صلاة لمدة يومين أو أكتر وأنت لا تعلم كم صلاة قد أضعت؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
ليس عن الصلاة الفائتة قضاء، إذ قبل الإسلام ولمَّا تُفرَض الصلاة بعد كان الناس بلا صلاة، فهل يقضون ما فاتهم من صلوات بعد إسلامهم، فيقضون عمرهم في قضاء صلواتهم؟! وكيف سيعملون الأعمال والفتوحات لهداية العباد وإنقاذهم من الضلال؟!
إذن الإسلام يجبُّ ما قبله، والصلاة هي غذاء النفس وقوتها كما للجسم قوت وغذاء، فهل إذا فاتتك وجبة الإفطار مثلاً تعوِّض ما فاتك في وجبة الغداء فتأكل على الغداء وجبتين بدل وجبة؟ أو ثلاثاً إذا فاتك الغداء أيضاً؟ كلا هذا ليس ممكناً.

وما ذُكر في القرآن أن للصيام قضاء عدة من أيام أُخر، وليس للصلاة قضاء، ولو كان لها قضاء لقضى رسول الله ﷺ عمره الشريف بعد الأربعين بالصلاة لقضاء صلوات سنين ما قبل الأربعين ولما تفرَّغ للدعوة والهداية للعالمين.
وكذا خالد بن الوليد لو وجب قضاء صلاة ما فاته لما فتَح العالم للنور والهداية.

هل الزواج من مطلقة أعرف سبب طلاقها يندرج تحت مصطلح الزواج الإنساني؟
وهل هو من أحد الحكم التي من أجلها تزوج رسول الله وأنتم تعلمون قسوة الناس على المطلقة؟
أرجو الرد من الجميع ساعدوني فأنا بحاجة لنصحكم وجزاكم الله خيراً وأتمنى رد الشيخ كاتب المقال.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم إن كان هدفك هو هذا الهدف الإنساني فهنيئاً لك وأبشر برضى الله عنك وسيكرمك بالجنة إن أتممت معاملتها المعاملة الحسنة لتهتدي لسعادتها وجنتها، لا زلت للخير أهلاً وللخير موئلاً.

كيف كان تحرير الرقبة في عهد النبي؟ وكيف في زمننا هذا؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
1- دفع الدَّية المتعارف على مبلغها إذ ذاك: هكذا كان تحرير الرقبة بعهد النبي.

2- في السبعينات دفعت سوريا مبلغ مليون ليرة سورية عن الأسير الفلسطيني الواحد الذي كان أسيراً عند إسرائيل منذ حرب " 1967".

3- بعهد الإسلام يقوم المسلم بدفع هذه الدية لبيت مال المسلمين في خزانة تحرير رقاب الأسرى المسلمين.

أسال أفادكم الله عن كيفية اغتسال المرأة الجنب إن كانت نامت ولم تغتسل ليلاً، بل طهَّرت فقط موضع الجنابة، ثم أصبحت وكانت قد عقدت نية الصوم نفلاً.
والسؤال عن كيفية اغتسالها وهي صائمة حيث سبق وأن سمعنا أنها لا يجوز لها أن تغتسل أثناء الصوم وخاصة أنها ستضطر إلى لمس عورتها وهذا يبطل الصوم. فأجيبوني أفادكم الله.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم... آمين
الماء للنشاط ولا علاقة للمس عورتها، فهي لا تشتهي نفسها، ولا يبطل صومها، ومتى تمكنت من الغسل تصبُّ قليلاً من الماء وتُعمِّمه على كل جسمها فإن تأخَّرت جبراً بالغسل فلْتتيمَّم فقط، قال تعالى: {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج (78).
{..يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة (185).

ولا علاقة للاغتسال بالصيام لأنها لن تشرب بالاغتسال.

بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن الله كاملٌ وهو من كمال إلى كمال لا تنتهي كمالاته، وسؤالي:
ما هي الحكمة من خلق المخلوقات وهي لا تزيد من كماله شيء ولا تنقص؟
وإذا كان الغرض من ذلك هو أن نتعرَّف إلى كمالاته، فما الحكمة من معرفتنا بكمالات الله، فمعرفتنا أو عدم معرفتنا لن تزيد من كمال الله؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم... آمين
نعم معرفتنا أو عدمها لن تزيده من كمال لأنه تعالى صمد، أي يمدُّ ولا يستمد من أحد، ويُكسِّب ويُنعِم ولا يكسَب من أحد، لكن طبيعة الكريم الكرم ومحبة الخير للغير، فصفاته جميلة وقد دعانا لوليمته فضلاً منه وكرماً: كمالات الله جنات النعيم بهناء مقيم وسعادة كبرى {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ..} سورة يونس (25).
فمن شاء فليقبل ومن شاء فليرفض ويكفر "ولا إكراه في الدين"

بعد السلام..
أقوم الفجر مبكراً لأداء بعض النوافل فأحتاج النوم عصراً. فإذا ذهبت للنوم عصراً وتأخرت وأذن المؤذن لصلاة المغرب فما عساي أن أفعل؟
هل أصلي المغرب جماعة، ثم أقضي العصر، أو أقضي العصر في وقت آخر (مثلاً في اليوم الثاني عصراً أو ظهراً)؟

تصلي صلاة جمع كصلاة المسافر.
{..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج (78).
{..يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة (185)

رزقني الله ثماني أولاد "ست إناث وذكرين"، أكبرهم بنت عمرها 14 سنة. ولم أعمل لأي واحد منهم عقيقة وذلك بسبب جهلي. فهل أذبح الآن لهم عقيقة وكيف؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
ليست العقيقة واجبة ولا فرضاً، ولكن مستحبة وتدفع الأذى وشر الحسد عن المولود لأنها صدقة مستحبة لمن معه وفرٌ من المال فقط، حيث قال ﷺ:
«باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتعداها».
«وصنائع المعروف تقي مصارع السوء».
شرط أن يؤدى لحم الذبيحة بعد البحث والتقصي للمستحقين ويصل ليد المحتاجين حقاً والفقراء والمساكين والمعوزين.

وهي غير مفروضة على ذوي الكفاف من الناس بالرزق، ولا يجوز أن يستدين الرجل من أجل ذبح العقيقة.
فقط إن كان ميسوراً يذبح العقيقة بشرط توزيعها للمحتاجين المساكين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الأفاضل مجلس العلّامة الإنساني محمد أمين شيخو جزاكم الله خيراً عما تقدّموه خدمة للعلم وللإسلام والمسلمين.
صلاة الاستخارة: قرأت أنها لأمر واحد محدد تصلى مرة واحدة، وسمعت أنها تصلى سبع مرات. فما هو الصحيح؟ وهل لها سور أو آيات محددة تقرأ في كل ركعة؟ وكيف يعرف المستخير أن يفعل أو لا يفعل؟ بارك الله فيكم... وشكراً

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هي صلاة استخارة واحدة وليست صلوات استخارة عدة فلا يقتضي تكرارها، مرة واحدة تكفي وليست لها سور محددة أو آيات بل ما تيسَّر من القرآن الكريم.
وبعد الصلاة يجلس المرء وقد توجَّه بقلبه نحو بارئه، فيشعر إما بانشراح صدره ليتمَّ ما نوى عليه أو بانقباض صدره ليكفَّ عن هذا العمل ولا يمشِ فيه.

ملاحظـــة:
إن من يكرر صلاة الاستخارة يقصد بذلك أن توافق هواه كما فعل بنو إسرائيل لمَّا سألوا سيدنا موسى ﷺ عن البقرة ما لونها وشكلها وأوصافها و...و... بالرغم من أنهم لو ذبحوا أيَّةَ بقرة في بادئ الأمر لقُضي أمرهم ولنطق الميت اسم قاتله.
فالبقرة الميتة لا تحيي وإنما المحيي هو الله تعالى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي توفاه الله ولم ينجب وزوجته ليست مسلمه فهل يجوز أن أتصدق عنه وكيف؟
مثلاً هل يجوز أن أتكفَّل يتيماً بنية النيابة عنه؟
أفيدونا أكثر أثابكم الله.

الأخ الفاضل حفظه المولى آمين
بلا شك يعود النفع عليك وعلى أخيك المرحوم معاً، وهذه هي الصدقة الجارية التي حدثنا عنها الحبيب ﷺ من أنه «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ينتفع بها...» مدار بحثنا، وهذا العمل الخيري الصالح يدوم خيره عليك وعليه، كمسافر عاد إلى بلده وظلت تأتيه أرباح أعماله في البلاد الأخرى مما يعود عليه بالثراء والغنى، فبقيامك بهذا المشروع الخيري "كفالة اليتيم" على نية نفع أخيك المتوفى، وفائدة هذا اليتيم من نتاج كفالتك الخيِّرة، يظل الأجر والثواب يتوارد عليك وعلى أخيك بسبب استفادة هذا اليتيم بكفالتك، ويبقى هذا العمل الخيري صدقة جارية تعود نتائجها على أخيك المتوفى بالأنوار والسعادة والسرور في الآخرة.
هذا، ولا يضيع الله مثقال ذرة {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} سورة الزلزلة (7).
وكفالة اليتيم من أعظم الأعمال بشرط أن يتربَّى الطفل تربية إسلامية وتبعده عن مجتمع السوء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضراتكم على علم بظروف الحياة الصعبة ولذلك قررت أن أفعل شيئاً أساعد الذين يريدون الزواج، فقررت أنه إذا أراد أحدٌ أن يشتري شيئاً أشتريه أنا له، وأضع نسبة ربح وأُقسِّطه له.
فهل هذا حرام أم حلال؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
من البديهي أن الذي يأخذ بالتقسيط فقير، فإذا أردت مساعدته على فقره شريطة أن يكون بيعك له بالتقسيط كالبيع النقدي وبألّا تأخذ زيادة أبداً «..فكل قرض جرَّ منفعة فهو ربا» حديث شريف.
شراؤك له المتاع دون زيادة في الربح عن البيع النقدي، أي الثمن ذاته بالتقسيط والنقدي، هو عمل إنساني يؤجر صاحبه لأنه انتظر ذلك المعسور إلى ميسرة وأجَّل له المبلغ إلى مدة لاحقة.
أما شراؤك بالتقسيط لقاء فائدة مهما قلَّت فهو حرام قطعاً لأنه ربا.
قال تعالى: {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ..} سورة الروم (39).

اشترى زوجي بيت ولم يبق ما يكفينا لشراء خروف لذبحه، هل نستطيع ذبح أي شيء لوجه الله؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
نعم يجوز ذبح ديك حبش مثلاً أو فروج كبير قال تعالى: {..لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} سورة الأنعام (152).
فعلى قدر الحال والإمكان تستطيعون أن تنفقوا، والله يريد اليسر ولا يريد العسر.
تستطيعون ذبح أي شيء لوجه الله وما تقدرون عليه دون إحراج.
{..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج (78). شرط أن تصل النفقة لذوي الحاجة والمستحقين فيجب، التحري والتقصي عن الفقراء المستحقين، ونرجو من الله أن يتقبل منا ومنكم ويجعلها في ميزان حسناتكم ونوراً وضياءً في البرزخ والآخرة.
فالله ليس بحاجة لنا ولا لأموالنا وذبائحنا وهو الغني عن العالمين، ولكن بإنفاقنا تعود الفائدة لنا إذ تكسب النفس ثقة بالتضحية والعمل الصالح فتقبل على الله دون خجل وبوجه أبيض لنيل منه تعالى نوراً.
{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ..} سورة الحج (37).

سيدي الفاضل لدي سؤال وأنا محتار فيه:
1- عندي محل تجارة ألمنيوم هل أدفع الزكاة على البضاعة الموجودة في كل سنة أم على الأرباح الناتجة خلال العام؟
2- يوجد لي ديون 1380000 وعلي دين 840000 فما حال دفع الزكاة في هذه الحالة؟ جزاكم الله كل خير.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
1- الزكاة تُدفع على البضاعة الموجودة وعلى السيولة المالية التي تتعامل بها.
فعند دفعك للزكاة في كل سنة تقوم بعملية جرد للبضاعة الموجودة في محل تجارتك وتدفع عليها الزكاة على حسب السعر الحالي عند الجرد.
وكذلك رأس المال الذي تتعامل به تدفع عليه الزكاة في كل سنة.
2- كما تدفع الزكاة على الفارق بين الدينين عندما يكون الفارق لديك أي على 1380000 - 840000 = 540000.
أما إذا كانت أموال الديون ليست بين يديك فليس عليك أي زكاة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

لي قريبة متزوجة من رجل ماله حرام وهي ماكثة في البيت، وحين تزورنا لا تأتي فارغة اليدين. فما حكم أكل ما تجلبه؟
هل علينا أن نرميه أم نستهلكه رغم أننا نعلم أنه من الحرام؟
أتمنى أن تجيبوا على سؤالي وجزاكم الله خيراً.

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
لا بأس إن أنفقتموه للفقراء المحتاجين المستحقين، وطالما أنكم غير محتاجين وتعلمون أن الأموال يدخلها الحرام فلا يجوز الأكل منها واستهلاكها، وبإنفاقها لذوي الحاجة المستحقين أجرٌ وثواب عظيمان عند الله، ويحجب عنه حطباً نيرانياً كثيراً بإنفاقه لمستحقين ومساكين وفي هذا خدمة عظيمة له في الآخرة، وتخفيف كبير من عذاب المال الحرام غداً.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابة على السؤال التالي:
ما هي مبطلات الصوم وهل المضمضة والاستنشاق يبطل الصوم؟
وهل يجوز تعليق العلق أثناء فترة الصوم ولماذا؟
وشكراً لكم وجزاكم الله كل خير.

الأخ الفاضل حفظها المولى الكريم ... آمين
مبطلات الصوم: الأكل والشرب عن عمد وإصرار. أو المقاربة من الحلال أثناء الصوم.
المضمضة لا تبطل الصوم ولا بدَّ منها للوضوء والصلاة أثناء الصوم.
والاستنشاق كذلك لا يبطل الصوم. لأنه عن غير عمد لإدخال الماء لجوفه.
هذا ويجوز تعليق العلق أثناء الصوم، لكن العلق هو الذي يفْطرُ وهو ليس عليه تكليف ولا صوم، وليس على من يتداوى بالعلق إفطار لأنه لا يشرب الدم ولا يشتهي إخراج الدم فلا تأثير لتعليق العلق من إفطار للصائم أبداً.

سؤال يجول فكري منذ سنوات ولم أجد له جواباً حتى الآن وهو:
إذا كان الله تعالى عليماً وطبعاً علمه مطلق (لما كان وما سيكون) فإنه يعلم كل شيء وإذا كان الإنسان مخيراً (فيما خيَّره الله) فإن الله تعالى يعلم ما سيكون خياره وعندها لا يكون الإنسان مخير بل مجبراً بعلم الله.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
صدقت يا أخي بما نطقت وحجتك لا ردَّ عليها فالله {..كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، فكلما غيَّر الإنسان أو بدَّل فهو تعالى يعلمه حتى نهاية نهاياته.
فإن بدَّل الإنسان ثانيةً فالله يعلمُه لنهاية نهاياته. فالإنسان مخيَّرٌ أقصى حدود الاختيار، غير مجبر و{..لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..} سورة البقرة (256). و {..إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..} سورة الرعد (11).
فالاختيار السابق كان بعلم الله لأقصاه وليس هناك سواه، ثمَّ لمَّا تم اختيارُ غيره وتمَّ التبديلُ فهو بعلم الله لأقصاه ويعلمه تعالى لمنتهاه.
وبما أن الإنسان مخيَّر فهو مسؤول عن اختياره وبه يُحاسَب، فإن كان اختيار المرء يسوقه حتماً للنار أماته تعالى قبل سن التكليف أي قبل البلوغ، قبل أن يعمل باختياره فيتحتَّم عليه الهلاك. يُميتُه قبل أن يعمل ما يوصله حتماً للنار، فلا عمل ذو مسؤولية عليه، فيصبح من الولدان المخلدين بالنعيم بالآخرة لا بالنيران أبداً، جزاء قبوله الأول واختياره الأول بحمل الأمانة ثم فشله لتغيير اختياره السابق من قِبَلهِ لا من قِبَلِ الله، إذ للسعادة والجنات خلقنا الله لا للنار، فأسماؤه كلها حسنى ولا إلحاد في أسمائه تعالى الحسنى.

حتى في حمل الإنسان للأمانة لم يكن جبراً بل عرضاً لكافة المخلوقات ليختاروا ما شاءوا ولهم الخيرة، فلمّا غيَّروا هم لِمَا يوصلهم للهلاك والنار جعلهم يموتون قبل سن التكليف حينما حلَّ في علمه جانب هلاكهم.
وحينما حلَّ في علمه تعالى أنهم لا يخونون، جعل طريقهم يُسراً وسروراً وعلْمُه بجناتهم الأبدية لا نهاية له، ولا يغيِّر الله ما بقوم حتى يغيِّروا. فإن غيَّروا فمصيرهم ضمن علمه فهو عليمٌ بكافة وجهاتهم محيط بها، لذا بيَّن لهم منذ عهد الأمانة أن المسألة عندهم وهو أعلمهم بمصيرهم المرعب، إن غيَّروا فهم يكونوا قد حتموا مصيرهم للنار وليس هو تعالى وحاشاه فهو خلقهم ليكون لهم بدل جنتهم العالية الواحدة جنات متعالية، وليس سوى ذلك، لا نار ولا يحزنون، فلا يغيِّروا، فإن غيَّروا وأرادوا العودة لعهد الأمانة للجنات قَبِلَهم.

فالنار مخلوق، فهي تحزن عليهم لاختيارهم الأحمق الأرعن.
هم تركوا الجنات وتركوا ربهم، والله يَعلَمُهم ولا يُجبرهم، إلا هم كما يشاؤون ولا إكراه في الدين، وبالنسبة لله فإن أمره (كن فيكون) ولا يوجد لعلَّ، ليس أمامه مستحيل.
"ولعلّ" للبشر لا لله. (لَعلَّهمْ يَرجِعُونَ)، (لَعلَّهمْ يُؤْمِنُونَ) أو يتقون. اختاروا ولا يجبرهم.

هل يقرأ الإمام البسملة قبل الفاتحة؟
وإذا كان يقرؤها فما الدليل على ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} سورة الحجر (87).
والسبع المثاني هي سورة الفاتحة، فهي سبع آيات والبسملة هي الآية الأولى فيها، فإذا لم يقرأ الإمام البسملة يكون بذلك تجاوز الآية الأولى، وهذا لا يجوز بل يجب قراءة الفاتحة كاملة من أولها لأخرها، وافتح أيَّ مصحف تجد الآية الأولى في سورة الفاتحة: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
فإذا لم يقرأ البسملة فقد قرأ ست آيات ولم يقرأ الفاتحة كاملة سبع آيات.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تكرمني بالإجابة على هذا السؤال: ما هو حكم أكل لحم الحصان؟
ولكم جزيل الشكر

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
يا أخي إن لحم الحصان كله عضل ونسبة الألياف فيه عالية، ولحمه كالمطاط لا يصلح للطهي والطبخ وصعب المضغ والهضم.
وفي الحقيقة قيمة الحصان وهو حي لا سيما في القتال وفي السباق، حتى أن لفظ كلمة (حصان) مشتقة لغوياً من حمى وصان، فهو يحمي صاحبه، ويحميه إذا جرى ولا يبوء به ولا يدوسه إذا وقع من على ظهره.
والخيل هي حقاً للركوب، كما قال تعالى: {..وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا..}: ولم يقل تعالى لتأكلوها.

وقديماً كان الناس يضعون الخيول إذ كبرت بالسن وعجزت، يضعونها في المروج الخضراء تعيش هناك وتسرح من دون أي عمل ويقدمون لها العلف كصدقة حتى يرفع عنهم الله الضرر ويكشف السوء، فلو كانت تؤكل لذبحوها وأكلوها.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

ما صحة العمل الذي يقوم به الناس لدى زيارتهم للقبور وذلك بسكب الماء في مكان مخصص في القبر، وهل صحيح ما يقولون بأن الميت يرتوي جراء سكب هذا الماء؟
وهل هذه سنة نبوية، أم لا؟

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هل يمكن للأعمى الذي فقد عينيه أن يرى؟
هل يمكن لمن فقد فمه أن يشرب؟
هل يمكن لمن فقد أذنيه وغدا أصم أن يسمع؟
هل يمكن لمن فقد جسده أن يشرب ويرتوي؟
أين المنطق في هذا؟
الميت خسر حواسه فماذا يفيد من سكب الماء على قبره مع أنه تحت التراب بمسافة ولا علاقة له بالماء ليرتوي، وقد فقد روحه ولو زرعوا فوق قبره وروداً وأزهاراً فهل سيعيش ليخرج من قبره وتعود له عيناه. فهو لا يرى ولا يسمع ولا يحس ليوم القيامة.
ليست هذه سنة نبوية، فالسنن النبوية تطبيق عملي لآيات القرآن، وكلام الله كله منطق.
لكنَّها مقبِّلات للأحياء لكي يزوروا أحباءهم المنتقلين، ويعتبروا ويتقربوا لله عندها تنتفع نفوس المنتقلين والأحياء الزائرين، ولعلهم يؤمنون فزيارة القبور تنفع لآخرتهم فتستفيد الأحياء والأموات.

بسم الله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب والسلام على من اتبع الهدى.
أما بعد فيا أستاذي الكريم: أرجو أن أجد ضالتي عندكم بعد أن أعياني المسير، فلقد قسي قلبي حتى أصبح كالحجر ومالت نفسي ولست أدري إلى أين المفر وطال بحثي عن الإيمان ولم أصل له وصرت أخشى أن ألقى الله وأنا بعيد عنه وكلما قلت استقرت مالت بي إلى جهنم والعياذ بالله وأنا عبد ضعيف أعينوني أرجوكم.
ما أكبر خجلي أمام الحبيب ﷺ وما أعظمه من موقف أمام الرقيب.
بجاه الله وجاه الحبيب وبجاه المهدي عليه السلام أنقذوني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
هل إذا أهداك محبٌ هديةٌ ترفضها؟
حاشا وكلا فهل الرحيم المحب جلَّ علاه يرفضك بعد أن أهديته نفسك؟!
{..وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً} سورة النساء (147).
وقد أقسمت عليه بجانب عظيم، هو سيدنا المهدي العظيم حبيب الله ورسوله، فأبشر بالنجاة والفوز العظيم بنيَّتك العظيمة الطيبة الطاهرة ولك الحظوة مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
إن الله يمتحن قلبك للتقوى وكلما اشتدت بك هذه الأمور فأبشر بالفرج "كلما اشتدت افرح لها".
خلِّ ظنَّك بالله ظناً حسناً واسجد واقترب.

أنا فتاة ملتزمة للحجاب الشرعي، وأعمل سكرتيرة لأحد رجال الأعمال، وفي بعض الأحيان نمض ساعات وحدنا لمراجعة الأعمال، فما رأي الدين في ذلك؟

الأخت الفاضلة حفظها المولى الكريم ... آمين
اطلبي من الله أن يرزقك عملاً خيراً منه، ورحم الله امرأً جبَّ المغيبة عن نفسه.

هل يجوز إعادة آية في الصلاة بسبب تأثري بها مثلاً، مثل {الحمد لله رب العالمين} أو {اهدنا الصراط المستقيم}.

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين
كلما أعدتها وكررتها تعاظم أجرك وازدادت صلتك بالله أكثر وزدت في الرقي علواً، فزدْ تكراراً زادك قرباً وحظوة تزدد فهماً، وهو المطلوب.
فما أحلاها وما أعظم مجلاها والخير في إعادتها وفي الإعادة الإفادة، كلما أعدتها تقرّبت إلى الله وتثبَّت في نفسك حتى تعقلها وهذا هو الكسب الأبدي، إذ يقول ﷺ: «ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت».

سؤالي يتعلق باليوم الذي نبدأ فيه صلاة التراويح.
لدى ثبوت بداية شهر رمضان، يقوم المشايخ والناس بأداء صلاة التراويح في هذه الليلة، أي قبل البدء بالصيام.
فهل تأدية صلاة التراويح هذه الليلة وقبل الصيام واجب ومثبتة؟
أم أن صلاة التراويح تبدأ بعد صيام أول يوم من رمضان؟

تبدأ صلاة التراويح بعد صيام أول يوم من رمضان، ذلك لأن صلاة التراويح نتيجة ومحصلة للصيام يجنيها المصلي في ليالي رمضان، فبامتناعه عن الطعام والشراب في نهاره يُكسب النفس ثقة من أنه تعالى راضٍ عنها لأنها ضحَّت في سبيله حتى بالحلال في نهار رمضان فيكون ذلك سبباً عظيماً وحافزاً قوياً للإقبال على ربها، فإذا وقف الصائم عشاءً للصلاة بعد أن تناول يسيراً من الطعام والشراب وقدَّم ما استطاع من صالح الأعمال ولم يتلبس بثوب من أثواب المعصية بل إن نفسه واثقة من صيامها وأفعالها، عندها تصح صلاته وتقبل نفسه على خالقها وتنعقد الصلة والاتصال به تعالى فيرتشف الكمالات الإلۤهية والمشاهدات والأذواق العلوية ويشعر بالأحوال السامية في صلاة التراويح.
فالتراويح ثمرة الصيام ولذلك لا تُّصلى إلا بعد الصيام لا قبله.

ما حكم الدين فيمن يرتكب الذنوب ثم يتوب عن فعلها، ثم يكرر ذلك باستمرار؟

(إن الله لا يمل حتى تملوا) وهذا تأتيه العلاجات لكي يصدق ولا يعود لمثلها.
لكن إن بقي هكذا ولم يصدق فلم تشفَ نفسه وتتطهر في الدنيا وجاءه الموت، تقع عليه شدائد وأهوال رهيبة في البرزخ لعل يتطهر فينجو، وأيضاً إذا لم يتطهر فهناك بعد القيامة سوف تأتيه نيران تلظّى كي يطهر ويخرج من النار إلى الجنة.

كيف نحل مشكلة عملنا في مجال السياحة حيث أن عملي أخصائي مساحة في شركة مقاولات تعمل في تنمية الاستثمار العقاري والسياحي فأنا لا أقدم خمور ولا ما شابه ذلك ولكن أبني الفنادق وأحدد طولها وعرضها وارتفاعها حتى إنني لا أعرف ما أفعله حلال أم حرام مع العلم أن كل شركات المقاولات تعمل في هذا المجال... فما رأي فضيلتكم وجزاكم الله خيراً.

لذكر حديث رسول الله ﷺ بأن سعي المرء على عياله لطعامهم لا يتم إلا بالحرام: «يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر، فإذا كان الزمان لم تنل المعيشة إلا بسخط الله..» رواه البيهقي في الزهد.

والأشغال اليوم ولأنه فسد الزمان يمسُّها الحرام، فاطلب من ربك بسرك بقيام الليل أن يبدلك أحلَّ من عملك، يرضي الله عنك وينفعك بالآخرة، ولا يمكنك ترك عملك هذا حتى ييسِّر الله لك أحلَّ منه، ونرجو الله أن يغفر لنا جميعاً ويعفو عنَّا.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم أدام الله نوركم ونفعنا به أرجو من حضرتكم إجابتي عن سؤالي التالي:
توفي لي قريب وله امرأة حامل وشاء الله أن تضع مولدتها بعد بضع ساعات من موته ودفنه هل تنتهي عدتها بعد ولادتها مباشرة أم أنها تمتد إلى أربع أشهر وعشرة أيام ولماذا؟ وما هي الحكمة من عدة الوفاة؟ وشكراً لكم وجعلنا الله في ميزان حسناتكم.

في هذه الحالة تمتد العدة إلى أربعة أشهر وعشرة أيام ولا تنتهي بعد الولادة مباشرة.
أما الحكمة من عدة الوفاة هي: تذكر الزوج المتوفى حتى تستمر العلاقة النفسية بعد الموت، أما الجسمية فقد انتهت والزواج بالأصل للعلاقة النفسية، وبعقد الزواج كان قوله لعروسه: "زوجتك نفسي بنفسي إلى نفسك" وقولها له كذلك.

فلا يجب قطع العلاقة النفسية بمجرد غياب الجسم بالموت، فهي باقية ويستفيد الميت من أحد الزوجين بعلاقته بالآخر بالدنيا، وهي تتذكر الموت والآخرة وربَّها ويستفيدان.

الزواج ليست غايته جسمية بل من وراء الجسم فائدة النفس دنيا وبرزخ وآخرة، ولا يجوز قطع هذه العلاقة الحلال المقدسة بمجرد غياب الجسم بالموت بل أربعة أشهر وعشرة أيام تفيد قلبَيْ ونفسَيْ الزوجين.
لأنها حينما تتزوج غيره يتحول القلب وتنقطع الصلة النفسية وفوائدها الكبيرة على الأخص للحياة الآخرة.

هل يعاقب الطفل ذو 14سنة إذا ارتكب خطأ مثل زنا؟

نعم يعاقب هذا الأعمى القلب، ولكن ليس كالبالغ، أي خمسين جلدة بالسوط "الكرباج".
ويعزل عن المجتمع والاختلاط بمن مثله، لأنه أضحى كالجرثومة تؤذي من تدخل فيه. وهو يصبح يعلّم من مثله من الأطفال هذه الأمور التي لم يطلعوا عليها بعد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم كل الخير. لقد تفضلتم وقلتم أنه عندما يكون الإنسان بعيداً عن الله فإن الشهوة تتمكن من الإنسان وتعميه عن كل شيء لحين الحصول عليها. وسؤالي: إذا كان الإنسان يعرف أن ما ارتكبه حرام ولكن الشهوة عمته عن التفكير وبعدها تاب توبة نصوحة فهل يقبل الله توبته أم هل هناك عقاب ينتظره ليخفف عنه بما أنه يعرف أنه غلط بحق نفسه؟ وشكراً.
أسأل هذا السؤال لأنني تائب إلى الله عن عمل ارتكبته ولكن الحمد لله تبت توبة نصوحة ولكن أخاف من العقاب وشكراً.
السؤال الثاني: لقد ابتعدت عن رفاق السوء والحمد لله أحاول جاهداً أن أترك كل شيء يغضب الله ولكن لحد الآن لا أحس بالرضى عن نفسي، فماذا أعمل لكي أقف في الصلاة وأنا واثق من رضاء الله وأنه غفر لي؟
أرجو إجابتي من بحوركم الربانية.

1- التوبة النصوح تمحو الخطايا، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له.
وما العقوبة والشدة إلا ليتوب توبة صحيحة، فإذا تاب المرء توبة لا رجعة بعدها أبداً فما حاجة العقوبة وما عملها إذا كانت الغاية منها قد تحققت!
ليس عليه عقاب أبدا بعد التوبة الصحيحة.

2- المسألة تحتاج لقليل من الصبر فإن بعد الصبر تفريج، وبعد العسر يسر.
قل صدق الله: {..لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..}.
فحتى تشعر بثقة في نفسك بصلاتك تحتاج للتضحية بما هو غالِ ومحبب لدى النفس لرضاء الله فقط.
والحقيقة علامة الإيمان الصحيح أن المؤمن دائماً يشعر أنه مقصر ولم يصل ويخشى دائماً على نفسه، ويرى نفسه مقصراً.
فهذه من علامات الإيمان

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤالين أرجو الإجابة عليهما:
1- هل تصلى صلاة التراويح في الليلة التي تسبق اليوم الأول للصيام في رمضان ولماذا؟ وكذلك الأمر في ليلة اليوم الأخير للصيام في رمضان ولماذا؟
2- ما معنى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر أي هل نتوقف عن الأكل قبل أذان الفجر أم بعده بفترة وما هي هذه الفترة؟
وشكراً جزيلاً لكم سيدي.

صلاة التراويح نتيجة ومحصلة للصيام يجنيها المصلي في ليالي رمضان، فبامتناعه عن الطعام والشراب في نهاره يُكسب النفس ثقة من أنه تعالى راض عنها لأنها ضحت في سبيله حتى بالحلال في نهار رمضان، فيكون ذلك سبباً عظيماً وحافزاً قوياً للإقبال على ربها، فإذا وقف الصائم عشاءً للصلاة بعد أن تناول يسيراً من الطعام والشراب وقدّم ما استطاع من صالح الأعمال ولم يتلبس بثوبٍ من أثواب المعصية بل إن نفسه واثقة من صيامها وأفعالها، عندها تصح صلاته وتقبل نفسه على خالقها وتنعقد الصلة والاتصال به تعالى فيرتشف الكمالات الإلۤهية والمشاهدات والأذواق العلوية ويشعر بالأحوال السامية في صلاة التراويح. فالتراويح ثمرة الصيام، ولذلك لا تصلى إلا بعد الصيام لا قبله ولو كان قبل ليلة.

أما في الليلة الأخيرة من شهر رمضان وهي ليلة عيد الفطر، وقد مرّن الإنسان نفسه على طاعة الله والاستقامة على أمره وعلى ديمومة الجهاد لرضاء الله طيلة شهر رمضان، وقتئذٍ تكون نفسه قد تأهّلت وصلب عودها وابيَضَّ وجهها تجاه ربها فحبذا أن يصلي صلاة التسابيح عوضاً عن التراويح، لأنه في آخر شهر رمضان تكون النفس في أفضل أحوالها وقربها من ربها، وصلاة التسابيح خير وقت لها هو ليلة العيد، والتسابيح هي حصيلة الصيام بالشهر كله فتشاهد النفس ثمرة صيامها بصلاة التسابيح بتلك الليلة.

بالنسبة للآية الكريمة:
{..وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ..}:
أي: حتى يظهر السواد من البياض من الفجر وذلك جهة شروق الشمس وقت الفجر، أي عند أذان الفجر بالضبط لا قبله ولا بعده. إنه الخيط الرفيع من النور الفاصل بين الليل والنهار، فالخيط دليل على لحظة ظهور النور.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجي نعيش بأوروبا وعمل زوجي يبدأ عند الساعة السابعة صباحا ولكنه يحتاج لساعتين بالقطار حتى يصل إلى عمله أي أن عليه مغادرة المنزل الساعة الخامسة ومن شهر آب ولمدة 7 أشهر تبدأ صلاة الفجر الساعة الخامسة صباحا وتصل إلى السادسة والنصف خلال هذه المدة في هذا الوقت يكون زوجي قد استقل القطار ولا يستطيع الصلاة ويباشر عمله ساعة وصوله لأنه يصل على الوقت تماماً هل يستطيع أن يصلي الفجر قبل أن يغادر المنزل وقد يكون في بعض الأشهر قبل وقت أذان الفجر فعندما يصل إلى مكان عمله لا يستطيع الصلاة لأن المكان غير طاهر فبعض التلاميذ يصطحبون كلابهم أو حتى بعض المدربين فزوجي يعمل في قسم الصيانة لشبكة هاتف وانترنت وتلفزيون ويوجد في هذا القسم مركز تدريب للمستجدين وأيضا غير مسموح للموظفين عند بداية ساعة عملهم أن يشتغلوا بأمور تخصهم كالصلاة التي تأخذ من الوقت المخصص للعمل وأيضا عند وصوله تكون الشمس قد قاربت على البزوغ عندها لن يأخذ الوقت اللازم لأداء صلاته وفي أغلب الأحيان تبزغ الشمس لحظة وصوله أرجو التكرم بإجابتي على بريدي الالكتروني وجزاكم الله كل خيراً.

يصح للمسافر تقديم الوقت أو تأخيره بحسب الضرورات الإجبارية.

إذن يستطيع أن يصلي قبل الوقت أو بعده، لأن الله تعالى لم يجعل علينا في هذا الدين من حرج وصلاته عند الله مقبولة.

السلام عليكم ورحمته وبركاته
هل تبطل صيام من ذهب إلى طبيب الأسنان ليعالجه في رمضان؟

كلا لا يبطل صيام من ذهب إلى طبيب الأسنان ليتعالج ولا يُفسد ذلك الصوم، فليس هناك في معالجة الأسنان أي شهوة لطعام أو شراب ومجال المعالجة فقط في الفم، ولا علاقة لمعالجة الأسنان بالإفطار.

إذن: يمكن للصائم أن يعالج أسنانه ولكن يفضل أن يقوم بذلك بعد الإفطار لكيلا يتوسوس إن دخل شيء ما في جوفه أم لم يدخل، وطالما النية سليمة ولا نية للإفطار فلا مانع من الذهاب للطبيب نهاراً لاسيما بحال الضرورة أو الألم.
وإنما الأعمال بالنيات فهو يريد العلاج ولا يريد الإفطار.

سيدي الكريم تفضلتم بجواب بشأن زواج الأخوة بالرضاعة وقلتم أن الأخ بالرضاعة الذي رضع مع أحد أفراد الأسرة يحرم عليه أخذ إحداهن وكما عرفتمونا أن ذلك يعود إلى أن الحليب خلال فترة الرضاعة يذهب كله للدم ويكون منه التكوين الأساسي لجسم الطفل لذلك يصبح دمهما متشابه الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الميل لدى الأخوة بالرضاعة.... وأن أخوته الباقين يحق لهم الزواج من أخواته بالرضاعة.
والسؤال الأخ الذي رضع من أمه مع أخيه بالرضاعة هل يجوز له الزواج من أحد أخوات أخيه بالرضاعة علما أنهن لم يرضعن من أمه بل رضعن من أمهم أي لم يصبح دمهم متشابه ولماذا؟ وحكم أخوته الباقين؟ وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام وشكراً.

التحريم يقع فقط على الأخوة الذين رضعوا من أم واحدة، فالأخ الذي رضع من أم العائلة حرَّم عليه الزواج من أفراد تلك الأسرة، ولا شأن لأخوته الباقين بهذا التحريم الذين لم يرضعوا الحليب من هذه الأم أثناء فترة الرضاع ويحق لهم الزواج من أفراد هذه الأسرة لأنهم لم يرضعوا الحليب من هذه الأم بل رضعوا من أمهم.

فالتحريم يقع فقط على الأخوة الذين رضعوا الحليب بالطفولة فقط من أم واحدة.

السلام عليكم. لدي سؤال: تقدم إليّ ابن عمتي للزواج، ولكن عمّتي أرضعت أخي الأكبر مني مع ابنها. فهل الإخوة الآخرين يمكن لهم أن يرتبطوا بهذه المسألة؟ جزاكم الله خيراً

لا علاقة للإخوة الباقين بأخوة الرضاعة، إن لم تكوني أنتِ قد رضعت مع أحد منهم، يقع التحريم بالزواج على من رضع فقط، وليس على إخوتهم أو أخواتهم.
أي: الذي رضع مع أخيك هذا محرم عليك فقط، وباقي إخوته لا علاقة لهم بإخوة الرضاعة.

السلام عليكم ورحمة
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع المفيد والسامي أريد أن أسال سؤال أنا معجب جداَ بفنان مصري واسمه تامر حسني أحب شخصيته وأغانيه وكل شيء ينجزه فهل أنا أحاسب على هذا الحب أم أن الله لا يحاسبني لأنني لا أقلده أو أفعل ما يفعله ولدي سؤال آخر هل سماع الأغاني بشكل خفيف يحاسبنا الله عليه ولكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الحبيب قال رسول الله ﷺ: (يحشر المرء مع من أحب) فانظر أين تضع نفسك ولا تسلم قلبك إلا لتقي مستنير بنور الله، قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). (والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
فإن صاحبت قلبياً أهل التقى والإيمان تتشرب منهم الطهارة القلبية والإيمان والعكس صحيح، والصحبة القلبية والمحبة لها تأثير كبير على المحب (الطبع سرّاق فجانبوا أهل البدع) فالواجب هو ترك المنكر وأهل المنكر.
امرأة سيدنا لوط هلكت بسبب حبها لقومها الطغاة الشاذين وتحوَّلت بقلبها من محبة زوجها النبي الرسول الطاهر إلى محبة قومها وأهلها الكفرة، فكانت النتيجة أنها هلكت بهلاكهم، فيا أخي: إربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

أما بالنسبة للأغاني فهي كلّها مثيرة للجنس وللشهوات المحرَّمة والله يقول: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى..} سورة الإسراء: الآية (32): أي كل ما يقرّب النفس للزنا من مصافحة أو سماع الأغاني أو النظر ومشاهدة المجلات والأفلام الخلاعية، وهذه الأغاني الرخيصة تحبب الفواحش وتزينها للنفس وتعمل عمل الشيطان وتجر النفس إلى الهوى المهلك والعمى وإلى الوقوع بالزنا وتهيِّج الشهوة الجنسية، فهي تقرب نحو الفاحشة.

وكيفية البعد عنها نقول: (نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر). فللبعد عن طريق الرذيلة على الإنسان أن يسلك طريق الفضيلة باتباع طريق الإيمان المبيّن في كتب العلّامة محمد أمين شيخو قدّس سرّه لاسيما كتاب (الإيمان، أول المدارس العليا للتقوى) وقبل ذلك عليه بالتفكير الجدي بالموت وساعة الرحيل وأن هذه الدنيا مدة مؤقتة ومدرسة للجد والاجتهاد وليست لضياع الوقت والعمر باللهو والعبث وسماع الأغاني المحرمة، فإن صدق الإنسان بالتفكير بساعة الفراق وأنه لابد للنفس من مفارقة الدنيا والشهوات المحرمة، عند ذلك تعاف النفس الشهوات المخزية ولو كانت محببة إليها طلباً للنجاة.

ولترك المنكر لابدَّ من هجر أهل المنكر وملازمة أهل الصدق، قال تعالى: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). أما إذا كان ذاك هواك فعليك بالجهاد ضد ذلك الهوى.
وخالف النفس والشيطان واعصهما     وإن هما محّضاك النُّصح فاتهم
والله يقول: {..لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ..} سورة النور: الآية (21): طريق الفواحش وهذا طريق الفحشاء والمنكر، والله يقول: {..وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ..} سورة النحل: الآية (90).
وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران: الآية (92).

وهذا طريق الكرامة والعزة والجنات (وحفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) فهل تستطيع الصبر غداً على النيران وفي الصبر على ما تكره خير كثير.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدنا الكريم أود أن أسألكم عن القرض من البنك الإسلامي حيث يكون الخصم ستة بالمئة من القرض هل هو حلال أم حرام علماً بأنني بحاجة إلى شراء منزل وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

يقول رسول الله ﷺ: (درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ست وثلاثين زنية) فكيف إن كان الخصم أي الربا ستة بالمئة إذا كان درهم واحد ربا أشد من ستة وثلاثين فاحشة؟! والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} سورة البقرة: الآية (278). فالذي يأخذ شيئاً من الربا إن قلَّ أو كثر ليأذن بحرب من الله ورسوله كما قال تعالى، لأن الربا ضرره يشمل المجتمع كله ويهمّ الناس كلهم.

وقضية شراء المنزل امتحان من الله فإن صبر عن شرائه بالحرام فقد نجح عند الله ولابد بعدها أن ييسّر له المال لشرائه بالحلال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الواجب لبس الجوارب في الصلاة؟

صلاة المرأة في بيتها لقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ..} سورة الأحزاب: الآية (34).
وإذا كانت المرأة في بيتها ولا يراها أحد من الـمُحرَّمين فإن لبست الجوارب في الصلاة أو لم تلبسها فليس هناك مشكلة ولا علاقة للجوارب بالصلاة {إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم} ورد في مسلم.

فإن كانت في رجليها فتنة وكان أحد حتى من الأقارب الـمُحرَّمين ممن يتبع الهوى فلبس الجوارب مطلوب لإعدام الشهوات المنحطة الشيطانية والحشمة مطلوبة.
وعلى العموم بالبيوت ليس هناك غرباء فلا علاقة للبس أو عدم لبس الجوارب بالصلاة لأن الصلاة الصحيحة قلبية.

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الفاضل بالنسبة لصلاة التراويح ماهي فائدتها على الناحية الجسمية؟ وهل تجوز صلاتها بعد موعدها الحقيقي؟ ولأي وقت لا يمكن صلاتها؟ وما هو السر من كثرتها؟ ولكم جزيل الشكر

الجسم أداة النفس وما يحدث على النفس ينعكس على الجسم.
مثال: شخص يشغّل ماله ببنك وفجأة أفلس البنك وخسر كل ماله، فالخسارة المفاجئة تصعق النفس وينعكس ذلك على الجسم فينشلّ الجسم وربما يموت بالخسارة الباهظة مع أنه لم يلمس الجسم شيء.

إذن: هناك فائدة جسمية كبيرة لأن جميع الأمور الجسمية لها صلة وثيقة بالأمور النفسية فإذا صلحت النفس بصلاة التراويح بعدها يصلح الجسم، وإذا استفادت النفس انعكس ذلك إيجاباً على الجسم، فإذا صام الإنسان نهاره طاعة لله وامتنع عن الأكل والشراب والحلال، وضحى بالغالي على قلبه في سبيل الله ولو لوقت ما عندها تتجه النفس إلى من بسبيله ضحّت (وهو الله جل جلاله) بذلك وبشيء من أعمال البر والإحسان تقف عشاءً بين يدي ربها واثقة من رضائه عنها مقبلة غير خجلة من عملها، إن كانت صادقة ولم تتلبس بثوب من أثواب المعصية تقف في صلاة التراويح وكلها وجهة إلى الله، الجسم يؤدي صورة الصلاة والنفس في سياحات علية قدسية يغدق عليها ربها بصلاتها من النعيم القلبي واللذة والسرور النفسي ما يسبي القلوب ويشده العقول لصدقها بالحق ورمضان هو شهر التقوى؛ التي هي الاستنارة بنور الله عن طريق السراج المنير ﷺ.

وتحصل هذه الاستنارة في صلاة التراويح، وبهذا النور المنصبّ على قلب المؤمن الصادق عن طريق رسول الله ﷺ تنحتُّ الصفات الذميمة من النفس وتتحول إلى كمالات وصفات حميدة، فينعم المؤمن بالشفاء النفسي وينعكس تلقائياً على الجسم فيرفل الإنسان بالصحة الجسمية وينعم بالقوة والنضارة والعافية.
وفي الحديث الشريف (صوموا تصحّوا): أي أن نتيجة الصوم هي صلة واتصال بالله عزّ وجلّ في صلاة التراويح التي بها العطاء الإلۤهي والأنوار فتصح النفس وينعكس ذلك على الجسم فيصح أيضاً بعد رمضان ويقوى، وعندما صام الصحب الكرام وصلُّوا صلاة التراويح فتحوا العالم بأسره للنور والضياء والقوة والنَّماء، وأخرجوا أهله من الظلمات والشقاء والآلام ولم تَقِف في وجوههم قوى الأرض الباطلة مجتمعة، وكسروا الامبراطوريتين الكبيرتين الفرس والروم معاً بفترة وجيزة، اللتان تعادلان في يومنا هذا قوى الشرق والغرب، خرجوا بقوة الإعصار من الصحراء ليقتلعوا جذور الكفر والشر من على وجه البسيطة نصراً وبطشاً بالباطل وأهله بطاقة عظيمة أمدَّهم الله بها، وهذه في شهر رمضان وبصلاة التراويح إذ انعكست الصحة النفسية فتحوَّلت لطاقات جسمية هائلة بالأصل منشؤها نفسي في رمضان شهر التقوى، والتقوى لا تكون إلا بالصحبة القلبية لرسول الله ﷺ {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} سورة التكوير: الآية(20).

ومن تكن برسول الله نصرته       إن تلقه الأسد في آجامها تجم

وهكذا كان الصحابة الكرام، وكذا شأن جميع الأتقياء.
فأَيَّة طاقة تلك التي نالها الصحب الكرام، إنها طاقة تفوق طاقات البشرية، إنها طاقة من الله وذلك باتصالهم بالله وبصلاتهم صلاة التراويح وحصولهم على التقوى، وكلمة التقوى تعني أنك تقوى نفساً وجسماً.

ثانياً: تسأل عن وقت صلاة التراويح:
تمتد من بعد صلاة العشاء إلى الفجر يستطيع الإنسان أن يصليها في هذه المدة كلها.

ثالثاً: أما السر من كثرة عدد الركعات "عشرون ركعة":
ذلك لأن المؤمن الذي يعمل الصالحات يجد في التراويح لذة ونعيماً عظيماً يشعر بأن صلاة التراويح سريعة ويتمنى لو يعيدها مراراً والذي لم يؤمن بعد ولم يعمل الخير لا يشعر بلذتها ونعيمها ويراها كثيرة. فهي ثمرة الصوم الصحيح والصيام للمؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة: الآية (183).
فالإيمان شرط للتنعم بصلاة التراويح فيجدها قليلة لا كثيرة، وإناء النفس في رمضان قد توسع وغدت بوجه أبيض من صيامها واثقة من طاعتها، وطاقة النفس غير محدودة وبرمضان تأهلت لنوال عطاءات ربها التي خلقت لأجلها فعشرون ركعة ليتسنى للإنسان أن ينال أكبر قدر ممكن من القرب من جناب ربه، ومثال نقرب به الحقيقة:
إذا أعطى أحد أرباب العمل عماله زيادة في الرواتب ومنح إضافية، هل تراهم يقبلونها أم يرفضونها لا شك أنهم يأخذونها وهم مسرورون وهكذا.

فالسر من كثرة صلاة التراويح ليعبَّ الإنسان من أسماء الله ومن الكمالات الإلۤهية أكبر قدر ممكن فالفرصة سنحت وإذا هبت رياحك فاغتنمها.

السلام عليكم
سيدي الشيخ أرجو أن توضح لي الحالات التي يجوز فيها أخذ المرأة لطبيب وهل يختلف الأمر إذا كان في منطقتنا كلها لا يوجد طبيبة أو توجد طبيبة ولكن سمعتها ليست جيدة؟
ولدي سؤال آخر: هل الحجاب الذي يكشف أعلى الأنف والعينين صحيح وهل يجوز إجبار المرأة على لبس الحجاب الكامل ولكم الشكر.

في الإجابة:
أولاً: المؤمن الطاهر المستقيم لا يُحيجه الله لطب الأجانب أبداً قطعاً.
ثانياً: إذا لم يكن في منطقتكم طبيبة خذها إلى منطقة ثانية يوجد سيارات كثيرة فلا تبخل بالأموال في سبيل الأعمال الإنسانية وإنقاذ المرضى المساكين مع حفظ أجسامهم وقلوبهم، لا تضحِّ بالقلوب في سبيل الأجسام فهي زائلة، واحفظ كلاهما يحفظك الله ويثيبك ثواباً عظيماً.
ثالثاً: أليست الطبيبة أنثى ولو كانت سمعتها غير حسنة فماذا ستفعل بأنثى؟!
فمالنا وسمعتها، هل محرم اجتماع أنثى بأنثى، وهل يتولّد من ذلك بنين وبنات. ما هذا الكلام يا أخي؟! خذها إلى الطبيبة ولا تأخذها إلى طبيب، ففي الإسلام النساء لهن مجالهن والرجال لهم مجالهم. وما لمس رجلٌ امرأة مريضة إلا كان الشيطان ثالثهما.

هل الحجاب الذي يكشف أعلى الأنف والعينين صحيح؟
لا ندري إن كان صحيح أو غير صحيح، ولسنا مشرعين ولكن نحيلك إلى المشرع جلّ وعلا في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} سورة الأحزاب: الآية (59).

في الإجابة على السؤال هل يجوز إجبار المرأة على لبس الحجاب؟
لا إكراه في الدين ولا إجبار، بل أنت تعلم أصول دينك، واسلك بصدق وأقنعها حتماً ستقتنع منك بشرط معاملتها بالإحسان واللطف والكلام اللطيف حتى يميل قلبها إليك وتتعلق بك وترضى بما أنت به ترضى عندها عن قناعة سوف تسلك الحق ولن تتراجع عنه حتى بعد انتقال من أقنعها لأن الأمر نبع من ذاتها وعن قناعة وليست المسألة بالأقوى فالله هو الأقوى ولكن يحول قوته للرحمة وللمنطق حتى يرضى الإنسان، فالله في علاه لا يجبر أحداً، فلا يجوز لمخلوق الإكراه والإجبار فالحلال بيِّن والحرام بيِّن والحقيقة الرجال إن فعلوا ذلك فهم قوامون على النساء.

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الشيخ أرجو من حضرتك أن توضح هذه المسألة توفي رجل وله من الأبناء ولدان وثلاث إناث ولكن الولدين توفيا قبل الأب. وهذان الولدان لهما أبناء فالولد الأكبر له ولد وابنتان والولد الثاني له ابن واحد فقط فما نصيب الأحفاد من ميراث الجد؟  جزاك الله خير الجزاء سيدي الشيخ أرجو سيدي الشيخ أن توضح نصيب الولد الوحيد ونصيب أبناء الابن الأكبر وهما الولد وشقيقتيه ونصيب بنات الرجل المتوفى وشكراً سيدي الشيخ.

تقسم الوراثة للذكر مثل حظ الأنثيين كما لو كان الوالدان المتوفيان ما زالا على قيد الحياة.
وحصتهما توزع على ورثتهما كما هو مبين في القرآن الكريم للزوجة الثمن وللأبناء للذكر مثل حظ الأنثيين:
1- (الولد الأكبر المتوفى): تعود حصته لولده اليتيم حصة واحدة ولابنتيه لكلِّ واحدة منهما نصف حصة من حصة والدهما المتوفى.
وإن كان لديه زوجة يكون نصيبها الثمن من حصته.

2- (الولد الثاني المتوفى): تعود حصته إلى ابنه الوحيد وإن كان للوالد المتوفى زوجة فلها الثمن من حصته.

3- (البنات الثلاثة): كل واحدة تأخذ نصف حصة من والدهن "الجد المتوفى".

بسم الله الرحمن الرحيم.
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
1- هل الإيمان بالغيب صفة يجب أن نتحلى بها؟
2- لماذا نقرأ سورة الفاتحة في كل صلاة سواء كانت واجبة أو نوافل أو مستحبة؟
3- إذا كانت الصلاة صلة بين العابد والمعبود فماذا تفعل الزكاة؟
4- وهل الشكوك التي نغرق بها وتصيب الكثيرين منا قد صنعت من قبل رجال الدين الذين يعطوننا معتقدات جامدة ويبرمجون الناس عليها - فهل يتولد الشك بسبب الإجبار على الاعتقاد والإيمان دون فهم لعلوم وقوانين الأديان فهبط مستوى التفكير الإنساني وأصابت الصدوع كل البنيان؟

1- نعم وهي أساس ثابت إذ غاب عنهم الوجود الإلۤهي فطلبوه كسيدنا إبراهيم ﷺ حتى وجدوه تعالى.

2- لأنها مفتاح. فالبيت والقلعة كلما أريد دخولها لابد من مفتاح كذا الحضرة الإلۤهية.

3- لا تزكو نفس إلا بصلتها بربها وبالصلاة تطهر النفس وتحوز صفات الكمال تخلص من النقائص والعيوب {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ..}! سورة الزمر: الآية (36).

4- الجواب الذي تفضلت به عين الصواب والكمال فشكراً جزيلاً.

كل شيء له صورة وحقيقة، والحقيقة بلا صورة لا تفيد، والصورة بلا حقيقة لا فائدة منها.
يا سيدي أنا أصلي باليوم خمس مرات ولا أعرف حتى الآن حقيقة تلك الحركات التي أقوم بها!
فأتمنى من حضرتكم تبيان حقيقة كل حركة يقوم بها المصلي في صلاته من رفع اليدين حتى التسليم إلى اليمين وإلى اليسار، بشيء من التفصيل.
وشكراً جزيلاً لكم.

المهم أولاً وأخيراً حضور القلب بالصلاة وفهم المعاني السامية للآيات التي تتلى في الصلاة.
وفي الحقيقة ما الحركات إلا تعبير عما يجول في النفس من أحوال ومشاعر وأذواق، فالأحوال السامية وحضور القلب في الصلاة في حضرة الله ورسوله ﷺ وتأثر النفس وصلاتها الصحيحة ينعكس هذا على الجسم فيؤدي المصلي الحركات التي نراها والتي هي صورة الصلاة.

1- تكبيرة الإحرام وهي رفع اليدين إلى شحمة الأذن وقول (الله أكبر)، وما هي إلا تعبير على إلقاء الدنيا ومشاغلها إلى الوراء ظهرياً، والامتثال في حضرة الله ورسوله ومن ثم:

2- ضم اليدين للتمسك بروحانية رسول الله ﷺ وهذه إشارة إلى الرابطة القلبية والعروة الوثقى برسول الله ﷺ لأنه باب الله، ومن يأته تعالى من غيره ﷺ لن يدخل على الله لقوله تعالى: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ..} سورة الإسراء: الآية (57) رسول الله هو الأقرب.
كما أن الذي يتلو الفاتحة ينقلها بنفسه عن صاحبها ﷺ لقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} سورة الحجر: الآية (87).
وإن رمت التوسّع والاستزادة في الشرح فهاك كتاب السبع المثاني فيه تفصيل لكل شيء وبيان المعاني السامية لسورة الفاتحة، وحقيقة الصلاة الصحيحة.
وبعد قراءة الفاتحة وبعضٍ من آيات الذكر الحكيم:

3- يركع المصلي وما الركوع في حقيقته إلا تعبير عن حال تعظيم النفس لما سمعته من أوامر ربها، أي خضوعها للأوامر الإلۤهية وتسبح النفس خلال ركوعها بعظمة ربها بكلمة (سبحان ربي العظيم) يكررها مع الإمام ثلاث مرات.

4- ثم يرفع المصلي رأسه من الركوع بعد أن يسمع كلمة (سمع الله لمن حمده) وما هذه الكلمة إلا بشارة من رسول الله ﷺ بالاستجابة، وهو في الحقيقة إنما يعبّر أيضاً عن حال نفسي، لقد حمد الله تعالى في الركوع على دلالته وهدايته، وكان يرى برؤية إمامه ﷺ وهو في ذلك الحال، أن الله تعالى معه محيط به، قريب، ولذلك قال مردداً: (سمع الله لمن حمده): أي: ربِّ قد سمعت ما جال في نفسي وما دار في خلدي من حمدي لك، ثم ينطق اللسان ويكرر ليقول: (ربنا لك الحمد).

5- ثم يسجد المصلي برفقة رسول الله ﷺ القلبية، وما السجود في حقيقته إلا طلب المعونة من الله بواسطة ومعيّة رسوله الكريم ﷺ، فالمصلي بركوعه أعلن وقدَّم الخضوع لأوامر الله، وحمد الله على دلالته، وفي السجود إنّما يتطلَّب من الله تعالى، أن يُمدّه بالتبعية لرسول الله بقوة وأن يعينه على تطبيق تلك الأوامر، فلا حول ولا قوة إلا لله وكلمة (سبحان ربي الأعلى) لتاليها ﷺ.

6- ويجلس بعد السجدة الأولى ثم يعود إلى السجود كما يعود الظامئ الهيمان إلى ارتشاف  الماء العذب القراح، أو كالذي تمتع بشم زهرة فواحة زكية، إلى تكرار الاستنشاق، قال تعالى مشيراً إلى السجدتين، السجدة الأولى والسجدة الثانية: {..إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً ، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ، وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} سورة الإسراء: الآية (107-109).
ويكون بذلك أدى ركعة واحدة من صلاته، فإذا استقرت دلالة الله التي سمعها في الركعة الأولى بنفسه وصح منه العزم على تطبيقها، فهناك يقوم إلى الركعة الثانية ويكرِّر ما قام به في الركعة الأولى وبين الحركات يقول (الله أكبر) وهذه الكلمة كذلك لتاليها ففي كلِّ حركة ينقله الرسول الكريم ﷺ لدرجة أعلى ومرتبة أسمى في المعرفة الإلۤهية والقرب من الله، ويقول له: الله أكبر مما رأيت وأوسع مما شاهدت وأعظم وأجل وأسمى مما خطر في بالك، وهاك رؤية أخرى وحالاً أرقى من جناب ربك.

وبعد أن وقف هذا المصلي بين يدي ربِّه في الركعة الأولى والثانية يستمع إلى دلالة ربه، ويتعرف على الأوامر والنواهي وبعد أن ركع خاضعاً حامداً وخرَّ ساجداً مستعيناً:
يقعد القعود الأول وما القعود في حقيقته إلا قعود النفس، إنه قعودها وهي منغمسة بنور ربها مستغرقة في حضرة الله لتعبر وتسمع من الإمام ﷺ عما جرى لها في الصلاة من ذوق ومعرفة وعلم ولتعرف بأن كل ما حصلت عليه، إنما هو فضل من الله، فيتلو ﷺ على المصلي التحيات.
هذا موجز مختصر وللمزيد من الشروح والإيضاح وإن أحببت الاستزادة هناك كتاب السبع المثاني وحقائقها، يشرح لك التحيات والفاتحة والحكمة الإلۤهية من كل وقت من أوقات الصلاة وأحكام الصلوات والسنن إلى ما هنالك من درر إلۤهية.
والكتاب منشور في جميع مكتبات القطر السوري وعلى الموقع بشكل إلكتروني.

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الفاضل أنا طبيب عرضت علي أحد شركات الأدوية أن أكتب للمرضى الوصفات الطبية من منتوجاتها فقط مقابل مبلغ من المال. "وهذا الأمر متعارف عليه في مجال الطب والصيدلة" وأنا أفعل ذلك ولكنني لا أكتب إلا النوعية الجيدة لهذه الشركة فأنا لا أروج لمنتج رديء النوعية، فهل في هذا العمل شبهة من حرام؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

إن الإنسان ضعيف ويخشى أن يطغى الموضوع المادي على موضوع الموثوقية الطبية.
وكما يقال: "أطعم الفم تستحي العين". فلماذا يضع الإنسان نفسه موضعاً يُخشى عليه فيه.

وما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقين إلا واختار أيسرهما، فاختر الأيسر الذي فيه السلامة دنيا وآخرة، واتق ضعف ذات الإنسان أمام المال، ولا يوجد شركة في العالم هي الأفضل على الإطلاق فقد تكون أفضل بدواء ما وليست أفضل بالآخر وقد تكون الآن أفضل، ولكن بعد مدة من الزمن يظهر غيرها الأفضل أو يسوء منتجها بعد أن حصل على تسويق جيد..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة حامل في أشهر الحمل الأولى وعليّ قضاء صيام أيام من شهر رمضان السابق ولكني لا أستطيع الصوم بسبب حالتي الصحية المتعبة واقترب شهر رمضان فماذا أفعل؟ جزاكم الله عنا كل خير.

{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} [البقرة: 286]، وليس على المريض، حرج بل الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين، {..فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..} [البقرة: 184]: فيما بعد، أي إعادة الصيام في المستقبل عند الإمكان، ولن يضيع الله أجرك وثوابك وكأنك صائمة تماماً، و(إنما الأعمال بالنيات).

ما هي طرق الابتعاد عن الشهوات؟

لو فكر الإنسان بطرق الشهوات ومآلها ونتائجها، وبما يراها على الغاوين الضالين وينظر إلى خواتيمها وأنَّ كلها هلاك فيمجّها ويكرهها ويتطلب طريق الحق والحقيقة والدين.

فلو نظر لسلوك وأفعال المجتمع يجدها كلها طرق وأساليب "ميكافيلي": أي طرق وحشية وكذب وخداع يُلبسونها أثواباً يزعمون أنها إنسانية وهي العكس، لأنهم يظنون أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلاباً، بالخيانة والمكر والكذب والدجل، أساليب ميكافيلي وأساليب شيطانية ولكنها كلها تعود على نفوس السالكين بها بفقدان عفة النفس والكرامة والرحمة ونتائجها الذل والهوان، لذائذ مهلكة للنفس البشرية وهو لا يرضاها لنفسه فكيف يرضاها على غيره! وكلها قائمة بأساسها على الكذب والنفاق لا على الحقيقة أبداً.

والحقيقة: أنها لا تعود على النفس بالسعادة بل بالشقاء والضيق والضنك والكرب مهما كسب من هذه الدنيا بهذه الطرق المنحرفة، فإذا أبقت النفس وأبت البقاء في مواطن هذه الأمور السيئة مهما كان كسبها المادي وقيمتها عند الناس، فإذا فكر هذا التفكير فهو يرفضها ويطلب الحقيقة العلمية المجردة، أي يرفض اللذة بهذه الطرق ويتطلب الحق والحقيقة بصدق. فينتبه ويجعل حياته كلها بمسرى الحق والحقيقة، إذا نظر وفكر هذا التفكير وتطلَّب السير بالحق، عندها يجمعه الله تعالى مع أهل الحق، وقد يكون من يجتمع بهم بدرجات عالية "نبيون أو مرسلون". فبمجرد ما يسمع كلامهم العالي الذي لم تألفه البشرية ذوي القلوب العمياء أما هو فيقدره تقديراً عظيماً عندها يلتفت إلى أصحاب الحق أهل الله، فينغمر بسعادة قلبية، بل ويشاهد مشاهدات نفسية نورانية ما كان أبداً يعرفها ولا يحلم بها، تجعله يندم على حياته الماضية التي قضاها دونهم ويتحسر كيف أضاع قسطاً من حياته دونهم، لأنه بسلوكه معهم ينال الجنات الحقيقة، وأين سعادة الجنان بل أين الجنات من هذه الدنيا المادية ولذائذها التي لا تكاد تذكر تجاه ما يناله أبداً وبذا تكون نفسه قد ابتعدت عن طرق الشهوات الدنيوية الدنية مهما كان كسبها الدنيوي جسيماً ويغدو بحالٍ يشابه حال أبي يزيد البسطامي حين قال معبراً عن حاله: (إن في قلبي نعيماً لو اطلعت عليه الملوك لقاتلوني عليه بالسيوف).
عندها نفسه لا تهوى إلا سلوك المسالك والمناسك التي تثبته في طريق السمو وتزيده علواً.

وختاماً: فإن طبق طريق الإيمان المخطوط في دلالة العلّامة ويقّن بالموت وحتماً شاهد بدايته الجسمية وقبلها النفسية، لا يمكن بعدها أن يقع في معصية أبداً، إذ نال الإيمان الذي لا كفر بعده {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ..} من الدنيا {..لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} فلا حاجة لهم بما في الدنيا من شهوات لأنهم ينالون نوالاً سامياً من طريق عالٍ سلَّكهم فيها رب الشهوات العلى، هنا يأتي بحث الصلاة، ففي الصلاة تعرج النفس من حالٍ إلى حالٍ أعلى وأرقى. وهذا الإيمان يسري في النفس كما تسري المياه بالأغصان والكهرباء بالأسلاك، فيشع النور والحياة والبهجة والسرور والمسرات ينالها من الله مباشرة فهو غني عن الدنيا وأهلها، لكنه وقد اكتسب الرحمة والحنان والعطف من الله يسعى لينيلهم مثل ما نال من الغبطة الأبدية والرقي المتسامي، وهذه طرق الابتعاد عن الشهوات، ولكن فيها نوال كل المكرمات والجنات.

السؤال الأول: حديث الرسول "بمعنى الحديث" (عند دخول المسجد لا يجلس أحد حتى يحيي تحية المسجد).
والثاني: (من أصبح حتى تشرق الشمس ولا تجوز الصلاة في وقت الزوال) إن شاء الله فهمت سؤالي.

صلاة تحية المسجد: يحيي المسجد لتكون وجهته منذ دخوله إلى الله والعكوف بين يدي الله تعالى: لأن {..الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} سورة الجن 18. وهناك دعاء يؤكد ذلك وهو موجود بكافة المساجد "نويت الاعتكاف في هذا المسجد ما دمت فيه".

ولا تنبغي الصلاة عند شروق الشمس لأنّ هذه الساعة ساعة التفكر بآلاء الله، الانقلاب النهاري، وهي تنتج صلاة أعلى وأسمى بتسبيح النفس بكرةً كما أمرنا تعالى في محكم كتابه الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خاصة ملؤها الحب والاحترام إلى الأستاذ عبد القادر يحيى وبعد:
ما هو حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي؟ بمعنى آخر هل هو بدعة أو غير بدعة مع أن الصحابة الكرام لم يقوموا بهذا الأمر وهم أحق منا بذلك وهم أشد حباً للرسول منا. وشكراً.

منقذ العالمين والرحمة الكبرى للبشر فكيف لا نمدحه بمولده! أي: ظهوره لهذا العالم.

نبدأ بفضله علينا:
- كنا أذلاء مستعمرين للفرس والروم فأنقذنا.
-  كنا جهلة في سفاح الجاهلية كالبهائم الرتَّع فدلّنا على الله وغدونا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله. نقلنا من صنف الحيوان إلى مراتب الإنسان.
- كنا بأعمالنا إلى النيران سائرين فنقلنا إلى جنان الخلد آمنين.
- جاءنا بكلام الله العظيم الذي تعجز الخلائق عن مثله، وفهّمنا إياه فغدونا به حكماء علماء نشبه الأنبياء، كل هذه الفضائل والأعمال التي قدمها لنا، ألا يجدر بنا أن نمدحه بمولده ونُجلّه، ونؤمن بالله حقاً حتى نعرفه ونقدره بمولده ونسمع مديحه فنهيم هياماً ضمن هذا الاحتفال، إذ جعل حضارتنا الإسلامية هي الحضارة العالمية الوحيدة فانهارت حضارات الظلم والتعدي والاستعمار وهجرها الناس.
- أخرجنا من الظلمات إلى النور وأنار قلوبنا بنور الله العظيم، فشاهدنا ما أعدّ الله لنا بعد الموت فغدا الموت شهوتنا.
- هو حبيب الله ففي ذكرى مولده "والمعنى بمولده أي: بيان ظهوره لهذا العالم الذي دسر الظلم والبغي والجور والآلام ودلَّ الأفكار والقلوب على خالقهم وخالق الجمال والكمال والفضيلة والمحبة السامية والهناء ولا يحب الكاملين إلا طالبو الكمال والخير ومن أحبهم ذكرهم وأجلّهم ومدحهم مديح الهيام".
فهو صلى الله عليه وسلم إنسانٌ إنساني، يبغي لنفسه ولغيره ذروة الخير والكمال، ومن جادل في مولد الحبيب فهو للشيطان خليلاً، بل هو شيطان من الناس ولأهل الشر والبغي والفسق ولياً.
- وأنّى للمجادلين ضد مديح الحبيب أن يعلموا حبَّ الصحابة لرسول الله العظيم الذي كان أحبَّ إليهم من الأهل والمال والولد، فدوه بأموالهم وأرواحهم وذكره ملأ قلوبهم قبل أفواههم.
ومن يجادل في ذكرى الحبيب المصطفى والذي هو مضمون مولده فقد هوى، فالمرء يفيض بذكر من يحبّ، ولو كان لدى الصحابة الكرام أي وقت غير الجهاد لإعلاء اسم القدوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودينه القويم لما تحولوا عن ذكره مع أنه بقلوبهم.

مولده الشريف: أي ظهوره صلى الله عليه وسلم لإنقاذ بني البشر.
فمولده صلى الله عليه وسلم في قلوبهم لا يزول وفي أفواههم هو حديثهم المحبوب:

احفظ لسانك إن ذكرت محمداً      فبنوره بعد الممات تعيـش

فكل نبي ورسول -لا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فقط- يدعم ويؤازر ويعاضد ويحب ويهوى سماع مولد نور العالم صلى الله عليه وسلم ليزداد بذكره حباً بالله وشوقاً للحبيب وحبّه تعالى وهذا يولّد في النفوس حب الفضيلة والشهامة والسمو والطهارة القلبية، وينأى عن سماع المهلكات، فمن يجادل في ذكره صلى الله عليه وسلم بمولده سينصرف إلى الخلاعة والسفالة والمجون بل هو عدو للإنسانية من الضالين المضلين.

بذكر محمد "بالمولد" تشفى القلوب     وتغتفر الخطايـا والذنوب

فأكبر وأعظم بمولد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم.

أما عن أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يقوموا باحتفالات بالمولد النبوي.
نقول: كان حبّ المصطفى قد تغلغل إلى ثنايا عظامهم وملأ قلوبهم ودماءهم، وفاضت به جوانحهم حتى كان كلٌّ منهم في مولد حقيقي دائمي منذ أن تعلّق بالحبيب وكانت حقيقة رسول الله العظمى لا تغادر قلوبهم، لأن "المولد" لا يعني لحظة الولادة إنما يعني الظهور مدى الحياة.
أما نحن فنستفيد من ذكراه وما أجمله وأبهاه، حينما نجلس في ذكرى مولده الشريف. فعطاؤنا بالنسبة للصحب الكرام رضوان الله عليهم قليل، ونحن بحاجة لتذكير وإلى أناشيد المولد، وبذلك ننعم بالفضيلة بدل أن ننعم بالأغاني الشيطانية المهلكة المدمرة لقلوبنا دنيا وآخرة.
بمولد الهادي قد ضاءت الأكوان وماذا دون الضياء إلا الظلام؟ فإذا رفض الناس المولد الذي به الضياء فما بقي أمامهم إلا الظلام وما فيه من سفالة ورذيلة وانحطاط وقانا الله وإياكم منها.

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة).
وهل هناك أجمل وأبدع وأحسن من أن تتوجه النفوس والقلوب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن توجهت له توجهت لربه، لأنه رسولُ الله ولأنه دائماً مع الله، وإن تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأين تتولى؟
وإذا كان النصارى يحتفلون بعيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، فلِمَ لا نحتفل نحن بعيد مولد نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم ونمتدحه بقصائد وأناشيد تهز القلوب حنيناً وشوقاً وحباً للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الله تعالى يمدحه بالقرآن العظيم مدحاً كبيراً، ولم يرد بالقرآن قسمٌ إلا بعمره صلى الله عليه وسلم بكلمة (لعمرك) أفلا يجدر بنا نحن أن نمدحه ونجلّه ونعظمه بل وهذا أمر الله لنا بقوله تعالى: {..فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة الأعراف: الآية (157).
إذن: إذا لم نعزّره ونتّبعه ونعظمه فنحن من الخاسرين وفي الظلام سادرون.

فأين الخطل والخطأ إن مدحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احتفالنا له بقصائد تعبر عن حبنا له وتعظيمنا وتقديرنا السامي أخلاقه وعالي شمائله؟!
وليس هناك بالاحتفال أي مظهر من مظاهر الفساد والمحرمات والخلاعة والمجون كما يقوم الناس البعيدون عن حبّ الله وحبّ رسوله بإحتفالاتهم بأعيادهم من غناء ماجن ورقص وخلاعة، بل على العكس مدح النبي والترنم بقصائده يوجه النفوس ويحببها بالرسول ومن أحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أحب الله، والله تعالى يقول: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ..} سورة التوبة: الآية (24).
لماذا نحبه صلى الله عليه وسلم؟
لأنه رسول الله والله يحبه، وحبّه يوصلنا لحبّ الله فإذا كان الله يحبه فلِمَ لا نحبّه نحن، ودليل حبّنا له ثناؤنا ومدحنا له.
وفي الحديث الشريف: (أحبوا الله لما يغزوكم به من نعمة وأحبوني لحبّ الله إياي) و (من لم يشكر الناس لم يشكر الله).
ومن أحق بالشكر بين الناس كلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم!.
وهو الذي حرّرنا أولاً من عبودية أنفسنا وشهواتنا بأنّ عرّفنا على خالقنا عرفنا بجناته وحرّرنا ثانيةً من الفرس والروم، إذ كنا عبيداً مستعمرين تحت نير الفرس وحكم الروم وظلمهم، فجاء رسول الله وجعل منا السادة والساسة المفكرين العظماء كما قدمنا.

فإن فضل رسول الله ليس له حدٌ       فيعرب عنـه ناطـق بفـم

قال تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ..} سورة يونس: الآية (58): وأعظم فضلٍ ومنّة من الله لعباده هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمامنا وحبيبنا وبابنا إلى الله. ولذلك أمرنا الله بالصلاة عليه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} سورة الأحزاب: الآية (56):
والصلاة على النبي هي صلة نفوسنا بتلك النفس الزكية الظاهرة، عندما نمدحه ونذكره صلى الله عليه وسلم بصفاته العليّة، تتجه النفوس نحوه بالتعظيم والتقدير والإجلال، وبهذا التقدير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّه وتعظيمه ورسول الله صلى الله عليه وسلم دوماً في حضرة الله مستغرق في شهود فضل الله وسابح في بحور أسمائه الحسنى وراسخ في محبة الله، لذا نكون نحن بالتبعية مع الله ،كلٌ على مقدار حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما كان الحب أقوى كان الإيمان بالله أرسخ وأثبت، ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

إذن: حبّ رسول الله يجرّنا إلى حبّ الله ويقربنا إلى الله زلفى، قال تعالى: {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: الآية (99).
فما صلة نفوسنا بنفسه صلى الله عليه وسلم الطاهرة الشريفة إلا قربة عند الله وهذا هو مراد الله من خلقه.
خلقنا لنتقرب إليه ونقبل عليه وذلك بمعية السابق الأسبق صلى الله عليه وسلم. كن مع القريب من الله تكن قريباً منه تعالى.
والله دائماً في الآيات يقرن حبّ الله بحب رسوله وطاعة الله بطاعة رسوله. جاء في الآية الكريمة: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ..} سورة آل عمران: الآية (31).
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ..} سورة النساء: الآية (80).
ومعنى هذا أننا بحبنا لرسول الله نحب الله ونطيعه ونمشي على هديه وبكلامه فأين الخطأ إذا مدحنا رسول الله بمولده الذي مضمونه وخلاصته حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف والذي هو تعبير عن حبِّ المسلمين لرسولهم وظهوره صلى الله عليه وسلم للعالم مدى الحياة وليس لحظة الولادة فقط، ليس هناك أبهج ولا أبدع ولا أروع من ذلك.

وثق تماماً أن أيّاً من الصحب الكرام رضوان الله عليهم لو كان في زماننا لاحتفل بعيد المولد النبوي وآزر الاحتفال وناصره واستمع لمدح الحبيب بترنم وشوق وحنين، فهذه سنة حسنة وما أبدعها من سنة وما أجمل أن نحتفل بأشرف الناس وأطهر الناس والذي مدحه عزّ وجل بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: الآية (4).

لو سمحتم أريد السؤال عن القصر في الصلاة في حالة السفر وهل السفر في هذه الأيام ينطبق عليه نفس الأحكام أيام السفر على الدواب وهل هنالك سنن قبلية وبعدية في السفر وجزاكم الله كل خير.

كلا لا ينطبق القصر في الصلاة في هذه الأيام إلا في حالات نادرة "مثلاً إذا كان الباص لا يتوقف في الاستراحة إلا لمدة سريعة"، وما عداها تبقى الصلاة بلا قصر، وهنالك نفس السنن ينبغي صلاتها قبلية كانت أم بعدية.
لقد أصبح السفر بعصرنا نزهة، بينما كان بالسابق قطعة من العذاب قالوا بل العذاب كله، تحت الشمس المحرقة والأمطار الهاطلة والحر والبرد والسيول والوحوش والأفاعي والأخطار، فغدا نزهة بالطريق المترع بالمتطلبات والمآكل والمشروبات والمسرات فاختلفت شروط الصلاة اختلف الزمان والمكان. غدا السفر بغرفة مكيَّفة طائرة كبساط الريح.

في الأيام السالفة كان السفر قطعة من العذاب قالوا: بل العذاب كله، تحت أشعة الشمس الساعات الطوال وتحت الأمطار، وظروف القوافل والخوف من الوحوش المفترسة وقطّاع الطرق والحروب.
أما السفر في أيامنا فهو نزهة وسيران، راحة ومتعة ورفاهية فهل في النزهة يجوز القصر بالصلاة!
حتى بالسفر الطويل إلى الصين، فالطيارة أحسن من بساط الريح المكشوف للشمس والمطر. بالطيارة أنت بغرفة مترفة من غرف بيتك لا عمل ولا شغل لك إلا بالصلاة فعلام القصر؟

السفر قديماً كله عذاب ومشقة وتعب وأخطار والسفر بأيامنا متعة وراحة واطمئنان فلا قصر في الصلاة فيه إلا للمنافقين الذين لا يجدون لذة في الصلاة.

وعلى كلٍّ فالقصر في الصلاة يشترط فيه حالة الخوف حتى يكون هناك قصر في الصلاة، كالخوف مثلاً من ذهاب الباص وتركه في الاستراحة.

السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل أريد السؤال عن الحكم التالي:
أرادت المرأة الاغتسال للطهر وبعد الانتهاء وجدت على جزء صغير من جسدها ما يمنع وصول الماء إليه كأن رأت على طرف ظفرها بقايا طلاء أظافر مثلاً فهل يجب إزالته أولاً ومن ثم إعادة الاغتسال أم يكفي إزالته وغسله منفرداً وجزاك الله خيراً.

الغاية من الاغتسال هي النشاط، والظِفر كله وليس الطلاء فقط لا علاقة له بالنشاط فلو أن الأظافر كلها كان عليها طلاءات وإن لم يأتها ماء فلا علاقة لها بالنشاط والغسل.
فلا داعي لإعادة الغسل لأن الغسل قد تمّ.
وذلك لأن سبب الاغتسال هو أن ماء الحياة حينما يخرج من الإنسان من كل أعضائه فيحصل ضعف عام في الجسم فيذهب النشاط، والماء بواسطته تجري الحياة والنشاط ثانيةً فيكفي أن نصب كأساً من الماء على رأسنا وجسمنا ونعممه بيدنا على كل جسمنا وبهذا يتم الغسل لأنه حصل النشاط ونستطيع الصلاة نشيطين يقظين ونفهم ما يتلى من معاني آيات القرآن بالصلاة ونستفيد.

السلام عليكم
هل التأمين على الأشياء مثل تأمين السيارة أو تأمين الصحي جائز في التشريع الإسلامي؟ هل تعتبر ربا إذا كانت تخصص للشخص راتب شهري في حال التأمين على المعاش عند موته أو تقاعده.

يا أخي: أنت تسأل عن تشريع إسلامي، فمن يطبق التشريع الإسلامي في دول العالم حقاً؟ حينما يطبق التشريع الإسلامي نعطي الجواب بالتشريع الإسلامي، أنت تطلب شيئاً غير عملي حينما يوجد أمر عملي نجيب على الموجود والواقع العملي. (إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون).
هل تريد أن تقيم تشريع جديد من عندك؟ الآن الأمور جارية على هذا المنوال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم أريد توضيح الفرق بين الصدقة والزكاة. وجزاكم الله عنا خيراً.

الصدقة: مشتقة من الصدق واليقين بالجزاء، فكل من طلب الحق والحقيقة ونفر من الدنيا الوسخة وطلب الوصول للمنعم المتفضل عليه وعلى العالمين ليشكره على إنعامه وفضله وخشي ما بعد الموت ونظر بآلاء الكون وقارن صنع الخالق العظيم بصنع المخلوق الضعيف واستعظم الخالق فالتفتت نفسه فشاهدت أنه لا إلۤه إلا هو وأنه تعالى يغمره بإنعاماته حبّاً به، وكذا يحب خلقه إذ يغمرهم بفضله وحبه لذا يكرمهم تقرباً إلى الله فينفق من ماله عوناً ومساعدة لهم لوجه الله، فهذا هو الذي يتصدّق ليرضي الإلۤه العظيم بإحسانه لمخلوقاته ويعامل الله مباشرة، فإنفاقه هذا عن حضور قلبي بحضرة الله إنه يعامل الإلۤه الذي شاهد فضله ونوره ووجوده. هنا الصدق إذ تتوجه نفسه لربها وتتقرب منه وتتصل به فتمحى منها شوائبها ونواقصها وتكسب منه تعالى صفات الكمال، وأثناء محو شوائبها بصلتها بربها جراء صدقها تشعر النفس بشعور لذيذ وأحوال قلبية حلوة سامية بسبب زوال شوائبها وخبثها وحلول الكمالات الإلۤهية فيها وكله بسبب صدقها. فنحن إن اتصلنا بطعام لذيذ أو اتصلنا بمخلوق نحبه نشعر بلذائذ، فكيف بالاتصال بخالق الجمال ومبدع كل كمال؟! هذا وبزوال الشوائب والكدورات النفسية والنواقص وحلول الفضائل تزكو النفس بربها، أي تزول الكدورات وتنال المكرمات، تطهر من شوائبها وتنال الخير من ربها، وهذه هي (الزكاة) ومن لا يتصدق فلا يصلي فلا خير فيه ولو ملك العالم، بل يزداد قلبه ضيقاً وهمّاً وغمّاً إذ لا تزكو نفسه ولا تطهر "ولا تزكو نفس إلا بربها"

وسمّيت الزكاة: بصدقة الزكاة، لأنه بحصول الزكاة لنفسه يكون صادقاً بصدقته وهي مقبولة كما قال تعالى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} سورة الليل: الآية (5-7).

وهناك النفقة وهي طريق لحصول الإيمان، وبعد الإيمان تصبح صدقة، كان سيضع هذه الأموال في شهوات الدنيا وملذاتها وسيقع بالارتكابات والمعاصي بالمال الذي هو مادة الشهوات، أما بإنفاقه هذا المال في سبيل الآخرة يكون قد فرغ من الدنيا وشهواتها ونفّق منها وحوّلها للآخرة من أجل الإيمان بالله، فهي سبيل وطريق بل ودافع يدفع النفس للسير في طريق الإيمان، وتكون بعد الإيمان بالله اليقيني الشهودي صدقة وذلك عن صدق وحضور قلبي في حضرة الله.

سيدي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الواجب قراءة بعض من آيات القرآن بعد الفاتحة في السنن القبلية والبعدية أم لا وهل يستحب ذلك؟ وماذا عن الأدعية المأثورة بعد الصلاة وهل هي بعد الفرض أم بعد السنة البعدية وشكرا لكم.

أولاً:
واجب قراءة بعض آيات القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية في السنن القبلية والبعدية فقط أما الركعتين الثالثة والرابعة فنكتفي بالفاتحة فقط. وليس هناك ما يستحب.

ثانياً:
مذهب أهل السنة يقرؤون الأدعية بعد الصلاة. ومذهب أهل الشيعة يقرؤون الأدعية أثناء الصلاة، وعلى الشكلين لا ضرر ولا خلاف بالدعاء أثناء الصلاة أو بعدها.
عادةً يدعون أدعية بعد الفرض ولا خلاف.

سؤال هام يسأل عنه كثير من الناس
أستاذي الكريم...
مشكلة كبيرة مع النمل في المنازل والمكاتب والعيادات والمطاعم. يظهر النمل بأعداد كبيرة ولا ندري كيف نتخلص منه بطريقة إنسانية ترضي الله ولا تؤثر على الإنسان.
- هل يجوز استعمال المبيدات الحشرية؟
- هل يجوز سد مكان أعشاش النمل، فهل يستطيع النمل حفر مكان آخر والخروج منه؟
- هل يجوز استعمال مواد منفرة يهرب منها النمل دون أن يقتل؟
المشكلة صعبة، فكثير من النمل يقتل دعساً بالأقدام بدون شعور منا، وربما من الأطفال، والنمل يمشي على الطعام والشراب في المطابخ.
ما الحل... رجاءً أفيدونا حتى نبرأ ساحتنا أمام الله؟

نعم: استعمال مواد منفرة يهرب منها النمل دون أن يقتل هو الحل الرحيم والأمثل في هذه الحالة وقد جربت طريقة لتهريب النمل وجرت دراسة في إحدى الدول العربية ووجدوا أن هناك طريقة سليمة لطرد النمل دون أذاه وهي أن يوضع قليل من السمسم المهروس ويشترط أن يكون السمسم طازجاً غير محمّص ويرش حول أماكن تواجد النمل أو في أوكارها وحولها فتنفر وتهرب.

فالسمسم توجد فيه زيوت طيارة تؤثر على حاسة الشم لدى النمل فيهرب منها حفاظاً على حاسة الشم عنده.
أما السؤال المتعلق أن النمل يدعس بالأقدام بدون شعور منا فهذا غير مؤاخذ عليه الإنسان لأنه لا يملك في هذه الحالة شيئاً والمؤاخذة على ما يملك وليس على مالا يملك.
فطالما أننا لسنا عامدين بدهسهم فلا مؤاخذة علينا أبداً.

بالنسبة لكفارة يمين الطلاق هل تحسب على كل كلمة طالق كفارة؟ مثلاً كلمة أنتي طالق طالق طالق تعتبر يمين واحد ولها كفارة واحدة أم تعتبر ثلاث أيامين ولها ثلاث كفارات؟ أفيدوني نفع الله بكم.

على كل كلمة طالق كفارة يمين، فثلاث طلقات أي ثلاث أيمان ولها ثلاث كفارات. وكفارة اليمين الواحدة إطعام عشرة مساكين ثلاث وجبات فطور وغداء وعشاء {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ..} سورة التحريم: الآية (2).
وكفارة ثلاثة أيمان إطعام ثلاثين مسكيناً ثلاث وجبات فطور وغداء وعشاء، أي إطعام تسعين مسكيناً كوجبة واحدة.
الطلاق كما بينه تعالى بالقرآن ليس بكلمة. الطلاق الحقيقي يبدأ بالوعظ ثم بالهجر بالفراش لمدة لا تتجاوز أربعة أشهر فإن لم تتب عن معصية الله فالضرب المعنوي الخفيف، فإن كانت تحب زوجها ولو قليلاً تفهم من الضرب الخفيف أنه جاد بالطلاق، فترجع عن غيّها، وإن لم تعبأ حتى بالضرب فمعناه أنها لا تحبه ولا تريده ولا قيمة له عندها وتحتقره، عندها يجتمع حَكم من أهله وحكم من أهلها للصلح فإن بقي الخلاف تتم طلقة واحدة، ولا عبرة للفظ وحده فهو حلف يمين عليه كفارة يمين إطعام عشرة مساكين ثلاث وجبات يومية.

ما حكم الصلاة بالخف أو الحذاء وهو على وضوء للاضطرار؟

إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، فلا بأس بذلك في حال الاضطرار.

السلام عليكم
إخواني وردني بعض الأقاويل أن الإيجار حرام بجميع أشكاله وأطلب منكم الرد المناسب بدقة لأنني أنا أعمل بمجال الإيجار وإذا عرفت أنه حرام من أجل أن أغير هالعمل.
وأنا سألت عدد من العلماء ولست مقتنع بكلامهم فأرجو من فضيلة الأستاذ عبد القادر أن يعطيني فتوى من أجل الموضوع بأسرع وقت ممكن لكي لا أطعم أولادي حراماً إن كان الإيجار محرماً أخوكم أبو مهند وشكراً.

البحث في طور الإعداد، وسيصدر البحث إن شاء الله ريثما تستكمل الأدلة القطعية بالإيجاب أو السلب، أما أنت إن كان لديك شبهة، فالله ورسوله يأمرك أن تجتنب الشبهات إن كان أنت لديك شبهة وليس عبد القادر.
(الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد برئ لدينه وعرضه ومن حام حول الشبهات أوشك أن يقع فيها ألا إن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله محارمه ألا إن حمى الله الجنة).

هل الدخان حرام ولماذا معظم أتباع العلّامة يدخنون؟

قال تعالى عن الخمر هو حرام في الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ..} سورة المائدة: الآية (90). ولم يقل تعالى: (أن الدخان حرام).
وكلمة (الخمر) مأخوذة من: خَمَرَ، والخمار هو الستر والحجاب، تقول: تخمَّر المرء، أي تستَّر حتى لا يُعرف من هو، وهنا (الخمر) تعني: كل المشروبات التي من شأنها حجب التفكير وستره وفقدان الوعي، فكل ما يستر الفكر من نبيذ وبيرة وأفيون وحشيش وكونياك وفودكا ووسكي، فإذا شرب المرء من هذه المشروبات يصبح فاقداً للفكر وكالمجنون، قد لا يميز أمه من زوجه ولا صديقه من عدوه، فلربما يقتل أعز أصدقائه وهو في خمرته، ويندم بعد صحوه.

فهل في الدخان هذه المواصفات؟! هل إذا شرب المرء لفافة تبغ يذهب تفكيره ويصبح كالمجنون، أم إذا أراد أن يفكر يأخذ لفافة تبغ لتركيز أفكاره فهو من المنبهات وليس من المسكرات، فهل إذا أخذ أحد لفافة تبغ لا يفرق بين أمه وامرأته؟! هل يقتل صديقه من أجل مزحة اعتيادية؟!

إذن: (الدخان) لفافات التبغ لا تحمل مواصفات الخمر فهو ليس حرام، إنما هو مكروه بالإكثار منه.
كما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذكر كل شيء عن هذا الزمان وفي كل زمان، ولكن لم يذكر شيئاً عن الدخان أنه حرام، إذن: ليس في القرآن ذكر لتحريم الدخان وليس هناك أنه حرام، إذن: ليس في القرآن ذكر لتحريم الدخان وليس هناك بالأحاديث أي تحريم للدخان فمن أين حرموا وحللوا أفمن عند أنفسهم؟!
اليهود حللوا وحرموا بالتلمود لا بكلام الله التوراة، فلا يجوز للمسلمين أن يتبعوهم بالتحريم من عندهم لا من عند الله.
أَوَحيٌ بعد رسول الله؟! على مَنْ نزل الوحي بعد رسول الله حتى يحلل ويحرم من عنده؟

أما عن سؤالك: لماذا معظم أتباع العلامة يدخنون؟!
نقول: إن الذين كانوا يدخنون عند العلامة قدامى وتوفي معظمهم فلم يبقَ منهم سوى ثلاثة من أصل ألف والجدد كلهم لا يدخنون، لأنهم تقيدوا بتعليمات العلامة الرحيم (أنه من لم يكن قد أمسك لفافة التبغ فلا يمسكها).
فنشأ جيل جديد لا يدخن أبداً عكس ما تفضلت به.

يا أخي الكريم: صحّح معلوماتك إن معظم أتباع العلّامة أبداً لا يدخنون، ومن قال لك هذا الزور فلا تصدقه. تأكد بنفسك وأنا أتحدى من يقول هذا الكلام. اصعد إلى جماعة الشيخ الباني والذين كانوا عند العلّامة قدّس سره لا تجد إلا 1% منهم يدخن.

إذن: هذا الذي تفضلت به وهذا الذي بلَّغك إياها، قد قالها دون علم ودون دليل فهو بهتان والسبب في ذلك، أن العلّامة أمر أتباعه بأمر عجزت البشرية أن تأتي بمثله. أذاع بين جماعته القدامى منذ 50 سنة أنه من كان يدخن لا علاقة لي به إن شاء أن يبقى عليه أو أن يتركه. أما إن لم يمسك لفافة التبغ فلا يمسكها. فكل الأخوة الجدد الذين سمعوا هذا الأمر أطاعوا وتقيدوا بالأمر. أما المدخنون القدامى توفي معظمهم ولم يبقَ إلا من لا يدخن. فالقول بأنهم يدخنون هذا غير صحيح، وأذكر لك أمثلة: على سبيل المثال إن شيخهم عبد الهادي الباني لا ولم يدخن في حياته، وكذلك نائب شيخهم بشير لا ولم يدخن أبداً.

فهذا الذي بلغك عنهم غير صحيح هذا بالنسبة للشيخ عبد الهادي كذلك بالنسبة لحلقة راتب النابلسي معظمهم لا يدخنون، وكذلك أتباع الديراني أيضاً لا يدخنون. إصغاءً لنصيحة العلامة وحباً به (بأن الذي لم يمسك لفافة التبغ فلا يمسكها).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الصلاة هي صلة العبد بخالقه فإذا كان الإنسان على صلة دائمة بربه كالأنبياء، فلماذا يصلّون إذاً؟
ولماذا يجب قضاء صلاة أحد الأوقات إذا فات الإنسان صلاته؟
ولكم جزيل الشكر.

أولاً: يصلون لأنهم قدوة للبشر وهداة للناس، ولو لم يصلوا لاقتدى بهم الناس وهلكوا وهم ليسوا أنبياء.
ثانياً: ليزدادوا كسباً وسموّاً وعلوّاً، فالطالب الذي يبقى بصف واحد راسب، والأنبياء دوماً يرقون ولا يرسبون.

سؤال: ما كان صلى الله عليه وسلم وحتى سن الأربعين يصلي لأن الصلاة قبلها لم تفرض فهل يترك صلى الله عليه وسلم هداية الناس والفتوحات ليقضي ما فاته؟
وكذلك الأمر بالنسبة للصحابي خالد بن الوليد وهو الذي أسلم بعد سن الأربعين، ما أجملها أن يترك الفتوحات والجهاد بعد إسلامه ويذهب ليقضي ما فاته من صلوات؟!

وهل يكفي عمره الذي تبقى والذي لا يتجاوز العشر سنين ليقضي ما فاته بدل أعماله التي عملها من كسر الفرس والروم والعرب المرتدة وهزمهم جميعاً، وأعمال الذين دخلوا في الإسلام بعدها وصلواتهم جميعاً في صحيفته ومن ناحية ثانية (الإسلام يجب ما قبله).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي: واشوقاه للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
1- ما هي أعلى الأعمال التي تعين النفس للقرب والارتباط بمن هو رحمة للعالمين.
2- من ذاق ليس كمن سمع، علمنا كيف نعشق عالي الشمائل محمد من {..هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.

أعلى الأعمال وأعظمها وأرقاها هي ألا تعمل شيئاً منكراً أبداً، أي: أن لا يصدر منك أي عمل سوء وترك المنكر بالكلية، فكل ما يغض من شأن الإنسان ويحط من قدره هذه الأعمال المخزية إن تركها الإنسان وأشاح بنفسه عنها، مهما عمل من الصالحات وإن قلَّت، كفيل هذا أن تطير بنفسه وتجعله قريباً ممن هو رحمة للعالمين، فإذا نظر الإنسان مفكراً بالدنيا وشهواتها ورأى أساليبها الملتوية ووجد أنها لا تؤخذ إلا غلاباً وبأساليب معوجة "أساليب مكيافيلي" من مكر وخداع وقلة الأمانة والخيانة والكذب والذل، فنظر في أصحاب الغنى والثراء فوجدهم في قلق دائم على دنياهم من الزوال، وفي رعب وخوف من الآخرين أن يسلبوهم أموالهم وفي حسابات للربح والخسارة دائمة، وهم كذلك لا يتورعون عن الظلم والتعدي في سبيل تحطيم خصومهم من أصحاب الغنى، فحالتهم في شقاء ولا يذوقون طعم الهناء والصفاء أبداً.

كذلك الذين يتبعون شهواتهم الجنسية تراهم أذلاء وفي خنوع لمن يرون الشهوة عندهم، أقول: إذا نظر الإنسان في طرق الدنيا ورآها لنهايتها ورأى نتائجها المخزية، وهي على كل حال لزوال وفناء بالموت المحتم. فمجّ هذه الدنيا وطرقها الملتوية وعافها من نفسه وترك المنكرات جميعها دون استثناء وابتغى الحق والحقيقة والنجاة، عند ذلك يجمعه الله بسفينة النجاة التي شراعها الحقيقة وربانها من جعله الله للعالمين رحمة مهداة.

إذن: إن رمت أن ترتبط نفسك بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما عليك إلا أن تترك المنكر بالكلية هذا إن أردت أن تعشق عالي شمائل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فما عليك إلا أن تحتذي حذوه وتنهج منهجه، وهو مستقيم على أمر الله، فاستقم مثله عندئذٍ تحبه وتعشقه، وذلك لا يتمّ ولا يدوم إلا بالإيمان بالله، وكلّ شيء إن فكرت به يصل بك إلى وجود الإلۤه فتخشى المسؤولية والحساب والخسارة، لأنه طالما أنه يوجد إلۤه فحتماً يوجد حساب وسؤال ورسوب أو نجاح، عندها تستقيم (والاستقامة عين الكرامة) وتطبق ما ذكرناه، فتصلي الصلاة الصحيحة ونفسك مصاحبة لنفس رسول الله وبصحبته تنل الجنة والنعيم في دنياك قبل آخرتك.

السلام عليكم
- ما هو حكم صلاة العصر عند احمرار الشمس أو عندما تكون الشمس في قرن الشيطان؟ وهل يجوز تأخيرها بعد صلاة المغرب؟ وكيف يكون ترتيب الفرائض هنا؟
- ما هو الوقت المختار لصلاة العصر؟ وهل تجوز العصر بعد غروب الشمس ودخول وقت المغرب؟ وهل يمكن صلاة العصر قبل أو بعد المغرب؟ وما دور مراعاة الترتيب هنا؟

- تكره صلاة العصر قبيل غروب الشمس، ولا يجوز تأخير صلاة العصر أبداً، وذلك بسبب أن الله جعل وقت المساء وقت تفكر وتأمل في الآيات الكونية لمن أراد أن يصل للإيمان الحقيقي بلا إلۤه إلا الله من خلال آياته الكونية وصنعه تعالى العظيم.
وهذا وارد في آيات كثيرة في القرآن منها: {..يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ، رِجَالٌ..} سورة النور: الآية (36-37).
ففي انقلاب الليل والنهار آيات عظيمة تلفت النفس لظلام القبر بالموت وداعٍ يدعوها للتأمل والتفكير، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} سورة آل عمران: الآية (190): ففي وقت الانقلاب يجب على الإنسان أن لا يشغله شاغل عن التفكر في آيات الله الكونية، والدين الإسلامي دين نظام وليس فوضى، فللصلاة أوقاتها الخاصة بها وللتأمل والتفكير ساعة خاصة به فهناك ساعتين خصصهما الله للنظر والتفكر وهما: ساعة بعد شروق الشمس، وساعة عند الغروب، فلا يشتغل الإنسان بهذا الوقت بشاغل حتى ولو كانت الصلاة فلها وقتها.

- والعصر وقته المختار عندما تقترب الشمس من الغروب وتكون أقرب من الغروب منه إلى الزوال.
وقبل غروب الشمس بقرابة ساعة.
أما متى دخل وقت غروب الشمس فقد فات وقت العصر، ودخل وقت صلاة المغرب.
وهذا ترتيب الله الذي فرضه هو فلا يجوز أن نصلي صلاة العصر في وقت المغرب، أو المغرب في وقت العشاء أو العشاء في وقت الفجر ولكل وقت حكمه ولا تجوز الفوضى، لأن الكون بذراته ومجراته قائم على النظام الصارم، فمتى فات على الإنسان وقت فقد انتهى، أي: إذا انقضى وقت الصلاة زالت فائدتها، ويتم القضاء عن فوات الصوم لتبقى ثقة النفس قوية لحصول ليلة القدر العظيمة والسلام.

ما هو طريق الإيمان الذي يجعل صاحبه دائماً في صلة مع الله مهما احتك بالناس؟

على الإنسان أن يسلك طريق الإيمان الذاتي الذي سلكه أبونا إبراهيم عليه السلام وأعطانا بسلوكه العملي درساً خالداً، وقد ضرب لنا تعالى ذلك مثلاً في القرآن الكريم بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما جلس يتفكر في آيات الله في هذا الكون ليتوصل إلى الإيمان الحق المطلوب من كل إنسان.
وهذا الإيمان يحمل الإنسان على الاستقامة على أمر الله، وبالاستقامة تتولد الثقة بالنفس من رضاء الله عنها، فتقبل على الله في صلاتها وتطهر شيئاً فشيئاً، وتتحلى بقسط من الكمال، بعد ذلك إذا سمعت بالكاملين تحبهم وسيد أهل الكمال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحبه وتعشقه، ولا تنفك عنه أبداً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً مع الله، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} سورة الأحزاب: الآية (56).
عندها يغدو الإنسان في صلة مع الله دوماً، مهما احتك بالناس طالما هو مرتبط مستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو مستشفع بجانب عظيم جداً، فيغدو كالجبل الراسخ لا يتأثر بأحد بل هو يؤثر بالناس، ويسعى لنقلهم من الظلمات إلى النور.
لمزيد من التفاصيل حول طريق الإيمان (شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) يمكن الرجوع إلى كتاب (الإيمان أول المدارس العليا للتقوى) المنشور بشكل إلكتروني على موقعنا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الأستاذ عبد القادر الديراني ذكرتم في كتاب الصلاة أن الوضوء فائدته هي النشاط والسؤال:
هل إذا كان الشخص نشيطاً (بعد تمرين رياضي مثلاً) يمكنه أن يصلي دون وضوء؟ وماذا لو كان الشخص قد خرج لتوه من حوض سباحة؟ وما فائدة التيمم في حال عدم وجود الماء هل التراب ينشّط الجسد؟
ولكم جزيل الشكر.

1- نعم يمكنه الصلاة ولكن بعد غسل فهو بحاجة للوضوء الأكبر لأن العرق يكون قد غمر جسمه وحمض اللبن يهد عضلاته هداً وقد أصابه بعد التمرين خمول وتعب شديد فهو بحاجة (لمساج) تدليك العضلات ليذهب حامض اللبن والأفضل غسل شامل من أجل أن يتنشط من تعب الرياضة.
فالوضوء للنشاط وهذا الذي يقوم بتمرين رياضي بحاجة لغسل ليستعيد نشاطه بعد أن أصابه الخمول والتعب بعد التمرين.

2- أما من يخرج لتوه من حوض السباحة وكان قد سبح حقاً فكل ذرة بجسمه قد استهلكت لأن السباحة رياضة لجسمه كله وبحاجة لراحة وبعد ذلك للوضوء مع النية لأنه ليس للمرء إلا ما نوى وهذا الذي سبح لم ينوِ والوضوء بحاجة لنية أما إذا نوى الوضوء ونزل المسبح وغمر جسمه كله وخرج ولم يبذل جهداً فهذا حصل على الوضوء وبإمكانه الصلاة.

3- أما التيمّم في حالة عدم وجود الماء فإذا وضع المرء يديه على أثر الغبار أو التراب ودلك ذراعيه ووجهه فبهذا التدليك يثير النهايات العصبية في الجسم وهذه الإثارة كفيلة بإحداث النشاط لوقت واحدٍ فقط، وهذا في حالة عدم وجود الماء، والتيمّم شرط آني لفرضٍ آني غير مستمر، أما إذا حضر الماء بطل التيمم.

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الفاضل جزاكم الله خيراً عن هذا الموقع؛ سؤالي هو يتعلق بحد الزنى للمحصن المتزوج، وما دليله من كتاب الله؟ هل هو الرجم كما ورد في بعض القصص الواردة في التاريخ وما مدى صحتها لأن من يقرأ كتاب الله لا يجد فيه حد الرجم ولا يجد سوى الجلد مئة جلدة وجزاكم الله خيراً.

أخي الكريم: لقد قلت أنه لا دليل في القرآن الكريم على حد الرجم، وفعلاً لا يوجد أيّ إشارة في القرآن الكريم على حد الرجم للزاني المحصن، بل العقوبة الصريحة في آيات صريحة هو الجلد مائة جلدة.

السلام عليكم: في سؤال طرح من الأخ (باسل) فكانت النتيجة بالنهاية هي صيام شهرين متتابعين.
تعرّض والدي لنفس الحادث المذكور ولكن الضحية كانت طفلة لا تتجاوز التاسعة من العمر، والسؤال:
1- ما الفرق بين الرجل الطاعن بالسن والطفلة الصغيرة الغير مكلفة (من ناحية الجزاء طبقاً للقانون الإلۤهي)؟ والله يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً..}.
2- ما الغاية من صيام الشهرين؟ وما الفائدة العائدة على الفاعل؟ {..تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} ولكن القتل هنا بغير قصد فلماذا التوبة؟
3- ما الجزاء المترتب على امتناع الفاعل عن صيام الشهرين؟ وهل يظهر أثر الامتناع في الدنيا أم في الآخرة؟
4- النيابة العامّة قد فرضت عليه عقوبة قسرية، فهل يمكننا أن نسمي صيام الشهرين عقوبة؟
مع جزيل الشكر والامتنان

أولاً: تسأل ما الفرق بين الرجل الطاعن بالسن والطفلة الغير مكلفة (من ناحية الجزاء طبقاً للقانون الإلۤهي)؟
هناك فرق كبير بين الطفلة الصغيرة غير المكلفة وبين الرجل الطاعن بالسن. لأن الطفلة إذا ماتت فحتماً مصيرها الخلود في النعيم وهي الولدان المخلدون {..إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ، وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} سورة الإنسان: الآية (19-20).
أما هذا الرجل المكلف لا ندري مصيره على حسب إيمانه أو كفره.
وإن وفاة الرجل الطاعن بالسن وقعها على النفس كبير وأكبر من وفاة الطفلة الصغيرة.
أما من الناحية الجزائية: فهذه الطفلة نفس وهذا الرجل نفس. قال تعالى: {كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ..} سورة المائدة: الآية (45). فالذي وقع على يده مثل هذا العمل وهو قتل نفس أيّاً كانت طفلة صغيرة أم رجل كبير فبالنسبة له الفعل ذاته فعليه تحرير رقبة (أو قيمتها قيمة إطلاقها أي فدية أسير فإن كان غنياً يدفع قيمة فدية أسير وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين).

ثانياً: ما الغاية من صيام شهرين، علماً أن القتل بغير قصد منه فلماذا التوبة؟
نقول: لماذا ساق الله على يد هذا الإنسان ذلك الفعل وهو القتل غير العمد. والله الحكيم الخبير المتصرف بشؤون الكون كله بحكمة وعلم ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، فلا تخفى عليه خافية، فهو أعلم بذنوب عباده ينبههم ليشفوا فيدخلوا الجنة، فلماذا جرى على يد هذا الإنسان ذلك العمل وهو قتل نفسٍ، لا شك أن هناك علة معنوية خفية ولديه أخطاء وتفريطات في جانب ربّه كثيرة حتى ساق الله تعالى له هذا العمل تنبيهاً له أن سيره باتجاه خاطئ لا يرضي الله، لكي يتوب إلى الله ويعيد حساباته فيعدّل ويغيّر ما بنفسه بالتوبة والإنابة إلى الله بعد القصاص وصيام شهرين، إن لم يجد تحرير رقبة، وهذه دليل عن صدقه في التوبة وطلب الغفران والشفاء بعد التنبيه بالحادث، فإذا كان في هذا الحادث ليس لديه عزم وقصد لابدّ أن لديه أخطاء بناءً عليها جرى معه هذا الحادث والمؤمن دائماً يحاسب نفسه ويدعو الله (اللهم اجعلني مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر).

ثالثاً: تسأل: ما الجزاء المترتب على امتناع الفاعل عن صيام الشهرين؟ وهل يظهر أثر الامتناع في الدنيا أم في الآخرة؟
نقول: المتمنّع عن أداء الجزاء أو صيام شهرين إن لم يجد تحرير رقبة ولم يفعل فهذا خارج عن إطار الإسلام ومارق جزاؤه عند ربه هو يجازيه ويظهر أولاً بالدنيا لظهور العلّة الخفية المسببة للخطأ بدل زوالها فيجر العلاجات والشدائد لنفسه.
وعذاب الآخرة الرهيب لأنه لم يُشفَ بالدنيا ولَعذابُ الآخرة أشد.

رابعاً: النيابة العامة قد فرضت عليه عقوبة قسرية. فهل يمكننا أن نسمي صيام الشهرين عقوبة؟
نعم تعقيب لنفسه لتشفى.
نعم عقوبة لنفسه لكي ترتدع وتتأدب وتتوب وتطلب الغفران من الله. لكي يخلص من العقوبة الأكبر في الدنيا وعذاب الآخرة. خلقنا تعالى في الدنيا لنشفى ونطهر وندخل في جنات النعيم الأبدي لا للعذاب. فمن يفرض على نفسه العذاب؟ كل شيء فداء النفس يسيرٌ.

قيمة زكاة الذهب ربع العشر، عليَّ خمس وثمانون جراماً، هل الزكاة تكون عليّ الخمس وثمانون أم علي الزائد علي الخمس والثمانون؟

الذهب الذي هو زينة المرأة لزوجها، هذا لا يترتب عليه زكاة ولا صدقة ولو بلغ، ولو كان ألماساً.
أما إن كان الذهب عبارة عن مال مخزن بالعملة الذهبية فكلما حال الحول فيترتب عليه الزكاة بقدر:
2.5 على كل مائة. كل سنة، وهذه النسبة يمكن حسابها بسهولة.

نذرت صيام شهر إن كنت غير حامل لوجه الله، فكيف أعمل هل يتوجب عليّ صيامه متتالي أو قدر ما استطعت أيام متفرقة؟

إذا لم تنوي أنّه شهر متتالٍ لا مانع، فلا يشترط إن كان متوالياً أو متفرقاً، وإذا لم تحددي فلا بأس إن صمت الشهر متفرّقاً، ولكن بشرط أن تحصي الأيام للشهر القمري ثلاثين يوماً، وعلى راحتك في أيّ وقت كان.

ما هي الطريقة الصحيحة للوضوء الأكبر وجزاكم الله خيراً.

لعلك تقصدين بالوضوء الأكبر هو الاغتسال وتسألين عن الطريقة الصحيحة للاغتسال، فنقول:
إذا فهمنا الحكمة من الاغتسال تصبح الطريقة يسيرة والعملية في غاية السهولة والبساطة.
في حالة الجنابة وخروج ماء الحياة من الإنسان، وهذا الماء الطاهر يخرج من الإنسان ومن سائر أعضاء جسمه، لذلك يورث ذلك ضعفاً جسمياً عاماً ويُحدث خمولاً ووهناً في كافة الأعضاء، فيحتاج عندئذٍ الإنسان للاغتسال بواسطة الماء، الذي جعل الله منه كل شيء حي، ليعيد نشاطه وتعود همته الكاملة، فنقول:
والدين الإسلامي دين قوة ونشاط {..خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ..} سورة البقرة: الآية (46).

إذن، الحكمة من الاغتسال هي النشاط وليس النظافة، فالغاية من الاغتسال هي النشاط فقط، ولتحقيق النشاط يكفي كأس ماء يُصبُّ على الرأس ويعمم على جميع أعضاء الجسم فينشط الجسم وتعود له الهمّة، وهذا هو المطلوب ولا يحتاج الأمر لأكثر من ذلك، فكأس من الماء إن عُمِّم على جميع أنحاء الجسم كافٍ ووافٍ، يصبه المرء الذي وقع في جنابة على رأسه ويعمّمه على سائر جسمه، وكفى الله المؤمنين الحرج {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج: الآية (78).

والسادة العلماء تقول من مكروهات الوضوء الإسراف في الماء، فالإسراف لا يرضى الله به، فكأس ماء كافٍ ووافٍ لتحقيق النشاط {..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..} سورة البقرة: الآية (269).
والحقيقة والواقع الذي لا يمكن نكرانه أبداً، أن الحكمة لم يدركها أحد من مئات السنين وفي عصرنا هذا إلا فضيلة العلّامة الكبير محمد أمين شيخو قدّس سره، إذ بيّن الحكمة من الوضوء والحكمة من الاغتسال وهي للنشاط فقط.

أما النظافة فلها الحمّام والليفة وكيس الفرك ولا علاقة لها بالوضوء والاغتسال، والنظافة القلبية من الإيمان تتم بالصلاة الصحيحة، ولو كان كما يقولون خطأً للنظافة. فكيف نستعيض الوضوء بالماء بالتيمم بالتراب واستباحة فرض الصلاة، فهل التيمم بالتراب ينظِّف الجسم؟

عندي الوالد رحمه الله متوفى عام 1997 ولي ثلاث أخوات كلهم أحياء ولي أخوين متوفين رحمهم الله، عبد الرحمن متوفى عام 1996 وله أبناء وموسى متوفى عام 1980 وله أولاد كيف تكون القسمة؟ وجزاكم الله بألف خير.

تكون القسمة كما أمر الله تعالى: {..لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ..} سورة النساء: الآية (11).
دون إغماض حقوق اليتامى ولليتامى المتوفى أبوهم حق أبيهم من الميراث.
قال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} سورة النساء: الآية (8): معروف: أي مذكور في القرآن.
ولأبناء أخيك عبد الرحمن (حصة) من الميراث.
ولأبناء موسى (حصة) من الميراث، ولك أنت (حصة) ولأخواتك لكل واحدة منهم (نصف حصة) من الميراث، ولستَ ممن يغمضون ذوي الحقوق حقوقهم لقوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} سورة النساء: الآية (10).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو:
أنا أفطرت ثلاثة أيام من شهر رمضان المبارك. أنا أعلم أن فتوتها هي صوم ثلاث أشهر متتالية ولكن أنا لا أستطيع صوم ثلاث أشهر متتالية، هل من فتوى يمكن أن نطعم المساكين أو نوزع فلوس على المحتاجين؟

ليس لديك إلا الصدقة وإطعام المساكين وكلما زدت بالإنفاق "إن كان لديك إمكانية" زادك الله خيراً شريطة عدم العودة إلى الإفطار أبداً.
ويجب أن تكون الصدقة لها تأثير بنفسك وعلى حسب حالك. إذ يجب أن تكون ذات قيمة حتى تُكسِب نفسَك ثقة أنها أنفقت من الغالي والثمين عليها، ليتم التعويض عن الغالي أيضاً الذي فرّطت به.
قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران: الآية (92).
مما له قيمة وتأثير في نفسك.

سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض الأسئلة حول الزكاة، أريد الإجابة عليها إذا تكرمتم:
1- هل يجوز دفع الزكاة على دفعات خلال العام وفي نهاية العام أحصي قيمة الزكاة الكاملة وأدفع ما تبقى منها أم يجب أن تدفع دفعة واحدة نهاية العام
2- لدي مبلغ موفر دفعت زكاته في العام الماضي وحال عليه الحول الثاني دون نقصان هل ادفع زكاته كل عام ام تكفي مرة واحدة
3- مخبز رأس ماله (1000000) هل ادفع زكاة رأس المال (25000) كل عام أم أدفع زكاة ما ينتج فقط ام كلاهما
4- الأرض التي بقصد التجارة (معدة للبناء) ولم أبعها بعد، فهل ادفع زكاة رأسمالها كل عام أم أنتظر حتى أبعها وأدفع زكاة ثمنها المقبوض.
ولكم جزيل الشكر على الأخذ من وقتكم الثمين.

1- نعم يجوز دفع الزكاة على دفعات ويجوز أيضاً دفعها دفعة واحدة، يجوز الوجهان.

2- الأموال الموفرة إذا حال عليها الحول يترتب عليها زكاة لكل عام ولا يكفي مرة واحدة، بل في كل عام إذا حال عليها الحول مرتين عليها زكاة العام.

3- الزكاة تكون على الأموال الزائدة أي على مجموع الربح فقط أي على الأرباح الموفرة للعام الواحد إذا حال عليها الحول وليس على رأس المال. فليس على المخبز زكاة إنما الزكاة على مجموع الربح السنوي فقط.

4- بالنسبة للأرض: تنتظر حتى تبيعها وتدفع زكاة المال المقبوض.
ولك الأجر الجزيل لأنك إنسان تبغي رضاء الله وتطهير وزكاة مالك، {..وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا..} سورة المزمل: الآية (20).
ولكن انظر إلى من تدفع له الزكاة، أي على المستحقين الفقراء لا على الدجالين أو الذين ينفقون المال بوجوه لا ترضي الله.
(ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه).
فإنفاقه على المستحقين المحتاجين ليس له أجر إلا الجنة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- هل نستطيع أكل الكائنات الحية الموجودة في البحار مع العلم يوجد بعضها لا يتنفس عن طريق الغلاصم مثلاً الدولفين والحوت والأخطبوت وغيرها.
2- هل نستطيع أكل البرمائيات مثلاً الضفدع والسرطان وغيرها ولكم جزيل الشكر سيدي الفاضل.

1- الحيوانات البحرية كلها بشكل عام تؤكل سواء كانت أسماكاً أو غيرها من أنواع كالحيتان لقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً..} سورة المائدة: الآية (96). فخلْق الله كامل وتنظيمه لجميع المخلوقات شامل، فالبحر بما فيه من زيادة نسبة الملوحة وانصباب أشعة الشمس عليه يعتبر وسطاً عقيماً جرثومياً، فلا نمو للجراثيم في البحر، فالبحر يبقى عقيماً رغم كل ما يُصبُّ فيه من نفايات وأوبئة بدلتا مصبات الأنهار وذلك بسبب ملوحته، فهو يطهّر أيضاً أجسام الأحياء التي تعيش فيه فيبقى جسم الحيوانات البحرية عقيماً خالياً من الجراثيم حتى الدم في تلك الحيوانات البحرية لا نجاسة فيه ولا أذى ولا مكروبات ولا جراثيم وكما هو معروف أن نسبة الدم في الحيوانات البحرية بشكل عام قليلة جداً، وكذا لا نمو للجراثيم فيه بسبب الوسط الذي تعيش فيه وهو (البحر) وسط عقيم جرثومياً.

والغاية من ذكر اسم الله على الحيوانات عند ذبحها هو لكي يطهر جسم الحيوان، بأن تنفض الدم الفاسد والنجاسة التي تحمل الأذى والجراثيم، إذ عندما تسمع الذبيحة اسم الله عند ذبحها تهيج نفسها ويفور دمها ويخرج الدم الفاسد بالمكروبات والأذى والنجاسة ويطهر لحم الذبيحة، وهنا في البحث عن الحيوانات البحرية:
أولاً دمها قليل جداً، وكذا لحمها ودمها لا نمو للجراثيم فيه بسبب الوسط العقيم الذي تعيش فيه وهو البحر المالح، وتبقى مسألة ذكر اسم الله عليها عند صيدها مسألة إنسانية لأنك عندما تذكر اسم الله على الحيوان عند موته تُذهب عنه آلام الموت فينقلب عليه نعيماً إن كان بطريقة الذبح أو غير الذبح هذا بالنسبة للحيوانات البحرية أمر ذكر اسم الله عليها أمر واجب مستحب إنساني والحيوانات البحرية التي لم يذكر اسم الله عليها عند موتها كذلك تؤكل ولا مشكلة جرثومية في ذلك.

2- أما عن الحيوانات البرمائية كالضفادع وسرطان المياه العذبة فهذه ينطبق عليها ما ينطبق على الحيوانات البريّة. وصيدها لا يجوز إلا عند الحاجة والضرورة للأكل والجوع الشديد راجع كتاب (الله أكبر رفقاً بالحيوان) بحث الصيد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً لقد قرأت صفحات من كتاب البحوث المجيدة فأعجبت بها وصبّت في قلبي وكأنّها الكلمات التي أبحث عنها سؤالي: كيف يمكنني أن أبدأ (بداية الطريق) بأن أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله خالصاً من قلبي وقد قرأت في كتابكم البحوث المجيدة يشترط صحبة المشاهد كيف لي ذلك مع العلم أنّي مسافر بعد أيام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورد لك مثالاً عملياً واقعياً وفي المثال جواب لسؤالك وهو: أنه كان هناك أحد إخوان العلامة الجليل محمد أمين شيخو يدرس الدكتوراه بالزراعة في مصر وهو من إخواننا الدروز الذين أسلموا على يد أستاذنا وعلامتنا محمد أمين شيخو وحسن إسلامهم وإيمانهم.
وفي مصر اجتمع هذا المريد مع زميل له يدرس في نفس الاختصاص، فلفت نظر الزميل ما شاهده منه من استقامة والتزام ديني أخلاقي منقطع النظير وكأنه مَلَكٌ يمشي على وجه الأرض، فعَيْنه لم تطرف إلى حرام بسلوكية تشده العقول وأخلاق كريمة ومعاملة حسنة وورع جم.
فرافقه لكي يتعرف على المنهل الذي استقى منه هذه الأخلاق الحميدة والصفات الرزينة، فعلم أنه من الإخوة الدروز فزاد عجبه وعظمت دهشته ولازمه فترة حتى علم أنه ممن أسلم وحسن إسلامه، وأنه متابع لنهجٍ قويم ودلالة سامية والفضل كل الفضل يعود لإتّباعه هذا الطريق المستقيم والهدى العالي هدي العلامة الكبير.
فاستعار من زميله مجموعة فيها من علوم العلامة محمد أمين شيخو ودلالته السامية التي فيها سلوك طريق الإيمان الحقيقي، فوجد فيها الحق المبين وطبق ما جاء بها بصدق وحزم وبعد حوالي ستة أشهر قدم إلى دمشق واجتمع بالعلامة وإذ به بهذه الفترة الوجيزة غدا من الإخوة المؤمنين الحقيقيين وصلاته صلاة حقيقية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة المشرفة، جسده يؤدي صورة الصلاة ونفسه في سياحات علوية قدسية سبق بإيمانه وسلوكه مَنْ كان ملازماً العلامة قرابة (20-25سنة). حقاً الطريق لمن صدق وليس الطريق لمن سبق.
ولك يا أخي الكريم في هذه القصة أسوة حسنة إن كنت تبغي الإيمان اليقيني وشهود أن لا إلۤه إلا الله.
دلالة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو المبيّنة في كافة كتبه لاسيما كتاب الإيمان وتأويل جزء عمَّ المنشورة بالمكتبات فيها الهدى والرشاد لكل صادق بطلب الحقيقة والحق.
فما عليك إلا أن تقرأها بتفكر وتمحيص وتطبيق ما جاء بها بصدق وحزم صارم تنل أسمى وأعلى المنازل والمراتب وفوق ما تتصور وبفترة وجيزة، وتعلم علم اليقين شهوداً ألا إلۤه إلا الله محمداً رسول الله.

هل التدخين حرام شرعاً؟ أرجوكم أفتوني علما أنني أعلم من خلال كتاب العلامة صفحات من المجد الخالد أن السيد محمد أمين في إحدى القصص دخن النرجيلة وشكراً لكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى عن الخمر هو حرام في الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ..} سورة المائدة: الآية (90). ولم يقل تعالى (أن الدخان حرام).
وكلمة (الخمر) مأخوذة من: خَمَرَ، والخمار: هو الستر والحجاب، تقول: تخمّر المرء إن تستّر حتى لا يُعرف من هو، وهنا الخمر تعني كل المشروبات التي من شأنها حجب التفكير وستره وفقدان الوعي، فكل ما يستر الفكر من نبيذ وبيرة وأفيون وحشيش وكونياك وفودكا ووسكي، فإذا شرب المرء من هذه المشروبات يصبح فاقداً للفكر وكالمجنون قد لا يميّز أمه من زوجه ولا صديقه من عدوه، فلربما يقتل أعز أصدقائه وهو في خمرته ويندم بعد صحوه.
فهل في الدخان هذه المواصفات؟! هل إذا شرب المرء لفافة تبغ يذهب تفكيره ويصبح كالمجنون؟! أم إذا أراد أن يفكر يأخذ لفافة تبغ لتركيز أفكاره، فهو من المنبهات وليس من المسكرات. فهل إذا أخذ أحد لفافة تبغ لا يفرق بين أمه وامرأته؟! هل يقتل صديقه من أجل مزحة اعتيادية؟!
إذن (الدخان) لفافات التبغ لا تحمل مواصفات الخمر فهو ليس حرام إنما هو مكروه بالإكثار منه.
كما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذكر كل شيء عن هذا الزمان وفي كل زمان ولكن لم يذكر شيئاً عن الدخان أنه حرام.
إذن: ليس في القرآن ذكر لتحريم الدخان، وليس هناك أنه حرام، إذ ليس في القرآن ذكر لتحريم الدخان وليس هناك بالأحاديث أي تحريم للدخان فمن أين حرموا وحللوا أفمن عند أنفسهم؟!
اليهود حللوا وحرموا بالتلمود لا بكلام الله التوراة، فلا يجوز للمسلمين أن يتبعوهم بالتحريم من عندهم لا من عند الله.
أوحي بعد رسول الله؟! على مَنْ نزل الوحي بعد رسول الله حتى يحلل ويحرم من عنده؟

سلام من الله عليكم ورحمة الله
سيدي الفاضل:
 قد علمنا بفضل عظيم علمكم أنه لابد للتوجه والاقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم (بكل طقس من طقوس العبادة أكانت صلاةً أو تفكراً بخلق الله أو..) وذلك لنيل الإيمان الشهودي الحق، ولكن تأبى النفس التوجه إلا لما هو محسوس وملموس، رغم عظيم فضله صلى الله عليه وسلم.
فهل اقتداءنا وتوجهنا لعلامتنا العظيم قدّس سره يفي بالغرض؟
جزاكم الله عن العباد الخير والعلا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} سورة الإسراء: الآية (57).
فيا أخي: الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأقرب إلى الله.
الارتباط بكل من هو مرتبط بصدق مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوصل للرسول صلى الله عليه وسلم والرسول الكريم يوصل إلى الله.
كما هو الحال بمآخذ الكهرباء، من أيّ منها تستطيع أن تأخذ النور إذا كان مرتبط بالمأخذ الرئيسي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا وسيدنا عبد القادر حفظك الله جلّ جلاله تاجاً على رؤوسنا أطلب من علومكم الربانية حل لهذه الأحوال.
1- قرأت على الموقع بحث الصلاة والذكر وأشعر أنني من الذين آمنوا بالله عن طريق الكون، كيف أستطيع أن أصل في الصلاة مع السراج المنير؟ علماً أنني في بعض الأحوال أشعر أنني أسمع الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذه هواجس أم أحوال؟
وأحياناً أشعر بأحوال عالية في ساعة التفكير بالكون والموت أفضل من أنني وأنا واقف أؤدي الصلاة، فهل هذه أيضاً هواجس أم أحوال حقيقية؟
وأحياناً أشعر أنك أنت يا سيدي ترشدني في قرارة نفسي والدموع تنسكب من عيوني ولا أستطيع وقفها، فما سر هذه الحادثة؟
وأحياناً أشعر بصوت ينبض في قرارتي بتأويل آيات قرآنية وأيضاً لا أستطيع أن أوقف دموع عيوني، فما سر هذه الدموع؟ عذراً لهذا السؤال الغريب لكنني أثق تمام الثقة بجوابكم الشافي النافع وكم أنا متلهف للإجابة من فمكم الطاهر الشريف الناطق من بحور علوم سيدنا أمين بيك، وصدق القائل:
سيدنا أمين بحر لا قرار له وحاز السبق في بر وإحسان - أما الأستاذ بعد الأمين فإنه كنجم لكل ضليل وحيران
أرجو بعث الإجابة على الإيميل تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت يا أخي الآن في طريق الوصول بإذن الله، والذي يريد أن يحصل على شهادة جامعية لابدّ أن يمر بعدة مراحل انتقالية والذي يريد أن يسافر من بلد إلى آخر لابدّ أن يمر بنقاط علام تدله على أن الطريق الذي سلكه هو الطريق الصحيح.
فهذه أحوال رحمانية وليست بهواجس لأنك بها على صراط مستقيم.
فلتهنئك الحظوة وثابر عليها فتزداد لأن نهاية هذه المشاعر إلى البيت العتيق، أي: الصلاة مع السراج المنير حتماً.
طالما أنك على استقامة ولم تغيِّر سيرك. وكل من سار على الدرب وصل، فاحمد الله على أن هداك وإذا أتتك هواجس فاعلم أنها من الشيطان ليثبطك ويحوّلك فلا تعبأ بها.
والسلام عليك وعلى كل من يتبع الهدى ورحمة الله تعالى وبركاته.
فمن يتوصل لهذه الأحوال التي ذكرتها يكون ممن قد امتحن الله قلوبهم للتقوى، فثابر ولا تتوقف.
أما بالنسبة لما ذكرت من أنك (تشعر بأنني أرشدك في قرارة نفسك) فهذا يا أخي صوت الملك والله تعالى يبشرك.

هل يجوز الصلاة مع السني؟

نحن نعرف أن الدين واحد وهو الإسلام والنبي واحد هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب الله واحد هو القرآن الكريم.
فكل من آمن بالله وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الكريم وآمن بما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قاله وفعله لأنه موافق لما ورد لكتاب الله القرآن، فهو مسلم يجوز الصلاة وراءه وله حقوق المسلم وعليه واجب المسلم. هذا ما نعرفه وغير ذلك لا علم لنا به.

أريد الجواب: هل الزواج بالفاتحة وبحضور شاهدين وبقبول الأبوين، هل هذا جواز مقبول شرعاً. وشكراً

أولا: لا يكون الزواج شرعياً إلا أن يثبت في المحكمة الشرعية، حتى تضمن حق الزوجة في حال إن حصل طلاق أو وفاة.
فالمحكمة الشرعية هي التي تستطيع تحصيل حقوق الزوجة والأولاد، أما غير المحكمة في زماننا هذا لا يستطيع أحد أن يضمن الحقوق.

ثانياً: لايتم القبول الشرعي إلا برضاء المخطوبة. "ولا إكراه في الدين".
فإن تمّ هذا الرضى وصار قبض المهر أيضاً، عندها يكون الزواج مقبولاً شرعاً.

ومن أجل رضى الطرفين أيضاً؛ يقومون عادة بضيافة فنجان قهوة ليريا بعضهما، أي الخاطب والمخطوبة، فلا يستطيع الرجل فيما بعد القول أنها لم تعجبني، وأكرهت عليها مستقبلياً، أما إذا رآها فلا يستطيع إجراء هذه المكايدة الزوجية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد اطلاعي على كتاب (أسرار السبع المثاني) للعلّامة محمد أمين شيخو وقراءتي لفصل "سنن الصلاة" فقد تبّين لي مدى أهمية هذه السنن بقولكم: ((والحقيقة أن السنن بالنسبة للفروض، كالغمد واللحاء بالنسبة لعود الشجر وبالقشرة التي تحيط بالثمرة تدوم الحياة في الغصن وتبقى الثمرة محفوظة، ما دام الغمد واللحاء محيطاً بالغصن، والقشرة سليمة مشتملة على الثمرة. فإذا ما زال الغمد وانكشفت القشرة يبس الغصن وفسدت الثمرة))... لذلك أود معرفة عدد ركعات السنن لكل وقت من أوقات الصلاة سواء كانت قبلية أم بعدية، فلقد اشتبه عليّ الأمر ما بين مؤكدة وغير مؤكدة وما بين مستحبة وغير مستحبة.
وكما أحب أن أعرف عن حكم إغماض العينين أثناء الصلاة (بقصد الخشوع). بمزيد من الحب والاحترام!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للسؤال الأول وهو عن عدد ركعات السنن في كل وقت من أوقات الصلاة:
- هناك في صلاة الفجر يسبق الفرض ركعتين سنة قبلية لأن النفس تكون في حالة صفاء وانقطاع عن المشاغل الدنيوية إثر النوم فمن السهل توجيه النفس لله بعد انقطاعها بالنوم.
- صلاة الظهر: وبما أن الفترة الزمنية بين الفجر والظهر طويلة والنفس تنشغل مع الناس أثناءها وتنشغل بأشغال حياتية، فحتى تجتمع وجهتها لله تحتاج لأربع ركعات سنة قبلية وأربع ركعات سنة بعدية، لتصفو النفس من الغير وترتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم فبالله.
- وصلاة العصر لا حاجة لسنن لقرب المدة الزمنية بين العصر والظهر، لأنه قبلها في سنن الظهر قد صفّى نفسه ووجّهها نحو الإلۤه، فالنفس لا تزال في حضور قلبي مع الله ورسوله للمؤمن، فالفرض يمتّن الصلة والصلاة.
- صلاة المغرب: تعقبها ركعتين سنة بعدية، فلربما ينشغل الإنسان بهذه الفترة قليلاً ودخول الليل وزوال الضياء يؤثر على النفس فركعتين بعدية لتثبيت صلاته القلبية.
- صلاة العشاء: ولأنه سيخلد إلى النوم يلزمه أن يستزيد من أجل نومه فهناك ركعتين سنة بعدية وثلاث ركعات صلاة الوتر يقنت فيها المؤمن لربه، ومن الصلوات المستحبة صلاة الضحى، صلاة تحية المسجد، وسنن الأوابين ست ركعات بعد سنة المغرب للسالكين الصادقين الذين يحبون أن يردوا الخلق إلى الحق ويخرجوهم من الظلمات إلى النور، فهي مستحبة وغيرها.

أما عن سؤالك عن حكم إغماض العينين أثناء الصلاة بقصد الخشوع:
يجوز ذلك على ألَّا يكون بين الناس، فإذا كنت بصلاتك منفرداً وأحببت أن تحصر نفسك في وجهتك إلى الله وتغمض عينيك لكيلا يعوق سيرك النفسي عائق ولكيلا يحوّل وجهتك محوّل، وهذا حينما تكون منفرداً في صلاتك، أما بين الناس، فالناس ترفض ذلك، ورحم الله امرأً جب المغيبة عن نفسه، فإذا كنت بين الناس يمكنك أن تحصر وجهتك النفسية دون إغماض العينين وإن وجدت أنه من الخير أن تغمض عينيك لحصر وجهتك النفسية فلا مانع ولكن إذا صليت منفرداً، أما أمام الناس فلا يجوز لكيلا تجلب النقد السلبي الذي يؤدي إلى التهكم بالدين وأهل الدين من قبل الناس الذين لا يعلمون، فالمؤمن سلوكه كامل ويمسّك الناس بالكمال الصوري والمعنوي ويحبب الناس بالكمال والخير والصلاة.

كم من مرة أرفع يدي عندما أكبر أثناء تأدية الصلاة؟
البسملة يجب قراءتها مع كل ركعة؟

في الصلاة هناك تكبيرة الإحرام وهي تكبيرة واحدة مفروضة في بداية الصلاة، أما إن رفع المصلي يديه أيضاً بعد الركوع مثلاً فهي مباحة ولكن ليست مفروضة، فإن شاء بغير المفروضة الأولى أن يرفع يديه وإن شاء ألا يرفع فهما سواء، وذلك مباح.
وغيرها غير مفروض، إلا في صلاة العيد، هناك سبع تكبيرات في أول ركعة وخمس تكبيرات في ثاني ركعة يرفع فيهما المصلي يديه، وفي صلاة الجنازة هناك أربع تكبيرات مع رفع اليدين.

بالنسبة للبسملة: يجب قراءتها في كل ركعة.
الفاتحة يجب قراءتها مع كل ركعة، والبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) هي الآية الأولى من سورة الفاتحة، لذا يجب قراءتها في كل ركعة مع الفاتحة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤال أعزكم الله.
هل يجوز لي ان أستخير ربي في العديد من المسائل في صلاة استخارة واحدة ام اصلي صلاة استخارة حول كل مسالة.
جزاكم الله كل خير.

يجب أن تكون صلاة الاستخارة لكل مسألة تطلبينها لكي يتم التركيز على المسألة المطلوبة.
وتكون الاستجابة واضحة، ولا تختلط المسائل عليك ويتشوش جواب الاستخارة.
والاستخارة مبنية على الصدق في الطلب والصدق في الابتهال إلى الله والدعاء، فالصادق يُعطى ويُجاب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فسؤالي إذا كان الإنسان كل مرة يتوب عن خطأه وبعد حين يعود ويعيد نفس الخطأ ماذا يفعل؟ إذا كانت إرادته ضعيفة كيف يقوم بتقوية إرادته على نفسه؟ وشكراً.
لأنني أشعر بين الحين والآخر أن الكذب على النفس يولد فيها عدم رضاة الخالق عنها وبالتالي الإحساس بأن ليس لها توبة لأن الخطأ نفسه يتكرّر (أشعر بأن الله لن يغفر ذنوبي على أد ما تبت ورجعت بكلامي أرجو الجواب الشافي).

(لا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً): فعليك يا أخي مواصلة الطريق وعدم اليأس والقنوط فلطالما أن نفسك تعذّبك إذا صدر منك هفوة أو خطأ وتحس بتلك الأمور وتلومك على تقصيرك فهذا دليل على الخير الكبير فيها وأن فطرة الكمال لا تزال مستيقظة فيها، فنفسك لوّامة وهذه خصلة حسنة وعظيمة. فما عليك إلا أن تقودها وتسعى بها لأن تكون عن المنكر صوّامة، وطالما أنها تحس بالأخطاء وتندم على التفريط إذن فهي تتطلب الشفاء وتتجه نحوه، فساعدها بأن تبحث عن الأسباب التي تقودك نحو تلك الأخطاء فتزيلها وتترك طرق الغواية وتدخل في دائرة الاستقامة.
فلو نكث الإنسان آلاف المرات وتاب بعدها لوجد الله تواباً رحيماً، أي متى رجع الإنسان لربه وتاب يعود الله عليه بالغفران والرحمة ويؤوب عليه للتو... فيتوب لله متاباً لا رجعة بعدها.

وتسأل: ماذا يفعل المرء حتى يقوي إرادته؟ فنقول:
التفكير الجدي بالموت وأنه لابدّ آتٍ لا محالة، فأين السابقين من الملوك والأغنياء والرؤساء والسلاطين والأمراء حتى الأنبياء والمرسلين وسائر العظام أما ماتوا وكأنهم ما كانوا، وأنت أليس لك نهاية؟ فتلاقي ربك بالمعصية، فما نهايتك؟ أليس الموت كأس جميع الناس تسقى منه، فإذا مات الإنسان وهو في غفلة وسهوة ولم يحقق ما خُلق من أجله فما حاله وإلى أين مآله فإذا فكر الإنسان مثل هذا التفكير وتابع وواصل المسير تخاف النفس عندها سوء المصير وتشعر بقرب ساعة الرحيل، وتخشى الخسارة الأبدية والآخرة والحساب ويتولد بذلك لديها صدق وعزيمة، فإن يقنت بالموت عندها تعاف النفس شهواتها وتخاف وتتطلب النجاة وتجد أن لا ملجأ من الله إلا إليه فتلتفت نحو الإلۤه بصدق وتتطلب الخلاص والنجاة وتتطلب الإيمان الحق فتجتمع النفس مع الفكر ليرسم لها مخططاً للخلاص والنجاة.

إذاً لابدَّ من الإيمان مجدداً وإن كان المرء مؤمناً لابدّ له من معاودة الإيمان من جديد وترسيخه في النفس وذلك بتطبيق القوانين في السعي للوصول للإيمان كما أمر تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} سورة الأحزاب: الآية (42): وذلك بأن يضع الإنسان لنفسه أوقاتاً يختلي فيها بينه وبين ربه، ويترك الناس جانباً ويبقى مع رب الناس، ويفكر بالآيات الكونية كما فعل أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام فيترك الناس طراً ويختلي في أماكن بعيدة عنهم ليؤمن فلا يشغله شاغل إلا الذي هو قاصده، ولا بأس من النوم لفترة وجيزة ثمّ يستيقظ بعدها وهو في صفاء لا يشغله شاغل ويعكر صفوه معكر وبذا تتقطع جميع الروابط المعيقة وتسأله نفسه لِمَ أتيت بي إلى هنا؟ عندها يفكر بالآيات الكونية كما فكر سيدنا إبراهيم حتى يتوصل للإيمان اليقيني الذي ما بعده ريب أو شك.
وبهذه الخلوات وهذه الساعات يصل الإنسان للإيمان وما فيه من غذاء للنفس وتقوية لمواجهة الشهوات المحرمة، ويجد أن الله مطّلع عليه بكل ثانية وكل لفتة وحركة وسكنة ودائماً معه بل ويمده بالسمع والبصر والحياة لذا يخشع قلبه وإذا خشع قلب المرء خشعت جوارحه.

وحتى تبلغ ما قدمناه عليك أولاً:
بهجر رفاق السوء بالكلية فلا يكفي أن يترك الإنسان المنكر بل عليه أن يترك المنكر وأهله لأن:
(الصاحب ساحب).
(جانبوا أهل البدع فإن الطبع سراق).
(قل لي من تصاحب أقل لك من أنت).
(مجالسة أهل الهوى منساة للرب. محضرة للشيطان).
وهذا ما فيه ضعف النفس ودخول الشيطان عليها فعلى الإنسان أن يهجر رفاق السوء بالكلية هجراً جميلاً ويصاحب أهل الصدق والصلاح: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119).

وتقول: أنك تشعر بعدم رضاء الله عنك وبالتالي ليس لك توبة لأن الخطأ نفسه يتكرر.
نقول: إياك والاستكانة واليأس أو الظن السيّئ فالله دائماً وأبداً يفتح أبواب التوبة للإنسان وينتظر منه التوبة (وإن الله لا يملُّ حتى تملوا)، فإذا يئس الإنسان من شفائه، ورضي "لا سمح الله" بطريق الضلال والغواية وعزم على الاستمرار فيه دون تخوّفٍ، وقتئذٍ يُرسل الله له الشدائد والبلاءات والمصائب والأمراض والفقر عله يتوب إلى ربه "لا أحاجنا الله للمصائب والأمراض بل نطلب العفو والعافية وطريق اليسر لا العسر والرجوع والتوبة دون مرير العلاج" فيبدل الله ذلّه عزاً وفقره غنى وسقمه صحة ويرجع عليه بالخيرات والرحمة والمغفرة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}: فيتساءل: لماذا جاءتني هذه المصيبة وحلَّت بساحتي؟ وما هو السبب؟! والله صاحب الأسماء الحسنى ولا يصدر عنه إلا الخير، فلماذا جاءتني هذه المصيبة؟! فيرى أنها مما جنت يداه وما قدَّم من أعمال، فيتوب إلى ربه ويرجع إليه: {..قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ..}: المسألة بيدك يا رب. {..وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}: أي بالتوبة، عند ذلك يرجع عليهم ربهم بالخير والرحمة  {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} سورة البقرة: الآية (155-157): يهديهم ربهم بعد توبتهم النصوحة بالنور الإلۤهي المتوارد على قلوبهم فيستنيرون بنوره تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل الأستاذ عبد القادر:
هل قتل الذباب والبعوض في المنزل يوجد فيه حرام؟ أرشدني جزاك الله خيراً عني وعن سائر المسلمين.
ولكم الشكر سيدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آمين.

أولاً: علينا بالنظافة التامة لأن الذباب يتبع ويلحق الأوساخ فبإزالة الأوساخ وإتمام النظافة الكاملة لا يأتي الذباب.
ومن أجل البعوض هناك وسائل طاردة لهذه الحشرات.

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إجلال وإكبار للأستاذ الموقر عبد القادر الديراني حفظه الله من كل سوء.
سيدي المحترم: ما حكم من قتل حيوان من دون قصد؟ ولكم الشكر سيدي آمين.

يدفع صدقة وهي على قدر حاله المادي، ويعيد حساباته، يحاسب نفسه بنفسه، ويتوب إلى ربه عن تفريطات اكتشفها وقد وقع بها سابقاً عن غير عمد، فهذا العمل تنبيهاً من الله له.
لماذا جرى هذا العمل على يده!
لا بدّ له من سبب، فليبحثْ عليه ويرجع عنه تائباً إلى الله.
وهذه الصدقة تعبير عن صدقه وعزمه على التوبة عمّا لا يُرضي الله من الأخطاء، وليفكرْ في وقت خلواته وبُعده عن الناس، فيهديه الله. وليغيرْ ما بنفسه فيغيّر الله حاله ويتوب عليه ويرفع منزلته عنده تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مساعيكم الحميدة في نشر علوم العلّامة الإنساني محمد أمين شيخو قدّس الله سرّه.
سيدي الفاضل سؤالي: إذا كانت المرأة في رمضان بعذرها الشرعي ولكنها تحب أن تصوم وتستطيع ذلك فما الحكم في ذلك؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أليس الخالق بأعلم بما يناسب من خلق؟
من يطعِ الله والرسول فقد فاز فوزاً عظيماً، وإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه، وليست المسألة والنجاح فيما أحب أو لا أحب، بل الخيرة فيما اختاره الله ومن أحب الخير أثابه الله على نيته ولكن لا تطبيق إلا أمر الله.
فضعفان لا يجب أن يجتمعا: ضعف الجسم بالعذر الشرعي وضعفه بالصيام، فالحكم عدم الصيام بالعذر الشرعي خشية ضعف النفس وتباعدها عن الله وهذا ما لا يرضاه الله لأن النفس الإنسانية نفيسة عند الله، والله يبغي لها الخير والسعادة. فهو الذي نظَّم الكائنات والمخلوقات بأكمل الكمال وهو تعالى أعلم بنا وبنفوسنا وبما يناسبها من خير ولا اجتهاد لمخلوق فوق علم الخالق، فلا يجوز الصيام بالعذر الشرعي وبذلك مرضاة الله العظيم.
فالاجتهاد الحسن ممدوح ويُثاب المرء عليه، ولكن ينوي النيّة الحسنة ويسير برأي الله لا برأيه فيثاب الثواب المضاعف ومن مشى برأيه لا بأمر الله هلك. {..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} سورة المائدة: الآية (45): أي ظالموا أنفسهم.

والله يقول في الآية الكريمة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ..} سورة البقرة: الآية (222). والأذى إن كان يعود على الرجل بالضعف أفلا يعود عليها أيضاً بالضعف.
إذن، ضعفان لا يجتمعان، ضعف الجوع والعطش بالصيام وضعف العذر الشرعي كما قلنا.

(أنتم أعلم بشؤون دنياكم)! يدور الآن على سطح البحث وبين كواليس الندوات وعلى لسان البعض حديث هام وخطير وهو: أمر الإجهاض في الإسلام.
كل يدلي برأيه منهم المتخصص والجاهل والعالم والمتعالم والفقيه والمتعالي وهي قضية هامة شغلت الكثير من المفكرين والعلماء في القديم والحديث.
ما هو القول الفصل في القضية الهامة والحيوية؟

هذا الجنين أليس مخلوقاً خلقه الله ودبَّ فيه الحياة؟! إن كان جنيناً في بطن أمه مضغة أو علقة أو جنيناً فما دام ينمو فهو "حيّ" وهو "نفس" ولو كان عمره شهراً أو شهرين أو حتى ثلاث أو أربع سنوات، ألا يُعتبر نفساً خلقها الله ونماها!
فالنمو من نطفة لمضغة لعلقة يعني: أن الحياة ساريةٌ فيه، وأنه نفسٌ "مخلوق".
ويقول تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ..} سورة الإسراء: الآية (33). والعمد بقتل هذه النفس يعتبر جريمة قتل، والله يقول: {..وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ..} سورة الأنعام: الآية (151).
فالذين يعمدون لقتل أولادهم لا يعلمون أنّ الله هو الرزّاق فهو الذي خلقهم وهو تعالى المتكفل بهم.

سيدي الفاضل إذا حرم رجل بعض أخوته من الميراث وتوفي هذا الرجل وكان له ولد ورث عنه ولم يعيد حقوق المحرومين من الميراث، فهل الإثم عليه أم يكون الإثم على أبيه فقط؟ وإن أعاد هذا الولد الحقوق لأصحابها هل ينفع هذا العمل الوالد؟ وإن كان ينتفع فكيف وهذا العمل ليس له يد به؟
ولكم جزيل الشكر.

الإثم على الوالد والولد لأنه شريك أبيه في سرقة الميراث.

أولاً: سؤالك: هل الإثم على الولد الذي ورث عن أبيه وأبوه كان قد حرم ذوي الحقوق حقوقهم أم يكون الإثم على الأب فقط؟
نقول: يعود الإثم على الأب أولاً والابن ثانياً لأن الابن أكمل سيرة أبيه ونهج نهجه بالاعتداء وسلب ذوي الحقوق حقوقهم.

ثانياً: وبالنسبة لسؤالك: إن أعاد هذا الولد الحقوق لأصحابها هل ينفع هذا العمل الوالد؟
نجيبك: بلا شك يعود النفع على الابن والأب معاً وذلك لأن الابن بهذا العمل وإعادة الحقوق لأصحابها يرفع عن أبيه نيرانها، ولأن الابن هو بناء وعمل أبيه.

ما حكم النقاب في الإسلام وهل هو واجب أم سنة؟ وما الفرق بين النقاب والخمار؟ وما هو الزي الإسلامي الصحيح للمرأة؟

النقاب الإسلامي مبتعد عن الوجه قليلاً، والخمار يلامس الوجه مباشرة وكلاهما يشترط به ستر الوجه وكلاهما خير.

إذا تكلمنا عن النقاب ليس بالمفهوم العصري، بل عن النقاب الذي كانت أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ترتديه والذي كان عبارة عن قوس يوضع على الرأس وعليه خمار وهذا الخمار يتدلى بعيداً عن الوجه بعداً بسيطاً لا يتجاوز الشبر ثم يتدلى أيضاً بمقدار الشبر بعيداً عن الوجه وهو يحجب الوجه عن الأنظار تماماً وكذا يسمح للمتنقبة أن ترى الأرض وطريقها ولا ترى وجوه الرجال. وبذلك لا ترى المتنقبة وجوه الرجال ولا يرى أحدٌ من الرجال وجهها، فيتضمن النقاب غض البصر. وبنفس الوقت لها الحرية بالتنفس ورؤية طريقها من وراء الخمار.
ولكن الذي يتعارفون عليه بهذا الزمان من النقاب الذي يغطي الوجه ويكشف العينين، فهذا النقاب العصري ابتدع بهذا الزمان ولا سابقة له من قبل.
والنقاب الذي كانت ترتديه النساء المسلمات قديماً وأمنا عائشة رضي الله عنها، هذا واجب وسنة وفرض، ويتميز عن الخمار الموجود حالياً في سورية أن الخمار يلمس الوجه مباشرة ويغطه تماماً، ويقولون عنه منديل وهو كذلك مقبول ويرضي الله. والخمار يتألف من طبقتين من القماش ترخيهما في النهار وفي الليل ترفع طبقة واحدة وتبقى الطبقة الأخرى من المنديل فتستطيع رؤية طريقها ليلاً ولا تُرى من خلاله بسبب ظلام الليل، ولكن في المفهوم العصري وبالطبع هو المفهوم الخاطئ، إذ يسمون السفور حجاباً، فالسافرة تكشف عن وجهها فقط ويقولون عنها محجبة!
السافرة أصبحت بالمفهوم العصري محجبة! مع أن الحجاب يحجب الرؤية تماماً وهذه محجبة على حسب قولهم لكنها ترى كل الرجال وتُرى! فكيف صح الحجاب إذن؟!

والنقاب الحقيقي ليس سنة وواجب فحسب، بل فرض كالخمار الساتر للوجه تماماً. لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..} سورة الأحزاب: الآية (59): فلو كان الكشف عن الوجه صحيحاً لما وردت الآية بصيغة (أدنى أن يعرفن): لأن الكاشفة عن وجهها معروفة حتماً، فلا حاجة لكلمة (أدنى) أو أكثر، أما لو كانت تسدل الحجاب الساتر على وجهها وتغطيه فلن يميّزها أحد من هي ولن تُعرف أبداً من وراء حجابها، وهذا هو المراد من الآية الكريمة: {..ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}، ولكن هناك أمور لا تستطيع المرأة إخفاءها كطولها أو عرضها.

ويكون معنى الآية: {..ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}: أي أقل شيء في الحجاب يمكن بحيث لا تُعرف المرأة من هي من خلال جلبابها. وكما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه).
وذلك أثناء قيامها بالحج. والآية الآنفة الذكر مع الأسف خفَتْ على مشايخ زماننا وعلى مشايخ الأزهر، لأنهم لم يقرؤوها حتى يعلموا شيئاً عن الستر حتى قالوا منذ فترة وجيزة ليس الحجاب أو الخمار (المنديل) أو النقاب من الإسلام في شيء وليس من الدين بل هو عادة اجتماعية فحسب وينبغي إلغاؤها، وبذلك ألغوا آيات القرآن الكريمة.
لقد هجروا كلام الله ويمموا وجههم شطر الأحاديث غير الموافقة للقرآن الكريم، أي أنهم أخذوا بالدسوس حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} سورة الفرقان: الآية (30).
فويل للذين دسوا الدسوس وقالوا أنها من عند الله وما هي من عند الله، فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون.

هل يجوز إخراج الزكاة والصدقات من مؤونتنا دون موافقة الزوج مع العلم أن زوجي لا يصلي ولا يكترث.

كلا، لا يجوز ذلك، فالمؤونة من أموال الرجل صاحب البيت، فلا يجوز إخراج شيء منها دون موافقة الزوج ورضاه، هذه أمواله فلا علاقة لأحد فيها إلّا هو، إن أخرج أموال الزكاة أو لم يخرجها.
وقال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا..} سورة الطلاق: الآية (7).
فلا يجوز أن نأخذ من أموال غيرنا ونتصدق بها، وإذا أردنا أن نتصدق فلنتصدق من أموالنا الخاصة إن كان لدينا وإن لم نملك فنحن قد أسقط عنا الإنفاق.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى: يجب أن يكون الإنفاق عن رضى وحباً في الإنفاق، لا قسراً أو دون موافقة ودون علم، لقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ..} سورة الإنسان: الآية (8): أي حباً بهذا العمل عمل الإحسان والمعروف، فالغاية هي أن تكسب النفس ثقة بإنفاقها وتضحيتها. والله يقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ..} سورة آل عمران: الآية (92).
فزوجكِ لا يحب أن ينفق فلا إكراه في الدين.
وعلى كلّ حال أخذ أموال الآخرين دون موافقتهم يعتبر سرقة، والسرقة مرفوضة بكل وجوهها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي للشيخ العلامة محمد أمين شيخو هو: ما حكم الإسلام على المسلم الذي يأكل بيده اليسرى؟
فأنا بلغت الأربعين وحاولت مراراً وتكراراً أن أأكل بيدي اليمنى ولم أستطيع المداومة فسبحان الله كل قواي بيدي اليسرى ولا أستطيع فعل أي شيء بيدي اليمنى وعندما أأكل بيدي اليمنى لا أشبع ولا أستمتع بالأكل.
أرشدني ودلني أيها الشيخ الفاضل، جزاك الله كل خير.

هذه القضية قضية خلق الله، حيث أنه في الدماغ هناك نصف الدماغ اليميني يتحكم في الجانب اليساري ونصف الدماغ اليساري يتحكم في القسم اليميني من الجسم وهذا ما يسمونه بالتصالب الدماغي كما هو معروف.
والشخص الذي يستعمل يده اليسار بكثرة يكون عنده نمو بالقسم اليميني في الدماغ أكثر من القسم اليساري، وهذه خلقة الله وليست بيدك كمن يُخلق زنجياً مثلاً.
وهذه الأمور لا قيمة لها ولا عبرة.
أما عن الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في هذا الموضوع فالقضية قضية معاني وليست مباني، أي حقائق لا صور ولا علاقة لها بالصورة وهذا بحث آخر.

إذن، إن كنت تستعمل يدك اليسار فهذه قد أضحت بالنسبة لك يمينك ويمينك صارت يسارك. فاعكس القضية على حسب ما خلقت به واستعمل اليمين للتنظيف واليسار للتشريف، هذا قانون خاص بك وهذه الشكليات التي لا قيمة لها ليس لها عبرة ولا قيمة، لأن الله ينظر لقلوبكم، فارضَ بما قسمه الله لك.

وهذه أمور خَلقيَّة، فاعكس القضية وامشِ دون أن تتوسوس فأنت شمالك يمينك ويمينك شمالك ولا ضير عليك، وهناك كثير مثل هذه الأمور الصورة لا قيمة لها. فكلٌّ ميسّر بما خلق له، فأنت تتيسر لك الأمور بالشمال على اليمين وهذه أمور صحية لا علاقة لها بالدين ولا مؤاخذة عليك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرجى من سماحتكم بيان حكم استماع القرآن وأنا بالعمل، مع العلم أنا عملي مكتبي، وأفضل استماع القرآن بدل الأغاني، وأيضاً هذا يساعدني على الحفظ.
ولكم جزيل الشكر

من الذي يمنعك من استماع كلام ربك! وهل من يسمع القرآن، كمن يستمع إلى الفاحش من الغناء!
يا أخي زدْ وزادك الله فضلاً وكرماً ولتهنك الحظوة باستماع القرآن الكريم بدل الغناء، وفقك الله باستماعك لكلامه.

السلام عليكم
سيدي الفاضل هل هناك زكاة للأموال التي قمت بإقراضها لأشخاص(دين) ومضى عليها منها عام ومنها ثلاثة وأكثر فهل أدفع زكاتها كل عام قبل تحصيلها علماً أنه هناك مبالغ يحتمل عدم تحصيلها أو البعض منها؟ أم أنتظر حتى أسترجع كل منها وأدفع زكاته؟
هل يجوز أن أعتبر الدين الذي قمت بإقراضه من الزكاة وأقوم بحسمه من المبالغ المستحقة للدفع علما أنهم مستحقين للزكاة؟
ولكم جزيل الشكر.

القرض الذي ليس منه مردود هذا بذاته يعد صدقة أو زكاة، وإن أتت ليد محتاج فهي خير صدقة، فهل على الصدقة صدقة!
فالدين الموجود عند الآخرين لا صدقة ولا زكاة عليه وقد أصبح كله بحكم الصدقة.

السلام عليكم، سيدي الفاضل لقد قمت بشراء أرض مساحتها 10 دونم بمبلغ قدره 700 ألف ل.س ومنذ ثلاثة أعوام أقوم بزراعتها زراعة بعلية وأقوم بدفع زكاة محصولها 10 بالمئة في كل عام فسؤال هل أقوم بدفع نسبة زكاة ثمن الأرض(الـ700) الف الذي اشتريتها به كل عام بالإضافة الى زكاة محصولها. وإذا كان لثمن الأرض المشتراة زكاة فهل هناك زكاة للأرض الموروثة زكاة وماهي نسبتها. ولكم جزيل الشكر.

ليس على الأرض زكاة إنما الزكاة على المحاصيل فقط.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}. الآية رقم 95 من سورة المائدة
كم عدد المساكين وكم عدد الأيام المطلوب صيامها؟

الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ..}: لأنك في حال إقبال على الله فلا تنصرف عن ذلك إلى الصيد حتى ولو كنت جائعاً لا تصطد، أنت ذاهب بمهمة لتغدو إنساناً. اكسب الفرصة.
{..وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ..}: جمل أو بقرة أو غنم.
{..يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ..}: ما يعادل هذا الحيوان يخرج مثله هدياً وحسب مقْدِرَتِه يحكمون عليه "عشرة جمال، مئة جمل". {..هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ..}: لكي يستدرك ما حصل له من غفلة بصيده وحتى يستدرك الوقت الذي فاته. {..هَدْياً..}: أي حيواناً.
{..أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ..}: مماثل لثمن الحيوان. {..أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً..}: كل مسكين بيوم، أو بحسب الحكم يوم، يومان، أو شهر.
{..لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف..}: قبل هذا الحكم.
{..وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ..}: إذ فعل وكفَّر ثم عاد فلابدَّ من التأديب.
{.. وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}: إن كرر فلا كفارة له.
{.. َيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ..}: يستعد للبلاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من سيادتكم مساعدتي، فأنا متعطش للصلاة لأبعد الحدود ولكن للأسف الشديد لم أستمر بها أبداً، مع العلم أني مقتنع بها جداً وحين أصلي أكون في أتم الخشوع لله الواحد الأحد، فهل من سبيل لكي أستمر بالصلاة بشكل متواصل؟
أنقذوني من ترك الصلاة.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
1- أن تتجنب المنكرات وأهلها، أي أن تصاحب من ينفعك حاله، أي ممن يهتم بأمر الدين فقط.
2- سلوك طريق الإيمان: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} البقرة (125). طريق الإيمان مبيّن في جميع كتب العلّامة محمد أمين شيخو قُدّس سرّه، لاسيما كتاب: (درر الأحكام "الإيمان أوّل المدارس العليا للتقوى").
3- عمل الخير والإحسان قدر المستطاع، والمقصود بالإحسان: أن يعمل دون مردود ولا مقابل: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} سورة الإنسان (9): هذه يقولها بنفسه لنفسه ولا تنطق بها شفته.
4- أن يواظب على القراءة في كتب العلّامة محمد أمين شيخو، لأن هذه الكتب هي شروح قرآنية وشروح لكلام الله وحده، على أن تطبّق ما تجده من نصائح فيها.
5- تذكّر الموت في كل فراغ و مهما استطاع، لأنه كفى بالموت واعظاً للقلب، ولأنه هاذم اللذات، ولأن كثرة ذكره تجعل النفس صافية، وزيارة القبور تشرح الصدور، وسرعان ما ينطبع الحق عليها، وحينما تتأثّر حقاً بالموت فإنها تسري للبرزخ وتشاهد الآخرة ويوم الحساب وتخاف وتطلب النجاة، عندها تلتجئ إلى الله بغية النجاة فتنظر لصنع الله فتلمس وجود الإلۤه عن طريق آياته السماوية، عندها وبذكرى النهاية يُرجعها إلى تذكر البداية، فإن تذكّرت بداية خلقها النفسي في عالم الأزل عندها تشاهد أسماءه تعالى الحسنى وتنال بقلبها من بره وإحسانه ونعيمه ما يغنيها عن نعيم الدنيا ولذائذها الحرام والحلال، لذلك لم ينقطع عن الله وبهذا يستطيع أن يصلّي بها الصلاة الصحيحة الدائمة.

احتجت إلى المال ولم تجد من يقرضك إياه فذهبت إلى بائع وقلت له:
بيعني هذه السلعة بألف أدفعها لك بعد شهرين فقال لك قبلت وبعد شهر بعت هذه السلعة لنفس البائع بثمانمائة قبضتها نقدا و في الحين فما حكم هذه المعاملة؟ و في أي نوع من البيوع تندرج؟ ما دليلها من السنة النبوية؟

هذه القصة ليس لها أساس من الواقع لأن الرجل أخذ البضاعة من البائع ولم يدفع له ثمنها ووضعها عنده شهراً وبعد ذلك أعادها وأخذ منه ثمانمائة.
فبأي حق يأخذ الثمانمائة ومن يقبل بهذه المعاملة هل هذا معقول أم أنها قصة خيالية، لا أساس لها بالواقع العملي لأنه لا أحد يعطي أحداً ثمانمائة بلا مقابل "قصة لا أساس لها".
هذا جواب ما فهمناه من سؤالك لأن سؤالك غير واضح تماماً، أما هذا الجواب على حسب السؤال.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الجليل لدي سؤال لو تكرمتم أود الإجابة عنه: إذا صادفني أحد الناس وقال لي: (من مال الله) ماذا يتوجب فعله هنا هل أعطيه أم لا أعطيه؟
أرجو التوضيح والشرح الدقيق لو تكرمتم.

إن كان لديك الوقت والقدرة على التحقق من حاله والتأكد من فاقته وفقره، وأحسنت إليه فلن يضيع الله لك أجراً.
مثال على ذلك:
صادفت رجلاً وقال لك: أنا مقطوع وأريد السفر إلى حلب. مثلاً؛ وهو في دمشق وبإمكانك الذهاب معه إلى الكراج وقطع التذكرة له وإرساله إلى بلده الذي يريده، فلا مانع من مساعدته.
أما إن لم يكن الوقت وأنت على عجلة من أمرك ولم تستطع الاستبانة الصحيحة، وبما أنه في هذه الأيام كثر الدجل والكذب وقد يكون هذا الطالب يريد أن يأخذ هذا المال ليؤذي به الناس أو يشرب الخمر أو الحشيش، فإن لم تعطه فلا مؤاخذة عليك من الله، وقل له قولاً معروفاً، وإن أحببت أن تعطيه شيئاً قليلاً بحيث لا يستطيع أذى الناس به فهذا لا مانع لتتخلص من محاسبة النفس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: نقول لكم الله يعطيكم العافية على هالموقع والمواضيع والكتب وكل شي مفيد عم تنزلوه... وتستمروا بنشر علوم سيدنا العلّامة (العالم الرباني) محمد أمين شيخو قدس الله سره... والله يجزيكم كل خير...
ثانيا: مشكورين على المواضيع يلي عم ترسلوها على الإيميل.
ثالثاً: عندي تساؤل من زمان عن أمر ولكن لا أعرف هل هو صحيح أم خطأ أم حتى محرم:
ألا وهو الحضرات التي يقوم بها كثير من المنشدين ويقومون بالقفز والنط... والله شيء مخجل.. ولما تأتي وتحكي معهم يقولون أن سيدنا أبا بكر في أحد الأيام عندما سمع خبر جيد قام ودار على قدم واحدة وأمام سيدنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم... ولم يقل له شيئا...
فهل من المعقول بما يتلاءم مع كمال الصحابة الكرام وكمال الرسول أن يفعل ذلك؟ وهل كان الرسول والصحابة يقومون بهذا القفز أو النط؟!
نريد منكم (جزاكم الله كل الخير) توضيح عن هذا الشيء من أقوال العلّامة إذا تحدث عن هذا الشي، لأنه بصراحة لما الإنسان يستمع لمدح الحبيب والذكر الكريم تحدث له أحوال قلبية جميلة، ولكن عندما يرى هذه المناظر سبحان الله يعني يحز في النفس شيء وخاصة أنهم يقومون بهذا الشيء تحت اسم الصوفية، ونحن نعلم أن الصوفية تعتني بصفاء القلب وليس النط والقفز.
وآسف إذا أطلت عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن العلّامة الكبير لا يحب إلا مظاهر الكما،ل وكل ما أنت تفضّلت به وذكرته موافقك العلّامة عليه ولا يرضى بهذه الهياجات الجسمية أبداً ولا يقبلها، إلا أنها يريدها قلبية مستورة لا يدري بها إلا الله وصاحبها، حتى أنه يرفض اهتزاز الجسم مما يشاهده الناس وكان يستشهد بقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ..} سورة النمل: الآية (88).
فلم يكن لديه أبداً أي تغييرات هياجية أو تخبطية أبداً، حتى تحرك الجسم إلى الوراء والأمام في حال الذكر كان مرفوضاً تماماً، يجب أن يكون المؤمن راسخ الجسم كرسوخ الجبال ولا يتم العروج إلا بالنفس وتقلّب القلب بحضرة الله، أيُّ مظهر يشذّ عن الكمال فهو يرفضه قطعاً.

سيدي الفاضل جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، أريد أن أسألكم سؤالاً لي تجربة معه:
كيف أحقق التوبة النصوح؟ علماً أنني أتوب ثم أسقط في الذنب.

لتحقيق التوبة النصوح شرطان أساسيان لا غنى عنهما:
1- من أراد التوبة النصوح صادقاً بهجره للمنكر والحرام فعليه أولاً بترك أهلها وهجرهم، إذ أنَّ: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل) حديث شريف. وطالما أنه يجالسهم والله نهى عن ذلك فسيجرّونه إلى السوء، وسوف تترك هذه المجالسة نتائج سيئة على الإنسان الذي جالسهم، بل سيصبح كامرأة سيدنا نوح عليه السلام التي أحبت ابنها الكافر فكفرت، أو كامرأة لوط عليه السلام التي أحبت قومها الكفار فكفرت.
(فمجالسة أهل الهوى منساة للإيمان محضرة للشيطان) فسرعان من جالس أهل الهوى أن أرداه الشيطان في بوائقهم، فالنفوس تتأثر ببعضها وتتشرَّب بشكل لا شعوري أثناء المجالسة والاختلاط (الطبع سراق فجانبوا أهل البدع)، فمن المحال أن يثبت امرؤ على التوبة ما لم يترك أهل المنكر، لذا أمرنا تعالى بقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. إذاً أولاً تتحقّق التوبة النصوح بمصاحبة الصادقين التائبين العابدين وتجنّب الذين أوتوا شهواتهم هؤلاء يهلكونك.
2- السعي الجاد والدؤوب للوصول للإيمان الحقيقي، والسلوك بطريق سيدنا إبراهيم عليه السلام التفكري، للتحري والبحث عن الإلۤه من ثنايا صنعه ومخلوقاته، بعد التفكر بالموت (وكفى بالموت واعظاً)، وكم وكم في هذا الكون من آيات دالة ناطقة بعظمة الخالق وحكمته شاهدةً على عدالته تعالى ورحمته. هؤلاء الذين سلكوا طريق التفكير في الكون، بعد تيقّنهم بالموت، ورأت نفوسهم ما فيه من العظمة والآيات الدالّة على الحكمة الإلۤهية والرأفة والرحمة، تُكسبهم رؤيتهم هذه تصديقاً وثقة بخالقهم العظيم.
وبالمثابرة بالتزام المرء بهذه المدرسة الإيمانية تتفتَّح منه عين البصيرة وتنعم نفسه بالقرب بمن به الكائنات بأسرها تنال وتتنعَّم، وتعود إلى الوفاء بعد الجفاء والقرب بعد البعد والحب والهيام بالله بعد جفوةٍ وانقطاعٍ، بذا تشتق النفس وتستقي من معين الحضرة الإلۤهية تغذية لا تميل بعدها إلى الدناءات، وتسمو وتتسامى بأنسها بربها، وتشرب وترتوي من ربّها شراب الحياة السرمدية ماءً غدقاً لا تظمأ بعده أبداً، وتخلد بإيمانها وصلتها وصلاتها بربها واستنارتها الوثيقة بنوره تعالى إلى الروح الدائمية المرفقة بالريحان وجنات النعيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبالوصول بهذه الأصول تكون قد نالت الكمالات الإنسانية، وتنمحي منها صفات السوء والمنكر والخداع، وتغدو وقد تدثَّرت بوشاحات الفضائل كلّها، وازدانت بسعادة لن تخرج منها، وتكسب المعالي وتسمو للإنسانية الحقّة. (تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة): فبالتفكير بصدق للوصول للحق والثبات على التوبة تؤمن كما آمن أبونا إبراهيم عليه السلام وسيدنا محمد ﷺ بغار حراء {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ..}  [الأنعام: 90]، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
وعلينا ألّا ننسى أبداً المثابرة على ذكر الموت، هاذم اللذّات ومفرّق الجماعات، لأنه يجمع النفس مع الفكر، فلا تسير النفس بأهوائها بل بقناعتها، وتجتمع النفس والفكر فتتفتَّح البصيرة وتشاهد النفس كل ما تفكر به، وتسري النفس من الجسد إلى خالق الأكوان فيصبح ما ذكرناه كلّه مشهود وملموس ومحسوس.
ولمزيد من التفصيل يرجى الاطلاع على كتاب الإيمان أول المدارس العليا للتقوى لفضيلة العلّامة الجليل قدّس سره.

ملاحظة:
ومن الجدير ذكره: أن التوبة النصوح والإقلاع عن الذنوب كفيل بفتح الباب، أما العمل الصالح فهو الجناح الذي يهبك القوة على الدخول، ومن لا عمل صالح له فهو مقعد في مكانه لا قوة له تساعده على التقدم والدخول، لذا رغّب رسول الله ﷺ بالأعمال صغيرها وكبيرها بقوله: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق...) ، (الكلمة الطيبة صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وهكذا فالعمل الصالح الدافع للرقي والعروج، وإيمان بلا عمل كسحاب بلا مطر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سؤالي حول بئر أو نبع زمزم ما حقيقته؟
من أين يستمد مياهه؟ هل هناك اختلاف بمكونات مياهه عن مياه الينابيع العادية؟ وما سر هذا الاختلاف؟ وهل ما يُقال أنّ مياهه تشفي العديد من الأمراض؟ أرجو إعطائنا نبذة عن هذا النبع..
وجزاكم الله خيراً.

إليك نبذة وجيزة عن مياه زمزم.
حصلت شبهة حول ماء زمزم أنه غير صالح للشرب، وعندما تناهى هذا اللغط إلى مسامع الملك فيصل في عام 1971، أصدر أمراً للتحقق من هذا الموضوع وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية، فقام المهندس الكيميائي معين الدين أحمد بجمع تلك العينات وراح معين الدين يبحث عن مدخل تأتي منه المياه للبركة التي لا يتجاوز طولها /18/ قدماً وعرضها /14/ قدماً، وهي مع صغر مساحتها توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج، وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعد في معرفة مصدر المياه، وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة، بحيث ينخفض مستوى المياه مما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يلاحظ شيء خلال فترة الشفط، فطلب من مساعده أن ينزل إلى الماء مرة أخرى، وهنا شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء البئر أثناء شفط المياه، مما يدل أن الماء تنبع من كل نقطة في أنحاء البئر، وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة بحيث أن مستوى الماء في البئر لم يتأثر إطلاقاً بالمضخة. فبئر زمزم لا يجف إطلاقاً بل يعطي حسب الطلب.
وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية، وجاءت نتائج التحليل: أن الفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحُجاج المنهكين.
ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم أيضاً، إلا أن بئر زمزم لم تجف أبداً من آلاف السنين، وأنها طالما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج، وبئر زمزم لا تنمو فيه أية فطريات أو نباتات كما هو الحال في باقي الآبار لاحتوائه على الفلور في أصل تركيبه والذي يقضي على الجراثيم والفطريات.
أما ماؤه فيستمدها من الأقطاب وقد جعل الله تعالى فيها هذه الخصائص الملائمة للحجاج ولتلك الأماكن. هذا من الناحية الظاهرية البادية للعيان ولكل شيء صورةٌ وحقيقةٌ.
أمّا السرّ الحقيقي لمياه بئر زمزم فهي مشروب الأنبياء وقد تأثرت بروحانيتهم صلوات الله عليهم أجمعين كما تأثرت جميع تلك الأماكن فأضحت مقدسة بمن فيها من نفوس طاهرة.
خرجت هذه المياه في تلك البقعة لتسقي الحجيج وتلبي لهم ما يحتاجونه إلا أن لها روحانية خاصة يعلمها من يعلمها من أولي القلوب والأبصار قال رسول الله ﷺ: (زمزم لما شُرِبَت له). ولفظها يدل على معناه، إذ أن الحاج الذي غدا من أهل القلوب وتفتّحت منه عين البصيرة حين شربها تسري نفسه شعاعاً إلى الذي تقدَّست به هذه الأماكن وتلك المياه، وهو السرّ الأعظم رسول الله ﷺ فتجتمع به.
زمَّ: بمعنى ضمَّ أي تمسك به وانضم للشفيع المشفّع.

تمسَّك إن ظفرت بذيل حرٍّ                 فإن الحـر فـي الدنيـا قليـل

عندها يضمه رسول الله ﷺ قلبياً ويأخذه عروجاً به إلى الله عزّ وجلّ.
فمن شرب من زمزم وكان هذا حاله إذ رافقت نفسه نفس رسول الله وسرى النور الإلۤهي عن طريق رسول الله وصولاً للمرتبط، شفي من علله النفسية والجسدية.
أمّا من كان في عماء عن رؤية الحقيقة فهي بالنسبة له مياهً عاديةً، لا بل ربّما يجدها كريهة لا تُشرب، إن لم يُقَدِّم قبل شربه عمل خير أو إحسان، والأمر نسبي يتفاوت بين شارب وشارب، فبقدر محبّتك لرسول الله وإحسانك تجد مياه زمزم لذيذة عذبة وتشرب ولا ترتوي منها ولا تشبع من طعمها الشهي، وإن كان المرء مسيئاً ظالماً يمجُّ هذا الماء ويكرهه.

أنا مقيم بالسعودية ومستأجر عمارة فيها أربعة شقق أسكن بواحدة ومؤجّر الثلاث الباقي، ومجموع ما أقبضه من إيجار الثلاث شقق يزيد عما أدفعه لصاحب العمارة، علماً أن قيمة إيجار كل شقة أقل من السعر الدارج في السوق.
والسؤال: هل أتابع سيري وأقبض من المستأجرين قيمة الإيجار ولا حرج علي (علما أنني أتصدق بجزء من العوائد)؟ أم أخفض لهم قيمة الإيجار علما أنهم (أي المستأجرين) ليسوا بحاجة؟
أريد أن تهدوننا إلى الخير... وشكراً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سمعنا من بعض العلماء أن الإيجار كله عليه شبهة، وأيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان "بما معناه": (يكون سعي الإنسان عياله مشوباً بالحرام). وطالما أنك تؤجّر مستأجريك بأخفض من أجارات الناس وهذا عمل حسن جيد، فلم تسألنا عن عمل خير وأرخص من أجار الناس؟ هل هكذا أمر بحاجة لسؤال!

ما حد شارب الخمر؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حد شارب الخمر ثمانين جلدة.

هل حلق الذقن حرام؟

ليست مسألة الذقن وحلقها إلا مسألة صحيّة من أجل الأسنان ووقايتها من الأذى، فلو كانت حرام لجعل الله للنساء لحى، فالمسألة ليست حرام وحلال إنما مسألة صحية.
ولكن لا يتبين لك ذلك إلا إذا قرأت كتاب (حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تظهر في القرن العشرين) الموزع في مصر وسوريا، الصفحة (76).

هل غسل الجنابة له طريقة أم مثل الاستحمام وأين هي من القرآن؟

الغسل ليس استحماماً، بل صب الماء على الرأس بمقدار كأس وتعميمه على جلد الجسم كله، ليتنشط الجسم بعد انحطاط، فيصلي ركعتين لأنه إذا تنشّطت الجوارح تنشّط القلب وأمكن التفكير بالمعاني في القرآن الكريم.
فالغسل للنشاط الجسمي الذي يتبعه النشاط النفسي، حيث تنشط أجهزة الدماغ ويفهم المعاني للقرآن، والإسلام دين قوة ونشاط.
والآية التي تبين مشروعية الغسل من الجنابة وردت في سورة المائدة، الآية (6):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
أما الاستحمام يحتاج إلى كيس وإلى فرك وإلى حجر بازلتي لفرك الرجلين، فالغسل ليس استحماماً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكركم على تطرقكم لهذا الموضوع المهم (الحجاب) إلا أنكم تحدّثتم عنه بشكل يحصر منطقة الشرق الأوسط.
نحن سكان المغرب لدينا حجاب المرأة حسب المنطقة.

من بعد السلام والتحية من الله:
لقد كان الحجاب في عهد رسول الله ﷺ يشمل الرأس والوجه والجسد، وفيه فتحة عين واحدة تستطيع به الصحابية الكريمة أن ترى طريقاً في حال اضطرارها للخروج من منزلها، وقد سمعنا أن الحجاب في المغرب مماثلاً للحجاب في عهد رسول الله ﷺ وهذا أقصى المنى.
والحقيقة أن أي حجاب يُخفي المفاتن عن الأجانب ويحفظ من وقوع الفواحش، هو حجاب شرعي تنال فيه المرأة المحجبة رضى الله وتنال الأجر الجزيل بسببه.
علماً بأن لدينا في قرانا من يتلففن بالشراشف فلا يبدو من مفاتنهن شيء، فهو أيضاً حجاب شرعي مُرضي.
على كلٍّ تعددت الأسباب والحجاب الذي يمنع الفتن المحرمة هو المطلوب. وفي الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ: (الفتنة نائمة لعن الله موقظها). والفتنة لا نرضى بها.

أعرف عن نفسي أولاً، أنا مسلم من الجزائر مدينة وهران، أود أن أعقّب على قضية الحجاب وبالتحديد في الآية الكريمة لقوله سبحانه: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ}.
المعنى هنا والله أعلم أن الحجاب يستر عورة ومفاتن المرأة بحيث يمكن فقط التعرّف عليها، لأن المرأة جزء لا يتجزّأ من المجتمع، فكما هي ربة للبيت، فهي تتعلّم وتجاهد وتعمل، لذلك فمن المنطقي أن تُعرف. فالقول بأنها لا يجب أن تُعرف غير صحيح والله أعلم.

رداً على الرأي الذي أوردت بخصوص موضوع الحجاب، نقول:
لا شك أن النساء نصف المجتمع والرجال النصف الآخر، حتى يكون المجتمع متوازن متكامل، لكن للرجال أعمالهم خارج المنزل، فمن يرعى الشؤون داخل المنزل وشؤون الأطفال والطبخ والغسيل إلى ما هنالك؟
وفي الإسلام للنساء مجال وللرجال مجال آخر.
ويؤكّد رب العالمين على أن يقرن النساء في بيوتهن ولا يتبرّجن خارج دورهن، حتى أن تلقي العلم والمعرفة والدروس حظرها تعالى في الدور نفسها، فقال جل شأنه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..} سورة الأحزاب (33).
وقد بيَّن تعالى بأن مجال المرأة داخل بيتها فقط، فإذا خرجن ارتدين الحجاب الساتر للوجه بدلالة الآية الكريمة:
{يا أيها النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ}: فلو كشفن عن وجوههن لما وردت الآية الكريمة بهذه الصيغة {أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} لأن السافرة عن وجهها معروفة حتماً.
والرجال في القرى يرتدون (الشال أو الحطة) على رؤوسهم ولا تبدو إلا وجوههم، فهل معنى ذلك أنهم لا يُعرفون إلا قليلاً.
لا.. الكاشف على وجهه لا حاجة به إلى لفظ {أدنى أن يعرفن}. وهذا واضح وضوح الشمس.
وليس يفيد في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل.
وليس بعد كلام الخالق حق لأن نستمع لكلام أي مخلوق، إذ لا جدال فيما نصَّ به صريح القرآن.
والأوضح من ذلك أن النساء في كافة البلدان الإسلامية قاطبةً وفي الثلاثة عشرة قرناً المنصرمة كن يسترن وجوههن، وهذه النكتة أن كشف الوجه لم يحدث إلاَّ في القرن العشرين فقط، لا قبله، أي في عهد الاستعمار المطبق الكامل على العالم الإسلامي. ولا شأن للاستعمار في كشف الوجه أو ستره وإنما هو ضعف الإيمان.. وكفى بالله شهيداً وصدق الله العظيم.
ولا ننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمح بخروج المرأة حتى إلى المسجد صيانةً لشرفها وعرضها وخشية أن يُتكلَّم بحقِّها، رحم الله امرؤ جبّ المغيبة عن نفسه.
وفي الحديث الشريف أن امرأة وهي صادقة، طلبت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أعلم أنك تحبين الصلاة معي (أي أنها صادقة في طلبها) وصلاتك في صحن دارك خيرٌ من صلاتك معي، وصلاتك في غرفة داخل غرفة خير من صلاتك في صحن دارك».
فمن أشرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسمح بخروج النساء كاشفات عن أفتن ما فيهن، أي وجوههن. وهذه من خطوات الشيطان، إذ ستتبع ذلك خطواتٌ في العراء حتى يصبحن كاسيات عاريات مائلات: (للزنى)، مميلات: (لمن ينظر إليهن للزنى)، فالعنوهن: (ابتعدوا عنهن)، لأنهن ملعونات: (أي بعيدات عن الله، إذ اللعن هو البعد).
وقد حرم تعالى اجتماع النساء المؤمنات بالمشركات بسورة النور لقوله تعالى:
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ..}.
كما حرم عليهن وهن مستورات سترة شاملة كاملة أن يضربن بأرجلهن، أي أن يمشين مشيات الصبايا المغريات، فإذا كان المشي المغري محرم بالقرآن لقوله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}.
فما بالك إذاً بمخالفة القرآن وكشف الوجه.
الحجاب هو الحجاب، وهو كالحصن، الحصن إذا حدثت فيه ثغرة سقط الحصن. وكذا إذا حدث بالحجاب ثغرة شديدة الإغراء والروعة والأشد من كل فتنة ثانية ألا وهي الوجه، فقد سقط المجتمع الكاشف للوجه في مهاوي الرذيلة والانحطاط، ولا نصر يُرجى له أبداً ما دام سادراً في هذا الغي.

أنا شاب غير محصن، وقد وقعت في الزنا وأنا أقر بذنبي وأنا مستعد لأي عقوبة من أجل رضائه تعالى ورسوله الكريم وراحتي النفسية، ما هو الحكم الشرعي في ذلك؟

قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر (53)
وقال تعالى في سورة آل عمران، الآية (135): {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}: أنهم حتماً لن يعودوا لمثلها أبداً وتغيير السلوك والصدقة.

قلت لزوجتي أنتِ طالق بالثلاث لأمر معين، إلا أنني بعد ساعة غيّرت رأيي وخفت عليها لبكائها، ومن يومها وأنا محتار.
أفيدوني ماذا أعمل جزاكم الله ألف خير والسلام عليكم.

بما أن الرجال قوامون على النساء: هذه قاعدة عامة وغاية هامة من الزواج الإنساني، فالرجل هو المكلّف بالنهوض بزوجته لمداخل الإيمان العالي (برابطتها به وبتقويمه لها بالحسنى) ونجاتها من براثن الدنيا الدنيّة؛ فهذه الغاية الأسمى من الزواج، ولكن إن حصلت النزاعات بين الطرفين (الزوج وزوجته) وساءت أحوال معيشتهما سوياً، فإذاً وعلى سبيل المثال لم تستجب معه لأوامر الله... عندها أباح الله له سلوك خطوات الطلاق، لعلها تستجيب أثناءها لأمر الله لئلا يتم الفراق. فكما أن الزواج ليس بكلمةٍ هو قائلها بل له مراحل، وكذا الطلاق له مراحل (قوانين) يجب اتباعها، وغاية هذه القوانين (الطويلة المدى) أن تعود بها المرأة لرشدها وتخضع للحق لتدخل دائرة السعادة دنيا وآخرة، وإلاَّ فالفراق.
قوانين الطلاق:
1- الوعظ: قال تعالى مخاطباً المؤمنين في سورة النساء الآية (34-35): {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ..}: خروجهن عن طريق الحق (هذا فقط الذي يستدعي سلوك قوانين الطلاق). {..فَعِظُوهُنَّ..}: ذكِّرها بالموت، بالآخرة. يجب أن تتعلّم أنت وتعلِّمها، فإن لم تستجب له (للحق) عندها يسلك الخطوة الثانية:
2- {..وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..}: لا تلتفت نحوها في الفراش، أَحْسِن معاملتها في النهار واهجرها في المضاجع. إن لم ترجع عندها تسلك الثالثة:
3- {..وَاضْرِبُوهُنَّ..}: ضرب إنساني غير مبرح. المرأة لا تُضرب إلا عند ترك الصلاة والصوم.
{..فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً..}: ما عاد لك عليها سبيل إن رضخت للحق {..إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}.
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا..}: أهلها خافوا الشقاق، إذ أنها لم تستجب رغم اتخاذ الخطوات كاملة عندها:
4- {..فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}: فدواء المرأة (وعظ، فهجر، فضرب) الحكمان يحاولان الإصلاح عسى أن يتم ولا يقع الفراق.
قال تعالى مبيّناً ذلك في سورة الطلاق الآية (1): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ..}: ألا وهي مدة الهجر. إذاً هنا بيان لاتِّباع قوانين الطلاق من وعظ، هجر، ضرب. {..وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ..}: ولتستطيعوا تطبيق ذلك الأمر الإلۤهي: {..وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ..}: خلال الهجر يعاملها أفضل المعاملات الإنسانية ولكن عند النوم يدير لها ظهره ويمتنع فقط عن مقاربتها.
وبيَّن لنا تعالى مدة العدة في سورة البقرة: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}: يهجرها أربعة أشهر إن لم يُجْدِ الوعظ، وهذا حد صبرها عن المقاربة لا تصبر أكثر، وبعد ذلك إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
فهذا بيان من الله ينفي أن الطلاق هو فقط بعقد اليمين، ولا طلاق إلا باتباع هذه القوانين، حتى ولو عقَدَ اليمين يترتّب عليه فقط دفع كفارة يمين الطلاق، أي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.
قال تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة المائدة (89).
{..فَإِنْ فَاؤُوا..}: للحق الطرفان. {..فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاَقَ..}: بعد أربعة أشهر. {..فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة، الآيات (226-227).
وإن حصل الطلاق، قال تعالى مبيناً ذلك: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ..}: تبقى في بيت زوجها ثلاث حيضات. {..وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ..}: إن كانت حاملاً، إذ بهجره لها أربعة أشهر ثم ببقائها من بعد الطلاق في بيته (ثلاث حيضات أي ثلاثة أشهر تقريباً) يصبح لها سبعة أشهر مهجورة (أربعة قبل الطلاق وثلاثة بعده) عن المقاربة فإن كانت حامل حتماً سيظهر حملها واضحاً ولا تستطيع النكران لتخلص من البقاء في بيته لأن عدتها تصبح ممتدة (لتلد حملها)، وخلال ظهور الحمل جلياً يعود الاثنان للتفكير بمصير المولود ولربما تُذعن للحق ويرجعها، وهذا ما يريده الله وتلك من حِكَمِ الله تعالى من تلك الخطوات. {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاَحاً..}: من أجل الولد، وخلال مُدَّة القروء الثلاثة. {..وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ..}: يعاملها كزوجة وله الحق خلالها بإرجاعها، عندها يرفع الله شأنه.
ويبيّن لنا تعالى في سورة الطلاق (1): {..لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ..}: إذ لا يسمح لها بالخروج من بيت زوجها مدة العدة والقروء الثلاثة والحاكم يُشرف على ذلك. تلك حدود الله... {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً}: عند بقائها في بيت زوجها لعل ترجع للحق.
فلا يتم الطلاق بمجرَّد كلمة (طالق) أبداً وقطعاً حتى لو كانت عن نية وعزم، فإن لم يرفقها بخطوات الطلاق فليس هو الطلاق أبداً، إنما أيمان ويدفع كفارة يمينه، ولا تعتبر المرأة مطلَّقة أبداً، فبرؤيتها لمعاملته الإنسانية الجيدة خلال فترة بقائها في بيته وترى أن معاملته لله ليس لشهوة أبداً فبذا يمكن أن تفكّر وتعدل عن غيِّها وتؤوب للحق.

هل يجوز الزواج من امرأة غير مسلمة؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
لم يسمح تعالى بالزواج من غير المسلمات "الكتابيات" إلاَّ بعد أن حلَّ عصر القوة في الإسلام، ففي بداية الدعوة الإسلامية عندما لم تكن الدولة الإسلامية بعد قد بلغت قوتها القوية ظاهرة بكيان دولة قوية ضاربة، كان الحكم بالآية الكريمة (221) في سورة البقرة ساري المفعول: {وَلاَ تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ..}: هذه تؤذيك في أولادك. كيف ذلك؟
بما أن الدولة الإسلامية لم تكن بعد ظاهرة في الأرض بقوتها ولـمّا يلتفت العالم إليها بالتقدير، فتلك "المشركة" إن تزوجها المؤمن وهي بطبيعتها ملتفتة بالتقدير لقومها "الممثلين بدولتها" الأقوى، فهي غير مقدِّرة لزوجها ولا لدينه حقّاً لضعف دولته وهي باقية على دينها، فإن جاء الأولاد (وهنا بيت القصيد)، فسوف يتَّبعون أخوالهم وقوم أمهم، وذلك للأسباب التالية:
1- بسبب ميلهم وحبِّهم لها فهي أمهم.
2- لن تحسن تربيتهم لأنها كانت قد تربَّت ونشأت على ديانة غير دين الإسلام القيِّم القويم، ويبقى لها ميل لدولتها الضاربة القوية. وحيث إن الكافرات عرضهن رخيص عندهن، وهذه آمنت ولكن كان لها ماضٍ كالكأس التي شُعرت ففيها ضعف، وأما الكأس التي هي متينة سليمة فلم يتسرَّب إليها الضعف.
3- قوة قوم أمهم "المتمثلة بدولتها" الذين انحدرت منهم والتي ما تزال ظاهرة كقوة أقوى من كيان الدولة الإسلامية، ومن طبيعة النفس البشرية أنها تقدِّر الأقوى وتتَّجه له وتتّبعه، وبذا يتَّبعون قوم أخوالهم ويتّبعون دينهم سواءً شعروا بذلك أم لم يشعروا، وهذا يقودهم للشرك وخسارة الحياة الأبدية، إلى النيران بدل الجنان، والله برحمته العظيمة لا يريد لبني الإنسان أيّاً كان هذا المصير المرعب المخيف، ولذا نهى في بداية نشوء الدولة الإسلامية الزواج من الكتابيات، ومنع تزويج المشركين أيضاً من النساء المسلمات لنفس الأسباب ولما يرافق ذلك أيضاً من ضياع تلك المرأة المسلمة ووقوعها في الشِّرك، وذلك لرابطتها الزوجية بزوجها المشرك الملتفت لقومه ودينه وغير الناظر للإسلام ولله بالتقدير ولا هو بمتّبعه، والمرأة تَبَع لزوجها.
أمَّا عندما قويت شوكة الدولة الإسلامية وأصبحت ظاهرة في الأرض، عندها سمح تعالى للمؤمنين بالأسْر وباتخاذ الأسيرات (ملك اليمين) وبالزواج منهن بعد إيمانهن عند من تربَّيْن عندهنَّ من النساء المؤمنات.
أما الآن فيعود حكم الآية الأولى القاضية بمنع الزواج من المشركات، حيث إن الإسلام ضعيف فلا يجوز.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي لأنه يهم عدد كبير من الجالية الإسلامية في قبرص وبالتحديد نيقوسيا:
أنا أتبع المذهب الحنفي وكما هو معلوم فإن نيقوسيا مقسومة إلى قسمين: قسم يوناني ونحن نعيش داخله ويوجد به مسجد وحيد يتبع المذهب الشافعي ويتبع طريقة الانترنيت لتحديد أوقات الصلاة، وقسم مسلم تركي يتبع المذهب الحنفي، ويتبع في توقيت الصلاة ما توارثته الأجيال من طرق قديمة لتحديد أوقات الصلاة، وبما أن الأذان يسمع بوضوح عندنا في الجانب اليوناني فقد لاحظت أن الأذان في الجانب التركي دائماً يأتي بعد الأذان عندنا بحوالي من 5/10 دقائق ماعدا العصر الذي يأتي بعدنا بحوالي الساعة، وعندما رجعت إلى الانترنيت لأوقات الصلاة وجدت أن أذان العصر يختلف من المذهب الحنفي عن المذهب الشافعي رغم أننا في سوريا تؤذن جميع المذاهب بوقت واحد، فهل أصلي مع الجماعة في وقت العصر حسب المذهب الشافعي رغم أنني حنفي؟
وهل نفطر في رمضان على توقيت الانترنيت لمدينتنا أم على توقيت القسم التركي الذي يسمع بوضوح عندنا؟
ولكم جزيل الشكر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
بالنسبة لسؤالك حول إمكانية الصلاة على المذهب الشافعي رغم أنك تتبع المذهب الحنفي نقول:
إن ذلك جائز وبدون أدنى حرج، فالتقليد بين المذاهب وارد.. وما عليك إلا أن تقول وتنوي مرة واحدة فقط تكفي: نويت أن أقلد على المذهب الشافعي، وتقوم بأداء الصلاة في المسجد المتبع المذهب الشافعي في تحديد الصلاة بشكل طبيعي.

أما بالنسبة لموضوع الإفطار في رمضان، فيجب أن يكون موعد الإفطار حسب توقيت المدينة التي تعيش فيها، لا حسب توقيت مدينة أخرى، وبالتالي تتبع توقيت الانترنت لمدينتك في الإفطار.
ونحن على أتم الاستعداد للإجابة على كافة استفساراتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل بيع الأجل: البيع بالتقسيط حلال أم حرام؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
البيع بالتقسيط إن لم يكن فيه زيادة في الربح عن البيع النقدي إنما الثمن ذاته إن كان بالتقسيط أو نقداً، فهذا عمل إنساني يُؤجر صاحبه، لأنه انتظر ذلك المعسور إلى ميسرة وأجَّل له المبلغ إلى مدة لاحقة.
فال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ..} سورة البقرة (280).
أما إن كان البيع بالتقسيط لقاء فائدة أو زيادة عن الربح النقدي، فهذا حرام قطعاً لأنه ربا {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} سورة الروم (39).
ولك في البنوك الأميركية والأوربية التي أفلست من وراء الربا خير عبرة لمعتبر، هذا لأنهم اعتمدوا على الربح دون تعب ولا عناء، بل الأموال هي التي تأتي بالأموال فعادت عليهم مصارفهم وبنوكهم بالإفلاس والبوار.
بالنسبة للحد الأقصى للربح في التجارة، فهو ما يحدد بالعرف العام.
مثلاً: العرف العام للربح 10% لا يجوز أن تأخذ 20% أو30 %.
والمقصود بالعرف العام: حسبما هو متداول بيعه بين الناس.

إخوتي في الله أرجوكم احذروا من التطرف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تعلموا أن الحجاب (الوجه والكفين) هو واجب في حق نساء سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم... مستحب في حق نساء الأمة، والأحاديث الشاهدة كثيرة، أما من تلتزم بسيرة أمهات المؤمنين فهنيئاً لها ولكن أرجوكم لا تحرّموا حلال!
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} سورة الأحزاب (59). نحن نسير بالقرآن ومن مشى بغير القرآن: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} سورة الكهف (29). نحن نقول ما يقوله الله بالآية المذكورة ولا يعلو كلام المخلوق على كلام الخالق جلَّ وعلا.
والآن، مناقشة الحديث: (المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة).
هذا ولم يورد الحديث المرأة عورة إلا وجهها وكفيها في الطريق ولا أمام الأجانب من الرجال بل في الصلاة، فلماذا طبّقوا كشف وجه المرأة وكفّيها عكس ما ورد في الحديث! هل تصلّي المؤمنة في الطريق أم أمام الرجال الأجانب؟!
فكيف تجرّؤوا على الله تعالى فخالفوا كلامه تعالى بالآية (59) في سورة الأحزاب؟! كما تجرّؤوا على تأويل حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي شرط كشف الوجه والكفّين حتماً في الصلاة؟!
وصلاة المؤمنة تكون في بيتها وفي غرفة داخل غرفة، عندها تكشف عن وجهها وكفّيها، وبيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بياناً لا ريب فيه ولا اجتهاد ولا تأوّل للنصوص:
إذ قالت أم حميد الأنصارية امرأة أبي حميد الساعدي بعد أن أسلمت وحسن إسلامها وأحبّت رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً قدسياً بالله، وأحبّت صحبته النفسية والصلاة معه بقولها: «يا رسول اللّه إني أحب الصلاة معك "أي أنها تريد الصلاة معه في المسجد". فقال صلى الله عليه وسلم: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك... خير لك من صلاتك في مسجدي...» مسند الإمام أحمد (25842).
فما كان من هذه المرأة الصادقة إلا أن أمرت فبُني لها مسجد في أقصى شيء في بيتها وأظلمه، لتجمع نفسها بالكلية على الله بالصلاة، فكانت تصلّي فيه حتى لقيت وجه الله عزَّ وجلّ.
كيف أخذوا من الحديث الشريف نصفه حسب أهوائهم ولم يربطوا نصف الحديث بإكماله فأهملوا كلمة في الصلاة؟! مع أن نصف الكلام فقط لا صحّة له، كالمثل العامي: "نصف الكلام ماله جواب".
هل يجوز إخفاء قسم من الحديث الشريف والتلاعب بحديث سيد الخلق من أجل مشاهدة أعراض المسلمات؟!
وهاكم أمنا سارة عليها السلام حين دخلت الخيمة التي فيها الملائكة وهي تحسبهم رجالاً: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} كما قال تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} سورة الذاريات (29). مع أنها كبيرة في السن لم تكشف وجهها الشريف.
وبالرجوع إلى كلامه تعالى بالآية (95) في سورة الأحزاب: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..} فإذا كشفت عن وجهها ألا تُعرف تماماً؟ وهل ثمة حاجة لكلمة {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ..}؟
فالعود إلى أمر الله العظيم ورسوله الرحيم هو الصحيح وما عداه افتراء على الله ورسوله، حمانا الله وإياكم من المعصية.
والتناقض بأقوالهم أنهم يكشفون وجه المسلمة ويقولون: (حجاب)!
الحجاب هو ما يحجب المُشاهَد عن المشاهِد فلا يراه، فمتى رأى وجهه زال الحجاب وصار كشفاً.
الرجوع عن الشهوات والباطل فضيلة وما عداه رذيلة.
ثم كيف يفرّقون بين النساء المؤمنات وبين أمهاتنا زوجات النبي عليه السلام بما لا أصل له؟! والآية (59) من سورة الأحزاب تقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ..} فالله لم يفرّق في حدوده كما بالآية وهم خالفوا الله وفرّقوا، ونحن نسمع من الخالق لا من المخلوق المخطئ.

هل يجوز أن ترفع يديك عندما تكبر تكبيرة الإحرام في الصلاة بين كل ركعة؟

يجوز الوجهان والأفضل عدم التكرار برفع اليدين بعد تكبيرة الإحرام.

قرأت بعض كتب العلّامة الكبير محمد أمين شيخو واستمتعت بها وأحببت أن أكون من أتباعه، ولكن لا أدري كلما اجتزت شوطاً من الأشواط أرى نفسي واقفاً في مكاني ولا ألبث حتى أتراجع إلى الوراء، وفي كثير من الأحيان أنسى ما قد تعلَّمته أو حفظته ثم بعد فترة أعود لبدء ذلك مرة أخرى، وأحياناً أرى نفسي من المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الإيمان كما آمن أبونا إبراهيم عليه السلام يجعل من المؤمن عديم التراجع ويزداد ثقة بأعماله الصالحة الناتجة عن إيمانه، وكما يزداد سعادة على سعادة، ونحن نعلم أن ما قاله صلى الله عليه وسلم صحيح: (عجبت لعمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً).
فارجع يا أخي إلى سلوكك وأصلح سيرتك وتب التوبة النصوح عندها تؤمن بلا إلۤه إلا الله، قال تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] فلا تُفتن بالباطل الزائل وجاهد نفسك حق جهادك تغدو دوماً في علو وسمو من الذين أنعم الله عليهم.
قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [النساء: 69].
وكن مع الصادقين وتجنّب المنحرفين تغدو من أهل النعيم المقيم.

العلماء يكثرون من الحديث عن الفقه وأحكامه وينسون أهم فقه، وهو فقه المعرفة الحقيقية بالله... ألا ترى أن كثيراً من أصحاب العقائد يختلفون حول هذه المعرفة، والكل يدعي أنه يعبد الإلۤه الحق وينسى أنه لا يمكن أن يكون الإلۤه الحق إلا إلۤه واحد وصفاته تتناقض من كتاب سماوي إلى كتاب سماوي آخر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إن ما تفضلت به صحيح، بل هو عين الصواب، فالكل يبحث بما هو دون معرفة الله تعالى، لذا تجد كل بحث هذا هو طابعه لا يثمر.
والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقول: «المعرفة رأس مالي»، ويقصد معرفة الله تعالى.
وكيف ينجح إنسان في تجارته وهو لا يمتلك رأس المال! كذلك كيف يطبّق الإنسان قوانين الله تعالى ويقرأ كتابه وهو لا يعرف مُنزله! ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليعلمنا كيف نسلك في تلك المعرفة العالية وما هو قانونها، فلكل شيء في هذه الحياة جعل تعالى نظام.
أليس لهذا الإنسان نظام أيضاً يجب السير عليه؟ أين هو هذا النظام، لماذا هجروه ولحقوا بكلام القيل والقال وكثرة السؤال والدخول في كل شيء مختلف فيه؟! فلا تجد قضية إلا وفيها اختلاف، الله تعالى واحد، والحق منه واحد، فلما الاختلاف؟!
إذن كما تفضلت تركوا معرفة الله تعالى وساروا بما لم يوصهم به تعالى، فضلّوا واختلفوا ووصل الأمر أن اقتتلوا.
وهذا النظام الذي ذكرته لك موجود في كتاب (تأويل جزء عمَّ)، ليتك تطلع وتقرأ المقدمة أيضاً فهي نواة لدخول البحث الهام في طريق معرفة آيات جزء (عمَّ).

هل بوفاة الأب قبل الجد لا يتم توريث الأولاد؟
وهل هناك دليل في القرآن الكريم؟
ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله.

لا يجوز حرمان الأولاد من حقهم.
نعم الدليل بأوائل سورة النساء عن اليتامى، وهناك آيات تهديد ووعيد فيها لمن يحرمهم. وللأسف فمعظم المفسرين يفهمونها بالمعكوس.
قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ..}: إذا وقع بيدك ماله لا تأكله. {..وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ..}: كُلْ شيئاً تطيب به نفسك. {..إِنَّهُ كَانَ..}: أكل مال اليتيم. {..حُوباً كَبِيراً}: منتهى الجهل، الدنيا قليلة، غداً حياة لا نهاية لها، فالذي يضيِّعها يكون أجهل الجهلاء.
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}: الوصية توزّع على أصحابها بالتمام، ويجب أن تخاطبه بكلام معروف. {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا الله وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}: عملك يعود عليك، إن كنت تخاف على أولادك عامل من ولّيت عليه ووصّيت عليه بالخير. {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً..}: والآن حيث الناس في غفلة لا يدرون عواقب نتائج أعمالهم، غداً تحترق نفسه من عمله، يرمي نفسه في النار لينسى آلامه. {..وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}: كل واحد وعذابه بسعر ما عمل، كما تُسعَّر الأشياء بحسب قيمتها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ عبد القادر الديراني حفظك الله، ما هو حكم أكل السمك الذي يتم اصطياده من خلال التفجير في الأنهار والبحيرات والبحار أو من خلال صعقه بالكهرباء أو من خلال اصطياده بالسموم؟
وهل يجوز للإنسان اللجوء إلى هذه الطرق للصيد التي قتل بها الكثير من السمك الصغير الذي لا ينتفع به؟
وجزاكم الله كل خير.

لا مانع من أكل السمك الذي يتم اصطياده من خلال التفجير والصعق بالكهرباء أو من خلال اصطياده بالسموم، والآكل لا علاقة له بالصيادين الذين يقومون بتلك الطرق لاصطياد الأسماك ولا مؤاخذة عليه إذا أكل من ذلك السمك لأنه لا يعود على جسمه بالأذى بسبب هذه الطرق.
ولكن المؤاخذة والأذى المترتب من هذا الصيد على البيوض والأسماك الصغيرة التي لا ينتفع بها وهذه محرمة دولياً، لأنها تكون سبباً في فناء الأسماك والقضاء على نسلها، أما الآكل فلا علاقة له فيها وقد تمَّ البحث الدقيق بشأن هذا الموضوع مع طبيب مختص بالأدوية فكانت النتيجة التي أجبناك إياها، لأن السمك إن اصطدناه فيموت اختناقاً ومع ذلك فالدم القليل الذي لا يكاد يُذكر يذهب إلى الغلاصم، وكذلك بالطرق الأخرى.
أما الضرر العام فهو معروف وهو يخشى من انقراض هذا الصنف الذي يعود علينا بالخير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أرجو من جنابكم الكريم التفضل عليَّ بالحل الشرعي حول قضيتي: وهي أني أعمل سائق سيارة أجرة عامة وقبل سنتين شاءت القدرة الإلۤهية بأن أتعرض إلى حادث سير مما أدى إلى مقتل رجل طاعن بالسن ويبلغ من العمر حوالي 80 عام بعد أن قمت بنقله إلى أقرب مشفى ولم يفد ذلك فتوفي الرجل بعد خمسة أيام في المشفى بعد الحادث، وحسب القوانين الوضعية التي نتقيد بها في بلدنا يُسجن السائق لبضعة أيام وتقوم شركة التأمين التابعة للحكومة (السوكرتة) بدفع الفدية إلى ذوي المقتول والتي كانت قيمتها منذ سنتين بحدود 300000ل.س.
فما الذي يترتب على السائق الذي يقتل إنسان من دون قصد؟ علماً أن السيارة يملكها والدي وأنا أعمل عليها براتب شهري، وحيث أنه دفع مبلغ خمسون ألف ل.س لذوي المقتول فوق الفدية التي دفعتها شركة التأمين، فما هو المترتب عليَّ؟
ولكم جزيل الشكر. 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الآية (92) من سورة النساء: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
الدية إلى أهل الفقيد دُفعت وبقي تحرير رقبة، وبما أنه في وقتنا الحالي لا يتوفر لك تحرير رقبة، فأنت لك راتب محدود فلا يتوفر لك فدية أسير لأن فدية الأسير تكلف اليوم أكثر بكثير من مليون ليرة سورية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا يوجد أسير تفاديه فهذه وظيفة الدولة، لذلك بقي عليك صيام شهرين متتابعين، فلا شك أن هناك شيئاً ما لا تعلمه حتى وقع هذا الحادث على يديك لا على يد غيرك، وهذا الحكم الشرعي.ش

سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت أصلي صلاة الظهر في الجامع وبعد أن انتهيت من الفرض وقفت أصلي السنة وبينما أنا أصلي وقف رجل ورائي ونبهني أنه يصلي معي أي أنا إمامه، فهل يجوز أن يصلي معي الفرض وأنا أصلي السنة وأكون إمامه؟ أم يجب أن أتوجه إليه وأقول له: أنا أصلي السنة. وهذه ليست واردة، فما العمل؟
جزاكم الله الخير ولعلامتنا الجليل السيد محمد أمين شيخو. 

أنت تقول ليس وارد أن تتوجه إليه وتنبهه أنك تصلي السنة. والصحيح أن تكمل الصلاة من أجل المؤتم بك، وهذه من الإنسانية، وبالعكس كسِّب من معك صلاة الجماعة على ظنِّه. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، فأكمل صلاتك هو على نيته وأنت على نيتك.
كنت مع أحد الأفاضل أصلي صلاة التسابيح صباحاً فجاء شخص لا يعرفنا أننا نصلي صلاة التسابيح وظن أننا نصلي ركعتين الصبح فالتحق بالإمام على أنها صلاة الصبح فغيَّر الإمام مباشرة صلاة التسابيح إلى صلاة الصبح من أجل هذا الرجل وأتم صلاة التسابيح كأنها صلاة صبح حقيقية، وبعد أن ذهب الرجل التفت إليَّ وقال: هل تحب أن نصلي التسابيح يا أخي؟ فقلت له: حباً وكرامةً. وصلينا صلاة التسابيح بعد ذلك.
فإذا ظنّك أنك تصلي الفرض فثبِّت له ظنّه، والله يعلم نوايانا فهذه نية طيبة ((وإنما الأعمال بالنيات)).

السلام عليكم
سيدي الفاضل لدي سؤال حول موضوع تربية العصافير في القفص وأسماك الزينة، هل يجوز تربيتها ووضعها زينة للبيت أو للمحل أم أننا نحجز حريتها؟ أرجو التفصيل في الجواب.
ولكم جزيل الشكر.

ما خلق الله هذا الكون العظيم بأجرامه وسمواته وخيراته ولا الأكوان جميعها عبثاً. أي ما خلقنا عبثاً لنذهب لدنيا اللهو واللعب، وما سخّر لنا الكائنات لنضيّع وقتنا عبثاً. كذلك فاسم (الحميماتي) لا يليق بالإنسان ولا هو محمود عند الناس وكانوا لا يقبلون من (الحميماتي) شهادة أبداً.
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل، امضِ لما خلقك الله له، آمن واعمل الصالحات تنل المكرمات، وستنال بعدها الجنات هذه صفات الإنسان الكامل والنقص لا نرضى به. وفهمكم فيه الكفاية.

السلام عليكم
أنا أعمل في تجارة البيع بالتقسيط فكيف تكون زكاة أموالي؟ 

زكاة أموالك أن تبيع بالتقسيط دون زيادة عن البيع النقدي في ثمن البضائع، لأن الذي يأخذه بالتقسيط فقير وأنت ساعدته بفقره، فتكون ببيعك بالتقسيط كالبيع النقدي بألَّا تأخذ زيادة قد ساعدت الفقراء المحتاجين، وهذه هي زكاة أموالك أما إذا كانت الأموال تؤخذ من حرام، فلن تقبل منها صدقات ولا زكاة مالم يتوقف عن الربا {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ..} سورة الروم: الآية (39). ولا زكاة له.

السلام عليكم
لدي مبلغ من المال وأريد توظيفه في مجال استثماري، ويطرح علي أحد أصدقائي بأن يأخذ هذا المبلغ ويعطيني مقابل توظيف كل مئة ألف ليرة، مبلغ شهري ثابت مقداره ثلاثة آلاف ليرة، فهل يُعدُّ في هذا العمل ربا أو شيء من الحرام؟ أفيدونا يا سيدنا فلا نريد أن يدخل علينا الحرام أبداً.

إن كان العمل فيه شراكة بالبيع والشراء فهذا حلال لأنه قابل للربح وللخسارة.
{..وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا..} [البقرة: 275]. فما كان ليربو عند الناس فلا يربو عند الله.
في البيع والشراء تتحمّل معه وتشاركه في المسرّات بالأرباح، كما تعاونه وتساعده بالخسائر، وهذه إنسانية، كما ينال المسرّات يتحمَّل عنه المضرات، فالإنسان أخو الإنسان.

ما هو الفرق بين الفطرة التي يخرجها الفاطر رمضان لعذر شرعي وزكاة الفطر؟ وكم قيمة كل واحدة منها؟

زكاة الفطر: هذه صدقة، أما عن إفطاره لعذر شرعي فهي كفارة.
قيمة الكفارة معروفة ومذكورة في سورة البقرة، وهي: إطعام مسكين يوم كامل، أي ثلاث مرّات.
وقيمة صدقة الفطر: هذه لكل شخص بحسب قيمة صيامه عنده.

أنا لم أكن آكل اللحم غير المكبر عليه في بلدي سوريا، وما إن أتيت إلى هنا لم يعد بوسعي أن أعرف هل اللحم مكبر عليه أم لا، فقاومت عدة مرّات لكنني بعد المحاولات أكلت اللحم 3 مرات، ولم أعد أتحمّل، وخصوصاً رفاقي يأكلون أمامي وادعائهم أننا في السعودية جميع اللحم مكبّر ومراقب وهو على الطريقة الصحيحة، فما هو الحل؟

أولاً: إذا كانوا على الطريقة الصحيحة ومكبر عليه حقاً فلماذا تسأل؟! تحقَّق من ذلك فإذا كان حقّاً مكبّر عليه فكلْ.
ثانياً: وإذا وجدت أنه ليس هناك تكبير (ذكر اسم الله) على الذبح أثناء ذبح الذبيحة، فهو ليس شرعي ولا صحيح.
فعليك أن تشتري فروج حي وكبِّر عليه بنفسك، ويمكنك أيضاً أن تذبح خروف وتكبِّر عليه بنفسك وتضعه في الثلاجة وتستخرج منه متى أردت لطعامك. وإن لم تستطع أيضاً، وتحقّقت أنه غير مكبّر عليه وكنت تريد وجه الله فامتنع عن أكل اللحم غير المكبر عليه وكأنك نباتي، كُلْ من غيرها من المأكولات.
ثالثاً: باستطاعتك أن تأكل لحم السردين والطون بدل اللحم غير المكبر عليه، أو اشتري السمك لأن الدم بالسمك يذهب إلى الغلاصم فلا يبقى في السمك جرثوم.

سيدي الفاضل: أنا شاب غير ملتزم بالصلاة لأن صلاتي صلاة حركات، ولن ألتزم حتى أصل إلى الصلاة الحقيقية.
فهلّا أفدتموني وأرشدتموني كيف أصل إلى الصلاة الحقيقية وأحصل عليها فألتزم بها وأصبح في صحيفتكم يوم القيامة.
وجزاكم الله خيراً. 

إذا أحببت أن تصلّي الصلاة الحقيقية فاقرأ دلالة العلّامة الكبير محمد أمين شيخو، وهي دلالة الله لأنها كلّها ضمن القرآن لا سواه، وطبّقها. طبّق هذه الدلالة تصلِّي الصلاة الحقيقية، ولكن هذه الصلاة الحقيقية هي صلاة قلبية نفسية، ولكل حقيقة صورة ولكل صورة حقيقة والصورة تحتاج إلى حقيقة، فإن لم تؤدِ الصلاة الصورية فلماذا خلق الله لنا صوراً؟! بهذه الصورة سيدنا إبراهيم وصل إلى الإيمان عن طريق الشمس والقمر والنجم، وأهل الكهف آمنوا عن طريق الصورة حتى وصلوا إلى الصلاة الحقيقية، فلابد من الصورة لأن:
- أولاً: الإيمان مشاهدة بعين الرأس ثم مشاهدة بعين النفس أو الصدر، والصلاة تنبني على الإيمان، فإذا اتجهت النفس تطلب الاتصال بربها عن طريق صنعه فاستعظمت الصنع ورأت أن هذا الصنع ليس للمخلوق بل للخالق تنتقل إلى استعظام الصانع، وقمت إلى الصلاة "والصلاة ركوع وسجود بعد قراءة شيء من القرآن"، فهذا الاستعظام يعبّر عنه الجسم بصورته: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة الحج: الآية (77).
فحينما تستعظم النفس تركع خاشعة للصانع جلَّ وعلا، وفي السجود تكون قد آمنت في بدايتها فتتوجه نحو البداية، ويجد هذا المصلي أنه لم يكن أبداً شيئاً مذكوراً لا هو ولا كل المخلوقات، وأنه لا وجود ولا قيام ولا حياة إلا من الله وبالله، عندها تسري هذه النفس من الصور إلى الحقائق. أما إن أهمل الصلاة الصورية فلن يصل إلى صلاة حقيقية، وإن مات وهو تارك الصلاة فإنه يسلكه في سقر. أي: في المقر السيِّئ الذي يعود عليه بالسوء، لأنَّ المؤمنين سألوا الكافرين: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42-43]، فكيف تترك الصلاة؟ أتريد أن تتكبر عن أوامر الله وتريد أن تصل إلى الحقيقة وإلى الله وتحبه؟! إن المحبَّ لِمَن يُحبُّ مُطيع. فإن قمت بالصور طاعة لله فالله سبحانه وتعالى لن يضيع لك ذلك أبداً، ولابد أن يوصلك إلى الصلاة الحقيقية، أما إن تركت الصلاة الصورة فكيف تصل:

تبغي النجاة ولا تسلك مسالكها   إن السفينة لا تمشي على اليبس

نعود الآن إلى الجواب: إن أردت أن تصلي حقاً وكنت صادقاً في الطلب فاقرأ دلالة الله القرآنية التي شرحها فضيلة العلّامة محمد أمين شيخو وطبِّقْها.

بسم الله الرحمن الرحيم
أتيت في صلاة الفجر، وفاتتني الركعة الأولى:
فهل أعتبر الركعة الثانية بأنها الأولى ولا الثانية؟ والقراءة فيها سراً أو جهراً؟
والسؤال الثاني: فاتني المغرب ودخلت في العشاء بنية المغرب كيف أعمل؟ أسلم في الثلاثة؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً. 

أولاً: بالنسبة لصلاة الفجر التي تتحدث عنها:
أنت دخلت والمصلون كانوا في الركعة الثانية، أما أنت في الركعة الأولى، هذه لا بحث لها، فتنهض وتتم الركعة الثانية، فما لك ومالهم. إذا جئت جماعة بدأوا بالطعام قبل دخولك عليهم وشبعوا قبلك وأنت ما زلت تأكل ولم تشبع بعد، هل تقوم عندما يقومون عن طعامهم وأنت جائع أم تكمل طعامك؟
بالنسبة للقراءة سراً أم جهراً؟ الجواب: لقد قام الإمام عنك بالجهر، وأنت تتم الركعة الثانية بالسر، لأنه لو كان المتأخرون عن الصلاة مثلك عشرة مثلاً، هل من المعقول أنتم العشرة تكملون الصلاة جهراً، وتتعالى أصواتكم المتناقضة وتتداخل ببعضها ويتم النشاز، والدين كله كمال وذوق وفهم، وأنت مقتدي والإمام الذي يجهر، وأنت لست إماماً حتى تجهر، بل قام عنك الإمام بالجهر وكفى البقية "بقية المصلين" الجهر.
ثانياً: بالنسبة لصلاتك المغرب.
الجواب: ما كان لك أن تنوي صلاة المغرب في وقت العشاء، وهذا خطأ، والعمل أن لا تعود لمثلها، فكيف جعلت من العشاء مغرباً والله لم يجعل ذلك؟! لأن المغرب يعني غروب الشمس وراء الأفق، وأنت في وقت العشاء والناس يصلّون العشاء، فكيف جعلت العشاء مغرباً والصلاة على مواقيتها {..إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} سورة النساء: الآية (103).  أنت جعلتها في وقت ثانٍ وهذه لا يمكن أن تكون قانوناً تسأل عنه، أنت خالفت القانون ولكن بنية سليمة والأعمال بالنيات والله لا يؤاخذك فلا تعد لمثلها. أما وقد حصل، مع هذا فتتم الصلاة ولو نويت المغرب تتم الصلاة أربع ركعات مع المصلين، ولا تسلم في الثالثة بل تكمل الصلاة معهم أربع ركعات، وزيادة الخير خير وتبقى على نيتك أنت تصلي المغرب، وبقي عليك أن تصلي العشاء في وقت آخر فيما بعد، والله لا يؤاخذك لأنك حريص على صلاة المغرب، بل يحاسبك على نيتك الطيبة، ومع ذلك الخطأ خطأ ولا نستطيع أن نقول عن الخطأ صواب، ولكن: {..رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..} سورة البقرة: الآية (286). على أن لا تكرر هذا الخطأ ثانية، لأن الله جعل لكل صلاة وقتها وليست صلاة المغرب في وقت العشاء.

أنا شاب عمري 25 سنة كنت أصلي أحياناً وأقطع، ومن فترة التزمت التزاماً كاملاً إن شاء الله. الصلوات التي فاتتني من صغري كيف علي قضائها؟ وشكراً.

(الإسلام يجبّ ما قبله) القضاء للصيام عن الأيام التي يفطرها الصائم في رمضان لأسباب، وما سوى ذلك من قضاء الصلوات في الأيام التي لم يكن يصلِّيها قبل سيره بالحق لا قضاء عليها، بل هي مجرَّد اجتهادات وورع من عند الناس لا من عند الله لا بالسنة ولا بالقرآن.
ذلك أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بدأ بالصلاة بعد الأربعين من عمره الشريف، لو كان يقوم بقضاء عما قبل الأربعين لما استطاع التفرّغ للدعوة وإقامة الصلاة للعالمين، كذا لو أراد خالد بن الوليد قضاء الأيام التي مضت قبل إسلامه لما فتح البلاد ولما نُشِرَ الإسلام في الجزيرة والعراق والشام، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى رحمة الله وغفرانه بقوله الشريف: (الإسلام يجبُّ ما قبله).
لقد عفا الله عمّا مضى، ومن الآن وصاعداً تبدأ الصفحة الجديدة للمحافظة على الصلاة وعدم إهمالها، وبما أن الإنسان إذا انقطع عن الطعام لسبب ما عدة أيام وفاتته وجبات عديدة، فهل عندما يحضر الطعام يأكل هذه الوجبات جميعها؟ كلّا، كذا الصلاة غذاء قلبي، فما فات في السابق فقد عفا الله عنه، فلا قضاء له أبداً.

السلام عليكم
سيدي الفاضل السؤال: هل يجوز للمرأة الصلاة والصيام في حال العادة الشهرية وكيف؟
شكراً على هذا الموقع.

ليس على المرأة لا صيام ولا صلاة في حالة الولادة ولا العادة الشهرية.
أما بالنسبة للصيام فإنها تقضي أيام الصيام التي أفطرت بها بأيام أخرى حينما تكون في وضعها العادي.
أما بالنسبة للصلاة: الحمد لله الذي جعل الصلاة بالقلب، فالذي لا يصلّي يموت، وهذه الصلاة القلبية لا تُترك أبداً، فإن ترك الإنسان ذكر الله مات قلبه، أما الحركات والقراءات إنما هذه تعبيرات عن الصلاة القلبية.
هذه الصلاة العادية المبتدئة بالتكبير والمنتهية بالتسليم والصيام تتوقف عنها المرأة الحائض أو في حالة الولادة كما قلنا.
أما الأدلة موجودة بتأويل القرآن العظيم المجلد الأول بسورة البقرة، الآيات التي تخص موضوع النساء.

ما حكم الشرع في الذي يشرب الخمر وفي الذي يروجه؟ وكذلك في الذي يتعاطى المخدرات والذي يروجّها؟
وفي الزاني المحصن؟ ففي بعض كتب الحديث تقول بالرجم حتى الموت بينما في سورة النور {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} النور. فهل الزاني أو الزانية في هذه السورة فقط تختص بغير المحصن أو المحصنة أم بالمحصن والمحصنة أيضاً؟
وكذلك ما الحكم الشرعي فيمن يقوم بممارسة ما مارسه قوم لوط؟
الشكر الجزيل لكم والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ما حكم الشرع في الذي يشرب الخمر وفي الذي يروجه؟ وما حكمه في الذي يتعاطى المخدرات وفي الذي يروجها: وكذا في الذي يمارس ما مارسه قوم لوط؟
يرجى تحويل هذا الطلب لفضيلة المفتي العام للجمهورية للإجابة عن هذا السؤال فهو أحق بالجواب عليه وأهله.
أو انظر في القرآن واحكم بما يقوله الله في القرآن الكريم الذي هو كلام الله لكل عباد الله دون استثناء.

وتسأل: عن الزاني المحصن وغير المحصن ما حكمهما؟
الجواب: طالما الله تعالى لم يذكر في سورة النور ولم يخصّص محصن أو غير محصن، وكذا في القول: (الشيخ والشيخة إذا...) لم يرد ذكر المحصن أو غير محصن، ونطلب منكم أن تذهبوا إلى قواميس اللغة العربية ومراجعها وتبحثوا بها جيداً، فهل تعني كلمة الشيخ: المحصن أو المتزوج، أو كلمة الشيخة هل تعني: المحصنة؟! كلا لا تعني ذلك.
فمن أين جاءت كلمة المحصن أو المحصنة كشيخ أو شيخة؟! فكيف تسألنا يا أخي عن محصن وغير محصن وهذه الكلمة لا وجود لها في القول (الشيخ والشيخة إذا...) وفي كلام الله القرآن؟!
نرجو إعادة السؤال بعد التبيان أن الشيخ هو المحصن في أي مرجع من مراجع اللغة العربية وكافة قواميسها، فأنت تسألنا عن كلمتين لا وجود لهما بمعنى الشيخ أو الشيخة، أما كلمة الشيخ فمعناها عند عامة الناس وكما هو معروف: رجل الدين، أو الذي شاخ بالعمر وتقدّم بالسن. ولا علاقة لها بمحصن (قولٌ لا أصل له).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سيدي الفاضل هل هنالك صيام غير رمضان؟ مثل صيام ستة من شوال والعشرة من ذي الحجة والنصف من شعبان.
وجزاكم الله خيراً.

- هنالك صيام كفّارة اليمين، قال تعالى: {..فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ.} سورة المائدة: الآية (89).
- وهناك صيام كفّارة للذين يظاهرون من نسائهم، في قوله تعالى: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا..} سورة المجادلة: الآية (4).
- ويوجد أيضاً صيام كفّارة عن القتل بغير عمد، لقوله تعالى: {..فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ..} سورة النساء: الآية (92).
- وهناك صيام كفّارة الحج عشرة أيام، قال تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ..} سورة البقرة: الآية (196).
- ويوجد أيضاً صيام القضاء إذا أفطر المرء في رمضان لسفر أو لمرض، قال تعالى: {..وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..} سورة البقرة: الآية (185).
وورد في الحديث الشريف: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصيام). وحدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصيام بفترة اكتمال القمر (13 - 14 - 15) من الشهر القمري، وهذا الصيام خاص بغير المتزوجين. لأن الدم في هذه الأيام يهيج لدى الإنسان، فإن خشي الإنسان على نفسه فعليه بالصيام لتنشغل النفس بالطعام والشراب وتغيّر العادات، فالمشغول لا يُشغل ولا يستطيع الشيطان الوسوسة له بالإغواء والإغراء بما هو الحق منه براء.

السلام عليكم
أراد رجل أن يكفّر عن يمينه فصام ثلاثة أيام مع قدرته على الإطعام والكسوة والإعتاق، فهل وافق الشرع أم خالفه؟ وما هو الدليل على ذلك؟ وشكراً

الشرع يقول: من لم يكن لديه القدرة على الإطعام أو الكسوة أو تحرير رقبة، أي إن لم يكن معه مال فعليه بالصيام، وليس للغني المقتدر، لقوله تعالى: {..وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ..} سورة المائدة: الآية (89).
إذن أتى الصيام بعد كلمة: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ)، فإذا كان موجود معه المال وصام، هذا لا يجوز وغير مقبول منه بدليل الآية.
وكذلك ورد نفس الشرط بسورة النساء الآية (92): {..فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ..}.
وكذلك ورد نفس الشرط في سورة المجادلة الآية (2): {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا..}.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم السُّبحة؟ أي التسبيح بالسّبحة؟

لا مانع من استخدام السُّبحة في البيت، وهي وسيلة لربط النفس بالذكر، أي وسيلة معاونة لذكر الله.
مستحبة إن كانت بعيدة عن أعين الناس.
أما إن كانت تُحمَل في الأماكن العامة (في المحلات والحوانيت التجارية، أو في الشارع ..إلخ)، أمام الناس، فيُخشى أن تتحوّل الغاية من حمل السبحة، لأن تكون رياءً وحباً بالظهور أمام الناس أنّه من المسبّحين، وأنّه من أهل الذكر و..و.. وأهل ذلك.

هل يشترط في صلاة التراويح أن تكون حصراً عشرون ركعة؟

حتماً كما صلاها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ولكن ما ورد بأنّه كان يصلي إما ثمانية أو اثنا عشر، صحيح إلا أنّه يتمّم العشرين في البيت ليستفيد الحريم "نساء المؤمنين" من الصلاة أو يعيد الصلاة كلها معهن، ولن تنقص عن العشرين أبداً. (لطفاً راجع كتاب الفقه على المذاهب الأربعة).
أما ما نشاهده في آخر الزمان من ملل وترك صلاة التراويح في الركعة الثامنة وبعضهم في الركعة الثانية عشر، وبعضهم يتمّها إلى العشرين وهذا الإتمام هو الصحيح. فكان أئمة المساجد المصلون يقبلون بصلاة من يصلي ثماني ركعات لضعف إيمانهم وخوفاً عليهم من أن يهجروها بالكلية، فرضوا بالبعض من أجل أن لا تهمل صلاة التراويح، أن ساروا على ضعفهم (سيروا بسير أضعفكم).
فكنت أنا بالقرى أصلي معهم في المسجد ركعات ثمانية، وأذهب إلى البيت لأتمم /12/ ركعة، أو أعيد الصلاة كاملةً عشرين ركعة كي يستفيد الحريم "أهل البيت من النساء"، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
رسول الله والصحب الكرام جميعهم لم يصلّوا إلا عشرين، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يراعي ظرف العُجَّز فيختصرها إلى 8 أو 12 أو يصليها 20. لكنه يُكملها في البيت، وهذا ثبت عن سيدتنا عائشة في أحاديث صحيحة. وكذلك يكملها مع أهل بيته النساء، والنساء لا تخرج من بيتها {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} سورة الأحزاب: الآية (33-34).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا سها المأموم في صلاة الجماعة عن الركوع في الركعة الثانية فلم يركع معه وسبقه الإمام، كيف يتصرّف؟

على المؤتم في هذه الحالة أن لا يسلِّم إذا سلَّم الإمام، بل يقوم ليأتي بركعة بدل الركعة التي سها فيها عن الركوع وكأنه تأخّر عن الصلاة بركعة واحدة ولم يصلِها.
لأن الركوع والسجود من أساسيات الصلاة فإن ذهب الركوع على المصلي كأنَّ الركعة كلها ذهبت عليه، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة الحج: الآية (77). إذن: لا فلاح إلا بالصلاة.

السلام عليكم ورحمة الله
هنالك مئات الآلاف من المسلمون لا يجيدون اللغة العربية ولكنهم يحفظون القرآن ويجيدون قراءته دون أن يفهموا معنى الكلمات.
هل يؤجرون على القراءة مع أنهم لا يفهمون ما يقرؤون؟ وهل يكفيهم لدخول الجنة؟ وإذا لم يؤجروا فما ذنبهم أنهم لم يُخلقوا عرب أو لا يجدون لغة القرآن؟
أرجو منكم التوضيح مع البيان، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

لو لم يكن لهم شيء من الميل للخير لما قرؤوا القرآن، بل لتعلّموا الأغاني ورددوها دون فهم، فما من صغيرة ولا كبيرة إلا ويحمل صاحبها أجرها أو وزرها، صحيح أن المردود ضعيف والأجر بسيط، إلا أن صاحبها يؤجر ولكن الأجر على قدر العمل.
لو فهم المعاني فوق قراءته للمباني فقد يصبح من أهل القلوب، وذرة من أعمال أهل القلوب توازي عمل الثقلين، فمثلاً كان عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق يقرأ نفس القراءة أو يسمعها ولكن يفهم المعاني، فهل يقارن الناس المسلمين بعده به، ونتيجة فهمه للمعاني نُصِرَ على العرب المرتدة وعلى الفرس والروم، فأين من يقرأ ولا يفهم ممن يقرأ ويفهم! والمؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير.
أما مسألة إدخاله الجنة فذلك راجع إليه، لأن الله يحب أن تؤتى عظائم الأمور ويكره سفسافها، فإن بقي مقتصراً على القراءة ولم يتبعها بالتطبيق كما لم ينتج عنها أعمال برٍّ وخيرٍ وإحسانٍ أو لم تحجزه عن محارم الله، فهذا مردوده عليه من قراءته ضئيل جداً وضعيف، ولا يمكن تشبيهه بأيٍّ من الصحابة الكرام الذي كان يقرأ ويفهم ويفتح البلاد ويهدي قلوب العباد.
إذاً قراءته قد تصل به إلى الجنة إن سببت له انحرافاً عن طريق الشر إلى طريق الخير ثم ازداد حتى قام بأعمال أهل الجنة. أو أنها هذه القراءة لم تؤثّر في سلوكيته شيئاً، كمن يقرأ رئاء الناس الذين يراءون ومع أنها لا توصله إلى الجنة لكنها تخفف عنه بكثير من عذاب السعير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للمرأة المرضعة إفطار كل شهر رمضان وقضاؤه بعد الفطام حتى لو كان بعد رمضان التالي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجوز إن كان ذلك يؤثّر على صحّتها، على حليبها، بشرط أن تدفع كفّارة وعلى حسب استطاعتها، ولكن تنوي صادقة مستقبلياً على القضاء.

ما حكم إطالة الأظافر للنساء؟ جزاكم الله خيراً

ليست محمودة لا للرجال ولا للنساء ولا صحيّة أيضاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضيتي يا سيدي أن الزمان صعب ولا يكون الإيمان إن لم ينعزل الإنسان عن باقي ما هو موجود من إنس غير أن هذا صعب فما يكون بي إلا أن أقع، فهل أنا ناجي إن طلبت الانعزال بصدق؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيت شحّاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه..) وهذا واقعنا اليوم الذي أنت تشكو منه (..فالزم بيتك، وامسك لسانك، وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة).
(وخاصة نفسك): هم الذين يسيرون معك في دين الحق وهم أهل الصدق، والله تعالى يقول: {..اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119). فبمصاحبتك لأهل الصدق تتشرَّب منهم الكمال والصدق، فتقوى على مواجهة الزمان الصعب.
إذن: فابحث عن أهل الصدق الذين لا يسيرون إلا على القرآن فقط، أو بما يوافق القرآن ولا يشركون بالقرآن أحداً، وبما أنّك صادق تريد النجاة فلابدّ أنّ الله لن يضيعك، بل سيهديك لأمثالك الصادقين السائرين على الحق لكي تصاحبهم، فالله لن يضيعك. لأنّ السيدة مريم عليها السلام بما أنها صادقة ولّى عليها رجلاً صادقاً، وهو رسول الله سيدنا زكريا عليه السلام، ثمّ سيدنا عيسى عليه السلام، ويقول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة).

السلام عليكم سيدي الكريم
هناك استفسار على جواب السائل الذي تاب من الزنى توبة نصوحة ولكن ألا تخجل نفسه كلما رأى نتيجة عمله (ولد الزنا)؟ إذا كان فَرَضَاً في نفس المكان.

هل يخجل سيدنا خالد الذي حارب وقاتل الصحب الكرام في مواقع عدة وقتل منهم؟! هل يخجل بعد إسلامه وتوبته إذا التقى بمن قاتلهم، أو بأولاد من قتلهم؟! أم نقول رضي الله عنه.
وغدا سيف الله المسلول، فهل يُخجله ذلك أم يمنحه دفعةً وقوةً لينطلق بأعمال الخير والصلاح للتعويض عما مضى؟

هل تقبل توبة من زنى بامرأة متزوجة وأنجب منها وكيف يتوب مع العلم بأن الزاني غير متزوج؟

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر: الآية (53).
ولكن هناك شرط لقبول التوبة والمغفرة: ألا يُصرّوا على ما فعلوا ويتوبوا إلى الله متاباً، أي: إذا تاب لا يرجع عن توبته أبداً، فالتوبة الصحيحة تمحو الخطايا، ولكيلا يقع ثانية فليسلك طريق الحق ويصاحب أهل الحق ويبتعد عن أهل السوء، فهذا قد صدق والصادق مقره إلى الجنة، أي بمعنى:

لقد تركت كل طريقٍ "من طرق الفحش" كنت أسلكها     إلا طريقاً "طريق الحق وأهله" تؤديني لربعكم

فهذا الذي تاب عن الذنب يتوب الله عليه، والتائب توبة نصوحة غدا كمن لا ذنب له.

أريد أن أسأل عن الزكاة:
رجل يملك دكان وبضاعة وتجهيزات الدكان من برادات وغيرها كيف يدفع زكاته؟ وله أخ يملك دكان مماثل يعمل به ودكان آخر يستثمره، ما حكم الزكاة؟
إذا كان لدى شخص سيارة يعمل عليها ما حكم الزكاة فيها؟ وما حكم الزكاة إذا كانت السيارة لقضاء الحاجة وليست للعمل (سيارة ثمينة أو رخيصة).

الزكاة فقط على الأرباح التي تخرج من الدكان، كل هذه البضاعة تتحول إلى قيمة مالية نقدية معروفة، والمال نسبة الزكاة فيه معروفة وهذه من البديهيات.
[إذا كان لدى شخص سيارة يعمل عليها ما حكم الزكاة فيها]؟
ذلك عائد على مردودها وربحها، فكيف يكون عليها زكاة إذا كانت تخسر؟ وكيف يكون عليها زكاة إذا كانت تؤدي الكفاف فقط من الأكل والشرب؟ فهذه ليس عليها زكاة، إنما الزكاة فقط على المال الزائد عن الكفاف، فإذا كان مردود السيارة يؤدّي الكفاف المعيشي ويفيض عن الحاجة، فهذا عليه زكاة على الفائض فقط على أن يحول عليه الحول.
[وما حكم الزكاة إذا كانت السيارة لقضاء الحاجة وليست للعمل]؟
نقول: هذه أفضل طريقة للخلاص من أداء الزكاة، لأن المليون عليه /25/ألف زكاة، أما إذا اشترى سيارة يخلص من الزكاة، واشترى سيارة لابنه ولغيرهم، فلا يعود يدفع زكاة أبداً.
وبهذا يخلص من الزكاة ولكن يدفعوها ضريبة مالية سنوية "لترسيم السيارة".
{..فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ..} سورة الأنعام: الآية (136).

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي المربي الأستاذ عبد القادر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله عنا وعن البشرية ما أنت أهله، سيدي الفاضل قرأت كتب العلّامة محمد أمين شيخو قَدّس الله سره ولم يسعني بعد هذا البيان والحقائق العظيمة إلا اتباع الحق الذي فيها، وفي بداية الأمر كانت همّتي قوية وقد أعانني الله بفضل هذا الحق الذي لا يقبل الجدل والذي لم تستطع نفسي إلا أن تعترف بخزيها وخطئها أمام عظمته وسموه أن أطبق ما استطعت منه من حجاب وأمور كثيرة كان لها تقبل حسن في البيت والبعد عما يفعل التائهون ويغشّون أنفسهم بأنه ليس حرام، وكانت سعادتي عظيمة بهذا الشيء ولكن مع الأسف بعد مرور بضع سنين بدأ الضعف والتقصير يغزوني وصار الشيطان يقنطني بأشياء ما كانت تخطر لي وما كنت أكترث بها في بداية سيري ولكنها الآن تضايقني كثيراً جداً، مثل أني كنت منحرف أتخبط في أهوائي وأفعل كذا وكذا ولم يقتصر هذا الأمر علي بل انعكس على بيتي إذ عندما أتذكّر كيف كنا قبل هذا لا حجاب ولا التزام وما إلى ذلك أمقت نفسي وأمقت هذا الماضي وأتمنى لو أن هذا لم يكن.
سيدي الفاضل ما السبيل للخلاص من هذا إذ أنه يشوّش تفكيري ويشغلني ويعكر حياتي، كيف أقنع نفسي؟ أريد أن أعود إلى همّتي وسعيي في طريق الإيمان.
أدام الله نفعكم للخلق ولكم الشكر.

أولاً: لنا أن نستفيد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) فالجليس الصالح خيرٌ من الوحدة، فابحث عن الصالحين وصاحبهم (إذ إن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل)، فابحث عن الصادقين لكي تتشرّب بصحبتهم الصدق وتواظب على المثابرة في طريق الإيمان (وتعلّموا اليقين من مجالسة أهل اليقين).
إذن: فتّش عن أهل الصدق واليقين وامشِ معهم لتتشرب منهم الصدق والإيمان، ولكي تبقى من أهل الإيمان، و(الصاحب ساحب) فإن صاحبت أهل الإيمان والصدق تنسحب معهم إلى الإيمان ولا تسحبك تيارات المجتمع المهلكة، و(قل لي من تصاحب أقل لك من أنت) فإن صاحبت أهل الهوى فإن ذلك يترك أثراً سيِّئاً في النفس، وتنتقل لك عللهم وأمراضهم من حيث لا تدري ولا تشعر بذلك، وتظنُّ أن منشأ هذه الوساوس والخواطر التي تؤرقك هي منك، وهي بالحقيقة من مصاحبتك لأهل الدنيا تنتقل منهم إليك (الطبع سرّاق فجانبوا أهل البدع)، فالنفوس تتأثر ببعضها وتتشرّب بشكل لا شعوري أثناء المجالسة والاختلاط (فمجالسة أهل الهوى منساة للإيمان محضرة للشيطان).
والعكس صحيح مجالسة أهل الإيمان واليقين تقويك على مواجهة الأهواء المهلكة ووساوس الشيطان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: الآية (119).
فهذا يبعث في نفسك الصدق والعزيمة على مواصلة السير في طريق الإيمان بصدق دون ضعف أو فتور.
ثانياً: فكّر وتذكر سلوكك القديم في بداية سيرك بالحق ثمَّ ارجع إلى نفس السلوك القوي الذي سلكته في البداية، وكرره حتى تعود إلى نشاطك الإيماني القويم تزدد حباً للحق وأهله، والله لا يَتِرَكَ عملك هذا بل سيُطمئن بالك ويدخلك مداخل عالية وتجتاز بسلام هذه الأزمة القلبية وترفل بالصحة النفسية العليّة.
ثالثاً: لا تظننّ أن هذه الوساوس إلا لخير، لأن أحد الصحب الكرام جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا له هذه الوساوس، فأجابه صلى الله عليه وسلم:
(بَخٍ بَخٍ فذلك الإيمان).
أي أن الإيمان الفكري قد بدأ يغزو قلبه ليغدو إيماناً شهودياً، ولكن الشيطان الحسود خشي أن لا يكون له عليه بعدها سلطان أبداً، فبدأ يغزوه ليحزنه ولعله وحاشا لله أن يردّه ويضلله عن الحق، ولكن المؤمن يتنبه وينشط لسلوك الحق بقوة أكبر ويخزي الشيطان الخبيث الخفي بوساوسه المهلكة {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} سورة الأعراف: الآية (201).
إذن: اسلك طريق الحق بالحق مع أهل الحق لكي تنهض وتدل أهلك ومن هم في سيرك الصحيح إلى الحق وتتشرب الحق.

السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الكريم: إذا كانت الغاية من الحج هي الوصول للتقوى، فما هي الغاية من العمرة؟ وهل مناسك العمرة مثل مناسك الحج وبنفس المعاني التي تفضلتم بشرحها في كتاب: (الحج للعلّامة محمد أمين شيخو)؟
- وهل يجوز لمن لم يحج أن يعتمر (بالنسبة للشخص)؟
- وهل لها وقت معيّن أم يجوز أدائها طيلة العام؟
- هل تُغني العمرة عن فريضة الحج إذا لم يستطع الإنسان لسبب مادي أو لإجراءات قانونية؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

1- ما هي الغاية من العمرة؟
- الغاية من العمرة هي أن تعمّر قلبك بالإيمان، وذلك بأن تقعد في ذي القعدة في المسجد الحرام وتمرّن نفسك على الصلوات والإيمان، وهذا يهيّئك إلى الحج.
2- وتسأل: عن مناسك العمرة.
- ومناسك العمرة هي: الإحرام، الطواف، والسعي بين الصفا والمروة فقط. وليس مناسك العمرة كمناسك الحج وهذا أمرٌ معروف، فلا رجم في العمرة، لا رمي، لا منى، لا مزدلفة، لا صعود على عرفات، ولا هدي.
3- هل يجوز لمن لم يحج أن يعتمر؟
- نعم يجوز لمن لم يحج أن يعتمر، ولماذا لا!
4- هل لها وقت معين أم يجوز أداؤها طيلة العام؟
- نعم يجوز أداؤها طيلة العام لاسيما في رمضان، وإذا أتمّها إلى الحج فهذا أفضل.
5- هل تغني العمرة عن فريضة الحج إذا لم يستطع الإنسان لسبب مادي أو لإجراءات قانونية؟
- إذا الإنسان لم يستطع أداء فريضة الحج لسبب مادي أو غيره، فلا مؤاخذة عليه إن لم يحج أصلاً، وفي الآية: {..وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً..} سورة آل عمران: الآية (97).
فالحج مفروض لمن استطاع إليه سبيلاً، أما الفقير والذي منعه مانع ما عن أداء فريضة الحج وهو يتمنى لو يستطيع وتتوق نفسه إلى تلك المناسك والشرائع ويتلهف شوقاً لأداء فريضة الحج وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تظنّن أن الله يحيف على مثل هذا الإنسان المشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو يضيعه، بل يُبْدلهُ عوضاً عنها وهو في دياره وبلده وينال الثمرة المرجوة من الحج دون أن يذهب بجسمه، فالمؤمن بحبه وشوقه للحج وإلى رسول الله والصحبة النفسية معه تكون نفسه قد ذهبت دون جسدها، بل ويعطيه الله ما لا يعطي الذي ذهب وسافر إلى بلاد الحجاز وقام بالحج، فالمسألة متعلقة بالقلب وليس بالجسد، لأن النتائج سوف تعود بالمناسك على القلب وليس على الجسد، والصلاة قلبية.

يا ساكن الشـام أنت زائـر       يا ساكن الحجاز لست بزائر

و أيضاً:

قلوب العارفين لها عيون       تـرى مـا لا يـراه الناظرون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب الزكاة للعلّامة الإنساني الكبير محمد أمين شيخو:
(فالزكاة في مجتمعٍ إسلامي تضاف لبيت المال "لخزينة المالية" لتوزَّع على الفقراء بالأسلوب الذي يضمن عزّة نفسهم وكرامتهم).
وسؤالي هو كالآتي: كيف توزع الزكاة في هذا الوقت بالذات حيث لا يوجد بيت مال للمسلمين، وإن وجد بالمسمى فهو على الغالب بعيد عن الفقراء، وهذا بادي على قصور رجالات الدين والناس تعج بالفقر. والإنسان مسؤول أمام الله عن كل شيء يعمله وينفقه، فأين يزكّي المرء ماله؟
وهل من يملك مبلغاً من المال ويريد أن يشتري به منزلاً (ولا يوجد لديه منزل إنما يسكن بالإيجار) يجب أن يزكّيه؟
وهل تجوز الزكاة أو الصدقة للأخ الشقيق المحتاج؟
أفيدونا من علم ذلك البحر الواسع السيد العظيم الذي ينهل من ذلك الينبوع المحمدي والكمال الإلٓهي جزاكم الله على ما تنشرونه من درره أفضل الجزاء وأخيراً دعاءكم أن نكون من تابعيه. 

تسأل: كيف توزع أموال الزكاة في هذا الزمان حيث لا يوجد بيت مال للمسلمين؟
نقول لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فالزم بيتك وأمسك لسانك وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة) فمن هم خاصة نفسك يا تُرى؟!
أقول: لم يقل صلى الله عليه وسلم خاصة جسدك، أي: أقرباءك عن طريق النسب.
بل قال: (خاصة نفسك) إذن: فهم أهل الإيمان والتقوى، من يسيرون معك بالدين وهم على صراط العزيز الحميد، هؤلاء يحلّلون الحلال ويحرِّمون الحرام، مستقيمون على أمر الله لا يرتشون ولا يرابون ولا يسرقون، إذ لا يلتجئون للكسب غير الشرعي بأساليب منحرفة كباقي الناس والعوام الذين يتبعون أساليب المكر والخداع والتعدي والإجرام والغش، والتي تتلخص بأساليب (ميكافيلي). فهؤلاء خشعت قلوبهم فخشعت جوارحهم، لا يعصون الله ما أمرهم ولو كلّفهم ذلك حياتهم، إذ المؤمن عند حدود الله، فلابدَّ أن أسباب الكسب ضيّقة لديهم في هذا الزمان الصعب الذي لا تُؤخذ الدنيا فيه إلا غلاباً.
فهؤلاء هم خاصّة نفسك، فعليك بمساعدتهم وإقالة عثراتهم وسدّ حوائجهم وعوزهم، ولا تحسبنَّ إن وضعت أموالك في هذه الوجوه أنها ذهبت أدراج الرياح، بل هي الباقية، فهذه الصدقة تجرُّ إلى الكلمة الطيبة وتطبيقها {..أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا..} سورة إبراهيم: الآية (24-25).
(ودع عنك أمر العامة): الذين هم في المعاصي يرتعون والكسب الحرام يدخل عليهم من كل باب، فأمورهم عن الطرق المنحرفة مقضية. أما خاصّة نفسك ملتزمون بمنهل الحلال عن الحرام، فلربما كانت أمورهم المادية في ضائقة، فعليك بإنفاق أموالك التي ستُسأل عنها من أين كسبتها وأين أنفقتها، فأنت بهذا العمل تكون قد قوّيتهم وثبتّهم على دين الحق، فإن كانوا من المسلمين الضعفاء تكسب بالإنفاق عليهم هدايتهم إلى الإيمان، أي ينتقلوا من الإسلام إلى الإيمان وتدفع عنهم الحرام بالحلال.
وتسأل عن رجل يملك مبلغاً من المال، وهذا المبلغ هو ثمن المنزل الذي يريد أن يشتريه، فهل يجب أن يزكّيه؟
نقول: إنَّ المنزل ليس عليه زكاة، فهذه الأموال هي أموال ثمن المنزل فلا زكاة عليها. إنما الزكاة على المال الفائض والزائد ولا حاجة له به وحال عليه الحول، هذا عليه زكاة، أما ما تفضّلت به فلا زكاة عليه.

وتسأل: هل يجوز الزكاة أو الصدقة للأخ الشقيق المحتاج؟
نقول لك ما قاله الحديث الشريف: (الأقربون أولى بالمعروف)، وقال تعالى: {..وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ..} سورة البقرة: الآية (177). فهذا الأخ أنت تعلم عوزه وفاقته أكثر من غيرك، فهو أولى بالصدقة والزكاة من غيره. شريطة ألا تُصرف هذه الأموال بوجوه لا يرضى الله بها، وألا تُستعمل بإفساد الناس وأذاهم أو أذى نفسه بأن يشتري بهذه الأموال ما يُغضب الله من المحرّمات المنكرات، أي يجب أن تنتج الصدقة خيراً لا شراً وأذى، فإن كانت الصدقة ستنتج أموالها أذىً وضرراً فأعرض عن أخيك ابتغاء رحمة ترجوها له من الله، ودع أمره لله يعالجه بفقره علّه يصحو من غفلته ويهتدي إلى ربِّه. فلا تجعل رقبتك جسراً للنار يعبر عليها بأن تمدَّه وتساعده بالمعاصي والمنكرات لا سمح الله، وإن كان أخوك العكس من أهل الطاعة والاستقامة فهو أولى الناس وأحقهم بالمعروف والإحسان، فمثل المؤمنين في توادهم كمثل البنيان الواحد يشدّ بعضه بعضاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم لدي سؤال وهو كالتالي: ما هي النسبة المئوية لمربي النحل إذا كان المربي يملك مثلاً 100 خلية نحل، تنتج 100 خلية نحل جديدة، ليصبح العدد 200 خلية نحل، وينتج عسل تقريباً 1000كغ، ومصروفه السنوي 300000ل.س، فهل يتم حسب النسبة قبل حذف المصروف أم بعده؟ وهل يوزّع العسل أم العملة النقدية أم خلايا النحل؟ وما هي النسب لكل منتج؟

يخرج على المائة خلية 5% من خلايا النحل مع عسله ويكون بذلك قد حسب المصروف ضمناً.
إذا كان هنالك 100 خلية يخرج خمس خلايا مع عسلها ويكون المصروف ضمناً قد حُسب.
ولا مانع أن يقدّر ثمن خلايا الزكاة التي يجب أن يخرجها ويدفع ثمنها زكاة كعملة نقدية.

السلام عليكم: جزاكم الله الخير الكثير على هذا الموقع وجعله الله في صحائف أعمالكم
أود أن أسألكم عن مشكلة عرضتها علي امرأة مسكينة توفي زوجها وتملك مبلغاً من المال ماذا تفعل؟ هل تضع هذا المبلغ في البنك؟ أم تشتري بيتاً وتؤجره؟ أم تضع المبلغ مع جامعي الأموال الغير مؤتمنون في هذا الزمان؟ ما الحق؟
السؤال الثاني: هل يتوجب دفع الزكاة على حلي المرأة المعد للزينة (ذهب، بلاتين، لؤلؤ....)؟ وهل يوجد نصاب معين أي قيمة معينة إذا تجاوزها الإنسان يتوجب عليه الزكاة؟

السؤال الأول: تسأل عن المرأة المسكينة ماذا تفعل بالمال الذي تملكه؟
حذار من سوء البذار، فالوجوه الثلاثة غير مأمونة وغير مضمونة والبنوك بالعالم كلها تفلس على حساب أموال الناس وكلها مرتبطة بالدولار، وفي هذا الزمان الذي يُفقدُ فيه الإيمان لا أمان أبداً أن تخسر هذه المرأة أموالها وأفضل شيء أن تصرف من أموالها بلا تقتير ولا إسراف.
والله لا ينساها لأنه لا ينسى الطير تخرج خماصاً في الصباح وتعود بطاناً في المساء.
فأفضل شيء أن تنفق من أموالها ولا تخشى من الله أن يجوعها لأنه لم ينسها تسعة أشهر في بطن أمها.

جواب السؤال الثاني: عن حلي المرأة المعد للزينة هل يتوجب عليه الزكاة؟
هذا أمر معروف لا زكاة على حلي المرأة المعد للزينة إن لم تشتريه للتجارة.

السلام عليكم...
لمن تعطى الصدقة؟ هل تجوز للأقرباء؟ نرجو الحصول على شرح وافٍ ومفصّل... وجزاكم الله كل خير...

أما عن سؤالك: [لمن تعطى الصدقة؟]:
أنت أعرف بمن عندك في بلدك وما حولك من فقراء ومحتاجين من جاليات إسلامية مثلاً أو غيرها من معوزين، لتستجلب قلوبهم إلى دين الحق إذا احتاج الأمر.
فعليك بالتحرّي والتقصّي عن المستحقين المحتاجين، شريطة ألا يكون لديهم من المحرمات والمعاصي ما يُغضب الله فيستعملون الصدقة التي أعطيتهم إياها بما يؤذي الناس، فيفسدون القلوب بشراء أمور لا يرضى الله بها مثلاً، وما يعود على المجتمع الإنساني بالضرر والأذى، فتكون صدقتك على هذا النحو قد أعطت مفعولاً عكسياً، فيجب أن لا تعطى الصدقة لمن يؤذي الناس، ولا أن يؤذي نفسه بأن يشتري فيها المخدرات والمسكرات التي تُغضب الله.
فأنت مسؤول أين تضع مالك.
(فلا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه).
فيجب عليك أن تنظر إلى أموال هذه الصدقة أين تذهب، هل في رضاء الله أم في سخط الله، وباختصار يجب أن تنتج الصدقة خيراً وليس شراً هذا، من ناحية ومن ناحية أخرى:
حبذا لو تقسِّم الصدقة على دفعات شهرية، فهذا خيرٌ من دفعة واحدة لو كانت كبيرة، فساقية جارية خيرٌ من نهر مقطوع.
وهناك وجه آخر لإنفاق الصدقات: فالمخلوقات جميعها من نسيج الحضرة الإلۤهية وأنت أيها الإنسان جعلك الله وصياً عليها، فلو أطعمت الحيوانات الجائعة من هرّة أو طير أو كلب شاردٍ فهذه أيضاً صدقة يكتب الله لك فيها عمل خير، كما في الحديث الشريف: (في كل ذات كبد حرى أجراً).
كذا إن رأيت شخصاً ما من غير دينك وأنت مسلم مؤمن، وهو في ضلالٍ وبُعدٍ عن الله وقد نزلت به ضائقة أو وقع في حادثٍ مروع فقمت بإسعافه والأخذ بيده وساعدته بمالك وأنقذت حياته، وكانت نيّتك هدايته وأزجيت له يد الإحسان والمعروف، فأَنُسَ بك في وحشته وكربته ومال لك بالمحبة واطمأنت نفسه لك، عندها يسير بسيرك الإنساني الذي يرضي الله، فتكون بذلك أنقذته من عذاب النار ومددت له يد النجاة من ضلاله إلى الأمن والأمان، ويسير في طريق الهدى بعد أن كان في طريق الجحيم، إذ يتقبّل منك الحق لما شاهده منك من تضحيات إنسانية أمامه من مال وغير المال من المعاملة الحسنة والرأفة والرحمة، فلا تسأل إن كانت النيّة الهداية عن عرض الدنيا الزائل، وهكذا كانت الصحابة الكرام تسحب قلوب الأمم والعباد، بالمعاملة الحسنة والقول المعروف (والدين المعاملة)، فالبلاد التي فُتحت وانتقل إليها الإسلام عن طريق التجارة وبالمعاملة الحسنة أكثر بكثير من البلاد التي فُتحت عن طريق الحروب، وهذا بفضل إيمان الصحابة الإيمان الراسخ.
لذلك الصدقة الحقيقية المثمرة تكون بعد أن تسلك مسلك سيدنا إبراهيم العظيم هذا المسلك الإيماني فتعلم بنفسك أين تضع الصدقة دون أن تسألنا عنها.

وأما عن سؤالك: [هل تجوز للأقرباء؟]:
نقول: إن كان الأقربون من الفقراء المحتاجين فهم أولى بالصدقة من غيرهم، فهؤلاء أنت تعلمهم وتخبر حالهم وعوزهم إذا انكشفت لك فاقتهم وفقرهم بحكم القربة، فلربما كان غيرك من عامة الناس يجهلهم لأنهم من عزّة أنفسهم لا يظهرون فقرهم ويحسبهم الناس أغنياء من التعفّف، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى..} سورة النحل: الآية (90). وفي الحديث الشريف: (الأقربون أولى بالمعروف)، وكما قال تعالى: {..وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ..} سورة البقرة: الآية (177). وليس الأقرباء فقط أقرباء النسب والنسل بل أيضاً هنالك أقرباء عن طريق المعرفة والصحبة والصداقة والعمل.
وأيضاً هؤلاء مشروطة الصدقة لهم أن لا يستعملوها بالمحرمات وما يُغضب الله.
فلا تجعل رقبتك جسراً للنار لهم بأن تساعدهم بالضلال والفساد والأذى اتركهم لله يعالجهم بالفقر علّهم يعودوا عن المعاصي والمنكرات والتعدّي والطغيان.

السلام عليكم: سيدي الفاضل لدي استفسار بعد الاطلاع على كتاب وداعاً لطبيب المقوقس:
هل حقنة النشاء تفطر الصائم في رمضان إذا استعملها؟

حقنة النشاء لا تفطر الصائم ولكن الأفضل أن لا يستعملها إلا حين الإفطار وقبل الأكل إن كان بالفطور أو بالسحور، يجب أن تأخذ قبل الطعام.

 السلام عليكم ورحمة الله
سيدي الفاضل أملك دكان أبيع فيه فروج حي والحمد لله لا أنسى التكبير على أي ذبيحة وخصوصاً بعد قراءة كتابكم الكريم ((الله أكبر رفقاً بالحيوان))، ولكن أحياناً من دون قصد مني ومن شدة حدة السكين للذبح يُقطع رأسها وينفصل عن جسدها، فما حكمها بالنسبة للأكل مع العلم أنها مكبر عليها؟ 

طالما أنها مكبّر عليها فإن قُطع رأسها أم ذبحت بدون أن يقطع، فهما سيّان، أي: نفس الشيء لا علاقة لقطع الرأس أو عدم قطعه، المهم التكبير لينتقل الألم إلى غبطة أبدية ونعيم متواصل، بالتكبير ألم لا يكون أبداً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
السيد المربي الفاضل أدامكم وحفظكم الله، أرجو من سيدي الكريم شرح ما ألمحتم إليه في بحث: قانون العقل النفسي: ثلاث، كذلك تثبت حقيقة الإيمان ويشرق بنفس السالك بالحقِّ للحقِّ بثلاث.
ما هو الأمر الذي يجب أن يُكرر ثلاث مرّات لكي نعقل حقيقة الإيمان إن صح التعبير؟
جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.

القرآن الكريم مليء بالأدلة التي تؤكد أن قانون العقل النفسي ثلاث.
في سورة الملك: {..فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ(4)} هذه ثلاث مرات.
قبلها: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ..}: إذا يقَّن الإنسان بالموت وخافت نفسه، عندها التفت إلى صنع الله، أي: لهذه الآيات الكونية التي أوجدها الله ويمدّها وهو الذي يحملها لا سواه، وهو الذي يحملها بلا عَمَد، كرِّر إيمانك هذا أي أعد الكرة مرَّتين فتصبح من الموقنين بلقاء الله {..لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} سورة الرعد، الآية (2): لا تنقطع بعد ذلك عن الله.
وأما عن الثلاث:
أيضاً الحوادث التي جرت مع سيدنا موسى والخضر عليهما السلام ثلاث وغيرها وهي قانون ثبات النفس.
سيدنا إبراهيم آمن عن طريق الكوكب من ثم القمر ومن ثمَّ الشمس فكر في هذه الآيات الثلاث حتى حصل على الإيمان بلا إلۤه إلا الله.

كيف تتم طريقة الاغتسال؟

إن فهمنا الحكمة من الاغتسال تصبح العملية في غاية السهولة والبساطة. نقول:
عندما يخرج ماء الحياة من الإنسان ومن سائر أعضاء الجسم يورث ذلك ضعف جسمي عام ويُحدث خمولاً ووهناً في كافة الأعضاء، فيحتاج عندئذٍ الإنسان للاغتسال بواسطة الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي ليعيد نشاطه وتعود همّته العالية.
والدين الإسلامي دين قوة ونشاط {..خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ..} سورة البقرة، الآية (63). إذن: فالحكمة من الاغتسال هي النشاط وليس النظافة وإن كان المقصود النظافة فالاستحمام أولى فهو أنظف.
فالغاية من الاغتسال هي النشاط فقط، ولتحقيق النشاط يكفي كأس ماء يصب على الرأس ويعمم على جميع أعضاء الجسم فينشط الجسم، وهذا المطلوب ولا يحتاج الأمر لأكثر من ذلك، فكأس من الماء إن يعمم على جميع أنحاء الجسم كافٍ ووافٍ، يصبه المرء على رأسه ويعممه على سائر جسده، وكفى الله المؤمنين الحرج {..وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ..} سورة الحج: الآية (78).
والسادة العلماء تقول: (من مكروهات الوضوء الإسراف في الماء، وضرب الوجه به) فالإسراف لا يرضى الله به، فكأس ماء كافٍ ووافٍ لتحقيق النشاط.
{..وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً..} سورة البقرة: الآية (269). والحقيقة والواقع الذي لا يمكن نكرانه أبداً: أن الحكمة لم يدركها أحد من مئات السنين وفي عصرنا هذا، إلا فضيلة علّامتنا محمد أمين شيخو قدّس سره بيّن لنا الحكمة من كل أحكام الإسلام كما في كتاب: (مناسك الحج) وكتاب (أسرار السبع المثاني) وكتاب (درر الأحكام)، بيّن الحكمة من (الصلاة والصيام والزكاة الحج و .... وغيرها كثير) بما فيها الغسل والوضوء، وأنه هو الوحيد الذي قال الحقيقة أن الوضوء والاغتسال للنشاط، أما غيره من الناس جميعاً فقد قالوا للنظافة أو للطهارة، فهل التيمّم بالتراب نظافة أو طهارة؟ أم فيه نشاط للنهايات العصبية على الوجه واليدين، تنقل الأعصاب هذا النشاط لكل أعضاء الجسم.
وببيان الحكمة من كل أمر غدا علّامتنا بحق جبل النور والعلوم الذي حجب وراءه علوم البشرية بأكملها، وبهذا العلم كان رحمة للعالمين أي شمل الحيوان الذبيح الذي جعل ألمه ألم الموت الفظيع نعيماً مقيماً وبالحجامة شفاء لكل داء وذلك ما لم تستطعه سادة الأطباء الرومانيين واليونانيين والعرب والشرقيين والغربيين، فلماذا لا نستفيد من علومه فننتفع وننفع؟! ولهذا خُلقنا، أي للسعادة خُلقنا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركات
قد لا يسأل الكثير عن لحم الأرنب لأن الأغلب لا يشتهونه، فهل هو حرام أم حلال وأين تشريع الله بذلك مع الشرح؟
جزاكم الله خيراً.

من قال لك أنّ الأغلب لا يشتهيه، متى أحضرت لنا لحم أرنب ولم نشتهِه ولم نأكله؟! يا أخي أحضر لنا لحم أرنب، فنحن نشتهيه ونأكله. ومن قال لك أنه لا يشتهيه فلا تصدقه.
إن الله حرّم على الإنسان أكل الحيوانات المفترسة التي لها مخلب وناب بقوله تعالى: {..حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ..} سورة الأنعام: الآية (146): الكواسر. لأن طبيعتها أذى، إن أكلت منها تلوثت نفسك بصفاتها، ويصبح لديك الميل للاعتداء والقتل والافتراس. فالأرنب حيوان عاشب وليس له مخلب ولا ناب فهو لا يحمل صفة الاعتداء والقسوة والبطش والافتراس، فأكله حلال لأن آية: {..حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ..} لم تشمله بالتحريم وهذا أمر بديهي لأن ظفره للحفر وليس للافتراس، كذلك لا يحمل صفة دنيئة كالخنزير وغيره.
فيُؤكل من لحمه إن ذكر اسم الله عليه حلالاً زلالاً.
فلماذا يقال بأن الناس لا يشتهونها؟! صحيح لا يشتهونها إذا لم تكن بمنال أيديهم، فإن كنتَ أنت لا تشتهيه فدعه لنا، فنحن نشتهيه.

إلى شيخي العزيز (الديراني) حفظك الله وراعاك:
لدي موضوع وأنا بأمس الحاجة إلى مشورتك، الموضوع كالتالي:
بالنسبة للمقابر وما يحدث حولها من زائريها، طبعاً مقابر الأولياء وبالتحديد في سوريا، أسمع بأذني أنهم يتوسّلون إليهم.
ويقول آخر: لا تأتِ بحديث سوء على هذا الولي أو الشيخ فلان لأنه سوف يؤذيك.
إذا كان بعد أن مات يستطيع إيذاء الناس فلماذا لم يؤذِ الذين شتموا رسول الله ﷺ؟
أم أنهم أرواح لا تسمع سوى من يغتابهم فقط؟
وما معنى المريد؟ يقولون أنا مريد الشيخ فلان على سبيل المثال، على أننا لم نسمع من الصحابة شيء كهذا، أو قدَّس الله سرّه.
مثل أنا أؤمن الإيمان الكامل بوجود أولياء لله، ولكن ليس بالشكل الذي يريدهم هؤلاء، هل أنا على صواب وأرجو منك أن ترشدني والحمد لله رب العالمين.

- جواباً على سؤالك يرجى الرجوع إلى كتاب كشف خفايا علوم السحرة صفحة /23/ وما بعدها.
- عندما جوبه رسول الله ﷺ من المشركين بمثل هذه القول وهو: (لا تأتي بحديث سوء.... لأنه سوف يؤذيك)، أجابهم وكما ورد بالآيات /194 - 195/ من سورة الأعراف: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ...}: ما توا وأخذوا عملهم. {..فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: هل حقاً يستجيبون فيتكلمون وينظرون ويعملون ويحقّقون طلباتكم؟ والرسول الكريم يقول: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله..)، فهؤلاء ماتوا وفقدوا أيديهم وأرجلهم وأبصارهم وأسماعهم وعاشوا بعالم آخر، فسألهم ﷺ هؤلاء الأموات: {..أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا..} الميت فقد القدرة على رجليه فلا يستطيع المشي. {..أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا..}: لقد فقدوها جميعاً، فكيف يطلبون ممن لا يملك أيدٍ ولا أسماع ولا أبصار؟! بل غادرت نفوسهم هذا العالم الدنيوي فلا يستطيعون القيام بأي عمل لفقدان الوسائل، فكيف يطلبون منهم ولا يؤمنوا ويطلبوا من الله؟!
- بما أنك تؤمن بأن هذا الكلام لا أصل له فلم تسألنا؟!
- إذا كنت لا تعرف ألا تحب أن تعرف؟! تعلَّم يا فتى فالجهل عار.
بكل بساطة كلمة: (مريد) مشتقة من: (أراد)، فإذا شخصٌ ما كره الباطل وأهله لما يعود عليه بالسوء، وأحبَّ الحقَّ وأهله لما يعود عليهم وعلى المجتمع بالخير، ورأى مرشداً يدعو إلى الخير وإلى الله ورسوله وكتابه، فأراد أن يستقي من معينه ليسمو ويتسامى، ليغدو إنساناً بالمعنى الحق، فهو مريد للحقّ وأهله.
كلمة عربية واضحة فما علاقة الصحابة بهذا؟!
- وهل كنت في زمن الصحابة؟ حتى قلت: لم نسمع بهذه الكلمة. مع أن الصحابة الصادقين كانوا كلّهم يريدون الحقّ وأهله، فأرادوا رسول الله إماماً ومرشداً لهم إلى الخير والفضيلة والكمال، فكلّهم مريدون لرسول الله ولله تعالى، فليس في كلمة مريد أي نقد أو تجريح، فالصحابي: (مُريد) بضم الميم، والشيطان: (مَريد) بفتح الميم، أي: لا يُريد الحق بل يعاديه وأهله.
- إنك وضمن ما ذكرناه على صواب... وعلى كلٍّ: الذين ماتوا يحذّرنا الله تعالى من إضاعة وقتنا بالكلام عليهم وألا ننسى سلوك طريق الإيمان وتطبيق كلام الحق بآية: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة البقرة: الآية (134).
فلِمَ يشتمونهم؟! وما يهمك إن شتموهم أم لم يشتموهم؟! فربهم أعلم بهم وبعلاجهم.
ونضيف كلمتين مذكورتين أيضاً بكتاب كشف خفايا علوم السحرة:
لقد انقسم هؤلاء المخطئون قسمين:
ففئة نسبت الفعل للمخلوق الميت، وتركوا ربّهم وطلبوا منه كما يطلب بعض الناس على سبيل المثل من الشيخ محي الدين رحمه الله: أن ينجّح تجارتهم، أو أن يأتي امرأته بغلام ذكر أو لأنها عاقر، أو يستفتيه بإفتاءاتٍ كثيرة.
وهذا كما مرّ معنا هو شرك وقامت فئة ثانية للقضاء على هذا الشرك، فارتأوا من عقولهم لا من كتاب الله بإزالة القبور "قبور الأولياء"، ثم بجهلهم تجاوزوا الأولياء إلى الأنبياء إلى سيد الخلق، الذي يخاطبه تعالى في القرآن كله خطاب الحاضر لأنه رحمة للعالمين كلهم. وقرروا نسفه، فقطعوا أنفسهم عن رسول الله ﷺ، وبالتالي عن الله تعالى.
فهاتان الفئتان وقعوا بالإفراط والتفريط: الفئة الأولى وقعوا بالشرك، والثانية وقعوا بالتفريط. فقطعوا أنفسهم عن رسول الله وبالتالي عن الله، فكانوا بالخطأ سيّان، وغالوا.
مع أن القبور واردٌ ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ...} سورة التوبة: الآية (84). فكيف ينسفون هذه الآية؟! مع أن زيارة القبور تشرح الصدور، وهي وعظ مثمرٌ مفيدٌ لقلوب الناس أجمعين، ولقوله ﷺ: (كفى بالموت واعظاً)، فهذه حذفوها ولم يبقَ لديهم إلا الدنيا وأهل الدنيا الدنية، هم أهلوهم فضلُّوا وأَضلُّوا كثيراً، كما نكروا الوسيلة وهي واردة في القرآن الكريم عن رسول الله ﷺ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} سورة الإسراء: الآية (57). فرسول الله هو أقرب الخلق إلى الله فكيف يقطعون الناس عنه، وهم: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} سورة الأنعام(26).
- ما وجه النقد في كلمة: (قدّس الله سرّه)، فكلمة قدّس: طهر وتزكّى. وسرّه: أي نفسه التي في صدره، بسلوكها طريق الإيمان مع أهل الحق وكفّها عن المنكر والشر واتجاهها إلى الله مصدر الخير، قد شُفيت وازدانت بالكمالات "وهذه وظيفة رسل الله"، فكانت نفوسهم سابقاً بالضلال وملأى بالشر والصفات اللاإنسانية، فبسيرهم مع الحق وأهله شلحوا ثوب البهيمية وازدانوا بأثواب الإنسانية، إذ استأنسوا بالله وطهروا "ولا تزكو نفس إلا بربها"، فزالت من نفوسهم الأدران وامتلأت بحب الخير لكافّة البشر، بل ولكل ذي روح من المخلوقات.
فإذا سعى أي إنسان للإيمان ولصحبة أهل الحق القلبية، نال الكمال وتقدّست نفسه، أي" طهُرت وزَكَت. فالسرُّ: هي السريرة، النفس الخفيَّة، أصبحت نواياها كلّها خير، فهذا هو الإنسان الحق الذي استأنس بربه بمعيّة رسوله، فاستأنست به كافّة المخلوقات.
فلِمَ تَعْجَبْ يا أخي من هذه الكلمة؟! فكل صحابي قُدِّسَ سِرّه، فإن قلت عن أي صحابي قُدِّسَ سِرُّه كنت صادقاً، وبما أنه نال الخير الذي خُلق من أجله "أيُّ صحابي" فقد رضي الله عنه، ونجد أن الناس فضَّلوا كلمة رضي الله عنهم لأنها واردة بحقهم في القرآن الكريم، فكل من قُدِّسَ سُرّه هو كالصحابة الكرام، بغض النظر عن الدرجة لأن الصحابة تميَّزوا بصحبة رسول الله القلبية والنفسية وأيضاً بالصحبة الجسدية لسيد الخلق.
فليس بكلمة قُدِّسَ سِرُّه أي خطأ بالمعنى أو بالمبنى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على مرشدي إلى ربي طه سيد المرسلين وعلى الهداة المهديين بنور رسول الله المبعوث رحمة للعالمين وبعد:
من خلال اطلاعي على كتاب عصمة الأنبياء للعلّامة الجليل وإعجابي الشديد بما يتميّز به من منطق وواقعية تناسباً مع شخصية الأنبياء والرسل.
أريد جواباً لسؤال دائماً يراودني على مدار السنين علماً بأنني ناقشت به الكثيرين بعضهم يتهمني بالكفر والبعض الآخر بالإلحاد والذي يجيبني لا يستطيع إقناعي، وسؤالي هو:
إذا كان لابد لكل شيء من صانع أو خالق أو موجد، فإذا كانت الكأس البسيطة التي أمامنا لابد لها من صانع وليكن الإنسان، وجسم الإنسان الأكثر تعقيداً لابد له من خالق، فمن أين أتى الله؟

من أين أتى الله؟
انظر قبل الله لترى من أين أتى الله، تجد الله.
ثمّ انظر أيضاً قبله تجد الله، ثمّ انظر قبله تجد الله، وهكذا إلى ما لا نهاية.
فالله واسع لا حد لوسعته ولا انتهاء، فمهما نظرت وقلت أوّل تجده أوّل ثمّ أوّل ثمّ أوّل إلى ما لا بداية له، فلا حدّ له تعالى ولا بدء، ولا نهاية أبداً أبد الآباد ودهر الدهور وإلى ما لا نهاية أبداً.
فالله تعالى لا قَبْل له فهو تعالى قبل القَبْل، ولا نهاية له فهو بعد كل نهاية، وبعد البعد، ونعود بالقول إلى ما لفظته بلسانك أنت، قلت: "لابد لكل مخلوق من خالق".
فالآن قبل أن نجيب نفهم معنى كلمة خالق ثمّ بعونه تعالى وحوله نجيب.
لو نظرنا الآن إلى كافة المخلوقات في العوالم كلها لوجدنا أنهم يُخلَقون ولا يستطيعون أبداً أن يَخلقوا ولن يستطيعوا، فالله خلق الكرة الأرضية والسموات وما فيها، فلا أحد يَخلق كرةً أرضية غيرها ولا سموات غيرها كما لا يستطيع أحدٌ أبداً أن يوجد شيئاً لم يكنْ موجوداً، كلّنا جئنا إلى الدنيا عراة ونذهب عراة ولا نأتي بشيء أبداً غير ما أوجد الله، فالله هو الخالق الموجد ولا موجد سواه، وكذا كل المخلوقات لا تستطيع أن توجد أو تَخلِق شيئاً أبداً، فاستنبطنا من هذا أن تعريف "المخلوق": أنه "يُخلَق ولا يَخلِق" وعكس ذلك "الخالق" فهو "الذي يَخلِق ولا يُخلَق".
فإن قلنا مَن خلقه فبذلك نكون قد جعلناه مخلوقاً وهذا لا يصح على تعريف المخلوق لأن المخلوق يَخلق ولا يُخلق. فإنْ قلنا أنّ "الله" مَن خلَقه؟ فمعنى ذلك أننا جعلنا الله مخلوقاً، وقد تبين لنا أنّ المخلوق لا يَخلق.
هل تستطيع أن تثبت أنّ المخلوق يَخلق غير ما أوجده الله؟ بالطبع لا، هذا لم يكنْ ولن يكون، فسؤالك هذا "أنّه مَن خلقَه تعالى أو أتى به"، سؤالٌ وهميّ لا يصحّ أبداً، والذي يسأله لم يفكّرْ قطعاً والله تعالى وهبنا التفكير.
فلِمَ لا تفكّر يا أخي؟
الواقع الراهن والحقيقة التي لا تتغير أنّ المخلوق أبداً لا يَخلِق، ولو اجتمعت المخلوقات كلّها شرقها وغربها إنْسها وجنّها على أن يَخلقوا ذباباً لا يستطيعون أبداً ولو اجتمعوا لها، فهذا سؤال ليس هوائي بل فضائي، سؤال مَن لم يفكرْ، وحاشاك أن تكون منهم، وحذار العودة إلى مثل هذا السؤال الذي لا أصل له، بل مضيعةٌ للوقت وهو غير منطقي أبداً، وعلى كلّ فنحن جاهزون لأي سؤال لأنّ كل إنسان لم يُخلَقْ متعلّماً، فهنيئاً لك لأنك تتعلّم.

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
هناك سؤال يخطر في بالي منذ أن كنت صغيراً.
لماذا الله عزّ وجلّ وهو الرحيم القادر على كل شيء لا يقضي على أصحاب النار بدل أن يخلدهم في النار؟ مثلاً بأن يرجعهم إلى العدم.
أعاذنا الله وإياكم من أن تكون النار مثوى لنا.

قلت بدل أن يخلّدهم في النار، والآية تقول: {..أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ..} [البقرة: 39].
1- الصحبة لا تكون بالإكراه، فهم الذين صاحبوها كما بالآية: {..أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ..}، فهم صاحبوها بمحض إرادتهم ليتخلّصوا مما هم فيه من آلام جهنّمية جرّوها لأنفسهم.
2- الآية تقول: (هُمْ) وليس الله، كما تقول أنت.
3- {..هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ..} : بإرادتهم، وليس مخلّدون من قبل الله.
فالله خلقهم كما رأيت في عصمة الأنبياء ليمنحهم بدل الجنّة جنات ولم يخلقهم أبداً ليصاحبوا النار، خلقهم للجنّات للسعادة، ولكنّهم خالفوا وعصوا وسلكوا الطريق الموصل بهم إلى هذه المستشفى ونعوذ بالله من أن تكون لزاماً لنا.
أما طلبك بأن يرجعهم إلى العدم:
فالعدم أو الذي يذهب بما صنع إما أن يكون:
1- قد خلق ثم ترك، وحاشا لله عن ذلك وتعالى علواً كبيراً.
2- أو كالأطفال الذين يلعبون على شواطئ البحار أو بالثلوج أو بالتراب، فيبنون ويصنعون تماثيل وأبنية ترابية، وبلحظة يخرّبون ما صنعوا ويعدمون ما أوجدوا، فتعالى الله عن ذلك اللعب علواً كبيراً.
3- أو أن يكون شارب خمر أو مخدّرات، وهو معرض عن الله منبع الخير والفضيلة والكمال المقارن لعدوه الشيطان، حين يكون فاقداً وعيه لا يدرك ما يصنع من قتل لصديقه أو هتك لعرضه ولكنه يندم عندما يصحو من سكرته وغفلته حزينا على ما صنعت يداه. وحاشاه تعالى من فقدان للوعي ليخلق ويعدم، وإلا لزالت الكائنات وعدمت، وحاشاه أن يكون قد ندم على ما خلقه تعالى، لأنّ الخلق أخطؤوا فيعدمهم، وتعالى الله الكامل المطلق عن تلك الصفات اللاواعية وهو المدبّر للكائنات بكمال الكمال صغيرها وكبيرها.
4-أو أن يكون فاشلاً لم يجد نتاجاً لسعيه ولم يجنِ ثماراً من عمله فأعدمه، وحاشاه تعالى عن هذا الوصف، فهو: {..وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ..} [الرعد: 41]: حكمه كاملٌ لا يحتاج لتعقيب، أي: تكميل، إذ لا نقص فيه ليعدمه، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].
فهو تعالى صاحب الحبّ الكامل والعلم الشامل للجميع دون استثناء.
لو استجيب لطلبهم العدم والموت لكانوا أمام أحد أمرين اثنين:
1- إما أن يتراجعوا عن طلبهم الموت والفناء لحظة الاستجابة، لأنهم بذاتهم كاذبون بطلب الموت وهم بالنار ماكثون. إذ طلبوا من المَلَك المملوك {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ..}: فأجابهم الملك: {.. قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} [الزخرف: 77]: أنتم تكذبون إنكم برضائكم بنار الله الموقدة تلقون بأنفسكم إليها، أنتم بذاتكم (مَّاكِثُونَ). إذن هو كاذب بدعواه فهو لا يريد الموت والعدم حقيقةً. لأنّ المكوث في النار هو منهم وليس من الله {..وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ...} [إبراهيم: 17]، هو يرفض الموت حقيقةً.
2- لو أراد ذلك وطلب العدم والموت حقّاً وأيقنت نفسه بالزوال حقّ اليقين لتنازلت النفس عن ذاتها وشهواتها وكبرها وتصاغرت أمام ربها وتراجعت إليه تعالى فأدخلها الجنّة، "وكفى بالموت واعظاً". إذن الموت سبب ترك النفس شهواتها وعللها وأمراضها، ومحرّض للإقبال على الله تعالى، فهؤلاء لم يتنازلوا حقاً عن كبرهم ومخالفاتهم ووجهتهم الدنيئة لشهواتهم المنحطّة لذا فالنار مثوىً لهم، علماً بأن المثوى لغةً هو مكان الإكرام أعاذنا الله منها. فالصالح لا يتطلّب المستشفى إنما المريض يطلبها، فدعهم ومرضهم يا أخي ولا تتمنّى العدم لهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل أريد رأيك ببيع الأعضاء بعد الموت هل محرم شرعاً؟ ولكم جزيل الشكر.

1- من ناحية إنسانية لا يجوز أبداً حرمة للميت المس بأعضائه، وبالدين الإسلامي الجسم الإنسي مقدس.
فبيع الأعضاء لا يجوز، فالإنسان فوق المادة وهو ليس سلعة والله تعالى يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..} سورة الإسراء: الآية (70).
حتى الحديث عنه بعد موته يؤذيه إلا بذكر محاسنه والتجاوز عن أخطائه (اذكروا محاسن موتاكم). لأن النفس بذاك الوقت تتأثر بأكثر بكثير من حياتها الدنيا (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا)، والنفس وقتئذٍ في صحوة كبرى، فهي لا تغفو ولا تنام بعد الموت لقوله تعالى: {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} سورة النازعات: الآية (14). فهي تتأثر بذكر محاسنها والعكس صحيح أيضاً، وحادثة والدة العلامة الكبير محمد أمين شيخو: رآها بعد وفاتها في الرؤية (المنام) تقول له: لماذا الشاهدة عندي أقصر من الشواهد التي بقربي أريدها شاهدة مرتفعة، فقام علامتنا في صباح اليوم التالي من فوره وأوعز بنزع الشاهدة القديمة ووضع شاهدة جديدة أعلى.
والشيخ عيسى الكردي، والذي ضريحه في تربة مولانا الشيخ خالد، وعلى بعد حوالي /20 متر/ من الضريح دفن ابن الشيخ عيسى الكردي، ولم يكن لله طائعاً فشاهده مريدوه وهو ينهض من القبر ويقول:
لماذا يؤذوننا؟ من الذي أوقد هذه النار بالقرب منا والتي عكرت صفونا بدخانها المؤذي؟ من أزعجنا وأشعل هذه النار بدخانها؟
وترى أن الناس حفاظاً على كرامة الإنسان لا يرغبون أن يجلس أحد أو يدوس على قبور المنتقلين كرامة لهم، بل ولا يجوز الكشف عليه بعد دفنه لئلا يراه الناس بصورة متضررة فينفروا منه ويتأثروا، وهذا عندما غضب الله على قوم ثمود وأهلكهم {..فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} سورة هود: الآية (67): أي على ركبهم. لم يجدوا من يدفنهم، وهذا ذم لأنهم لم يدعوا مجالاً لأن يستحقوا أي إكرام. وعندما قتل قابيل هابيل وجاء الغراب يعلّمه كيف يواري سوءة أخيه: {..قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي..} سورة المائدة: الآية (31). لأن هذا يؤثر على نفس المنتقل.
والنفس بعد الموت لا تموت، بل تذوقه ذوقاً إنما الجسد هو الذي يفقد الحياة ويفنى، والروح يأخذها المَلَكُ إلى بارئها، والنفس هي الذات النفيسة عند الله وهي أعلى المخلوقات لحملها التكليف والأمانة.
وكما لا يجوز دفن أي ميت فوق الميت الذي لم يفنَ جسده، لئلا تتضايق النفسان معاً فنحن قد غلبت علينا عوالم الصور على عوالم الحقائق.
فإن باع أي إنسان أعضاء الميت، فيحاسبه يوم القيامة هذا المنتقل بجرم السرقة وما سببه له من آلام لأن هذا الجسد بالنسبة للإنسان هو جلاء أعماله، فلا ينبغي التلاعب به وأن الجسم مقدس فما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء، فلماذا نسرق أعضاء بعضنا.
2- علماً أن سؤالك: (أريد رأيك ببيع الأعضاء بعد الموت هل محرم شرعاً؟). الرأي الطبي:
فهذا لا يكون لأنه بعد الموت تزول الحياة من كافة الخلايا بخروج الروح، ولا تنفع هذه الأعضاء مخلوقاً آخر، لأنها فقدت الحياة وحلَّت بها المكروبات والآفات، فهذا الأمر لا يقع لأن العضو غير الحي لا ينفع لإحياء غيره، وهذا معلوم طبياً بعد الموت وفقدان الحياة نهائياً لا يباع ولا يشترى.
3- والتمثيل لا يجوز، وقد نهى الله عنه في القرآن، قال تعالى: {..فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ..} سورة الإسراء: الآية (33). وكذلك أمر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر الجيوش المسلمين عدم التمثيل بأجسام القتلى بعد الموت، وهذا عندما أرسل جيشه لحرب الروم فقال: (أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: ألَّا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ...).
فتقطيع الأعضاء بعد الموت جرم كبير لا يرضى به الله.
والإنسان كرّمه الله وأوجد له أدوية غير التقطيع والتوصيل والتمثيل لأي هدف كان، وخير ما تداويتم به الحجامة، فالحجامة خير مثال وهي التي أغنت عن كافة هذه الطرق الملتوية، لأنه عدم لا يكون، فالنفس باقية ستشكو إلى الله من اعتدى على جسدها يوم القيامة أمام العوالم يوم الحسرة والندامة، على ما فعل في حقها بعد مغادرة جسدها.
وهذا العمل خَفْضٌ من قيمة الإنسانية، فالإنسان ليس خروفاً لتقطّع أعضاءه، بل المخلوقات كلها مسخرة له (وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار). أما الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر ممن كفر بالآخرة من جهله، فأمثال هذا يقومون من عدم إيمانهم، يظنّون أنه لن يحاسبوا فيفعلون ما يفعلون، فهم يتبرعون بأعضائهم لغيرهم جهلاً وبغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، فهل هم الذين خلقوا أعضائهم حتى يتصرفوا بها؟! يحق لهم أن يتصرفوا بها ضمن أوامر الله وإرشاداته في كتبه المقدسة.
فيا أخي: الإنسانَ سخَّرَ اللهُ له كل شيء وكرَّمه، وهو الذي خلقه وصوَّره وأبدعه، وخلق أيضاً النفس وأمدَّهما بالروح فهي مُلكٌ لله فلا ينبغي أن يتعدى على حرمات الله وإلا فسيحاسبه.
فيا أخي الكريم: اربأ بنفسك أن تكون من الجاهلين من أجل دنيا منقضية يعقبها الحسرات والحريق أو الجنات والإكرامات. وكذلك فإن التغسيل والدفن وقراءة القرآن (بالتعزية في الثلاثة أيام)، كلها تفيد الميت المنتقل وتزيل عنه من الهموم والغموم مالا يعلمه إلا الله، والله يحب لنا أن نُكرم بعضنا بعضاً، لا أن نقطع بعضنا من أجل دنيا فانية، والحجامة أغنت عن الطب الجراحي والكيميائي الغربي بالكليّة، وأثبتت أنه كله ضرر بضرر، وليس بالحجامة تقطيع ولا توصيل، بل شفاءات من كافة الأمراض إلا الموت وهذا حق وهذا طب إلۤهي أغنى عن الطب البشري والتقطيع والتوصيل والعمليات الجراحية.

أود السؤال عن هذه الآية الكريمة: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٓهَ إِلَّا اللَّهُ..}.
هل الآية خاصة بالنبي أم لا؟ وإذا كانت الإجابة بلا فكيف نصل إلى العلم بأنه لا إلٓه إلا الله؟ وجزاكم الله خيراً.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يقول تعالى في سورة محمد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٓهَ إِلَّا اللَّهُ..}: إنّ السادة الأنبياء والرسل الكرام عاهدوا الله قبل مجيئهم إلى الدنيا على الأمانة، وبرُّوا بعهدهم ولم يختلفوا عنه ولم ينقطعوا عنه طرفة عين، لا ليل ولا نهار، فهم في صلاة دائمية لا ينقطعون عنه أبداً، يقول صلى الله عليه وسلم: «نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا». فبقي لهم نورهم، والله وملائكته يصلون عليهم لأنهم صلوات الله عليهم، لذلك بعثهم الله منقذين لعباده هادين للناس، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلماً»: أي للإيمان. فيرى صلى الله عليه وسلم الناس فيما هم فيه ويضع نفسه مكانهم فيسلك من أجل دلالتهم على الله ليعلّم الناسَ الكيفية التي يصلون بها إلى الله تعالى، تماماً كما فعل سيدنا إبراهيم العظيم حينما فكر في نشأته وتربيته فبحث عن مربيه وتنقَّل في تفكيره بين الكوكب والقمر والشمس، وما أن أدرك تعالى صدقه في الوصول بهذه الأصول حتى أوصله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} سورة الأنعام: الآية (75). وتدل كلمة (وَكَذَلِكَ): أن هذا القانون عام كل من سلكه وصدق فيه فإن الله يريه ملكوت السماوات والأرض لأن باب الله مفتوح إليه ليريه.
إذاً كلمة (فَاعْلَمْ): أي اشهدْ يا رسول الله ذلك من أجلهم، لتشهد لكل من فكر وعقل كلمة لا إلۤه إلا الله بأنوارك العلية الموصلة بهم إلى نوري، والله نور السموات والأرض.
إذن: فاعلمْ يا رسولي لهم، ليعلموا بنورك أنه لا إلۤه إلا أنا، فاتقونِ بك.

ماذا تسمى صلاة المؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

هذا ليس بسؤال لأنك لم تطلب الشرح والإيضاح بل طلبت اللفظ، زد بالسؤال نزيدك بالإيضاح.
وإليك لفظ تسمية صلاة المؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لفظها كالتالي: (صلاة الفجر، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة المغرب، صلاة العشاء).
وهذه تكون بمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتجاه إلى الكعبة وهناك يتم اللقاء النفسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك تكون الرفعة والعروج والإقبال على الله فالجنات، وهذا يكون بالصلاة. فإذا الإنسان خاف من الموت وفكر بالآيات الكونية الربانية وتوصَّل إلى صلة بالله، فهذه تسمى صلة أو اتصال بالله أما إن رجع المرء المؤمن إلى إيمانه ونفسه بالصلاة بمعية إمامه عندها يشاهد ربَّه عن طريق روحانية الرسول الحاملة لأعظم تجلي إلۤهي في الوجود، يكون بذلك ليس في صلة واحدة فقط بل في صلاة دائمية بالله، لا يستطيع ولا يريد أن ينقطع عنها لأنها أجمل ما خلق الله في هذه الدنيا وألذ وأعلى وأسمى.
هذه التي طلبت تسميتها، أجبناك بأن اسمها (الصلاة) وهي أعلى درجات الإيمان الشهودي، وينال فيها المرء المؤمن مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ..} سورة السجدة: الآية (17). هؤلاء المصلون المستشفعون بروحانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم المقربون إلى الله ونالوها بما كانوا يعملون، أي: بما قدَّموا من تضحيات إنسانية رفيعة وأعمالٍ جليلة ابتغاء رضاء الله ورسوله.
إذن: طلبك نجيبك عليه بتسميتها (الصلاة).

هل يجوز للمرأة أن تصلي جهراً؟
جزاكم الله خير الجزاء.

إذا كانت السيدة مريم عليها السلام وهي أعظم نساء العالمين، قال الله تعالى لها {..وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} سورة آل عمران: الآية (43).
إذن المرأة لا تكون إماماً أبداً فلماذا تجهر بصوتها؟
إذ أنّ الذي يجهر بصوته هو الإمام فقط والمؤتمّون منصتون {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة الأعراف: الآية (204).
وطالما أنّ المرأة لا تكون إماماً في أي شكل من الأشكال فلماذا تجهر بصوتها؟!
فلا يجوز إذن جهرها بصلاتها.
وكما قال ﷺ: (..المرأة كلها عورة حتى صوتها..) إذن لا صوتها ولا وجهها.

هل حرام الاستماع على الأناشيد الدينية والقرآن الكريم في المنزل؟

الاستماع على الأناشيد الدينية يحوِّل النفس ويحببها بالله والرسول، فما أجمل أن تميل النفوس إلى الله والرسول بالمحبة وتتجه وتنشغل بحب الله والرسول وما أبدع ذلك، ولكن بشرط أن نتجنب الألفاظ التي تفهم مفهوم عكس فتتحول العواطف نحو الأمور المنحطة الرخيصة والعواطف الشيطانية، وذلك بتلك القصائد التي تمدح ليلى وسلمى وما إلى ذلك فيذهب الفكر إلى أفكار لا يريدها الله ورسوله، أما الأناشيد والقصائد الخالية من الغزل المبطن، والذي يخلو من كلمات الفحش التي تفهم بمفهوم رخيص.
أقول: الأناشيد التي تمدح رسول الله وصفاته الشريفة العالية وشمائله السامية، وتوجّه النفس لخصاله النبيلة بالإنشاد فهو إرشاد، والأناشيد التي فيها المواعظ والعبر فهي شرح لمعاني القرآن ولكن بصورة تحبيبية قريبة من القلب وأصوات شجية {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ..} سورة الأعراف: الآية (170). فهي بوقعها على القلب كالمسك الأزفر، وهي كلها مستوحاة من كلام الله عزَّ وجلَّ، وتجدها كلها مدحاً للنبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن يمدح النبي والله يمدحه، فلم نحن لا نمدحه وننشد به، و نكون بذلك من الذين يمسّكون بالكتاب يجعلونه كالمسك الأزفر كما قلنا، بذا ينشأ حب لله وسمو نفسي راقٍ.
أما بالنسبة لقراءة القرآن في البيت فهذا أمرٌ مفروغ منه، فالله تعالى قال لزوجات النبي أمهاتنا المرشدات المؤمنات أن يقتصر الاجتماع الديني على البيوت و المنازل كما تفضلتَ بالسؤال، وأن يذكر القرآن في المنزل، قال تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} سورة الأحزاب: الآية (34). فالاستماع على القرآن و الأناشيد الدينية في المنزل، لا شيء أجمل منه و الآية السابقة تؤيّده، وهذا دليل قرآني ومَن أصدق من الله حديثاً.
أما عن الأناشيد المذمومة الإبليسية التي توجه القلب للجنس وهي حجاب عن الله فهي التي تفهم كلماتها مفهوماً عكسيّاً، هذه نتجنبها لكي لا تعكّر صفاء النفوس وتحوِّل القلوب عن حبّ الله و الرسول إلى الأمور الرخيصة و الشهوات المنحطة كالأناشيد التي تصف الجسد وتمدح ليلى وسلمى، مثال:

ليلى علي الهجر طـال ولــــم أزل                 صبّاً ولوعاً في هـواك من الأزل
بالله يا ليلى صليـني فإنني مغرم                  عـرفـتـــه كـل أنــواع العـــــلـل

مثال آخر:
ينشدون ويقولون: سلبت ليلى مني العقل.
فمَن تلك ليلى التي يقصدونها؟
ويقولون: في سلمى وهواها كم وكم ذابت قلوب.
فمَن تلك سلمى وليلى! وتلك الأسماء التي تدل على الإناث {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} سورة النساء: الآية (117). وهذه الأناشيد كلّها محرمة وتدعو إلى الفحشاء والمنكر، والله ينهى عن الفحشاء و المنكر.
وقد قام الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وناقش بالمنطق من يقول تلك الأناشيد الباطنية المرفوضة، وأقام عليهم الحجة من خلال الحوار والمنطق، وأثبت لهم أن هذه القصائد تحوِّل النفس إلى الشهوات المنحطة باسم الدين، وهي طعن بالدين فهذه لا بالمساجد ولا بالموالد والمنازل يجوز الترنم بها، لأنها تجعل المجالس النبوية مجالس حضرات إبليسية، تقضي على الفضيلة والشرف في نفوس المترنّمين والسامعين فهذه محرّمةٌ قطعاً، والشيخ علي الطنطاوي قاومها وأيدته الحكومة السورية بالقانون بمنع هذه الأناشيد التي هي طعن في الدين الإسلامي، وتحويل الناس لهذه الحضرات الإبليسية بهذه القصائد الغرامية والتي تنشد باسم الدين، ويوجد نفوس آسنة صنعوها بشكل مبطن لتحويل النفوس إلى حبّ الشهوات التي تهلك الإنسان وتحولها عن الهدى إلى الضلال، ومن حب الله ورسوله إلى حبّ الشهوات، ويتحوَّل مجلس الذكر إلى مجالس النيران الجهنمية، وهذه الأمور لا يراها مؤذية ضارة إلا أهل القلوب أما المدائح التي تحبب النفس بالله و رسوله فما أجملها و أجمل الترنم بها.

دع ما ادعته النصارى في نبيّهم           واحكمْ بما شئت مدحاً فيه واحتكم

فلماذا لا نمدح الرسول الشفيع ﷺ؟! والقرآن لا تخلو سورة منه إلا وتمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والثناء عليه لتتحول النفوس إليه ليدخلها على الله مبدئيّاً من حيث لا تدري غير أنها تشعر بنعيم القرب الإلۤهي، وتتذوق فضله وبره، فترقى بمعرفة الله ورسوله، هذه التي يطلق عليها إنشاد وهي بالحقيقة إرشاد وشرح لمعاني القرآن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو الإجابة على السؤال التالي. وجزاكم الله كل خير.
أريد معرفة ما هو الحد الشرعي الأقصى للربح في التجارة.
مع جزيل الشكر والتقدير.

بالنسبة للحد الأقصى للربح في التجارة، فهو ما يحدد بالعرف العام.
مثلاً: العرف العام للربح 10% لا يجوز أن تأخذ 20% أو 30%، والمقصود بالعرف العام: حسب ما هو متداول مبيعه بين الناس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل خير على ما تقومون به من خدمة المسلمين بإرشادهم للحق. عندي سؤال وأرجو الإجابة عليه لو تكرمتم:
ورد في إجابتكم لأحد الأخوة السائلين أن الكافرين من شدة الخزي والعار الذي يصيبهم يلقون بأنفسهم (بأجسادهم) إلى النار.
فإذا كانت وظيفة الجسد هي تلبية رغبات النفس في الدنيا وينتهي دور الجسد عند الموت، ومادام النفس هي التي تتألم، هل للجسد من فائدة؟ وهل يوم القيامة تكون النفس متلبسة الجسد؟

هذا الكافر الذي فقد جميع الملكات التي أعطاه الله إياها وبقي في الآخرة رهين أعماله التي صدرت منه عن طريق جسده في الدنيا، وجسده هذا الذي كان مطية له طول حياته فمن خلاله كان يرى ويسمع ويتعرف على الأشياء جميعها وبواسطته تنال النفس جميع مشتهياتها. فالنفس والحالة هذه لا تعرف سواه فهي متعلقة به أشد التعلق ويبقى ذلك التعلق والارتباط حتى في الآخرة فيكون العلاج للنفس عن طريق الجسد أيضاً والنفس تتألم أيضاً بحرق الجسد، لأنها متخللة في الجسد فهي تتألم بما يطرأ عليه من حريق إذ العلاج لها لا له، ولو أنّ هذا الإنسان خالل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكان في معزل ولا علاقة له في الجسد بل لا حاجة له لأي صنف من صنوف النار، بل عندها بالعكس تتبارك النار فيه، إذا كان مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والجسد كما كان في الدنيا مسخراً لها فهو الآن مسخر لعلاجها، إذ أنّ النفس تتردّد عن قبول العلاج "النار" عندها تشهد الأيدي والأرجل عليها فترضخ للعلاج: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة فصلت 20.
ويا أخي أفيدك فائدة ليست دائماً كلمة (ما) بعد (إذا) زائدة. بل قد تكون نافية رغم ما اصطلح عليه النحويّون.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى السادة القائمين على هذا الموقع من المعروف وكما قال العلّامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس الله سره أن الرسل والأنبياء عليهم الصلاة السلام معصومون عن الخطأ لأنهم يرون الحقائق بنور الله، وقدوة للبشر..
والسؤال:
هل الفطرة العالية التي فطر الله عليها الإنسان وميزان الفكر الذي وهبه تعالى للإنسان كافٍ إذا استخدمهما أتم الاستخدام على:
أ- ألا يقع بالخطأ..
ب- أو على الأقل يسير باستقامة.
أرجو الجواب بحالتين:
1- فرضاً بحال هذا الإنسان ولد في جزيرة ورأى الكون أمامه ولم يعرف رسل ولا أنبياء ولا كتب سماوية.
2- أ- أنه عاش في مجتمع إسلامي مثل وضعنا بالشام.
ب- أنه عاش في مجتمع مثل الغرب أو الشرق الأقصى أم أنه لابد من الإيمان والتقوى والرابطة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.....
أرجو ألا يكون سؤالي هذا ثقيلاً (غير منطقي) ولكم جزيل الشكر والاحترام والتقدير دمتم وأدام الله عزكم...

أولاً: نودّ أن نقول لك؛ ليس في سؤال واستفسار الإنسان عن ما يجهله أو عمّا يدور في ذهنه من أمور أي عيب أو غضاضة، لأن الإنسان إنما هو في مدرسة "هذه الحياة" ومطلوب منه أن يتعلَّم ويَعلَم ويُعلِّم غيره، حتّى يكسب عمره الثمين بما خلق له وليُكتب له النجاح الدنيوي الأخروي. ولأنّ الإنسان لم يخرج إلى هذه الحياة عالماً متعلّماً. بل إنما العلم بالتعلّم.
أخي الكريم:
لقد تفضّلت بالقول: "أنّ العلّامة الجليل قدّس سرّه قال أنّ الرسل والأنبياء الكرام صلوات الله عليهم معصومون لأنّهم ينظرون دوماً بنور الله".
والرسل والأنبياء الكرام إنما اختارهم تعالى واجتباهم واصطفاهم على العالمين بسبب استنارتهم الدائمة بنور الله وبسبب كمالهم وعلمهم العظيم؛ ليكونوا منقذين لعباده من الهلاك وليكونوا قدوةً للبشر في الاستقامة والسلوك الصحيح. ذلك لأنهم صدقوا بالعهد منذ عالم الأزل ونجحوا ونالوا شهادة النجاح لذا اختارهم تعالى معلّمين للبشر المقصرين كي ينجحوا أيضاً.
أما السؤال أخي الكريم فكان استفساراً عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعن التفكير، وليس عن الاستنارة بنور الله. وكان الاستفسار:
هل الفطرة والتفكير تعصمان الإنسان من الخطأ؟
هل الفطرة والتفكير يقودان الإنسان إلى الاستقامة؟
في الحالات التالية:
عندما يولد في جزيرة لا يعلم شيئاً ولا أحداً.
عندما يكون في مجتمع مسلم كمجتمعنا.
عندما يكون في مجتمع كالمجتمعات الغربية.
وعلى هذا يمكن لنا القول:
بالنسبة للسؤال: هل الفطرة والتفكير تعصمان الإنسان من الخطأ؟
فالفطرة مع التفكير منذ البلوغ واختيار الحقّ وأهله تعصمان الإنسان من الخطأ.
وبالنسبة للسؤال: هل الفطرة والتفكير يقودان الإنسان إلى الاستقامة؟
نعم، بصحبة أهل الحقّ منذ البلوغ. والآية تقول عن بعض الصحابة الكرام الذين سلكوا مع أهل الحق بالتفكير: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (سورة الأحزاب 23).
بالنسبة للفرض الأوّل: "هذا الإنسان ولد في جزيرة ورأى الكون أمامه ولم يعرف رسلاً ولا أنبياءً ولا كتباً سماوية".
فهذا الفرض بما أنّه ليس له وجودٌ على أرض الواقع بل لا يمكن أن يحصل، لأنّ الإنسان لا يمكن أن يوجد في هذا الكون إلا من طريق والدين يربيانه ويعنيان به، هذا القانون الذي سنّه تعالى لوجود الإنسان ولن تجد لسنّة الله تبديلاً. فلا يمكن لنا أن نفرض فرضيات يستحيل تحقّقها! ألا ينبغي أخي الكريم أن يكون حوارنا وبحثنا لما هو واقع محسوس لا خيال لا يمكن الوصول إليه! لكي يكون حوارنا منتجاً مفيداً بنّاءً.
أو يمكن لك أن توضّح لنا فيما إذا كانت الجزيرة التي قصدتها مسكونة كالمدينة وأهلها جهلة كالصابئة؟
أم غير مسكونة ووُلد فيها الإنسان الذي فرضته: فمن وَلَده؟
بالنسبة للفرض الثاني والثالث: "أنّ الإنسان قد ولد في بيئة شرقيّة أو غربية".
فهذا الإنسان المولود على الفطرة ما إن يبلغ أشدّه، أو يبلغ سنّ التكليف حتّى يستطيع أن يفكّر التفكير الصحيح، "وسنّ التكليف هو السنّ الذي يكتمل فيه نمو تفكير الإنسان".
وفي هذا السنّ يمكن له أن يفكّر بحياته وبوجوده وبذاته فمن أوجده في هذا الكون ولم يكن من قبل شيئاً مذكوراً، وأين كان قبل وجوده فيه وإلى هو ذاهب في هذه الحياة وإلى أين سينتهي به المطاف وهل هو خالدٌ في هذه الحياة أم هو راحل لا محالة عنها وما هي المهمّة الملقاة على عاتقه في فترة وجوده في هذا الكون. وما هذا الكون الذي هو فيه ومن أوجده وخلق وأبدع ما فيه على أبدع نظام!
كل هذا يمكن للإنسان أن يبحث به ويفكّر فيه فإذا صدق في تفكيره وجدّ واجتهد وبحث البحث الكافي فلا ريب أن يقوده تفكيره إلى حقيقة ثابتة وهي أن لا إلۤه إلا الله، هذه الحقيقة يدركها ويعقلها، ويعلم أن الربّ الذي خلقه مشرفٌ عليه رقيب عليه وهو مسيّر لكل ما في الكون. فيستقيم على أمره سبحانه وتعالى، ولا يمكن له أن يخالفه في أمر من أوامره، وهذه حقيقة الإيمان.
فلا فرق بالنسبة للإنسان المولود على الفطرة إن كان ولد في بيئة مسلمة أو في بيئة غير مسلمة طالما أن الله سبحانه وتعالى قد تفضّل عليه بجوهرة ثمينة ألا وهي التفكير تكتمل وتنضج عندما يبلغ الإنسان أشدّه وتقوده إلى الإيمان الصحيح. وقد ضرب تعالى لنا أمثلة في القرآن الكريم حول هذه النقطة لنعلم أن الإنسان في أي بيئة نشأ إذا استخدم تفكيره الاستخدام الصحيح فبإمكانه التوصّل إلى الحقيقة ونبذ الباطل وهجر أهله.
مثال ذلك قصّة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي نشأ في قوم كلّهم جهّال يعبدون الأصنام، ففكّر في خلق السموات والأرض إلى أن توصّل إلى الإيمان الحقّ وهجر قومه وعباداتهم. كذلك سيدنا موسى عليه السلام الذي نشأ وتربّى في قصر فرعون الملكي الذي كان يعد نفسه إلۤهاً لقومه ومع ذلك فقد فكّر بصدق وحزم فكفر بهذا الإلۤه المزعوم وهجر قصره وما فيه من الرفاه والترف وارتضى حياة الرعي حياة القسوة بدلاً عنها.
ولعلّ قصّة أصحاب الكهف خير مثال يدعم هذه النقطة، من أنّ الإنسان إذا فكّر تفكيراً صحيحاً بصدق لن ينجرف مع التيار بل يمشي بالحقّ الذي يستدل عليه بعد إيمانه بإلۤهه ومسيّره.
هذا وقد تجد أناساً قد ولدوا في بلدان مسلمة إلا أنّهم يعيشون بجهل مطبق لا يدركون من الإسلام إلا اسمه ولا يعلمون عن القرآن إلا لحنه ورسمه. وذلك لأنّهم قلّدوا آباءهم تقليداً أعمى دون بحث عن الحقيقة ولا تفكير في أسرار الوجود.
إذن، فالتفكير الصحيح يقود صاحبه إلى الإيمان بلا إلۤه إلا الله وهذا الإيمان هو الذي يحجز صاحبه عن معصية الإلۤه، ومخالفة أوامره، وارتكاب المحرّمات والفواحش وغيرها... ولكنّ هذا الإنسان لمّا يبلغ مراحل الإيمان العليا بعد، مالمْ يتقِّ الله ويستنرْ بنوره سبحانه وتعالى. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ..} [الحديد : 28].
فهذا الإنسان الذي استفاد من تفكيره الذي وهبه الله إياه، ووصل إلى الإيمان الحقّ بالله سبحانه وتعالى. هذا الإنسان يستقيم على أمر الله ويحفظ من الفواحش والمعاصي. لكنّه يبقى في حياته مجتهداً قد تعرض عليه المسائل ويجاوز الامتحانات في هذه الحياة باجتهاده وتفكيره. لأنّه لم يستنر بعد بنور الله "كما ذكر بالآية الكريمة السابقة". مثال: كالذي أخذ شهادة ثانوية فهذا هو الإيمان فلا بدّ له بعدها من معلّم يفتح أمامه مجال الدكتوراه: وهذه التقوى.
لذا فقد يصيب هذا المؤمن في اجتهاده ويُثاب على ذلك بعظيم الثواب والأجر، وقد يجتهد في بعض المسائل ويخطئ ولكن بنيّة طيبة حسنة، وإنما الأعمال بالنيّات، لذا فالله سبحانه وتعالى لا يضيع عمله واجتهاده ويجزيه على نيته ويثيبه على حسن قصده بخير الثواب. لذا لابدّ له من الاستنارة بصحبة الذين نالوا الشهادة وصدقوا منذ عالم الأزل أولئك هم المٌخْلَصين: الأنبياء والرسل الكرام ومن يربط قلبك بهم فيستنير قلبك فلا خطأ بعدها ولا اجتهاد لأنّه غدا يرى بنور الله الحقّ والخير فيتّبعه ويرى الشرّ والأذى فيجتنبه ولو زيّن بمظاهر خدّاعة لقد غدا يرى السمّ بالدسم فلا يخدع لأنّه استنار بنور أهل الحقّ الموصل لنور الله.
نرجو من الله أن يكون في هذا القدر ما يحلّ التساؤلات التي تفضّلت بطرحها.
نأمل أن توافينا دوماً بكل ما لم يتّضح لديك.
شكراً جزيلاً لك أخ إبراهيم على سؤالك واستفسارك ومتابعتك وبحثك.

إخوتي الأكارم عندي سؤال أريد له جواباً والسؤال هو هل التلفزيون أو ما يسمى الرائي هل هو حرام أم حلال؟ وشكراً.

بالنسبة للتلفاز فهو أمر واضح وبديهي جدّاً فالسلاح مثلاً دائماً له استخدامان متضادان: بيد الشرطة والجيش نافع للذود عن البلاد وإحلال الأمن والسلام، وأما بيد اللصوص والقتلة والمجرمين فهو ضارٌ ِلما يجعلونه وسيلة للسلب والنهب وما يحدثون به من قتل أو تجريح فيمن يقاومهم.
كذلك كأس الماء يمكن للإنسان أن يستخدمها استخداماً نافعاً فيشرب فيها الماء والشراب الطيب، أو والعياذ بالله يستخدمها لشرب المشروبات المحرّمة كالخمر وغيرها.
وكذلك التلفاز إن استخدمته للتربية والتعليم والفائدة فهو نافع وإن استخدمته لإضاعة العمر وملء الفراغ والمسامرة باللهو واللعب والفسق وهجر الحق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أسأل عن حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:
((من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم)).
فما هي الباءة وما علاقة الصيام بها ومتى يحق للإنسان أن يتزوج ولكم جزيل الشكر؟

الأخ الفاضل حفظه المولى آمين.
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشباب من اسْتَطاع منكم الْبَاءَةَ فليتزَوَّج، ومن لم يستَطِع فعليه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ). والأَصلُ فـي الباءةِ الـمَنْزل ثم قـيل لِعَقْدِ التزويج باءةٌ لأَنَّ من تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلاً. والبـيئةُ والباءَةُ والمباءَةُ: المنزل المعمور بكافة اللوازم بمعيشة الزوجة والأبناء وتتضمن الكثير: غرفة النوم وأدوات المطبخ والتجهيزات التامة له لتتم الحياة دون شكوى ولا ألم...
فالرسول يخاطب فئة أمامه من الشباب "الصحابة" قائلاً من أصبح منكم أهلاً للزواج وأصبح له من الإمكانية المادية (بيت ووارد يكفيه وعائلته الجديدة) فيعطي زوجه حقها ولا يظلمها فيبوء بنعمة من الله وفضل، فليتزوج من أصبح قادراً على ألا تغلبه هذه الشهوة وتحجبه عن الإقبال على خالقه، فهذا باء برضى من الله وفضله وأصبحت البيئة صالحة "حياته القلبية" لأن ينتج ثمراً طيباً وذرية لا تزيده إلا قرباً من خالقه، فليتزوج. فلا رهبانية في الإسلام، إذ بالزواج تتوسع دائرة المؤمن في عمله الصالح في ذريته وزوجه، وتكون فائدته أعمّ، حيث أصبح باستطاعته أن يأخذ بيد زوجته وأن يبوئِّها جنة النعيم.
أما من لم يكن أهلاً لهذه الوظيفة، وهو ليس ذو كفاية مادية ولا معنوية (لا بيئة مادية ولا بيئة نفسيّة) ليقوم بحقوق الزوجة. فإن الله ضيّق عليه (فلا منزل عنده بجوار أهله عادة ووارده المالي ليس يكفيه) كي لا يبوء بغضب منه تعالى. لأنه لا يزال بين انقطاع واتصال مع ربّه، فتحصل له الغفلة حيناً والصلة أحياناً فعليه بإكمال الجهاد حتى يغلب نعيمه القلبي على كل لذة دنيوية، وهذه لا تتم إلا بالصحبة القلبية لرسول الله حيث يرى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فلا يعود ممن تحجبه هذه الشهوة عن خالقه، أقول إن لم يكن لديه الأهلية فعليه بالصوم (وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأيام البيض في منتصف الشهر القمري حيث يكون تأثير القمر كبيراً آنذاك حيث يهيج الدم في جسم الإنسان فتغلب عليه العاطفة)، فالجوع والعطش في الصيام عونٌ على القطيعة بين الإنسان والشيطان. من وصل إلى هذا الحال "الصحبة النفسية مع رسول الله" يكون له من الزواج ساعتها إنقاذ لزوجته لا حجبٌ عن المشاهدات القلبية، ولئن يهدي الله بك نفساً خيراً لك مما طلعت عليه الشمس من عهد أبينا آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة، فما أعظم كسب المؤمن الحق!

السلام عليكم ورحمة الله قرأت كتاب لم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام فأعجبت به كثيراً، لكن السؤال الذي يدور في خاطري وأتمنى الإجابة عنه:
هل يجوز أن تخرج المرأة بحجابها الكامل خارج المنزل وبدلاً من أن تسدل المنديل على وجهها تضع خماراً يستر من المنطقة أعلى أنفها وحتى صدرها وأن تضع نظارة على وجهها تستر العينيين والحواجب؟ وبهذا تقارب كبير بين هذا اللباس والمنديل، هذا في الحالة الطبيعية. وإن كان الجواب حرام، فهل نرخص بهذا الزي للمرأة التي تخرج لشراء بعض حاجياتها وتضطر لوضع مثل هذا اللباس وللمرأة المريضة (ضغط، سكر، قلب) هل يجوز أن تلبس هذا؟ وهل من الممكن عند الضرورة لمرأة تعاني من مرض مثل (قلب، سكر، ضغط، ربو) أن تكشف أنفها؟ جزاكم الله خيراً.

يقول السادة المشايخ أن المرأة يجوز لها أن تضع خماراً حين خروجها من بيتها بعين واحدة هكذا أفتى ساداتنا العلماء في السعودية، والحقيقة أن ما قالوه صحيح نؤمن به، لأن النساء بعهد رسول الله حينما يضطررن للخروج كنَّ يخرجن وينظرن بعين واحدة ولا يزال هذا الأمر سارياً في بلاد المغرب الآن، أي: لا تنظر إلا بعين واحدة مع حجابها وخمارها الكامل وكفى الله المؤمنين القتال.
أما المرأة المريضة: إذا تقيّدت بالشرع الإلۤهي فالذي وضع المرض هو يشفيها: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء : 80].

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنسان أفطر في رمضان بدون قصد ولم يصم هذا الدين خلال سنة كاملة وجاءت السنة التالية وأراد أن يوفي الدين هل يصوم أيامه فقط أم عليه كفارة نرجو منكم توضيح هذا الموضوع والسلام عليكم.

يصوم الإنسان الأيام التي فاتته ولو جاءت السنة التالية وهذا واضح من خلال الآية الكريمة في سورة البقرة: {..فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} سورة البقرة الآية (185).

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت إحدى الشهوات السبع مستحكمة في نفس إنسان يتوب، وفي لحظة ضعف يأتيه الشيطان فيرجع للمعصية، علماً أنه لم يستطع الوصول للإيمان حتى تُمحى من نفسه بالنور الإلۤهي فجرثوم الشهوة موجود خامد عندما يقوى الإيمان، ويفتك في أوقات الضعف الإيماني.
كل المحاولات لم تفلح بسبب عدم وجود الصدق (صلاة، صوم، قرآن، تفكر بساعة الموت وفراق الحياة، تفكر وتسبيح صباح مساء، صدقة، دعاء) فهذه شكلية صورية خالية من الجوهر. والسؤال:
هل يوجد حل لئلا يقع الإنسان في المعصية (عشرات أو مئات من المرات) بعد التوبة؟ أخفّ من الإيمان في هذا الزمن الصعب، وكما يقال: (من شب على خلق شاب عليه).
هذا ليس سؤال افتراضي أو خيالي بل هو واقع يعيشه أحد الأشخاص ويستحي من ذكر اسم المعصية ويخاف أن يأتيه الموت أو الساعة وهو على هذا الحال السيئ لذلك طرح سؤاله علي وأنا بدوري كتبته وأرسلته لكم لثقتي بجوابكم الشافي لنفسه ونفسي إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثق يا أخي أن الله لن يضيعه سيصلحه ويهدي باله ويرزقه الإيمان ما دام يطلب الخلاص وكل هذه المحاولات والمجاهدات مسجّلة عند الله مكتوبة، ولن يتركها الله إن شاء سيهديه ويصلح باله، ولا يزال العبد يصدق ويصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً طالما يطلب الخلاص فهو مجاهد الجهاد الأكبر جهاد النفس والهوى. لابد أن يتوب ويقبل الله توبته ويرزقه الإيمان والتقوى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستاذي الكريم كيف السبيل للحصول على الصفاء النفسي وعدم الشرود أثناء الصلاة؟
أرجو من حضرتكم تبيان طريقة لإتباعها.  وأنا بانتظار الرد أدامكم الله.

هذه تتمّ بالاجتهاد والإيمان بالله تعالى واستعظامه من آياته الكونية وزيارة المقابر بقوانينها الطبيعية وكفى بالموت واعظاً.
وهناك مرحلة أعلى وضمانة أنّه لن يشرد أبداً بالصلاة وذلك بالحب، والذي هو سر الحياة وأقواها، فإن أوصلتنا طاعتنا لربنا وإحساننا لعباد الله أو مخلوقاته مع تفكيرنا بنعم الله حتى أحببناه تعالى ووجدنا أنه تعالى يحب حبيبه الرسول صلى الله عليه وسلم فأحببنا الله وأحببنا الرسول فالحب يجذب القلوب وتدخل عليهما فلا تخرج ولا تشرد أبداً.
جعلنا الله كلنا إن شاء الله ممن على صلاتهم دائمون.
اللهم ارزقنا جميعاً التقوى لأنّ الصلاة عندها تتمّ بالصحبة القلبية لرسول الله ومن كانت نفسه بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلها على خالق الجمال والجلال موجد كل بهاء وجمال فلن تستطيع أن تخرج بصلاتها أو أن تشرد أبداً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهدنا أنّ الحجاج في بيت الله خليط من الرجال والنساء يطوفون معاً ويصلون معاً دون أي حاجب بينهم، ونحن نعلم أن الاختلاط في الإسلام محرَّم، فما قولكم بهذا وما هو حكمه؟ وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم.

بالنسبة للحج فهو كغيره من الفرائض، فرض على البشرية جمعاء، كالصيام مثلاً، فقد فرض على الذين من قبلنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
لكن مع مرور الزمن تهاون الناس في هذه الفريضة شيئاً فشيئاً، حتى تركوا أصولها وتغيّرت، فجاء الإسلام وأعاد الصيام إلى ما كان عليه.
كذلك الحج، فهو بالأصل لا يوجد فيه اختلاط بين الرجال والنساء، لقد كان يوجد وقت مخصّص لطواف الرجال مثلاً ووقت مخصّص لطواف النساء.
إلا أنّه ومع مرور الزمن تهاون الناس في هذا الأمر، وذلك لعدم فهم الحكمة من هذا الفصل بين الرجال والنساء، ولعدم فهم الحكمة من الحجاب. لذلك صار هذا الاختلاط الذي تراه في الحج.
وكل من يذهب إلى الحج فهو ونيّته، فالله يكتب له أجره وينيله ثوابه وما هو أهله، والأجر على قدر الصبر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الماضي وكما نعلم أنه لا وجود للطائرات ولا للسيارات وكانوا الحجاج يذهبون لبيت الله لأداء مناسك الحج سيراً على الأقدام ويتحمَّلون أهوال التعب والمشقة، أما الآن فكل شيء تغير أصبح الذهاب والإياب في بضع ساعات دون أي تعب أو مشقة. فهل أجرهم مثل أجرنا؟ ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم.

بالنسبة للأجر، فالأجر يكون على قدر المشقّة، ليس أجر من يحجّ مشياً على الأقدام كأجر من يحج راكباً الجمل أو الفرس، وليس أجر هؤلاء كأجر من يحج راكباً السيارة وليس أجر من يركب السيارة كأجر من يركب الطائرة، كلّ له أجر وثواب، فأجر من يركب السيارة أو الباص الآن ويحتاج لوقت طويل ليصل إلى بلد الله الحرام أكبر من أجر من يذهب بالطائرة ويكون هناك في بضع ساعات، فالأول يتحمّل مشاق السفر أكثر فأجره وثوابه أكبر، وهكذا. والله لا يضيع مثقال ذرّة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد السؤال يا سيدي إذا وقع الإنسان في ذنوب كثيرة وضاقت به الدنيا من كثرة الذنوب فكيف يرجع إلى الله وكيف يقف بين يديه وهو موقن بأنه مخطئ؟ ما السبيل للمصالحة؟ مثال: (كإنسان وقع في البحر وهو لا يعرف السباحة فكيف له أن ينجو؟).
أرجو الرد على سؤالي لأن نفسي ضاقت من الدنيا وما فيها من خبث وظلم وشكرا.

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. سورة الزمر الآية: (53).
والتوبة النصوح تمحو الخطايا، فأيّ من تاب تاب الله عليه، فهل هناك أفسق من فرعون وآل فرعون! فقد بعث الله لهم سيّدنا موسى وهارون عليهما السلام لعلّهم يتوبون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} سورة طه الآيات: (43-44).
فكيف بالمؤمن إن غفل وشذّ ألا يتوب الله عليه إن رجع وتاب إليه.

إن الخشوع في الصلاة وفي قراءة القرآن أصبح مشكلاً لكثير من الناس...
فما هو الخشوع (تعريفه ومعناه)؟
وكيف نخشع في الصلاة؟

لمعرفة ما هو الخشوع نحب أن نضرب لك الأمثلة التالية:
مشاهدتك لأول مرة للبحر وأنت لا تتوقع هذا المدى الشاسع الواسع للمياه، وأن المياه يمكن أن تجتمع بهذا المقدار الرهيب بامتداد لا نهائي، بالنظرة الأولى للبحر تورث نفسك الخشوع وينعكس على جسمك الذي ينسى وجوده في هذا الخضم الكبير من المياه التي لا تتناهى هذا الحال حال الخشوع.
كذلك مشاهدتك للوادي الجميل الساحر والفتّان بجباله الشاهقة وجداول مياهه الصافية الرائعة والأنهار المناسبة، فيه يورث نفسك أيضاً الخشوع.
أما مشاهدة المصلي المرتبط برسول الله لجلال الله وعظمة الله وجمال الله الذي تذوب الكائنات كقطرة ماءٍ في محيطاته الكبرى، تورث نفس المصلي أيضاً الخشوع وتنعكس من نفسه على جسده وهذا أعظم خشوع، لأن المصلي الصادق يشاهد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ورد في كتاب "درر الأحكام" للعلّامة: أنّ الميقات في مكان يدعى رابغ. ما دليلكم ولم الميقات فيها وما هو الميقات؟ 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهلّ أهل الشام من الجحفة ويهل أهل اليمن من يلملم ويهل أهل نجد من قرن، وهو لهن ولمن أتى عليهن ممن سواهم ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان بيته من دون الميقات فإنه يهل من بيته حتى يأتي على أهل مكة»
(الجحفة): وهي ميقات أهل الشام قديماً وأهل مصر والمغرب وتسمى في هذا الزمان رابغ، سميت بذلك لأن السيول أجحفتها.
أما عن الميقات: فهو المكان الذي إن بلغته أصبح الوقت لتطبيق فريضة الإحرام والدخول في أول مناسك الحج، والإحرام هو نزع الملابس المخيطة واستبدالها بإزار ورداء مقروناً ذلك بنية الحج. وتكون مباشرةُ ذلك والقيام به من أماكن مخصوصة "التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم كما مرّ ذكره أعلاه" وهي الميقات فإذا بلغ القادم من الشام مثلاً أرضاً معينة اسمها "رابغ". نزع ملابسه هناك واغتسل ثم أحرم للحج. وكذلك القادم من اليمن له مكان خاص به.
لمزيد من الشرح حول الحكمة من الإحرام يمكنك الاطلاع على بحث الحكمة من الإحرام في كتاب الحج للعلّامة محمد أمين شيخو.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد تفضل العلامة الدمشقي محمد أمين شيخو بالبيان الحق وسؤالي حول فريضة الحج: قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} سورة البقرة 197.
بما أن الغاية من الحج هي نوال التقوى، فلماذا يأمرنا الله تعالى بالتزود بها قبل الحج؟ وما الفائدة إذاً من الحج إن كنت قد نلت التقوى قبله؟
أتمنّى الإجابة على سؤالي وتوضيح معنى الآية الكريمة. ولكم كل الشكر والاحترام و دام فضلكم. 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}: مع المجموع حفظاً عليك. {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ}: يتباعد عن النساء وعن الدنيا بالكليَّة لا يلتفت إلا إلى الله. لأنك ذاهب للطاعة. {وَلاَ فُسُوقَ}: نفسك طيّبة.
{وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}: مع أحد بل يلتهي بنفسه. {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله}: كله يعلمه. {وَتَزَوَّدُوا}: من فعل المعروف كلما قرَّبت زدت مشاهدة. {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ}: منتوجها. {التَّقْوَى}: كلما أقبلت استنرت. {وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}: يا مؤمن اسعَ في هذا الطريق، ثابر، الدنيا مدرسة، كلما اجتهدت نلت: أولي الألباب: كل من فكَّر فعقل ورأى أن لا إله إلاَّ الله فكيفما تحوَّل يرى الله معه، يده تتحرك بالله وعينه تنظر بالله: إن صرت مؤمناً سر إلى الحج لتصل للتقوى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يُحرم من أراد أن يضحي وكيف يُحرم هل يكون كإحرام الحج بعدم قص الشعر والأظافر والمعاشرة؟ ومتى يبدأ الإحرام وما الغاية منه؟

يا أخي أنت قلت كيف يحرم: إذا لبس الإحرام سيكون أعجوبة للناس وهو في غير مكان الحج، وإن تباعد عن زوجه فيؤخذ هذا بالهجر والظن أنه سيطلقها ويتزوج غيرها، وتوقعه في مشكلة زوجية وهو في غنى عنها، بل وقد يسخر الناس ويضحكون منه. ودين الإسلام ومظاهره كمال وأكمل الكمال، فإن قام بهذا في غير مواضعها فهذا شذوذ وتضعه في موضع الاتهام والسخرية عند الناس وهذا مالا يليق بمؤمن إذ (رحم الله امرأً جب المغيبة عن نفسه) فلو قمنا بهذه المناسك كلُّ أمة في قطرها لبطل الحج الصحيح ومناسكه وهو ركن أساسي من أركان بناء الإسلام. ولا أصل لها في الدين ولم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام بإجراء مناسك الحج في المدينة المنورة أو الشام أو غير مواضعها.
أما الذين يضحّون وهم في بلادهم إنهم يشاركون الحجيج بالتضحية أما بقية الأمور والمناسك فلا تصح إلا في أمكنتها ومواضعها التي خصصها الله تعالى، وإنما تحدث كلها بأحوال وأذواق وأشواق نفسية دون قص الأظافر أو الشعر أو عدم الغسل أو ثياب الإحرام فهذه لا تصح إلا في أماكنها.

بسم الله الرحمن الرحيم (((تنويه))) هذا سؤال قرأته على أحد المواقع الإسلامية، فأنا أرى أنه قد يكون سؤال أناس كثر وللفائدة نقلته لكم لتجيبوا ويطمئن قلب قوم مؤمنين، فإذا رأيتم فيه النفع فأفيدونا:
سؤال من بنت الإسلام ذات 17 ربيعاً من بيت المقدس إلى شيخي الفاضل لتعلم يا شيخ أني لم أكن لأسمح لنفسي بأن أقتطع من دقائقك الغالية.. لولا أني في حاجة ماسة لعونك بعد الله، فاحتملني يا شيخ.. وليكن عزاؤك في ذلك أنك إن أعنتني بما تستطيع؛ كان الخير في الدنيا إن شاء الله حيث سأصلُحُ وأصلِح، وفي الآخرة الأجر العظيم والثواب الجزيل حيث أن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم. ثم إنك يا شيخ عودتني أن تعطيني من غير طلب مني.. وأنا الآن في حاجتك بعد الله في زمن عز فيه الرجال المخلصون والعلماء العاملون، فهلا تكرمت يا شيخي بأن تعيرني انتباهك جيدا.. لأني لست متأكدة من أني سأوصل مرادي بوضوح، إذ إن سؤالي ليس عن حكم محدد، أسأل الله أن يفتح علي وعليك ويهدينا إلى صراطه المستقيم...
الجزء الأول: محدثتك يا شيخ من قوافل العائدين إلى الله المستسلمين له بفضله وكرمه، كيف حدث ذلك.. أقصد كيف هداني الله إليه بالضبط لا أعرف، ولكن المهم أني الآن كلي قناعة بأنه لا ملجأ لي ولا مفر إلا إلى الله، وأن الإسلام هو الطريق الحق الذي عليَّ أن أسلكه لأنجو في الدارين. ولكن مشكلتي بوجهها الأول هي أني لا أعرف لماذا؟ أي لماذا الإسلام والإيمان والالتزام هو الطريق الصحيح لا غيره؟ ولم يكن تساؤلي هذا لأن عندي ريبة من صحة هذا الطريق لا سمح الله، أبداً فأنا أقر وأؤمن وأوقن أنه الطريق الحق، لكني أريد معرفة أسباب أنه الطريق الصحيح أولاً لأثبت عليه في وجه أي معيق أو داعٍ إلى طريق غيره، وثانياً حتى أعرف ما أقول عندما أدعو غيري لهذا الصراط المستقيم أو أذب أي شبهة أو تهمة باطلة عنه، وثالثاً وهو الأهم حتى أُثَبِّت قناعتي وإيماني بهذا الطريق.. لأن إتباعي لهذا الطريق لم يكن عن سعي إليه وبحث عنه حتى وجدته واتبعته.. إنما كان ذلك لأن الله هداني إليه كما أسلفت، أو لأني ولدت لأبوين مسلميْن أو لأني لم أجد غيره من الطرائق، وأيًّا يكن فأنا لا أريد أن يكون إتباعي للإسلام إلا عن اقتناع تام بأنه السبيل الوحيد الذي لا حياد عنه لأنه ما من طريق صحيح إلا هو.. وذلك عبر الأدلة والحجج والبراهين التي لا تدع أي مجال لأدنى ريب.. وهكذا يكون سؤالي الأول: لماذا على الإنسان أن يتبع الإسلام وليس غيره؟ أود أن أعلم شيخي الفاضل أني أفهم أكثر إذا بُسِّطت لي الإجابة عن هذه المسألة على شكل حقائق متتابعة منطقياً، يعني مثلاً تقول: "الله هو خالقنا.... لذلك هو أعلم بنا وبما يصلحنا.... لذلك علينا أن نتبع طريقه...الخ..."، مع التأكيد يا شيخي على تبرير كل الحقائق التي تحدثني عنها بأمور تتفق عليها عقول جميع البشر وليس المسلمين فقط، أقصد يا شيخي أن تعتبر أنك تخاطب شخصاً من غير المسلمين (ألف الحمد لله على الإسلام) ولكن ذلك يقنعني أكثر حيث تحدثني من غير اعتبار الثوابت التي نؤمن بها كمسلمين مثل أن الله خالقنا، وأن الإسلام هو دين الله.. الخ.. فأنا أبغي أصلاً معرفة أدلة هذه الثوابت، أبدأ معي من الأصول والأساسيات بوصفي إنسانة فحسب، وتريد أنت أن تقنعها بدينك الإسلام، يعني مثلاً في المثال الآنف الذكر لا تقل: "الله خالقنا" وتصمت، بل قل "الله خالقنا لأن واحد اثنان ثلاثة من الأدلة والحجج التي تقنع كل الناس وتقطع الطريق على أي مجادل". حتى تبلغني حاجتي يا شيخي جزاك الله عني كل خير.
أما الوجه الثاني لمشكلتي فهو يا شيخي الكريم: أنه كنتيجة منطقية لقناعتي التامة بأن الإسلام هو الصراط المستقيم الذي عليَّ أن ألتزمه. فإني أتوق لمعرفة كنه هذا الصراط.. معالمه.. أساسياته.. أي مصطلح يعبر عن شكل هذا المنهج الرباني، حتى أتحراه واتبعه وأطبقه كما هو وكما أراده الله مُشَرِّعه. أي وباختصار أنا أريد وصفاً.. أو شرحاً.. أو توضيحاً.. أو رؤية عامةً.. سمّها كما شئت لهذا الطريق الذي اقتنعت به وقررت ولوجه، وسأضرب لك مثلاً لتوضيح مرادي: الآن لو أراد صاحب مشروع أن يشرك معه شخصاً في مشروعه.. ماذا يفعل لجعله يوافق؟ أولاً يحدثه عن جدوى هذا المشروع (كما ستفعل أنت معي عندما تجيبني عن سؤالي الأول)، فإذا اقتنع؛ ماذا سيفعل صاحب المشروع؟ هل يقول لذاك الشخص هيا فلنبدأ بالتنفيذ عليك أن تقوم بواحد اثنان ثلاثة؟ أم أن عليه قبل هذه الخطوة أن يطلعه على مخطط أو تقرير مفصل أو دراسة للمشروع؟ بحيث يرى هذا الشخص المشروع رؤية عامة تعينه على فهم شامل وتعرف أكثر على كنه هذا المشروع.. ومن غيرها سيكون تائهاً لا يدري أين هو من هذا المشروع، وبماذا يبدأ، وما هي أمثل الطرق وأقصر السبل لتحقيق أهداف المشروع، وما هي الأمور التي ستعينه على أداء أفضل وعليه استغلالها، وما هي المعيقات، وكيف سيتغلب عليها، و..و..و.. أرجو يا شيخي أن تكون الصورة قد اتضحت الآن، نحن في هذه المرحلة بالضبط.. إذن أحتاج الآن لـمخطط عام يقدم لي نظرة شاملة لمنهج الإسلام الحنيف.. حتى لا أبقى أسير مكبة على وجهي على غير هدى، إنما أريد أن أكون على علم وعلى هدى من طريقي، وأين أنا منه أصلاً في هذه اللحظة. مثلاً يتضمن هذا المخطط أهداف الإسلام (لأتحراها في كل خطوة ولا أغفل عنها في أي لحظة) ومراحل طريقه (كي أعرف ماذا ينتظرني وأكون مستعدة له) والمعينات (حتى أستغلها ولا أضيعها) والمعيقات (لأقي نفسي منها وأعالجها إن أصابتني) وأمور أخرى أنت أعلم مني بها.
وأخيراً إلى الوجه الثالث لمشكلتي.. وأظنك عرفته يا شيخي من مثل صاحب المشروع، أجل هو ذاك: ماذا يتعين علي أن أفعل الآن؟ بعد أن اقتنعت بهذا المنهج ثم اطلعت عليه بصورة عامة.. حان وقت التفاصيل، أعني أنني وصلت مرحلة الاستعداد لتلقي المنهج حتى أطبقه.. أو دخلنا حيز التنفيذ بلغة أصحاب المشاريع، فهيا يا شيخ أملِ علي ما أمرني به ربي.. لعلك تتساءل يا شيخ: "ما بال هذه المغفلة تسألني عما أمرها ربها وما يتطلبه إسلامها؟ ألا تعرف ما عليها من صلاة وصيام وحجاب و..و..و..؟" والجواب بلى يا شيخ أنا أعلم هذه الأمور. ولكن ما أبغيه أشمل من هذه الأمور بكثير، الآن لو أنا صليت وصمت وتحجبت فقط لا غير.. هل أكون قد أديت حق الله علي؟ أو طبقت كل ما أمر الله به؟ طبعاً لا، فالإسلام منهج حياة يتدخل في كل شؤون الإنسان.. طيب كلام جميل، أنا أريد هذه الأمور جميعها التي تجعلني مسلمة حقاً في كل شيء، لا في الاسم أو الشكل فحسب، بل مسلمة قلباً وقالباً وتفكيراً وتأثيراً وكل شيء، وحتى أكون كذلك.. يجب أن تتوفر فيّ مقومات أو أساسيات أو شروط.. تؤهلني لأكون مؤمنة ومسلمة حقاً، وأنا أريد معرفة هذه الأمور بدقة لأطبقها. فمثلاً يا شيخ، لو كان هدف أحدهم أن يصبح معلماً للتجويد، فإن عليه أن يدرس ويتمرن على أمور محددة، وإذا أتقنها يكون قادراً على تحقيق هدفه، هذه الأمور محصورة ومحددة ونستطيع إحصاءها ورسم خطة للتدرب عليها. وهذه بالضبط هي مشكلتي.. أي أني لا أستطيع إحصاء ما علي إتقانه لأصل لهدف الإسلام، فأنا أسمع محاضرة عن الحياء مثلاً أطبقه يومين وأفتر، ثم أسمع درسا عن الخشوع في الصلاة أطبقه يومين وأترك، ثم.... وهكذا، لا يوجد عندي خطة أو برنامج أو نظام أسير عليه وأحقق أهدافه أنا لا أطلب منك يا شيخ أن تقول لي: "عليك بالصلاة التي شروطها كذا وأركانها كذا وأوقاتها كذا وبالزكاة التي أنصبتها كذا ومصارفها كذا و...الخ..."، لا، أنا لا أريد التفاصيل.. هذه أنا أتكفل بالبحث عنها، وبنفس الوقت أرجوك رجاءً حاراً ألا تجيبني بقولك: "أمرك ربك بعبادته" أو "يتطلب إسلامك أن ترضي الله ولا تسخطيه"، أبداً لا أريد هذا إنما إن أردت أن تجيبني هكذا ففي سؤالي الثاني وليس هنا، صحيح أني لا أريد التفاصيل ولكنني أيضاً لا أفهم الإجمال بتاتاً، أنا ما أرومه هو أمور محددة أطبقها فأحقق هدف الإسلام -الذي هو عبادة الله وإرضاؤه-، يعني مثلاً عندما قال نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم حديث: "بني الإسلام على خمس:........"الحديث ، لم يفصل ولكنه أيضاً لم يجمل، استعمل معي هذا الأسلوب لو سمحت. لابد أنك من خلال ما قرأت قد عرفت سيدي أني ما أريده هو أن أسلم من جديد.. أجل فأنا لا يعجبني ولا أرضى بإسلام الهوية هذا الذي أنا عليه الآن، وكل هذا الكلام السابق كان حتى أحصل منك على طريقة أو منهج واضح ومحدد هو الذي أمرنا الله بتطبيقه، أعلم أن طلبي هذا غريب، وقد أكون أول سائلة له ولكن.. أنا لدي أسبابي التي جعلتني أسأل مثل هكذا سؤال: أنا يا شيخ على قدر من الالتزام بفضل الله، يعني مثلاً محدثتك محجبة، تصلي النوافل وبالليل، وتصوم النافلة أيضا، متفوقة في دراستي بحمد الله، عازفة عن الأغاني والأفلام وكل هذه السخافات، وقد أفاجأك إذا أخبرتك أني حافظة لكتاب الله عزّ وجل بمن الله وكرمه.. ولكن مع ذلك أشعر أني تائهة ولم ألج صراط الله المستقيم بعد.. تقول كيف ذلك؟ وأنا أجيبك وأسأل الله أن أفلح وتفلح: لا أدري إن كان هذا العيب في شخصيتي أم ماذا، ولكني على كل حال لا أفهم يا شيخ أي نظام إذا بدأت من جزئياته، يعني حتى لو طبقت بعض جزئيات (فروع) الإسلام مثل الذي ذكرت لك الآن؛ فإني لا أشعر أني أديت حق ربي وديني علي كما يجب، لأني أحس أنه ما زال هناك أمور ناقصة لم أؤدها بعد، (فمثلاً أنا لا أتقن الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل عند الله، ولا تنعكس قناعاتي على سلوكي بمعنى أني أقول ما لا أفعل، [فمثلا أنا أعرف أن الملتزم عليه أن يحسن إلى الآخرين من غير الملتزمين تماماً حتى لو أساؤوا هم إليه حتى يحببهم في الدين.. ولكني لا أطبق هذا، أعرف أن الله أعلم بما هو خير لنا ويسوقه إلينا حتى لو لم ندرك ذلك، ولكني سرعان ما أجزع إذا حلت مصيبة بالمسلمين وحتى لو تمالكت نفسي وبدأت أدعو ربي فإن ذلك يكون من غير تركيز أو يقين من الإجابة) وهذا الشعور الصعب (أي عدم الثقة بإتمام تطبيق الإسلام) يقودني إلى ما هو أصعب وهو وضعي الآن: فلا تسل عن حالي لا أركز في شيء بتاتاً، لا صلاة بخشوع، لا صيام أعطيه حقه، لا قرآن عدت أستذكره جيداً، حتى دراستي بدأت أتراجع فيها في الوقت الذي علي أن أتميز لأعزّ ديني بعد أن أعزني الله به طويلاً (أنا في الثانوية العامة).. وكل هذا سببه أني أشعر أن حياتي بغير نظام ولا هدف محدد ولا منهج أو طريقة واضحة أسير عليها.. لذلك كانت هذه الرسالة حتى تدلني يا شيخي على أساسيات وأصول هذا الدين فأتدرب عليها وأحققها في نفسي حتى أهدأ وأكون مطمأنة أني أديت ما علي. وجزاك الله عني كل خير وجزاكم الله عنا كل خير.

الأخت الكريمة جزاك الله خيراً على طرحك لهذا السؤال. وعلى متابعتك واهتمامك بأمور المسلمين والشعور بمعاناتهم والحرص على نفعهم وفائدتهم.
إنّ السؤال الذي طرح يحتاج بحثاً كاملاً لإيفائه حقّه من البحث والبيان.
لذا فنحن نوصي أختنا الكريمة، بأنّ كلّ من يدور بخلده مثل هذه التساؤلات أن يطلع على كتاب "الإيمان، أوّل المدارس العليا للتقوى" للعلّامة محمدّ أمين شيخو قدّس سرّه. وسيجد من يعاني من هذه التساؤلات مرتعاً خصباً للعلم الحقّ المبين لكل ما هو مستغلق أمامه وآفاقاً جديدة للمعرفة التي لا يطمئنّ القلب إلا بها ولا تسعد البشرية إلا إذا سارت بأصولها، وسيجد أنّ كل هذه التساؤلات قد انحلّت وتجلّت أمامه بشكل واضح لا يعتريه غموض أمامه.
كما يمكن للباحث أن يزداد توسّعاً في البحث بالاطلاع على كتاب درر الأحكام للعلّامة أيضاً، وسيجد فيه أموراً وحكماً علية من كل أمر من أمور الدين وسيعرف وسيعلم علماً يقينياً لمَ عليه أن يسير بالحقّ لا بسواه.
علوم العلّامة الكبير محمّد أمين شيخو حجّة الله على العالمين ففيها الشفاء للقلوب والعلوم اليقينية للأفكار والنجاة في الدنيا والبرزخ والآخرة والفوز بالجنات بالدنيا وبعد الانتقال: لمن يطبقها عملياً ترفعه لمراتب الكمال ومنازل العظماء والتجربة والتطبيق أكبر برهان.
يمكن لمن يتساءل ويخطر له مثل هذه التساؤلات بعد أن يطلع على هذه الكتب المفيدة إذا بقي شيء من هذه التساؤلات بأن يستفسر عن كل شيء لم يتّضح بعد عنده.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤال: كيف أؤمن أرشدوني خطوة بخطوة قولوا لي افعل كذا لحين كذا وبعدها كذا وكذا.

أولاً: على الإنسان أن يختار وقتاً للتفكّر في خلق السموات والأرض يكون فيه صافي النفس والذهن غير منشغل البال بالأعمال وبهذه وتلك، مثلاً في جوف الليل بعد نوم مريح للجسد.
وعلى الإنسان أن يتفكّر في مصيره المحتوم في هذه الحياة وإلى أين هو ذاهب في غياهبها المجهولة!
وما ذاك إلا لتوقن نفسه من فراق هذه الدنيا الذي هو حتماً لابدّ منه فلم يخلد أحد قبله، لا فقير ولا سلطان ولا نبي، هذه نهاية محتومة عندها لا يبقى لديه أدنى انشغال بزخرفها ومتاعها الزائل. وبهذا التفكير يتم اجتماع النفس مع الفكر ويكون التفكير بهذه الحالة مجدياً منتجاً للعقل، إذ لا يمكن للنفس أن تعقل حقيقةً ما وتتمثّلها إلا إذا كان لها اهتمام بالغ بها.
واهتمام النفس بحقيقة الإيمان لا يتم بشكل أو بآخر إلا إذا قرّرت الأخيرة معرفة أسرار الوجود وحقيقة ومغزى خلق الإنسان فيه والتعرف على مبدعه ومسيره العظيم؛ وهذا لا يحصل إلا إذا أيقنت النفس بأن لها يوماً ستفارق في هذه الحياة وترحل عنها إلى دار لا تعلم عنها شيئاً، بل يجب أن تعلم عندما تتوصل لوجود الإلۤه شهوداً.
ثمّ يبدأ الإنسان بأن ينظر في نفسه ويتفكّر في ذاته ممّ خُلق، وكيف تكوَّن في بطن أمه حتى صار إنساناً سوياً. وعليه أن يتابع بفكره الأطوار التي تنقَّل فيها والمراحل التي مرَّ عليها فمن نطفة إلى علقة، ومن علقة إلى مضغة، ومن مضغة إلى إنسان سويٍّ كامل الهيئة تام التركيب يحار الفكر في كمال صنعه ويقف حائراً أمام عظمة كل جهاز من أجهزته وحاسة من حواسِّه ولا يسعه إلا أن يخرَّ ساجداً لعظمة تلك اليد التي عملت على تكوينه وإحكام صنعه.
فإذا ما نظر في نفسه هذه النظرات جنيناً في بطن أمه وأتبعها بنظرات أخرى تدور حول أيام طفولته الأولى مولوداً صغيراً يوم كان يأتيه الغذاء من ثديي أمه لبناً سائغاً كامل التركيب في المقدار منظّم المعايير متوافقاً في نسبته الغذائية مع تدرجه في النمو يوماً بعد يوم بحسب ما يتطلبه جسمه ويحتاج إليه. أقول: إذا نظر الإنسان في نفسه هذه النظرات، وفكَّر هذا التفكير وتابع ذلك وتوسَّع فيه لا شك أن تفكيره هذا يرشده ويهديه إلى أن هناك يداً عظيمة صنعته وخلقته وعنيت بتربيته منذ أن تشكَّل وخرج إلى هذا الوجود وهي ما تزال مستمرة العناية به قائمة بالتربية عليه. إن هذه النظرات في البداية وفي أصل التكوين لها أثرها لا بل عليها يتوقف الإيمان بالمربي. ومن لم ينظر هذه النظرات في أصله، ومن لم يتعرَّف إلى بدايته فما هو من الإيمان الصحيح اليقيني بربه في شيء.
قال تعالى معرِّفاً إيانا بطريق الاستدلال على معرفة المربي بما أشارت إليه الآيات الكريمة في قوله سبحانه: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبيلَ يَسَّرَهُ} سورة عبس: الآية (17-20).
{فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُلْبِ والتَّرَائِبِ} سورة الطارق: الآية (5-7).
{وَلَقَد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَكينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقينَ} سورة المؤمنون: الآية (12-14).
ثانياً: أما وقد عرف الإنسان خالقه ومربيه وتبدَّت له عظمة ربّه فلا شكَّ أن ذلك يقوده إلى التوسُّع في التفكير وينتقل به إلى النظر في نهايته كما نظر في بدايته فيتساءل في نفسه؛ ما بال فلان قد قضى نحبه؟ وما بال فلان لم يطل به أمد الحياة؟ وأين فلان وفلان وما بقي لهؤلاء الذين فارقوا هذه الحياة من العزّ والسلطان؟ وأين هم من متع الحياة وشهواتها وجميع ما فيها من ملذَّات؟ وإذا كان الموت نهاية كل إنسان ومصيره المحتوم وإذا كانت مساعي الإنسان جميعها تصل به إلى هذه النهاية مهما امتد العمر وطال، فما في الحياة من أمل، والخاسر الذي يسترسل فيها دون أن يتعرَّف فيها إلى ما وراءها.
وهنا وبمثل هذا التفكير في النهاية، والمصير إلى القبر وما فيه من رهبة ووحشة تخاف النفس مجدّداً وتلتجئ إلى الفكر بصدق كبير لكي تتعرّف بواسطته إلى الحقيقة. فلمَ جاء الإنسان إلى هذا الوجود؟ وما هذه اليد التي خلقته وأرسلته إلى هذه الدنيا ثم كتبت عليه الموت ومفارقة الحياة؟! وينشد الإنسان هذا النوع الجديد من المعرفة ناظراً في أصله لما كان نطفة فيقول: هذه النطفة التي منها أنا، منها خلقت وتكونت، إن هي إلا خلاصة ألوان شتى من أطعمة وفواكه وأثمار تجمّعت هذه الخلاصات ومنها خُلقت، فمن أين جاءت هذه الأطعمة؟ ومن الذي خلق هذه الفواكه والخضر والألوان؟ وما هذه البذور المختلفة؟ ومن أين جاءت؟ ومن الذي ألقى بها على سطح الأرض؟ ما هذه التربة التي اشتملت عليها؟ وكيف تكوَّنت؟ ما هذه الأنهار؟ ما هذه الأمطار؟ ما هذه الشمس؟ ما هذا الليل والنهار؟ ما هذا السير الدائم؟ ما هذه الحركة المستمرة المنتظمة في هذا الكون؟ ما هذه الدورات المنظمات؟ بل ما هذه اليد التي تدير هذا كله لتتأمن حياتي ولتتوفر أقواتي ويستمر وجودي؟ أليس هذا الكون كله وحدة مترابطة الأجزاء متماسكة الأجرام؟ أليس ذلك كله يعمل ضمن قانون ونظام؟ أما لهذا الكون من يديره! وقدرة عليا مهيمنة تشرف على ملكوت السموات والأرض ولا يعزب عنها من مثقال ذرة! وهنا ينتقل هذا الإنسان إلى هذه النقطة الجديدة فتعقل النفس عظمة هذه الإرادة العليا، والقدرة التي لا حدَّ لها والتي نظَّمت الكون بما فيه عُلْويّهُ وسفليّه، جليله وحقيره، صغيره وكبيره تدرك النفس طرفاً من عظمة الله تعالى وتعرف أنه لا مسيّر غيره ولا متصرف في هذا الكون إلا الله إنها تدرك حقيقة كلمة (لا إلۤه إلا الله) فتعلم أن التصرُّف بيده وحده وليس لأحد من حول ولا قوة إلا به وليس من حركة إلا بإمداده ومن بعد إذنه.. فلا تهب رياح ولا تتراكم غيوم ولا تهطل أمطار، ولا تشرق شمس ولا تدور أرض ولا يتعاقب ليل ونهار، ولا تدب دابّة، ولا تنبت نبتة، ولا تنعقد ثمرة، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه تعالى ومن بعد إذنه. ويتسع أفق التفكير لدى هذا الإنسان فيرى أن اليد لا تتحرك حركة وأن الرجل لا تنطلق خطوة، والعين لا تطرف طرفة، والأذن لا تسمع همسة، واللسان لا ينطق ويلفظ كلمة إلاَّ بإذن الله وبحول وقوة منه. فهو مسيّر الكون ومسيّره وممدّ الكون، وهو الإنسان جزء من هذا الكون فهو بيد مسيّر الكون وممدّه، والإلۤه قريب وحتماً مع الكون ومعه.
يدرك هذا الإنسان ذلك كله عندها تدخل النفس في حصن الاستقامة فتجد أن الله تعالى معها ومشرف عليها بل هو الممدُّ لها في كل لحظة وحين لا يحول ولا يزول فحيثما حلَّ هذا الإنسان وارتحل وأينما سار وانتقل. وكيفما نظر وأنَّى اتَّجه يرى الله تعالى معه، وأنه شاهد عليه فهو سبحانه ناظر رقيب، وسامع قريب، وبه قيام وجود الكون بجميع ما فيه وهو أقرب إلى الإنسان من نفسه التي بين جنبيه.
قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ} سورة ق: الآية (16). هذه هي المرحلة التي يفضي إليها الإنسان، وهذه هي الحقيقة التي يعثر عليها من بعد تفكيره المتواصل يعقلها عقلاً، ويصبح إيمانه بكلمة (لا إلۤه إلا الله) مبنياً على علم ومشاهدة لأنوار الله ولحضرة الله. كما أمر سبحانه وتعالى بذلك، إذ قال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلۤه إلاَّ اللهُ..} سورة محمد(19).
وهذا النوع من الإيمان هو المطلوب من كل إنسان وذلك هو الإيمان الحق الذي يحجز الإنسان عن المعاصي والموبقات. وفي الحديث الشريف: «كفى بالمرء علماً أن يخشى الله» الجامع الصغير /6240/ للبيهقي في شعب الإيمان، وقال تعالى: {..إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ..} سورة فاطر: الآية (28).
وإلى ذلك أشار صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف: «من قال لا إلۤه إلا الله مخلصاً دخل الجنة، قيل: وما إخلاصها؟ قال أن تحجُزَهُ عن محارم الله» رواه الطبراني في الأوسط الكبير.
ولا يحجزه إلا الشهود لوجود الإلۤه ولن يحجز إن كان مسيئاً بعمله أمّا إن كان محسناً ابتغاء رضاء الله فسرعان ما يصل لحضرة الله ويشاهد مشاهدة قلبية يقينيّة تحجره عن كل أذى لأيّ مخلوق فهم صنع ونسيج الإلۤه عندها يكسب الثقة باستقامته وإحسانه {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} سورة الأعراف (56). فتحصل له الصلاة التي تنهاه بما فيها من أحوال وأذواق وبوارق عن الفحشاء والمنكر.
هذه الطريق التي سلكها سيدنا إبراهيم العظيم عليه السلام وكافة الرسل الكرام عليهم السلام. وهذه هي الطريق المشار إليها في القرآن الكريم.

إن قصة العلّامة الكبير مع الباشا قصة تهزُّ المشاعر ويقشعرُّ لها البدن. الرجل الذي رآه العلّامة في قبره وكأنه حيٌّ يُرزق وهو بالحقيقة متوفي منذ أربعين سنة مقارنةً مع جثّة الباشا المتعفنة والذي مضى على وفاته أسبوع فقط. حادثة رهيبة حقّاً!! وسؤالي: هل ينطبق هذا الموقف على عامة البشر؟ وأيضاً من ذا الذي يخاف الموت ومن ذا الذي لا يخافه؟ وهل الموت أمر مخيف؟ أم أنه على الإنسان أن يكون دائم التفكير بالموت وأن يحسب له كل حساب وأن يستعدّ له في كل الأوقات؟
الإنسان الطيّب. الإنسان النبيل. هل يخاف الموت؟ وهل ينبغي عليه أن يخافه؟
كل ما أتمنّاه إجابتي وإعطاء الصورة الواضحة والحقيقية للموت.

بالحديث الشريف (كفى بالموت واعظاً) و (أكثروا من ذكر هاذم اللذات): أي الموت، فإن استطعت أن تزور المقابر وتقرأ الفواتح صباحاً ومساءً، أي: بعد الشمس وقبل الغروب وبذلك تتقرب نفسك إلى الله وتبتعد عن محبة الدنيا الدنية المهلكة وتصاحب أهل الله وتبتعد عن الذين أوتوا الشهوات لأن صحبتهم تؤدي بنفسك إلى الهلاك فإن فعلت كُفيت واستقمت وتيسرت أمورك ونجحت في الدنيا والآخرة وهذه نصيحتي وكفى.
لابدَّ لكل إنسان من أن يتعرض خلال حياته إلى مواقف ومشاهد للموت، فمن منا لم يمت له عزيز أو صديق أو قريب حميم، فهذه المشاهد دائمة التكرار على جميع الناس.
جعلها الله عبرة وموعظة تذكر الإنسان وتوقظه من غفلته واسترساله في غمار دنياه لذلك جعل الله تعالى الموت تباعاً واحداً تلو الآخر، لكي يقف الإنسان أمام هذه الأحداث موقف المتفكِّر المتأمِّل الباحث عن الحقيقة ولسان الحال يقول لابدّ لكل ناظر مشاهد من اللحاق بهذا الركب الأول والنزول إلى ما نزلوا إليه فيا أيها الإنسان حاسب نفسك قبل أن تحاسب، وتهيأ لمثل هذا اليوم الذي حلَّ بغيرك ولابدَّ أن يحلّ بك يوماً ما، فمن خاف على نفسه سوء المصير وظلام القبر ووحشته يعمل ما يقيه الظلام وما يبدله بعد خوفه أمناً، إذ أنّ خوفين على إنسان لا يجتمعان. من خاف في دنياه وقاه الله الخوف يوم الفزع الأكبر.ومن بقي ساهياً لاهياً في الدنيا ولم يفكر في لحظة الرحيل والانتقال من عالم الفناء إلى دار البقاء هذا هو المغفل المغبون حقاً.

ومن يبعْ آجلاً منهُ بعاجلهِ      يَبِنْ له الغُبن في بيعٍ وفي سَلَمِ